إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القدس عاصمة الثقافة بانتظار عاصمة الخلافة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القدس عاصمة الثقافة بانتظار عاصمة الخلافة

    القدس.. وإذا كان لكل من اسمه نصيب فنصيبها من اسم الله القدوس أي المطهر فهي المطهرة، و التطهير ليس تنزيها عن النقائص فهذا لا يستوي في مقام المولى سبحانه و لا في مقام ما يُنسب إليه، بل هو زيادة في التطهير عن الكمالات التي يتصورها البشر، فكل ما خطر ببال الإنسان عن الله، فالله بخلاف ذلك"ليس كمثله شيء" ، و كذلك القدس باركها سبحانه، و نسب البركة فيها إليه بخطاب الاختصاص بضمير الجمع و الرفعة "باركنا" إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، و فاضت بركة القدس حولها حتى قال بعض العلماء أن البركة تشمل العالم كله و تمتد في دوائر تنطلق من المركز في المسجد الأقصى، ثم تتوسع في كل الجهات ، و كل يأخذ من البركة بحسب قربه من المركز و إيمانه و عمله، و يكون تركز البركة كما توضح أحاديث المصطفى صلى الله عليه و سلم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، و قال قتادة في تفسير "الأرض التي باركنا فيها للعالمين" (كان يُقال للشام عماد دار الهجرة، و ما نقص في الأرض زيد في الشام، و ما نقص في الشام زيد في فلسطين)، و المقصود بالزيادة البركة على مستوى الإنسان و الإيمان و المكان، و قال أبو كعب "ما من ماء عذب إلا و يخرج من تحت الصخرة"، و هي الأرض الربوة ذات الخصوبة و التنوع و الماء المعين التي وصفها القرآن "و آويناهما إلى ربوة ذات قرار و معين" و ظلال الإيواء تحمل معاني الرحمة و الاحتضان و السكينة، و قد كانت خيار المولى سبحانه تكريما على جميع أرضه لنبيه عيسى عليه السلام و أمه مريم عندما اشتد عليهما التضييق و التعذيب

    و إذا كانت مكة مأوى أفئدة البشر، فالقدس توأمها، و ما كونها قبلة المسلمين الأولى و مسرى الرسول صلى الله عليه و سلم إلا تأكيدا ربانيا على هذه الصلة و التوأمة و القدر الرفيع، فقد كان من الممكن أن تكون مكة قبلة المسلمين الوحيدة منذ بداية الرسالة، و كان يمكن أن يُسرى بالرسول من أي مكان على وجه البسيطة، فلماذا إذن كانت الرحلة من القدس إلى السماوات العلى إلى سدرة المنتهى حيث كانت إمامة المصطفى بالرسل جميعا عليهم السلام إلا لترسيخ هذه الأهمية و "إعلان وراثة الرسول الأخير،كما يقول سيد قطب في الظلال، لمقدسات الرسل قبله، و اشتمال رسالته على هذه المقدسات و ارتباطها بها جميعا"، فوراثة القدس كانت و ما زالت للمؤمنين، و لقد أعطاها الله لبني إسرائيل عندما كانوا أهل الإيمان في الأرض "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم" فكانوا كلما عصوا و أفسدوا يُحرمون منها، و تُدمر مقدساتهم و تسقط في أيدي أعدائهم حتى كان إخراجهم جميعا في السبي البابلي، و تتالت الأمم على القدس كل يدعي أحقيته فيها، حتى جاء الإسلام فأقر لها صبغتها التعددية، فحفظ سيدنا عمر بن الخطاب لكل الطوائف مقدساتهم و طرائق حياتهم، و الدارس للتاريخ الإسلامي يرى أن وراثة المسلمين للقدس لم تكن وراثة دائمة أو وراثة تفضيل على كل الأحوال أو ملكا عضودا ينتقل من الأب إلى الابن، بل لقد كانت القدس على مر تاريخ المسلمين كترمومتر الإيمان، كلما زادت حرارة الإيمان و تمسك المسلمون بدينهم كانت القدس في حيازتهم، و كانت أول ما تُنزع منهم عندما يتراخى أخذهم بالدين، و قد تساوينا الآن نحن و مغتصبوها في البعد عن الإيمان فملكوها و غلبوها و غلبونا بالقوة

    لقد علق الإسلام قلوبنا بالقدس، و علم الرسول صلى الله عليه و سلم أن ستأتي عليها و على المسلمين فترات ضعف و خذلان، فحرص أن تبقى صلتنا الوجدانية و لو في أقل صورها بعمارتها و عمارة مسجدها فقال"ائتوه فصلوا فيه فإن لم تطيقوا له محملا فابعثوا بزيت يُسرج في قناديله" و قال سيدنا لصحابيه ذي الأصابع ردا على سؤاله عن أفضل الأماكن للعيش بعده "يا رسول الله إن ابتلينا بالبقاء بعدك فأين تأمرنا؟ قال: عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد و يرحون" و ذلك أضعف الإيمان .

    إن أي جهد في إحياء قضية القدس في نفس الأمة محمود مهما كان بسيطا أو رمزيا، و هو أفضل من السكوت و النسيان الذي يعول عليه أعداؤنا، غير أن الجهد حتى يثمر يجب أن يستمر و يمتد و لا يكون لحظيا أو مقصورا على دين أو طائفة، كما يجب أن يكون،كما هو مشفوع بالحب، مقرونا بالفهم و المعرفة الدقيقة للقدس و المقدسات و طبيعة الصراع عليها، مستندا إلى مشاريع تكفل تدعيم الوجود الفلسطيني في القدس، و المحافظة على المقدسات، و توجيه أنظار الأمة العربية و الإسلامية و حتى الشعوب الغربية المنصفة إليها .

    ليس الاسرائيلييون على غطرستهم و دمويتهم شعبا فريدا في البطش، فالمغول من قبلهم بعثوا للمسلمين يقولون ""اتعظوا بغيركم، و أسلموا لنا أموركم، فنحن لا نرحم من بكى، و لا نرق لمن اشتكى، ليس لكم أرض تؤويكم، و لا طريق تنجيكم، و لا بلاد تحميكم، فما لكم من سيوفنا خلاص، و لا من مهابتنا مناص، الحصون عندنا لا تمنع، و العساكر لقتالنا لا تنفع، و دعاؤكم علينا لا يسمع" و هو نفس الخطاب الذي يتعامل به الاسرائيلييون الآن مع العرب و العالم أجمع، و لكن الفرق في الحالة الأولى جاء برد القائد المسلم قطز على هولاكو المغولي في نصر عين جالوت .

    إن التعامل بمنطق اليأس غير وارد في التعاطي مع قضية القدس و فلسطين، فنحن نؤمن أن القدس ينتظرها زمان عزة لا يعيدها فقط إلى حوزة الأمة، بل و يجعلها مركز الخلافة الأخيرة، و تكون البيعة فيها كما ذكر الحديث النبوي بيعة هدى .

    هنيئا للقدس أن كانت و ما زالت و ستبقى عاصمة الثقافة، و بانتظار أن يتحقق الوعد أن تصبح عاصمة الخلافة .

  • #2
    رد : القدس عاصمة الثقافة بانتظار عاصمة الخلافة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    القدس عاصمة خلافة المسلمين وستكون قريبا كذلك باذن الله .
    اللهم اجعل هذا اليوم قريبا فتسر به القلوب وتطمئن النفوس وتعود راية الاسلام خفاقة في سماء بيت المقدس اللهم امين.

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X