إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما أكثر بيانات وزارة الداخلية .. فأين كانت أثناء الإجتياحات الصهيونية ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما أكثر بيانات وزارة الداخلية .. فأين كانت أثناء الإجتياحات الصهيونية ؟!

    د. أحمد محمد بحر

    أ.د.الجامعة الإسلامية - غزة


    8/16/2005


    ما أكثر بيانات وزارة الداخلية .. فأين كانت أثناء الإجتياحات الصهيونية ؟!



    بدأ الاندحار الصهيوني عن قطاع غزة مساء يوم الأحد 14/8/2005م قبل موعده بساعات، ومهما حاول العدو أن يظهر أن هذا إعادة انتشار وليس انسحاباً، أو كما قال شارون مواسياً نفسه: أن هذا آخر الانسحابات ويعني بذلك التمسك بالضفة والقدس ومواصلة بناء الجدار، رغم هذا كله فقد بات واضحاً للعيان أن هذا الانسحاب انحسار وتراجع المشروع الصهيوني أمام ضربات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، نعم إنه انتصار للمقاومة وانهزام للجيش الذي لا يقهر.

    إن شعبنا الفلسطيني المجاهد يدرك خطة شارون اللعينة، ولكن وبكل المقاييس فإن خطوة الانسحاب من غزة ستتبعه خطوات في الانسحاب من الضفة والقدس بإذن الله ... وشعبنا يدرك أيضاً أن دولة الكيان المسخ أكبر قوة نووية في الشرق الأوسط ومع ذلك فإن شعبنا أقوى منها بإيمانه وإرادته وتصميمه على مواصلة الطريق حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني، ولذلك نقول وبصوت عالٍ: إن الشعب الفلسطيني بمقاومته الباسلة استطاع أن يهزم الاحتلال هزيمة نفسية ومعنوية بحيث أصبح الرعب شبحاً يطاردهم في حلهم وترحالهم وذلك بفضل الله ورعايته " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ " الأنفال آية12.

    وهذا أيضاً بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: نصرت بالرعب مسيرة شهر.

    لقد وصل الأمر بخبراء عسكريين وسياسيين صهاينة أن يتنبأوا بانتفاضة ثالثة ستكون أكثر شراسة من انتفاضة الأقصى، معتبرين أن انسحاب الجيش الصهيوني من غزة سيعطي دفعة قوية للفصائل الفلسطينية المقاومة أن تعيد الكرة مرَّة أخرى وبصورة أعنف حتى تتمكن من تحرير الضفة الغربية. إن شعبنا الفلسطيني اليوم في الداخل والخارج يحتفل باندحار العدو الصهيوني معتبراً أن طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لدحر الاحتلال وتحرير كل أرضنا من بحرها إلى نهرها من دنس الاحتلال وما ذلك على الله بعزيز.
    لقد بدأت الفصائل الفلسطينية تحتفل بهذا النصر المبين وعلى رأسها حركة حماس حيث بدأت احتفالاتها منتصف ليلة الأحد 14/8 بصلاة شكر لله تعالى على نعمة النصر، وبالتكبير من على مآذن مساجد غزة والضفة الغربية مرددة الله أكبر نصر عبده وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده.

    هذه البداية المباركة بالسجود والدعاء والخضوع والذلة لله سبحانه وتعالى على هذا النصر الكبير والذي يوحي بأن النصر من عند الله لا يعطيه إلا للمؤمنين الصادقين " وكان حقاً علينا نصر المؤمنين".

    لقد جاء هذا الاندحار الصهيوني ثمرة لدماء شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين وعلى رأسهم إمام الأمة الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي طالما تنبأ بهذا النصر حين قال: سننتصر يا بوش سننتصر يا شارون !! وفتحي الشقاقي وجهاد العمارين وريم الرياشي.

    جاء هذا الانتصار العظيم بسبب ضربات صواريخ القسام والبنا والياسين والبتار، وبحرب الأنفاق في محفوظة، ونحال عوز، وصلاح الدين، وبالعمليات الاستشهادية النوعية داخل الـ48 وباقتحام المستوطنات ...

    جاء هذا الانسحاب ليعزز مكانة المقاومة ويزيد من شعبيتها ليس على مستوى فلسطين فحسب بل على مستوى العالم العربي والإسلامي وعلى مستوى أحرار العالم، ولعل هذا السبب الذي يفسر هذا التآمر الكبير والمحاولات الحثيثة من أجل القضاء على المقاومة وعلى رأسها حركة حماس .. ومما يؤسف أن يتولى كبر هذا التآمر وزارة الداخلية الفلسطينية التي تبث سمومها عبر بياناتها المتواصلة ليل نهار والتي تحمل في طياتها رائحة الكذب والتحريض وتشويه الحقائق ضد حركة حماس، وكأنها وجدت لهذا الغرض فقط، هذه البيانات التي لا تنفك في ترديد مقولات يراد منها تشويه صورة الحركة : السلاح سلاح واحد، والسلطة سلطة واحدة صواريخ القسام تضر بالمصلحة الوطنية، حماس تستعد للانقلاب على السلطة لا للمزايدات الفارغة والسعي المحموم لاختطاف الانتصار الفلسطيني .. وهلم جرا من تلك الافتراءات والأكاذيب على حركة قدمت إمامها وقائدها وخيرة شبابها في سبيل الله.

    ونتساءل ويتساءل شعبنا أين كانت هذه البيانات النارية من اجتياح الشمال ؟ أين هذه البيانات من اجتياح الزيتون؟ ورفح وخان يونس ؟ لم نسمع بها ولم نسمع بدور وزارة الداخلية الموقرة في المعركة، وكان الأجدر بها أن تكون وقتها بين الموطنين تثبتهم وتقف من ورائهم أين كان جنودها وضباطها الأماجد؟ أين مصفحاتها لتحمي شعبنا من التوغل الصهيوني الذي قتل الأطفال والنساء ودمر البيوت، ونسف المصانع واقتلع الأشجار وجرف الأراضي !!! فهل تجازى المقاومة وعلى رأسها حماس التي دافعت عن شعبها وقدمت الشهداء وعشرات من الآلاف من الجرحى ليكون جزاؤها التشويه والتحريض من قبل وزارة الداخلية الفلسطينية !! هل جزاؤها أن يطلق على مجاهديها الرصاص وهم عائدون من عملهم الجهادي غدراً وظلماً !! هل جزاء المقاومة أن تقود وزارة الداخلية حملة منظمة ومتواصلة ضد المقاومة الفلسطينية وسلاحها الشريف؟ فهذه الحملة الخبيثة على المقاومة لا تخدم إلا ثقافة الهزيمة التي يخطط لها العدو الصهيوني ومن لف لفهم من المثبطين والمرجفين للنيل من عزيمة شعبنا الفلسطيني الصامد ومن مقاومته الباسلة. هؤلاء المرجفون الذين سقطوا في وحل الهزيمة النفسية يرددون دائماً مقولة أسيادهم: إن المواجهة العسكرية مع العدو الصهيوني لا يمكن أن تحقق للفلسطينيين انجازاً !!

    ونسيت أو تناست بيانات وزارة الداخلية إن صواريخ القسام من أهم عناصر أسلحة المقاومة التي ساهمت بشكل كبير في إجبار قوات الاحتلال على الانسحاب بعد أن باتت تشكل عبئاً أمنياً وتهديداً نفسياً لهيبة الجيش الذي لا يقهر !.

    إنه كان من الأجدر على وزارة الداخلية أن تعالج الفلتان الأمني الذي استفحل داخل الأجهزة الأمنية، كان من الأجدر أن تقضي على ظاهرة الاختطاف، على ظاهرة الاستيلاء على مؤسسات الحكومة، أن تحمي القضاء والقضاة من العابثين بمقدرات الشعب فهذا هو الداء الحقيقي الذي يهدد السلطة، ويجعلها عدَّة سلطات، هذا السلاح الذي يستعمل لأغراض وأطماع شخصية هو الذي يجب أن ينتزع ويصادر، أما سلاح المقاومة فهو السلاح الشرعي والوحيد الذي دافع وسيدافع عن شرف وكرامة الأمة هذا السلاح الطاهر الذي لا يوجهه إلا للعدو الصهيوني هو الذي يجب أن يحافظ عليه حتى دحر الاحتلال. فهل تقوم وزارة الداخلية بواجبها الحقيقي في حفظ النظام ومعاقبة المفسدين ومصادرة سلاح العابثين ؟! أسأل الله أن يهديها إلى ذلك.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
جاري التحميل ..
X