إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديه له وأشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
هذه المسألة من المسائل المنتشرة وقل من يطلقها وهو واع لما أطلقه شأن كثير من الكلمات والجمل
ولمناقشة هذه الجملة لنا أربع مسالك شرعا قرآنا وسنة وعقلا وفطرة ...
نقول وبالله المستعان
العلو من القرآن والسنة : جاء آيات كثيرة تدل على ذلك ومنها دلالة صريحة ودلالة مفهوم
1-يقول الله " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ " الأنعام 18
فهذه تدل على علو الله علو قهر وذات ورتبة
2- يقول الله " يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " النحل50
3- يقول الله " أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ"
الملك 16-17
وليس معنى في السماء أي في جوف السماء أي بين الرابعة والخامسة وكذا معاذ الله
بل في بمعنى على , كقول الله " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ" طه 71 أي على جذوع النخل
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " الانعام11
أي على الأرض
4- يقول الله " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" فاطر 11
5- يقول الله " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" يوسف 2
وهكذا الايات تصف نزول وصعود الاعمال والاجور والثواب منه واليه
اما من السنة : 1-فبما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث معاوية بن الحكم السُّلمي" .... قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ.." مسلم وغيره
2- عَنْ أَنَسٍ قَالَ
جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ قَالَ أَنَسٌ لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ قَالَ فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ" بخاري وغيره
اما عقلا : فلو قيل ان الله في كل مكان فهو احد امرين اما ان يقال بالتبعض – أي وجود شيء منه في مكان دون اخر- معاذ الله
او يقال بالتعدد معاذا الله بل الله واحد احد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد , فالله مرتفع عنا في السماء بائن منفصل عن خلقه مستو على عرشه استواءا يليق بجلاله كما نطق بذلك الكتاب والسنة , وهو اللائق بصاحب الجلال والكمال
اما فطرة : فكل أحد يجد الأكف تتجه نحو العلو يتبع ذلك القلب للعزيز الغفار
شبهات : 1-قد يشكل على بعضهم قول الله " وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ " الزخرف84
والجواب : أن الاله بمعنى المعبود فمعبود من في السماء هو نفسه معبود من في الأرض كما أن هنالك كعبة ففي السماء البيت المعمور
2- يقول الله " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" الحديد 4
والجواب: من الاية فالله جل جلاله مستو على عرشه كما يليق بجلاله وعلمه في كل مكان وهو معنا وهو في علوه كالقمر مع المسافر في الفلوات .
3- يقول الله " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" ق 16
والجواب: في الاية التي تليها " إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" 17- 18"
فهذا في الملائكة ولو كان الله هو أقرب اليه من حبل الويد عياذا بالله لقال وأنا أقرب إليه , ولكن أتبع ذلك بكيفية عمل الملائكة كما مضى.
4- يقول الله "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" المجادلة 7
والجواب: الآية في علم الله وإحاطته وأولها يصدق آخرها فهي تتحدث عن العلم وختمها ب " إن الله بكل شيء عليم" فلا يلزم من قرب الله مزيد من العلم إذ أن ذلك من خصائص المخلوق لضعف ادراكه وبصره وسمعه
فسبحان من كمل في صفاته وكمل في قدرته ووسع سمعه الأصوات على اختلاف معانيها وأصواتها وما يحويها , فلا يشغله صوت عن صوت ولا أمر عن امر ولا حول عن حول يستجيب الدعوات ويؤخر بعضها لحكمته جل في قدرته وتقدست أسماؤه وسع علمه العلوم فهو يعلم ظواهر الامور وبواطنها ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويعلم ما كان وما يكون لو كان كيف كان يكون " وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"
فلا بد للعبد من معرفة قدره وقدر خالقه حتى تسهل عليه العبادة وتثقل عليه المعصية ويتزلف الى الله في كل ما يحبه ويرضاه ويذكر ربه في سجوده عند قوله سبحان ربي الأعلى أن عال على المخلوقات كلها وأن مردنا الى الله فالمؤمن في جنات الخلد اعلاها الفردوس الذي سقفه عرش الرحمن والكافر في نار الخلود ودار المهانة أعاذنا الله منها
فتفرد العبادات لله وحده القدوس ونقول من الله الأمر وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم والعقل منقاد لأوامر الله سبحانه وتعالى من إله الا إله إلا هو.
أما بعد
هذه المسألة من المسائل المنتشرة وقل من يطلقها وهو واع لما أطلقه شأن كثير من الكلمات والجمل
ولمناقشة هذه الجملة لنا أربع مسالك شرعا قرآنا وسنة وعقلا وفطرة ...
نقول وبالله المستعان
العلو من القرآن والسنة : جاء آيات كثيرة تدل على ذلك ومنها دلالة صريحة ودلالة مفهوم
1-يقول الله " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ " الأنعام 18
فهذه تدل على علو الله علو قهر وذات ورتبة
2- يقول الله " يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " النحل50
3- يقول الله " أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ"
الملك 16-17
وليس معنى في السماء أي في جوف السماء أي بين الرابعة والخامسة وكذا معاذ الله
بل في بمعنى على , كقول الله " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ" طه 71 أي على جذوع النخل
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " الانعام11
أي على الأرض
4- يقول الله " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" فاطر 11
5- يقول الله " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" يوسف 2
وهكذا الايات تصف نزول وصعود الاعمال والاجور والثواب منه واليه
اما من السنة : 1-فبما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث معاوية بن الحكم السُّلمي" .... قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ.." مسلم وغيره
2- عَنْ أَنَسٍ قَالَ
جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ قَالَ أَنَسٌ لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ قَالَ فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ" بخاري وغيره
اما عقلا : فلو قيل ان الله في كل مكان فهو احد امرين اما ان يقال بالتبعض – أي وجود شيء منه في مكان دون اخر- معاذ الله
او يقال بالتعدد معاذا الله بل الله واحد احد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد , فالله مرتفع عنا في السماء بائن منفصل عن خلقه مستو على عرشه استواءا يليق بجلاله كما نطق بذلك الكتاب والسنة , وهو اللائق بصاحب الجلال والكمال
اما فطرة : فكل أحد يجد الأكف تتجه نحو العلو يتبع ذلك القلب للعزيز الغفار
شبهات : 1-قد يشكل على بعضهم قول الله " وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ " الزخرف84
والجواب : أن الاله بمعنى المعبود فمعبود من في السماء هو نفسه معبود من في الأرض كما أن هنالك كعبة ففي السماء البيت المعمور
2- يقول الله " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" الحديد 4
والجواب: من الاية فالله جل جلاله مستو على عرشه كما يليق بجلاله وعلمه في كل مكان وهو معنا وهو في علوه كالقمر مع المسافر في الفلوات .
3- يقول الله " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" ق 16
والجواب: في الاية التي تليها " إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" 17- 18"
فهذا في الملائكة ولو كان الله هو أقرب اليه من حبل الويد عياذا بالله لقال وأنا أقرب إليه , ولكن أتبع ذلك بكيفية عمل الملائكة كما مضى.
4- يقول الله "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" المجادلة 7
والجواب: الآية في علم الله وإحاطته وأولها يصدق آخرها فهي تتحدث عن العلم وختمها ب " إن الله بكل شيء عليم" فلا يلزم من قرب الله مزيد من العلم إذ أن ذلك من خصائص المخلوق لضعف ادراكه وبصره وسمعه
فسبحان من كمل في صفاته وكمل في قدرته ووسع سمعه الأصوات على اختلاف معانيها وأصواتها وما يحويها , فلا يشغله صوت عن صوت ولا أمر عن امر ولا حول عن حول يستجيب الدعوات ويؤخر بعضها لحكمته جل في قدرته وتقدست أسماؤه وسع علمه العلوم فهو يعلم ظواهر الامور وبواطنها ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويعلم ما كان وما يكون لو كان كيف كان يكون " وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"
فلا بد للعبد من معرفة قدره وقدر خالقه حتى تسهل عليه العبادة وتثقل عليه المعصية ويتزلف الى الله في كل ما يحبه ويرضاه ويذكر ربه في سجوده عند قوله سبحان ربي الأعلى أن عال على المخلوقات كلها وأن مردنا الى الله فالمؤمن في جنات الخلد اعلاها الفردوس الذي سقفه عرش الرحمن والكافر في نار الخلود ودار المهانة أعاذنا الله منها
فتفرد العبادات لله وحده القدوس ونقول من الله الأمر وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم والعقل منقاد لأوامر الله سبحانه وتعالى من إله الا إله إلا هو.
تعليق