تويت
في أكناف بيت المقدس البقعة المباركة التي تهوي إليها أفئدة الناس ‚أرض الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى و زكريا ويحي وغيرهم – عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- فهي عند الله كمكة .
في أكناف بيت المقدس المسجد الأقصى مسرى نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - قال تعالى:-سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آيتنا انه هو السميع البصير- الذي هو ( وديعة محمد صلى الله عليه وسلم عندنا وأمانة عمر في ذمتنا وعهد الإسلام في أعناقنا . فلئن أخذها اليهود منا ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون )نقلا عن : بناء النسق الفكري عند الإمام الإبراهيمي ص/ 96 .
في أكناف بيت المقدس ولدت دولة كبيرة – من غير مخاض - عنصرية مختلطة بشعوب يهودية غير متجانسة ‚متفاوتة في بيئتها الاجتماعية ‚تستريح فيها الطبقية و الحزبية ‚ ترى الناس فيها كأنهم خشب مسندة تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ‚فيها أمة من أكثر الناس طمعا وجشعا وعبودية للمال .
في أكناف بيت المقدس انطلقت الانتفاضة المباركة التي هي بمثابة الفجر الذي يزحف على ليل الاحتلال ليعيد المجد لأمة تمتد طولا وعرضا لتستوعب مليار وثلث المليار مسلم ‚ليكون معلما فاصلا في صراع الإسلام مع أهل الكتاب والذي يمتد إلى قيام الساعة ‚نور هذا الفجر هو الجهاد في سبيل الله وليس المفاوضات العبثية التي هي كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ف ( الجهاد في سبيل الله هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وتخليص بيت المقدس, وهذه هي الحقيقة على مر التاريخ , فما خرج الجبارون ودخل المؤمنون إلى الأرض المقدسة إلا بالجهاد , وما فتح المسلمون بيت المقدس إلا بالجهاد , وما أخرج الصليبيون من فلسطين إلا بالجهاد , ولن يخلص بيت المقدس إلا بالجهاد في سبيل الله ,وما سوى ذلك فهو طريق مسدود , وضياع للأنفس والأموال والأوقات) رؤية إستراتجية في القضية الفلسطينية ص/51 .ط :مكتب مجلة البيان . .
في أكناف بيت المقدس طائفة آمنت بربها صامدة على الحق صمود الجبال الرواسي التي أدهشت العالم بالإباء رغم تآمر القريب قبل الغريب ومع ذلك فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقد قال فيهم الصادق المصدوق – صلى الله عليه وسلم - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين ! لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك , قالوا : يا رسول الله وأين هم ؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس رواه ابن عساكر من حديث أبي هريرة والطبراني في الكبير من حديث مرة البهزي وابن جرير من حديث أبي أمامة واللفظ له وأخرجه ابن حسام في كنز العمال برقم : 37893 .قال الهيثمي في مجمع الزوائد :رجاله ثقات . .قال محدث الديار الهندية الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي : فهذا صريح في أن تلك الطائفة الظاهرة هم المجاهدون الذين يقاتلون على الحق .اه .
في أكناف بيت المقدس مدينة عظيمة اسمها غزة قال عنها السفاح مناحيم بيغن : أريد أن أستيقظ في الصباح فأرى غزة قد ابتلعها البحر ‚فابتلعه الموت قبل أن يبتلع البحر غزة.
هذه الغزة تبهرنا في قدرتها على الحياة والصمود رغم الموت والحصار المطبق بيد الشقيق قبل العدو‚ وفي الوقت نفسه تشعرنا بالخجل والعار أمام عظمتها التي أصبحت حديث الشرفاء والمناضلين وطلاب الحق في أرجاء العالم، أولئك الذين لا يضعون شروطا عليها وهي تجوع وترفض في أن تأكل بثدييها
تعليق