إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مصر دولة مهترئة في غاية الضعف وغارقة في الفساد ولا تستطيع حراكا تجاه غزّة!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصر دولة مهترئة في غاية الضعف وغارقة في الفساد ولا تستطيع حراكا تجاه غزّة!

    روبرت فيسك: مصر دولة مهترئة في غاية الضعف وغارقة في الفساد ولا تستطيع حراكا تجاه غزّة!

    نشرت بصحيفة الإنديبندت البريطانية، الخميس 1/1/2009 – ترجمة رمضان جربوع/

    الخوف من فتح المعابر، خوف من توقف المعونات
    دولة لا تستطيع التحكم في حدودها السيادية لا تستطيع فعل شيء!
    المسؤولين والموظفين يطبقون فرائض العبادات وينتهكون روح الإسلام
    كارثة مصر في الفساد المستشري وشعبها يعاني بمقدار ما يعاني أهل غزة

    كان هنالك يوم كنا نقلق فيه من "الجماهير العربية" أو ملايين العرب "العاديون" في شوارع القاهرة والكويت وعمّان وبيروت وردود فعلهم تجاه حمامات الدم في الشرق الأوسط، كنا نتسائل هل كان ممكنا لأنور السادات أن يلجم غضب شعبه؟ ... أما الآن، وبعد ثلاثة عقود من قعود حسني مبارك بكرسي الرئاسة، نتسائل هل يستطيع مبارك (أو لا فاش كيري، كما لا يزالوا يقولون في القاهرة إلى اليوم) أن يلجم غضب شعبه؟

    الإجابة: بالطبع سيُسمح للمصريين والكويتيين والأردنيين بالصراخ في شوارع عواصمهم، ولكن، سيتم إسكاتهم فيما بعد بواسطة عشرات الآلاف من أفراد الشرطة السرَية وميليشيات الحكومات الذين هم في خدمة ملوك وأمراء وحكام العرب العواجيز .

    المصريون يطالبون مبارك بفتح معبر "رفح" وقطع العلاقات الدبولوماسية مع إسرائيل بل وحتى إرسال السلاح إلى "حماس".

    هنالك متعة "مشينة" عند الاستماع لرد الحكومة المصرية على هذه المطالب:
    ولماذا لا تشتكون من رفض إسرائيل فتح معابرها الثلاثة؟ ... ثم على كل حال، معبر "رفح" مسيطر عليه سياسيا من قبل القوى العظمى الأربع التي أنتجت "خارطة الطريق" في سبيل السلام، بمن فيهم بريطانيا والولايات المتحدة، لماذا يلام مبارك؟

    الإقرار بأن مصر لا تستطيع حتى فتح حدودها السيادية بدون الإذن من واشنطن، سيخبرك بكل ما تحتاج أن تعرفه عن ضعف وهوان "المزربانات " – وكلاء السلطان – الذين يحكمون الشرق الأوسط لحسابنا.

    فتح معبر "رفح" أو قطع العلاقات مع إسرائيل سيؤدي إلى انيهار قواعد اقتصاد مصر، أي زعيم عربي يتخذ مثل هذا النوع من الخطوات سيجد أن الدعم الاقتصادي والعسكري من الغرب مسحوبا منه، مصر بدون الدعم ستفلس!

    بالطبع الأمر يتفاعل في كلا الاتجاهين، القادة العرب، كل على حدة، لم يعد لديهم الاستعداد للقيام بأفعال عاطفية لأي أحد.
    عندما طار أنور السادات إلى القدس كان يقول " لقد تعبت من هؤلاء الأقزام " متحدثا عن زملائه العرب، ودفع ثمن ذلك بدمه في عرض عسكري بالقاهرة حيث تمكن أحد الجنود من الصراخ في وجهه "يا فرعون" قبل أن يطلق عليه النار ويرديه قتيلا.

    مأساة مصر ليست في رد فعلها على مذابح غزة، المأساة هي الفساد الذي أصبح مترسخا في المجتمع المصري حيث مجرد مفهوم "الخدمات العامة" مثل الصحة والتعليم والأمن للناس العاديين توقف عن الوجود، مصر الآن أرض حيث الواجب الأول لرجل الشرطة فيها هو حماية النظام السياسي القائم، هي أرض يتعرض المحتجين في تظاهرات للضرب المبرح من قبل رجال الأمن وهي الأرض التي تتعرض فيها النساء المعارضات لنظام حكم حسني مبارك اللامتناهي، والمتوقع توليه من قبل "خليفة" يدعى جمال حسني مبارك على العكس من كل ما يقولونه لنا، ، النساء المعارضات غالبا ما يتعرضن للتحرش الجنسي من قبل رجال أمن يرتدون الملابس المدنية، هي الأرض التي فيها يجبر الحرّاس السجناء، بمجمع "طرّة" ، لاغتصاب بعضهم البعض ....
    إسلام سطحي جديد
    في مصر، تطورت صورة "إسلامية" سطحية حيث تغيب روح ومعنى الإسلام بفعل المظاهر التمثيلية، موظفي الحكومة ومسؤوليها يطبقون بكل تفان الفرائض الشرعية، ومع ذلك يسمحون لأنفسهم بتزوير الانتخابات ويسمحون باختراق القوانين والتعذيب في السجون.
    وصف لي مؤخرا،أحد الأطباء الأمريكيين الشباب كيف يقوم دكاترة الحكومة بوصد أبوابهم بمقاعد بلاستيكية لمنع المرضى من الدخول.
    في شهر نوفمبر الماضي أوردت صحيفة المصري اليوم كيف يترك الأطباء المصريون مرضاهم ويهرولوا للصلاة في شهر رمضان.
    المصريون عليهم العيش في المذبحة اليومية وسط البنية التحتية المتهالكة.
    كتب "علاء الأسواني" بكل بلاغة في صحيفة "الدستور" بأن "شهداء" النظام السياسي يزيد عددهم عن كافة القتلى في حروب مصر ضد إسرائيل، وهؤلاء يموتون في أحداث مفجعة مثل: انقلابات السكة الحديد، غرق العبارات وانهيار المباني ومرضى السرطان نتيجة التسمم بالمبيدات الحشرية، والموتى كما يقول "الأسواني" هم ضحايا "الفساد وسوء استخدام السلطة".

    ُفتح معبر "رفح" للجرحى الفسطينيين، وأدخلت إلى الأراضي المصرية الأجساد الدامية التي لم تمت من الغارات الجوية، الأطقم الطبية الفلسطينية المصاحبة تم دفعها بالقوة إلى داخل السجن المسمى "غزة"، هذا لن يغير شيئا من الحال الذي يعيش فيه المصريون أنفسهم.
    السيد حسن نصر الله، أمين حزب الله في لبنان، شعر بالقدرة على دعوة المصريين "للخروج بالملايين" لفتح الحدود مع غزة، ولكنهم لن يفعلوا ذلك.
    أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الضعيف الواهن، لم يستطع سوى التهجم على قائد "حزب الله" واتهامه بأنه يحاول التسبب في فوضى مشابهة لتلك التي خلقها في بلده لبنان.
    ولكن الرجل محمي، وكذلك الرئيس مبارك.

    مأساة مصر، وبعدة أوجه، سوداء بمثل سواد حالة فلسطين، عقم مصر وعجزها تجاه معاناة غزة ليس سوى رمز حالتها السياسية المريضة.
    رابط المقالة الأصلي:
    http://www.independent.co.uk/opinion...t-1220048.html
جاري التحميل ..
X