إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جبريل الرجوب : قصة الخيانه كامله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جبريل الرجوب : قصة الخيانه كامله

    قصة العلاقة مع الكيان الصهيوني حتى الخلاف مع دحلان

    إذا كان الجنرال المتساقط انطوان لحد هو الصورة العلنية لقصة العمالة والخيانة ضد الشعب اللبناني ومقاومته ، فإن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني بقيادة مؤسسه العقيد جبريل الرجوب يمثل الصورة الخفية الأكثر سواداً في تاريخ الشعب الفلسطيني ومقاومته الرائدة .
    هذا الجهاز الذي كان ولا يزال الظل الحقيقي لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز الشاباك الصهيوني والذي حمل على عاتقه بأمانة وأخلاق منقطع النظير ملاحقة المجاهدين والمناضلين ومقاومتهم وتتبع خطاها بجهد يفوق كثيرا ما بذله الأمريكان والصهاينة ، ولم يكن ذلك وليد الصدمة وإنما كان امتدادا لعلاقات صنعها الرجوب وهو سجين في سجون الاحتلال ، حيث تميز في صلاته مع المحققين الصهاينة ومدراء السجون الذين كانوا يشعرون أن هذا الشخص سيكون له مستقبل سياسي مرضي ومقبول مع الصهاينة أنفسهم .. ما دفعهم للإسراع والتعجيل بنفيه من السجن إلى الخارج كي يكون قريبا من القيادة الفلسطينية في تونس ، وهذا بدوره سيعمق العلاقة أكثر فأكثر ما بينه وبين الجماهير الفلسطينية التي كانت تعتبر أن القرار السياسي وحيثياته وانعكاساته يصنع ويطبخ في تونس وسينال الرجوب المرافق الشخصي لعرفات هناك جزء من الدور فيه .


    ورغم نفي الرجوب إلى الخارج من قبل جهاز المخابرات الصهيوني " الشاباك " إلا أن العلاقة بينه وبين رموز هذا الجهاز لم تنته ، فقد كان على صلة مستمرة مع الجنرال " يعقوب بيري " رئيس جهاز الشاباك الأسبق الذي يفتخر في كتبه ومذكراته بعلاقاته الحميمة مع الرجوب ، حيث يقول بيري إنه كان على صداقة وعلاقة مميزة مع الرجوب وهو في الخارج وكان الأخير يبعث بسلاماته لبيري وزوجته ،.. وقد تحدث رئيس الشاباك عن جزء من هذه العلاقة في كتابه الذي صدر عام 1999 بعنوان " القادم لقتلك " واستعرض بيري في حديث مطور شيئا من هذه العلاقة التي تطورت إلى علاقات سياسية خلال اتفاقيات أوسلو في كتاب آخر له بعنوان :" مهنتي كرجل مخابرات " والذي صدر بالعبرية وقامت دار الجليل في عمان بإصدار نشرته العربية .

    ويقول بيري : لقد قمت بترشيح جبريل الرجوب ومحمد دحلان لرئيس الوزراء الصهيوني الهالك إسحق رابين لعلم معهما من أجل تنفيذ الاتفاقيات الأمنية ، وقال بيري لم أعرف الرجوب شخصيا ولكنه كان بالنسبة للشاباك ، يعرف عن كل شيء " وبناء على ذلك اقترح إسحق رابين بأن يقوم بيري بزيارة دحلان والرجوب في تونس ؟! لكن بيري اعتبر الفكرة سابقة لأوانها بحيث أصبح الرجوب يتصل بيعقوب بيري وعائلته عقب كل عملية فدائية تقوم بها المقاومة الفلسطينية ويسأل عن صحته وصحة زوجته والأولاد .. ويؤكد بيري قائلا : " كان الرجوب يبذل قصارى جهده كل مشكلة أعرضها عليه وأنا أيضا كنت أفعل ذلك " ؟! ويؤكد بيري على استمرار هذه العلاقة حتى بعد تقاعد بيري من العمل ، فكان عندما يزور رام الله يقوم الرجوب بانتظاره على مدخل المدينة ، ويشير بيري أن اللقاءات السرية كانت تجري في باريس والقاهرة وعواصم أخرى .


    كان لهذه العلاقة المميزة بين الرجوب والشاباك الصهيوني الأثر الكبير في انتشار مقرات وعناصر جهاز الأمن الوقائي في كافة مدن الضفة والقطاع قبل حضور السلطة الفلسطينية بعامين ، حيث أمر الرجوب عناصره المكونة من قيادات فتح الشابة ببدء العمل وفتح مقرات في ظل الاحتلال الإسرائيلي ، وقام بوضع ميزانيات لذلك وكانت تصرف رواتب للأفراد والمسؤولين .

    وكانت أجهزة المخابرات الصهيونية تعلم ذلك وتغض الطرف عنها .. رغم أنه كانوا يقومون بنشاطات أمنية وملاحقات للفلسطينيين المعارضين لعرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية .

    واعتبر " عامي إيلون " وزير الأمن الداخلي الصهيوني في ورقة بحث قام بنشرها مركز " بيغين " السادات للدراسات السياسية والتابع الجامعة بار إيلان والتي صدرت في شهر أكتوبر عام 1996م أن نشاطات الأمن الوقائي التي سبقت قدوم السلطة لم تكن تخيف جهاز الشاباك والشرطة الصهيونية لأنها كانت مبرمجة ومتفق عليها مع الرجوب والعمل على حماية مشروع السلام الذي تعتبر قوة الأمن والتنسيق فيه عنصرا هاما وأساسيا .


    بعد تصاعد أعمال المقاومة الإسلامية وخاصة العمليات الاستشهادية التي هزت الكيان الصهيوني ، قام الرجوب من خلال عناصره والمنتشرين في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بتتبع أعمال المقاومة والبحث عن رجالها وقياداتها وخبرائها ، حيث قام باعتقال العشرات من المجاهدين وأخضعوا لتعذيب شديد من في قسم التحقيق الخاص بالأمن الوقائي في أريحا وقال " م.ع" من مدينة البيرة اعتقلت في منتصف شهر حزيران من عام 1997م ، وقام عناصر جهاز الوقائي بتلقي في سيارة الشديد على يد محققين يدعون أنهم فلسطينيون ، كنت أربط من يد واحدة مدة سبع ساعات ، وبعدها يسكب على الماء حتى أفقد الوعي ، وعند ساعات الظهيرة ، كان محققون الوقائي يخرجونني من الزنزانة إلى غرفة حديدية ملتهبة يطلق عليها " الكونتينر " وهي حاوية معدنية تستعمل لاستيراد البضائع عبر السفن حيث تكون حرارة الجو في أريحا في شهر حزيران 45 درجة وداخل الكونتينر الحديدي نحو 55 درجة فمجرد مكوثي خمسة دقائق أشعر أن دماغي يغلي وفقدت الوعي ثلاث مرات في هذا المكان .

    وأضاف المعتقل المذكور أن التحقيق معي استمر نحو أربعة أشهر ، أصبت خلال هذه الفترة بهبوط من القلب وارتفاع في ضغط الدم وتم نقلي أخيرا إلى مستشفى أريحا وبعدها أفرج عني خشية موتى داخل التحقيق .

    كما تم اعتقال شاب آخر من بيت لحم وأخضع لتحقيق شديد وتم انتزاع اعتراف منهم بالقوة والتهديد وبالقتل في زنازين أريحا الملتهبة وكانت تهمته العمل في الجناح العسكري لحماس . . وبعد قضاء مدة ستة أشهر تم الإفراج عنه ، ولدى عودته بسيارة تكسي عمومي من أريحا إلى بيت لحم .. ألقي القبض عليه عند حاجز عسكري صهيوني في منطقة الخان الأحمر ، وتم نقله إلى سجن عسقلان حيث أخضع إلى تحقيق آخر من قبل جهاز الشاباك وقال له المحقق الصهيوني ، لا نريد منك جديدا وإنما نريد أن تعترف لنا بما اعترف عليه في أريحا ، فقال لهم لا شيء عندي ولم أعترف على شيء ، ففتح عندها ضابط المخابرات ملفا بجواره وأخرج صورة طبق الأصل عن ورقة الاعتراف التي كتبت في أريحا بنفس النص الحرفي !! .. عندها كان الأمر مذهلا ولعل اعتقال العشرات من القيادات الإسلامية البارزة كان نهجا مستمرا ، مثل صالح تلاحمة ، والشهيد جمال منصور وخلية صوريف وعادل عوض الله ، والدكتور الرنتيسي محمد أبو وردة ، والشيخ محمد نمر وجمال النتشة وغيرهم كثير .


    لعل الصورة التي كانت أكثر وضوحا في تآمر الرجوب ضد المقاومة هو تسليم مجاهدان من خلية فلسطينية تم اعتقالهم والتحقيق معهما في سجن الأمن الوقائي في الخليل ، وتم انتزاع اعترافات منهما وهما جمال الهور وعبد الفتاح اغنيمات بقتل أحد الصهاينة والقيام بأعمال عسكرية متعددة ضد مصالح "إسرائيلية" ، وقد قام الرجوب وبتنسيق مع جهاز الشاباك بنقل المجاهدان من السجن في الخليل إلى سجن أريحا ومن ثم نابلس ، حيث قال أضاء الخليه للمسؤولين في سجن الوقائي في الخليل ، نحن نخشى على أنفسنا من اليهود خلال عملية النقل ، فإذا كنتم تريدون محاكمتنا فحاكمونا في الخليل .. لكنهم رفضوا بشدة وقالوا هكذا التعليمات والأوامر .

    وقد تمت عملية النقل بطريقة منسقه مع الشاباك الصهيوني ، حيث قامت بنقلهم سيارة من جمس أمريكي من الخليل إلى أريحا ، ومن ثم من أريحا إلى نابلس عبر طريق غور الأردن وعند بلدة حواره توقفهم حاجز جيش صهيوني والعشرات من الجبات العسكرية التي كانت تتوقف في المكان فقاموا باختطاف المعتقلين من أبناء القسام و أطلقوا سراح ضباط الوقائي الذين كانوا متواجدين في السياره .. وادعى الرجوب عندها أنه غدر من "الإسرائيليين" .


    مسلسل تراجيدي آخر قاده الرجوب أيضا قبيل اقتحام مدينة رام الله تمثل هذا المسلسل باعتقال العديد من رجال المقاومة الأفذاذ الذين يمتلكون خبرات مميزة والذين قاوموا الاحتلال بشراسه .. حيث تم تضييق الخناق عليهم بالإضافة إلى رفض الرجوب كل الدعوات للإفراج عنهم رغم تحضيرات الجيش الصهيوني لاقتحام مدينة رام الله .

    وعندما بدأ جيش الاحتلال باجتياح مدينة رام الله أمر الرجوب جميع أعضاء الأمن الوقائي المتواجدين في رام الله بالتوجه إلى المقر ، كمكان آمن لضمان عدم المساس بهم من قبل "الإسرائيليين" .

    وقد اصطحب أعضاء الجهاز أسرهم معهم ، في الوقت الذي كانت جميع مقار الأجهزة الأخرى .. المخابرات وجهاز أمن الرئاسة والأمن الوطني ومقر عرفات تتعرض لقصف شديد من قبل الطائرات والدبابات ، وهذا بحد ذاته يدعو إلى الاستغراب في الوقت الذي لم يتم فيه توزيع السلاح على المتواجدين في المقر للدفاع عن أنفسهم وعن المقر الذي يمثل أحد مؤسسات السلطة .


    بالإضافة لأعضاء الأمن الوقائي كان يتواجد اثني عشر شخصا من أعضاء حماس والجهاد وفتح محتجزين في سجن الأمن الوقائي مطلوبين لسلطات الاحتلال لم يتم الإفراج عنهم حسب أوامر عرفات الذي أصدر تعميما قبل الاجتياح يطلب فيه من جميع الأجهزة بإخلاء سبيل جميع المساجين المحتجزين لديها باستثناء الجواسيس كما أكد ذلك محمد رشيد وعريقات لوسائل الإعلام .

    ورغم ذلك فوجئ الشارع الفلسطيني بصفقة مشبوهة يديرها الرجوب من وراء الكواليس كانت مرتبة ومنسقة مع الأمريكان حيث سبقت بتهييج إعلامي يتحدث عن كوارث وعمليات قتل من قبل الكيان الصهيوني مستغلا مشهد استشهاد خمسة من رجال الأمن الفلسطيني الذين وجدوا مقتولين بدم بارد في إحدى الشقق في مدينة رام الله كل ذلك من أجل أن يهيئ الرأي العام لعملية تسليم جماعي لمن بداخل المقر حتى يحظى الإسرائيليون بصيد ثمين يتمثل في إلقاء القبض على أبرز المطلوبين من الفصائل الفلسطينية وقد كان

    وقد كانت ثمة مفاجئة عندما استسلم أعضاء الوقائي وتم تسليم أعضاء الجهاد وحماس وفتح لجيش الاحتلال حيث فوجئ الجميع بعدم وجود أي سجين من الجواسيس الذين أطلق الرجوب سراحهم قبل الاجتياح

    وفي مشهد من على شاشات التلفزيون وأمام العالم حضرت إلى المقر خمس حافلات تابعة لجيش الاحتلال أقلت جميع من كانوا في المقر وتم نقلهم إلى معسكرات جيش الاحتلال لفرزهم حيث أخلى الاحتلال سبيل جميع أعضاء الوقائي واعتقل أعضاء الجهاد وحماس وفتح معتبرا ذلك إنجازا باهرا من إنجازات الرجوب المعهودة بعد ذلك قامت قوات الاحتلال بدخول المقر واستولت على كمية كبيرة من المواد المتفجرة كان الأمن الوقائي قد استولى عليها أثناء مداهمته واعتقاله لأعضاء من القوى الإسلامية والوطنية في إطار التنسيق الأمني كما صادر كمية كبيرة من البنادق من مختلف الأنواع


    ولعل من أبرز ما استولى عليه الاحتلال في مقر الوقائي الأرشيف الكامل للجهاز والذي يضم معلومات سرية ودقيقه عن جميع الفصائل الفلسطينية وعلى وجه الخصوص المقاومة للاحتلال بالإضافة لملفات المسؤولين في السلطة التي تحوي على معلومات شخصية كان الرجوب يستغلها في ابتزازهم من أجل احتوائهم والسيطرة عليهم حتى إن جيش الاحتلال نشر بعضا من هذه الوثائق على موقع جيش الاحتلال على الإنترنت وبعد ذلك تم قصف المقر وتدمير أجزاء منه ولو أن المقر قصف أثناء تواجد أعضاء الوقائي وأسرهم في المقر كما ادعى الرجوب وروج له العقيد الجبريني المسؤول عن عمليات التحقيق مع الإسلاميين لسقط عدد كبير من الشهداء والجرحى ولكن تبين أنه لم يستشهد أو يجرح أي فرد وكان هذا على لسان الجبريني نفسه حيث سمعه الجميع على الجزيرة

    وفي استعراضنا لتداعيات ما حدث في المقر خلال أيام الحصار من خلال ما شاهدناه على شاشات التلفزيون وما تناقلته وكالات الأنباء وما سمعناه من الرجوب وما سمعناه من الجبريني عبر الفضائيات يخالف تماما النتائج التي شاهدناها وسمعناها في وسائل الإعلام


    ففي اليوم الأول للحصار ذكر الرجوب على فضائية الجزيرة أن أكثر من ثلاثين شخصا استشهدوا وجرحوا من جراء القصف ثم بعد ذلك أتت مكالمة عبر الهاتف مع فضائية الجزيرة ، قال فيها المتصل إن حوالي ستين شخصا وهم محاصرون في شقة داخل بناية محاذية لمقر الوقائي وعندما سأله المذيع عن عدد الأسر المقيمين في العمارة وعن عدد طوابق العمارة تلعثم ولم يجب ثم اتصل شخص آخر من نفس الموقع مخبرا المذيع أنهم محاصرون في شقة ويخشى أن يستخدمهم جيش الاحتلال كدروع بشرية لاقتحام مقر الوقائي

    وفي صبيحة اليوم الثاني من نيسان اتصل العقيد أبو أسامة الجبريني بفضائية الجزيرة مشيدا بصمود المحاصرين ومؤكداً أن اقتحام المقر لا يكون إلا على جثثهم وحينما سأله المذيع عن عدد الجرحى والشهداء نتيجة القصف قال بالحرف الواحد لا يوجد أي شهيد أو جريح ولم تقع أي إصابات وهذا بحد ذاته تناقض تماما مع ما ذكره الرجوب على فضائية الجزيرة

    لم يكن العقيد الرجوب في المقر أثناء الحصار بل كان يدير المفاوضات مع الإسرائيليين والأمريكان من بيته

    في الأول من نيسان كان الرجوب قد أجرى مقابلة عبر الهاتف مع مراسل صحيفة نيوزويك يسأله فيها المراسل إن كان قد اتصل بأصدقائه الأمريكان فأخبره أنه اتصل بأصدقائه في القنصلية الأمريكية لكنهم لم يستطيعوا أن يقنعوا الإسرائيليين بإنهاء الحصار للمقر


    وهنا تطرح عدة أسئلة نفسها وتساؤلات كثيرة أمام ما حصل في مقر الوقائي في بيتونيا أولها لماذا طلب الرجوب من أعضاء الجهاز اصطحاب عائلاتهم واللجوء للمقر ولماذا كان الرجوب في مكان سكناه أثناء حصار المقر ولماذا لم يكن مع عرفات وإذا افترضنا أن عرفات لا يريده محاصرا معه فلماذا لم يبق في المقر بين أعضاء الجهاز وإذا كان الرجوب في المقر أثناء الحصار فكيف خرج من المقر وهو المستهدف من قبل الإسرائيليين كما يدعي وحينما فاجأه جابر عبيد على فضائية أبو ظبي بهذا السؤال تلعثم ثم انطلق الرد منه سريعا هل يجب أن أموت حتى أكون وطني وكان ارتباكه واضحا عندما سأله المذيع أن كان المستوى السياسي على علم بصفقته ودعوة أعضاء الجهاز للاستسلام حينها أجاب بالإيجاب فقال له المذيع إنه سمع محمد رشيد مستشار عرفات على فضائية الجزيرة يقول إن الرجوب اتخذ قراره منفردا ودون الرجوع إلى المستوى السياسي و لا علم للمستوى السياسي بذلك فرد الرجوب قائلا سأصدر بيانا و أوضح ذلك فيما بعد

    وفي 22/4 مساء الاثنين في برنامج مدار الأخبار في اتصال مع الرجوب تحدث فيه الأخير أن القرار اتخذ من المستوى السياسي وبعلم كل من العقيد دحلان والوزير صائب عريقات إلا أن العقيد دحلان قال وفي نفس البرنامج بما أن اسمي قد أقحم في هذا الموضوع ولم أكن أرغب بذلك فإن الرجوب قد اتخذ قرارا منفردا ودون علم المستوى السياسي وحول استسلام وعدم الدفاع عن المقر قال دحلان إن مخيم جنين لم يكن بحاجة إلى قرار المستوى السياسي عندما قاوم العدوان وإن الرجوب اتخذ قرار التفاوض مع الإسرائيليين والأمريكان حول استسلام من في المقر وعقد الصفقه المذكورة منفردا وبهذا وكما يقول المثل العربي قطعت جهيزة قول كل خطيب ولم يبقى أمام الرجوب ما يقوله للدفاع عن نفسه


    وحول ردود الفعل على ذلك يقول داني روبنشتاين في مقاله نشرت في صحيفة هآرتس بتاريخ 7-4-2002 مدافعا عن الرجوب كان الشريك النشط في التنسيق الأمني مع إسرائيل وإن إسرائيل قد خانته

    وبهذا كان لجوء أعضاء الوقائي للمقر مع أسرهم لاعتقادهم أن المكان آمن ولن يمسهم جيش الاحتلال بسوء للمكانة التي يحظى بها الرجوب عند الإسرائيليين والأمريكان

    وقد كان لهم ما اعتقدوا حيث افرج عنهم جميعا مباشرة خاصة وأنهم لم يشاركوا في الانتفاضة إذ كانوا خلالها منهمكين في جمع المعلومات من المقاومين الفلسطينيين من مختلف الفصائل الفلسطينية المقاومة وبقي أعضاء الأمن الوقائي في حالة حياد تام أمام هجمات طائرات ودبابات الاحتلال على السكان الفلسطينيين بل إنهم الوحيدين الذين مارسوا الاعتقال للمقاومين أثناء الانتفاضة وكان هذا يلقى مديحا من الشاباك

    وقد نال الرجوب مدح شارون وحكومته أثناء الانتفاضة لالتزامه بمنع المقالتين الفلسطينيين من إطلاق النار من منطقة بيت جالا على مستوطنة جيلو ومن تلة أبو اسنينة في الخليل ، وتم عقد اتفاقيات أمنيه خاصة بتلك المناطق وقد لقي هذا العمل استحسانا من قبل أجهزة المخابرات الصهيونية أيضا مما دفعهم لاعتبار الأمر فرصة رابحة وناجحة للحديث عن إيجاد قيادة محلية بديلة يمكن الاتفاق معها

    وكان لهذا الطرح صدى عند الإدارة الأمريكية حيث كتبت صحيفة النيوزويك في ديباجة اللقاء مع العقيد الرجوب والتي أجراها مراسلها معه في الأول من نيسان ما نصه

    إن الكولونيل الرجوب من أكثر قادة الأجهزة الفلسطينية اعتدالا فهو الخليفة المحتمل لياسر عرفات وهو الوحيد من قيادات الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذي لم يشترك في قتال ضد الدولة اليهودية

    وهذا الكلام دعمه الكاتب الصهيوني داني روبنشتاين حيث قال أنصار الرجوب انصاعوا لأوامر قادتهم ولم تحدث حادثة واحدة شارك فيها عناصر الأمن الوقائي في عمليات إرهابية


    حظي العقيد الرجوب بدعم كبير من جهاز المخابرات المركزية الأمريكية C I A الذي قام بتمويل بناء مقر الأمن الوقائي الرئيس في بيتونيا والذي زودته بسيارات أمريكية حديثة جدا من نوع شفروليه قام بتوزيعها على ضباط الأمن الوقائي في الوقت الذي لم يحصل فيه معظم ضباط الأجهزة الأخرى على أي نوع من السيارات إضافة إلى الدورات المميزة لضباطه في الولايات المتحدة الأمريكية

    كما كان للرجوب مصادر تمويل أخرى فهو يحصل على نسبة مئوية من دخل كازينو أريحا كما أن سيطرته على إدارة الجمارك الفلسطينية كانت تدر عليه دخلا من خلال اقتطاع نسبة وكذلك كان لجهازه دخل واضح ومميز من الهيئة العامة للبترول بالتنسيق مع مديرها العام حربي الصرصور الذي كان يتمتع بخدمة وحراسة ضباط الأمن الوقائي كما أن هناك مصادر دخل أخرى تمثلت في بيع البضائع التي تتم مصادرتها من قبل الجمارك حيث كان يكلف ضباطه بجمع الإتاوات من كبار التجار هذا كله بالإضافة إلى الميزانية الشهرية التي تدفعها السلطة له أسوة ببقية الأجهزة الأمنية الأخرى


    الأمن الوقائي تجاوز مهماته الأساسية في الحفاظ على الأمن من تدخل الإسرائيليين إلى التدخل في شؤون المؤسسات الفلسطينية فكان يرفض تعيين كل فرد له انتماء للقوى الإسلامية والوطنية من الفصائل الأخرى بل وكان يلجأ إلى فصل الموظفين الذين لهم انتماءات للقوى الإسلامية

    وعندما عين الرجوب رئيس لجهاز الأمن الوقائي عام 1994 في الضفة الغربية اختار أعضاء الجهاز من رفاقه الذين قضوا فترات طويلة في المعتقلات الصهيونية ، كما أنه اختارهم من المعروفين بعدائهم الشديد للتيارات الإسلامية مما كان له الأثر الكبير في التصدي لهذه القوى بشراسة وتفكيكها لمصلحة العدو الصهيوني علما أن الدول وحسب القوانين العسكرية المعمول بها في الجيوش والأجهزة الأمنية لا تجيز إعادة أي عسكري وقع في الأسر إلى عمله داخل المؤسسة العسكرية بل تحيله إلى التقاعد وتوفر له ولأسرته حياة كريمة تقديرا لتضحياته فكيف بالرجوب نفسه الذي قضى أكثر من خمسة عشر عاما داخل معتقلات العدو الصهيوني وكان وجوده على رئاسة الأمن الوقائي في الضفة الغربية بترشيح من مدير الشاباك السابق يعقوب بيري


    ومن الضرورة بمكان أن نشير بأن الرجوب لم يكن صاحب ماض نضالي مميز كغيره من المنضالين الذين شرفوا الثورة الفلسطينية فتاريخه الذي يتغنى به دوما يتمثل في إلقائه قنبلة عام 1970م حيث اعتقل على إثرها وحكم عليه بالسجن المؤبد لحساسية الكيان الصهيوني من عمليات المقاومة آنذاك وخرج من المعتقل في عملية تبادل للأسرى جرت عام 1985 م

    عمل الرجوب في مركز الدراسات في القدس الذين كان يديره المرحوم فيصل الحسيني وأبعد إلى لبنان في أوائل عام 1988 وكان في ذلك الوقت الشهيد خليل الوزير مسؤول القطاع الغربي ونائب العام للثورة الفلسطينية ، وقد استبعده أبو جهاد من جهاز الغربي

    ولما تشكلت مفوضية الغربي بعد استشهاد خليل الوزير من رؤساء اللجان السابقين لمتابعة نضال الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة لم يكن للرجوب أي دور فيها إلى أن التقى بعرفات واستطاع أن يقنعه من خلال استفادته من الترجمات العبرية التي كان يعدها للرئيس عرفات وأصبح موظفا في مكتبه في تونس وبدأ اتصالاته عبر الهاتف برفاقه السابقين من الأسرى المحررين ولقربه من القيادة واطلاعه على التوجهات للمنظمة بدأ بتشكيل أطر تنظيمية خاصة به مما جعله يصطدم بالمفوضين في الغربي ولكنه حظي بدعم الرئيس عرفات الذي عينه فيما بعد رئيسا للوقائي في الضفة

    الرجوب لا يعرف عن العلوم العسكرية أي شيء ولم يتلقى أي تدريبات عسكرية ولا حتى أولية وكانت أولى دوراته على أيدي الأمريكان فقط عندما كلف بتشكيل جهاز الأمن الوقائي إذ ذهب في عدة دورات أمنية إلى الولايات المتحدة تلقاها على أيدي أعضاء المخابرات الأمريكية C I A

    وفي أول صدام مع عرفات عام 98 فشل الأخير في تنحيته عن رئاسة الأمن الوقائي وتعيين حسين الشيخ أمين سر مرجعية فتح الحالي مكانه وفي حينها شعر الرجوب بالخطر فبدأ بتشكيل لوبي داخل السلطة وداخل تنظيم فتح فتدخل في انتخابات الأقاليم لحركة فتح ونسب كثير من أعضاء التنظيم للوقائي وأمدهم بالمال وسجلهم كأعضاء في الوقائي وأقام علاقة جيدة مع أبو مازن محمود عباس ومد خيوطه إلى نابلس ونسج علاقة جيدة مع رئيس البلدية عضو اللجنة التنفيذية غسان الشكعة المنبوذ من تنظيم فتح وخاصة في بلاطه كما نسج علاقة جيدة مع سري نسيبة وكان له دور في دعم تعيينه رئيسا لجامعة القدس وخلفا للمرحوم الحسيني على ملف القدس كما أنه استقطب بعض أعضاء التشريعي من خلال استغلال تعرضهم لمشاكل كما حصل مع حسام خضر ومروان البرغوثي في خلافه مع حسين الشيخ الذي عينه عرفات أمينا لسر مرجعية حركة فتح أمين سر حركة فتح وكان من بين الذين استغلهم من أعضاء التشريعي النائب حاتم عبد القادر

    لم يكن الرجوب يوما على علاقة جيدة مع رئيس المخابرات في الضفة الغربية توفيق الطيراوي ولا مع العميد الحاج إسماعيل قائد الأمن الفلسطيني في الضفة من خلال تعرضه لهم باستمرار بالهمز واللمز و يلمس هذا الصراع من خلال تسابق كل من الجهازين في استقطاب أعضاء التنظيم سواء في انتخابات الأقاليم لحركة فتح واستقطاب الوزراء ورؤساء و مدراء المؤسسات الفلسطينية وفي المهام الموكلة لكليهما كالتسابق في الوصول إلى جهة لاعتقالها وبرز ذلك بوضوح عند اعتقال لجنة بيان العشرين التي وقعت على وثيقة تدين الفساد المستشري في مؤسسات السلطة


    كان الرجوب و دحلان كفرسي رهان إلى أن اختار عرفات دحلان في السفر معه إلى واي بلانتشين في المفاوضات التي أشرفت عليها الولايات المتحدة مع نتياهو وتفوق دحلان عليه في قدراته على إدارة الحوار مع خصومه وفي نسج العلاقات الجيدة مع القوى السياسية واستطاع أن يكسب ثقة عرفات والطاقم المحيط به وقد استبعد الرجوب عن كل المفاوضات السياسية المهمة بينما كان دحلان الساعد الأيمن لعرفات وقد رأينا ذلك في حضور دحلان لأول جلسة وزراء بعد رفع الحصار عن عرفات

    لافتقار الرجوب القدرة على الحوار واعتماده أسلوب الهجوم وتبني نهج الاستبداد والظلم وقع في كثير من المشاكل نتيجة لطموحه الكبير الذي يفتقر إلى المقومات الأساسية للقيادة مما دفعه إلى الفشل بعينه رغم كل المحاولات لتلميعه من قبل الاحتلال والأمريكان سواء بإطلاق قذيفة على بيته أو بإطلاق النار على سيارته التي لم يكن يتواجد بداخلها في حينها

    لم تكن المرة الأولى التي يقوم بها الرجوب بتسليم أعضاء من حماس والجهاد للكيان الصهيوني فقد سبقها تسليم خلية صوريف تحت غطاء نقلها من الخليل إلى سجن نابلس وكذلك التغطية على تصفية محيي الدين الشريف أحد قيادات كتائب القسام ، وتبعتها عام 98 مسرحية هروب عماد عوض الله من المعتقل في أريحا والتي كانت تخفي خلفها خطة تصفية شقيقه القائد القسامي عادل عوض الله فلم تستطع كل المبررات والخزعبلات التي فبركها في حينها أن تبرؤه من تهمة التآمر مع الإسرائيليين عبر التنسيق الأمني من التورط في قبلهما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهذا قليل من كثير عن العقيد الرجوب والمخفي أعظم

    إنها لصفحات سوداء لا يتشرف الشعب الفلسطيني المناضل والمجاهد بأن تسجل في تاريخه بسبب الأحداث التآمرية التي صدرها هذا الجهاز ومؤسسه والذي عمل ليل نهار في خدمة الكيان الصهيوني والأمريكان

  • #2
    المشكلة هي كم واحد فينا مثل الرجوب !! وكم واحد ممكن يصير مثله في وقت ما ؟؟
    لذلك علينا اصلاح نفوسنا والرجوع الى الله ، وأن لا نثق الا بالانسان المؤمن المتدين ،
    ولا نجعل للفاسقين مكانا بيننا .

    تعليق


    • #3
      يبدو لي ان الاولويه لدى عرفات هي تقسيم الغنائم على الجماعه.فالاجهزه الامنيه مقسمه لان كل جنرال اراد جاهزا خاصا به.والان مع موضة الاصلاحات ومن الانباء المتواترة التي تصل تباعا يبدوا ان الهدف كله عدم ازعال الجماعه.اي تقسيم المناصب والمسؤوليات ( والغنائم بالتالي )بين من لم يقوموا بواجباتهم تجاه الناس في اوقات الشده.

      على هذا المنوال التغييرات التي ستحصل هي من قبيل ارضاء واشنطن واسرائيل ومجرد تغيير في الملابس والادوار بين الذين يجب ان يكونوا عرضه للاصلاح انفسهم.

      مرة اخرى نقولها بالفم الملان : عرفات فشل في قيادة السفينه وليس ذلك فقط بل انه متواطئ مع اوكار الفساد على مواصلة المسيرة بالطريقه المعهوده التي لم تجلب سوى الكوارث على هذا الشعب الصابر المرابط.

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X