إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

    خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

    غزة - محمد رفيق

    هل ستخرج إسرائيل من كامل قطاع غزة ؟ وكيف ستتأكد السلطة الفلسطينية من التزامها بذلك؟ و هل سيكون ذلك بإشراف دولي ؟ أسئلة كبيرة ترددت على ألسنة العديد من الخبراء الفلسطينيين و العرب في الآونة الأخيرة وبخاصة بعد تسريب معلومات عن وجود خلافات عميقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على المساحة المفترض الخروج منها بسبب تغير حدود القطاع منذ عام 1948 أكثر من مرة.

    ''المدينة'' حاولت استطلاع الموقف الرسمي الفلسطيني عبر مجموعة من اللقاءات مع خبراء و شخصيات رسمية و أهلية تتابع ملف خطة الانفصال عن قطاع غزة.

    في البداية أكد مصدر فلسطيني يعمل ضمن اللجان الفلسطينية الخاصة بالإعداد للانسحاب و التي يشرف عليها الوزير محمد دحلان في لقاء مع ''المدينة'' أن هناك مشكلة كبيرة واجهت الجانب الفلسطيني و هي عدم وجود مطالب فلسطينية موحدة بخصوص مساحة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ، فالبعض طالب الجانب الإسرائيلي بالخروج من قطاع غزة وفقا لحدود عام 67 ، والبعض الآخر تحدث عن الحدود بعد توقيع اتفاق الهدنة عام 49 المعروفة باتفاقية رودس، والبعض الآخر طالب بالخروج من كامل مساحة القطاع قبل اتفاقية رودس ، وهو ما أحدث حالة من الارتباك في الجانب الفلسطيني كان سببها الرئيسي جهل بعض المسؤولين عن ملف الانسحاب بتطور مسألة مساحة قطاع غزة وأهمية الحديث عنها منذ البداية لخلق أرضية يمكن الانطلاق منها لبقية القضايا.

    عجز السلطة عن تحديد مساحة غزة

    و يضيف عضو اللجنة الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى الشح في الكثير من المعلومات عن الأراضي التابعة لقطاع غزة لدى اللجان الفنية ، معتبرا أن هذا الشح يبدو واضحا عند الحديث مع الجانب الإسرائيلي عن المعابر ومواقعها و عن المناطق الصناعية المشتركة التي من المفترض أي يقدم كل جانب جزءا من مساحتها ، مشيرا إلى أن من الخطورة توقيع أي اتفاقات بهذا الشأن دون توفر خرائط تفصيلية واضحة لكل أراضي قطاع غزة حتى يعرف الجانب الفلسطيني بوضوح إيجابيات و سلبيات أي عرض إسرائيلي بهذا الشأن.

    ومن الملاحظ أن هذا الارتباك قد استغل من الطرف الإسرائيلي بشكل كامل حيث سمح لإسرائيل بالحديث على لسان شيمون بيريز نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية عن الانسحاب من قطاع غزة وفقا لخرائط اتفاق القاهرة المسمى اتفاق غزة و أريحا أولا ، وهي خرائط كان الرئيس الفلسطيني قد رفض التوقيع عليها خلال حفل التوقيع بعد أن لاحظ تلاعب الجانب الإسرائيلي بها، و بعد تدخل الرئيس المصري وقع عرفات مع كتابة ملاحظة بخط يده عليها تفيد عدم رضائه عنها ، وهو ما أكده لـ''المدينة'' الأستاذ زكريا السنوار المتخصص في تاريخ فلسطين الحديث.

    و يكمل المصدر قائلا ان الجانب الفلسطيني اتفق أخيرا في لجانه الفنية المشرفة على التخطيط للانسحاب على اعتماد حدود قطاع غزة قبل توقيع اتفاقية رودس التي تم خلالها التخلي عن مساحات واسعة من أراضي القطاع و بخاصة في المنطقة الشمالية كأساس للمطالب الفلسطينية ، إلا أنه فوجئ بعدم وجود أي خريطة رسمية لدى السلطة الفلسطينية تشير إلى هذه الحدود بشكل دقيق يمكن من خلاله متابعة الانسحاب الإسرائيلي منها ، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني طالب إسرائيل بهذه الخرائط لكنها رفضت تقديم أي خرائط رسمت قبل عام 1950 ميلادية.

    ويؤكد هذه المعلومة خليل التفكجي مسؤول الخرائط في بيت الشرق و الخبير في شؤون الاستيطان الذي أوضح لـ''المدينة'' أن الجانب الفلسطيني حصل على خرائط واضحة من الأردن لمساحة الضفة الغربية قبل اتفاقية رودس و التعديلات التي حدثت بها، إلا أنه لا يملك أي خرائط رسمية خاصة بوضع قطاع غزة في اتفاقية رودس الذي كان وقتها تحت الإدارة المصرية.

    حدود غزة وثائق حربية سرية

    من جهته أشار د. خميس بدوي الذي قدم العديد من الدراسات حول تغير مساحة قطاع غزة منذ عام 48 إلى وجود هذه الخرائط لدى الجانب المصري الذي يعتبرها وثائق حربية سرية لا يمكن الكشف عنها ، وبطبيعة الحال موجودة لدى الجانب الإسرائيلي الذي من مصلحته عدم الكشف عنها.

    و أكد طلال عوكل العضو البارز في لجنة الحماية و المساندة الأهلية التي تم تأسيسها لمراقبة عملية الانسحاب الإسرائيلي لـ''المدينة'' أن الجانب الفلسطيني حصل بالفعل على خرائط لخطوط الهدنة قبل اتفاقية رودس ، لكنه لم يستطع أن يؤكد أن كانت هذه الخرائط رسمية أم لا ، مشيرا إلى أن هذه الخرائط توضح أن على الجانب الإسرائيلي أن يتخلى عن مساحة كبيرة من الأرض شمال قطاع غزة بعمق 2 كيلو متر و بعرض 10 كيلو مترات.

    وفي نفس السياق أكد مصدر فلسطيني مطلع لـ''المدينة'' أن هناك اتصالات واسعة قامت بها الخارجية الفلسطينية مع الخارجية المصرية للحصول على هذه الخرائط ، وأن السلطة تبحث عن أطراف بديلة مثل الأمم المتحدة أو بريطانيا للبحث عن هذه الخرائط لديها في حالة تعذر الحصول عليها من الجانب المصري.

    ويؤكد عوكل أن السلطة تبذل كل مجهوداتها لتشرك طرفا ثالثا في الإشراف على عملية الانسحاب ليكون شاهدا على أي تعد إسرائيلي على الحدود ، حيث وافقت أطراف دولية بالفعل على المشاركة في القيام بمسح المستوطنات للتأكد من خلوها من أي مواد خطرة أو ألغام أو مخلفات عسكرية ، لكن الاتصالات مازالت جارية مع اللجنة الرباعية للإشراف على خروج إسرائيل كل مناطق القطاع ،و توقع عوكل أن تشكل الرباعية طاقما فنيا للإشراف على الانسحاب و تقديم تقرير عن أي مناطق لا ينسحب منها الجانب الإسرائيلي.

    مناطق أمنية إسرائيلية وسط القطاع

    المفاجأة التي كشف النقاب عنها العضو الفلسطيني المشارك في اللجان الفنية أن إسرائيل طالبت السلطة الفلسطينية بشكل رسمي بالاحتفاظ بمناطق أمنية في بعض مناطق قطاع غزة وبخاصة في وسط القطاع و شماله لا يسمح لأحد بالدخول لها ، أو البناء فيها ، لكي تضمن إسرائيل أن لا يتم استخدام هذه المناطق في إطلاق الصواريخ على مدنها و مستوطناتها داخل الخط الأخضر.

    ويضيف ( س.ع ) أن هذه المطالب تشير بجلاء إلى رغبة إسرائيلية في الاحتفاظ بمساحات من قطاع غزة تحت سيطرتها ، هو ما يعني من جهة بقاء هذه المناطق تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية ، ومن جهة أخرى إنشاء مزارع شبعا جديدة في غزة بعد تلك التي ظهرت في لبنان لتكون بؤرة مستمرة لاشتعال القطاع ، مشيرا إلى أن الضغوط الكبيرة التي تمارس على الطرف الفلسطيني ، وضعف موقفه أمام قوة الأمر الواقع التي تفرضها إسرائيل ، تجعل السلطة مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة إسرائيلية لإبقاء سيطرتها على أجزاء من أراضي القطاع.


  • #2
    رد : خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

    إسرائيل استولت على خمس مساحة قطاع غزة خلال ثلاث مراحل

    غزة - محمد رفيق

    مع اقتراب موعد تنفيذ خطة الانسحاب من المستوطنات الإسرائيلية التي يسوق لها رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ أكثر من عامين يزداد الغموض المحيط بهذه الخطة التي حولها الجانب الإسرائيلي إلى لغز لا يعرف إجابته إلا هم.

    ومع زيادة حساسية غموض ملف المساحة التي ستخليها إسرائيل من قطاع غزة والذي سيحدد مستقبل العلاقة بين الجانب الفلسطيني بطرفيه الرسمي و المقاوم و بين الجانب الإسرائيلي و التي يمكن أن تتعدد صورها من انتهاء الاحتلال الإسرائيلي بكل صورة لقطاع غزة ، أو بقاء الاحتلال بصورة مباشرة أو غير مباشرة على مساحات واسعة منه ، وهو ما قد يحوله إلى جنوب لبنان آخر بشريط حدودي جديد.

    تعديات على حدود القطاع

    في مكتبه المكتظ بالخرائط و الكتب و الدراسات التي تتناول كل شبر من قطاع غزة استقبلنا الدكتور خميس بدوي أستاذ الجغرافيا في جامعة القدس المفتوحة والخبير الفلسطيني في الجغرافيا و المساحة ، و الذي قام بإعداد الكثير من الدراسات حول تطور مساحة قطاع غزة و المستوطنات الإسرائيلية فيه.

    في البداية أشار بدوي إلى خطورة الوضع الحالي الذي تتعمد إسرائيل أن تحيطه بهالة كبيرة من الغموض ، فهي لا تقدم أي معلومات عن المساحات التي ستخرج منها بالفعل بل وتتجنب الحديث عن هذا الموضوع برمته ، وهو ما يجعل الشك يتسرب لنفس كل المراقبين ، معتبرا إلى أن هذا الشك يتحول ليقين عند النظر إلى تاريخ إسرائيل في الاستفادة من الأحداث التي تشغل العالم في الاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية.

    وفي هذا السياق يؤكد بدوي أن إسرائيل قامت بتعديل حدود قطاع غزة على ثلاث مراحل في ثلاث مناسبات مفصلية في تاريخ فلسطين الحديث ، تمكنت من خلالها من ضم خمس مساحة قطاع غزة لها ، فبعد حرب عام 48 تم وضع خط لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة ، وفي هذه المرحلة كانت مساحة قطاع غزة تتجاوز 440 كم ، لكن الاحتلال استغل اتفاقية الهدنة في رودس عام 1949 والتي يعتبرها بدوي نكبة تعرض لها الشعب الفلسطيني بسبب جهل المفاوض العربي الذي تفاوض عن الشعب الفلسطيني ، بالعديد من التفاصيل و الحقائق و هو ما تسبب في خسارة 59 كيلو مترا مربعا من مساحة القطاع وتشريد آلاف الفلسطينيين من قراهم و مناطق سكناهم في هجرة جديدة.

    و من أهم المناطق التي خسرها القطاع في هذه الاتفاقية التي وقعت بين الأطراف المتحاربة و لم يمثل فيها الفلسطينيين أحد منطقة شمال القطاع التي خسرت 20 كيلو مترا مربعا بعد أن استولت القوات الإسرائيلية على مساحة عشرة كيلومترات مربعة بعمق 2 كيلو ، ومنطقة وسط القطاع التي خسرت وحدها 30 كيلو مترا مربعا من مساحتها.

    أما المرحلة الثانية لتغيير مساحة القطاع فقد حدثت بعد حرب 67 مباشرة فعلى الرغم من سيطرة القوات الإسرائيلية على كامل القطاع إلا أنها أسرعت في ظل الصدمة التي كانت تسيطر على العالم العربي و السكان الفلسطينيين بنقل خط الهدنة إلى الغرب على طول القطاع حيث ضمت مساحة تتجاوز في مجملها 8 كم مربع من مساحة القطاع أتي أغلبها من المنطقة الموازية لمدينة غزة و منطقة وسط القطاع و جنوبه.

    عودة الفلسطينيين وتقلص غزة

    أما المرحلة الأخيرة فيؤكد بدوي أنها تزامنت مع دخول القوات الفلسطينية إلى القطاع بعد توقيع اتفاقية أوسلو ، حيث كان العالم منشغلا بنقل صورة القوات الفلسطينية التي تدخل عبر معبر رفح في الوقت الذي كانت القوات الإسرائيلية تقوم فيه بنقل علامات خط الهدنة باتجاه الغرب في العديد من مناطق القطاع و نهبت إسرائيل في هذه المرحلة مساحة تتجاوز 8 كم مربع أيضا ، و قد كان بدوي شاهد عيان على هذا التعدي ، و قام بتسجيله شبرا شبرا.

    و يشير بدوي إلى أن مجموع هذه التعديات على مساحة قطاع غزة خفضت من مساحته بمقدار الخمس تقريبا لتتوقف عند 365 كم مربع من أصل 440 كم مربع ، معتبرا أن هذه الأراضي التي سرقت من أجود و أفضل أراضي القطاع و تعتبر أفضل مناطق زراعية فيه على الإطلاق.

    وكشف بدوي لـ''المدينة'' أن الجانب الإسرائيلي أعترف بسرقة هذه الأراضي خلال مباحثات كامب ديفد عام 2000 ، التي شارك في اللجان الفنية التي وضعت الخرائط التفصيلية للاتفاق ، حيث اتفق الجانبان وقتها على أن تعيد إسرائيل حوالى 70 كم مربعا سرقت من أراضي القطاع إذا تم الاتفاق النهائي بين الجانبين.

    تركيز على المستوطنات وتجاهل للمساحة

    ويبدو بدوي متشائما جدا من المرحلة القادمة و بخاصة أن الجانب الفلسطيني يجهل المفهوم الذي ستتعامل به إسرائيل مع قطاع غزة ، هل هو قطاع غزة بالمساحة التي وقع عليها في اتفاقية رودس أم قطاع غزة بعد حرب 67 ، أم قطاع غزة بعد اتفاقية أوسلو. وانتقد بدوي بشده المسئولين عن ملف خطة الانفصال في الجانب الفلسطيني ، مؤكدا أنهم يركزون على المعابر و القضايا الاقتصادية ومستقبل أراضي المستوطنات دون أن يعطوا أي أهمية للتركيز على المساحات التي ستخرج منها إسرائيل و بخاصة أن المساحة الحقيقية للمستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة لا تتجاوز 12 % من مساحة القطاع و ليس كما يشاع أنها تشكل ثلث مساحة القطاع الحالي تقريبا ، و بالتالي فإن هناك مساحات كبيرة من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل لأغراض أمنية وكمناطق صفراء وفقا لاتفاقية أوسلو ، وبخاصة قرب خط الهدنة مهدده بالبقاء تحت السيطرة الإسرائيلية حتى بعد إجلاء المستوطنات. ويتوقع بدوي أن تحتفظ إسرائيل بمساحات كبيرة في شمال قطاع غزة و في منطقة الوسط ، أو على الأقل تمنع الفلسطينيين من استغلالها أو التواجد فيها بسبب قرب هذه المنطقة من مدن إسرائيلية إستراتيجية ، و بالتالي هو يؤكد على خطأ تسمية ما تقوم به إسرائيل على أنه انسحاب و يعتبره مجرد إعادة انتشار للقوات الإسرائيلية بعد إخراج المستوطنين من المعادلة بسبب عبء مسؤولية حمايتهم.


    تعليق


    • #3
      رد : خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

      مافي شك اخي pal_48_67 ان اليهود سقومون بترك ( مزارع شبعا فلسطينيه ) لا لشئ !!
      فقط كي يتحول كل اهتمامنا الى تلك البقعه الصغيره وهكذا عند تحريرها ستطلب اسرائيل تنازلات معينه مقابل الانسحاب منها وهكذا !!

      تعليق


      • #4
        رد : خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

        إذا كان هذا النقاش محتدماً والحديث عن أقل من 1,5% من أرض فلسطين المغتصبة ما الذي سيحدث عند الحديث عن الضفة الغربية والقدس ... اما باقي فلسطين فلا مفاوضات لها إلا بحد السيف ...

        تعليق


        • #5
          رد : خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

          حدود غزة ليست خطوطا دولية ومساحة »لواء غزة« أكبر بعدة مرات
          تحذيرات من إعلان "تحرير" غزة

          محمد رفيق - غزة

          يثير الوضع القانوني لقطاع غزة بعد تطبيق خطة الانفصال الإسرائيلية و إخلاء المستوطنات منه العديد من التساؤلات وبخاصة بعد التحذيرات المتتالية من نية الجانب الإسرائيلي الاستفادة من الزخم الإعلامي المصاحب لتنفيذ هذه الخطة في إعلان تملصه من أي مسؤولية عن سكان القطاع بعد تنفيذها وادعاء أن القطاع أصبح منطقة ذات سلطة و سيادة مستقلة.

          حدود غزة ليست خطوطا دولية

          فمن جهته أكد عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان أن إسرائيل في الأساس لا تعترف بأنها دولة احتلال ، ولا بأن قطاع غزة و الضفة الغربية مناطق محتله ، حتى لا ينطبق عليها أحكام اتفاقية جنيف الرابعة أو أي اتفاقية دولية أخرى تنظم علاقة الاحتلال بالبلد المحتل ، وبالتالي هي تريد أن تستفيد من هذه الخطة لتقوية حجتها أمام المؤسسات الدولية بأنها لم تعد مسؤولة عن القطاع.

          وفي نفس السياق يشير الباحث محمد مصطفى الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن قطاع غزة لا يعتبر من وجهة نظر القانون الدولي كيانا مستقلا أو ذا حدود جغرافية معترف بها لأن هذا القطاع هو عبارة عن جزء من لواء غزة الذي كان يضم مساحات واسعة من الأرض قبل عام 48 ، ولم ينشأ هذا القطاع إلا كحالة لفض الاشتباك بين الأطراف المتحاربة ، إذ أن الحدود الحالية للقطاع هي خطوط وقف إطلاق نار أو خطوط هدنة وليست خطوط حدود دولية.

          و يضيف يونس أنه حتى لو خرجت إسرائيل من كل شبر من المساحة الحالية لقطاع غزة فإنها لا يمكن أن تدعي أن هذا القطاع أصبح محررا ، لأنها ستحوله إلى سجن كبير تسيطر على حدوده بشكل كامل وعلى مجاله الجوي و البحري ، وعلى حركة سكانه ، إلى جانب أنها أعطت لنفسها الحق في الدخول إلى أراضيه في أي وقت شاءت لتنفيذ عمليات عسكرية ، وترفض أن يكون له مطار أو حتى ميناء ،وهي بنود واضحة في ما نشر من تفاصيل الخطة وجميعها يؤكد أن سلطة الاحتلال ستبقى مفروضة على القطاع .

          ويؤكد يونس أن إسرائيل لديها مصلحة استراتيجية في الإعلان عن قطاع غزة منطقة محرره في ظل احتفاظها بكل هذه الصلاحيات ، لأن ذلك سيظهر إسرائيل وكأنها قامت بما يجب عليها تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة و بالتالي لا يجوز لأحد أن يطلب منها شيئا آخر.

          إخلاء غزة تنصل من القانون الدولي

          و يعتبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في دراسة نشرها مؤخرا أن خطة ''الانفصال'' ستساعد إسرائيل على مواصلة تنصّلها من التزاماتها القانونية والأخلاقية بموجب القانون الدولي، بما فيها: حق العودة للاجئين، وعدم تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية بشأن جدار الضم، وحق تقرير المصير. ويضيف المركز أن النصوص الدولية واضحة في أن سكان قطاع غزة سيبقون تحت الاحتلال حتى لو خرجت إسرائيل من القطاع ، و بالتالي ستبقى لها مسؤولية عليهم حتى تنهي كل مظاهر الاحتلال ، حيث تنص المادة 4 من اتفاقية جنيف الرابعة على أن : ''الأشخاص الذين تحميهم الاتفاقية هم أولئك الذين يجدون أنفسهم في لحظة ما وبأي شكل كان، في حالة قيام نزاع أو احتلال، تحت سلطة طرف في النزاع ليسوا من رعاياه، أو دولة احتلال ليسوا من رعاياها.''

          وفي الوقت الذي تحضر فيه السلطة الفلسطينية وبعض الفصائل لاحتفالات واسعة بعد بسط السيطرة الفلسطينية على المستوطنات فإن الخبراء يحذرون بشده من أي تصريحات رسمية فلسطينية يمكن أن تفسر أمام العالم على انه إعلان لقطاع غزة كمنطقة محررة ، لما يمكن أن يتسبب فيه هذا الإعلان من انعكاسات سلبية على مستقبل قطاع غزة والضفة الغربية في أي تسوية مستقبلية.

          وفي هذا السياق يعتبر الأستاذ سليم المبيض المتخصص في تاريخ قطاع غزة أن مثل هذا الإعلان يشكل اعترافا بالحدود الحالية لقطاع غزة التي هي عبارة عن خط للهدنة ، كحدود دولية بين الجانبين ، وهو أمر خطير للغاية و بخاصة أن هذا الخط غير معترف به من الطرفين كخط رسمي لترسيم الحدود حتى الآن ، لأنه خط عسكري تم إقراره في اتفاقيات عسكرية وليس اتفاقيات لترسيم الحدود ، وهو ما يعني أن بإمكان الجانب الفلسطيني وفقا للقانون الدولي أن يطالب بمساحات أكبر بكثير من المساحات المتاحة حاليا في أي اتفاق نهائي.

          تحذيرات من إعلان ''تحرير'' غزة

          من جهته يحذر محمد مصطفى من اعتبار الحدود التي وضعت في اتفاق أوسلو و ملحقاته حدودا نهائية لأن هذا الاتفاق لم يتناول في الأصل موضوع الحدود بل أجله للحل النهائي ، و بالتالي فإن أي خرائط أو مناطق فاصله نتجت على أرض الواقع بسبب الاتفاق ليس لها أي وضع قانوني بل يجب التفاوض عليها في المستقبل .

          أما عصام يونس فيؤكد أن مثل هذا الإعلان سيقضي على الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية و قطاع غزة و سيعني استفراد إسرائيل بالضفة الغربية بشكل كامل ، و فرضها للسيادة القانونية على أجزاء واسعة منها عبر ضمها لإسرائيل و بالتالي تصفية الضفة الغربية و تحويلها إلى مجموعة من الكانتونات المتفرقة التي يعيش فيها الفلسطينيون .

          ويشير يونس إلى ضرورة أن يطلب الجانب الفلسطيني من الأطراف الدولية و بخاصة الأمم المتحدة و الصليب الأحمر بتوضيح موقفهم من قطاع غزة و الضفة الغربية بعد تطبيق هذه الخطة ، والإعلان بشكل واضح عن بقاء هذه المناطق تحت الاحتلال الكامل بما يعنيه ذلك من مسؤولية مباشرة لإسرائيل عن السكان و تأمين مصالحهم .

          وحذر يونس من أن إسرائيل تخطط للطلب من مجلس الأمن الدولي أن يصدر قرارا بأن قطاع غزة قد أصبح منطقة محررة ، مستفيدة من السوابق التي صدر فيها قرارات مشابهة بخصوص العراق و لبنان ، معتبرا أن مثل هذا القرار لو صدر سيشكل فرصة كبيرة لإسرائيل لفرض المزيد من الأمر الواقع على الفلسطينيين ، وخطرا على الموقف الفلسطيني في أي مفاوضات للحل النهائي.

          تعليق


          • #6
            رد : خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

            تل أبيب تحتج بتهريب السلاح وتصر على مراقبة حركة السفر من وإلى القطاع
            مخاوف من تحول غزة إلى سجن مع إغلاق إسرائيل لمعبر رفح
            محمد رفيق - غزة
            يعتبر ملف الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر من أعقد ملفات خطة الانسحاب من قطاع غزة و أكثرها خلافا بين الجانبين الفلسطيني و المصري من جهة والجانب الإسرائيلي من جهة أخرى.
            حيث يحاول الإسرائيليون المزاوجة بين هدفين متناقضين في وقت واحد و هما الاحتفاظ بأكبر سيطرة ممكنة على هذا الشريط بما في ذلك إبقاء وجود لهم في معبر رفح ، والهدف الثاني الإدعاء أمام العالم بأن القطاع قد أصبح خارج السيطرة الإسرائيلية و أنها لا تتحمل المسؤولية عنه.
            إسرائيل تسيطر على المعبر
            و يرى الباحث الفلسطيني جمال البابا الذي أعد دراسة عن هذا الشريط الحدودي أن إسرائيل هي صاحبة الكلمة العليا في السيطرة عليه ، سواء من خلال نصوص المعاهدات والاتفاقات التي أبرمتها مع مصر في اتفاقية كامب ديفد أو مع السلطة الفلسطينية بعد ذلك، أو من خلال الممارسات الإسرائيلية على الأرض.
            و يفسر البابا هذا الاهتمام الإسرائيلي بأن الشريط الحدودي مع مصر يعتبر الحدود البرية الوحيدة لقطاع غزة مع دولة غير إسرائيل. وبالتالي فإن استمرار السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة لا تكتمل إلا بتحقيق سيطرة إسرائيلية كاملة على هذا الشريط، سواء بشكل مباشر أو بدور مصري فعال.
            و من جهته يؤكد نهاد الشيخ خليل الباحث في الشأن الإسرائيلي أن هذه الأهمية الخاصة دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى أن لا يكون انسحابها من هذا الشريط متزامنا مع الخروج من المستوطنات ، حيث اتخذت هذه الحكومة قرارا بأن يبقى الجيش الإسرائيلي مسيطرا على الحدود حتى نهاية العام ، بدعوى التأكد من سيطرة الفلسطينيين والمصريين على ظاهرة أنفاق التهريب التي تستخدم لإدخال السلاح إلى القطاع.
            ويضيف الشيخ خليل أن هذا القرار يجعل من المشكوك به خروج القوات الإسرائيلية من هذا الجزء في وقت قريب و بخاصة أن إسرائيل اعتادت على اختلاق الاتهامات للسلطة ومصر بالتهاون مع تهريب السلاح ، ويؤكد هذا نص القرار الذي اشترط الخروج النهائي من هذا الشريط نجاح القوات المصرية التي ستنتشر على الحدود في القيام بمهمتها.
            خطة الانسحاب ترسخ السيطرة الإسرائيلية
            وفي النص الرسمي لخطة فك الارتباط التي صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية نجد اهتماما كبيرا باستمرار هذه السيطرة سواء بالوجود العسكري أو غيره ، حيث تقول الخطة : "تواصل دولة إسرائيل الإبقاء على وجود عسكري على طول خط الحدود بين قطاع غزة ومصر (محور فيلادلفيا)، وهذا الوجود هو حاجة أمنية حيوية، في أماكن معينة يحتمل أن يكون لازماً توسيع مادي للمنطقة التي يجري فيها النشاط العسكري. وفي هذا السياق، ستنظر الحكومة في إمكانية إخلاء هذه المنطقة، وإخلاء هذه المنطقة سيكون مشروطاً، ضمن أمور أخرى، بواقع أمني وبمقدور التعاون المصري في خلق ترتيب مصداق آخر".
            و على أرض الواقع أوضح البابا أن الجيش الإسرائيلي يقسم الشريط الحدودي إلى ثلاثة أقسام، الأول، وهو الأهم والأخطر بالنسبة لإسرائيل، وهو المقابل لمدينة رفح ومخيمها، وتتركز فيه عمليات المقاومة الفلسطينية و تدعي إسرائيل أن معظم الأنفاق تصل بين هذا الجزء والجانب المصري من الحدود.
            أما القسم الثاني، فيمتد من شمال مدينة رفح حتى شاطئ البحر، وهو خاضع بشكل كامل للسيطرة الإسرائيلية ، ويأتي القسم الثالث جهة الجنوب، حيث يمتد من مدينة رفح حتى نقطة التقاء الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة عند معبر "كريم شالوم".
            خطة لتحويل غزة إلى سجن
            و يشير نهاد الشيخ خليل وهو دكتور في الجامعة الإسلامية متخصص في الشأن الإسرائيلي إلى وجود رغبة إسرائيلية حقيقية في تأجيل ملف المعابر وبخاصة معبر رفح إلى ما بعد الخروج من المستوطنات لتستطيع تحقيق أكبر قدر من السيطرة عليه ، و هو ما أوضحه وزير الدفاع الإسرائيلي بجلاء في تصريحات له مؤخرا قال فيها : "إسرائيل تصر على فحص الحركة من وإلى قطاع غزة بعد الانسحاب".
            وفي هذا السياق لا يخفي الجانب الفلسطيني الرسمي أن الحكومة الإسرائيلية تراوغ وتماطل في إعطاء المسؤولية عن الحدود التي تفصل قطاع غزة عن مصر إلى الفلسطينيين على الرغم من إعلانها أنها ستخرج منه في نهاية الأمر.
            ويؤكد محمد دحلان الوزير الفلسطيني المكلف بملف الانسحاب هذه الحقيقة التي تظهر للعيان عند البحث في قضايا المعابر ، و بخاصة معبر رفح ، حيث يطالب الإسرائيليون تغيير مكان المعبر إلى منطقة أخرى تدعى كريم شالوم ، وهي نقطة عبارة عن مثلث تلتقي عندها حدود القطاع مع مصر بحدود الجانب الإسرائيلي مع مصر ، وبالتالي تسمح للإسرائيليين بمراقبة حركة المسافرين في المعبر و التدخل فيها.
            ويضيف دحلان أن الفلسطينيين مصرون على بقاء المعبر في مكانه وأن يكون فقط تحت السيطرة المصرية الفلسطينية دون أي تدخل للجانب الإسرائيلي ، معتبرا أن هذه قضية جوهرية جدا لمستقبل قطاع غزة و بدونها سيصبح القطاع سجنا ليس له أي اتصال مباشر بالعالم الخارجي.

            تعليق


            • #7
              رد : خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

              خلاف بين الفصائل حول استمرار المقاومة في غزة و توافق على العمل في الضفة
              مخاوف من مواجهات بين السلطة والفصائل الفلسطينية
              محمد رفيق - غزة
              مع تنامي المعطيات حول إصرار إسرائيل على بقاء سيطرتها المباشرة أو غير المباشرة على أجزاء من أراضي قطاع غزة ، وعلى كامل مجاله البحري و الجوي فإن خيارات حركات المقاومة الفلسطينية في ظل هذه الحالة تصبح معقدة و بخاصة إذا استطاعت إسرائيل أن تسوق للعالم أنها أنهت احتلال قطاع غزة ، واستمرت في ممارسات وترسيخ الاحتلال في الضفة الغربية والقدس.
              خلاف بين فصائل المقاومة
              الباحث وسام عفيفة المتخصص في حركات المقاومة الفلسطينية يعتبر أن هذه الحركات تعاني من خلافات داخلية بخصوص خياراتها في المرحلة القادمة ، وبخاصة أن خيار استمرار المقاومة من داخل قطاع غزة قد يدخل حركات المقاومة في صراع مع السلطة الفلسطينية التي ستصر على أن يكون قطاع غزة هادئا في المرحلة التي ستلي الانسحاب تنفيذا لاتفاق القاهرة.
              ويشير عفيفة إلى أن كل حركة بدأت في بلورة موقف خاص مبني على موقفها الأساسي من قضية فلسطين ، و أن اتفق الجميع على مواجهة أي احتفاظ إسرائيلي لأجزاء من أرض القطاع تحت سيطرته استلهاما لنموذج حزب الله في مزارع شبعا ،ولكن الاختلاف يبرز حول التعامل مع الاحتلال في الضفة الغربية و القدس.
              وفي هذا السياق يضيف عفيفه أن الأجنحة العسكرية للحركات الإسلامية ( حماس و الجهاد ) لها موقف متشابه ، في الوقت الذي بلور فيه الجناح العسكري لحركة فتح موقف آخر له خصوصية نابعة من العلاقة بين هذا الجناح و السلطة الفلسطينية.
              فصل للضفة عن غزة
              وحتى نلقي الضوء على هذه المواقف بالتفصيل التقت "المدينة" مع عدد من المسؤولين السياسيين و العسكريين في التنظيمات الفلسطينية ، ففي البداية يتفق كل من مشير المصري المتحدث باسم حركة حماس و خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ، و أبو ابراهيم القيادي في كتائب شهداء الأقصى أن بقاء قوات الاحتلال في أي جزء من أراضي القطاع سيشكل دافعا لاستمرار عمليات المقاومة من داخل القطاع تجاه هذه الجيوب حتى يتم الانسحاب منها بشكل كامل.
              فمن جهته يعتبر مشير المصري أن كافة الحقائق تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سيعيد انتشار جنوده في القطاع و لن ينسحب منه ، معتبرا أن على إسرائيل أن تخرج من كل شبر من أراضيه وفقا لخط الهدنة عام 49 ، دون أي إبقاء للسيطرة على أجزاء من القطاع كمناطق أمنية.
              أما خضر حبيب فيعتبر أن تجربة مزارع شبعا ستكون حاضرة للعيان إذا تكرر احتفاظ إسرائيل بمناطق فلسطينية في القطاع تحت سيطرتها ، معتبرا أن حزب الله استطاع ان يحرج الجيش الإسرائيلي بضرباته التي وجهها لهذه المناطق المحتلة ، دون أن تتمكن إسرائيل من التصدي له ، و هي التجربة التي يجب تعميمها على الساحة الفلسطينية ، وحتى هذه المرحلة يتفق أبو ابراهيم القيادي البارز في كتائب شهداء الأقصى مع موقف حماس و الجهاد في ضرورة استمرار المقاومة طالما كان الاحتلال موجودا على أرض القطاع .
              وتبدأ الخلافات في الرأي بين الأجنحة العسكرية عند نقطة إذا قامت إسرائيل بسحب كافة قواتها و بقيت مسيطرة على الجو و البحر وصعدت من عدوانها في الضفة الغربية ، فمن جهته يعتبر أبو ابراهيم أن المقاومة يجب أن تتركز في هذه الحالة في الضفة الغربية ، وأن العمليات العسكرية داخل القطاع سيتم تجميدها ، بسبب عدم وجود أهداف عسكرية إسرائيلية على الأرض يمكن أن يتم التعامل معها.
              و على العكس من هذا الرأي يؤكد المصري و حبيب أن الجناحين المسلحين لحماس و الجهاد لن يوقفا العمليات انطلاقا من قطاع غزة عملا بقاعدة أن الأرض الفلسطينية أرض واحدة ، و أن أي اعتداء على هذه الأرض مهما كان مكان هذا الاعتداء يمكن الرد عليه من أي مكان ، و بالتالي لا يجب الفصل بين المقاومة في الضفة الغربية و المقاومة في قطاع غزة.
              وعن الخيارات المتاحة للأجنحة العسكرية في هذه الحالة يؤكد الباحث وسام عفيفه أن الصواريخ المحلية الصنع ستكون هي السلاح الرئيسي ، و بخاصة أن بإمكان الحركات الفلسطينية تطوير مداها و الاستفادة من بعض المناطق التي ستخرج منها إسرائيل لقصف مناطق أكثر عمقا من المناطق التي تصلها الصواريخ الآن .
              ويشير عفيفه إلى أن هذه الأجنحة تحاول منذ فترة الحصول على سلاح يمكن التصدي به للطائرات الإسرائيلية ، وهو الأمر الذي سيفعل في الفترة القادمة على اعتبار أن دخول الطائرات الإسرائيلية لأجواء القطاع سيكون انتهاكا لسيادته بعد الانسحاب الإسرائيلي منه.
              السلطة والصدام مع المقاومة
              لكن العنصر الذي لا يمكن أن يتم تجاهله في بحث هذه الخيارات هو السلطة الفلسطينية التي أعطت ضمانات بأن لا تكون أي مقاومة من قطاع غزة بعد الخروج الإسرائيلي من المستوطنات ، وبالتالي فإن موقفها من استمرار المقاومة سيكون الرفض و محاولة التصدي .
              وفي هذا السياق يشير عفيفه إلى أن المستقبل يحمل احتمالات حدوث صدام فلسطيني فلسطيني أكثر من أي وقت ، وبخاصة بعد تجربة الأحداث الأخيرة بين حماس والأجهزة الأمنية الفلسطينية ، ومع إصرار السلطة على تهميش دور التنظيمات في الإشراف على الانسحاب الإسرائيلي.
              ويرى المصري أن الانسحاب لا يصادر حق حركات المقاومة في الاستمرار في نضالها و بخاصة إذا استمرت أجزاء من الوطن تحت الاحتلال ، مؤكدا أن اتفاق القاهرة لم يحرم المقاومة ، ولم يسلب التنظيمات الفلسطينية حقها في استمرارها ، وبالتالي لا يجوز للسلطة أن تطالب بوقف المقاومة.
              أما أبو ابراهيم فهو يرى أن السلطة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وبالتالي يجب أن يتم التوافق بين الجميع على رؤية واحدة لإدارة الصراع ، ينسجم فيها موقف السلطة مع موقف الشعب.

              تعليق


              • #8
                رد : خلاف بين السلطة وإسرائيل حول المساحة الحقيقية لقطاع غزة

                المشاركة الأصلية بواسطة pal_48_67


                حدود غزة ليست خطوطا دولية ومساحة »لواء غزة« أكبر بعدة مرات
                تحذيرات من إعلان "تحرير" غزة
                تحذيرات من إعلان ''تحرير'' غزة
                .....
                ....
                من جهته يحذر محمد مصطفى من اعتبار الحدود التي وضعت في اتفاق أوسلو و ملحقاته حدودا نهائية لأن هذا
                الاتفاق لم يتناول في الأصل موضوع الحدود بل أجله للحل النهائي ، و بالتالي فإن أي خرائط أو مناطق فاصله
                نتجت على أرض الواقع بسبب الاتفاق ليس لها أي وضع قانوني بل يجب التفاوض عليها في المستقبل .

                أما عصام يونس فيؤكد أن مثل هذا الإعلان سيقضي على الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية و قطاع غزة و
                سيعني استفراد إسرائيل بالضفة الغربية بشكل كامل ، و فرضها للسيادة القانونية على أجزاء واسعة منها عبر ضمها
                لإسرائيل و بالتالي تصفية الضفة الغربية و تحويلها إلى مجموعة من الكانتونات المتفرقة التي يعيش فيها الفلسطينيون .

                ويشير يونس إلى ضرورة أن يطلب الجانب الفلسطيني من الأطراف الدولية و بخاصة الأمم المتحدة و الصليب
                الأحمر بتوضيح موقفهم من قطاع غزة و الضفة الغربية بعد تطبيق هذه الخطة ، والإعلان بشكل واضح عن بقاء
                هذه المناطق تحت الاحتلال الكامل بما يعنيه ذلك من مسؤولية مباشرة لإسرائيل عن السكان و تأمين مصالحهم .

                وحذر يونس من أن إسرائيل تخطط للطلب من مجلس الأمن الدولي أن يصدر قرارا بأن قطاع غزة قد أصبح منطقة
                محررة ، مستفيدة من السوابق التي صدر فيها قرارات مشابهة بخصوص العراق و لبنان ، معتبرا أن مثل هذا القرار
                لو صدر سيشكل فرصة كبيرة لإسرائيل لفرض المزيد من الأمر الواقع على الفلسطينيين ، وخطرا على الموقف
                الفلسطيني في أي مفاوضات للحل النهائي.
                ==========


                شكرا جزيلا لك عزيزي pal_48_67
                على جهودك واثارة هذه المواضيع التي تحمل كثير من الامور والمسائل العالقه والهامه..








                .

                تعليق

                جاري التحميل ..
                X