حول ما دار في لقاء (الحوار) الذي عقد يوم السبت (8/10) بين رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة وبين وفديْ الفصائل الفلسطينية في لبنان، كان لنا هذا الحوار مع ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان الأستاذ أسامة حمدان:
- ماهي الظروف برأيك التي أملت على الحكومة اللبنانية دعوة الفصائل بشكل رسمي للحوار معها؟ وما الذي تغير منذ ربع قرن حتى الآن ليحصل هذا اللقاء؟
أعتقد أولاً أن العلاقة الفلسطينية اللبنانية مرت بكثير من التقلبات خلال العقود الثلاثة الماضية، ولا شك أنها لم تكن واضحة المعالم، ولا منتظمة خلال العقد الأخير على الأقل، نحن نعتقد أن هذه بادرة جيدة لإعادة نظم العلاقة الفلسطينية اللبنانية، ونأمل أن تكون منطلقاً حقيقياً في هذا الاتجاه.
ولاشك أن الذي دفع لهذا اللقاء هو جملة التحديات التي تمر بها المنطقة بشكل عام، والقضية الفلسطينية ولبنان على وجه الخصوص، الأمر الذي يستدعي تفاهماً فلسطينياً لبنانياً، خصوصاً أن هناك نقطتيْ التقاء مهمّتين، الأولى: هي حماية حق العودة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والنقطة الثانية: هي الحرص على الأمن والسلم والاستقرار في لبنان.
من هنا أجد أن هذه الدعوة جاءت في وقت مناسب، ولو كانت متأخرة بعض الشيء، فقد سبق أن أطلقنا في حركة حماس دعوة للحوار منذ حوالي ستة أشهر. على كل حال نأمل أن نستفيد من هذه الفرصة، من أجل الوصول إلى بناء علاقة فلسطينية – لبنانية صحيحة وصحية.
- برزت اختلافات في وجهات النظر الفلسطينية – الفلسطينية خلال تشكيل وفد الحوار مع الرئيس السنيورة، مما أدى إلى تشكيل وفديْن منفصلين، الأول يمثل حركة "فتح" ومن يدور في فلكها، والآخر يمثل الفصائل التي صنّفت على أنها موالية لدمشق، هل لكم أن تضعونا في صورة التحضير للقاء، ولماذا لم يتم الاتفاق على وفد موحد للحوار؟
ما أودّ الإشارة إليه أولاً أن وفد حركة "فتح" والفصائل الأخرى، وكذلك وفد تحالف القوى الفلسطينية سبق والتقى برئيس الحكومة فؤاد السنيورة في وقت سابق، وعندما وجّه الرئيس السنيورة الدعوة للقاء الأخير، وجّه دعوتيْن للوفديْن بصورة منفصلة، وأعطى موعداً لكل وفد على حدة في ذات اليوم.
جرت محاولة للذهاب بوفد موحّد، قوبلت هذه المحاولة برد سلبي من قبل الإخوة في حركة "فتح"، إذ أصروا أن يكون الوفد برئاستهم، وأن يكون الحديث من طرفهم، وأن يكون المتحدث في الإعلام مع الرئيس السنيورة من طرفهم أيضاً، وهذا أمر غير مقبول، حين نتحدث عن وفد مشترك يتم فيه الاتفاق على كل القضايا وليس وضع شروط. هذه اللغة ينبغي أن تتغير في الساحة الفلسطينية ولم يعد مقبولاً أن يضع أي طرف من الأطراف شروطاً على الآخرين.
كنّا نودّ أن يكون هناك وفد موحّد، وهناك زيارة قريبة للأخ عباس زكي إلى لبنان، آمل خلالها أن يصار إلى إنجاز مرجعية موحّدة للشعب الفلسطيني في لبنان، بحيث أن يكون هذا الأمر من شأنها، وهذا دورها تقوم به وتضطلع به في المرحلة القادمة إن شاء الله تعالى.
- ما هي أجواء اللقاء الذي دار بينكم وبين رئيس الحكومة اللبناني؟
- يمكن القول إن أجواء اللقاء كانت إيجابية بالمجمل، وكان الحوار متّسماً بالوضوح والصراحة والروح الأخوية، الرئيس السنيورة أكّد حرصه على أن تكون العلاقة مع الواقع الفلسطيني في لبنان علاقة إيجابية، مبنية على الحوار، وليست علاقة إشكال أو صدام، وأكد أن الدولة اللبنانية ليست بوارد أن يكون هناك أي مشكلة مع الفلسطينيين، مشيراً بشكل واضح إلى أنه معنيّ بحوار دائم ومتّصل لحلحلة الكثير من الإشكالات والعقد في الواقع الإنساني والاجتماعي للفلسطينيين، وأنا أعتقد أن الخطوة الأهم التي توصلنا إليها من الاجتماع برئيس الحكومة اللبناني هي التوافق على لجنة للحوار الفلسطيني اللبناني تشكل نقطة مهمة وبداية إيجابية لمرحلة قادمة إن شاء الله.
- صدر بيان عن رئاسة الحكومة عقب اللقاء معكم يشير إلى أن الرئيس السنيورة أكد خلال الحوار على حظر السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية، ما هي نظرتكم في حركة حماس حيال هذا الأمر؟
نحن في حركة حماس نعتقد أن المطلوب في هذه المرحلة هو بناء تفاهم فلسطيني لبناني، يوفر حماية سياسية حقيقية لحق العودة، ويوفر حماية حقيقية لهذا الحق في ظلّ إصرار أمريكي إسرائيلي على شطبه وإلغائه، وفرض بدائل أخرى قد تكون توطيناً أو تهجيراً أو غير ذلك.
النقاش حول السلاح الفلسطيني يمكن أن يتحقق من خلال تفاهم فلسطيني لبناني، في إطار سياسي متكامل، يندرج في هذا التفاهم كل ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني، وأنا أعتقد أننا ونحن نتحاور مع أشقائنا في لبنان حول هذه القضية فنحن نتحاور من موقع أننا حريصون على ذات المصالح، وبالتالي فإن هذه التفاهمات لن تكون على حسابنا وإنما لصالحنا كفلسطينيين ولبنانيين.
- ذكرتم أن نقاط الالتقاء مع الدولة اللبنانية هي التمسك بحق العودة وحماية السلم والاستقرار في لبنان، ما هي نقاط الاختلاف إذاً؟
لم أذكر نقاط الالتقاء على قاعدة أن هناك نقاط اختلاف، وإنما ذكرت أن هذه نقاط تتعلق بطبيعة العلاقة الفلسطينية اللبنانية، وهذه هي القاعدة التي منها انطلقت للإشارة إلى الاتفاق على الحرص على حق العودة والسلم والاستقرار في لبنان.
- هل تقرأون التطورات الجارية بشأن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على قاعدة ارتباطه بشكل ما بالقرار 1559؟
قد يحاول البعض أن يذهب بهذا الاتجاه، أنا أعتقد أننا كفلسطينيين يقلقنا في القرار 1559 الاستهداف السياسي لحقنا في العودة إلى فلسطين، إذا وفّرت نتائج الحوار الفلسطيني اللبناني حماية سياسية لهذ الحق وتفاهماً سياسياً يحمي هذا الحق، أنا أعتقد أنه ليس هناك إذاً ما يقلقنا كفلسطينيين من هذا القرار.
- أنتم كفصائل فلسطينية وأيضاً كحركة "حماس"، ما هي الخطوات التالية للحوار مع السلطة اللبنانية؟
الخطوة الأهم ستكون في تحديد الأسماء لمن سيشارك في لجنة الحوار، وبعدها أن ينطلق هذا الحوار ابتداءً من وضع جدول أعماله ثم النقاش الجاد والصريح حول عناوين جدول الأعمال، وصولاً إلى تفاهمات واستنتاجات تسمح بأن نعمل بصورة واضحة وبشكل مشترك إن شاء الله تعالى.
- وكحركة حماس، هل لديكم برنامج عمل محدد ومستقل عن باقي الفصائل الفلسطينية؟
- أنا أعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى تفاهم فلسطيني، ولهذا نحن دعونا مبكراً إلى تشكيل مرجعية فلسطينية في لبنان، لتقديرنا أنه ستواجهنا قضايا بحاجة إلى تقديم إجابات فلسطينية جامعة، ولا يمكن لطرف مهما ادّعى أنه قوي أوكبير أو أنه مؤثر، أو أن له صفة معينة أن يقول بأنه قادر على فرض وجهة نظره دون أن يكون هناك توافق فلسطيني كامل وقاطع.
- ماهي الظروف برأيك التي أملت على الحكومة اللبنانية دعوة الفصائل بشكل رسمي للحوار معها؟ وما الذي تغير منذ ربع قرن حتى الآن ليحصل هذا اللقاء؟
أعتقد أولاً أن العلاقة الفلسطينية اللبنانية مرت بكثير من التقلبات خلال العقود الثلاثة الماضية، ولا شك أنها لم تكن واضحة المعالم، ولا منتظمة خلال العقد الأخير على الأقل، نحن نعتقد أن هذه بادرة جيدة لإعادة نظم العلاقة الفلسطينية اللبنانية، ونأمل أن تكون منطلقاً حقيقياً في هذا الاتجاه.
ولاشك أن الذي دفع لهذا اللقاء هو جملة التحديات التي تمر بها المنطقة بشكل عام، والقضية الفلسطينية ولبنان على وجه الخصوص، الأمر الذي يستدعي تفاهماً فلسطينياً لبنانياً، خصوصاً أن هناك نقطتيْ التقاء مهمّتين، الأولى: هي حماية حق العودة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والنقطة الثانية: هي الحرص على الأمن والسلم والاستقرار في لبنان.
من هنا أجد أن هذه الدعوة جاءت في وقت مناسب، ولو كانت متأخرة بعض الشيء، فقد سبق أن أطلقنا في حركة حماس دعوة للحوار منذ حوالي ستة أشهر. على كل حال نأمل أن نستفيد من هذه الفرصة، من أجل الوصول إلى بناء علاقة فلسطينية – لبنانية صحيحة وصحية.
- برزت اختلافات في وجهات النظر الفلسطينية – الفلسطينية خلال تشكيل وفد الحوار مع الرئيس السنيورة، مما أدى إلى تشكيل وفديْن منفصلين، الأول يمثل حركة "فتح" ومن يدور في فلكها، والآخر يمثل الفصائل التي صنّفت على أنها موالية لدمشق، هل لكم أن تضعونا في صورة التحضير للقاء، ولماذا لم يتم الاتفاق على وفد موحد للحوار؟
ما أودّ الإشارة إليه أولاً أن وفد حركة "فتح" والفصائل الأخرى، وكذلك وفد تحالف القوى الفلسطينية سبق والتقى برئيس الحكومة فؤاد السنيورة في وقت سابق، وعندما وجّه الرئيس السنيورة الدعوة للقاء الأخير، وجّه دعوتيْن للوفديْن بصورة منفصلة، وأعطى موعداً لكل وفد على حدة في ذات اليوم.
جرت محاولة للذهاب بوفد موحّد، قوبلت هذه المحاولة برد سلبي من قبل الإخوة في حركة "فتح"، إذ أصروا أن يكون الوفد برئاستهم، وأن يكون الحديث من طرفهم، وأن يكون المتحدث في الإعلام مع الرئيس السنيورة من طرفهم أيضاً، وهذا أمر غير مقبول، حين نتحدث عن وفد مشترك يتم فيه الاتفاق على كل القضايا وليس وضع شروط. هذه اللغة ينبغي أن تتغير في الساحة الفلسطينية ولم يعد مقبولاً أن يضع أي طرف من الأطراف شروطاً على الآخرين.
كنّا نودّ أن يكون هناك وفد موحّد، وهناك زيارة قريبة للأخ عباس زكي إلى لبنان، آمل خلالها أن يصار إلى إنجاز مرجعية موحّدة للشعب الفلسطيني في لبنان، بحيث أن يكون هذا الأمر من شأنها، وهذا دورها تقوم به وتضطلع به في المرحلة القادمة إن شاء الله تعالى.
- ما هي أجواء اللقاء الذي دار بينكم وبين رئيس الحكومة اللبناني؟
- يمكن القول إن أجواء اللقاء كانت إيجابية بالمجمل، وكان الحوار متّسماً بالوضوح والصراحة والروح الأخوية، الرئيس السنيورة أكّد حرصه على أن تكون العلاقة مع الواقع الفلسطيني في لبنان علاقة إيجابية، مبنية على الحوار، وليست علاقة إشكال أو صدام، وأكد أن الدولة اللبنانية ليست بوارد أن يكون هناك أي مشكلة مع الفلسطينيين، مشيراً بشكل واضح إلى أنه معنيّ بحوار دائم ومتّصل لحلحلة الكثير من الإشكالات والعقد في الواقع الإنساني والاجتماعي للفلسطينيين، وأنا أعتقد أن الخطوة الأهم التي توصلنا إليها من الاجتماع برئيس الحكومة اللبناني هي التوافق على لجنة للحوار الفلسطيني اللبناني تشكل نقطة مهمة وبداية إيجابية لمرحلة قادمة إن شاء الله.
- صدر بيان عن رئاسة الحكومة عقب اللقاء معكم يشير إلى أن الرئيس السنيورة أكد خلال الحوار على حظر السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية، ما هي نظرتكم في حركة حماس حيال هذا الأمر؟
نحن في حركة حماس نعتقد أن المطلوب في هذه المرحلة هو بناء تفاهم فلسطيني لبناني، يوفر حماية سياسية حقيقية لحق العودة، ويوفر حماية حقيقية لهذا الحق في ظلّ إصرار أمريكي إسرائيلي على شطبه وإلغائه، وفرض بدائل أخرى قد تكون توطيناً أو تهجيراً أو غير ذلك.
النقاش حول السلاح الفلسطيني يمكن أن يتحقق من خلال تفاهم فلسطيني لبناني، في إطار سياسي متكامل، يندرج في هذا التفاهم كل ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني، وأنا أعتقد أننا ونحن نتحاور مع أشقائنا في لبنان حول هذه القضية فنحن نتحاور من موقع أننا حريصون على ذات المصالح، وبالتالي فإن هذه التفاهمات لن تكون على حسابنا وإنما لصالحنا كفلسطينيين ولبنانيين.
- ذكرتم أن نقاط الالتقاء مع الدولة اللبنانية هي التمسك بحق العودة وحماية السلم والاستقرار في لبنان، ما هي نقاط الاختلاف إذاً؟
لم أذكر نقاط الالتقاء على قاعدة أن هناك نقاط اختلاف، وإنما ذكرت أن هذه نقاط تتعلق بطبيعة العلاقة الفلسطينية اللبنانية، وهذه هي القاعدة التي منها انطلقت للإشارة إلى الاتفاق على الحرص على حق العودة والسلم والاستقرار في لبنان.
- هل تقرأون التطورات الجارية بشأن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على قاعدة ارتباطه بشكل ما بالقرار 1559؟
قد يحاول البعض أن يذهب بهذا الاتجاه، أنا أعتقد أننا كفلسطينيين يقلقنا في القرار 1559 الاستهداف السياسي لحقنا في العودة إلى فلسطين، إذا وفّرت نتائج الحوار الفلسطيني اللبناني حماية سياسية لهذ الحق وتفاهماً سياسياً يحمي هذا الحق، أنا أعتقد أنه ليس هناك إذاً ما يقلقنا كفلسطينيين من هذا القرار.
- أنتم كفصائل فلسطينية وأيضاً كحركة "حماس"، ما هي الخطوات التالية للحوار مع السلطة اللبنانية؟
الخطوة الأهم ستكون في تحديد الأسماء لمن سيشارك في لجنة الحوار، وبعدها أن ينطلق هذا الحوار ابتداءً من وضع جدول أعماله ثم النقاش الجاد والصريح حول عناوين جدول الأعمال، وصولاً إلى تفاهمات واستنتاجات تسمح بأن نعمل بصورة واضحة وبشكل مشترك إن شاء الله تعالى.
- وكحركة حماس، هل لديكم برنامج عمل محدد ومستقل عن باقي الفصائل الفلسطينية؟
- أنا أعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى تفاهم فلسطيني، ولهذا نحن دعونا مبكراً إلى تشكيل مرجعية فلسطينية في لبنان، لتقديرنا أنه ستواجهنا قضايا بحاجة إلى تقديم إجابات فلسطينية جامعة، ولا يمكن لطرف مهما ادّعى أنه قوي أوكبير أو أنه مؤثر، أو أن له صفة معينة أن يقول بأنه قادر على فرض وجهة نظره دون أن يكون هناك توافق فلسطيني كامل وقاطع.
تعليق