إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

=== المنظمات العسكرية الصهيونية قبل عام 1948م.===

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • === المنظمات العسكرية الصهيونية قبل عام 1948م.===

    المنظمات العسكرية الصهيونية قبل عام 1948م.

    يمكن تقسيم التنظيماتالصهيونيةالعسكرية قبل عام 1948 من منظور الوظيفة التي تضطلع بهاإلى قسمين أساسيين. فكانت بعض التنظيمات توجه عملياتها العسكرية ضد السكان الفلسطينيين أصحاب البلاد، وكان البعض الآخر يُوظِّف نفسه في خدمة الدولة الإمبريالية الراعية وصراعاتها الممتدة إلى خارج المنطقة. وهذا الازدواج في الوظائفنتيجة طبيعية لوضع المستوطنين الصهاينة كجماعة وظيفية في وسطمعاد، وهي في حربها ضده تحتاج إلى دعم إمبريالي من الخارج.
    ومن المنظمات التي أسِّستلخدمة الأغراض الداخلية (الهجوم على العرب) نجد منظمة بارجيورا، ثم منظمة الحارس (الهاشومير) التي أسِّست عام 1909، ثم النوطريم التي أسستها سلطات الانتداب البريطاني بالتعاون مع الهاجاناه للمساعدة في قمع الانتفاضات الفلسطينية العربيةالتي قامت في فلسطين في الفترة من 1936 وحتى 1939. ومنها أيضاً منظمة إتسل التي قامت في فلسطين عام 1931 انطلاقاً من أفكار فلاديمير جابوتنسكي.
    وأماالمنظمات التي تم تأسيسها للمشاركة في تدفُّق المجهود الحربي الاستعماري فنجد منهامنظمة الحارس نفسها، ثم فرقة البغالةالصهيونيةوالكتائب 38و39 و40 التي شكلت الفيلق اليهودي في الحرب العالمية الأولى، إضافة إلى الهاجاناهوالبالماخ واللواء اليهودي الذي تم تشكيله بقرار من الحكومة البريطانية عام 1944م، هذا بالإضافة إلى منظمة ليحي (شتيرن) التي طرحت فكرة الوقوف إلى جانب ألمانياالنازية للتخلص من الاحتلال البريطاني لفلسطين، ومن ثم إقامة الدولة اليهودية.
    وفي عام 1948 كان التجمُّع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين يضم ثلاثةتنظيمات عسكرية هي: الهاجاناه وهي كبرى التنظيمات الثلاثة وكانت خاضعة للوكالةاليهودية، ومنظمة إتسل المنبثقة عن أفكار جابوتنسكي التنقيحية وكانت آنذاك بزعامةمناحم بيجين، ومنظمة ليحي وهي أصغر المنظمات وكانت قد اشتهرت باسم قائدها أبراهامشتيرن. وقد تم بناء الجيش الإسرائيلي على هذه المنظمات الثلاث. ففي السادس والعشرينمن مايو عام 1948، وفي غمرة معارك الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى، تم إعلانقيام جيش الدفاع الإسرائيلي، وذلك بتحويل منظمة الهاجاناه إلى نواة لهذا الجيش،ودخول التنظيمين الأخيرين، إتسل وليحي، في دائرة هذه النواة ([1]).
    منظمةبارجيورا
    منظمةعسكرية صهيونية سرية أسسها في فلسطين عام 1907 كل من: يتسحاق بن تسفي، وإسرائيلشوحط، وغيرهما من المستوطنين الصهاينة الأوائل، وكان شعارها "بالدم والنار سقطتيهودا، وبالدم والنار ستقوم يهودا" وكان هدفهم المعلن هو احتلال الحراسة والعمل من أيدي العرب وإقامة مستوطنات زراعية عسكرية ([2])، واستلهمت اسمها من اسم شيمون بارجيورا قائد التمرد اليهودي الأول ضد الرومان في فلسطين ما بين عام 66 وعام 70.
    تولت المنظمة أعمال حراسة المستوطناتالصهيونيةفيالجليل، كما عملت على خلق قوة مسلحة يهودية في فلسطين. واستمرت تعمل حتى 1909 حيثأتاح تطورها فرصة تأسيس منظمة أكثر اتساعاً واستقراراً وهي منظمة الحارس ([3]).
    منظمة هشومير (الحارس )
    (هشومير) أي الحارس. وهي منظمة تأسست العام 1909 على يد مجموعة من المهاجرين الذين أخذوا على عاتقهم حراسة المستوطنات وإدخال (أُسس الدفاع عن النفس). ومؤسسو هذه المنظمة كانوا أعضاء في تنظيم (بارغيورا) الذي تأسس العام 1908 لأهداف الحراسة والعمل المسلح.
    عملت منظمة (هشومير) بصورة سرية في مجال الحراسة وحماية المستوطنات اليهودية في الجليل، ثم في أنحاء فلسطين الاخرى. وتطور عمل هذه المنظمة مع مرور الزمن ليتعدى مسألة الحراسة والحماية إلى مجال العمل الفعلي في الأرض والحِرَف وتطوير الحركة الاستيطانية، فأقام أعضاء من هذا التنظيم مستوطنات في الجليل ومرج ابن عامر مثل تل عدشيم وكفار جلعادي وغيرها.
    تعرضت منظمة (هشومير) للمطاردة والملاحقة من قبل السلطات العسكرية والسياسية التركية خلال الحرب العالمية الأولى، ووصلت الملاحقة إلى أوجها عندما جرى افتضاح شبكة التجسس (نيلي)، حيث اعتقلت السلطات التركية اثني عشر عضواً من منظمة (هشومير) إضافة إلى أعضاء من (نيلي).
    واعتقد كثيرون من اليهود أنّه لم تعد هناك حاجة لوجود تنظيم عسكري كهذا بعد وقوع فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، لأنها - أي بريطانيا- ستقوم بمهام الحراسة على المستوطنات والمصالح اليهودية في فلسطين. إلا أن الموقف تغير (وفق الرواية الصهيونية) بعد وقوع ثورة 1920 في فلسطين، حيث عمد زعماء الحركة الصهيونية والييشوف في فلسطين إلى منظمة (هشومير) واقامة تنظيم أوسع قاعدة وأكبر عدداً وأكثر تسلحاً، وعُرف هذا التنظيم بمنظمة (الهاغاناه) ([4]).
    وأسس "هاشومير"، عام 1909 يتسحاق تسفيوإسرائيل جلعادي وألكسندر زيد وإسرائيل شوحط الذي كان بمنزلة العقل السياسي المحرك والقيادة الفعلية للمنظمة. أما الأعضاء فجاء معظمهم من صفوف حزب عمال صهيون، ومنبين مهاجري روسيا الأوائل. ورغم ذلك رفضت المنظمة أن تكون تابعة لسلطة الحزب بشكلمباشر. كما رفضت الخضوع لإشراف المكتب الفلسطيني للمنظمةالصهيونيةالعالمية.
    وقد بدأت الحارس كمنظمةسرية ولم يزد عدد أعضائها عند التأسيس عن 30 عضواً، وتولت حراسة المستوطناتالصهيونيةفي الجليل نظير مقابل مالي. ثم توسعت فيما بعدلتعمل في مناطق أخرى، رغم اعتراض قيادات اليشوف القديم على هذه الأنشطة لما تثيرهمن استفزاز للسكان الفلسطينيين. وكان نموذج الحارس هو اليهودي حامل السلاح الذييجيد اللغة العربية ويرتدي الزي العربي أو الشركسي. وكان العضو ينضم إلى المنظمةبعد المرور بسنة اختبار، وبعد الحصول على موافقة ثلثي الحاضرين في المؤتمر السنويالعام للمنظمة.
    ولم يقتصر نشاط المنظمة على الحراسة، بل قامت بدور أساسي فيإقامة المستعمراتالصهيونيةفي فلسطين، وأسست أولمستعمرة لها في تل عداشيم في1913، ثم ألحقتها بمستعمرة أخرى في كفر جلعادي في 1916، ثممستعمرة تل هاي في 1918. كما كانت المنظمة أحد الأطر الرئيسية لتدريب العناصرالعسكرية التي شكلت فيما بعد قوام منظمة الهاجاناه([5]).
    وأثناء الحرب العالميةالأولى، والحملة البريطانية على فلسطين، انضم قسم من أعضاء منظمة الحارس إلى الفيلقاليهودي وقاتل في صفوف الجيش البريطاني، بينما انضم قسم آخر إلى جانب الأتراك. وكانت تلك بداية الصراعات الداخلية التي تطورت لتصل إلى ذروتها خلال المؤتمر العامللمنظمة في مايو 1920، وتباينت الآراء بين الحفاظ على استقلال المنظمة، وبينتحويلها إلى منظمة موسعة للدفاع تخضع لإشراف المؤسسات السياسية العامة لليشوفالاستيطاني. وقد تقرَّر في النهاية حل المنظمة والانضمام للهاجاناه، إلا أن عدداًمحدوداً من الأعضاء ظل متمسكاً بفكرة استمرار المنظمة. وقد احتفظ هؤلاء بمخزن خاص للسلاح، ولم يسلموه إلى الهاجاناهإلا عام 1929 مع اندلاع انتفاضة العرب الفلسطينيين ([6]).
    منظمةالبيتار
    اختصار للعبارة العبرية "بريت يوسف ترومبلدور"، أي "عهد ترومبلدور" وهو تنظيم شبابي صهيوني تصحيحي أسسه في بولندا عام 1923 يوسف ترومبلدور، وكان هدفه إعداد أعضائه للحياة في فلسطين بتدريبهم على العمل الزراعيوتعليمهم مع التركيز على العبرية بالإضافة إلى التدريب العسكري. وكان أعضاؤهايتلقون أيديولوجيا واضحة التأثر بالأيديولوجيات الفاشية التي سادت أوربا آنذاك،فكانوا يتعلمون مثلاً أن أمام الإنسان اختيارين لا ثالث لهما: "الغزو، أو الموت"،وأن كل الدول التي لها رسالة قامت على السيف وعليه وحده. وبشكل عام، يمثل التنظيمأفكار جابوتنسكي زعيمالصهيونيةالتنقيحية.
    امتد نشاط بيتار إلى العديد من الدول، فأسست عام 1934 قاعدةللتدريب البحري في إيطاليا وأخرى للتدريب على الطيران في باريس، كما أسست فروعاً فياللد (1938) وجنوب أفريقيا (1939) ونيويورك (1941). وظلت القاعدة الأساسيةللتنظيم وهيئته العليا حتى الحرب العالمية الثانية خارج فلسطين، وانتقلت بعد ذلكإليها، وأسس بعض أتباع بيتار مستوطنات زراعية.وقد انشقتنظيم بيتار عن المنظمةالصهيونيةإثر النزاعات بينجابوتنسكي وزعمائها، وهي النزاعات التي انتهت بانفصاله، وتشكيل المنظمةالصهيونيةالجديدة في 1934 نتيجة معارضة سياسة الهستدروت. وداخلبيتار، تشكلت الكوادر الأساسية لمنظمة الإرجون الإرهابية ولحركة حيروت([7]).
    الفيلق اليهودي
    تشكيلات عسكرية من المتطوعين اليهود الذين حاربوا في صفوفالقوات البريطانية والحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى مثل الكتيبة اليهودية رقم 38 التي جُنِّدت في إنجلترا عام 1915-1917، والكتيبة 39 التي نظمها بن جوريون وبنتسفي في الولايات المتحدة بين عامي 1917-1918، والكتيبة 40 التي تم تشكيلها فيفلسطين، وكذلك كتائب حملة البنادق الملكية وفرقة البغالةالصهيونيةالتي نظمها جابوتنسكي وترومبلدور في مصر عام 1915. وقدبلغ عدد أفراد كل هذه المنظمات 6400 رجل وكان يُشار إليها جميعاً باسم "الفيلقاليهودي". وترجع فكرة هذه التشكيلات إلى تصوُّر الصهاينة أنه يتعيَّن عليهم مساعدةبريطانيا، القوة الاستعمارية الصاعدة، لتساعدهم هي على تأسيس وطن قومي لليهود.وقد واجه الصهاينة صعوبات في بادئ الأمر وتجاهلتهم وزارة الدفاع البريطانيةوهاجمهم اليهود الاندماجيون، وكذلك اليساريون في أوساط الشباب اليهودي، إلا أن الجوفي بريطانيا آنذاك كان ملبداً بمعاداة اليهود الذين يفدون من روسياويستقرون ويكسبون رزقهم في بريطانيا دون أن يتحملوا مشقة الدفاع عنها. ولذلك،سارعت الحكومة البريطانية بتجنيد هؤلاء لتهدئة مشاعر الغضب من جراءوضعهم الفريد، وكان هذا الإجراء هو العنصر الرئيسي الذي أدَّى إلى إضعاف المعارضةاليهودية لفكرة الفرقة العسكريةالصهيونية، وقدأعلنت الحكومة البريطانية في أغسطس 1916 موافقتها على اقتراح جابوتنسكي بتشكيلكتيبة يهودية، وذلك بينما كانت جهود إصدار وعد بلفور تجري على قدم وساق.وكانت النية تتجه إلى جعل الفرقة يهودية خالصة، ولكن الجناح المعادي للصهيونية نجحفي منع هذه الخطوة، ولذلك أُطلق على الكتيبة اسم "الكتيبة 38، حملة البنادقالملكية" وتولَّى قيادتها الضابط البريطاني جون باترسون. وقد تلقت هذه الكتيبةتدريباتها في بريطانيا ومصر، ثم توجهت إلى فلسطين. ورغم اشتراك هذه الكتيبة فيالهجوم على شرق الأردن واحتلال مدينة السلط في سبتمبر 1918، فإن أداءها لم يكنمرضياً حيث انتشرت الملاريا في صفوف الجنود الأمر الذي أدَّى إلى فرار الكثيرين(ومنهم بن جوريون) وتَشتُّت الكتيبة.
    ولدى دخول الولايات المتحدة الأمريكيةطرفاً في الحرب، وافقت الحكومة الأمريكية في يناير 1918 على تشكيل كتيبة أخرى مناليهود الأمريكيين والمتطوعين من كندا والأرجنتين، وأُطلق عليها اسم "الكتيبة 39". وقد نُقل قسم منها إلى مصر وشرق الأردن في منتصف عام 1918، بينما وصل القسم الأعظمإلى فلسطين بعد نهاية الحرب.
    وفي يونيه 1918، تم تشكيل كتيبةأخرى هي "الكتيبة 40" بناءً على اقتراح قائد الفرقة الأسكتلندية في فلسطين الذي دعاإلى تجنيد اليهود في المناطق التي احتلتها القوات البريطانية. وقد تلقت هذه الكتيبةتدريباتها في التل الكبير ولم تشارك في الهجوم على شمال فلسطين عام 1918، ولكنهانُقلت إلى فلسطين في نهاية ذلك العام.
    ومع نهاية الحرب العالمية الأولى،كانت تتمركز على أرض فلسطين ثلاث كتائب يهودية تضم حوالي 5000 فرد يمثلون سدسجيش الانتداب البريطاني، وقد أصبح اسمهم هو "الكتيبة العبرية" وشعارها المينوراه(وهو شعار القبَّالاه ثم الدولةالصهيونيةفيما بعد). وبعدأن ترسخت دعائمالاحتلال البريطاني في فلسطين، بدأت الحكومة البريطانية في تسريحتلك الكتائب وفي عام 1921 تم حل هذه الكتائب نهائياً وانضم كثير من أعضائها إلى الهاجاناه ([8]).
    فرقة البغالةالصهيونية( جدود نهاجي هابرادوت):
    وحدة عسكرية صهيونية مساعدةللجيش البريطاني شُكِّلت عام 1915 إثر اندلاع الحرب العالمية الأولى. وكانجابوتنسكي أول من فكر في تكوين هذه الوحدة لاقتناعه بأهمية التحالف مع بريطانيا ضد العثمانيين وضرورة القوة المسلحة اليهودية لبناء الدولةالصهيونية وقد اتصل جابوتنسكي بترومبلدور ليقوما بتجنيدمتطوعين من المستوطنين اليهود الذين أبعدتهم السلطات العثمانية عن فلسطين إلىمصر، وكان الهدف من ذلك وضعهم تحت تصرف القواتالبريطانية أثناء غزوها فلسطين. ولكن الجنرال ماكسويل، قائد القوات البريطانية فيمصر آنذاك، رفض الفكرة لأنه كان ضد تجنيد الأجانب، واقترح أن يقتصر دور المتطوعينعلى مساعدة الجيش في حمل المؤن والذخائر للقوات المحاربة في أي مكان غير فلسطين. ورغم اعتراض جابوتنسكي، وافق ترومبلدور وشُكِّلت الفرقة من بعض اليهود المصريينوبعض اليهود الذين رُحِّلوا إلى الإسكندرية. وقد ضمت الفرقة 650 ضابطاً وجندياً و20حصاناً للضباط والمساعدين و750 بغلاً (ومن هنا جاءت التسمية)، وقد اتخذت الفرقةنجمة داود شعاراً لها وكانت معظم تدريباتها تجري بالعبرية ([9]). وفي أبريل 1915،أبحرت الفرقة إلى جاليبولي بقيادة الضابط البريطاني جون باترسون، وقامت بخدماتحيوية في مجال نقل المؤن، وكانت الفرقة تشارك في القتال أحياناً. وفي نوفمبر 1915،تخلَّى باترسون عن قيادة الفرقة لمرضه وخلفه ترومبلدور الذي اصطدم بمشاكل تنظيميةعديدة لعدم انضباط أفرادها ولوجود صراعات عرْقية بينه (وهو إشكنازي) وبين بعضالأفراد من السفارد. وبعد انسحاب قوات الحلفاء من جاليبولي في نهاية العام، سُرحتالفرقة وأُعيدت إلى مصر بعد أن قُتل 8 من أفرادها وجُرح 55 . وحُلَّت الفرقة رسمياً عام 1916. وفيما بعد، قُبل 150 متطوعاً من أفرادها في الجيش البريطاني وكوَّنوا نواة الفيلق اليهودي ([10]).
    نيلي:
    عام 1915 تم تأسيس منظمة استخبارات صهيونية سرية في فلسطين تدعى نيلي "صيغة اختصار للعبارة العبرية (بيتساح يسرائيل لويشاكير) أي (مجد إسرائيل لم يسقط)".
    وكان الهدف من تشكيل هذه المنظمة مساعدة بريطانيا في صراعها ضد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، باعتبار أن انتصار بريطانيا سيتيح الفرصة لتحقيق المشروع الصهيوني، وبخاصة بعد فشل هجوم القوات العثمانية على قناة السويس في ربيع عام 1915.
    وبالتعاون مع الاستخبارات البريطانية، استطاعت المنظمة، التي بلغ عدد أعضائها نحو 40 فرداً، نشر شبكاتها في العديد من أنحاء فلسطين.
    ومن خلال التغلغل في أوساط القوات العثمانية، أمدت نيلي القوات البريطانية بالكثير من المعلومات الحيوية حول استعدادات الجيش العثماني ومواقعه في غزة وبئر سبع، وهو ما كان له أبلغ الأثر في حسم معركة جنوب فلسطين عام 1916 لصالح بريطانيا والحلفاء.
    وبرغم معارضة قادة التجمع الاستيطاني في فلسطين لنشاط المنظمة أثناء وجودها، وذلك خوفاً من انتقام السلطات العثمانية في حالة كشفها، فإنهم غيَّروا موقفهم بعد تصفيتها، وأصبحت جهود نيلي في خدمة بريطانيا إحدى الأوراق المهمة التي لوحت بها الحركة الصهيونية للحصول على وعد بلفور.
    بعد فشل الهجوم التركي على قناة السويس سنة 1915م، رأى أهارون أهارونسون وهو باحث في العلوم الطبيعية وسياسي عبري ضرورة الوقوف بجانب بريطانيا، وإمدادها بمعلومات استخبارية تفيدها في عملها العسكري ضد الأتراك فأقام أهارنسون تجمعاً عرف باسم مجموعة أهارنسون وعمل بجانبه أخيه الكسندر وأخته سارة وآخرين، ثم تحول الاسم إلى نيلي في ربيع عام 1917م ([11]). كانت بداية عمل هذه المنظمة عام 1915م حين قامت بالاتصال بالقيادة البريطانية في القاهرة، وألقي القبض على ألكسندر أهارنسون في منطقة بئر السبع، فادعى أخاه أنه أرسله في حملة تفتيشية للتحري عن نتائج حملة الجراد فأطلق سراحه، كما أرسل أهارونسون مبعوثاً للاتصال بمخابرات الأسطول البريطاني في بور سعيد في نهاية عام 1915م، وهو أبشالوم فانيبرغ الذي تمكن من الوصول واتفق على أن ترسو سفينة بريطانية مقابل مستوطنة عتليت لتتسلم المعلومات، لكن الاتصال لم يتم، فقرر أبشالوم الوصول لمصر براً عن طريق سيناء، لكن الأتراك اعتقلوه، ونقل إلى سجن بئر السبع، فادعى أنه أرسل لمراقبة خطر الجراد فأكد أهارنسون ذلك فأفرج عنه([12]).
    عملت سارة أهارنسون التي كانت متزوجة من تاجر يهودي في أسطنبول وسكنت في زخرون يعقوب، عملت على استخدام النساء لجمع المعلومات، وخاصة في دمشق مقر الأركان العامة التركية ([13]).
    وبالتعاون مع الاستخبارات البريطانية استطاعت المنظمة التي بلغ عدد أعضائها نحو 40 فرداً نشر شبكاتها في العديد من أنحاء فلسطين، ووصل نشاطها إلى ذروته مع تعيين أهارنسون مستشاراً للقائد العسكري العثماني جمال باشا، ومع نجاح المنظمة في تجنيد أحد ضباط الجيش العثماني وهو نعمان بكليف، ومن خلال هذا التغلغل في أوساط القوات العثمانية أمدت نيلي القوات البريطانية بالكثير من المعلومات الحيوية حول استعدادات الجيش العثماني ومواقعه في غزة وبئر السبع، وهو ما كان له أبلغ الأثر في حسم معركة جنوب فلسطين عام 1916م لصالح بريطانيا والحلفاء ([14]).
    تم اكتشاف المنظمة عن طريق الصدفة في عام 1917م، عندما أرسلت حمامة زاجلة من محطة التجارب في عتليت تحمل خبراً للإنجليز وقد تمكن الأتراك من الإمساك بها، وبدأوا بحملة اعتقالات بحق أعضاء نيلي، واعتقلت سارة أهارنسون وبلكيند وليشنسكي، ونفذ حكم الإعدام بهم، وقتل أبراهام أبشلوم وهو في طريقه إلى صحراء سيناء فاراً من ملاحقة القوات التركية، وبعد اكتشاف أعضاء نيلي قامت السلطات التركية بملاحقة أعضاء حركة هاشومير واعتقلت العشرات منهم وتم نفيهم إلى دمشق، أما أهارون أهارونسون فقد غادر فلسطين سراً ووصل إلى الإسكندرية وأخذ من هناك يوجه نشاطات نيلي، وكانت نهاية أهارون في تحطم طائرة غامض فوق قناة المانش ([15]).
    النوطريم
    كلمة عبرية تعني "الحرس أو الخفراء"، وهي الشرطة اليهودية الإضافيةالتي شكلتها سلطات الانتداب البريطاني بالتعاون مع الهاجاناه للمساعدة في قمعالانتفاضات العربية في فلسطين في الفترة 1936-1939. وتم في هذا الإطار تجنيدمئات الخفراء من مختلف المدن والمستوطنات، وأُرسلوا لحماية المستوطنات الواقعة علىالحدود وفي غور الأردن. وشملت قوات الخفراء في البداية 750 خفيراً على نفقة سلطاتالانتداب و1800 خفيراً على نفقة قيادة المستوطنين الصهاينة. وفي يونيه 1936، ونظراًلتصاعد المظاهرات العربية، تم تجنيد 1240 خفيراً آخر أُطلق عليهم اسم "خفراءإضافيون". وفي يوليه 1938 أعادت قيادة المستوطنين تنظيم قوات الخفراء لتصبحوحدة شرطة منظمة، أُطلق عليها اسم "شرطة المستوطنات العبرية"، وتم تقسيمها إلىعشرات الكتائب لتتناسب إلى حدٍّ ما مع توزيع قوات الهاجاناه، وقامت هذه القواتبحماية القطارات والسكك الحديدية والمرافق العامة، كما شاركت في نقل المهاجريناليهود غير الشرعيين ([16]).
    الهاجاناه
    كلمة عبرية تعني "الدفاع"، وهي منظمة عسكرية صهيونيةاستيطانية، أُسِّست في القدس عام 1920 لتحل محل منظمة الحارس. وجاء تشكيلها ثمرةنقاشات طويلة بين قيادة التجمع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، فكان جابوتنسكي صاحبفكرة تأسيس مجموعات عسكرية يهودية علنية تتعاون مع سلطات الانتداب البريطاني، بينماكان قادة اتحاد العمل والماباي يفضلون خلق قوة مسلحة غير رسمية مستقلة تماماً عنالسلطات البريطانية وسرية بطبيعة الحال. وقد قُبل في النهاية اقتراح إلياهو جولمببإنشاء منظمة عسكرية سرية تحت اسم "هاجاناه وعفودا" أي "الدفاع والعمل" ثم حُذفتكلمة العمل فيما بعد. وقد ارتبطت الهاجاناه في البداية باتحاد العمل ثم بحزبالماباي والهستدروت، رغم أن ميثاقها كان يصفها بأنها فوق الحزبية، وأنها عصبةللتجمع الاستيطاني الصهيوني. وعَكَس نشاط الهاجاناه الارتباط الوثيق والعضوي بينالمؤسساتالصهيونيةالاستيطانية والمؤسسات العسكريةوالزراعية التي تهدف إلى اقتحام الأرض والعمل والحراسة والإنتاج، وإن كان اهتمامهاالأساسي قد انصب على العمل العسكري. وفي عام 1929، شاركت الهاجاناه في قمع انتفاضة العرب الفلسطينيين، وقامت بالهجوم على المساكن والممتلكات العربية ونظَّمت المسيراتلاستفزاز المواطنين العرب وإرهابهم. كما ساهمت في عمليات الاستيطان وحماية المستعمراتوحراستها، وخصوصاًبابتداع أسلوب "السور والبرج" لبناء المستوطناتالصهيونيةفي يوم واحد.
    وقدتعرَّضت الهاجاناه لعدة انشقاقات كان أبرزها عام 1931 عندما انشق جناح من غير أعضاءالهستدروت بقيادة أبراهام تيهومي وكوَّن تنظيماً مستقلاً سُمِّي "هاجاناه ب"، وهو الذي اندمج مع منظمة بيتار في العام نفسه لتشكيل منظمة إتسل. ولم تتوقف عملياتالصراع والمصالحة بين الهاجاناه والجماعات المنشقة عنها، واستمر الخلاف بشكل مستترحتى بعد قيام الدولة.
    وقد شَهدت سنوات الانتفاضة العربية في فلسطين (1936-1939) تعاوناً كبيراً بين الهاجاناه وقوات الاحتلال البريطاني، وبرز التعاون بخاصةمع تعيين تشارلز وينجيت ضابطاً للمخابرات البريطانية في فلسطين عام 1936، حيث أشرفعلى تكوين الفرق الليلية الخاصة والسرايا المتحركة التابعة وتنسيق الأنشطة بينالمخابرات البريطانية وقسم المخابرات بالهاجاناه والمعروف باسم "الشاي". وفيالوقت نفسه، تعاونت القوات البريطانية والهاجاناه في تشكيل شرطة حراسة المستوطنات اليهودية والنوطريم، وكان معظم أفرادها من أعضاء الهاجاناه. وقد مرت العلاقة بينالطرفين بفترة توتر قصيرة في أعقاب صدور الكتاب الأبيض عام 1939 حيث واجهتهالهاجاناه بتشجيع الهجرة غير الشرعية لليهود، إلا أن نشوب الحرب العالمية الثانيةأدَّى إلى استعادة علاقات التحالف القديمة، ووقفت الهاجاناه إلى جانب بريطانياوالحلفاء وانضم كثير من أعضائها إلى اللواء اليهودي للقتال في صفوف القواتالبريطانية، وتصدت بشدة للجماعاتالصهيونيةالأخرى التيطالبت آنذاك بالانضمام إلى النازي وفي مقدمتها منظمة ليحي، بل أمدت السلطاتالبريطانية بما تحتاجه من معلومات لتَعقُّب عناصر تلك المنظمة واعتقالها. وفيالمقابل، ساعدت بريطانيا في إنشاء وتدريب القوة الضاربة للهاجاناه المسماة"البالماخ"، كما نظمت فرقة مظليين من بين أعضاء الهاجاناه للعمل في المناطقالأوربية التي احتلتها قوات النازي. ومع انتهاء الحرب، تَفجَّر الصراع من جديدفشاركت الهاجاناه مع ليحي وإتسل في "حركة المقاومة العبرية" ونشطت جهود الهاجاناه في مجال الهجرة غير الشرعية.
    وقبيل إعلان قيام دولةإسرائيل، كان عدد أعضاء الهاجاناه يبلغ نحو 36.000 بالإضافة إلى 3000 من البالماخ،كما اكتمل بناؤها التنظيمي، الأمر الذي سهَّل عملية تحويلها إلى جيش موحد ومحترفللدولة الصهيونية، حيث أصدر بن جوريون في 31 مايو 1948 قراراً بحل الإطار التنظيميالقديم للهاجاناه وتحويلها إلى جيش الدفاع الإسرائيلي ([17]).
    البالماخ: اختصار للعبارة العبرية "بلوجوت ماحاتس"، أي "سرايا الصاعقة"، وهي القوات الضاربةللهاجاناه التي شُكِّلت عام 1941 لتعمل كوحدات متقدمة وقادرة على القيام بالمهامالخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك بالإضافة إلى إمداد الهاجاناه باحتياطيدائم من المقاتلين المدربين جيداً. ويُعَدُّ يتسحاق ساريه مؤسسها الفعلي وأول منتولى قيادتها.
    وقد ارتبطت البالماخ منذ البداية بحركة الكيبوتس وحزبالمابام. وقد تميَّز أفراد هذه القوات بدرجة عالية من التثقيف السياسي الذي يركزعلى مبادئالصهيونيةالعمالية. كما تلقوا تدريباً مناسباًفي مجالات الطيران والبحرية واستخدام الرادار وأعمال المخابرات. وقد شكَّلتالبالماخ عدة وحدات لتقسيم العمل داخلها، ومن أبرز تلك الوحدات: "دائرة الجوالين"التي تولت بالتعاون مع مصلحة المعلومات إعداد ملفات تتضمن معلومات تفصيلية عن القرىالفلسطينية، و"الدائرة العربية" التي شاركت في الحملة البريطانية ضمن قوات حكومةفيشي في سوريا ولبنان، و"الدائرة البلقانية" التي تكونت من بعض اليهود المهاجرين مندول البلقان والدانوب، للقيام بأعمال التجسس داخل هذه البلدان، و"الدائرةالألمانية" التي ضمت عدداً من اليهود الذين تم تدريبهم ليكتسبوا النمط الألماني فيالسلوك بالإضافة إلى إجادة اللغة الألمانية وذلك للتسلل إلى معسكرات الأسرىالألمان والحصول منهم على معلومات. ومن أهم وحدات البالماخ، "وحدة المستعربين" التي ضمت عناصر تجيد اللغة العربية ولديها إلمام بالعادات والتقاليد العربية، وذلك للتغلغل في أوساط الفلسطينيين للتجسس والقيام بعمليات اغتيال.
    وقد عملت البالماخ خلال عامي 1941 و1942 بتنسيق تام مع القوات البريطانيةفي فلسطين، وتلقى أفرادها تدريباً مكثفاً على أيدي خبراء الجيش البريطاني للقيامبعمليات خلف الخطوط الألمانية في حالة نجاح قوات النازي في احتلال فلسطين.
    وعند نهاية الحرب، كانت البالماخ تضم نحو 2000 فرد موزعين على 11 سرية، وكان ثلث القوات تقريباً من الفتيات. ومنذ خريف 1945 وحتى صيف 1946، شاركت البالماخبالتعاون مع إتسل وليحي في أعمال عسكرية ضد القوات البريطانية في فلسطين فيما عُرف باسم حركة المقاومة العبرية. ومع تصاعُد الصدام بينالطرفين، واكتشاف القوات البريطانية عدداً من مخازن السلاح الرئيسية للهاجاناه،صدرت الأوامر للبالماخ بتوجيه جهودها نحو تشجيع الهجرة الشرعية إلى فلسطينوتأمينها.
    وفي عام 1948، كانت البالماخ القوة الرئيسية التي تصدت للجيوشالعربية في الجليل الأعلى والنقب وسيناء والقدس، وخسرت في تلك المعارك أكثر من سدسأفرادها البالغ عددهم آنذاك نحو 5000.
    وعقب قيام إسرائيل مباشرةً، وكانعكاسللصراع السياسي بين الماباي والمابام، ظهر إصرار بن جوريون على حل البالماخ التيكانت في نظره تمثل اتجاهاً يسارياً، من أجل تأسيس الجيش المحترف المستقل عنالأحزاب. وأدَّى ذلك إلى خلافات شديدة، إلا أن قيادة البالماخ قَبلت في النهاية على مضض.شكّلت البالماخ القوام الأساسي لقوات الصاعقة فيجيش الدفاع الإسرائيلي، ومن بين صفوفها ظهر أبرز قادة إسرائيل العسكريين من أمثالآلون ورابين وبارليف وإليعازر وهور ([18]).
    ليحي أو (شتيرن)
    اختصار العبارةالعبرية "لوحمي حيروت يسرائيل" أي "المحاربون من أجل حرية إسرائيل"، وهي منظمةعسكرية صهيونية سرية أسسها أبراهام شتيرن عام 1940 بعد انشقاقه هو وعدد من أنصارهعن إتسل. وقد أطلق المنشقون على أنفسهم في البداية اسم "إرجون تسفاي ليوميبإسرائيل" أي "المنظمة العسكرية القومية في إسرائيل"([19])، تمييزاً عن اسم المنظمة الأم، ثم تغيَّر فيما بعد إلى "ليحي". ومنذ عام 1942، أصبحت المنظمة تُعرَف أيضاًباسم مؤسسها شتيرن بعد مقتله على أيدي سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين. وقدتركزت الخلافات التي أدَّت إلى الانشقاق حول الموقف الواجب اتخاذه من القوىالمتصارعة في الحرب العالمية الثانية، حيث اتجهت إتسل إلى التعاون مع بريطانيا،بينما طرحت جماعة شتيرن الوقوف إلى جانب ألمانيا النازية للتخلص من الاحتلالالبريطاني لفلسطين ومن ثم إقامة الدولةالصهيونية.
    ورغم أن ليحي لم تر هتلر إلا بوصفه قاتل اليهود، إلا أنها بررت لنفسها -حسب قول شتيرن- "الاستعانة بالجزار الذي شاءت الظروف أن يكون عدواً لعدونا"!واعتبرت ليحي أن الانضمام لجيش "العدو" البريطاني يُعَدُّ جريمة، وسعت في المقابل للاتفاق مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية وإن كان سعيها قد باء بالفشل([20]). ونفذتالمنظمة بعض العمليات التخريبية ضد المنشآت البريطانية بالإضافة إلى عمليات السلبفسلبت البنك البريطاني الفلسطيني في سبتمبر 1940م ([21]). ووصل نشاطهاإلى ذروته باغتيال اللورد موين المفوض البريطاني بالقاهرة في نوفمبر 1944. وأدَّى كل هذا إلى صدامات بين ليحي وإتسل من ناحية، وبينها وبين الهاجاناه من ناحية أخرى، حيث تعاونت الهاجاناه مع السلطات البريطانية في مطاردة أعضاء ليحي واعتقالهم. وبعد عملية اغتيال اللورد موين ، قامت السلطات بإبعاد( 251) معتقلاً من ايتسل وليحي والحزب التصحيحي بواسطة الطائرات إلى اريتريا ([22])، وتم تسليم (700) اسم من المشكوك بأمرهم إلى السلطات البريطانية، فاعتقل (300) منهم كما اختطفت فرق خاصة من الهاغاناة عشران آخرين وأخضعتهم لتحقيقات قاسية مصحوبة أحياناً بتجاوزات، وبما أن الهاغاناة لم تكن تمتلك سجوناً سرية فإنها كانت تسلم هؤلاء العناصر إلى البريطانيين ،مما اضطر ليحي إلى ايقاف عملياتها حتى نهاية الحرب العالمية الثانية([23]).
    شنت القيادات الصهيونية في الييشوف هجمات إعلانية ضد ليحي ،وعلى الرغم من ذلك اتفقت ليحي مع الهاغاناة اتفاقاً سرياً ،حول وقف النشاط العسكري لليحي ضد السلطات ،مقابل التزام الهاغاناة بعدم التعرض لأعضائها نحو السير في طريق الوحدة بينهما( [24]).
    ولإبراز أهدافها وترويج مبادئها، أصدرت المنظمة دوريتين هما: "هافريت" أي "الجبهة"، و"هاماس" أي "العقل"، درجت على توزيعهما في أوساط التجمع الاستيطانيالصهيوني وأعضاء إتسل والبالماخ. كما أصدرت مجلة داخلية سُمِّيت "بمحتريت" أي "فيالعمل السري"، واعتمدت أيضاً على الدعاية الإذاعية، وكانت قد استولت عند انشقاقهاعلى جهاز البث التابع لإتسل. والواقع أن مبادئ ليحي كانت أقرب إلى الشعاراتالإنشائية منها إلى البرنامج السياسي، "فشعب إسرائيل" -كما تُعرِّفه- هو "شعبمختار، خالق دين الوحدانية، ومُشرِّع أخلاقيات الأنبياء، وحامل حضارات العالم، عظيمفي التقاليد والبذل، وفي إرادة الحياة"، أما "الوطن" فهو "أرض يسرائيل في حدودهاالمفصلة في التوراة (من نهر مصر وحتى نهر الفرات) هي أرض الحياةيسكنها بأمان الشعب العبري كله". وتمثلت أهداف المنظمة في "إنقاذ البلاد، وقيامالملكوت (مملكة إسرائيل الثالثة)، وبعث الأمة"، عن طريق جَمْع شتات اليهودبأسرهم وذلك بعد أن يتم حل مشكلة السكان العرب بواسطة تَبادُل السكان.
    وقد تعرضت ليحي لعدة صراعات وهزات داخلية بدأت بعد أشهر من تشكيلها بانسحاب اثنين من أبرز المؤسسين هما هانوخ قلعي وبنيامين زرعوني، وقد انضما إلى إتسل ثمانسحبا فيما بعد وسلّما نفسيهما للسلطات البريطانية. وجاءت الأزمة الثانية بعد مقتلشتيرن، إذ ألقت السلطات البريطانية القبض على عشرات من أعضاء المنظمة وحصلت منهمعلى اعترافات مهمة تتضمن أسماء زملائهم ومخابئ السلاح. وكادت هذه الأزمات أن تؤديإلى تصفية المنظمة تماماً، إلا أنها استعادت قوتها بانضمام مجموعة من بيتار بزعامةيسرائيل شيف عقب هجرتهم من بولندا إلى فلسطين عام 1942، وكذلك بعد نجاح اثنين منقادتها هما يتسحاق شامير وإلياهو جلعادي في الهرب من السجن عام 1942، ثم نجاح نيثانفرديمان-يلين (مور) ومعه 19 من قادة ليحي في الهرب من السجن أيضاً عام 1943. إلاأن صراعاً نشب من جديد بين شامير وجلعادي بسبب اختلاف الآراء حول توجهات المنظمة،وقد حُسم الصراع لصالح شامير إذ تمكَّن من تدبير مؤامرة لاغتيال منافسه في رمالحولون.
    ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، شاركت ليحي مع كلٍّ منالهاجاناه وإتسل في العمليات المضادة للسلطات البريطانية ضمن ما سُمِّي "حركةالمقاومة العبرية". واستمر نشاط ليحي حتى بعد تَوقُّف الحركة عام 1946. كما شاركتفي الهجوم على القرى والممتلكات العربية ونفذت مع إتسل -وبمباركة الهاجاناه-مذبحة دير ياسين الشهيرة في 9 أبريل 1948. وبعد إعلان قيام إسرائيل، حُلَّت ليحي معغيرها من المنظمات العسكرية وأُدمجت في جيش الدفاع الإسرائيلي. ومع هذا، ثارت شكوكقوية حول مسئوليتها عن اغتيال برنادوت. ومع حل المنظمة، فشلت مساعي تحويلها إلى حزبسياسي. وتقديراً للدور الإرهابي للمنظمة، قررت الحكومة الإسرائيلية احتساب سنواتالخدمة فيها عند تقدير مكافآت الخدمة والمعاشات، كما حصلت أرملة شتيرن علىوشاح التكريم الذي أهداه رئيس إسرائيل زلمان شازار إلى كل المجموعات التيشاركت في جهود تأسيس الدولة.
    ورغم تباين الآراء حول دور ليحي، وما تخلعهبعض الكتاباتالصهيونيةعليها من أوصاف "الخيانة" نظراًلموقفها من النازي، فإن الوقائع التاريخية تؤكد أن المنظمة لم تَحد عن الطريقالصهيوني المعتاد في القيام بدور الأداة لهذه القوة الإمبريالية أو تلك. وموقفهافي ذلك لا يزيد عن تعاون هرتزل مع الوزير القيصري بليفيه (المسئول عن المجازر ضداليهود في روسيا القيصرية)، أو اتفاق جابوتنسكي مع بتليورا الأوكراني المعروفبعدائه لليهود إبان الثورة البلشفية، أو عرض حاييم وايزمان التعاون مع إيطالياالفاشية في مجال الصناعات الكيماوية مقابل تسهيل مرور اللاجئين اليهود عبر الموانئالإيطالية، أو اتفاق الهعفراه بين الوكالة اليهودية وألمانيا النازية ([25]).
    اللواء اليهودي
    وحدة عسكرية يهودية تُسمَّى بالعبرية "هاهايل". شُكِّلت بقرارمن الحكومة البريطانية عام 1944 لتقاتل أثناء الحرب العالمية الثانية في صفوف قوات الحلفاء، إلا أن جذورها تعود إلى عام 1939 حينما رأى قادة التجمع الاستيطانياليهودي في فلسطين أن هناك إمكانية لتحقيق الحلم الصهيوني المتمثل في إقامة الدولةعن طريق مساعدة الحلفاء أثناء الحرب. وقد تطوع في العام نفسه نحو 130.000منالمستوطنين اليهود في فلسطين للقتال ضد دول المحور.
    بعد فشل الجهود السياسية التي بذلتها الوكالة اليهودية في إنشاء جيش يهودي، بسبب معارضة الحكومة البريطانية وعدد من القادة العسكريين في لندن لتلك الفكرة، إلا أن مستجدات طرأت خلال الحرب العالمية الثانية، ساهمت في تحقيق المطلب الصهيوني، إذ أصبحت هزيمة دول المحور مسألة وقت([26])، ففي 4 سبتمبر عام 1944م، وافق مجلس الوزراء البريطاني الذي على تشكيل قوة يهودية مقاتلة تحت علمها الخاص وإشارتها المميزة نجمة داود ([27]).
    وتكون اللواء من (5358) جندياً من الوحدات الصهيونية المتطوعة للعمل لخدمة أسلحة الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية([28])، بقيادة البريغادير أرنست فرانك بنيامين، وتألف اللواء الذي سُمي بالوحدة اليهودية المقاتلة "حتيفاه يهوديت لوحيمت" (حيل)، من ثلاث كتائب مشاة، ووحدة قيادة، ووحدة مدفعية برية، ووحدة هندسية قتالية، ووحدة طبية، ووحدة عتاد وذخيرة، وهندسة كهرباء وميكانيكا، ووحدة شرطة عسكرية ([29])، ووحدة متحركة لتصليح الآليات.
    لم يكن من السهل تجميع الوحدات خلال السنة الأخيرة من الحرب، فكل واحدة من تلك الوحدات كانت في مكان بعيد تزاول عملها في البلاد التي تشتعل فيها الحرب، في أكتوبر عام 1944م، جُمع عناصر الكتيبة وألحقت بالجيش الثامن البريطاني في منطقة برج العرب القريبة من الإسكندرية، وبعد عدة أسابيع من التدريب والتنظيم غادرت تلك الفرقة الإسكندرية بحراً إلى إيطاليا حيث تلقت تدريبات مكثفة استمرت ثلاثة أشهر، انتهت في 26 فبراير عام 1945م، ثم توجهت الكتيبة إلى أرض المعركة، إلا أنه لم يُسمح لعناصر تلك الكتيبة وضع العلم الصهيوني لها، بل بوضع شارة الفرقة الفلسطينية، وشارة نجمة داود صفراء على أذرعهم، وقد أثارت مشكلة العلم الصهيوني نقاشاً طويلاً إلى أن وافق ونستون تشرشل على جعل العلم الصهيوني علماً لها شريطة أن لا يرفع العلم إلا بعد وصول الفرقة إلى إيطاليا، وقد زار موشيه شاريت اللواء بعد شهر من وصوله لإيطاليا، وفي نهاية فبراير من نفس العام، أمرت قيادة البحر المتوسط الفرقة بالسفر إلى الجبهة حيث وصلت مدينة روسي في شمال إيطاليا في 3 مارس عام 1945م، وانضم إلى الفرقة الهندية الثامنة، وقد كانت تلك الجبهة كما وصفتها المصادر الصهيونية "جبهة ميتة ومستقرة" بالرغم من تواجدها على خطوط الجبهة([30])، وكانت مهمة تلك الفرقة إعطاء الإشارة للمدفعية وتوجيهها عن طريق نقاط المراقبة والاستكشاف، والقيام بعمليات الحراسة والدوريات الليلية، وكذلك اشتركوا في بعض الاشتباكات. ومع توقف الحرب العالمية في مايو عام 1945م، نقلوا إلى شمالي إيطاليا، حيث عملوا على حراسة الأسرى الألمان، وفي 27 يوليو من نفس العام تم نقلهم إلى هولندا وبلجيكا حيث عملوا على حراسة الأسرى وإزالة الألغام. وفي الثامن من يوليو عام 1946م، أصدرت وزارة الدفاع البريطانية أمراً يقضي بحل اللواء، ثم تسريح كافة جنوده وعادوا إلى فلسطين، بسبب قيامهم بتهريب يهود من أوروبا إلى مناطق الاحتلال الأمريكي ([31]).
    وقدأسهم اللواء اليهودي في تنظيم هجرة يهود أوربا إلى فلسطين. ومع انتهاء الحربوتصاعُد الصدام بين بريطانيا من ناحية والمنظمات العسكريةالصهيونيةمن ناحية أخرى، وتشكيل هذه المنظمات لما عُرف باسم "حركة المقاومة العبرية"، بدأ اللواء اليهودي في إصدار نشرة نصف أسبوعية ثم أصدرنشرة أخرى يومية. وقد انتقدت هذه النشرات سياسة الانتداب البريطاني في فلسطين، وهوما حدا ببريطانيا إلى اتخاذ قرار بحل اللواء اليهودي في صيف عام 1946 وإعادة رجالهإلى فلسطين وانضموا إلى التنظيمات العسكريةالصهيونيةالقائمة آنذاك. وقد ظهر من بين صفوف اللواء اليهودي عدد من القادة العسكريين فيإسرائيل مثل مردخاي ماكليف وحاييم لاسكوف ([32]).
    وكان من ضمن هذا اللواء من عمل في سلاح البحرية وكان نواة لسلاح البحرية الصهيوني فيما بعد، وكذلك أسهم الطيارون المهاجرون في ذلك الحين في إيجاد نواة لسلاح الجو الصهيوني، أما المدفعيون ورجال الهندسة والمدرعات وغيرهم فقد انضموا إلى الهاغاناه ([33]).
    إتسل– أو الإرغون.
    اختصار للعبارة العبرية "إرجون تسفاي ليومي بإرتس إسرائيل" أي "المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل" وتُعرف أيضاً باسم "الإرجون".، وقد أنشأها فلاديمير جابوتنسكي عام 1937م، وكان دافيد رازييل أول من اتخذ القرار الحاسم بعمل عسكري ويقول عنه بيغن زعيم المنظمة فيما بعد أنه أكبر مفكر عسكري في تلك الفترة ([34])، وهي منظمةعسكرية صهيونية من اتحاد أعضاء الهاجاناه الذين انشقواعلى المنظمة الأم وجماعة مسلحة من بيتار، وكان من أبرز مؤسسيها: روبرت بيتكر الذيكان أول رئيس للمنظمة وأبراهام يتهومي (سيلبر) وموشي روزنبرج ودافيد رازئيلويعقوب ميردور. وقد بُنيت المنظمة على أفكار فلاديمير جابوتنسكي عن ضرورة القوةاليهودية المسلحة لإقامة الدولة، وعن حق كل يهودي في دخول فلسطين.
    البناء التنظيمي لإتسل: كان على رأس منظمة اتسل قيادة عليا تأخذ الشورى من الأركان العامة المنتظمة في دوائر تتناسب وما يقتضيع العمل السري ،أما القاعدة فقد قسمت إلى شُعب تختلف فيما بينها في الحجم بحسب المهمة المنوطة بكل منها ،،وقد زعمت اتس في مارس 1945م أن عضوية تنظيمها كانت من نوعين :
    أ-قوة سرية من حوالي ألف محارب تقوم بأعمال التخريب وتدمير ممتلكات الحكومة والسرقة ،الخ.
    ب-قوة احتياطية من أربعة ألاف محارب ،تلقوا تدريباً عسكرياً وثقافة خاصة في أماكن مختلفة من فلسطين ،وهؤلاء يعيشون حياة عادية ولكنهم مستعدون للتعبئة عند الإشارة ،وقدر أن ما بين 500-600 من أعضائها يعملون في الجيش البريطاني ،وسيكونون مستعدين للالتحاق بالمنظمة عند تسريحهم من الجيش.
    وقد قسمت اتسل إلى أربع شعب :
    وحدات الصاعقة: وسميت أيضاً "الشعبة الاحتياط"، ولم تكن في الحقيقة ذا وجود فعلي ،لأن القادمين الجدد كانوا يمضون تدريبهم ثم يلتحقون فوراً بإحدى الشعب الأخرى.
    الشعبة الحمراء (الفرقة السوداء): وقد جاء بفكرتها "يعقوب ميردور"زعيم اتسل بعد رازيل،ومهمة هذه الشعبة أن تعمل في المناطق العربية في فلسطين والبلاد العربية الأخرى،فُدرب أعضاؤها تدريباً خاصاً،وتعلموا اللغة العربية،وانتقوا من اليهود السُمر البشرة،وقد أحيطت هذه الشعبة بالسرية التامة حتى عن أعضاء المنظمة أنفسهم ،غير أن هذا خلق بلبلة في صفوف المنظمة ،فاقتضى الأمر أن تضم هذه الشعبة إلى قوة الهجوم.
    قوة الهجوم:وهي الشعبة التي أنيط بها العمل العسكري المسلح من اشتباك ونسف وتدمير.
    قوة الدعاية الثورية:وكانت بمثابة دوائر إعلام للمنظمة ،تطبع وتنشر وتذيع بيانات هذه المنظمة ،وكانت هذه الشعبة تُصدر صحيفة حائط هي صحيفة "حيروت" أي الحرية،لتنطق رسمياً باسم التنظيم،وتبث اذعاتها من جهاز إرسال سري تابع لها ([35] ).
    اتخذت اتسل شعاراً لها عبارة عن يد تحمل بندقية وورائها خريطة لفلسطين تتضمن الضفة الشرقية ،وكلمة (راخ كاخ ) أي (هكذا فقط) ،ولم يكن هذا الشعار في الواقع إلا شعار فيالق البولوني بيلسول سيسكي صاحب النظام السلطوي المعادي لليهود ([36] ).
    أنشأت اتسل دائرة الخدمات الإستخبارية (ميشي) في نيسان 1937 لمتابعة ما تعرفه السلطات البريطانية عن المنظمة ،وما تريد أن تفعله ضدها ،بهدف منع اعتقالات وتفتيشات( [37]).
    وفي عام 1937،توصَّل رئيس إتسل آنذاك أبراهام يتهومي إلى اتفاق مع الهاجاناه لتوحيد المنظمتين،وأدَّى ذلك إلى انشقاق في إتسل حيث لم يوافق على ذلك سوى أقل من نصفالأعضاء البالغ عددهم 3000، ورأت الأغلبية ضرورة الحفاظ على استقلال المنظمة. وفي عام 1940، حدث الانشقاق الثاني بخروج جماعة أبراهام شتيرن وشكلت فيما بعد منظمة ليحي حيث رأى أعضاء شتيرن ضرورة دعم ألمانيا النازية لتُلحق الهزيمةببريطانيا ليتم التخلص من الانتداب البريطاني على فلسطين وتأسيس دولة صهيونية، في حين اتجهت المنظمة الأم إلى التعاون مع القوات البريطانيةوبخاصة في مجال المخابرات.
    وحتى عام 1939، كانت أنشطة إتسل موجهة ضد الفلسطينيين. وبعد صدور الكتاب الأبيض، أصبحت قوات بريطانيا في فلسطين هدفاًلعمليات تخريبية من جانب المنظمة فضلاً عن قيامها بتشجيع الهجرة غير الشرعية إلىفلسطين. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية توقفت أنشطة إتسل ضد القوات البريطانية،وبدأ التعاون بينهما للتصدي للنازي. إلا أن الصدام تكرر من جديد عقبانتهاء الحرب، وتزايد التنسيق بين إتسل وليحي والهاجاناه لضرب المنشآتالبريطانية في فلسطين ضمن ما أُطلق عليه "حركة المقاومة العبرية". وخلال تلكالفترة، أخذ دور مناحم بيجين -زعيم إتسل الجديد- في البروز بشكل واضح.
    وقامت إتسل بعمليات إرهابية ضد المزارعين الفلسطينيين لإرغامهم على مغادرة البلاد. كما هاجمت السيارات العربية المدنية، ونفذت بالتعاون مع ليحي وبمباركة الهاجاناه مذبحة دير ياسين الشهيرة في 9 أبريل 1948.
    وبعد قيام إسرائيل، أُدمجت المنظمةفي جيش الدفاع الإسرائيلي، بعد مقاومة من جانبها لهذا الدمج، ويُعَد حزب حيروتامتداداً لأيديولوجيا المنظمة الإرهابية. وقد كرَّم الرئيس الإسرائيلي قيادات إتسلفي نوفمبر 1968 تقديراً لدورهم القيادي في تأسيس دولة إسرائيل ([38]).

    [1] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص103.

    [2] - صبري جريس، تاريخ الصهيونية، ج1، ص251.

    [3] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص104.

    [4] - بنك معلومات مدار: http://www.madarcenter.org

    [5] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص104.

    [6] - صبري جريس: تاريخ الصهيونية،ج1، ص252؛ عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص104.

    [7] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص105.

    [8] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص106.

    [9] - موقع إنترنت: http://www.jewishvirtuallibrary.org

    [10] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص106.

    [11] - إلياس شوفاني: الموجز، ص361.

    [12] - موقع إنترنت: http://www.jewishvirtuallibrary.org

    [13] - زكريا السنوار: منظمة الهاجاناه، ص21.

    [14] - إلياس شوفاني، الموجز، ص361.

    [15] - عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص364-365.

    [16] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص107.

    [17] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص107.

    [18] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص108.

    [19] - أفرايم ومناحيم تلمي: معجم المصطلحات الصهيونية، ص 245.

    [20] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص109.

    [21] - يعقوب الياب: جرائم الأرغون وليحي 1937-1948، ص119-120.

    [22] - عبد الحفيظ محارب، هاغاناة –اتسل – ليحي1937-1948، ص173

    [23] - ايمانويل راتييه: إرهابيو إسرائيل، ص144.

    [24] - يعقوب إلياب، جرائم الأرغون وليحي، ص183-184.

    [25] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص109.

    [26]- محارب، عبد الحفيظ : هاغاناة وإتسل وليحي، ص 92.

    [27]- الكيلاني، هيثم : المذهب العسكري الإسرائيلي، ص 79.

    [28]- بيان الحوت: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948م، ص 416.

    [29]- زكريا السنوار: منظمة الهاغاناة الصهيونية، ص 254.

    [30]- حمدان بدر: تاريخ منظمة الهاغاناة، ص 167.

    [31]- حاييم هرتسوغ: الحروب الإسرائيلية العربية (عبري)، ص 21.

    [32] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص108.

    [33] - ياسين سويد، الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية؛ الموسوعة الفلسطينية، القسم الخاص، ج6، ص420.

    [34] - ياسين سويد، الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية؛ الموسوعة الفلسطينية، القسم الخاص، ج6، ص483.

    [35] - أبو غزالة: الجذور الإرهابية لحزب حيروت الإسرائيلي، ص36-39.

    [36] - راتيه: ارهابيو اسرائيل، ص135.

    [37] - إلياب: جرائم الأرغون وليحي،ص43.

    [38] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص107.

  • #2
    رد: === المنظمات العسكرية الصهيونية قبل عام 1948م.===
    المنظمات العسكرية الصهيونية قبل عام 1948م.

    اعداد: عبد الرؤوف جبر القططي
    الجامعة الاسلامية- غزة


    يمكن تقسيم التنظيماتالصهيونيةالعسكرية قبل عام 1948 من منظور الوظيفة التي تضطلع بهاإلى قسمين أساسيين. فكانت بعض التنظيمات توجه عملياتها العسكرية ضد السكان الفلسطينيين أصحاب البلاد، وكان البعض الآخر يُوظِّف نفسه في خدمة الدولة الإمبريالية الراعية وصراعاتها الممتدة إلى خارج المنطقة. وهذا الازدواج في الوظائفنتيجة طبيعية لوضع المستوطنين الصهاينة كجماعة وظيفية في وسطمعاد، وهي في حربها ضده تحتاج إلى دعم إمبريالي من الخارج.
    ومن المنظمات التي أسِّستلخدمة الأغراض الداخلية (الهجوم على العرب) نجد منظمة بارجيورا، ثم منظمة الحارس (الهاشومير) التي أسِّست عام 1909، ثم النوطريم التي أسستها سلطات الانتداب البريطاني بالتعاون مع الهاجاناه للمساعدة في قمع الانتفاضات الفلسطينية العربيةالتي قامت في فلسطين في الفترة من 1936 وحتى 1939. ومنها أيضاً منظمة إتسل التي قامت في فلسطين عام 1931 انطلاقاً من أفكار فلاديمير جابوتنسكي.
    وأماالمنظمات التي تم تأسيسها للمشاركة في تدفُّق المجهود الحربي الاستعماري فنجد منهامنظمة الحارس نفسها، ثم فرقة البغالةالصهيونيةوالكتائب 38و39 و40 التي شكلت الفيلق اليهودي في الحرب العالمية الأولى، إضافة إلى الهاجاناهوالبالماخ واللواء اليهودي الذي تم تشكيله بقرار من الحكومة البريطانية عام 1944م، هذا بالإضافة إلى منظمة ليحي (شتيرن) التي طرحت فكرة الوقوف إلى جانب ألمانياالنازية للتخلص من الاحتلال البريطاني لفلسطين، ومن ثم إقامة الدولة اليهودية.
    وفي عام 1948 كان التجمُّع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين يضم ثلاثةتنظيمات عسكرية هي: الهاجاناه وهي كبرى التنظيمات الثلاثة وكانت خاضعة للوكالةاليهودية، ومنظمة إتسل المنبثقة عن أفكار جابوتنسكي التنقيحية وكانت آنذاك بزعامةمناحم بيجين، ومنظمة ليحي وهي أصغر المنظمات وكانت قد اشتهرت باسم قائدها أبراهامشتيرن. وقد تم بناء الجيش الإسرائيلي على هذه المنظمات الثلاث. ففي السادس والعشرينمن مايو عام 1948، وفي غمرة معارك الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى، تم إعلانقيام جيش الدفاع الإسرائيلي، وذلك بتحويل منظمة الهاجاناه إلى نواة لهذا الجيش،ودخول التنظيمين الأخيرين، إتسل وليحي، في دائرة هذه النواة ([1]).
    منظمةبارجيورا
    منظمةعسكرية صهيونية سرية أسسها في فلسطين عام 1907 كل من: يتسحاق بن تسفي، وإسرائيلشوحط، وغيرهما من المستوطنين الصهاينة الأوائل، وكان شعارها "بالدم والنار سقطتيهودا، وبالدم والنار ستقوم يهودا" وكان هدفهم المعلن هو احتلال الحراسة والعمل من أيدي العرب وإقامة مستوطنات زراعية عسكرية ([2])، واستلهمت اسمها من اسم شيمون بارجيورا قائد التمرد اليهودي الأول ضد الرومان في فلسطين ما بين عام 66 وعام 70.
    تولت المنظمة أعمال حراسة المستوطناتالصهيونيةفيالجليل، كما عملت على خلق قوة مسلحة يهودية في فلسطين. واستمرت تعمل حتى 1909 حيثأتاح تطورها فرصة تأسيس منظمة أكثر اتساعاً واستقراراً وهي منظمة الحارس ([3]).
    منظمة هشومير (الحارس )
    (هشومير) أي الحارس. وهي منظمة تأسست العام 1909 على يد مجموعة من المهاجرين الذين أخذوا على عاتقهم حراسة المستوطنات وإدخال (أُسس الدفاع عن النفس). ومؤسسو هذه المنظمة كانوا أعضاء في تنظيم (بارغيورا) الذي تأسس العام 1908 لأهداف الحراسة والعمل المسلح.
    عملت منظمة (هشومير) بصورة سرية في مجال الحراسة وحماية المستوطنات اليهودية في الجليل، ثم في أنحاء فلسطين الاخرى. وتطور عمل هذه المنظمة مع مرور الزمن ليتعدى مسألة الحراسة والحماية إلى مجال العمل الفعلي في الأرض والحِرَف وتطوير الحركة الاستيطانية، فأقام أعضاء من هذا التنظيم مستوطنات في الجليل ومرج ابن عامر مثل تل عدشيم وكفار جلعادي وغيرها.
    تعرضت منظمة (هشومير) للمطاردة والملاحقة من قبل السلطات العسكرية والسياسية التركية خلال الحرب العالمية الأولى، ووصلت الملاحقة إلى أوجها عندما جرى افتضاح شبكة التجسس (نيلي)، حيث اعتقلت السلطات التركية اثني عشر عضواً من منظمة (هشومير) إضافة إلى أعضاء من (نيلي).
    واعتقد كثيرون من اليهود أنّه لم تعد هناك حاجة لوجود تنظيم عسكري كهذا بعد وقوع فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، لأنها - أي بريطانيا- ستقوم بمهام الحراسة على المستوطنات والمصالح اليهودية في فلسطين. إلا أن الموقف تغير (وفق الرواية الصهيونية) بعد وقوع ثورة 1920 في فلسطين، حيث عمد زعماء الحركة الصهيونية والييشوف في فلسطين إلى منظمة (هشومير) واقامة تنظيم أوسع قاعدة وأكبر عدداً وأكثر تسلحاً، وعُرف هذا التنظيم بمنظمة (الهاغاناه) ([4]).
    وأسس "هاشومير"، عام 1909 يتسحاق تسفيوإسرائيل جلعادي وألكسندر زيد وإسرائيل شوحط الذي كان بمنزلة العقل السياسي المحرك والقيادة الفعلية للمنظمة. أما الأعضاء فجاء معظمهم من صفوف حزب عمال صهيون، ومنبين مهاجري روسيا الأوائل. ورغم ذلك رفضت المنظمة أن تكون تابعة لسلطة الحزب بشكلمباشر. كما رفضت الخضوع لإشراف المكتب الفلسطيني للمنظمةالصهيونيةالعالمية.
    وقد بدأت الحارس كمنظمةسرية ولم يزد عدد أعضائها عند التأسيس عن 30 عضواً، وتولت حراسة المستوطناتالصهيونيةفي الجليل نظير مقابل مالي. ثم توسعت فيما بعدلتعمل في مناطق أخرى، رغم اعتراض قيادات اليشوف القديم على هذه الأنشطة لما تثيرهمن استفزاز للسكان الفلسطينيين. وكان نموذج الحارس هو اليهودي حامل السلاح الذييجيد اللغة العربية ويرتدي الزي العربي أو الشركسي. وكان العضو ينضم إلى المنظمةبعد المرور بسنة اختبار، وبعد الحصول على موافقة ثلثي الحاضرين في المؤتمر السنويالعام للمنظمة.
    ولم يقتصر نشاط المنظمة على الحراسة، بل قامت بدور أساسي فيإقامة المستعمراتالصهيونيةفي فلسطين، وأسست أولمستعمرة لها في تل عداشيم في1913، ثم ألحقتها بمستعمرة أخرى في كفر جلعادي في 1916، ثممستعمرة تل هاي في 1918. كما كانت المنظمة أحد الأطر الرئيسية لتدريب العناصرالعسكرية التي شكلت فيما بعد قوام منظمة الهاجاناه([5]).
    وأثناء الحرب العالميةالأولى، والحملة البريطانية على فلسطين، انضم قسم من أعضاء منظمة الحارس إلى الفيلقاليهودي وقاتل في صفوف الجيش البريطاني، بينما انضم قسم آخر إلى جانب الأتراك. وكانت تلك بداية الصراعات الداخلية التي تطورت لتصل إلى ذروتها خلال المؤتمر العامللمنظمة في مايو 1920، وتباينت الآراء بين الحفاظ على استقلال المنظمة، وبينتحويلها إلى منظمة موسعة للدفاع تخضع لإشراف المؤسسات السياسية العامة لليشوفالاستيطاني. وقد تقرَّر في النهاية حل المنظمة والانضمام للهاجاناه، إلا أن عدداًمحدوداً من الأعضاء ظل متمسكاً بفكرة استمرار المنظمة. وقد احتفظ هؤلاء بمخزن خاص للسلاح، ولم يسلموه إلى الهاجاناهإلا عام 1929 مع اندلاع انتفاضة العرب الفلسطينيين ([6]).
    منظمةالبيتار
    اختصار للعبارة العبرية "بريت يوسف ترومبلدور"، أي "عهد ترومبلدور" وهو تنظيم شبابي صهيوني تصحيحي أسسه في بولندا عام 1923 يوسف ترومبلدور، وكان هدفه إعداد أعضائه للحياة في فلسطين بتدريبهم على العمل الزراعيوتعليمهم مع التركيز على العبرية بالإضافة إلى التدريب العسكري. وكان أعضاؤهايتلقون أيديولوجيا واضحة التأثر بالأيديولوجيات الفاشية التي سادت أوربا آنذاك،فكانوا يتعلمون مثلاً أن أمام الإنسان اختيارين لا ثالث لهما: "الغزو، أو الموت"،وأن كل الدول التي لها رسالة قامت على السيف وعليه وحده. وبشكل عام، يمثل التنظيمأفكار جابوتنسكي زعيمالصهيونيةالتنقيحية.
    امتد نشاط بيتار إلى العديد من الدول، فأسست عام 1934 قاعدةللتدريب البحري في إيطاليا وأخرى للتدريب على الطيران في باريس، كما أسست فروعاً فياللد (1938) وجنوب أفريقيا (1939) ونيويورك (1941). وظلت القاعدة الأساسيةللتنظيم وهيئته العليا حتى الحرب العالمية الثانية خارج فلسطين، وانتقلت بعد ذلكإليها، وأسس بعض أتباع بيتار مستوطنات زراعية.وقد انشقتنظيم بيتار عن المنظمةالصهيونيةإثر النزاعات بينجابوتنسكي وزعمائها، وهي النزاعات التي انتهت بانفصاله، وتشكيل المنظمةالصهيونيةالجديدة في 1934 نتيجة معارضة سياسة الهستدروت. وداخلبيتار، تشكلت الكوادر الأساسية لمنظمة الإرجون الإرهابية ولحركة حيروت([7]).
    الفيلق اليهودي
    تشكيلات عسكرية من المتطوعين اليهود الذين حاربوا في صفوفالقوات البريطانية والحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى مثل الكتيبة اليهودية رقم 38 التي جُنِّدت في إنجلترا عام 1915-1917، والكتيبة 39 التي نظمها بن جوريون وبنتسفي في الولايات المتحدة بين عامي 1917-1918، والكتيبة 40 التي تم تشكيلها فيفلسطين، وكذلك كتائب حملة البنادق الملكية وفرقة البغالةالصهيونيةالتي نظمها جابوتنسكي وترومبلدور في مصر عام 1915. وقدبلغ عدد أفراد كل هذه المنظمات 6400 رجل وكان يُشار إليها جميعاً باسم "الفيلقاليهودي". وترجع فكرة هذه التشكيلات إلى تصوُّر الصهاينة أنه يتعيَّن عليهم مساعدةبريطانيا، القوة الاستعمارية الصاعدة، لتساعدهم هي على تأسيس وطن قومي لليهود.وقد واجه الصهاينة صعوبات في بادئ الأمر وتجاهلتهم وزارة الدفاع البريطانيةوهاجمهم اليهود الاندماجيون، وكذلك اليساريون في أوساط الشباب اليهودي، إلا أن الجوفي بريطانيا آنذاك كان ملبداً بمعاداة اليهود الذين يفدون من روسياويستقرون ويكسبون رزقهم في بريطانيا دون أن يتحملوا مشقة الدفاع عنها. ولذلك،سارعت الحكومة البريطانية بتجنيد هؤلاء لتهدئة مشاعر الغضب من جراءوضعهم الفريد، وكان هذا الإجراء هو العنصر الرئيسي الذي أدَّى إلى إضعاف المعارضةاليهودية لفكرة الفرقة العسكريةالصهيونية، وقدأعلنت الحكومة البريطانية في أغسطس 1916 موافقتها على اقتراح جابوتنسكي بتشكيلكتيبة يهودية، وذلك بينما كانت جهود إصدار وعد بلفور تجري على قدم وساق.وكانت النية تتجه إلى جعل الفرقة يهودية خالصة، ولكن الجناح المعادي للصهيونية نجحفي منع هذه الخطوة، ولذلك أُطلق على الكتيبة اسم "الكتيبة 38، حملة البنادقالملكية" وتولَّى قيادتها الضابط البريطاني جون باترسون. وقد تلقت هذه الكتيبةتدريباتها في بريطانيا ومصر، ثم توجهت إلى فلسطين. ورغم اشتراك هذه الكتيبة فيالهجوم على شرق الأردن واحتلال مدينة السلط في سبتمبر 1918، فإن أداءها لم يكنمرضياً حيث انتشرت الملاريا في صفوف الجنود الأمر الذي أدَّى إلى فرار الكثيرين(ومنهم بن جوريون) وتَشتُّت الكتيبة.
    ولدى دخول الولايات المتحدة الأمريكيةطرفاً في الحرب، وافقت الحكومة الأمريكية في يناير 1918 على تشكيل كتيبة أخرى مناليهود الأمريكيين والمتطوعين من كندا والأرجنتين، وأُطلق عليها اسم "الكتيبة 39". وقد نُقل قسم منها إلى مصر وشرق الأردن في منتصف عام 1918، بينما وصل القسم الأعظمإلى فلسطين بعد نهاية الحرب.
    وفي يونيه 1918، تم تشكيل كتيبةأخرى هي "الكتيبة 40" بناءً على اقتراح قائد الفرقة الأسكتلندية في فلسطين الذي دعاإلى تجنيد اليهود في المناطق التي احتلتها القوات البريطانية. وقد تلقت هذه الكتيبةتدريباتها في التل الكبير ولم تشارك في الهجوم على شمال فلسطين عام 1918، ولكنهانُقلت إلى فلسطين في نهاية ذلك العام.
    ومع نهاية الحرب العالمية الأولى،كانت تتمركز على أرض فلسطين ثلاث كتائب يهودية تضم حوالي 5000 فرد يمثلون سدسجيش الانتداب البريطاني، وقد أصبح اسمهم هو "الكتيبة العبرية" وشعارها المينوراه(وهو شعار القبَّالاه ثم الدولةالصهيونيةفيما بعد). وبعدأن ترسخت دعائمالاحتلال البريطاني في فلسطين، بدأت الحكومة البريطانية في تسريحتلك الكتائب وفي عام 1921 تم حل هذه الكتائب نهائياً وانضم كثير من أعضائها إلى الهاجاناه ([8]).
    فرقة البغالةالصهيونية( جدود نهاجي هابرادوت):
    وحدة عسكرية صهيونية مساعدةللجيش البريطاني شُكِّلت عام 1915 إثر اندلاع الحرب العالمية الأولى. وكانجابوتنسكي أول من فكر في تكوين هذه الوحدة لاقتناعه بأهمية التحالف مع بريطانيا ضد العثمانيين وضرورة القوة المسلحة اليهودية لبناء الدولةالصهيونية وقد اتصل جابوتنسكي بترومبلدور ليقوما بتجنيدمتطوعين من المستوطنين اليهود الذين أبعدتهم السلطات العثمانية عن فلسطين إلىمصر، وكان الهدف من ذلك وضعهم تحت تصرف القواتالبريطانية أثناء غزوها فلسطين. ولكن الجنرال ماكسويل، قائد القوات البريطانية فيمصر آنذاك، رفض الفكرة لأنه كان ضد تجنيد الأجانب، واقترح أن يقتصر دور المتطوعينعلى مساعدة الجيش في حمل المؤن والذخائر للقوات المحاربة في أي مكان غير فلسطين. ورغم اعتراض جابوتنسكي، وافق ترومبلدور وشُكِّلت الفرقة من بعض اليهود المصريينوبعض اليهود الذين رُحِّلوا إلى الإسكندرية. وقد ضمت الفرقة 650 ضابطاً وجندياً و20حصاناً للضباط والمساعدين و750 بغلاً (ومن هنا جاءت التسمية)، وقد اتخذت الفرقةنجمة داود شعاراً لها وكانت معظم تدريباتها تجري بالعبرية ([9]). وفي أبريل 1915،أبحرت الفرقة إلى جاليبولي بقيادة الضابط البريطاني جون باترسون، وقامت بخدماتحيوية في مجال نقل المؤن، وكانت الفرقة تشارك في القتال أحياناً. وفي نوفمبر 1915،تخلَّى باترسون عن قيادة الفرقة لمرضه وخلفه ترومبلدور الذي اصطدم بمشاكل تنظيميةعديدة لعدم انضباط أفرادها ولوجود صراعات عرْقية بينه (وهو إشكنازي) وبين بعضالأفراد من السفارد. وبعد انسحاب قوات الحلفاء من جاليبولي في نهاية العام، سُرحتالفرقة وأُعيدت إلى مصر بعد أن قُتل 8 من أفرادها وجُرح 55 . وحُلَّت الفرقة رسمياً عام 1916. وفيما بعد، قُبل 150 متطوعاً من أفرادها في الجيش البريطاني وكوَّنوا نواة الفيلق اليهودي ([10]).
    نيلي:
    عام 1915 تم تأسيس منظمة استخبارات صهيونية سرية في فلسطين تدعى نيلي "صيغة اختصار للعبارة العبرية (بيتساح يسرائيل لويشاكير) أي (مجد إسرائيل لم يسقط)".
    وكان الهدف من تشكيل هذه المنظمة مساعدة بريطانيا في صراعها ضد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، باعتبار أن انتصار بريطانيا سيتيح الفرصة لتحقيق المشروع الصهيوني، وبخاصة بعد فشل هجوم القوات العثمانية على قناة السويس في ربيع عام 1915.
    وبالتعاون مع الاستخبارات البريطانية، استطاعت المنظمة، التي بلغ عدد أعضائها نحو 40 فرداً، نشر شبكاتها في العديد من أنحاء فلسطين.
    ومن خلال التغلغل في أوساط القوات العثمانية، أمدت نيلي القوات البريطانية بالكثير من المعلومات الحيوية حول استعدادات الجيش العثماني ومواقعه في غزة وبئر سبع، وهو ما كان له أبلغ الأثر في حسم معركة جنوب فلسطين عام 1916 لصالح بريطانيا والحلفاء.
    وبرغم معارضة قادة التجمع الاستيطاني في فلسطين لنشاط المنظمة أثناء وجودها، وذلك خوفاً من انتقام السلطات العثمانية في حالة كشفها، فإنهم غيَّروا موقفهم بعد تصفيتها، وأصبحت جهود نيلي في خدمة بريطانيا إحدى الأوراق المهمة التي لوحت بها الحركة الصهيونية للحصول على وعد بلفور.
    بعد فشل الهجوم التركي على قناة السويس سنة 1915م، رأى أهارون أهارونسون وهو باحث في العلوم الطبيعية وسياسي عبري ضرورة الوقوف بجانب بريطانيا، وإمدادها بمعلومات استخبارية تفيدها في عملها العسكري ضد الأتراك فأقام أهارنسون تجمعاً عرف باسم مجموعة أهارنسون وعمل بجانبه أخيه الكسندر وأخته سارة وآخرين، ثم تحول الاسم إلى نيلي في ربيع عام 1917م ([11]). كانت بداية عمل هذه المنظمة عام 1915م حين قامت بالاتصال بالقيادة البريطانية في القاهرة، وألقي القبض على ألكسندر أهارنسون في منطقة بئر السبع، فادعى أخاه أنه أرسله في حملة تفتيشية للتحري عن نتائج حملة الجراد فأطلق سراحه، كما أرسل أهارونسون مبعوثاً للاتصال بمخابرات الأسطول البريطاني في بور سعيد في نهاية عام 1915م، وهو أبشالوم فانيبرغ الذي تمكن من الوصول واتفق على أن ترسو سفينة بريطانية مقابل مستوطنة عتليت لتتسلم المعلومات، لكن الاتصال لم يتم، فقرر أبشالوم الوصول لمصر براً عن طريق سيناء، لكن الأتراك اعتقلوه، ونقل إلى سجن بئر السبع، فادعى أنه أرسل لمراقبة خطر الجراد فأكد أهارنسون ذلك فأفرج عنه([12]).
    عملت سارة أهارنسون التي كانت متزوجة من تاجر يهودي في أسطنبول وسكنت في زخرون يعقوب، عملت على استخدام النساء لجمع المعلومات، وخاصة في دمشق مقر الأركان العامة التركية ([13]).
    وبالتعاون مع الاستخبارات البريطانية استطاعت المنظمة التي بلغ عدد أعضائها نحو 40 فرداً نشر شبكاتها في العديد من أنحاء فلسطين، ووصل نشاطها إلى ذروته مع تعيين أهارنسون مستشاراً للقائد العسكري العثماني جمال باشا، ومع نجاح المنظمة في تجنيد أحد ضباط الجيش العثماني وهو نعمان بكليف، ومن خلال هذا التغلغل في أوساط القوات العثمانية أمدت نيلي القوات البريطانية بالكثير من المعلومات الحيوية حول استعدادات الجيش العثماني ومواقعه في غزة وبئر السبع، وهو ما كان له أبلغ الأثر في حسم معركة جنوب فلسطين عام 1916م لصالح بريطانيا والحلفاء ([14]).
    تم اكتشاف المنظمة عن طريق الصدفة في عام 1917م، عندما أرسلت حمامة زاجلة من محطة التجارب في عتليت تحمل خبراً للإنجليز وقد تمكن الأتراك من الإمساك بها، وبدأوا بحملة اعتقالات بحق أعضاء نيلي، واعتقلت سارة أهارنسون وبلكيند وليشنسكي، ونفذ حكم الإعدام بهم، وقتل أبراهام أبشلوم وهو في طريقه إلى صحراء سيناء فاراً من ملاحقة القوات التركية، وبعد اكتشاف أعضاء نيلي قامت السلطات التركية بملاحقة أعضاء حركة هاشومير واعتقلت العشرات منهم وتم نفيهم إلى دمشق، أما أهارون أهارونسون فقد غادر فلسطين سراً ووصل إلى الإسكندرية وأخذ من هناك يوجه نشاطات نيلي، وكانت نهاية أهارون في تحطم طائرة غامض فوق قناة المانش ([15]).
    النوطريم
    كلمة عبرية تعني "الحرس أو الخفراء"، وهي الشرطة اليهودية الإضافيةالتي شكلتها سلطات الانتداب البريطاني بالتعاون مع الهاجاناه للمساعدة في قمعالانتفاضات العربية في فلسطين في الفترة 1936-1939. وتم في هذا الإطار تجنيدمئات الخفراء من مختلف المدن والمستوطنات، وأُرسلوا لحماية المستوطنات الواقعة علىالحدود وفي غور الأردن. وشملت قوات الخفراء في البداية 750 خفيراً على نفقة سلطاتالانتداب و1800 خفيراً على نفقة قيادة المستوطنين الصهاينة. وفي يونيه 1936، ونظراًلتصاعد المظاهرات العربية، تم تجنيد 1240 خفيراً آخر أُطلق عليهم اسم "خفراءإضافيون". وفي يوليه 1938 أعادت قيادة المستوطنين تنظيم قوات الخفراء لتصبحوحدة شرطة منظمة، أُطلق عليها اسم "شرطة المستوطنات العبرية"، وتم تقسيمها إلىعشرات الكتائب لتتناسب إلى حدٍّ ما مع توزيع قوات الهاجاناه، وقامت هذه القواتبحماية القطارات والسكك الحديدية والمرافق العامة، كما شاركت في نقل المهاجريناليهود غير الشرعيين ([16]).
    الهاجاناه
    كلمة عبرية تعني "الدفاع"، وهي منظمة عسكرية صهيونيةاستيطانية، أُسِّست في القدس عام 1920 لتحل محل منظمة الحارس. وجاء تشكيلها ثمرةنقاشات طويلة بين قيادة التجمع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، فكان جابوتنسكي صاحبفكرة تأسيس مجموعات عسكرية يهودية علنية تتعاون مع سلطات الانتداب البريطاني، بينماكان قادة اتحاد العمل والماباي يفضلون خلق قوة مسلحة غير رسمية مستقلة تماماً عنالسلطات البريطانية وسرية بطبيعة الحال. وقد قُبل في النهاية اقتراح إلياهو جولمببإنشاء منظمة عسكرية سرية تحت اسم "هاجاناه وعفودا" أي "الدفاع والعمل" ثم حُذفتكلمة العمل فيما بعد. وقد ارتبطت الهاجاناه في البداية باتحاد العمل ثم بحزبالماباي والهستدروت، رغم أن ميثاقها كان يصفها بأنها فوق الحزبية، وأنها عصبةللتجمع الاستيطاني الصهيوني. وعَكَس نشاط الهاجاناه الارتباط الوثيق والعضوي بينالمؤسساتالصهيونيةالاستيطانية والمؤسسات العسكريةوالزراعية التي تهدف إلى اقتحام الأرض والعمل والحراسة والإنتاج، وإن كان اهتمامهاالأساسي قد انصب على العمل العسكري. وفي عام 1929، شاركت الهاجاناه في قمع انتفاضة العرب الفلسطينيين، وقامت بالهجوم على المساكن والممتلكات العربية ونظَّمت المسيراتلاستفزاز المواطنين العرب وإرهابهم. كما ساهمت في عمليات الاستيطان وحماية المستعمراتوحراستها، وخصوصاًبابتداع أسلوب "السور والبرج" لبناء المستوطناتالصهيونيةفي يوم واحد.
    وقدتعرَّضت الهاجاناه لعدة انشقاقات كان أبرزها عام 1931 عندما انشق جناح من غير أعضاءالهستدروت بقيادة أبراهام تيهومي وكوَّن تنظيماً مستقلاً سُمِّي "هاجاناه ب"، وهو الذي اندمج مع منظمة بيتار في العام نفسه لتشكيل منظمة إتسل. ولم تتوقف عملياتالصراع والمصالحة بين الهاجاناه والجماعات المنشقة عنها، واستمر الخلاف بشكل مستترحتى بعد قيام الدولة.
    وقد شَهدت سنوات الانتفاضة العربية في فلسطين (1936-1939) تعاوناً كبيراً بين الهاجاناه وقوات الاحتلال البريطاني، وبرز التعاون بخاصةمع تعيين تشارلز وينجيت ضابطاً للمخابرات البريطانية في فلسطين عام 1936، حيث أشرفعلى تكوين الفرق الليلية الخاصة والسرايا المتحركة التابعة وتنسيق الأنشطة بينالمخابرات البريطانية وقسم المخابرات بالهاجاناه والمعروف باسم "الشاي". وفيالوقت نفسه، تعاونت القوات البريطانية والهاجاناه في تشكيل شرطة حراسة المستوطنات اليهودية والنوطريم، وكان معظم أفرادها من أعضاء الهاجاناه. وقد مرت العلاقة بينالطرفين بفترة توتر قصيرة في أعقاب صدور الكتاب الأبيض عام 1939 حيث واجهتهالهاجاناه بتشجيع الهجرة غير الشرعية لليهود، إلا أن نشوب الحرب العالمية الثانيةأدَّى إلى استعادة علاقات التحالف القديمة، ووقفت الهاجاناه إلى جانب بريطانياوالحلفاء وانضم كثير من أعضائها إلى اللواء اليهودي للقتال في صفوف القواتالبريطانية، وتصدت بشدة للجماعاتالصهيونيةالأخرى التيطالبت آنذاك بالانضمام إلى النازي وفي مقدمتها منظمة ليحي، بل أمدت السلطاتالبريطانية بما تحتاجه من معلومات لتَعقُّب عناصر تلك المنظمة واعتقالها. وفيالمقابل، ساعدت بريطانيا في إنشاء وتدريب القوة الضاربة للهاجاناه المسماة"البالماخ"، كما نظمت فرقة مظليين من بين أعضاء الهاجاناه للعمل في المناطقالأوربية التي احتلتها قوات النازي. ومع انتهاء الحرب، تَفجَّر الصراع من جديدفشاركت الهاجاناه مع ليحي وإتسل في "حركة المقاومة العبرية" ونشطت جهود الهاجاناه في مجال الهجرة غير الشرعية.
    وقبيل إعلان قيام دولةإسرائيل، كان عدد أعضاء الهاجاناه يبلغ نحو 36.000 بالإضافة إلى 3000 من البالماخ،كما اكتمل بناؤها التنظيمي، الأمر الذي سهَّل عملية تحويلها إلى جيش موحد ومحترفللدولة الصهيونية، حيث أصدر بن جوريون في 31 مايو 1948 قراراً بحل الإطار التنظيميالقديم للهاجاناه وتحويلها إلى جيش الدفاع الإسرائيلي ([17]).
    البالماخ: اختصار للعبارة العبرية "بلوجوت ماحاتس"، أي "سرايا الصاعقة"، وهي القوات الضاربةللهاجاناه التي شُكِّلت عام 1941 لتعمل كوحدات متقدمة وقادرة على القيام بالمهامالخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك بالإضافة إلى إمداد الهاجاناه باحتياطيدائم من المقاتلين المدربين جيداً. ويُعَدُّ يتسحاق ساريه مؤسسها الفعلي وأول منتولى قيادتها.
    وقد ارتبطت البالماخ منذ البداية بحركة الكيبوتس وحزبالمابام. وقد تميَّز أفراد هذه القوات بدرجة عالية من التثقيف السياسي الذي يركزعلى مبادئالصهيونيةالعمالية. كما تلقوا تدريباً مناسباًفي مجالات الطيران والبحرية واستخدام الرادار وأعمال المخابرات. وقد شكَّلتالبالماخ عدة وحدات لتقسيم العمل داخلها، ومن أبرز تلك الوحدات: "دائرة الجوالين"التي تولت بالتعاون مع مصلحة المعلومات إعداد ملفات تتضمن معلومات تفصيلية عن القرىالفلسطينية، و"الدائرة العربية" التي شاركت في الحملة البريطانية ضمن قوات حكومةفيشي في سوريا ولبنان، و"الدائرة البلقانية" التي تكونت من بعض اليهود المهاجرين مندول البلقان والدانوب، للقيام بأعمال التجسس داخل هذه البلدان، و"الدائرةالألمانية" التي ضمت عدداً من اليهود الذين تم تدريبهم ليكتسبوا النمط الألماني فيالسلوك بالإضافة إلى إجادة اللغة الألمانية وذلك للتسلل إلى معسكرات الأسرىالألمان والحصول منهم على معلومات. ومن أهم وحدات البالماخ، "وحدة المستعربين" التي ضمت عناصر تجيد اللغة العربية ولديها إلمام بالعادات والتقاليد العربية، وذلك للتغلغل في أوساط الفلسطينيين للتجسس والقيام بعمليات اغتيال.
    وقد عملت البالماخ خلال عامي 1941 و1942 بتنسيق تام مع القوات البريطانيةفي فلسطين، وتلقى أفرادها تدريباً مكثفاً على أيدي خبراء الجيش البريطاني للقيامبعمليات خلف الخطوط الألمانية في حالة نجاح قوات النازي في احتلال فلسطين.
    وعند نهاية الحرب، كانت البالماخ تضم نحو 2000 فرد موزعين على 11 سرية، وكان ثلث القوات تقريباً من الفتيات. ومنذ خريف 1945 وحتى صيف 1946، شاركت البالماخبالتعاون مع إتسل وليحي في أعمال عسكرية ضد القوات البريطانية في فلسطين فيما عُرف باسم حركة المقاومة العبرية. ومع تصاعُد الصدام بينالطرفين، واكتشاف القوات البريطانية عدداً من مخازن السلاح الرئيسية للهاجاناه،صدرت الأوامر للبالماخ بتوجيه جهودها نحو تشجيع الهجرة الشرعية إلى فلسطينوتأمينها.
    وفي عام 1948، كانت البالماخ القوة الرئيسية التي تصدت للجيوشالعربية في الجليل الأعلى والنقب وسيناء والقدس، وخسرت في تلك المعارك أكثر من سدسأفرادها البالغ عددهم آنذاك نحو 5000.
    وعقب قيام إسرائيل مباشرةً، وكانعكاسللصراع السياسي بين الماباي والمابام، ظهر إصرار بن جوريون على حل البالماخ التيكانت في نظره تمثل اتجاهاً يسارياً، من أجل تأسيس الجيش المحترف المستقل عنالأحزاب. وأدَّى ذلك إلى خلافات شديدة، إلا أن قيادة البالماخ قَبلت في النهاية على مضض.شكّلت البالماخ القوام الأساسي لقوات الصاعقة فيجيش الدفاع الإسرائيلي، ومن بين صفوفها ظهر أبرز قادة إسرائيل العسكريين من أمثالآلون ورابين وبارليف وإليعازر وهور ([18]).
    ليحي أو (شتيرن)
    اختصار العبارةالعبرية "لوحمي حيروت يسرائيل" أي "المحاربون من أجل حرية إسرائيل"، وهي منظمةعسكرية صهيونية سرية أسسها أبراهام شتيرن عام 1940 بعد انشقاقه هو وعدد من أنصارهعن إتسل. وقد أطلق المنشقون على أنفسهم في البداية اسم "إرجون تسفاي ليوميبإسرائيل" أي "المنظمة العسكرية القومية في إسرائيل"([19])، تمييزاً عن اسم المنظمة الأم، ثم تغيَّر فيما بعد إلى "ليحي". ومنذ عام 1942، أصبحت المنظمة تُعرَف أيضاًباسم مؤسسها شتيرن بعد مقتله على أيدي سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين. وقدتركزت الخلافات التي أدَّت إلى الانشقاق حول الموقف الواجب اتخاذه من القوىالمتصارعة في الحرب العالمية الثانية، حيث اتجهت إتسل إلى التعاون مع بريطانيا،بينما طرحت جماعة شتيرن الوقوف إلى جانب ألمانيا النازية للتخلص من الاحتلالالبريطاني لفلسطين ومن ثم إقامة الدولةالصهيونية.
    ورغم أن ليحي لم تر هتلر إلا بوصفه قاتل اليهود، إلا أنها بررت لنفسها -حسب قول شتيرن- "الاستعانة بالجزار الذي شاءت الظروف أن يكون عدواً لعدونا"!واعتبرت ليحي أن الانضمام لجيش "العدو" البريطاني يُعَدُّ جريمة، وسعت في المقابل للاتفاق مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية وإن كان سعيها قد باء بالفشل([20]). ونفذتالمنظمة بعض العمليات التخريبية ضد المنشآت البريطانية بالإضافة إلى عمليات السلبفسلبت البنك البريطاني الفلسطيني في سبتمبر 1940م ([21]). ووصل نشاطهاإلى ذروته باغتيال اللورد موين المفوض البريطاني بالقاهرة في نوفمبر 1944. وأدَّى كل هذا إلى صدامات بين ليحي وإتسل من ناحية، وبينها وبين الهاجاناه من ناحية أخرى، حيث تعاونت الهاجاناه مع السلطات البريطانية في مطاردة أعضاء ليحي واعتقالهم. وبعد عملية اغتيال اللورد موين ، قامت السلطات بإبعاد( 251) معتقلاً من ايتسل وليحي والحزب التصحيحي بواسطة الطائرات إلى اريتريا ([22])، وتم تسليم (700) اسم من المشكوك بأمرهم إلى السلطات البريطانية، فاعتقل (300) منهم كما اختطفت فرق خاصة من الهاغاناة عشران آخرين وأخضعتهم لتحقيقات قاسية مصحوبة أحياناً بتجاوزات، وبما أن الهاغاناة لم تكن تمتلك سجوناً سرية فإنها كانت تسلم هؤلاء العناصر إلى البريطانيين ،مما اضطر ليحي إلى ايقاف عملياتها حتى نهاية الحرب العالمية الثانية([23]).
    شنت القيادات الصهيونية في الييشوف هجمات إعلانية ضد ليحي ،وعلى الرغم من ذلك اتفقت ليحي مع الهاغاناة اتفاقاً سرياً ،حول وقف النشاط العسكري لليحي ضد السلطات ،مقابل التزام الهاغاناة بعدم التعرض لأعضائها نحو السير في طريق الوحدة بينهما( [24]).
    ولإبراز أهدافها وترويج مبادئها، أصدرت المنظمة دوريتين هما: "هافريت" أي "الجبهة"، و"هاماس" أي "العقل"، درجت على توزيعهما في أوساط التجمع الاستيطانيالصهيوني وأعضاء إتسل والبالماخ. كما أصدرت مجلة داخلية سُمِّيت "بمحتريت" أي "فيالعمل السري"، واعتمدت أيضاً على الدعاية الإذاعية، وكانت قد استولت عند انشقاقهاعلى جهاز البث التابع لإتسل. والواقع أن مبادئ ليحي كانت أقرب إلى الشعاراتالإنشائية منها إلى البرنامج السياسي، "فشعب إسرائيل" -كما تُعرِّفه- هو "شعبمختار، خالق دين الوحدانية، ومُشرِّع أخلاقيات الأنبياء، وحامل حضارات العالم، عظيمفي التقاليد والبذل، وفي إرادة الحياة"، أما "الوطن" فهو "أرض يسرائيل في حدودهاالمفصلة في التوراة (من نهر مصر وحتى نهر الفرات) هي أرض الحياةيسكنها بأمان الشعب العبري كله". وتمثلت أهداف المنظمة في "إنقاذ البلاد، وقيامالملكوت (مملكة إسرائيل الثالثة)، وبعث الأمة"، عن طريق جَمْع شتات اليهودبأسرهم وذلك بعد أن يتم حل مشكلة السكان العرب بواسطة تَبادُل السكان.
    وقد تعرضت ليحي لعدة صراعات وهزات داخلية بدأت بعد أشهر من تشكيلها بانسحاب اثنين من أبرز المؤسسين هما هانوخ قلعي وبنيامين زرعوني، وقد انضما إلى إتسل ثمانسحبا فيما بعد وسلّما نفسيهما للسلطات البريطانية. وجاءت الأزمة الثانية بعد مقتلشتيرن، إذ ألقت السلطات البريطانية القبض على عشرات من أعضاء المنظمة وحصلت منهمعلى اعترافات مهمة تتضمن أسماء زملائهم ومخابئ السلاح. وكادت هذه الأزمات أن تؤديإلى تصفية المنظمة تماماً، إلا أنها استعادت قوتها بانضمام مجموعة من بيتار بزعامةيسرائيل شيف عقب هجرتهم من بولندا إلى فلسطين عام 1942، وكذلك بعد نجاح اثنين منقادتها هما يتسحاق شامير وإلياهو جلعادي في الهرب من السجن عام 1942، ثم نجاح نيثانفرديمان-يلين (مور) ومعه 19 من قادة ليحي في الهرب من السجن أيضاً عام 1943. إلاأن صراعاً نشب من جديد بين شامير وجلعادي بسبب اختلاف الآراء حول توجهات المنظمة،وقد حُسم الصراع لصالح شامير إذ تمكَّن من تدبير مؤامرة لاغتيال منافسه في رمالحولون.
    ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، شاركت ليحي مع كلٍّ منالهاجاناه وإتسل في العمليات المضادة للسلطات البريطانية ضمن ما سُمِّي "حركةالمقاومة العبرية". واستمر نشاط ليحي حتى بعد تَوقُّف الحركة عام 1946. كما شاركتفي الهجوم على القرى والممتلكات العربية ونفذت مع إتسل -وبمباركة الهاجاناه-مذبحة دير ياسين الشهيرة في 9 أبريل 1948. وبعد إعلان قيام إسرائيل، حُلَّت ليحي معغيرها من المنظمات العسكرية وأُدمجت في جيش الدفاع الإسرائيلي. ومع هذا، ثارت شكوكقوية حول مسئوليتها عن اغتيال برنادوت. ومع حل المنظمة، فشلت مساعي تحويلها إلى حزبسياسي. وتقديراً للدور الإرهابي للمنظمة، قررت الحكومة الإسرائيلية احتساب سنواتالخدمة فيها عند تقدير مكافآت الخدمة والمعاشات، كما حصلت أرملة شتيرن علىوشاح التكريم الذي أهداه رئيس إسرائيل زلمان شازار إلى كل المجموعات التيشاركت في جهود تأسيس الدولة.
    ورغم تباين الآراء حول دور ليحي، وما تخلعهبعض الكتاباتالصهيونيةعليها من أوصاف "الخيانة" نظراًلموقفها من النازي، فإن الوقائع التاريخية تؤكد أن المنظمة لم تَحد عن الطريقالصهيوني المعتاد في القيام بدور الأداة لهذه القوة الإمبريالية أو تلك. وموقفهافي ذلك لا يزيد عن تعاون هرتزل مع الوزير القيصري بليفيه (المسئول عن المجازر ضداليهود في روسيا القيصرية)، أو اتفاق جابوتنسكي مع بتليورا الأوكراني المعروفبعدائه لليهود إبان الثورة البلشفية، أو عرض حاييم وايزمان التعاون مع إيطالياالفاشية في مجال الصناعات الكيماوية مقابل تسهيل مرور اللاجئين اليهود عبر الموانئالإيطالية، أو اتفاق الهعفراه بين الوكالة اليهودية وألمانيا النازية ([25]).
    اللواء اليهودي
    وحدة عسكرية يهودية تُسمَّى بالعبرية "هاهايل". شُكِّلت بقرارمن الحكومة البريطانية عام 1944 لتقاتل أثناء الحرب العالمية الثانية في صفوف قوات الحلفاء، إلا أن جذورها تعود إلى عام 1939 حينما رأى قادة التجمع الاستيطانياليهودي في فلسطين أن هناك إمكانية لتحقيق الحلم الصهيوني المتمثل في إقامة الدولةعن طريق مساعدة الحلفاء أثناء الحرب. وقد تطوع في العام نفسه نحو 130.000منالمستوطنين اليهود في فلسطين للقتال ضد دول المحور.
    بعد فشل الجهود السياسية التي بذلتها الوكالة اليهودية في إنشاء جيش يهودي، بسبب معارضة الحكومة البريطانية وعدد من القادة العسكريين في لندن لتلك الفكرة، إلا أن مستجدات طرأت خلال الحرب العالمية الثانية، ساهمت في تحقيق المطلب الصهيوني، إذ أصبحت هزيمة دول المحور مسألة وقت([26])، ففي 4 سبتمبر عام 1944م، وافق مجلس الوزراء البريطاني الذي على تشكيل قوة يهودية مقاتلة تحت علمها الخاص وإشارتها المميزة نجمة داود ([27]).
    وتكون اللواء من (5358) جندياً من الوحدات الصهيونية المتطوعة للعمل لخدمة أسلحة الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية([28])، بقيادة البريغادير أرنست فرانك بنيامين، وتألف اللواء الذي سُمي بالوحدة اليهودية المقاتلة "حتيفاه يهوديت لوحيمت" (حيل)، من ثلاث كتائب مشاة، ووحدة قيادة، ووحدة مدفعية برية، ووحدة هندسية قتالية، ووحدة طبية، ووحدة عتاد وذخيرة، وهندسة كهرباء وميكانيكا، ووحدة شرطة عسكرية ([29])، ووحدة متحركة لتصليح الآليات.
    لم يكن من السهل تجميع الوحدات خلال السنة الأخيرة من الحرب، فكل واحدة من تلك الوحدات كانت في مكان بعيد تزاول عملها في البلاد التي تشتعل فيها الحرب، في أكتوبر عام 1944م، جُمع عناصر الكتيبة وألحقت بالجيش الثامن البريطاني في منطقة برج العرب القريبة من الإسكندرية، وبعد عدة أسابيع من التدريب والتنظيم غادرت تلك الفرقة الإسكندرية بحراً إلى إيطاليا حيث تلقت تدريبات مكثفة استمرت ثلاثة أشهر، انتهت في 26 فبراير عام 1945م، ثم توجهت الكتيبة إلى أرض المعركة، إلا أنه لم يُسمح لعناصر تلك الكتيبة وضع العلم الصهيوني لها، بل بوضع شارة الفرقة الفلسطينية، وشارة نجمة داود صفراء على أذرعهم، وقد أثارت مشكلة العلم الصهيوني نقاشاً طويلاً إلى أن وافق ونستون تشرشل على جعل العلم الصهيوني علماً لها شريطة أن لا يرفع العلم إلا بعد وصول الفرقة إلى إيطاليا، وقد زار موشيه شاريت اللواء بعد شهر من وصوله لإيطاليا، وفي نهاية فبراير من نفس العام، أمرت قيادة البحر المتوسط الفرقة بالسفر إلى الجبهة حيث وصلت مدينة روسي في شمال إيطاليا في 3 مارس عام 1945م، وانضم إلى الفرقة الهندية الثامنة، وقد كانت تلك الجبهة كما وصفتها المصادر الصهيونية "جبهة ميتة ومستقرة" بالرغم من تواجدها على خطوط الجبهة([30])، وكانت مهمة تلك الفرقة إعطاء الإشارة للمدفعية وتوجيهها عن طريق نقاط المراقبة والاستكشاف، والقيام بعمليات الحراسة والدوريات الليلية، وكذلك اشتركوا في بعض الاشتباكات. ومع توقف الحرب العالمية في مايو عام 1945م، نقلوا إلى شمالي إيطاليا، حيث عملوا على حراسة الأسرى الألمان، وفي 27 يوليو من نفس العام تم نقلهم إلى هولندا وبلجيكا حيث عملوا على حراسة الأسرى وإزالة الألغام. وفي الثامن من يوليو عام 1946م، أصدرت وزارة الدفاع البريطانية أمراً يقضي بحل اللواء، ثم تسريح كافة جنوده وعادوا إلى فلسطين، بسبب قيامهم بتهريب يهود من أوروبا إلى مناطق الاحتلال الأمريكي ([31]).
    وقدأسهم اللواء اليهودي في تنظيم هجرة يهود أوربا إلى فلسطين. ومع انتهاء الحربوتصاعُد الصدام بين بريطانيا من ناحية والمنظمات العسكريةالصهيونيةمن ناحية أخرى، وتشكيل هذه المنظمات لما عُرف باسم "حركة المقاومة العبرية"، بدأ اللواء اليهودي في إصدار نشرة نصف أسبوعية ثم أصدرنشرة أخرى يومية. وقد انتقدت هذه النشرات سياسة الانتداب البريطاني في فلسطين، وهوما حدا ببريطانيا إلى اتخاذ قرار بحل اللواء اليهودي في صيف عام 1946 وإعادة رجالهإلى فلسطين وانضموا إلى التنظيمات العسكريةالصهيونيةالقائمة آنذاك. وقد ظهر من بين صفوف اللواء اليهودي عدد من القادة العسكريين فيإسرائيل مثل مردخاي ماكليف وحاييم لاسكوف ([32]).
    وكان من ضمن هذا اللواء من عمل في سلاح البحرية وكان نواة لسلاح البحرية الصهيوني فيما بعد، وكذلك أسهم الطيارون المهاجرون في ذلك الحين في إيجاد نواة لسلاح الجو الصهيوني، أما المدفعيون ورجال الهندسة والمدرعات وغيرهم فقد انضموا إلى الهاغاناه ([33]).
    إتسل– أو الإرغون.
    اختصار للعبارة العبرية "إرجون تسفاي ليومي بإرتس إسرائيل" أي "المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل" وتُعرف أيضاً باسم "الإرجون".، وقد أنشأها فلاديمير جابوتنسكي عام 1937م، وكان دافيد رازييل أول من اتخذ القرار الحاسم بعمل عسكري ويقول عنه بيغن زعيم المنظمة فيما بعد أنه أكبر مفكر عسكري في تلك الفترة ([34])، وهي منظمةعسكرية صهيونية من اتحاد أعضاء الهاجاناه الذين انشقواعلى المنظمة الأم وجماعة مسلحة من بيتار، وكان من أبرز مؤسسيها: روبرت بيتكر الذيكان أول رئيس للمنظمة وأبراهام يتهومي (سيلبر) وموشي روزنبرج ودافيد رازئيلويعقوب ميردور. وقد بُنيت المنظمة على أفكار فلاديمير جابوتنسكي عن ضرورة القوةاليهودية المسلحة لإقامة الدولة، وعن حق كل يهودي في دخول فلسطين.
    البناء التنظيمي لإتسل: كان على رأس منظمة اتسل قيادة عليا تأخذ الشورى من الأركان العامة المنتظمة في دوائر تتناسب وما يقتضيع العمل السري ،أما القاعدة فقد قسمت إلى شُعب تختلف فيما بينها في الحجم بحسب المهمة المنوطة بكل منها ،،وقد زعمت اتس في مارس 1945م أن عضوية تنظيمها كانت من نوعين :
    أ-قوة سرية من حوالي ألف محارب تقوم بأعمال التخريب وتدمير ممتلكات الحكومة والسرقة ،الخ.
    ب-قوة احتياطية من أربعة ألاف محارب ،تلقوا تدريباً عسكرياً وثقافة خاصة في أماكن مختلفة من فلسطين ،وهؤلاء يعيشون حياة عادية ولكنهم مستعدون للتعبئة عند الإشارة ،وقدر أن ما بين 500-600 من أعضائها يعملون في الجيش البريطاني ،وسيكونون مستعدين للالتحاق بالمنظمة عند تسريحهم من الجيش.
    وقد قسمت اتسل إلى أربع شعب :
    وحدات الصاعقة: وسميت أيضاً "الشعبة الاحتياط"، ولم تكن في الحقيقة ذا وجود فعلي ،لأن القادمين الجدد كانوا يمضون تدريبهم ثم يلتحقون فوراً بإحدى الشعب الأخرى.
    الشعبة الحمراء (الفرقة السوداء): وقد جاء بفكرتها "يعقوب ميردور"زعيم اتسل بعد رازيل،ومهمة هذه الشعبة أن تعمل في المناطق العربية في فلسطين والبلاد العربية الأخرى،فُدرب أعضاؤها تدريباً خاصاً،وتعلموا اللغة العربية،وانتقوا من اليهود السُمر البشرة،وقد أحيطت هذه الشعبة بالسرية التامة حتى عن أعضاء المنظمة أنفسهم ،غير أن هذا خلق بلبلة في صفوف المنظمة ،فاقتضى الأمر أن تضم هذه الشعبة إلى قوة الهجوم.
    قوة الهجوم:وهي الشعبة التي أنيط بها العمل العسكري المسلح من اشتباك ونسف وتدمير.
    قوة الدعاية الثورية:وكانت بمثابة دوائر إعلام للمنظمة ،تطبع وتنشر وتذيع بيانات هذه المنظمة ،وكانت هذه الشعبة تُصدر صحيفة حائط هي صحيفة "حيروت" أي الحرية،لتنطق رسمياً باسم التنظيم،وتبث اذعاتها من جهاز إرسال سري تابع لها ([35] ).
    اتخذت اتسل شعاراً لها عبارة عن يد تحمل بندقية وورائها خريطة لفلسطين تتضمن الضفة الشرقية ،وكلمة (راخ كاخ ) أي (هكذا فقط) ،ولم يكن هذا الشعار في الواقع إلا شعار فيالق البولوني بيلسول سيسكي صاحب النظام السلطوي المعادي لليهود ([36] ).
    أنشأت اتسل دائرة الخدمات الإستخبارية (ميشي) في نيسان 1937 لمتابعة ما تعرفه السلطات البريطانية عن المنظمة ،وما تريد أن تفعله ضدها ،بهدف منع اعتقالات وتفتيشات( [37]).
    وفي عام 1937،توصَّل رئيس إتسل آنذاك أبراهام يتهومي إلى اتفاق مع الهاجاناه لتوحيد المنظمتين،وأدَّى ذلك إلى انشقاق في إتسل حيث لم يوافق على ذلك سوى أقل من نصفالأعضاء البالغ عددهم 3000، ورأت الأغلبية ضرورة الحفاظ على استقلال المنظمة. وفي عام 1940، حدث الانشقاق الثاني بخروج جماعة أبراهام شتيرن وشكلت فيما بعد منظمة ليحي حيث رأى أعضاء شتيرن ضرورة دعم ألمانيا النازية لتُلحق الهزيمةببريطانيا ليتم التخلص من الانتداب البريطاني على فلسطين وتأسيس دولة صهيونية، في حين اتجهت المنظمة الأم إلى التعاون مع القوات البريطانيةوبخاصة في مجال المخابرات.
    وحتى عام 1939، كانت أنشطة إتسل موجهة ضد الفلسطينيين. وبعد صدور الكتاب الأبيض، أصبحت قوات بريطانيا في فلسطين هدفاًلعمليات تخريبية من جانب المنظمة فضلاً عن قيامها بتشجيع الهجرة غير الشرعية إلىفلسطين. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية توقفت أنشطة إتسل ضد القوات البريطانية،وبدأ التعاون بينهما للتصدي للنازي. إلا أن الصدام تكرر من جديد عقبانتهاء الحرب، وتزايد التنسيق بين إتسل وليحي والهاجاناه لضرب المنشآتالبريطانية في فلسطين ضمن ما أُطلق عليه "حركة المقاومة العبرية". وخلال تلكالفترة، أخذ دور مناحم بيجين -زعيم إتسل الجديد- في البروز بشكل واضح.
    وقامت إتسل بعمليات إرهابية ضد المزارعين الفلسطينيين لإرغامهم على مغادرة البلاد. كما هاجمت السيارات العربية المدنية، ونفذت بالتعاون مع ليحي وبمباركة الهاجاناه مذبحة دير ياسين الشهيرة في 9 أبريل 1948.
    وبعد قيام إسرائيل، أُدمجت المنظمةفي جيش الدفاع الإسرائيلي، بعد مقاومة من جانبها لهذا الدمج، ويُعَد حزب حيروتامتداداً لأيديولوجيا المنظمة الإرهابية. وقد كرَّم الرئيس الإسرائيلي قيادات إتسلفي نوفمبر 1968 تقديراً لدورهم القيادي في تأسيس دولة إسرائيل ([38]).


    [1] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص103.

    [2] - صبري جريس، تاريخ الصهيونية، ج1، ص251.

    [3] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص104.

    [4] - بنك معلومات مدار: http://www.madarcenter.org

    [5] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص104.

    [6] - صبري جريس: تاريخ الصهيونية،ج1، ص252؛ عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص104.

    [7] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص105.

    [8] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص106.

    [9] - موقع إنترنت: http://www.jewishvirtuallibrary.org

    [10] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص106.

    [11] - إلياس شوفاني: الموجز، ص361.

    [12] - موقع إنترنت: http://www.jewishvirtuallibrary.org

    [13] - زكريا السنوار: منظمة الهاجاناه، ص21.

    [14] - إلياس شوفاني، الموجز، ص361.

    [15] - عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص364-365.

    [16] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص107.

    [17] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص107.

    [18] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص108.

    [19] - أفرايم ومناحيم تلمي: معجم المصطلحات الصهيونية، ص 245.

    [20] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص109.

    [21] - يعقوب الياب: جرائم الأرغون وليحي 1937-1948، ص119-120.

    [22] - عبد الحفيظ محارب، هاغاناة –اتسل – ليحي1937-1948، ص173

    [23] - ايمانويل راتييه: إرهابيو إسرائيل، ص144.

    [24] - يعقوب إلياب، جرائم الأرغون وليحي، ص183-184.

    [25] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص109.

    [26]- محارب، عبد الحفيظ : هاغاناة وإتسل وليحي، ص 92.

    [27]- الكيلاني، هيثم : المذهب العسكري الإسرائيلي، ص 79.

    [28]- بيان الحوت: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948م، ص 416.

    [29]- زكريا السنوار: منظمة الهاغاناة الصهيونية، ص 254.

    [30]- حمدان بدر: تاريخ منظمة الهاغاناة، ص 167.

    [31]- حاييم هرتسوغ: الحروب الإسرائيلية العربية (عبري)، ص 21.

    [32] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص108.

    [33] - ياسين سويد، الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية؛ الموسوعة الفلسطينية، القسم الخاص، ج6، ص420.

    [34] - ياسين سويد، الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية؛ الموسوعة الفلسطينية، القسم الخاص، ج6، ص483.

    [35] - أبو غزالة: الجذور الإرهابية لحزب حيروت الإسرائيلي، ص36-39.

    [36] - راتيه: ارهابيو اسرائيل، ص135.

    [37] - إلياب: جرائم الأرغون وليحي،ص43.

    [38] - عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود والصهيونية، ج7، ص107.

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X