إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نحو منظمة تحرير فلسطينية حقيقية .. ولاتهمنا التسمية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نحو منظمة تحرير فلسطينية حقيقية .. ولاتهمنا التسمية

    منظّمة التحرير الفلسطينيـة: أي برنامج وأي صيغة؟../ سعد الله مزرعاني*

    * كاتب وسياسي لبناني
    06/02/2009 09:58

    أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، في الأسبوع الماضي، اتجاه الحركة لتكوين "مرجعية فلسطينية جديدة". هذا ليس سبب الانقسام الفلسطيني. هذا تكريس له. والمسألة، بعد، مفتوحة على الأسوأ، إن لم يجر تدارك التدهور المتمادي في العلاقات الفلسطينية ــ الفلسطينية. الأطراف المعنية، جميعها، لا تفعل إلا ما يزيد من الانقسام ويفاقم من التدهور. ينطبق هذا على طرفي النزاع الأساسيين: حركة «فتح» ومعها «السلطة الفلسطينية»، وحركة «حماس» ومعها بعض الفصائل الفلسطينية المعارضة.

    الموقف الرسمي العربي «المعتدل»، هو الأسوأ. اجتماع وزراء الخارجية لتسع دول «معتدلة» في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، قبل ثلاثة أيام، جاء ليصب الزيت على النار. «اللهفة» على «منظمة التحرير الفلسطينية»، ليست بريئة. القول اليوم بوحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني، هو عامل دعم للانقسام وليس عامل دعم لكفاح الشعب الفلسطيني.

    بعض المتشبثين اليوم بتفرد المنظمة في التمثيل، صارعوا طويلاً في السابق لمصادرة قسم منه، إضعافاً للصفة التمثيلية للمنظمة عندما كانت تعتمد سياسات أكثر جذرية وأكثر استقلالية.

    يكرر اجتماع أبو ظبي المذكور، السياسة التي تبلورت في السنوات الأخيرة (بعد احتلال العراق) لدول «محور الاعتدال» حيال الموضوع الفلسطيني. لا بأس من التذكير هنا، بأن هذا المحور قد نشأ برعاية مباشرة من الإدارة الأميركية السابقة، وتبنى مشروعها وسياساتها في المنطقة. ومن بين أبرز تلك السياسات، اعتبار أن الصراع في المنطقة قد تحوّل ضد «الإرهاب» لا ضد المحتلين. بموجب ذلك، أصبحت إسرائيل شريكاً لا عدواً.

    هذا التحول اتخذ أشكالاً مباشرة أو غير مباشرة، سرية أو حتى علنية. ولقد «أجاد» وزير خارجية الإمارات، ناطقاً باسم المجتمعين، في تلخيص تلك السياسة بالقول «نعمل جميعاً على تجاوز هذا الوقت العصيب في مسيرة الأمة العربية، ولضمان عدم تدخل أي أطراف غير عرب وغير مرغوب فيهم في شؤوننا، وفي صورة غير ضرورية».

    الإشارة هنا هي إلى إيران كطرف غير عربي. «الدقة» في تصريح الوزير الخطير، هي أيضاً في الإشارة الواضحة إلى أن ثمة أطرافاً «غير عرب»، مرغوباً في تدخلهم، خلافاً لإيران التي باتت أيضاً، هي أحد الأعداء الأساسيين بديلاً من إسرائيل.

    إلا أن وظيفة اجتماع أبو ظبي، مع ذلك، ورغم خطورته الكبيرة، وخصوصاً بعد العدوان الصهيوني على غزة، تتخطى إصرار «محور الاعتدال» على سياساته نفسها. إنه، بشكل ما، تأكيد على أن سياسة المملكة العربية السعودية، وهي القوة الأساسية في «محور الاعتدال»، لم تتغير بعد مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت منذ أكثر من أسبوعين. والسؤال هنا: هل كان الملك يناور، محاولاً امتصاص الغضب الشعبي العارم والموجه ضد سياسة كل من القاهرة والرياض؟

    وإذا كان الملك صادقاً في «صحوته» تلك، فهل الاتجاه الآخر، المعترض في مركز القرار السعودي على مبادرة الملك، قد سرّع في عقد اجتماع الدول التسع، من أجل التعامل مع موقف الملك السعودي، وكأنه موقف عاطفي أملاه ظرف طارئ، وليس، إطلاقاً، تحولاً في سياسة المملكة؟

    في آخر الشهر الماضي، كرّر الملك موقفه. أضفى عليه المزيد من الطابع الوجداني والضميري. تحدث عن قراره بـ«نبذ الشيطان» بعد «الضغط على النفس وأنتم تعرفون النفس والشيطان يصعب التخلص منهما»... وقد نصح الملك، في موقفه الثاني هذا، الفلسطينيين بأن يحذوا حذوه و«يلتف بعضهم حول بعض، لأن تنافسهم خطأ كبير سيؤدي إلى تفريقهم أكثر مما عملته الصهيونية بهم».

    معطيات الوضع الداخلي السعودي، تشير إلى أنه، بدءاً من الموقف وصولاً إلى الخلافة، يدور صراع خفي (وأحياناً شبه معلن) بين مراكز القوى السعودية. ذلك يرجح فرضية أن وزير خارجية السعودية الذي هو طرف أساسي في المحور الأكثر ارتباطاً بالسياسة الأميركية، قد تحرك بسرعة لتطويق مفاعيل موقف «سيده» الملك، ولمنع أي ترجمة عملية لمبادرة الملك السعودي في القمة، وللقاء الملك نفسه مع الرئيس السوري بشار الأسد في مشروع مصالحة مفاجئة.

    يعزّز من هذا التقدير، أن الملك «تفرد» بإعلان ما أعلن. وكان هذا الأمر مباغتاً للوزير السعودي نفسه، وكذلك لحليف السعودية الأول الرئيس حسني مبارك الذي كان قد زار المملكة بعد وقت قصير من موعد القمة، وتحادث مع الملك السعودي، دون أن يطلعه هذا الأخير على نواياه بإعلان ما أعلن.

    ويعزز من ذلك أيضاً، ما أعلنه الرئيس السوري، من أن المبادرة لم تستكملها المملكة، معرباً في الوقت نفسه، عن ترحيبه بإيجاد صيغة تنفيذية لها. وبالعودة إلى المبادرة نفسها، فإنها قد انطوت على نقد ذاتي، واضح وصريح. وهي أيضاً، قد تضمنت وعوداً قاطعة بالتحرك من جانب مطلقها وسلطات بلاده، في سبيل تبديل المواقف والأحوال...

    لا جدال بأن المحور الأكثر التزاماً بما خططته الإدارة الأميركية السابقة، هو الأكثر نفوذاً في المملكة. لكن لا جدال أيضاً، في أن الصراع في الرياض سيستمر لحسم بعض التباينات ولضمان التحكم في موضوع الخلافة (في مرحلة الجيل الثالث، أي أحفاد المؤسس عبد العزيز). لن يكون انتخاب باراك أوباما بدون تأثير على ذلك، إلا أن المقدمات تشير إلى محدودية التغيير في السياسة الخارجية الأميركية. وهو، على كل حال، تغيير يتناول الوسائل (ليس كلها طبعاً) دون الأهداف الأساسية التي تقررها، قبل الرئيس الأميركي الجديد وبعده، مصالح الاحتكارات الأميركية الكبرى.

    إن الموقف من الوحدة الوطنية الفلسطينية عموماً، ومن منظمة التحرير الفلسطينية خصوصاً، هو، إذاً، امتداد، في سياسة «محور الاعتدال»، للموقف من الصراع المستمر في المنطقة الذي كانت محطته المتفجرة الأخيرة، العدوان الصهيوني على غزة.

    وفي هذا الصدد، يمكن القول، ببساطة: عبثاً البحث عن دعم الحقوق الفلسطينية في سياسات القوى المقررة في الموقف الرسمي العربي. ويقودنا ذلك للعودة إلى الوضع الفلسطيني. وههنا يجب السعي لمحاولة إحداث اختراق، تقرره بالدرجة الأولى المصلحة الوطنية الفلسطينية. وطبيعي بل بديهي، أن ينطلق هذا الاختراق من عدم تشبث طرفي النزاع، «فتح» و«حماس»، بمواقفهما المعروفة حتى هذه اللحظة.

    إنّ مراجعة المواقف هي مسألة مطروحة بالحدة والمسؤولية نفسيهما على فريقي غزة ورام الله. وفي مجرى ذلك، يصبح الموقف الفلسطيني من منظمة التحرير الفلسطينية موقفاً مركباً لا تبسيطياً ولا بالتأكيد فئوياً.

    إن منظمة التحرير في هذه المرحلة، هي صيغة تنظيمية تحتاج إلى إعادة نظر في مسألتين جوهريتين (وهما الأساس): الصيغة، لكي تكون شاملة لـ«حماس» و«الجهاد» و... ووفق توازن واقعي يعكس موازين الفعل والحضور والتأثير. والبرنامج، بحيث يجب الجمع، على نحو خلاق، ما بين العمل المقاوم والعمل الدبلوماسي وما بين الهدف المرحلي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، والهدف الأبعد في إقامة دولة مساواة وديموقراطية على كل أرض فلسطين التاريخية.

    هذا الأمر ليس سهلاً، لكنه يجب ألا يكون مستحيلاً أيضاً. ويتوقف على التعامل مع هذا الأمر، وإلى حد كبير، الحكم على مدى جدية طرفي الصراع الأساسيين ومسؤوليتهما، أي «فتح» و«حماس». ويسري هذا الأمر أيضاً على القوى الأخرى المنخرطة في محوري النزاع، أو تلك التي تتمتع مواقفها وعلاقاتها بالحد الأدنى من الاستقلالية.
    "الأخبار"

  • #2
    رد : نحو منظمة تحرير فلسطينية حقيقية .. ولاتهمنا التسمية

    د. بشارة في مقابلة مع صحيفة الراية: إعادة بناء المنظمة يجب ان يسبق تشكيل حكومة الوحدة
    • جرى تفريغ منظمة التحرير من المضمون وتهميشها وإضعفاها من قبل القيمين عليها

    • جرى التعامل مع المنظمة كأنها انهت دورها التاريخي، وكأنها قابلة أنجبت اتفاق أوسلو وعليها أن تذهب

    • تم تهميش دور الشتات، اي اللاجئين، في الحركة الوطنية الفلسطينية، وإهملت عملية تنظيمه وتمثيله وإشراكه بالقرار وجرى أيضا إهمال حق العودة

    • إن إعادة بناء المنظمة يجب ان يسبق تشكيل حكومة الوحدة وبذلك تكون تحصيل حاصل

    • لو كان عرفات حيا ما كان ليترك الأمور تصل الى درجة المواجهة الحادة الى هذه الدرجة بحيث تبدو السلطة كأنها مع إسرائيل ضد حماس والجهاد

    • إسرائيل فهمت أنه لم يعد بإمكانها العودة الى غزة في عملية إعادة انتشار كما خرجت

    • منذ العام 2001 وخاصة بعد احتلال العراق تجري محاولة لعزل النظام الرسمي العربي المتقاطع مع المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق

    • لإعمار غزة يجب تشكيل هيئة وطنية موحدة تشاركها التخطيط والإشراف على التنفيذ كل دولة عربية متبرعة على حدة في طاقم خاص

    • المبادرة العربية يجب سحبها ونتنياهو المرجح ان يشكل الحكومة سيرفضها علنا على كل حال

    • ارتفاع شعبية ايهود باراك هو تعبير عن تأييد إسرائيلي للحرب على غزة. وتحظى الحرب الجبانة غير المكلفة من ناحية حياة بتأييد عارم

    • من مصلحة العرب ان يكسر الاحتكار الإسرائيلي النووي ومن مصلحتهم ان تترتب علاقات استراتيجة عربية مع تركيا وإيران


    04/02/2009 21:39

    مقابلة مع الدكتور عزمي بشارة أجرتها ايمان نصار من صحيفة الراية



    المحور الأول



    · ما مدى امكانية استبدال منظمة لتحرير باطار جديد كما دعت حماس؟ ألا تفقد القضية الفلسطينية مكانتها الدولية وعلاقاتها في حال استبدلت منظمة التحرير الفلسطينية بمرجعية أخرى؟

    ليست المسألة استبدال المنظمة. بل تفريغها من المضمون وتهميشها وإضعفاها من قبل القيمين عليها ومن قبل السلطة الفلسطينية منذ اتفاقيات أوسلو. طيلة سنوات، جرى التعامل مع المنظمة كأنها انهت دورها التاريخي، وكأنها قابلة أنجبت اتفاق أوسلو وعليها أن تذهب. هكذا تم ايضا تهميش دور الشتات، اي اللاجئين، في الحركة الوطنية الفلسطينية، وإهملت عملية تنظيمه وتمثيله وإشراكه بالقرار، وبالمعية جرى أيضا إهمال حق العودة. صارت السلطة في الضفة والقطاع وأجهزته الأمنية تحديدا هي الأساس. أما بالنسبة للعلاقات الدولية فنذكر جميعا كيف تم إخراج ممثليات الخارج من سلطة الدائرة السياسية في المنظمة ووضعها تحت سلطة وتصرف ما سمي فجأة بوزير خارجية السلطة، وهو منصب لم يكن قائما. فبحجة توسيع صلاحيات السلطة كي يتم التعامل معها كدولة في الغرب تم التنازل عن صيغة المنظمة وعن صيغة ومضامين حركة التحرر، وعن علاقات المنظمة وحركة التحرر بالدول والحركات الوطنية والديمقراطية. وتركزت العلاقات مع الغرب وبشكل اساسي مع الولايات المتحدة، وحتى هناك اقتصرت العلاقة مع النظام الرسمي دون الحركات الديمقراطية والرأي العام. وكان الوجه الآخر لهذا التطور هو التعامل مع التزامات السلطة الأمنية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة كأنها دولة.

    وقد عادت رئاسة السلطة الى صيغة منظمة التحرير، وجرى إحياؤها بعد ان فازت حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي لطرح مرجعية فوق المجلس التشريعي تسيطر عليها الرئاسة. وفي كافة الحالات لم نشهد هنا عملية إحياء أصيلة لمنظمة التحرير ولعلاقاتها العربية والدولية والعالم ثالثية مع القوى الديمقراطية في العالم. وما زالت اللعبة الوحيدة هي المفاوضات بين السلطة وإسرائيل برعاية أميركية. وما زال إعادة بناء المنظمة وإحياؤها مطلبا لا تتم الاستجابة إليه. وبقدرة قادر يجري التشديد على دورها فقط لغرض تعميش المقاومة، بعد أن كانت هي إطار المقاومة.

    · هل تعتقد ان هذا الطرح من قبيل الضغط لتوسيع حجم المشاركة في منظمة التحرير؟

    تم التوصل الى تفاهمات القاهرة بشأت إعادة بناء المنظمة منذ خمس سنوات. ولم ينفذ شيء منها، وبالعكس تم تسليم مناصب تمثيلية لأشخاص يعارضون تويسع المنظمة قطعا ولهجتهم تجاه حماس والجهاد هجومية وعدائية. ممكن أن تكون الفكرة للضغط فلا يمكن لقيادة السلطة ان تمنع إعادة البناء وان تمنع في الوقت ذاته غيرها ممن لا تشمله المنظمة، من توسيع مرجعيته السياسية. فمن حق أي حركة أن تقيم تحالفات سياسية... وماذا تفعل إذا ابقيت حركة خارج إطار المنظمة وهي بهذا الوزن وهذه الشعبية؟ الا يحق لها ان تقيم تحالفات سياسية أوسع بحيث يتناسب ذلك مع مستوى دورها وشعبيتها؟ طبعا يحق لها. وإذا كانت قيادة المنظمة الحالية حريصة على الوحدة فلتسارع لبحث شروط إعادة بنائها.

    هل تعتقد ان اعادة ترتيب منظمة التحرير يشكل مخرجاً للخلاف الفلسطيني الفلسطيني ريثما تجرى الانتخابات؟

    كان رأيي منذ البداية، منذ الخلاف بعد الانتخابات، أن عملية إعادة بناء المنظمة أسهل وأسلم ويجب ان تسبق عملية حكومة الوحدة. وذل لأنه ليس فيها صراع على سلطة، ولأن ذلك يشرك الشتات الذي جرى تهميشه، ويشرك فصائل أخرى في عملية البناء بحيث لا يقتصر على فتح وحماس. والأهم من ذلك كله انه في تلك الحالة يجري الحوار في السياق الصحيح لحركة تحرر، وتصبح الوحدة الوطنية في السلطة تحصيل حاصل للوحدة الوطنية ولوجود استراتيجية حركة تحرر. حتى بدون انتخابات. فشرعية حركة التحرر تأتي من مواقفها وممارستها ومن الوحدة الوطنية وليس بالضرورة من أية انتخابات.





    * هل ترى أن جوهر الازمة يكمن في غياب القيادة التاريخية؟

    هل تقصدين القيادة التاريخية ل م ت ف؟ إذا كان هذا هو المقصود فقد غيبت إسرائيل هذه القيادة بالاغتيال، والاستشهاد. ولهذه القيادة دور تاريخي عظيم في بناء الكيانية الفلسطينية في الخارج وفي منظمة التحرير. جزء من هذه القيادة جرى اغتياله من قبل إسرائيل في مراحل مبكرة، وقسم منها بقي الى ما بعد اوسلو. وبالتوقيع على أوسلو ساهم هذا الجزء من القيادة التاريخية في ضرب ما ساهم في بنائه، اي في ضرب م ت ف. وعلى كل حال كان قسم منهم مسؤولا عن غياب المعايير المؤسسية في العمل وفي انتشار الشخصنة والمعايير غير المهنية. ولكن لا شك ان التيار الرئيسي في القيادة التاريخية كان مقاوما يعرف كيف يحدد موقعه ضد الصهيونية دائما. لا اعتقد ان ياسر عرفات رحمة الله عليه مثلا كان سيتردد لحظة واحدة، لو كان حيا، بين دعم المقاومة وبين الالتزامات الأمنية تجاه إسرائيل، وما كان ليترك الأمور تصل الى درجة المواجهة الحادة الى هذه الدرجة بحيث تبدو السلطة كأنها مع إسرائيل ضد حماس والجهاد. نعم، هنالك اهمية نسبية لدور الشخصية في التاريخ.





    · كيف تنظر الى مرحلة ما بعد غزة؟

    مرحلة خطيرة، ولكنها تحمل بشائر. يتوقف على زاوية النظر وعلى مواقف القوى وطموحاتها.

    لقد فهمت إسرائيل انه لم يعد بإمكانها العودة الى غزة في عملية إعادة انتشار كما خرجت. بل عليها ان تشن حربا حقيقية لتعود، منذ هذه اللحظة لم يعد الانسحاب من غزة خطوة من طرف واحد، بل اصبح انسحابا اضطراريا. وهذا هو إنجاز المقاومة.

    إضافة الى تغييب المقاومة من الضفة مؤقتا بسيطرة قوى الأمن، تبيَّن أن مشكلة المقاومة الرئيسية هو انقطاعها عن العالم العربي ونوع السلاح شبه البدائي، وكلها ناجمة عن الحصار. وهو ما ميز المقاومة اللبنانية، ومنحها بعض الأفضلية: اقصد التواصل مع دول الإمداد ونوع السلاح. هذه امور تعرفها إسرائيل ولذلك فإن المعركة الحالية بالنسبة لها هي الحصار وعدم فتح المعابر الا في حالة تحول حماس الى حزب سياسي يدخل عملية التفاوض مع إسرائيل بشروط أوسلو اي بشروط الرباعية.

    اوروبا الآن جاهزة للاعتراف بحماس اذا تخلت الاخيرة عن الكفاح المسلح، وإذا اعترفت بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة. ولكنها لا تريد ان تعترف، ومعها الشعوب العربيى كلها. وبرأيي ثبت أن مرحلة التسوية مع إسرائيل وإرث كامب ديفيد انتهى على مستوى المجتمعات العربية والشارع العربي، أما على مستوى الأنظمة فإن قوى التسوية تخوض بعد غزة معركة ضارية تستخدم فيها كافة الوسائل، ويبدو أنها ربطت مصيرها بالتسوية، مع أن الحرب على غزة منحتها فرصة وسببا للانسجام مع رأيها العام، بعضها استغلها والبعض رفض ذلك. وبالمجمل فإن إسرائيل وقوى التسوية معها تخوض الآن معركة ضد المقاومة أدواتها الرئيسية هي الحصار والمعابر وإعادة الإعمار... والترويج لفكر وثقافة معادية للمقاومة وتعتبرها هي المشكلة وليس الاحتلال.



    محور ثانٍ



    · اعتدنا بعد كل حرب اسرائيلية ان يرتد الصراع الى صراع داخلي هل تخشى من تفجر الصراع الفلسطيني الفلسطيني والعربي العربي؟

    هذا الصراع قائم على شكل خلافات استراتيجية متعلقة بإسرائيل ونوع العلاقة مع الولايات المتحدة ومدى الانسجام مع الرأي العام العربي. ولكن بعد كل حدث كبير مثل حرب إسرائيلية فإن النتائجح تستثمر. الهزيمة تستثمر للترويج لفكر الاستسلام والتسوية من جهة، أو للمقاومة من جهة أخرى، وكذلك تجري محاولات متوازية شبيهة في حالة تحقيق انجازات عسكرية، منذ ان استثمر السادات الإنجاز العسكري في التسوية، في حين رأت به أنظمة أخرى فرصة للتوجه نحو تحقيق توزان مع إسرائيل.

    حاليا لا صراع حقيقي على مستوى الأنظمة خلافا لما يعتقد. فمقاومة إسرائيل عسكريا وسياسيا أصبح لها طابع شعبي مجتمعي، وهذا ما يساعد بعض الأنظمة على الاستمرار في رفض التسوية.

    عندما اطلق السادات مبادرته للسلام المنفرد مع إسرائيل تم عزله عربيا. منذ ذلك الحين عادت مصر الى العرب دون ان تلغي كامب ديفيد، وانضم النظام العربي للأسف الى فكرة التسويات المنفردة. ومن بدأ بذلك هو منظمة التحرير لشدة الأسف في اتفاقية اوسلو المنفردة. وبالعكس يحاول هذا المحور الذي تشكَّل في هذه الأثناء فرض طريق التسوية على من يرفضه من الفلسطينيين، ومنذ العام 2001 وخاصة بعد احتلال العراق تجري أيضا محاولة لعزل ذلك النظام الرسمي العربي المتقاطع مع المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق. وفي كل مرة تسجل المقاومة عنادا وتصميما ضد إسرائيل يدخل محور التسويات المنفردة، محور الانصياع غير المشروط للاملاءات الاميركية، في طور الأزمة...وقد لاحظنا ذلك إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان وعلى غزة.



    · في القراءة الاسترتيجية لملف المنطقة هل نحن على اعتاب سايكس بيكو جديد وبالتالي توزيع دول المنطقة الى مناطق نفوذ بين تركيا وطهران واسرائيل؟

    ما زالت المصيبة الكبرى والتحدي الأكبر هو سايكس بيكو القديم. في التوازن القائم اليوم بين الوضع الدولي وأنظمة المماليك القائمة يمنع أية دولة عربية من التصرف على الساحتين الإقليمية والدولية كدولة ذات سيادة. وحين تحاول دولة عربية ان تتصرف كدولة لا تقبل بالاملاء الاميركي حرفيا، بل تطرح مصالحها وأمنها القومي في مقابله، فإنها تحاصر من قبل أنظمة المماليك هذا، وتسخر الأقلام للسخرية منها ومن المصالح الإقليمية، ثم تنقلب الى تحريض عدواني. ومن هنا تستهجن مثل هذه المحاولات لاتباع سياسة مستقلة حين تقوم بها دولة صغيرة مثل قطر ناهيك بسوريا او الجزائر... لا اعرف عن منطقة أخرى في العالم ينطلق فيها هذا الكم من التحريض ضد السيادة الوطنية والأمن القومي، وتُطالِبُ فيها الدول ومثقفي الأنظمة دولا أخرى أن تنصاع للأوامر الأميركية دون قيد او شرط. هكذا بقينا بثلاث دول يسمح لها ان تتصرف كدول ذات سيادة، ويعتبر سلوكها هذا طبيعي، وكلها دول غير عربية كما تفضلتِ، وأقصد إسرائيل وتركيا وإيران. ما ينقص هو دولة او مجموعة دول عربية تتصرف على هذا النحو باسم الهوية العربية، وباسم أمن قومي عربي افتراضي.

    · كيف تفسر موقف اردوغان في دافوس وهل يندرج ضمن السعي التركي للحصول على نفوذ في المنطقة؟

    السعي للحصول على نفوذ هو دأب الدول الكبيرة خاصة إذا كان لها ماضي دولة عظمى وطموحات لإحياء هذا الماضي، ولو كان الطموح لأسباب داخلية أو لأسباب اقتصادية. المهم ان هذا السعي التركي صار في مرحلة حزب العدالة والتنمية يمر عبر الاقتراب من العرب وأخذ مسافة من إسرائيل.

    ما زالت تركيا دولة تجمعها بإسرائيل علاقات وثيقة سياسية واقتصادية وحتى عسكرية. ولم تحصل فيها ثورة تطيح بهذه العلاقات كما جرى في إيران. ولكن لدينا تطور تدريجي عبر انتخابات ديمقراطية. ويتخذ التطور منحى نقديا تجاه إسرائيل ومحاولةً للتقرب من العرب عبر الهوية الإسلامية والتضامن مع قضية فلسطين. وحتى الآن لم تتجاوز الخطوات الأهمية المعنوية. ومع ذلك تبقى هذه خطوات مهمة يجب أن تحظى بتقديرنا، خاصة بمقارنتها بالدول العربية التي تسمى معتدلة.

    ولكن لا يجوز الانجراف كثيرا في التهليل لان تركيا تبقى دولة لها مصالح، وقد تتطلب هذه المصالح يوما ان تضغط على حماس مثلا لقبول مقترحات دولية أو اوروبية، عندها سوف يستثمر كل هذا التهليل والتقدير للضغط على من هللوا. ولذلك اقول أردوجان يستحق كل تقدير، ولكن كنموذج مقابل للدول العربية "المعتدلة" التي تقبل بالاملاء الأميركي كما هو، والتحول الذي يقوم به يقيم إيجابيا.

    علينا أن نرى أيضا أن الشعوب العربية تعيش ما يشبه الفراغ القيادي. وأن التصفيق لأردوغان يعبر أحيانا أن الحاجة لقيادات تتصرف بكرامة في الغرب ومقابل إسرائيل. هنالك من العرب من يتكلم افضل من اردوغان، ولكن الرجل يتصرف بكرامة في وجه الغرب، وفي دافوس في وجه هؤلاء العنصريين من رجال أعمال وسياسيين عصارة الثقافة البيضاء المترفعة على الشرق والعرب والمسلمين. هذا أمر يثير إعجاب المواطن العربي، لأنه يرى عادة زعماءه وهم يحاولون إثارة إعجاب هؤلاء العنصريين ومراءاتهم لنيل استحسانهم. حسنا فعل أردوغان حين انتقد الجمهور الجالس هناك وليس بيرس فقط، لانهم مجموعة من العنصريين المنافقين المتشدقين بالتنور. برافو.



    محور ثالث

    · برأيك ما هي الآلية المثلى لتوزيع مساعدات اعادة الاعمار في غزة؟



    هيئة وطنية موحدة في غزة تشاركها التخطيط والإشراف على التنفيذ كل دولة عربية متبرعة على حدة في طاقم خاص. وبرأيي يجب أن يسمح للدول العربية اذا اصرت ان تنفذ مشاريعها مباشرة بعد استطلاع الحاجات من المسؤولين في غزة، لغرض تحديد سلم الاولويات، ولكي لا يحصل تناقض مع خطط محلية ومشاريع أخرى. اما الدول الغربية فيجب أن تجبر أن تمرر مساعداتها عبر وكالة الغوث أو مؤسسات الجامعة العربية أو بواسطة هذه الهيئة الوطنية، ولا يجوز لها برأيي أن تنفذ اي مشروع مباشرة لان نواياها عموما ليس بريئة. وحبذا لو جرى الاستغناء عن تبرعاتها كدول استعمارية، ورفع التبرع العربي أكثر.

    محور رابع



    · قمة الدوحة باتت على الابواب هل سينعقد الشمل العربي في هذه القمة العادية ام تتوقع استمرار التجاذبات بين الدول العربية؟

    ليس لدي اي شك في أنها سوف تكون موحدة كدورة عادية. لن تذلل الخلافات طبعا، ولكن سوف يحافَظ على الإطار. وسوف يتم تجاوز المقاطعة التي حصلت في دمشق في حينه بواسطة تخفيض مستوى التمثيل. سوف يكون بإذن الله مؤتمرا ناجحا بتمثيل عال. أما الخلافات فلا بأس أن تدار بشكل عقلاني.



    محور خامس



    * كيف ستكون نتائج الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة على مبادرة السلام العربية التي يجرى الاستعداد لها لمرحلة ما بعد الانتخابات الاسرائيلية؟

    يجب سحب هذه المبادرة. هذا رأيي. ولكن نتنياهو المرجح ان يشكل الحكومة يرفضها علنا على كل حال.



    * هل تتوقع تغيراً جذريا لمسار المفاوضات العربية الاسرائيلية؟ أم أن الوضع سيبقى على وتيرة العقد الماضي؟

    سوف ينتخب نتنياهو رئيسا للحكومة كما يبدو. وهذا بحد ذاته سوف يخرج الهواء من أشرعة جورج ميتشل في البداية. ولكن يصعب التكهن. وعلى كل حال لن يكون تغييرا جذريا في الموقف الإسرائيلي. فهل يقبل العرب بتسوية على اساس هذا الموقف الإسرائيلي بدون القدس وحق العودة وبدون إزالة المستوطنات؟ اذا كان الجواب بالنفي، فهذا يعني تأجيل وتسويف جديدين. وهل يجوز ان نستمر منذ ثلاثة عقود بانتظار الموفد الاميركي الجديد؟ يجب ان يوضع حد لكل مسعى التسوية القائم على التحالف الاميركي الاسرائيلي لفرض إملاءات إسرائيل، ويجب الانتقال الى فحص الحالة العربية والتشديد على عناصر القوة بما في ذلك دعم المقاومة.



    * ما هو مستقبل حركات المقاومة فيما لو اختارت الادارة الامريكية السير في طريق الحوار والمفاوضات حتى النهاية؟

    الإدارة الاميركية اختارت منذ زمن بعيد نهج مواجهة حركات المقاومة، بغض النظر عن التقدم في المفاوضات. ولم تنجح. المشكلة الكبرى هي أدوات اميركا العربية في مواجهة المقاومة. هذه هي المشكلة الكبرى.



    * كيف سيكون وضع اللائحة العربية في الانتخابات الاسرائيلية القادمة؟

    هنالك ثلاث لوائح عربية وليس واحدة. الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة العربية الموحدة، والتجمع الوطني الديمقراطي وتتعامل السلطة الاسرائيلية مع الحزب الاخير، أي مع التجمع، كأنه في محور التطرف وتركز هجومها عليه... المشكلة الرئيسية التي تواجهها هذه الأحزاب هي ارتفاع نسبة التصويت في المجتمع اليهودي وانخفاضها عن العرب... المشكلة تتفاقم في حالة القوى الوطنية المحبطة مما جرى ويجري في غزة والقدرة على التأثير من خلال البرلمان. غالبية من لا يشاركون في التصويت يفعلون ذلك بسبب التقاعس وعدم الاهتمام بالسياسة ولكن الوطنيين من بينهم لا يصوتون للأسباب أعلاه، هذا يفسح المجال ان يكون التمثيل السياسي عن عرب الداخل إما من قبل من تعتبرهم إسرائيل معتدلين من ضمن القوائم العربية أو لعرب الأحزاب الصهيونية... ولذلك سيكون تحدي القوى الوطنية هو رفع نسبة التصويت.

    · ارتفاع شعبية ايهود باراك هل هو مؤشر على انحياز الرأي العام الاسرائيلي للقيادات المتطرفة؟

    هو تعبير عن تأييد إسرائيلي للحرب على غزة. الحرب الجبانة غير المكلفة من ناحية حياة الجنود تحظى بتأييد عارم. هذا يثير الف علامة سؤال على مجتمع يرغب بالحرب والتقل الى هذه الدرجة بشرط وحيد الا تكلفه في حياة الجنود، بغض النظر عن حجم المجزرة التي ترتكب.





    محور سادس

    · ما هو موقع الملف النووي الايراني في ازمة الشرق الاوسط ، هل تعتقد أننا سنشهد في العام الجاري انتهاءاً للمحور السوري الايراني بحيث يتم انسحاب سوريا من هذا الحلف بفعل مغريات المفاوضات؟

    لا يوجد شيء اسمه أزمة الشرق الأوسط، بل هنالك سياسة استعمارية وهيمنة أميركية ترغب بتفصيل المنطقة على مقاس إسرائيل. الطاقة النووية الإيرانية تواجه تحالفا غربيا مع إسرائيل. يصعب حاليا التكهن بنتائج هذه المواجهة. ولكن من مصلحة العرب ان يكسر الاحتكار الإسرائيلي، ومن مصلحتهم ان تترتبت علاقات استراتيجة عربية مع تركيا وإيران، وهذا طبعا ينطبق على سوريا. إن أي تفاهم يمكن التوصل اليه بهذا الاتجاه هو أمر عظيم سوف يغير مستقبل المنطقة، وسوف يساهم في تحفيز العرب للبحث عن مشترك يجعل منهم كتلة يصح معها التنسيق. هذا واضح وضوح الشمس، ولكن هنالك أنظمة طوائف ومماليك تريد من المنطقة أن تبقى مجرد حظيرة لأميركا وإسرائيل وأن تبقى دولها ولاة على الحظيرة... هذه هو الامر غير الطبيعي الذي يجب ان يتغير.

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X