إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا تفرح "إسرائيل" وعملاؤها باستشهاد سعيد صيام؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا تفرح "إسرائيل" وعملاؤها باستشهاد سعيد صيام؟!


    الاربعاء 28 يناير 2009

    أ. د. سليمان صالح

    صحيفة الشرق القطرية

    ما تصورت يوماً أنني سأكتب عن وزير داخلية، فأنا ككل العرب لم أعهد عن وزراء الداخلية خيراً قط، لكن سعيد صيام يشكل حالة خاصة فهو أول وزير داخلية في التاريخ يحبه شعبه، ولذلك خرجت عشرات الآلاف من شعب غزة في جنازته رغم القصف الإسرائيلي.. ورغم الطائرات الإسرائيلية التي كانت تعيث في الأرض الخراب.

    في الوقت نفسه سيطر على الإسرائيليين طغيان الفرح فأنساهم أنفسهم... وكذلك فعل عملاء "إسرائيل"... ترى لماذا يفرح أعداء الوطن والحرية والعدل باستشهاد وزير داخلية؟!.

    بالنسبة للعرب الذين يعانون الويلات ويشربون المر على أيدي أجهزة الأمن... يمثل سعيد صيام أملاً بأننا يمكن أن يكون لنا يوماً وزير داخلية يحفظ أمننا ويصون حرماتنا ويطارد المجرمين، فيجعلنا نبيت في أهلنا آمنين... ولا نخاف من كرابيج العسكر، والمبيت على الأسفلت في المخافر، ويمكن الناس من أن يصلوا الفجر دون أن يخافوا من تقارير المخبرين السرية.

    بالنسبة للعرب وربما للعالم كله يشكل سعيد صيام حالة خاصة ومتفردة في الزمان والمكان لوزراء الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية، فقد أوضح أن تلك الأجهزة يمكن أن تصبح خادمة للشعب بشكل حقيقي، وأنها يمكن أن تخيف المجرمين والفاسدين واللصوص، وتجعل عشاق الوطن يأمنون على حياتهم وأرزاقهم ووظائفهم.

    إنه شيخ!

    سعيد صيام شيخ عرفته مساجد غزة كخطيب مفوه يدعو الناس إلى الصلاح والتقوى، وهو معلم عرفته المدارس الغزاوية يعلم جيلاً من الشباب ليكونوا سادة في زمن الانكسار... وليقاوموا كل المؤامرات التي تهدف إلى تضييع حقوق شعب فلسطين، وليقاتلوا من أجل حرية الإنسان والوطن، وليحققوا النصر على الجيش الإسرائيلي الذي يروج لأكذوبة أنه لا يقهر.

    وهو رجل يتمتع بقدر من الهدوء والحكمة والطيبة الفطرية الموروثة عن أجيال سبقت من المسلمين الصالحين.

    كما أنه يتمتع بقدر من الزهد يتجلى في ملبسه المتواضع الذي يجعلك تشعر بأنه من عامة الناس، فلا تكاد تميزه عن أحد من أهل غزة... إنه يعيش كما يعيش أهله.

    ولقد عاش عمره يتحرك بين الناس فيسعى في حوائجهم ويصلح ما بينهم... فهو شيخ عرب يحل المشاكل ويفصل في القضايا ويعقد المصالحات ويسوي المنازعات.

    لذلك أحبه أهل غزة... ولا أبالغ إن قلت إن غزة كلها أحبته بناسها وزيتونها ودورها الفقيرة ومخيماتها.

    وهو مجاهد عرفه أهل غزة بإصراره على التمسك بكل حقوق شعب فلسطين، ولذلك كان قائداً من أهم قادة الجهاد الفلسطيني. ولذلك عرف قسوة السجون والسجانين حيث اعتقلته "إسرائيل" أربع مرات متتالية خلال الفترة من عام 1989 حتى 1992، ثم أبعدته إلى مرج الزهور. لكن هذا الشيخ البسيط الزاهد كان قوياً في الحق، وصلباً وعنيداً وفارساً لم تستطع "إسرائيل" أن ترهبه، أو تكسر إصراره على الجهاد من أجل تحرير فلسطين.

    حتى السلطة الفلسطينية التي تشكلت عقب اتفاقيات أوسلو حاولت أن ترهبه فكان عصياً وقوياً وصلباً... لقد اعتقله جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية عام 1995، لكن إذا كانت "إسرائيل" لم تستطع أن تثنيه عن عزمه على الجهاد فهل يستطيع أحد أن يفعل ذلك؟!.

    لقد حاولت أن أتخيل كيف كان سعيد صيام يتعامل مع سجانيه سواء في سجون "إسرائيل" أو في سجن السلطة الفلسطينية... وأتصور أن هدوء سعيد صيام كان يسبب لهم غيظاً وكمداً وحنقاً.

    بعد كل فترة سجن كان سعيد صيام يعود إلى غزة أكثر قوة وإصراراً وشوقاً لكل الغزاويين، فيعود إلى نشاطه في حل المنازعات بين الناس والصلح بينهم، وكأن شيئاً لم يكن.

    صاحب شعبية جارفة

    لذلك لم يكن غريباً أن يحصل سعيد صيام في أول انتخابات حرة على أعلى الأصوات في التاريخ. لقد حصل على 76 ألف صوت.

    تأملوا معي دلالات هذا الرقم!. إنه دليل على حب الناس له، وأنه صاحب مكانة لا ينالها أحد في قلوب الفلسطينيين لذلك لا يمكن لأحد أن يشكك في الشرعية الشعبية والإنسانية لصاحب الرقم الأعلى من الأصوات إنه رجل أخلص لشعبه فأحبه.

    ورغم أنني كنت أعرف كل تلك الحقائق عن سعيد صيام إلا أنني وضعت يدي على قلبي عندما اختارته حماس وزيراً للداخلية، فهو على أية حال شيخ ومعلم، فكيف كان يمكن أن يدير جهازاً أمنياً، وهو رجل صالح وطيب وهادئ بينما وزراء الداخلية يتميزون بالقسوة والغلظة والبطش.

    إنه بكل المقاييس نموذج مختلف تماماً عما عهد العالم في وزراء الداخلية... ولعل ذلك الشعور أيضاً قد ملأ نفوس قادة الأجهزة الأمنية في غزة من الذين كانوا يحكمون بالحديد والنار قبل تشكيل حكومة حماس، فرفضوا تنفيذ أوامره، وشجعوا على الانفلات الأمني ليحرجوه وليوضحوا للعالم عدم قدرته على حفظ الأمن.

    ولقد شهدت غزة فترة سيئة قام فيها قادة الأجهزة الأمنية باستخدام الأجهزة التي يتحكمون فيها بإعداد غزة لحرب أهلية، وذلك بالاعتداء على كوادر حماس، والاعتداء على مؤسسات وطنية مهمة مثل الجامعة الإسلامية.

    لذلك لجأ سعيد صيام إلى تشكيل القوة التنفيذية من الفصائل الفلسطينية المختلفة... ولكن معظم هذه القوة كانت من حماس، فرفض رؤساء الأجهزة الأمنية الاعتراف بها، وقاموا بالاعتداء على كوادرها.

    عبقرية عسكرية

    اكتشف سعيد صيام المؤامرة التي دبرها دايتون ودحلان لإشعال نيران حرب أهلية في غزة تنتهي بإسقاط حكم حماس واغتيال قادتها وكوادرها والقضاء على المقاومة تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية تحمي أمن "إسرائيل" مع التنازل عن القدس وحق العودة... فماذا يفعل سعيد صيام؟!!.

    لقد أثبت الشيخ الزاهد الطيب أنه يمتلك عبقرية عسكرية، وقدرة على حماية أمن غزة، فواجه هذه المؤامرة بصبر وهدوء وحزم وقوة.

    وفي الوقت نفسه شارك أهل غزة جميعاً الذين أحبوا سعيد صيام في مطاردة المتآمرين وجنودهم، وقاموا بحماية كوادر حماس، وفتحوا لهم بيوتهم ليتنقلوا بأمان، ويسيطروا على مقرات الأجهزة الأمنية، ولذلك اضطر المتآمرون إلى الهروب من غزة إلى "إسرائيل".

    الآن يقول أعداء حماس إنها قد قامت بانقلاب عسكري، وهذا تزييف وتضليل فالأجهزة الأمنية التي كان يسيطر عليها دحلان قد تآمرت مع دايتون للقيام بانقلاب عسكري على حماس، وإشعال نار الحرب الأهلية... أما القوة التنفيذية التي شكلها صيام فقد حمت غزة من هذا الانقلاب.

    لو أن انقلاب دايتون دحلان قد نجح لحولت الأجهزة الأمنية التي كان يسيطر عليها دحلان غزة إلى حمام دم.. ولحققت كل أهداف "إسرائيل"... تلك هي الحقيقة التي آن أن يعرفها الجميع. لقد استطاع صيام أن يحمي غزة، وأن يحفظ أمنها، وفشلت المؤامرة، ولقد استطاع الشيخ الزاهد أن يحقق بحب الغزاويين له ما لا يستطيع تحقيقه كل خبراء الأمن في العالم. وهذا درس لكل الأجهزة الأمنية. الأمن يتحقق بالحب وليس بالقهر.

    لقد أصبح كل الغزاويين جنوداً لصيام ففشلت المؤامرة، وهرب دحلان وعصابته، وفشلت خطة دايتون، وظل أبطال حماس يدافعون عن غزة، ويصرون على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني.

    في ضوء ذلك يمكن أن نفهم لماذا خرج شعب غزة يودع الشهيد سعيد صيام ولماذا فرحت "إسرائيل" باستشهاده... لذلك أرجو أن تبحث حماس عن شيخ زاهد ليتولى وزارة الداخلية، وليحقق الأمن بالحب والعدل فلقد كره الناس حكم الباشوات والدحلانيين. الأمة تريد أمثال سعيد صيام ليحققوا لها أمناً حقيقياً.

    يقول الله سبحانه وتعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).





    --------------------------------------------------------------------------------
    www.palestine-info.info .......... جميع الحقوق محفوظة للمركز الفلسطيني للإعلام - © 2009


  • #2
    رد : لماذا تفرح "إسرائيل" وعملاؤها باستشهاد سعيد صيام؟!

    مشكوووووووور أخي الكريم وبارك الله فيك

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X