إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإدارة الأمريكية وحماس.. المواجهة أم الحوار؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإدارة الأمريكية وحماس.. المواجهة أم الحوار؟

    الإدارة الأمريكية وحماس.. المواجهة أم الحوار؟

    لفت انتباهي هذا الموضوع فلاشك أن هذا موضوع مهم وتتناقله كثيرا وسائل الإعلام ووجدت هذه المادة التحليلية تستوفي تداعياته فهذا موضوع هام للنقاش بعد أن كثر فيه اللغط ورأيت هنا أن الكاتب استوفى كل شيئ من الناحية التحليلية بعد أن أصبح هذا الموضوع جدليا في الآونة الأخيرة


    أ. إبراهيم المدهون- مركز أبحاث المستقبل



    تتناقل وسائل الإعلام بشكل مكثف قضية حوارات حماس مع الجوانب الأوروبية والأمريكية المختلفة، وتنقسم الرؤى والآراء ما بين مصدق وغير مصدق، وما بين مؤيد ومشكك ورافض لهذه الاتصالات، إلا أن قيادات حماس لم تلغي إمكانية المحاورة مع كل دول العالم إلا مع العدو الصهيوني، وهذا موقف له مدلول سياسي في براعة المراوغة لدى حركة حماس، وبعدها السياسي الكامن في تحديد الأولويات.



    ويدرك الجميع أن صولات حماس في كافة المجالات هو الذي دفع الاتحاد الأوروبي في التفكير في الاتصال، ومحاولة تجاوز العقبات للتواصل مع حماس، بعدما أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل بتنفيذ الكثير من عمليات الاغتيال لشخصيات وقيادات بارزة في حركة حماس، طالت زعيمها المؤسس الشيخ أحمد ياسين وخليفته الأول د. عبد العزيز الرنتيسي.



    فحماس بعدما تطورت مقدرتها العسكرية، وتنوعت طرق وأساليب عملياتها ضد الأهداف الصهيونية، وأبدعت بسياستها، فرضت أن تكون عامل مهم وفعال في الملف الفلسطيني، ولهذا قامت الكثير من الجهات الأوروبية والأمريكية بمحاولة التواصل معها، بعدما فشلت الإدارة الأمريكية على مدار سنوات متعاقبة من تهميش دور حماس، بل ومعاداتها بوضع اسمها ضمن قوائم الإرهاب وملاحقة مؤسسات تدعمها، واعتقال قياداتها كما حدث للدكتور موسى أبو مرزوق في أمريكا.



    وعزز فوزها في انتخابات البلدية بالمرحلة الأولى والثانية من سعي الكثير من القوى العالمية نحو التعاطي معها واسترضائها وكان على الاتحاد الأوروبي، وبعض المقربين من الإدارات الأمريكية على رأس القائمة.

    إلا أن بوش وإدارته لم تنفك عن وصف حماس بالإرهاب، والمطالبة بإقصائها من الانتخابات، رغم السعي الحثيث لمحاورتها واسترضائها، مما يعطي عدة استفهامات في طبيعة العلاقة بين الإدارة الأمريكية وحماس، وطبيعة النظرة الأمريكية لحركة حماس.



    هذا إن وجهنا البوصلة لزيارة رايس الأخيرة وما قدمته من توصيات لاستبعاد الحركة. فماذا تريد الإدارة الأمريكية من حركة حماس؟.

    ربما في الفقرات القادمة نستطيع تحليل بعض الرموز المتشابكة في علاقة حماس مع الأطراف الخارجية، الأوروبية والأمريكية.

    مع العلم أن الاتحاد الأوروبي لا يوجد لديه إشكال كبير في التعاطي مع حماس، ودول أوروبا مقتنعة بدور حماس الايجابي للفلسطينيين، ولولا الضغوط المتزايدة في بداية الانتفاضة بعد موجة عمليات كبيرة جدا لحماس لما وضعها على قائمة الإرهاب الأوروبية، كما وجه ضربته لحركة حماس برفع الحصانة الدولية عن جناحه السياسي، وجعله في قائمة الإرهاب، ولاحق المؤسسات الداعمة له.



    لا شك أن أي علاقة مع حماس من أي طرف دولي يسوء الحكومة الصهيونية، وهذا ما ظهر من غضب كبير حول تغير النظرة الأوروبية لحركة حماس واستعدادات الاتحاد لتعاطي مع حماس.

    إن (إسرائيل) تسعى حثيثا لإخراج حماس من دائرة الشرعية الدولية، وتهدف بذلك لضغط على الحركة بعدما حققت نجاحات وقفزات مختلفة على المستوى الفلسطيني، والعربي والدولي، مع إدراك الحكومة الصهيونية أن حماس بدخولها الانتخابات التشريعية وفوزها فيها يعد عامل مهم في التركيبة السياسية، وان حماس ستفرض واقع جديد في مواجهة الكيان الصهيوني قائم على شرعية مستمدة من صندوق الانتخاب.



    ولهذا تمارس الإدارة الأمريكية ضغوط على السلطة لاستبعاد حماس من خوض الانتخابات، وإدارة الولايات المتحدة تنظر لهذا الأمر بجدية، وتحاول ساعية لاستبعاد حماس من تواجد شرعي تفرضه العملية الديمقراطية، وخصوصا الانتخابات التشريعية لما لها من بعد قانوني وسياسي فاعل.

    وصرحت مصادر صهيونية، أن زيارة رايس الأخيرة كانت تهدف إلى الضغط على السلطة للتشويش على حماس في دخولها للانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في شهر تموز/ يوليو الماضي قبل أن يرجئها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.



    وقد نفت السلطة نفيا قاطعا أي تدخل أمريكي بمشاركة حماس أو أي من الفصائل في الانتخابات، معتبرة مشاركة حماس من عدمه شأن داخلي لا يحق لأحد التدخل فيه. وذلك من خلال ما قاله الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، لـ"الأيام": "لم يطرح هذا الموضوع مع الجانب الإسرائيلي أو الجانب الأميركي لا من قريب ولا من بعيد، ولم يطرح الجانب الإسرائيلي هذا الموضوع (في اجتماعاته مع الجانب الفلسطيني) ولم يطرح الجانب الأميركي معنا هذا الموضوع وعليه فلا أساس من الصحة لما يدعيه الجانب الإسرائيلي"، مضيفاً أن "هذه مسائل فلسطينية داخلية وستبقى كذلك ونحن نرفض بشدة تدخل أي كان في الشأن الداخلي الفلسطيني".

    وكانت صحيفة (هآرتس) الصهيونية قد قالت: إن "إسرائيل" والولايات المتحدة بدأتا مؤخرا بحث مسألة مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وأثارتا إمكانية مطالبة الرئيس "أبو مازن" بمنع حماس من المشاركة في هذه الانتخابات.


    بل وزادت على ذلك أنها أرجأت تأجيل الانتخابات لهذا السبب، فقد نقلت نفس الصحيفة "عن مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قوله: قرار عباس، إرجاء الانتخابات التي كانت مقررة في السابع عشر من تموز/يوليو، له علاقة، ضمن أمور أخرى، بالتحفظات الإسرائيلية على مشاركة حزب عنصري يدعو إلى إبادة اليهود".

    وهذا يبدد مبررات تأجيل الانتخابات التشريعية أنه يعود لترتيبات وللقوانين الجديدة.
    وبحسب الصحيفة، فإن الولايات المتحدة وعدت إسرائيل بالامتناع عن إجراء محادثات رسمية مع حركة حماس لحين توقف الكفاح المسلح والموافقة على الالتزام بالقانون، وقالت: "موضوع مشاركة حماس في الانتخابات والمحادثات الأميركية معها سيثار خلال اللقاء المقرر، الأحد، بين شارون ووزيرة الخارجية الأميركية رايس".

    وهذا دليل آخر أن زيارة رايس الأخيرة كانت تحمل عنوان كبير هو حماس.



    وقالت الصحيفة: إن الموضوع قد أثير في السابق بين وزير العدل الصهيوني ليفني ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو، وطرح أيضا مع وزير الخارجية الألمانية يوشكا فيشر مع مهندس وثيقة جنيف يوسي بيلن، والذي أصر على منع حركة حماس من المشاركة في الانتخابات في حال لم تلتزم باتفاق اوسلو ولم تغير من مبادئها وشعاراتها التي تدعوا لتدمير اليهود وإبعادهم.



    والمتابع لزيارة رايس يدرك أن أولويات الزيارة كانت مناقشة حماس وأثرها السياسي القادم خصوصا بعدما حققت حماس فوزاً انتخابياً ملفتاً في معظم بلديات غزة والضفة الغربية، وبعدما أبدى الكثير من مراكز قوى العالم استعدادهم للحوار مع حماس لما تحمل من برنامج سياسي شامل، وكان على رأسهم الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية والتي أعلنت أنها ستفتح الحوار مع أعضاء حماس ممن يتقدموا بانتخابات المجلس التشريعي، مما أثار ردات فعل مرتبكة لدى الحكومة الصهيونية والإدارة الأمريكية على تقدم مستوى الحركة السياسي.



    حتى أن صحيفة "القدس العربي" في عددها الصادر بتاريخ 17/6 عزت الهدف الرئيسي من زيارة رايس إلى المنطقة وإسرائيل إلى الضغط على السلطة الفلسطينية لمنع حماس من التمدد السياسي والشرعي.

    ونقلت الصحف العبرية عن رايس قولها: إنها تسعى لموقف موحد مع الدول الأوروبية لكيفية التعامل مع حركة حماس والاتصالات معها، وتحدثت أنها فقط ستتحدث مع من يحمل السلاح المرخص، وتقصد به السلطة وسلاحها.



    وفي النظرة الأمريكية لمشاركة حماس قال المحلل السياسي طلال عوكل: "في الجوهر فإن النظرة الأميركية لا تبتعد كثيراً عن الأوروبية تجاه إمكانية قبول التعاطي واقعياً مع نظام سياسي تشارك فيه حماس، وهذا يظهر في اختلاف اللغة والمصطلحات التي استخدمتها رايس، لكنها ترغب في توظيف هذا التغيير سياسياً عبر اشتراطات لحركة حماس، ولتهيئة الأجواء مع السياسة الإسرائيلية الغاضبة تجاه ذلك، ومن اجل مساعدة السلطة الفلسطينية والسياسة التي يقودها محمود عباس، الذي حظي بدعم لفظي واضح ونسبياً عملي من وزيرة الخارجية الاميركية".



    ولم تتوقف إثارة الموقف الأمريكي من حماس في هذه الزيارة عند الغرف المظلمة والتسريبات الإعلامية بل تعداها إلى المؤتمر الصحفي بين رايس وعباس حيث قالت رايس: إن موقف الإدارة الأمريكية لن يتغير من حماس، وأنها ما زالت تعتبر حماس منظمة إرهابية، إلا أنها نفت التدخل في مشاركة حماس في الانتخابات، وقالت: إن الانتخابات الفلسطينية شأن داخلي.



    فهل تهدف الإدارة الأمريكية لمحاورة حماس وهل تستطيع التعاطي معها؟ رغم أن الولايات المتحدة لم تترك في الفترة الأخيرة أي فرصة من غير أن تصف حماس بالإرهاب، وتعلن عدم رضاها عن دخول حماس للمجلس التشريعي، ولم تخفي الإدارة الأمريكية امتعاضها من التقارب الأوروبي الحماسي، ورغم التأكيدات المستمرة على نزع سلاح حماس، إلا أن أمريكا تدرك أن حماس أصبحت عامل مهم في المعادلة الفلسطينية، ولا يمكن تنحيتها تماما، والإدارة الأمريكية على استعداد لتقبل سلطة تشارك فيها حماس، إلا أن هذه المشاركة لن تكون مجانية، وإنما تكون خاضعة لتنازل حماس عن الكثير من أساليبها وأفكارها واستراتيجيتها.



    وهذا ما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية، حينما تم اعتبارها على طوال المسيرة الوطنية للمنظمة أنها منظمة إرهابية، حتى رضخ عرفات للابتزاز الأمريكي، وتوجه نحو واشنطن فكان عليه دفع ضريبة الرضا الأمريكي، بتنازلات مؤلمة، اخذ تتجرعها المنظمة من الاعتراف بإسرائيل حتى اتفاقات غزة- أريحا، وما تلاها من تنازلات على مستويات سياسية واقتصادية وأمنية مختلفة.



    واليوم الإدارة الأمريكية بمنطق العصا والجزرة تريد تكرار ما فعلته مع منظمة التحرير وهذه المرة مع حماس إلا أن حماس أمرها يختلف، ونستطيع تركيز أوجه الخلاف في التالي:

    - منظمة التحرير خاضت حروب خاسرة، أيلول/سبتمبر عام 1970، ولبنان عام 82، مما أعطاها ضعف في الموقف، بعكس حماس والتي تعتبر اللحظة في قمة توهجها، وتعتبر منتصرة ونتائج انتصاراتها مزدوجة، فمن جهة واجهت على مدار أربع سنوات الحكومة الصهيونية الأشرس، مما أدى لانسحاب من طرف واحد كان لحماس نصيب الأسد فيه، وذلك باعتراف هاني حبيب في صحيفة "الأيام" الذي قال: إن حماس حولت الانتفاضة من شعبية إلى عسكرية، وكان لها التفوق والإبداع.



    - منظمة التحرير لم تجد مأوى بعد طردها من لبنان والأردن من قبل إلا تونس بعقد ينتهي بعد عشرة أعوام مما شكل ضغط كبير على قيادة المنظمة، إلا أن حماس مركز تواجدها في الداخل مما ابعد هذا التشتت على عناصرها ومركز ثقلها.



    - منظمة التحرير خرجت بعداء مع الكثير من أنظمة وشعوب عربية، إلا أن حماس تتمتع بعلاقات طيبة عربية على مستويات مختلفة.



    هذه النقاط تمنع تكرار حالة منظمة التحرير من ابتزازات سياسية مؤلمة، خصوصا إذا كانت هناك شروط للإدارة الأمريكية، للسماح لحماس بأن تلعب دور أكبر بغطاء شرعي مع توقف الملاحقة.

    فتطلب الإدارة الأمريكية من حماس، عدة مطالب:

    1- اعتراف حماس بـ "إسرائيل".

    2- تخلي حماس عن خيار المقاومة العسكرية، والتوجه إلى خيار العملية السلمية.

    3- ضبط سلاح حماس تحت مظلة أجهزة السلطة الفلسطينية.

    4- نبذ العنف على حد تعبير الإدارة الأمريكية. والاحتكام للإدارة الأمريكية والرضا فيها حكما ووسيطا لحل القضية الفلسطينية.



    تعرض الإدارة الأمريكية هذه الطلبات والشروط أمام ما ستوفره للحركة من خصائص ومميزات سياسية واقتصادية، فلدى الإدارة الأمريكية بعض ما تظن أنه قد يخفف الضغط على حركة حماس، وتتلخص جعبة الإدارة الأمريكية بالتالي:

    · رفع اسم الحركة من المنظمات الإرهابية.



    · توفير الدعم المالي والمعنوي لمؤسسات ورموز الحركة الإسلامية.



    · توقف الملاحقة لقيادات الحركة.



    · توفير شرعية دولية للحركة ولمؤسساتها.



    · قبول حماس لاعبا أساسيا في القضية الفلسطينية.



    · تسهيل الطريق لدخول حماس السلطة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية.



    مع العلم أن أمريكا لم تتخلى من قبل من مراسلة حركة حماس عبر وسطاء من السلطة وبعض الجهات العربية، ومطالبتها ببعض الأمور مثل وقف العمليات الاستشهادية مقابل وقف اغتيالات القادة، والتي أدى رفضها لذلك إلى السماح لـ"إسرائيل" باغتيال الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي.

    ويبقى الآن التساؤل ماذا لو لم تستجب حركة حماس لضغوط والتلميحات الأمريكية، ولم تلهث خلف الطعم الأمريكي، فلدى الإدارة الأمريكية عدة نقاط مهمة مازالت تهدد فيها الحركة الإسلامية في فلسطين، وتتركز هذه النقاط في الآتي:



    1- الاستمرار بوصف الحركة بالإرهاب، وتشويه صورتها في الإعلام العالمي.

    2- الاستمرار بسياسة تجفيف المنابع (المالية)، وملاحقة المؤسسات الداعمة.

    3- السماح لإسرائيل بضرب القيادات، وخصوصا الخارجية، والتضييق عليهم وملاحقتهم.

    4- الضغط على الدول العربية لتعامل قاسي مع قيادة الحركة ومؤسساتها، ومحاولة تشريدهم من كافة الدول العربية.

    5- تقوية الأجهزة الأمنية الفلسطينية لإعادة ضرب الحركة.

    6- عدم السماح للحركة بالمشاركة السياسية في القضية الفلسطينية.



    وهذه التهديدات ما فتئت أمريكا توجهها لحركة حماس، إلا أن الحركة الإسلامية لم تستجيب لهذه الابتزازات، وفي الوقت ذاته لم تعلن العداء مع أمريكا بشكل كامل بل إنها تردد أن لا مشكلة مع أمريكا ولا عداء مع الولايات المتحدة، وان لا عدو لها غير الصهاينة، وهذا القرار أبعد حماس من مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية هي في غنى عنها، بل وجلست في لبنان مع أطراف أمريكية مقربة من صنع السياسات، وهذا ما يعيق الإدارة الأمريكية في التعامل مع حركة حماس، فاستطاعت حماس انتهاج منهج عدم تشعيب الخصوم والإبقاء على خصم واحد، وهذا ما تكرره حماس في أدبياتها وبياناتها وعلى لسان زعمائها أن المشكلة فقط مع العدو الصهيوني.

    فحرص حماس على توحيد العدو وتعدد الأصدقاء أبعدها عن أخطاء فصائل فلسطينية كثيرة، جعلت لها من الخصوم والأعداء ما تنوء عن حمله. بل وعانته منظمة التحرير وحركة فتح في الكثير من محطاتها النضالية حينما تعددت أطراف العداء ما بين دول عربية ودول غربية، مما يحرف مسار القضية الأم عن مسارها.

    والى الآن ما زالت حركة حماس تمتلك نقاط قوة كثيرة في مواجهة أي ضغوط لتخليها عن سلاحها ومبادئها، وتعتبر محصنة داخليا بشكل أفضل بكثير من غيرها في مواجهة هذه الضغوط فحماس تمتلك:

    · المؤسسات الخيرية، وما تمثله من أداء متميز وقبول عربي وإسلامي، ورضا فلسطيني.



    · قوة جماهيرية كبيرة، والتي ظهرت بنتائج الاستطلاعات المحايدة والدراسات التفصيلية، والتي توجت في نتائج انتخابات البلدية الأخيرة في غزة والضفة.



    · مد جماهيري عربي، حيث تمتلك حماس لدعم عربي لم تشهده أي من التنظيمات الفلسطينية من قبل، حيث تلاقي حركة حماس قبول منقطع النظير بين المواطنين العرب على مختلف الأجناس. وظهر هذا جلياً بزيارة الشيخ ياسين والحفاوة التي استقبل فيها جماهيريا. وما تقوم به الجامعات المصرية واليمنية والأردنية وغيرها من العواصم والبلاد من مسيرات مؤيدة ومتعاطفة مع سياسة الحركة.



    · العلاقات الحسنة بين حماس والعديد من قيادات الدول العربية لما تتمتع فيه حماس من سياسة عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة. مما اكسبها رضا لبعض الدول ولولا الضغوط الأمريكية لوجدنا انتشار أوسع ورسمي لحركة حماس.



    · قوة عسكرية، وخصوصا في قطاع غزة حيث تشير التقارير الصهيونية إلى امتلاك حماس آلاف المقاتلين، مما جعل القضاء عسكريا عليها صعب للغاية، وهذا ما تكرره السلطة الفلسطينية وعباس.



    · امتلاك حماس لشرعية عربية بحوار القاهرة، وامتلاكها بشرعية وطنية بفوزها بالانتخابات التشريعية، وهي نحو شرعية دولية بالحوارات الأوروبية.



    هذه بعض جوانب القوة لحركة حماس والذي يعطيها منعة في مواجهة الضغوط الأمريكية.

    الغريب في الأمر ما تشيعه بعض الأصوات المختلفة عن هذه الحوارات، أو ما يصفه بعض الكتاب أن هذه الحوارات إنما هي عبارة عن ضغط أمريكي على السلطة، وهذا الكلام لا تؤيده الوقائع، فأمريكا تستطيع الضغط على السلطة بطرق مختلفة بل إن السلطة تحاول إخافة الحكومة الأمريكية والصهيونية من تعاظم قوة حماس، وهذا ما يردده الكثير من مسؤولي السلطة للإدارتين الأمريكية والصهيونية أن البديل الوحيد للسلطة هو حماس.



    واليوم يدرك الكثير من واضعي السياسات الدولية أن حماس واقع لا مفر منه، وتعكف الدراسات على وضع أسس لكيفية التعامل مع حماس، وهذا ما يدلل عليه قبول قريع لحكومة وحدة وطنية، بعدما كان الرفض لهذه الحكومة مع تعاقب الكثير من الحكومات.

    وسنبقى ننتظر ونتابع في الأيام القادمة لتخبرنا كيف ستتعامل أمريكا مع واقع فرض نفسه بقوة في سياسة الشرق الأوسط اسمه حماس
    التعديل الأخير تم بواسطة حبيبة الرحمن; 8/07/2005, 11:15 PM.

  • #2
    رد : الإدارة الأمريكية وحماس.. المواجهة أم الحوار؟

    بارك الله بك اختي الكريمة على النقل،
    مقالة اكثر من رائعة،،،
    لكن هذا الاقتباس لم نفهم له التفسير، و ما يريد ان يصل له الكاتب
    والى الآن ما زالت حركة حماس تمتلك نقاط قوة كثيرة في مواجهة أي ضغوط لتخليها عن سلاحها ومبادئها،

    تعليق


    • #3
      رد : الإدارة الأمريكية وحماس.. المواجهة أم الحوار؟

      [align=center]وبارك الله فيك أخي الكريم....
      هنا الكاتب يبين أن حماس قادرة على مواجهة أي ضغوط خارجية وداخلية تعترضها لوقف سلاحها أو التخلي عن مبادئها ..ويستدل على ذلك من عدة معطيات يوضحها فيما بعد وهي تتمثل في كل من
      · المؤسسات الخيرية، وما تمثله من أداء متميز وقبول عربي وإسلامي، ورضا فلسطيني.



      · قوة جماهيرية كبيرة، والتي ظهرت بنتائج الاستطلاعات المحايدة والدراسات التفصيلية، والتي توجت في نتائج انتخابات البلدية الأخيرة في غزة والضفة.



      · مد جماهيري عربي، حيث تمتلك حماس لدعم عربي لم تشهده أي من التنظيمات الفلسطينية من قبل، حيث تلاقي حركة حماس قبول منقطع النظير بين المواطنين العرب على مختلف الأجناس. وظهر هذا جلياً بزيارة الشيخ ياسين والحفاوة التي استقبل فيها جماهيريا. وما تقوم به الجامعات المصرية واليمنية والأردنية وغيرها من العواصم والبلاد من مسيرات مؤيدة ومتعاطفة مع سياسة الحركة.



      · العلاقات الحسنة بين حماس والعديد من قيادات الدول العربية لما تتمتع فيه حماس من سياسة عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة. مما اكسبها رضا لبعض الدول ولولا الضغوط الأمريكية لوجدنا انتشار أوسع ورسمي لحركة حماس.



      · قوة عسكرية، وخصوصا في قطاع غزة حيث تشير التقارير الصهيونية إلى امتلاك حماس آلاف المقاتلين، مما جعل القضاء عسكريا عليها صعب للغاية، وهذا ما تكرره السلطة الفلسطينية وعباس.



      · امتلاك حماس لشرعية عربية بحوار القاهرة، وامتلاكها بشرعية وطنية بفوزها بالانتخابات التشريعية، وهي نحو شرعية دولية بالحوارات الأوروبية.



      هذه بعض جوانب القوة لحركة حماس والذي يعطيها منعة في مواجهة الضغوط الأمريكية.
      فبذلك يريد أن يصل الكاتب الى توضيح متانة حركة حماس وقوتها الداخلية والخارجية والتي تجعلها صخرة ضد أي ضغوطات وأن تكون دائما في طرف القوة وذلك من الأبعاد التي تحدث عنها الكاتب والتي كان منها المد الجماهيري والمؤسساتي والعلاقات الخارجية والقوة العسكرية والشرعية العربية.[/align]

      تعليق


      • #4
        رد : الإدارة الأمريكية وحماس.. المواجهة أم الحوار؟

        بارك الله فيك اختي المسلمة وادامك دخرا للاسلام والمسلمين

        تعليق

        جاري التحميل ..
        X