إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنا وغزة والـ BBC

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنا وغزة والـ BBC

    هيئة الإذاعة والتلفزيون منحازة.. فانقلب الرأي العام !
    ناجي التميمي -
    هكذا هتف آلاف المتظاهرين في قلب العاصمة البريطانية لندن يوم السبت الماضي الموافق 24 يناير 2009 منددين بقرار الإدارة العامة لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية الــ BBC عدم بث نداء لجنة الكوارث والطوارئ البريطانية لإغاثة أهل غزة وجمع التبرعات لإعادة إعمار القطاع بعد ما أصابه من دمار من قبل العدوان الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع مزهقاً أرواح ما يقرب من ألف وخمسمائة إنسان وحارقاً الأخضر واليابس بلا هوادة ودونما شفقة أو رحمة.
    طوال فترة العدوان، واستجابة لمتطلبات التغطية الخاصة والمتواصلة للأحداث في غزة، انقطعت وجميع زملائي العاملين في قناة الحوار الفضائية، عن كل ما في سوى غزة، التي أضحت عالمنا الجديد، عالم الأسطورة التي وقفت، وما تزال، شامخة رغم كل ما نزل بساحتها من قتل ودمار لترفع الغطاء وتكشف الأقنعة عن وجوه المتعاونين مع الاحتلال والمروجين لمشروعه والمبررين لسياساته، ومنهم من ينطقون بلسان عربي مبين والعروبة منهم براء، وينتسبون إلى الملة والأمة وهم أبعد ما يكونون عنهما. سمعنا خلال أيام المحنة الشديدة من هؤلاء من يدافع عن العدوان الصهيوني ويحمل ضحية العدوان المسؤولية الكاملة..

    تستمر التغطية الإعلامية للأحداث، ولا تغطية تعلو على تغطية شبكة الجزيرة بقنواتها الفضائية العربية والإنجليزية والمباشرة. في عالم غزة شاهدنا فظائع ما كانت لتخطر لنا ببال، رأينا دماراً لم يبق ولم يذر، وأشلاء بشرية مقطعة أو محترقة. شاهدنا أطفال ونساء غزة يصرخون، يتمزقون تحت وطأة الصواريخ الإسرائيلية المصنعة والممولة أمريكياً. شاهدنا كل هذا، وأكثر منه، على شاشات الحوار والجزيرة والقدس و Press TV . إلا أن فظائع مجزرة قطاع غزة الجماعية لم تجد لها حيزاً على شاشة تلفزيون الشعب، نعم تلفزيون الشعب البريطاني، الـ BBC ولا حتى على شاشات كثير من القنوات الأخرى - عربية وأجنبية – بحجة الحيادية أوعدم القدرة على الدخول إلى قطاع غزة، أو عدم الرغبة في أيذاء مشاعر المشاهدين بما في الصور الواردة من "المسلخ البشري" من بشاعة.

    كانت صورة ما يحدث في غزة لا تصل واضحة الى العالم الغربي الا من خلال الجزيرة ومن في خندقها، خندق الإعلام المقاوم للطغيان المنتصر لضحاياه. أما القنوات الغربية وعلى رأسها الــ BBC فكانت مشغولة في الدفاع عن حق الاحتلال الإسرائيلي فيما سمي الدفاع عن نفسه. ولكن، وإثر المجازر التي ارتكبها الاحتلال وبعد انتشار الصور المروعة للأطفال الشهداء في مجزرة مدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة وما سبقها أو لحقها من أهوال، لم تستطع بعض وكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية الأجنبية التزام الصمت وما يسمى بالحياد. فبدأت القناة الرابعة البريطانية Channel 4 بنشر بعض الصور متسائلة عن حقيقة ما يحدث في غزة وعن قضية منع الصحافيين الأجانب من الدخول إلى القطاع باعتباره منطقة حرب.



    ولكن ظل تلفزيون الشعب الـ BBC صامتاً لا يتكلم ولا ينقل الصورة الكاملة بحجة التزام الحياد. اختارت الــ BBC الانضمام إلى قائمة الإعلام "المحايد"، مما جعلها عرضة لتهمة الانحياز والخضوع لنفوذ اللوبي الصهيوني البريطاني الداعم للكيان الصهيوني والمدافع عنه في كافة المحافل. رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي تقف فيها الـ BBC مع إسرائيل ضد الفلسطينيين بحجة الحياد.
    لم يكن كثير من الناس يتصورون بأن الأمور ستصل الى حد أن تنظم مظاهرات واعتصامات في أنحاء الجزر البريطانية للتنديد بموقف الــ BBC.


    هذه المؤسسة الوطنية يشارك كل مواطن بريطاني يحتفظ في سكنه بجهاز تلفزيون بتمويلها من خلال ما هو ملزم بدفعه من ضريبة سنوية حتى تظل المؤسسة حرة ومستقلة وغير مضطرة للاعتماد على الدعايات والتمويل التجاري.

    لم تقف إدارة الــ BBC عند هذا الحد في تجاهل المجازر التي ارتكبها الصهاينة في غزة، بل تجاوزت ذلك إلى اتخاذ قرار بعدم بث نداء هيئة الكوارث والطوارئ البريطانية لإغاثة غزة. صدم كثير من البريطانيين بهذا القرار، فالــ BBC لم تتردد من قبل في بث نداءات لإغاثة منكوبي إعصار تسونامي ومنكوبي زلزال الباكستان وغير ذلك الكثير من الكوارث. والسؤال الذي بات يطرح بقوة: لماذا حينما تكون الكارثة بفعل إسرائيل وتكون الضحية المنكوبة هي الشعب الفلسطيني ترفض الـ بي بي سي بث نداء الإغاثة؟



    بحثاً عن إجابة صريحة لهذا السؤال المشروع، انطلقت مظاهرات حاشدة في كل أنحاء البلاد كان آخرها مظاهرة لندن يوم السبت الموافق 24 يناير 2009. هتف المتظاهرون ضد ما قامت به القناة البريطانية، فهذه المؤسسة الوطنية التي طالما عاشت قربية من قلوب مواطنيها باتت اليوم وبتخليها عن القضايا الإنسانية منبوذة من قبل كل الأحرار والمناضلين المناهضين للعنصرية والظلم والاستبداد.


    لم تتراجع البي بي سي، فاستمرت المظاهرات، وبلغ الأمر ببعض الغاضبين عليها والمستائين من سلوكها المشين أن احتلوا مبنى الــ BBC في مدينة غلاسغو باسك,تلندا، وما لبث أن نهج على منوالهم بعض المحتجين في لندن، فاقتحموا قاعة استقبال مبنى الــ BBC في لندن إلى أن أخرجتهم الشرطة منه بالقوة.



    رغم امتناع البي بي سي عن بث النداء إلا أن القناة الثالثة ITV والقناة الرابعة Channel 4 والقناة الخامسة Channel 5 بالإضافة الى قناة الجزيرة الإنجليزية جميعها بثت النداء يوم الإثنين الموافق 26 يناير 2009 تلبية لمطالب آلاف المتظاهرين ضد البي بي سي والمتضامنين مع غزة. تستمر المظاهرات المطالبة برفع الحصار عن غزة، كما تستمر الاحتجاجات على الــ BBC، ويتدفق المئات على مبنى القناة الرئيسي في لندن لرجم أبوابه بالأحذية، أو لحرق قسيمة ضريبة التلفزيون التي تمول البي بي سي من جيوب المواطنين
جاري التحميل ..
X