إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

    هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

    غزة .. 300 كلم2 من الكرامة

    بقلم : عبد الله الحرازي

    سقطت إسرائيل , سقط أولمرت , سقطت " الست " ليفني وعبيدها من زعامات العرب , سقطت الأماني والأوهام التي حاولت النيل من المقاومة والمقاومين , نسي المراهنون والواهمون أن ما كانوا يتحدثون عن اجتثاثه وإسقاطه ليس جيشاً عربياً لا يتقن سوى الاستعراض ببنادق خاوية و عقول قادة أكثر خواء , سقطت الرتب في كل جيش عربي رتبةً رتبة , عقيداً عقيدا ولواءً لواءً , الآن يا غزة حري بكل حامل رتبة في جيوش الذل العربية أن يخجل من نفسه و من وهم الشرف العسكري المزعوم المراق تحت حذاء حاكم عبد لا يملك أمر نفسه ولا حتى لسانه ليقول لا أو نعم .



    يا أنا وأنتم ويا كل العالم ضاع كل العراق بكل جيشه وهيلمانه و مهيبيه ومشيريه وألويته وعمدائه ونصابيه وجلاديه وسقطت بغداد في 19 يوماً فقط , تسعة عشر يوما هي عمر أقوى نظام عربي بقضه وقضيضه , تسعة عشر يوماً يا جيوش الذل والعار هي أعماركم الافتراضية وهو رقم قياسي أقسم بالله العلي العظيم لن يتخطاه أي جيش عربي آخر وعلى رأسها جيوش الخزي التي تتسلح بعشرات مليارات الدولارات كل عام ولا تستطيع حتى حماية نفسها , أيها الواهمون إنها المقاومة الحرة ليست الجيوش التي لم تصمد ثلاثة منها مجتمعة ذات نكسة أمام إسرائيل أكثر من ستة أيام فقط لاغير, بينما صمدت 300 كلم2 فقط هي مساحة كرامتنا اليوم هي غزة , صمد المقاوم الفلسطيني ومازال منذ 24 يوماً في أعتى معركة شهدتها البشرية حتى اليوم , صمد المحاصر من أربع جهات الدنيا , صمد من أشتعل به البر والبحر والجو , مليون كيلو غرام من أشد وأقذر أنواع المتفجرات في العالم صبت مباشرة على لحمه ودمه ومن هم أغلى من لحمه ودمه من أطفاله ونسائه ولم يفت ذلك في عضده , صدق وثبت فثبته الله رغم كيد وخيانة وحصار وتآمر الأقربين , رغم ألف طعنة من ألف خلف.



    300كلم2 مربع من الكرامة وسط 14 مليون كلم2 من الذل , 1200 شهيد حر وسط 330 مليون ذليل حي , 5320 جريح جسد وسط مليار وست مائة مليون جريح كرامة.



    انتصرت المقاومة وانتصر المقاومون وأجبر زعيم عصابة الإجرام الدولية أيهود أولمرت على وقف إطلاق نيران العجز والهزيمة ولأجل ماذا؟ ماذا ؟!!!!! لأجل عيون الحبايب في "المحروسة لصالحهم" ..كما زعم وزعموا !!!!! " حوش يا حواش " فاشلون حتى في النصب ومحاولة سمجة ومفضوحة لسرقة إنجاز الدم الطاهر.



    انتصرت غزة وحدها , استحقت الشموخ منفردة بدمائها وصمودها, دون منة ولا فضل إلا من الله , لأنها وحدها وحدها وحدها تستحق العزة , أما بقية العرب فقد " كره الله انبعاثهم فثبّطهم " لأنهم لا يستحقون كرامة ولا فخرا " ولو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا " كما قال جل وعلا.



    بلا مواربة ولا محاباة لا أقصد الأنظمة الحاكمة فقط بل الشعوب أيضاً شعوب استلذت الذل وطاب لها المقام فيه , تبرر لمن لا جلالة لهم ولا سمو و لا فخامة , أمة تخاف التضحية لا تستحق العزة , أمة تقدم في معارك "التفحيط والهمجية " كل شهر ما يقرب من ألفي قتيل "عربي" في الحوادث المرورية على طرقاتها المهترئة دون أن يرمش لها جفن , أما لعزتها وكرامتها فتخاف وترتعب , واسألوا شوارع الرياض الخاوية إلا من المتسوقين المؤمنين المردوعين بفتوى تافهة المعنى والمصدر واسألوا شوارع القاهرة المرتعدة خوفاً على فولها وطعميتها المغمسة بالعار , وحتى شوارع صنعاء التي تفرغ من الغاضبين ما إن يحين موعد الخدر والقات أو تحتل أرصفتها " أعصي " أشاوس الأمن المركزي وبقية حماة الوطن عليهم السلام المؤهلين فقط برخصة محلية للعنتريات .



    يا غزة إننا عبيد لأنظمة سيد أسيادها لا يجرؤ أن ينادي ليفني بغير " الست" , يا غزة إننا حتى لا ندري على ماذا رضينا الذل لأنظمة فاشلة خاوية خانعة عاجزة ضعيفة مهترئة عديمة الحيلة إلا علينا لا هي أطعمتنا من جوع بقدر ما جوعتنا , ولا أمنتنا من خوف بقدر ما أرعبتنا , يا غزة صنعنا طواغيتنا من أقذر أوراقنا البالية وصدقنا كذبتنا وخفناها , يا غزة فلتصفعي بصمودك وتضحياتك خيبتنا وتفاهتنا حين نخاف من مرعوبين جبناء لا يجرؤون على السير في عواصم طغيانهم إلا بمدرعات وقاذفات ومدافع رشاشة وحراسات لو امتلكت يا غزة نصفها لشردت جيش الخنازير في يومين.



    يا غزة قتلاك في الجنة – شهداء بإذن الله – وقتلانا في الحوادث والدسائس والثارات يعلم بهم الله ، يا غزة جرحاك الستة آلاف سيسقطون نظام أولمرت وجرحانا ولو بلغوا ستة ملايين لن يسقطوا حتى عاقل حارة , يا غزة تضحياتك تزيدك قوة و خساراتنا ترهقنا ذلا .



    يا غزة دافعت عن شرفنا بلحم نسائك , فديت أطفالنا بقلوب أطفالك , فضحت دماؤك عجزنا، أسقطت أقنعة الأنذال الذين يتحكمون بمصائرنا , وفضحت العبيد المتخفين بثياب الفرسان , أصبحوا عراةً عراة لكن الحياء لم يعرف لوجوههم يوما سبيلا , يا غزة أسقطت بصمودك شرف كل دعي و رفعت شرف الأمة وحدك .. وحدك وكلنا هباء يخاف الهباء.

  • #2
    رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

    لمثل سعيد صيام اخترعوا "أف 16"


    بقلم : ياسر أبو هلالة

    نحتاج في ظل الفساد والانتهازية والخراب الأخلاقي إلى نموذج مثل سعيد صيام. ليس للفلسطينيين وحدهم بل للعالم النامي عموماً الذي غدت فيه الوظيفة العامة وسيلة الإثراء الأساسية. وقيل في تحليل فوز حماس الكاسح إنه كان رداً على فساد السلطة لا إعجاباً ببرنامج حماس. النزاهة وحدها في شعب يقارع الاحتلال لا تكفي. فقادة حركات التحرر ليسوا موظفي مصارف ولا محاسبين في شركات. الإيمان والشجاعة والقوة صفات أخرى.



    لن يكون مشهد استشهاده وابنه وشقيقه وزوجة شقيقه و.. أكثر بشاعة من استشهاد الأطفال ملتصقين بأمهاتهم. لم تكن نهاية مفاجئة. كتبت أكثر من مرة وأنا أذب عن أعراض المجاهدين في غير حملة صحافية عليهم أنهم طلاب شهادة لا طلاب حكم، وأن الحكم وسيلة للمقاومة لا المقاومة وسيلة للحكم. ولم يكن سراً أن صيام من أبرز المستهدفين لما يضطلع به من مسؤولية أمنية.



    لم يبن سلطة الأجهزة بل ساهم في بناء سلطة المقاومة، وفي عهده تطورت المقاومة وصار لها سلاح صاروخي يحسب له ألف حساب ويستنجد بواشنطن للحد منه. لم يحكم وزير الداخلية السيطرة على الحدود بل حفر الأرض وأقام مديرية للأنفاق والتهريب تمكنت من إدخال كل هذا العتاد للمقاومة تماماً كما مكنت القطاع المنكوب من مواصلة الحياة عبر تهريب الغذاء والدواء والمحروقات.



    سيأتي يوم ينصف فيه هذا الرجل الذي تمكن من إدارة وزارة قوامها أجهزة متمردة تعمل ضده. وفي أيامه تحقق أمن لدى المواطن الغزي لم يشهده في أيام الاحتلال ولا في أيام السلطة. وكتبت الصحافة الغربية كيف تمكن الناس من السهر على شاطئ غزة للمرة الأولى. حقق الأمن لأبناء شعبه وسلب الأمن من الإسرائيليين المحتلين على عكس من ظنوا أن واجبهم إشاعة الرعب في أوساط شعبهم وتحقيق الأمن للعدو.



    لا يوجد قائد في حماس بمنأى عن الاستهداف. وهو في آخر مؤتمراته الصحافية كشف كم كانت أجهزة أوسلو متورطة في استهداف قادة المقاومة وهذا قدرهم. يعيشون ويموتون مثل شعبهم. يمكن أن نتخيل الساعات الأخيرة لأبي مصعب رحمه الله. كان يرى في صورة ابنه كل شباب فلسطين المحرومين من الحياة الطبيعية. كان يسعى إلى حياة أفضل لهم، حياة بكرامة بحرية. لم يكن يحلم بأبراج داخل غزة وخارجها. إذا كنا قد تعبنا من متابعة الأخبار على الشاشات فكيف بسعيد صيام في هذه الأسابيع الثلاثة؟



    عندما نفثت الإف 16 حممها مَنْ كان يحمي مَنْ الابن أم الأب؟ في لحظات ود الأب لو افتدى ابنه، لقد عشتُ طويلا أنت لا تزال شاباً. الابن يود لو يفتدي أبيه الأمة تحتاجك، الشقيق يفتدي زوجته الأولاد أولى بك.. جمعهم الموت والجنة هي الموعد. طبعاً لم يفكر الأب للحظة بالتوريث وتوزيع المكاسب والمنافع كالمعتاد في العالم الفاسد.



    يعلمنا الشعب العظيم في غزة الكثير، فالحياة ليست منافع ومكاسب وشركة توزع أرباحها آخر العام.. الحياة فيها قيم لا تقدر بثمن. فيها قادة بحجم سعيد صيام، لا يرهبون المواجهة ويصممون على النصر ويتقدمون بشعبهم نحو الحرية. لمثله اخترع الأميركيون الإف 16 أحدث المقاتلات التي صممت لمواجهة الاتحاد السوفيتي. إنه رجل بحجم دولة عظمى. قيل: قل من خصمك أقل لك من أنت. إن خصمهم العالم الطاغي الظالم، خصمهم أميركا و"إسرائيل" وعملاؤهما بكل سلاحهم وإمكاناتهم وأموالهم.



    استرحت يا أبا مصعب، أنت وفلذة كبدك عند رحمن رحيم، كم تعبت، وكم تلقيت من طعنات، سجنك العدو وسجنك الشقيق وأبعدت في مرج الزهور وقضيت في نيران الإف 16.. يكفي، آن لك أيها الفارس أن تترجل أيها الشهيد السعيد. سلام عليك..




    --------------------------------------------------------------------------------

    تعليق


    • #3
      رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

      في معركة الفرقان:كتاب سلطة المقاطعة وراء ظهرها


      بقلم : رشيد ثابت


      قبل أن نتوه في زحمة التطورات السياسية المتتابعة والمتلاحقة لا بأس في وقفة لتسجيل كشف حساب سلطة المقاطعة في الحرب الهمجية على غزة مما قالت وفعلت؛ على الأقل حتى لا يضيع أجرهم عند "دايتون" (ولو أن بوسعهم طبع نسخة من مقال "عكيفا إلدار" عنهم في "هآرتس" وعرضه على "الجنرال" وعلى الرباعية كمستند حسن سلوك مرتفع)



      أول الأمر:


      مع بدء الغارات الجوية العنيفة اعتقد القوم أن شمس الموساد ستسطع على الشرق للأبد؛ ولذلك كان لا بد من الشماتة في حماس على اعتبار أنها صارت أثرًا دارسًا من الماضي؛ فكان تصريح نمر حماد "بتحميل حماس مسؤولية العدوان" وتصريح الطيب عبدالرحيم عن قرب "سقوط الأجندة الخارجية وعودة الشرعية" تحت وقع قصف الإف ستة عشر؛ الأمر الذي كان له أطيب وقع على نفوس المحاصرين الذين يتعرضون للذبح وكما يمكن للمرء أن يتصور! وعلى المستوى الأمني وزعت عناصر دحلان بياناتٍ في غزة "تبشر" بعودة الشرعية وتمضي بعيدًا في وصف ملامح انتصار العملاء فحددت من يجب قتله من عناصر حماس ومن يمكن منحه الأمان عند المخاتير! ناهيك طبعًا عمن صدقوا هذه البيانات وشرعوا في التحرك المسلح لمساعدة مضامينها على التحقق فجرى وقفهم عند حدهم - بمن في ذلك من فرضت عليهم الإقامة الجبرية لأنهم وزعوا حلوى "دحلان" فرحًا بالغارات الجوية (الرجاء عدم البصق)!



      بعد صمود حماس: الصحوة الكذابة!


      فوجئ القوم بصمود حماس وأن دولة حماس لم تدل وأن دولة "الزط" لم تقم بعد؛ ولذلك وقع جراء هذا الموقف ارتجاعٌ كلاميٌّ شكليٌّ بأسلوب عاطفيٍّ لا يتقنه عباس ولا يحسنه في الوقوف مع غزة؛ وهو في خطابه وإن تظاهر بالتضامن مع المضروبين فإنه حرص على استمرار إطلاق رسائل التلبيس السياسي؛ فطالب بعودة الشرعية "إلى أهلها" - إليه طبعًا - وحافظ هو وإعلامه على تأييد النظام المصري وإخراج المظاهرات المصنوعة والسمجة لتأييده؛ رغم وجود إجماع شعبي عربي على بشاعة هذا الدور المتواطئ (اقتحام قنصلية مبارك في عدن ورفع العلم الفلسطيني عليها ناهيك عن حرق مصريٍّ لجواز سفره المباركي؛ شعورًا منه بالعار من التبعية لنظامٍ سياسيٍّ معادٍ للأمة كنظام فرعون). هذا كله أكَّد مجدَّدًا أن الاقتراب من وجع الناس هو أبعد ما يكون عن بال هؤلاء حتى لو بالغ عباس زكي ونبيل شعث في بيع الوطنيات والعواطف في تصريحاتهم؛ وحتى لو نزل توفيق الطيراوي للتظاهر في رام الله غضبًا من العدوان الصهيوني (وربما حزنًا على عدم وجود دور كبيرٍ له في التنسيق الأمني ضد المقاومين هذه المرة بحكم أنه خارج "الخدمة")



      عودة اللؤم السياسي:


      لكن الطبع يغلب التطبع؛ فسرعان ما عاد فريق المقاطعة لدورهم المرسوم؛ وماطل عباس والعرب في التصرف سياسيًّا بأي شيئ يساعد الناس (عدم العمل على عقد قمة طارئة وعدم المسارعة للذهاب لمجلس الأمن بنفس قوي والذهاب بمشروع باهت - حين ذهبوا أخيرًا - وبعد تعطيلٍ وتأجيلٍ في انتظار زيارة "ساركوزي"). ثم حين صدر القرار الباهت كان واضحًا أن عباس يريد أن يحمل حماس المسؤولية - مسؤولية سفك الدماء - إن هي رفضت القرار ورفضت المبادرة المصرية (كذلك استخدم عباس جملة شرطية تقول إنه إن رفض الكيان القرار فهو يتحمل مسؤولية الدماء؛ أي أنه إلى أن يرفض الكيان القرار فهو لا يتحمل مسؤولية الدماء!) وقال عباس أنه يريد وقف المقاومة "لأنها تدمر شعبنا" ويريد قواتٍ دوليةٍ لمنع المقاومة ونزع سلاحها (وتبين الآن بكل وضوح أن الكيان لم يكن يصر على هذا السقف العالي لعلمه باستحالة قبول حماس به؛ ففيم المزاودة على الكيان فيما يريد؟ ولماذا يريد البعض أن يكون صهيونيًّا أكثر من "هرتزل"؟)



      في مجلس الأمن كانت كلمة عباس باهتة أضعف بمائة مرة من الكلمة الاستعراضية للمندوب الليبي. وحرص فريق عباس على جر أي مشروع حل للأسفل (حتى حين يكون المبادر أجنبيًّا من تركيا أو أوروبا!) من خلال الإصرار على العودة لاتفاقية 2005 لإدارة معبر رفح - أي الإصرار على العودة للكاميرا "الإسرائيلية" - وزرع قوة دولية ما في غزة (إن ليس في قلبها فعلى الحدود مع مصر). ثم شاهدنا مالكي عباس يساوي حماس بالكيان في رفض قرار المجلس؛ ورأينا صحافيًّا إسبانيًّا متصهينًا يقابل المالكي وينقل على لسانه عبارات الإدانة وتحميل المسؤولية لحماس؛ لينشر الصحافي هذا الكلام ليرد به على مظاهرات التعاطف مع فلسطين في بلاده! وفيما الأمم المتحدة تجزم بمسؤولية الكيان عن قصف مدارس وكالة الغوث كان "فياض" لا يزال يطالب بلجان تحقيق (لعل وعسى أن يثبت ذلك مسؤولية حماس من خلال إثبات انطلاق الصواريخ من حرم المدرسة!). وحرص فياض على تذكيرنا بأنه في بلادة التماسيح (هو قال عن نفسه مرة أن "جلده سميك") فأصدر في غمرة الدموع والدماء تصريحًا عن "خطورة" اقتسام السيطرة على معبر رفح وضرورة وجوده هناك (مع الكاميرا "الصهيونية" مع أن "نوره وتنسيقه الأمني كفاية")! وفيما عباس يرفض مساعدة أي هيئة حقوقية فلسطينية أو عالمية شعبية في رفع دعوى ضد الكيان في محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية على خلفية جرائمه في غزة (يرفض التوقيع على الطلب بصفته "ممثلاً" للفلسطينيين ويرفض إدانة المجزرة بشكل حاسم كما قال جمال زحالقة العضو العربي في "الكنيست" والذي هو بالمناسبة ليس عضوًا في حماس!) بينما عباس إذًا يفعل كل هذا حرص مسؤولوه على فتح أكياسهم لجمع مال "التبرعات" و"إعادة إعمار غزة" استعدادًا لجولة نهب جديدة تحافظ على موقع سلطة المقاطعة في مؤخرة قائمة الأنظمة النزيهة والشفافة خلف بعض أكثر دول العالم تخلفًا (وهذا مكتسب وطني مهم لا يجوز التفريط فيه بطبيعة الحال)



      العمل الأمني لم ينقطع
      :

      إن كانت حسابات السياسة تفرض أحيانًا الخروج بتصريح غير خياني بين الفينة والأخرى - مع أن هذا نادر الحدوث في الحقيقة - فإن العمل الأمني لأيتام دايتون لا يتوقف في السلم والحرب ولا يتأثر بمعدل سفك الدم الفلسطيني. فعمل هؤلاء - من خلال حفنة جِراء دحلان (جمع جرو وهو صغير الكلب) الذين ينتظرون في مصر ليجسدوا "عودة الشرعية" - عملوا على مراقبة الجرحى المنقولين لمصر ومساعدة أجهزة الأمن هناك في تحديد المقاومين منهم - الأمر الذي تسبب في اعتقال عديدٍ من المسافرين والطلاب. واستنفرت فتح في الضفة لمنع الانتفاضة الثالثة وإنفاذ مشيئة دايتون؛ ومارست القمع والتعتيم على المظاهرات والتعتيم على قمعها للمظاهرات؛ واعتدت على النساء ورايات حماس وضربت واعتقلت المئات (ونالت من الجماهير التعرض للضرب بالأحذية في إشارة تنم عن "منتهى الاحترام" من الناس لهم) واستخدمت فتح شبيبتها في تخريب المظاهرات الشعبية الصادقة من خلال جعل تلك الشراذم تصطدم بالناس تحت حماية المخبرين ومسلحي دايتون.



      ووصل البلل حتى للرفاق الذين سكتوا طويلاً على ممارسات سلطة التنسيق الأمني ضد حماس؛ فرأينا الجبهتين الشعبية و"الديمو" - اسمها طويل وهو مضلل لا تستحقه - تصدران بيانات إدانة بخصوص تعرض مناضليها في الضفة للاعتقال من قبل "الإخوة" في حركة فتح. إذًا استمر العمل الأمني كأن شيئًا لم يكن؛ بل تم فصل عددٍ من الموظفين على خلفية "الانتماء السياسي" - أي أنهم "شيوخ"! - وكتب "عكيفا إلدار" في "هآرتس" كما قلنا آنفًا ليثني على عباس وكيف أن رجاله منعوا مظاهرات التضامن مع غزة في الضفة؛ مع أن العالم كله يضج بمثل هذه التظاهرات كما لاحظ إلدار نفسه! أما بالنسبة لمظاهرات السلطة المضادة لمظاهرات حماس المؤيدة لغزة؛ فقد اتسمت بضعف الحضور - لا أعرف من هذا المخبول الذي سيأتي لمظاهرة تهتف لحسني مبارك ونظامه؟ - وصولاً لإلغائها بعد انعدام الإقبال عليها وكما سجلت "هآرتس" أيضًا بفخرٍ بهذا الشريك في التنسيق الأمني!



      لكن لعل أقوى قنبلة في المجهود السياسي السلطوي في الحرب على غزة تمثلت في التصريح التالي المنسوب للسيد الرئيس: "إن الساعات القريبة القادمة قد تقدم حسمًا لما يجري ونرجو أن يكون هناك إيجابية لوقف سريع لإطلاق النار". أما سبب كون هذا التصريح "قنبلة" فهو أنه جاء بيني يدي اغتيال الشهيد "سعيد صيام"!



      ثم هناك المدد الإعلامي:


      طوال الحرب حرص إعلام فتح على تدوير الأخبار مع إعلام الكيان لخدمة المجهود الصهيوني الحربي؛ فكان الدكان الإعلامي الفتحوي ينشر الأكاذيب (عن "فرار قادة القسام" و"تدمير وحدة إيران في كتائب القسام" مثلاً) فتقوم وسيلة الإعلام العبرية بنشره "نقلاً عن مصادر فلسطينية" لتعود وسائل إعلام فتح لنشره كأنه خبر صهيوني صرف! هذا بخلاف تصريحات الاصطياد في بحور الدماء من قبل أجبن قادة فلسطين وأكثرهم خَوَرًا وخيانة!



      تخريب العمل العربي:


      شرعت فتح هذا المجهود بعدم الدعوة لقمة عربية؛ والسعادة بعدم عقدها أو عدم التوصل إلى طلب عقدها على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب أول الأمر. وشاهدنا نبيل عمرو وهو "يتهبل" - يتهبل فعلاً دون مبالغة - في تبرير الموقف الرقيع لسلطته؛ فتحدث عن إجماع عربي ضغطهم وفرض عليهم عدم عقد القمة في حينه - هذا قبل عقد قمة غزة الطارئة في الدوحة - وغاب عن عقله السميك كل كلامهم القديم عن المحاور العربية و"المحور السوري القطري" وكيف أن كلام المحاور ذاك يستدعي حكمًا عدم إمكانية وجود إجماع عربي على عدم عقد القمة؟!



      لكن حين حصحص الحق ووضعت الدوحة وقمتها هؤلاء النتنى أمام مسؤولياتهم فقد كان عباس أحد من منعوا نصابها؛ وكان كلام الوزير القطري حمد بن جبر آل ثاني عنه وعن خشيته من "الذبح من الوريد إلى الوريد" إن هو حضر - كان هذا الكلام بمثابة أكبر بصقة متلفزة بثت على الهواء مباشرة في التاريخ الإنساني كله! بصقة توجهت نحو رئيس جبان لا يحكم على قليل أو كثير دون إذن أسياده الصهاينة! ولا عجب بعد ذلك أن يخرج فريق المقاطعة للت والعجن والإرغاء والإزباد بكلام سيطر الخبل والخطل على أوله وآخره وأوسطه (لا بد من وقفة مخصوصة لتصريحات عصر ما بعد الجهر بعبارة "بخاف ما يعطوني تصريح" فحتى ذلك الحين...)



      ختامه حنظل:
      هذا هو كتاب سلطة المقاطعة الأسود؛ وهي تستحقه وراء ظهرها؛ وعلى كل صوت سيتحدث عن "الوحدة الوطنية" مع هؤلاء بعد الآن أن يعيد قراءة الكتاب ويعيد تقييم سقم رأيه ومرضه!



      وقبل الختام أحب أن أنوه بأبشع ما جلل هذه المائدة المنتنة من تصريحات وأعمال موقوذات ونطائح أذناب دايتون؛ وهو خروج تيسير التميمي - مفتي السلطة - ليهتف في رام الله بنداء "وامعتصماه". تخيلوا مظاهرة ضئيلة الحجم يتقدمها مفتي التنسيق الأمني لتهتف: "وامعتصماه"!



      تُرى: هلاَّ عَلِمَ الشيخ تيسير أن المعتصم كان هو من قمع وسحق ثورة "الزُّط"؟ ففيم "الزن على خراب عشك" يا تيسير؟ نادِ على "حسني مبارك" أحسن!

      تعليق


      • #4
        رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

        هكذا انتصرت إسرائيل .. وهكذا انتصرت غزة ... صور وصور



        صورة النصر في غزة غير كل الصور يا عرب ... في غزة صمد الشعب كله وتوحد ليواجه النازيين الجدد ، ليواجه المحرقة ، وليواجه النظام العالمي بتواطؤه وانحيازه للقاتل والمجرم ، وصمود غزة نصر يعري القادة العرب كلهم ... وبكل توجهاتهم ...

        أيها العرب : من يقبل فينا أن يتحول زعيم دولة وقائد جيش إلى شاعر وكاتب ومتحدث ، ينفث المشاعر ... لقد عرفنا الزعماء على مر التاريخ أصحاب فعل ... شكراً لكم يا أطفال غزة، فقد عريتم القادة كلهم وجيوشهم وعنترياتهم ...

        ثلاث مؤتمرات قمة عربية .... مؤتمر لاصحاب الزيت الذين لم يعودوا قادرين على حماية زيتهم ... هذا الزيت الذي يضيء شموع وقناديل أولمرت وتحرم منه غزة... ويحرم منه شعب غزة ، ويحرق به أطفااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال غزة .... هنيئاً لكم يا أصحاب الآبار الممتدة على طول وعرض الوطن ، فقد أديتم الأمانة وشاركتم في المذبحة وسكبتم زيتكم على نار الصهاينة فازدادت النار اشتعالاً ... وحرقت غزة وأطفالها ...

        مؤتمر الدولار العربي
        ، هذا المؤتمر الذي جاء ليحسب ما تبقى من خسارة العرب في بنوك العالم الذي افتعل أزمة المال ، يا لغباء هذه الشرذمة من زعمائنا ، أفقروا شعوبهم ، جوعوهم ، وقتلوهم ، ثم جاء من يسلبهم دولارهم الذي أودعوه بنوكأ تقدم المال لقتل أطفال غزة .... سحقاً لكم يا شرذمة الإقتصاد العربي ، إنكم والله لستم إلا كساداً في سوق كنتم السلعة الفاسدة فيه.

        أما المؤتمر الثالث فكان مؤتمر غزة، حيث تحول الزعماء وقادة الجيوش والجنرالات وأصحاب النياشين إلى شعراء وأدباء ينعون ويرثون غزة في خطاباتهم وكلماتهم.... لمن جيوشهم إن لم تكن لمثل يوم غزة ؟ ولم النياشين التي تألقت بها صدورهم وكيف أحرزوها؟ !!! يا للعجب يا عرب ؟!!!

        أما المؤتمر الذي جاء ليسحب البساط من تحت أرجل المقاومة ، وجاء ليتاجر بدماء الأبرياء ، فذاك الذي جمع الأوباش في شرم الشيخ ، جاءوا من كل بقاع الأرض ليقولوا لغزة لن تنتصري ... لكن غزة قاومت وصمدت وانتصرت ... فقالوا نحن من حقق النصر لغزة ... وهم من أحكموا الطوق حول غزة ، وهم من طلبوا من أداة القمع الصهيوينة أن تحرق غزة ...

        انتصرت غزة ... بصبرها وجبروتها وقوتها التي ظلت تدافع ، وانتصرت غزة التي ما خارت قواها ، وانتصرت غزة وضمدت جرحها بكفها يوم أغلق الصهاينة العرب معابرها ... وانتصرت غزة بدعائها لله ، وبقلبها العامر بالإيمان، وانتصرت غزة بصمودها ....

        غزة عصية على المحتل منذ أن وجدت ، هل تذكرون قبل أعوام كيف ولى الغاصب مهزوماً مخلفاً وراءه ثكناته مفرغة إلا من آثامه التي اقترفها طوال فترة الإحتلال؟

        هل تذكرون كيف هرب المفسدون من أزلام الصهاينة من جماعة عباس اليقظ الحساس ...؟ هربوا من مواقعهم وتركوا خلفهم سنوات من الإضطهاد لشعب أثر الصبر على طرد الإخوة والرفاق ، لكنه قرر قطع تلك اليد الآثمة التي ما فتأت تمتد لتؤذي الشعب الصابر المصابر.

        هذه هي غزة اليوم ، تصمد وتطرد المحتل وتعلن أنها غزة المعجزة ... غزة الكرامة الإلهية ، وهي غزة التي ظلت طوال أسابيعها الثلاثة تقاتل نيابة عن أمة المليار ونصف المليار ...

        نعم ... انتصرت غزة دون أن تهدم بيوت الآمنين ... وانتصرت غزة إذ جمعت قلوب العالم حولها، وانتصرت غزة حينما عرّت زعماء الخيانة العرب كلهم ... وعرفت الشعوب بيقين القلوب أن من يحكمونهم هم عملاء الصهاينة ، وليسوا أبداً منهم ، وصمدت غزة وانتصرت وسطرت معجزة في زمن يرتجف فيه رعاديد العرب من حملة النياشين أمام ذات العدو ...

        ليست غزة اليوم كمثلها بالأمس ، لقد خرجت من المحنة قوة قهرت رابع قوة في العالم ، ومعجزة حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر ... هذه هي معايير النصر ... فلتتعلم الجيوش من مدرسة غزة ...


        عن صلاح المومني بتصرف
        كاتب أردني مقيم في أمريكا

        تعليق


        • #5
          رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

          ما هو مصير جلعاد شاليت؟


          بقلم : صلاح حميدة





          الجندي الاسرائيلي الأسير من قبل المقاومة الفلسطينية أثار العديد من الجدل الداخلي فلسطينياً وخارجياً، أصبح معروفاً لكل إنسان في العالم، من السياسيين وغير السياسيين.



          قبل معركة الفرقان، فشلت المفاوضات لإطلاق سراحه، لأن الحكومتين المصرية والصهيونية اعتبرتا أن الثمن المطلوب من حركة حماس كبير مقابل هذا الجندي، كما كان الطرفان وغيرهما يؤملان على قدرتهما على الوصول إلى معلومات تفيدهما من التحقيق مع القساميين المعتقلين في مصر حول مكان احتجازه.



          قامت حرب الفرقان، وكان من أبرز المناطق المستهدفة من رجال الكومانوز البحري هي المنطقة الوسطى، والتي يعتبر أيمن نوفل المعتقل في مصر قائداً سابقاً لها، وهذا يدلل أن المخابرات المصرية أجبرت نوفل على الإدلاء بمعلومات تحت التعذيب عن شاليت، وأن شاليت حسب اعتقادهم في المنطقة الوسطى، ويفسر إصرار الكوماندوز البحري على الإنزال عدة مرات في المنطقة رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها، يدلل على رغبة أكيدة في استثمار نتائج التحقيقات المصرية، حتى ولو كانت خاطئة وتحت التعذيب.



          في بداية الحرب، أعلنت مصادر فلسطينية مجهولة، أن الجندي شاليت أصيب في أحد الغارات وكفى، وكنت أعتقد ومعي العديد من المحللين، أن هذا الإعلان من باب جعل (قلب اسرائيل يسقط في قدميها ) خوفاً عليه، ولكن ما تبع ذلك من قصف اسرائيلي لمجموعات أسرت جنودا خلال الحرب وقتلهم معاً، بين للجميع، أن الساسة الاسرائيليين مستعدون لقتل جنديهم، حتى لا يقعوا في أزمة كأزمة شاليت، ولذلك قد يكون شاليت حقاً أصيب خلال الحرب، وقد يكون لا.



          خلال الحرب وقبلها وعند إعلان انتهائها، كان اسم شاليت يتردد على ألسنة القادة والجنود الصهاينة، وأعلنوا جميعاً أنهم لن يعودوا إلا وهو معهم؟!



          انتهت الحرب إسرائيلياً ورسمياً على الأقل، ولم يعودوا بجلعاد شاليت، ولكن ما أثار انتباهي شيئان:-



          موقف موسى أبو مرزوق خلال الحرب، عندما سئل عن شاليت، فرد (أن شاليت لا يساوي بالنسبة له هرة).



          أما ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان، فقد قال قولاً خطيراً لم ينتبه له أحد، وقد كانت قسمات وجهه وعينيه تعبر عن صدق ما قال، وعندما تحدث عن شاليت تعليقاً على تصريحات أولمرت عند إعلانه لانتهاء الحرب، فقد قال حمدان بكل وضوح أن احتمالات موت أو فقدان أو بقاء شاليت على قيد الحياة، كلها مفتوحة، وهذا يدعو للاستنتاج بأن شاليت ربما يكون قتل في الحرب، وربما يكون قتل مع آسريه وفقدت آثارهم جميعاً، خاصة وأن الجيش الاسرائيلي أعلن أن سعيد صيام ومن معه من الذين استشهدوا هم الحلقة المتصلة مع الخلية الآسرة لشاليت، وبهذا قد يكون شاليت فقد إلى الأبد مع آسريه، ولحق بإيلي كوهين ورون أراد، وقد يكون شاليت منذ زمن بعيد خارج قطاع غزة أصلاً، فهل من استطاع تهريب هذه الكميات الهائلة من السلاح إلى قطاع غزة من تحت أنف المخابرات المصرية والاسرائيلية، لا يستطيع إخراج شاليت من القطاع؟.



          وهل سيكون ثمن أي معلومة عن شاليط في المستقبل، حرية عدد من المعتقلين المحكومين بالمؤبدات(الإعدام)مماثلاً لعدد من قتل من الفلسطينيين في هذه الحرب؟ أسئلة كثيرة ستجيب عنها الأيام القادمة

          تعليق


          • #6
            رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

            الرابحون والخاسرون في حرب غزة


            بقلم : عبد الباري عطوان



            لم تكن علامات البهجة تكسو وجهي إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه إيهود باراك وهما يعلنان في ساعة مبكرة من فجر أمس عن وقف أحادي الجانب للحرب على قطاع غزة، فالانجازات التي حققتها هذه الحرب جاءت قليلة، بل مخجلة، لأنها لم تتجاوز قتل المئات من الأطفال والنساء والمدنيين، وتدمير بعض البيوت والمساجد والمباني الحكومية.



            السيدة تسيبي ليفني توعدت بتغيير المعادلة في قطاع غزة، وسحق فصائل المقاومة، ونجحت في الأولى ولكن بشكل عكسي، وفشلت في الثانية، وخلطت جميع الأوراق في المنطقة العربية بشكل لم يتوقعه أكثر المتفائلين بإمكانية حدوث التغيير المأمول.



            بعد أن هدأ غبار المواجهات، وتوقفت الصواريخ وقذائف الدبابات والزوارق الإسرائيلية عن تمزيق جثامين الشهداء، وحرق أجساد الآلاف بالقنابل الفسفورية، لا بد من الاعتراف بأن أبناء قطاع غزة دفعوا ثمناً باهظاً لهذه الحرب، من خيرة أبنائهم، فلم يتوقع أحد أن تبلغ وحشية الإسرائيليين هذه الدرجة من التعطش لسفك الدماء والتمثيل بالجثث، وتدمير البيوت فوق رؤوس أصحابها الجوعى المحاصرين، ولكن هذه التضحيات الجسيمة وضعت الإسرائيليين أمام العالم بأسره كعامل عدم استقرار وبؤرة إرهاب تهدد أمن هذا العالم.



            المعركة لم تكن أبداً بين طرفين متكافئين، وكيف تكون كذلك وقد أحكم النظام الرسمي العربي الطوق، وتواطأ مع المعتدين، وسهّل لهم مهمتهم بصمته تارة، والتحرك الدبلوماسي المشبوه لإعطائهم المزيد من الوقت لإنجاز مهمتهم، تارة أخرى.



            ربما يكون تعداد الرابحين من هذه الحرب عملية شاقة، علاوة على كونها موضع جدل، بحكم الصورة المأساوية على أرض القطاع الصغير المحاصر التي نقلتها وتنقلها شاشات الفضائيات بتفاصيل مرعبة، ولكن حصر الخاسرين، من وجهة نظرنا على الأقل، يبدو أكثر يسراً، ويمكن إيجازهم في النقاط التالية:



            أولاً: الخسارة الإسرائيلية هي الأضخم، إن لم يكن عسكرياً، فسياسياً بكل تأكيد، فبعد أكثر من ثلاثة أسابيع لم يخرج المقاومون من أنفاقهم رافعين الرايات البيضاء، متوسلين وقف إطلاق النار، ولم تتوقف الصواريخ، ولم يخرج شعب قطاع غزة، رغم فجيعته الكبرى في مسيرات بين أنقاض منازله المدمرة مطالباً بطرد سلطة "حماس" وعودة سلطة رام الله ورجالاتها. القيادة الإسرائيلية، ذهبت إلى واشنطن، وهي القوة الإقليمية العظمى، لتوقع اتفاقا أمنياً معها لمراقبة تهريب الأسلحة إلى القطاع. وظهرت أمام العالم بأسره كقوة مكروهة متعطشة لمص دماء ضحاياهم من الأطفال والمدنيين في حرب يجمع أنصارها أنفسهم بأنها لم تكن أبداً شبه متكافئة.



            "إسرائيل" خسرت الجزء الأكبر من الرأي العام العالمي، مثلما خسرت أصدقاءها العرب، وقتلت عملية السلام، وشجعت التطرف، وأسست لنمو منظمات فلسطينية وإسلامية ربما لن تتردد في تبني "الإرهاب" واستغلال أجواء الإحباط السائدة في الشارع العربي لتجنيد المئات، إن لم يكن الآلاف، من الشباب، تماماً مثلما حدث بعد هزيمة حزيران عام 1967 المهينة.



            ثانياً: خرج النظام المصري الخاسر الأكبر عربياً، وخسر دوره كوسيط، بعد أن خسره كقوة إقليمية رائدة، وتعرض لطعنات قاتلة ومهينة من أقرب حلفائه، الأمريكان والإسرائيليين، وتمثل ذلك في أمرين أساسيين، الأول توقيع تسيبي ليفني وزيرة خارجية "إسرائيل" ونظيرتها الأمريكية كوندوليزا رايس اتفاقاً أمنياً بمراقبة الحدود المصرية مع قطاع غزة، ومنع التهريب، دون التشاور مع الحكومة المصرية، أو حتى اطلاعها على تفاصيل هذه الاتفاقية، مما يؤكد أن دور نظام مصر هو التابع المؤدي للخدمات بمقابل، وليس الحليف الاستراتيجي المحترم. أما الثاني فهو إدارة "إسرائيل" ظهرها للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بشكل ينطوي على احتقار وازدراء متعمدين، ودون أي اعتبار لجهود واتصالات مصرية استمرت أسبوعين لتثبيت هذه المبادرة، وشق الصف العربي من أجل تحقيق هذا الغرض.



            ثالثاً: السلطة الفلسطينية في رام الله تهمشت بشكل مفجع، ليس بالنسبة إلينا، وإنما بالنسبة إلى المسؤولين فيها، فقد خسرت تأييد نصف العرب على الأقل، ودول إسلامية عظمى مثل تركيا وإيران وأندونيسيا، ولم تتحقق أحلامها في العودة إلى قطاع غزة، واستمرارها في رام الله بصورتها وتركيبتها الحالية بات موضع شكوك. وجاء خطاب رئيسها محمود عباس في قمة شرم الشيخ انعكاساً واضحاً لهذه الحقيقة، فقد كان الأقصر والأضعف من بين جميع الخطابات، لم يتحدث عن معاناة أبناء القطاع، ولم يطالب بفتح المعابر، ولم يكشف عن خيبة أمله في عملية سلام فشل رهانه عليها.



            رابعاً: مني ما يسمى بمحور الاعتدال العربي بضربة موجعة في مصداقيته، أو ما تبقى منها، أمام مواطني بلدانه، عندما تهرب من القيام بأي تحرك فعلي، وظهر بمظهر المتورط المشارك في العدوان، سواء بتصدير الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي، أو بعرقلة عقد قمة عربية طارئة، وتمسكه بمبادرة مصرية رمت بها "إسرائيل" في سلة المهملات، وأدارت الظهر لها ولصاحبها.



            خامساً: السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية قد يكون أبرز ضحايا حرب غزة على الصعيد الشخصي، فقد حاول الرجل أن يلعب على عدة حبال في وقت واحد، وأن يتجنب السقوط، ولكن محاولاته باءت بالفشل، وحسب نفسه على محور الاعتدال، أو بالأحرى كشف عن حقيقة انحيازه إلى هذا المحور منذ البداية، وهو الذي أخفى هذا الانحياز ببراعة من خلال عبارات رنانة حول الصمود والمقاومة. جامعة السيد موسى سقطت جماهيرياً، وانتهى رصيدها القليل في الشارع العربي بشكل درامي، ولا نعتقد أنها ستخرج من هذه الكبوة سريعاً، وبالأحصنة الحالية نفسها. أمر محزن أن ينهي السيد موسى بعض جوانب تاريخه بهذه الطريقة المأساوية.



            سادساً: خرج إعلام محور الاعتدال بخسارة كبيرة أنهت كل الآمال بتعافيه من الضربة الكبيرة التي أنهت مصداقيته بسبب انحيازه إلى الاحتلال الأمريكي للعراق. ولم تشفع كل ادعاءات المهنية في إبراء ذمته من الانحياز المبطن للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. بينما عزز إعلام دول الممانعة، على قلته، وضعف إمكانياته من وجوده في الشارع العربي الذي وقف إلى جانبه مسانداً ومؤازراً.



            صمود أهل قطاع غزة حقق معجزة في زمن قلّت فيه المعجزات، مع اعترافنا بالثمن الباهظ لهذا الصمود. فالعالم كله منشغل حالياً في كيفية توفير الأمن والحماية للإسرائيليين، وإيجاد الطرق والوسائل وتوفير المعدات المتقدمة لمنع تهريب الأسلحة إلى الصامدين المحاصرين في هذا القطاع الصغير في مساحته الكبير في عزيمة أبنائه.



            هذا العناد في التمسك بالثوابت، وفي رفض الاستسلام هو الذي تخشاه "إسرائيل" وقيادتها وشعبها، فإذا كان هؤلاء صمدوا ثلاثة أسابيع، ولم يخرج واحد منهم على شاشات التلفزة يندد بالمقاومة، رغم انهيار سلطة "حماس" واختفاء قواتها التنفيذية، وضخامة أعداد الشهداء والجرحى، فإن أداءهم في أي مواجهة قادمة، إذا ما امتلكوا الحد الأدنى من الأسلحة الدفاعية، سيكون مفاجئاً. فالجيل القادم من أبناء القطاع، الذي سيتكون من أطفال شاهدوا مجازر آبائهم وأمهاتهم وأشقائهم وشقيقاتهم، سيكون الأشرس، ولن ينسى، ولا نعتقد أنه سيغفر.



            حرب غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة مجدداً، وجبّت كل ما قبلها من مفاوضات عبثية، وعملية سلام مزورة، وقيادات متخاذلة، وما يسمى بحل الدولتين، وعززت ثقافة المقاومة، وكشفت عن المعدن الصلب المقاوم للشعب الفلسطيني، مثلما أعادت إحياء الشارع العربي، والتلاحم بين أبنائه والتفافه حول قضيته المركزية، وتوسيع الفجوة بينه وبين الأنظمة الدكتاتورية العاجزة، فاقدة الإرادة والسيادة التي تحكمه.



            مسرحية مؤتمر شرم الشيخ لن تنقذ النظام الرسمي العربي من مأزقه، ولن تعيد له شرعيته ومصداقيته لأن هذا النظام بات فاقد الكرامة والشرعية، بعد أن سحبهما منه شهداء غزة، واحتجاجات الشرفاء، وهم الغالبية، داخل مصر المحروسة، والعواصم العربية الأخرى

            تعليق


            • #7
              رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

              تبت يدا أولمرت !

              إيمان بدران




              لعلنا نتذكر حين بدأت الشرذمة الحاكمة في "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزة وكيف خرجت التصريحات من هنا وهناك معلنة أنا ستغير الوضع والمعادلات في غزة، ساعتها كان المستمع إلى أولمرت وليفني يظن أنهما سحقا المقاومة بضربة "معلم" وبدون أي تبعات أو خسائر !

              مضت أيام العدوان وبدأت ملامح الخيبة الكبرى التي حققتها تلك الشرذمة !

              فمنذ اللحظة الأولى ظهر جليا ذلك الغباء الذي يلف حكومة "إسرائيل" حين قامت بضرب مراكز الشرطة ظنا منها أن المقاومة تختبئ فيها ! ثم الأسخف من ذلك ما قاله "أفي ديختر" أيامها من أن أهل غزة سعيدون بما يجري ! وأن إسرائيل فعلت ذلك لمساعدة أهل غزة على التخلص من حكم "حماس" وكأنه هو الوصي على سكان غزة !

              لكن ضمت الأيام الثلاثة والعشرون يوما بعد يوم لتتكشف رويدا رويدا تلك الخيبات المتتابعة المتلاحقة وتلك الأماني الزائفة التي منى بها المستوى السياسي والعسكري الصهيوني نفسه !

              فلم يكن عمليا مطلوبا من المقاومة في غزة حتى تعد منتصرة أكثر من الحفاظ على بنيتها العسكرية والتنظيمية والسياسية وتكبيد العدو خسائر تجبره على التقهقر

              فعسكريا لم تخسر المقاومة بالضربات الجوية شيئا يعتد به ! بل بالعكس كانت طريقة للتأقلم مع مزيد من القوة النارية التي كانت المقاومة معتادة عليها سابقا!

              وتنظيميا لم تفقد حماس سيطرتها ولا فصائل المقاومة الأخرى بل بقي وضعها التنظيمي مستقرا فيما يبدو فلم تستطع "إسرائيل " اغتيال أي من قياداتها العسكرية الكبرى وإنما طالت رجلين الأول من القيادة السياسية والدينية وهو الدكتور نزار ريان وهذا صحيح أنه أثر معنويا لقربه من الجناح العسكري ولكنه لم يكن في ذلك الوقت يشغل دورا عسكريا بدليل مبيته في منزله، والآخر هو من القيادات الأمنية في الوضع الداخلي وتوقيت اغتياله كان في الوقت الضائع بالنسبة لإسرائيل نظرا لأن الحكومة في غزة كانت قد أعدت خطة الطوارئ وامتصت الصدمة واستطاعت عمل ما يضمن عدم تأثر الأمن الداخلي بأي طارئ حتى ولو كان اغتيال قيادي بحجم سعيد صيام !

              وسياسيا ظلت مواقف المقاومة ثابتة لم تتزحزح ! فمطالبها بوقف العدوان والانسحاب ورفع الحصار هي هي منذ البداية وحتى النهاية ! بينما أضطر اولمرت وزمرته للتضليل بشأن أهداف العدوان فتارة هو القضاء على حماس وتارة وقف الصواريخ وتارة وقف التهريب وأخيرا مجرد إضعافها !

              ومن المثير للسخرية حقا تلك النتيجة الغريبة التي تحاكي لهجة الأطفال حين يقول أخيرا لقد حققنا أهدافنا وضربنا حماس ضربة قاسية هي لم تحس بها حتى الآن وولكنها ستدركها فيما بعد !

              ولعلني رأيت فها محاولة يائسة لتجنب "فينوغراد" جديدة خاصة في بداية الخطاب فقد بدا كمن يسمع درسا أمام معلمه وهو يقول الجيش فعل كل ما لديه الجبهة الداخلية متماسكة حققنا أهدافنا!

              ولعل هناك أمرين جعلاني أتأكد أن هذا الخطاب هو خطاب الهزيمة الثانية والخيبة الأكبر :

              أولهما قول أولمرت أن إسرائيل استخدمت القوة الكاملة لضرب غزة ظنا منه أن هذا الكلام لصالحه ولكننا فيما يبدو أمام زمرة غاية في الغباء؛ فإن كانت هذه في قوة إسرائيل الكاملة فهذا يين أنها لن تعيش طويلا وأنها أضعف من أن تواجه حركة مقاومة قليلة العدة والعتاد بالقياس لدولة مثلها ! وإن كان كاذبا فهذا يدل على جبن ورعب أصاب الجيش الصهيوني فلم يتمكن من استخدام القوة الكاملة فاضطر للكذب ليواري عجز جنوده!

              وثانيهما ديبلوماسية الضمانات الدولية ، فمنذ متى إسرائيل تطلب ضمان أمنها من أحد !خاصة من الأوروبيين ولماذا تحتاج "اسرائيل" اتفاقية لمنع السلاح عن غزة ومنذ متى كان هذا السلاح مسموحا به .. ؟

              ولعلي هنا أضيف إلى خيبة أولمرت أمورا مهمة أولها أن المقاومة وحماس كسبت الكثير من هذه الحرب رغم الدمار والشهداء :

              أولا: داخليا أضعف العدوان حلفاء إسرائيل وأخرسهم وجعلهم منبوذين وبالمقابل قويت شعبية حماس وتجذرت أكثر من السابق

              ثانيا: أصبحت إدارة حماس لغزة أمرا ثابتا لا أحد يتكلم فيه بالعكس أصبحت رقما في معادلة الأمن في المنطقة بيدها تتحكم بمفاتيحه

              ثالثا: اكتسبت حماس شرعية على المستويين الرسمي والشعبي العربي والعالمي ولعل أكبر مكسب موقف تركيا الجديد وحضور ممثل حماس للمرة الأولى قمة عربية ناطقا باسم الشعب الفلسطيني

              رابعا: ضاعف هذا العدوان شعبية حماس في الضفة الغربية وربما يمهد لتغيير جذري فيها لصالح المقاومة وضد حلفاء إسرائيل خاصة بعد أن تميزت المواقف بشكل جلي ولم تعد الأكاذيب والضلالات الإعلامية تنطلي على أحد !

              ولعلي أقول ختاما إن هذه المعركة كانت نصرا تاريخيا لحماس والمقاومة ومعادلة جديدة لصالحها ، أما أولمرت ... فتبت يداه بما كسب!

              * أديبة وكاتبة فلسطينية

              تعليق


              • #8
                رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                ماذا حدث في اليوم 21 للحرب ؟؟ أسباب ودلالات

                [
                وائل الحديني




                التسلسل :

                كانت القاهرة تقف في منطقة وسط بين غزة وتل أبيب منذ بدء المجزرة ، وحينما تطرح مبادرة تطرحها أيضاً من منطقة وسط بين الضحية والمعتدي، وكان الإعلام المصري يوجه سهام النقد إلى المقاومة جهاراً نهاراً متغنياً بحكمة مبارك ، في وقت لا يتحدث فيه عن الاحتلال إلا على استحياء !

                رفضت القاهرة عقد مؤتمر قمة هروباً من استحقاقات قد تفرض عليها !

                أصرت القاهرة إلى الذهاب إلى مجلس الأمن رغم إدراكها لفيتو أمريكا !

                لكن في اليوم 21 للحرب تسارعت وتيرة الأحداث كما قالت التقارير:

                التقت امرأتان مختلفتان في لون البشرة متفقتان في اللون السياسي تقريباً في أقصى أطراف الأرض ووقعتا وثيقة سياسية لا تساوي شيئاً ربما !

                هذه الورقة تتحدث عن إجراءات لمنع وصول الأسلحة إلى حركة حماس براً وبحراً وجواً !

                وكأن إرادة أمريكا تصل إلى النقاط الجغرافية التي تفصل قطاع غزة عن مصر! في قفزة درامية على دور مصر وتاريخ مصر وحضارة مصر ودبلوماسية مصر وسيادة مصر وتضحيات مصر( فحينما كانت التظاهرات تتحرك إلى سفارات إسرائيل كانت تتحرك إلى سفارات مصر سواءً بسواء !

                حينها أطلق وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط عبارات الغضب ، رافضاً وجود قوات دولية أو مراقبة رغم أنهم موجودون تلقائياً تبعاً لاتفاقية كامب ديفيد !

                ثم خرجت تسريبات أن تل أبيب على وشك الإعلان عن وقف لإطلاق النار من طرف واحد فى التفاف على مبادرة القاهرة ، فاستبق مبارك الإعلان وخرج عن حياده وطالب الاحتلال بوقف غير مشروط لإطلاق النار(الآن ) والانسحاب وفك الحصار وفتح المعابر والعودة إلى التهدئة وتحدث للمرة الأولى بشكل ايجابي عن المقاومة!

                خطاب مبارك اعتبره البعض لا يقل صرامة عن خطاب ما يطلق عليه معسكر الممانعة!

                واعتبر البعض الأخر مبارك خرج عن إطار مبادرته وتبنى خطاب المقاومة وأكد على شروطها!

                ساعات قليلة وأعلن اولمرت عن وقف لإطلاق النار من طرف واحد ، معتبراً أن إسرائيل حققت كل أهدافها ، ثم عاد إلى المنصة بعد مغادرتها ليعلن أن ما تم تتويجاً لجهود مبارك !

                ساعات وعقد مؤتمر شرم الشيخ بحضور عدد من ابرز المتواطئين مع الإسرائيلي وعباس المنتهية ولايته وبعض أطراف الاعتدال كما تسميهم أمريكا ! بالإضافة إلى تركيا !

                الأسباب :

                1ـ استنزفت إسرائيل بنك أهدافها دون تحقيق نتائج على الأرض .

                2ـ وضع القادة الاسرائيليون توصيات لجنة تحقيق فينو جراد أمام أعينهم فقط وحاولوا تجاوز أخطائها لكنهم وقعوا في أخطاء أخرى.

                3ـ أولمرت لن يستفيد شيئاً فهو خارج اللعبة السياسية تحت أي وضع.

                4ـ جنود الجيش الإسرائيلي لن يستطيعوا البقاء في الميركافا إلى الأبد.

                5ـ استخدم الجيش الإسرائيلي كل ما في جعبته ولم يبق لديه جديد:

                ـ في قصف أبراج الكرامة عثر على جثث بلا جلود أو لحوم وإنما هياكل عظمية طازجة (مشابهة لما عثر عليه في معركة المطار الشهيرة )

                ـ أكد الطبيب النرويجي "مارس غلبيرت"إسرائيل استخدمت أسلحة حديثة منها قنابل يورانيوم صغيرة .

                5ـ انتصار حماس في الحرب النفسية وصحة رهانهم على الوقت .

                6ـ تماسك الجبهة الداخلية في غزة وعدم وجود دلائل على إمكانية انهيار الحكومة يتبعه إدخال رجال أبو مازن و دحلان لاستعادة القطاع .

                7ـ زادت شعبية حماس وتشعبت جذور شعبيتها

                8ـ غطاء جورج بوش المنتهية ولايته بدأ يتلاشى.

                9ـ عدم تعريض باراك أوباما إلى الإحراج قبل ساعات من دخوله البيت الأبيض بما يؤثر على العلاقة بينهما على المدى الطويل.

                10ـ التظاهرات الشعبية غير المسبوقة في كل أنحاء العالم والناتجة عن صدمة الرأي العام الإقليمي والعالمي من حجم الدمار الهائل وبشاعة القتل والتي وثقتها الصور.

                11ـ تبعات مؤتمر الدوحة واكتساب ما يسمى دول الممانعة ارضا جديدة ووضع حد أدنى لسقف التوقعات من قمة الكويت.

                12ـ إنقاذ صورة الحلفاء العرب الذين وفروا غطاءً للحرب !

                13ـ بعض المؤسسات بدأت في توثيق الجرائم مع اتفاق شعبي دولي على تقديم هؤلاء القتلة الهمجيين الى المحاكم الجنائية.

                14ـ تركيا وضعت أقدامها في المنطقة ، والقاهرة فقدت سمعتها كوسيط نزيه أو محايد.

                15ـ تحسين الصورة المتهرئة للساسة الأوربيين وإنقاذ بعض المصطلحات التي فقدت قيمتها مثل الشرعية الدولية ، والقانون الدولي واتفاقية جنيف و.....!!

                الدلالات:

                1ـ وصف خطاب اولمرت بأنه مثير للشفقة ، حتى من الصهاينة أنفسهم !

                2ـ أطلق صاروخ جراد بعيد المدى في لحظة بدء اولمرت خطابه.

                3ـ وصف د/ شلح حماس بالحكومة المنتخبة والشرعية والمحترمة رغم معارضة الجهاد لوجود حماس في الحكم.

                2ـ يؤكد كثير من الأكاديميين الإسرائيليين أن إسرائيل تعرضت لهزيمة قاسية، امنن راز أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس "لم يكن هناك انتصار، لم تكن هناك حرب لم يكن سوى مذابح وحشية ، والآن سيرى العالم ما يحدث في غزة "

                3ـ محاولة الالتفاف على مكتسبات الحرب ونتائجها !

                4ـ محاولة إعادة دمج أبو مازن في الحياة السياسية (بقبلة الحياة ) بعد فشل مخططه للإطاحة بحماس والتي توافق فيها مع خطط الاحتلال ( ما سبب وجوده في مؤتمر شرم الشيخ ؟؟) وكانت حماس قد أعلنت تورطه في اغتيال الشهيد/ سعيد صيام على لسان (د/ صلاح البردويل )

                أعتقد أن معركة غزة تحتاج إلى الوقوف بشكل متأنٍ أمام كل مرحلة من مراحلها بما في ذلك نتائجها ، فهي الفارقة كما قال إسماعيل هنية ، وربما ملامح شرق أوسط جديد تتجمع بين شلالات الدم و أكوام الحطام والهدم وأعيد وأكرر أن كل متورط عليه أن يجهز من الآن كشف حسابه !!

                تعليق


                • #9
                  رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                  إقرار إسرائيلي بالهزيمة !

                  د. عدنان بكرية




                  كتب (عاموس هرئيل) المحلل السياسي الاسرائيلي "هذه لحظات انتصار تاريخية لحماس" وإن حماس أدارت المعركة بعبقرية ونجاح ساحق في الأسبوع الماضي.. يقر في نهاية مقاله بأن سياسة العقاب الجماعي التي انتهجتها إسرائيل ضد أهل غزة هي التي دفعت إلى انفجار الأوضاع على الحدود.
                  ويتساءل أيضا في نهاية مقاله عن مدى إمكانية إعادة ضبط الحدود الآن بين مصر وغزة ويقول إنها أصبحت أصعب من السابق بفضل تلك السياسة.

                  عاجلا أم آجلا سيتوقف العدوان البربري على قطاع غزة نهائيا ليس لأن إسرائيل أكملت مهمتها في القضاء على المقاومة الفلسطينية كما يدعي (اولمرت ) أو انتصرت في عدوانها البربري على العزل وليس لأن العرب اجبروها على ايقاف العدوان فهم باتوا كسيحين اقزاما إمام ما حصل في غزة ! سينتهي العدوان لأن المؤامرة تحطمت على صخرة صمود ومقاومة أهل غزة .

                  علينا أن نكون حذرين من إعلان نية إسرائيل وقف العدوان من طرف واحد فقد تكون مصيدة تنصب للمقاومة الفلسطينية أو تكون دعاية نفسية إعلامية للتأثير على قرارات قمة الكويت والرأي العام العالمي والأهم الداخلي !

                  تحدث وزير الأمن الإسرائيلي (ايهود براك الذي قال) : " لقد حققت العملية كل أهدافها التي خططت لها . سنجدد ونصعّد العملية العسكرية في قطاع غزة ، فالانفصال وضبط النفس لم يجديا نفعا ".

                  هذا التصريح إن دل على شيء إنما يدل على خبث النوايا الإسرائيلية وعدم جديتها في ايقاف اطلاق النار بل انها تستنزف الوقت لترتيب اوراقها الداخلية والخارجية.

                  العدوان الدائر على ارض غزة هو بين قوي وضعيف وإذا صمد الضعيف فهذا يعني انتصارا واذا لم يحقق القوي مكاسبا فهذا يعني هزيمة له فالمؤسسة السياسية الإسرائيلية ورغم تبجحها بنجاح الحملة إلا أن الأحداث على الأرض تثبت العكس .

                  نعم سيتوقف العدوان ولو لفترة بسيطة ! لأن الوضع الداخلي الإسرائيلي لا يحتمل أكثر وهناك خلاف حاد داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية واتهامات متبادلة بين أطراف القيادة الإسرائيلية وبالتحديد بين (ليفني وباراك) من جهة وبين (اولمرت) من جهة أخرى وهذا الخلاف لا يتمحور حول ضرورة القضاء على المقاومة فهناك إجماع صهيوني كامل على ضرورة التخلص من حماس الا ان الصمود الفلسطيني وفشل اسرائيل في تحقيق ولو مكسب بسيط ابعد وجهات النظر وعمق الخلاف والكل يحاول استثمار العدوان على غزة لحصد مكاسب في الانتخابات البرلمانية التي ستجري بعد اقل من شهر ، من هنا فإن إسرائيل تنظر إلى مصلحتها الداخلية والسياسية والحزبية أولا ! فالعدوان قابل للتجدد وبوتيرة اكبر بعد الانتخابات خاصة وان الدلائل ترجح وصول (نتنياهو) إلى الحكم والذي يعارض بشدة وقف العدوان !

                  وزير الدفاع (باراك) يدرك تماما ان الاستمرار في العدوان لن يغير من الواقع شيئا بل سيكبد اسرائيل الكثير من الخسائر البشرية ناهيك عن الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدتها حتى الان دون ان تحقق أي هدف اللهم الا قتل الاطفال والنساء والمدنيين وتدمير البيوت والبنى التحتية.

                  سيناريو حرب لبنان يكرر نفسه من جديد فحينها وعندما شعرت اسرائيل بضائقتها وخسائرها سارعت الى مجلس الأمن لاستصدار قرار ينقذها من ورطتها مع حزب الله .. نفس السيناريو يتكرر اليوم ... فهي الان تستنجد بأمريكا كي تخرجها من ورطتها بمكاسب سياسية ولو بسيطة بعد أن أهملت مصر والدور المصري .

                  تسيبي ليفني هرعت إلى أمريكا لتنقذها من ورطتها ولو بمكاسب وهمية تحفظ بها ماء وجهها داخليا وعالميا وتقول بأنها وقعت مع الأمريكيين مذكرة تفاهم لمنع تهريب الأسلحة عبر معبر فيلادلفيا .. كيف ستمنع إسرائيل منع التهريب اللهم إلا إذا كانت أمريكا سترعى آلية متطورة لمراقبة ورصد منافذ غزة، حتى هذا الأمر لا يمكنه ضمان عدم تسلح المقاومة لأنها جاهزة لتصنيع سلاح داخلي !

                  الهدف التي دخلت اسرائيل من اجله والمتلخص في القضاء على المقاومة الفلسطينية وفرض واقع فلسطيني وإقليمي وعربي جديد مني بفشل ذريع فلا هي استطاعت القضاء على المقاومة ولا هي قادرة على فرض واقع جديد (غزة بلا مقاومة )لتأمين فرض شروطها السياسية على الشعب الفلسطيني وتطويعه !

                  فماذا حصّلت اسرائيل من عدوانها سوى الفضيحة الدولية ووصمات العار التي ستلاحقها الى يوم الدين اضافة لتعميق الخلافات الداخلية في المؤسسة السياسية والعسكرية وربما سيطالب البعض بلجنة (فينوغراد) جديدة تحقق في جدوى العدوان ومسؤولية بعض القادة عن الفشل ! وهذا وارد جدا في ظل الصراعات الحزبية القائمة هنا قبيل الانتخابات !

                  ارتدادات هذا العدوان كان سلبيا جدا على المستوى الداخلي الإسرائيلي وعلى المستوى الإقليمي والعربي وفي مقدمتها:

                  *انكشاف أوراق بعض الأنظمة العربية وشراكتها المباشرة وغير المباشرة في العدوان إذ احدث فرزا واضحا في الواقع العربي.

                  *بدء مرحلة جديدة من تاريخ النضال الوطني الفلسطيني عنوانه المقاومة هي القادرة وليس رهانات أوسلو وبأن المؤسسة السياسية الإسرائيلية لا تفهم إلا لغة البطش، والصمود وحده القادر على التفاهم مع البطش الإسرائيلي!

                  في المقابل ورغم الالم والتضحيات فان الشعب الفلسطيني سيخرج منتصرا سياسيا اذا ما استطاعت المقاومة الصمود والتحمل فستتمكن من فرض شروطه المتمثلة بوقف اطلاق النار والانسحاب وفتح المعابر وفك الحصار .. فاسرائيل غير قادرة على البقاء في القطاع لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب لأنها ستواجه حرب استنزاف قاسية تكبدها الكثير من الخسائر البشرية والمادية اليومية.

                  تحقيق الشروط الفلسطينية منوط بقدرة المقاومة والشعب على الصمود لعدة ايام اخرى لأن الصمود هو الذي يفرض الشروط .. وبالتالي سيخرج الشعب الفلسطيني منتصرا بمقاومته وصموده . وستبدأ مرحلة جديدة من تاريخ النضال الفلسطيني وسيستعيد النضال الوطني الفلسطيني المقاوم دوره المركزي بعد أن دفن في أوحال (أوسلو وانابوليس) وغيرها من المؤتمرات واللقاءات الاستسلامية !

                  الخلافات القائمة داخل المؤسسة الصهيونية تشير الى اقتراب انتهاء هذا العدوان فالظروف السياسية والانتخابية الداخلية التي لم يتبق لموعدها إلا ثلاثة أسابيع وهي تحفز إسرائيل نحو الإنهاء السريع لأن فشل العدوان والخسارة سيترجم في صناديق الاقتراع.

                  إسرائيل حاولت في الأيام السابقة تكثيف عدوانها واستنفاذ طاقاتها عل وعسى ان تخرج بمكسب عسكري سياسي بسيط يعوضها الخسارة الميدانية وينقذ هيبتها المقزمة وهذا ما لمسناه على ارض الواقع.

                  العدوان الصهيوني لم يحقق شيئا يذكر على ارض الواقع بل ان ارتداداته ستكون سلبية على الوضع الاسرائيلي الداخلي وخاصة انهم على ابواب انتخابات جديدة.

                  في المقابل فإنه عزز خيار المقاومة ورفع أسهمها في الشارع الفلسطيني وصار خيارا بديلا لكل الخيارات الاستسلامية المطروحة ! فالمقاومة وحدها القادرة على فرض أسس السلام العادل وليس اللهاث خلف فتات ترميه إسرائيل من حين لآخر.

                  تعليق


                  • #10
                    رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                    كيف تفكر حركة فتح؟!


                    أحمد أمين




                    غريب أمر حركة فتح، لكن فقط للوهلة الأولى، أما عند التمعن في سلوكها منذ نشأتها، تكون الأمور أكثر قابلية للفهم.

                    حركة فتح لها مشكلة مع بعض الدول في المنطقة العربية الإسلامية، مثل قطر وسوريا وإيران (الآن يُخشى أن تنضم تركيا للقائمة الفتحاوية السوداء، بسبب مواقفها المتقدمة والتعاطف الذي أبدته هذه الدولة وعلى رأسها أردوغان مع حماس!!)

                    في هجوم فتح على هذه الدول تركز فتح على نقاط معينة، مثل علاقتها مع إسرائيل وأمريكا كما في حالة قطر وتركيا مثلاً، لكن الأمر لا يعود بالطبع لمبدأ أو قناعة أو موقف، بدليل العلاقة الوثيقة لحركة فتح وسلطتها مع الأمريكيين والإسرائيليين، والتي تشمل الرعاية والتمويل والتسليح والتنسيق الأمني، وبدليل العلاقة الدافئة بين فتح وبين مصر، رغم ما تحتله الأخيرة من موقع متقدم في قائمة حلفاء ومنفذي سياسة أمريكا في المنطقة، إذن فالسبب في هذه الحملة الفتحاوية على قطر يقتصر ببساطة شديدة على أن هذا البلد يناصر الخصم السياسي لفتح والذي هو حركة حماس، التي يبدو أنها تحولت من خصم إلى عدو أول وخطير بالنسبة لفتح.

                    بكلمات أخرى فإن فتح وسلطتها تحرّم على قطر ما تحلله لنفسها وحلفائها من علاقة مع أمريكا وإسرائيل، ما هذه الأنانية، وما هذا الغرور؟! أحرامٌ على بلابله الدّوحُ حلالٌ للطير من كل جنسِ

                    وما مشكلة فتح مع سوريا وإيران، هل لأنهما تكتفيان بالكلام ولا تحاربان إسرائيل؟ لو حدث ذلك ماذا سيكون الموقف الفتحاوي؟ هل ستؤيد فتح أيا من الدولتين في هذه الحرب؟ هل سيعلن محمود عباس مثلاً عن إيقاف المفاوضات مع إسرائيل، وتبنيه لخيار الحرب؟! (آخر نكتة بهذا الصدد هي مطالبة صائب عريقات باستبدال مبادرة السلام العربية بمبادرة الحرب العربية).

                    وهل يجب على حماس أن تشترط على سوريا وإيران أن تحاربا إسرائيل حتى تبقي حماس على علاقتها معهما؟! أم أنه يعيب حماس أن تقبل منهما مستويات من الدعم أقل من الحرب وتجييش الجيوش؟ مثل الدعم المعنوي والإعلامي والسياسي والمالي وربما التدريبي والتسليحي الذي تقدمه أو بعضه هاتان الدولتان إلى حماس، وهو أمر مرحب به، والعيب ليس فيمن يقوم بذلك، بل العيب والعار يلف من يمتنع عن ذلك، ثم بكل صلف ووقاحة يهاجم الآخرين ممن يقدمون الدعم لحماس!!!

                    وبنفس المنطق ليس مطلوباً من حماس، أن تشترط على قطر أو تركيا إغلاق القواعد الأمريكية أو السفارات والمكاتب الإسرائيلية في كل منهما، حتى تكون لحماس علاقة معهما، وعلينا أن نتذكر أن الأردن الذي يقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل هو الذي أبعد قادة حماس منه، ولم يخرجوا هم منه، وذلك نتيجة لتغيير في خيارات الأردن وأولوياته، وفي علاقة حماس بالنظام المصري فإن هذا النظام هو الذي يصد حماس ويتحسس منها، وليس العكس. ولو فُتحت أبواب القاهرة والرياض وعمان في وجه حماس وقادتها لرحّبت حماس بذلك، رغم ما لهذه الدول من علاقات مع إسرائيل.

                    خلاصة القول أن ما نردده دائماً من أن حركة فتح لا تتقبّل فكرة وجود منافس حقيقي لها، وأن هذا هو ما يوضح ويفسر مجمل سلوكها المتعالي والأناني، فكيف إذا فاز هذا المنافس بالأغلبية الكبيرة في انتخابات تشريعية حرة ونزيهة، وكيف إذا أصبح ذات المنافس هو القائد الحقيقي لمقاومة الشعب ضد محتله، وكيف إذا أضحى وملايين الجماهير في أربع أركان الأرض تهتف باسمه؟ فحاز على كل الشرعيات الشعبية والنضالية والدستورية؟ ثم بعد ذلك تجد أشخاصاً من عيّنة ياسر عبد ربه يخرجون ليتحدثوا عن الشرعية وعن تمثيل الشعب الفلسطيني!!!

                    تعليق


                    • #11
                      رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                      موازين القوة.. من وجهة نظر الشهيد نزار ريان

                      علي عبدالنبي العبار




                      "كان كثيرا ما يتحدث شيخنا عن الشهادة والشهداء وإحدى رسائله العلمية فيهم، ومسجده خرج منه أكثر من 70شهيدا.. في العدوان الأخير على غزة عرضوا عليه تأمينه كما يحصل مع كل القادة ولكنه رفض وأصر على مواجهة العدوان مع الناس وكان أمر الله قدراً مفعولاً."1

                      ومن طرفٍ خفي تحضرني قصة الرسول عليه الصلاة و السلام في هجرته المباركة مع سُراقة بن مالك، حين لحق به و بصاحبه الصديق أبي بكر رضي الله عنه و أرضاه، فلم مُنِعَ عنهم بأمر الله و طلب سُراقة المباحثات.. هنا وعده رسول الله صلى الله عليه و سلم إن رجع عنهم و كتم أمرهم بأن له سواري كسرى بن شروان ملك الفُرس أول اكبر دول العالم و قواها العظمى في عصرهم؟!!..

                      يا للعجب العجاب؛ في خضم المعاناة، و أثناء أيام التخفي و الانحياز، و في زمن الضعف و القلة.. يَعِدُ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عدوه الذي يطلبه طمعاً في جائزة قريش الكبيرة لرأس محمد و صاحبه، أثناء محادثات السلام بينهم بسواري ملك و زعيم أعظم دولة في العالم في زمنهم؟!!.. و ليس هذا هو العجب العجاب، فمن قائل يقول أنه رسولٌ مؤيد بالوحي و نبيٍ مرسل، و ليس من الغريب أن يعلم بما في المستقبل.. أقول نعم و صدقت، و لكن ما بالك بسُراقة بن مالك المشرك الكافر بمحمد و دينه في وقته.. أليس من العجيب أن يقبل بذلك و يصدقه؟!!! لو كان مائة ناقة من المسلمين مقابل جائزة قريش لقبلنا بذلك، و لكن بسواري كسرى؟! لا يمكن.. و لكن نعم لأن سُراقة بن مالك يعلم جيداً أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أحكم و أعقل و أصدق أهل زمانه، فإن وعد بسواري كسرى فلن تكون إلا سواري كسرى بن شروان الذي يعرفه الجميع و ليس غيره.. و خاصة في تلك اللحظات و التي لا يملك رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها حتى أمره، من وجهة النظر البشري المادي البحث..

                      و من هنا، و بعيداً عن التحليلات الفقهية أو الدينية بمعنى آخر، و بعيداً عن حديث العواطف مع أهميته و خاصة في هذه الأوقات العصيبة و التي أنأى عن تسميتها بالأزمة أو المصيبة أو الكارثة.. و ذلك لأن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم علمنا بأن أمر المؤمن كله خير "فإن أصابه خير شكر فكان خيراً له و إن أصابه شرٌ صبر فكان خيراً له".. أود أن أطرق الأبواب التالية :


                      استشهاد القادة دليل المصداقية:



                      لأن القائد هو من يتقدم الركب ليكون لهم دليل، و مرشد، فالمؤخرة للسقة و ليست للقادة.. هذا التعريف النظري، و أما بالنسبة للتعريف العملي فهو ما ضربه لنا قادة الأمة منذ أن سارت في طريق الله و تحت رآية لا إله إلا الله و بقيادة رسول الله صلى الله عليه و سلم، مروراً بعهد الخلافة الراشدة و منها إلى عهد الفتوحات الإسلامية العادلة و انتهاءً بالتاريخ المعاصر و الذي قاد فيه رجال النضال الجهادي ضد الغزاة المحتلين لتحرير الشعوب المسلمة منهم..

                      فلسنا بائعي شعارات، بل نحن من تتحرك جيوش و قوات أكثر الدول و من أعظمها تسلحاً و تدريباً، بكل ما تملك من أجهزة مخابراتية، و تصرف الأموال الطائلة لتتمكن من اغتيال قائد عظيم من قادتنا و مجاهد كبير من مجاهدينا، بقصف جوي تقوده طائرة أباتشي حربية؟! لحظة خروجه من المسجد بعد تأديته لصلاة الفجر و معه مرافق يعينه؟!! لأن قائدنا هذا يجلس على كرسي متحرك لا حول له و لا قوة في نظر قصار النظر.. و لكنه حتى في نظر أعدائه كانَ عظيماً في حياته.. و عظيماً في مماته.

                      وبنفس الطريقة الخسيسة الجبانة، يُغتَالُ خليفتُهُ القائد الشهيد البطل (عبدالعزيز الرنتيسي) رحمه الله، إلى أن يفاجئنا الشهيد المجاهد مصنع المجاهدين الشهداء (نزار ريان) بامتناعه عن ترك بيته المتواضع مع أسرته جميعاً إلا من كان منهم على جبهات الكرامةِ، ليشارك أهل مدينته العزيزة الغالية مصيرهم و يضرب لنا و للأمة، بل و للعالم أجمع أروع أمثلة التضحية و القدوة الحسنة، التي تبذل الأرواح رخيصة لخالقها، و لك يا غافل أن تنظر إلى صورهِ و أهلِهِ حتى الأطفال الصغار منهم فالأكفان الخُضْر – و رغم مأساوية الصورة التي تلُفُهُم و ألمِها – فهي في حقيقتها تُشَكِل تلك الفسيفساءُ الجليلة من اللَبِنَاتِ الأولة في قاعدة صرح الأمة المنصورة بإذن الله.. و ما هي إلا أيام حتى يخرج علينا فارسٌ آخر من فرسان الطهر و الصدق و الكرامة ليقول للجميع و على رأسهم بعد العدو المدحور - بإذن الله – منافقِ الأمة و خونتها من الطابور الخامس، بأننا لازلنا هنا.. و أننا من هذه الأمة و من بينها، نحيا لها و نموت من أجلها.. و في زيارته للساحة الشعبية للمعركة و من هنا يودِعُنَا القائد المجاهد و الشهيد البطل (سعيد صيام)، ليقبل على ربه و ينال ما أراده و دعا الله بأن لا يحرمه منها ((الشهادة في سبيله)).. و لا ضير فأبشروا بدماءٍ تسقي هذه الأمة لتنبت بدل القائد عشرة.. بل العشرات؟! لقد اغتيل الأمام الشهيد حسن البنا رحمه الله.. و بدل أن تنحسر دعوته كما أراد لها أعداؤه، انتشرت حتى ملأت الدنيا، و أنبت المرشد مراقبين، و صار البلد أقطارا، فالله أكبر و لله الحمد
                      .

                      يبرز القادة في خضم المعركة:

                      لربما هنا يمكنني الرد على من يقول أن الأمة في أسوأ حالاتها و أننا بدلاً من أن نتكلم على الدعوة للنصرة و الجهاد علينا أولاً أن نربي الأمة وعلينا أن نعيدها إلى دينها و أنَّ.. و أنَّ.. و أنَّ.. و تكثر الأنَّات؟!! و نهاية أقول لكم، لا يا سادة هذا غير صحيح، و لتعلموا قبل أن تتجهزوا للرد على ما سأقوله هنا؛ أن وقائع التاريخ و مسيرة الأمم تقول غير ما تقولون، و أنَّ الضيق و المعاناة رحمٌ ولُود، يبرز منه قادة يحملون هموم شعوبهم و أممهم، لأن الحقائق تقول أن القادة هم الذين يعيدون الأمم إلى الطريق الصواب، و يصححون مسيرتها، و ليس العكس و كما يقول المثل الليبي "رجل يحيي قبيلة، و قبيلة لا تحيي رجلا" و بالنظر إلى قصص الأنبياء فهذه الحقيقة الأولى التي تلمسها في مسيرة الرسل لتغيير وجه التاريخ.. و ليس هذا بحكر على أمةٍ دون أمة، أو شعبٍ دون شعب، و لكن هي قاعدة تشمل كل بن البشر.. أنظروا يا سادة على سبيل المثال لا الحصر؛ من قادة الأمم الأخرى من غير المسلمين، خوسيه مارتي الكاتب الأديب و الذي يعتبره الأمريك لاتين (أمريكا الجنوبية) رائد الثورة اللاتينية، و الذي لم يحمل سلاحا في حياته و قد كان أول شخص يموت في أول معركة ضد جيوش الأحتلال الإسبانية، ولم يحي لحظات النصر؟! خوسيه هذا ولد في قلب المعاناة و تحت الاحتلال و من شعب شمله الفقر و الجهل و الاحتلال البغيض.. المهتاما غاندي، نلسون مانديلا، ماوتسو تنغ، فيديل كاسترو و رفيقه المناضل الكبير تشي غيفارا، توماس سانكارا، هوشي منه.. و غيرهم و غيرهم الكثير.. و بالعودة إلى قادة أمتنا الإسلامية و بدأً بالقائد الناصر صلاح الدين رحمه الله، و متى ولد وأين ولد؟ سنجد و بوضوح أنه ولد في زمن تدهور أحوال الأمة و تأخرها عن الركب و سعيها وراء الدنيا، و سترى بوضوح الحالة المزرية لقادتها من الولاة و الملوك، حتى أن يوم دخول الصليبيين الحاقدين إلى بيت المقدس، قتل 70 ألفا من سكان بيت المقدس في يوم واحد، حتى يقول أحدهم أنَّ قوائم خيولهم باتت تغوص في الجثث؟! فأين كان المسلمون و قادتهم..؟!! كانوا إما خانعين مستسلمين، متثاقلين إلى الأرض.. أو عملاء للعدو الغادر و أتباعه، بل و حماته.. و للأسف لا مجال هنا لذكر الأمثلة و هي كثيرة و مؤلمة..

                      و إذا أخذنا أمثلة من تاريخنا الحديث سنرى أن شيخ الشهداء عمر المختار رحمه الله خرج من رحم المأساة و تقهقر الأمة و سقوط خلافتها، و تراجع مكانتها.. و لحكمة يعلمها الله أن أغلب قادتنا من أصحاب المبادئ الحرة لم يكونوا معروفين أو بالأحرة لم يكونوا ذوي شهرة أو مناصب أو مكانات علمية أو مادية أو حتى سياسية؟! و لكن كانوا من أبناء الأمة، و من عامة الناس.. خرجوا من بين جموعهم ومن أزقة مدنهم، و من مدارسهم الدينية بل ومن مساجدهم، و الكثير منهم بدؤوا صغار السن؟!! و هذه كلها من حكمة الخالق في رسم تاريخ الأمم و الشعوب.. و من الملاحظ و الواضح أن أغلب قادة الأمم و شعوبها الذين قادوها للتحرر و الخلاص هم من خيرة أهلها، و من أقربهم التزاما بالخُلُق و العادات الحميدة، بل و الخصال العظيمة (كالشهامة، الشجاعة، الكرم، الإقدام، و ما إليه).. و قِس على ذلك كل القادة المناضلين المحررين، و ينفرد منهم قادة الأمة الإسلامية بالتزامهم بإسلامهم و عقيدتهم، و لكم أمثلة اقرب إلينا جميعاً، و منها الشيخ الشهيد أحمد ياسين عليه رحمات الله و مغفرته.. خرج من رحم المأساة، و من قلب النكبات، بسيطاً في شخصه، ملتزماً في حياته، عظيماً في أخلاقه.. ليضرب لأمة كسيحة، و ما يمكن أن نسميهم مجازاً زعماء الأمة العجزة، أعظم أمثلة العزة و الكرامة و الرجولة و الشهامة.. ..

                      مثالٌ آخر و هو مِثالٌ عزيزٌ على أمتنا اليوم و نعيشه و نعايشه رغم تباعد المسافات، و قصور النظر عن التمتع برؤية الشموخ في زمن الذلة؟! شيخنا و قائدنا و إمامنا، و الذي أحمد الله أن أحياني لأعيش و أري فيه رجلاً من أمة محمد صلى الله عليه و سلم يمكننا أن نطلق عليه حقاً لقب "زعيم" الأخ الكريم الفاضل (إسماعيل هنية).. برز من قلب المعركة.. و ظهر من نقطة الحدث.. ولد فيها، و عاشَ مآسيها، و عاصر خونتها، و رافق صانعي نُصرتها.. لم تفُتَّ في عضده سنين الاحتلال الهزيلة؟! و لا ظلمة لياليها الطويلة، بل صنعت منه قائداً و زعيما.. شموخ صنعه شموخ.. و إباءٌ أنتجه إباء.. و عزة رسمتها عزة.. هذا و صحبه الأشاوس من يحق لهم دعاءنا بحفظه الله.
                      يولد النصر من رحم المحنة:

                      "
                      الله أكبر فتحت فارس.. الله أكبر فتحت بلاد الروم.." هذا ما ردده عليه الصلاة و السلام محمد بن عبدالله العربي البدوي و في هذه اللحظات بالذات و التي يقوم فيها المسلمون في عاصمتهم و دولتهم المدينة المنورة بحفر الخندق لحماية دولتهم و أهلها من غزو العرب المشركين لاستئصال شأفتهم و القضاء على دعوتهم و دولتهم.. ما بالك يا "بن عبدالله" عليك الصلاة و السلام؟ و ماذا دهاك؟!.. لمَ لا تنتظر حتى تخلص مما أنت و قومك فيه، و من ثم للحديث عن المستقبل إن بقي لكم بقية؟!!.. لا و الله لأنها الساعة، و هي الحقيقة؟!! و سيكون متأخراً جداً الحديث عن الانتصارات إذا فاتت هذه الفرصة الثمينة؟!!!.. لا تستغربوا يا سادة.. لأنها المحنة و التي تلدُ النصر.. لأنها لحظات العسر والتي هي مخاض تلك الولادة المباركة.

                      وحتى لا أطيل عليكم رغم كثرة الأمثلة على ذلك فسأكتفي بالحاضر المعاش و هنا أقول، لقد أنجبت محنةَ الحرب التي أعلنتها دولة الصهاينة المعتدين على حزب الله في جنوب لبنان 2006 نصراً كُسِرَت فيه مقولة الجيش الذي لا يقهر و انهارت، و تحول القصف و التدمير إلى عمارٍ واتفاقياتٍ بانسحاباتٍ و إطلاقٍ لسراح عدد من المعتقلين ومن أشهرهم البطل المجاهد سمير القنطار.. و لقد كانت محاولة اغتيال المجاهد البطل خالد مشعل في الأردن من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلية محنة أنجبت نصرا، و تحولت محاولة الاغتيال إلى اتفاقيات أنتجت إطلاق سراح الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله، بعد الحكم عليه بأربعين سنة قضى منها عدة سنوات.. و بدل من أن يختفي صوت بطلنا المجاهد خالد مشعل كما خططت له قوة العدوان الغاشمة و حاولت قِوى النفاق بإبعاده من على الأراضي التي تحكمها.. أراه اليوم يقف ممثلاً لشعب الصمود و العزة في غزة خاصة و في فلسطين عامة في قمة قطر ليقول بصوت الواثق بالله أولاً و الواثق في قيادة و رجال و شعب مقاومتنا الغالية؛ أنهم ليسوا بحاجة لجيوش العرب، و يدعو للمراهنة على هذه المقاومة الجبارة و الحفاظ عليها والاعتماد عليها بعد الله تعالى.. و أنجبت ولا زالت تلد لنا من توائم العزةِ و تنجب لنا الانتصار تلو الانتصار.. محنة غزة و التي نعيشها و نتألم لها؟! و من دلالاتها :

                      1. وضوح الراية.

                      2. صحوة الأمة.

                      3. انكشاف سوأة العدو.

                      و هنا أقف لأدعو الله عز و جل أن ينصر أمتنا بالمقاومة في غزة الغالية و كامل فلسطين الحبيبة، و أن يُفرِّجَ كرب أهالينا في أرض العزة و الشموخ، و يشد أزرهم و يثبت أقدامهم.. فحسبنا الله و نعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. و الله أكبر و لله الحمد

                      تعليق


                      • #12
                        رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                        نحو طرد «إسرائيل» من الأمم المتحدة

                        نواف الزرو



                        صحيفة البيان الإماراتية


                        ارتقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مواقفه السياسية والمبدئية تجاه الجريمة الإسرائيلية إلى مستوى لم تقترب منه أية جهة دولية ولا عربية، ففي الوقت الذي يطالب فيه أردوغان بمحاكمة «إسرائيل» ومنعها من دخول بوابات الأمم المتحدة مثلاً، يرفض بعض القادة العرب التوقيع على وثيقة تطالب بتقديم قادة «إسرائيل» لمحكمة الجنايات الدولية...!

                        ففي كلمة ألقاها في أنقرة ونقلتها محطات التلفزيون قال أردوغان: «إن إسرائيل لا تضرب قواعد عسكرية أو مقار عامة للجماعات المسلحة، فحماس أصلاً لا تملك منها شيئاً، إن "إسرائيل" تضرب المناطق السكنية والمستشفيات والمساجد والمدارس»، مضيفاً: «الوصايا العشر تقول لا تقتل...الخ، وعلى رغم تلك القوانين الواضحة.

                        فبأي دين أو أي نظام قانوني يمكن أن تبرروا مجازر الأطفال الأبرياء» مردفاً: «ينبغي منع "إسرائيل" من دخول مقر الأمم المتحدة بسبب تجاهلها دعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة»، موضحاً: «إسرائيل لا تلتزم بقرار الأمم المتحدة الملزم في ما يتعلق بوقف إطلاق النار هذه عادة ل"إسرائيل"، ف"إسرائيل" دولة لم تلتزم بمئات من قرارات الأمم المتحدة في الماضي، وأريد أن اسأل الأمم المتحدة..

                        كيف يمكن السماح لدولة تتجاهل باستمرار قرارات مجلس الأمن الدولي بالدخول من بوابات الأمم المتحدة»، وأضاف أردوغان «استهدفت "إسرائيل" الأمم المتحدة في غزة أثناء وجود (الأمين العام للأمم المتحدة) بان كي مون في "إسرائيل"، ما يشكل تحدياً للعالم وسخرية منه».

                        وليس ذلك فحسب، بل إن رئيس الوزراء التركي يتيح لنا بتصريحاته فرصة فتح ملف العلاقات بين «إسرائيل» والأمم المتحدة، وعلى نحو أدق ملف السياسات الإسرائيلية الاحتقارية تجاه الأمم المتحدة وقراراتها في القضية الفلسطينية...!

                        ففي أقرب وأحدث مواقف لها ولقادتها، وبينما زعم الجنرال باراك في لقاء مع جنود إسرائيليين «أن إسرائيل تحترم الأمم المتحدة»، أعربت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني عن «رفض الحكومة الإسرائيلية القاطع لقرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن، بل ودعت نظراءها العرب الذين قالت إنهم «انتقلوا للعيش في نيويورك» إلى فهم أن القرار «لا يعني لإسرائيل شيئاً».

                        وقبل ذلك كتب روني سفير في يديعوت أن الحكومة الإسرائيلية أعربت عن ارتياحها من حقيقة أنه لم يتخذ مجلس الأمن قراراً يتعلق بما يجري في غزة»، وقالت مصادر سياسية إسرائيلية «إنه حتى لو اتخذ مجلس الأمن قراراً ضد "إسرائيل"، فإنه لا يجب الانفعال من ذلك، وبالتأكيد فإن الأمر لن يعيق للعملية البرية».

                        والملفت أن هذا الاستخفاف الإسرائيلي بالأمم المتحدة وقراراتها ليس جديداً أو عابراً أو لمرة واحدة.. فهناك تراث من الاحتقار الإسرائيلي للأمم المتحدة رغم أن كل قراراتها تجاه «إسرائيل» مع وقف التنفيذ.

                        فقد كان دافيد بن غوريون أول رئيس للحكومة الإسرائيلية قد كناها-وصفها- باحتقار قائلاً: «أوم شموم» (أوم - اختصار هيئة الأمم المتحدة بالعبرية، شموم - لا شيء). في حرب العام 1948»، ويوثق لنا أوري افنيري اليساري الإسرائيلي المناهض للسياسات الإجرامية الإسرائيلية عن بن غوريون قائلاً: «لقد خرق بن غوريون آنذاك دون تردد قرارات وقف إطلاق النار التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة عندما كان الأمر مريحاً له لقد خرق هو ومن خلفه، طيلة عشرات السنوات، معظم القرارات المتعلقة بنا، بادعاء أن هناك أغلبية مسيطرة للكتلة السوفييتية ودول العالم الثالث ضد إسرائيل».

                        ويأتي المحلل الإسرائيلي المعروف ألوف بن اليوم في ظل المحرقة الإسرائيلية في غزة ليتحدث عن هذا التعاطي الاحتقاري الإسرائيلي مع الأمم المتحدة وقراراتها في هآرتس- «عندما اتخذ مجلس الأمن خلافاً لرأي إسرائيل، القرار رقم 1860، والذي دعا إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فمن الذي أعلن أنه لن يقبل به ومضى في القتال؟ إنها بالطبع إسرائيل»، ويشرح بن الخلفيات قائلاً: «لم تقرر إسرائيل بعد إذا كانت ترغب في أن تصبح عضواً طبيعياً في المجتمع الدولي، وأن تدفع ثمن هذه «الطبيعية».

                        أو أن تظلّ وحيدة في الخارج، بدأت هذه الحيرة منذ قيام الدولة تقريباً واستمرت منذها، هنالك ميل طبيعي لدى السياسيين الإسرائيليين بأن يروا الأمم المتحدة ومؤسساتها بأنها «صحراء»، كما كان قال دافيد بن غوريون، منظمة معادية، تسيطر فيها غالبية معارضة ل"إسرائيل"، حيث لا ينقذنا من أيادي هؤلاء سوى الفيتو الأميركي».

                        وأبعد من ذلك- ففي تعقيبه على قرارات للجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت في نهاية نوفمبر/2006، قال نائب المدير العام للمنظمات الدولية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، روني لاشنو، إن هذه القرارات هي «نكتة»...

                        وبرأيه: «الأمم المتحدة تعتبر أن تلك القرارات «تقليدية»، ويزيد: «لا تحمل الإدانة أي معان خاصة، فتلك قرارات متكررة تتخذ كل عدة سنوات»، ويشرح: «قد يكون هناك من تفاجأ، ولكن القرارات أصبحت تقليداً، فقد حدث السنة الماضية وقبل 20 عاماً وقبل 30 عاماً». ويلخص: «لا جديد تحت الشمس».

                        حسب المشهد الأممي وأرشيف القرارات الدولية المتعلقة بالشعب العربي الفلسطيني وحقوقه المغتصبة، فإن هناك اليوم نحو 845 قراراً دولياً صادراً عن الأمم المتحدة ومؤسساتها ولجانها المختلفة..

                        غير أن كل هذه القرارات الملزمة منها وغير الملزمة أصبحت متراكمة مغبرة على رفوف المنظمة الدولية، بعد أن رفضتها الدولة العبرية وضربت بها عرض الحائط، أو بعد أن استخدمت الولايات المتحدة «فيتو» الظلم والعربدة والطغيان ضدها.

                        فلتحتشد الطاقات والجهود العربية إذن وراء دعوة أردوغان لمعاقبة «إسرائيل» على احتقارها للقرارات والمواثيق الدولية بطردها من المنظمة الدولية، وهذا أضعف الإيمان بالنسبة لعربنا...؟!

                        فالأمر ممكن ومساحته وأدواته العربية واسعة وكثيرة إذا ما جد الجد لدى أمتنا ودولنا وأنظمتنا.. والمسألة في نهاية الأمر مسألة إرادة عربية سياسية سيادية.. أليس كذلك؟!!

                        تعليق


                        • #13
                          رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                          الفشل في سحق "حماس" يدفع "إسرائيل" للقبول بسلام حقيقي

                          علي الرشيد




                          صحيفة الشرق القطرية


                          يبدو أن الحرب العدوانية للكيان الصهيوني على غزة أوشكت على أن تضع أوزارها، كما يظهر الحراك الدبلوماسي على أكثر من مستوى، سواء من خلال المبادرة المصرية، أو من طرف واحد (إسرائيل) كما يتردد بقوة في وسائل الإعلام، هرباً من الاعتراف بحماس، وبأي مكاسب قد تجنيها من أي اتفاق لوقف إطلاق النار وتوقيع اتفاقية تهدئة مع الدولة العبرية.

                          وبالعدوان الراهن على غزة يكون الكيان الصهيوني قد شن سبعة حروب ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية المجاورة على الأقل، ولكن من الملاحظ أن قوة جيشه الردعية بدأت بالتقهقر، وسمعة جيشه الذي لا يقهر بدأت تتمرغ التراب منذ عام 2000، وكانت آية ذلك الانسحاب من جنوب لبنان ومن قطاع غزة اللذين احتلا من قبله لسنوات أو عقود، والتخلي مرغماً عن مطامعه التوسعية والاتجاه إلى نحو التقوقع والحرص على يهودية دولته المتمثلة حالياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1948 وأجزاء من الضفة الغربية خشية من أن يصبح الفلسطينيون بحكم النمو السكاني بعد سنين هم الأغلبية العددية، وهو ما يشكل خطراً على وجوده.

                          لقد فتح ملف التسوية بين "إسرائيل" والفلسطينيين، وبينها وبين العرب منذ نحو ثلاثة عقود، ولكن هذه التسوية رغم كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة واتفاقية دايتون ومؤتمر أنابوليس لم يفض فعلياً إلى سلام، وظلت حالة العدوان قائمة سواء ضد الفلسطينيين أو ضد الدول العربية، وكان آخر هذه الحروب هي الحرب على غزة والحرب على لبنان عام 2006، والسبب هو أن عقلية الصهاينة لا تؤمن بالسلام طالما أنها تمتلك القوة، ولا يمكن أن تعطي سلاماً مجانياً، إلا أن ينتزع منها انتزاعاً.

                          ورغم أن الخط الذي ينتهجه محمود عباس وفريقه وتنصلهم علناً وتماماً من المقاومة المسلحة وبراءتهم منها، والتزامهم بالاتفاقيات الأمنية مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، فإن "أنابوليس" لم يقدم لهم سوى مزيد من الاستيطان والحواجز بين أوصال الضفة الغربية، ورفض أي حديث بشأن اللاجئين الفلسطينيين أو ملف القدس.

                          وبتسريب الكيان الصهيوني لأخبار مرجحة عن احتمال إعلانه وقفاً للنار من طرف واحد، وبتوقيعه لاتفاق منفرد مع الولايات المتحدة لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، تكون قد ضربت بالمبادرة المصرية عرض الحائط، ولم تأبه لجهود مصر التي تلعب كوسيط بينها وبين حركة حماس، حرصاً من قيادتها السياسية والعسكرية على مكاسب انتخابية رخيصة، وهو ما دفع القيادة المصرية في حركة تنم عن الانزعاج الواضح لمطالبة "إسرائيل" على لسان الرئيس حسني مبارك بوقف عملياتها العسكرية فوراً، والدخول بوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال خارج قطاع غزة، كما أعلنت بصرامة عن عدم قبولها مطلقاً بأي تواجد أجنبي لمراقبين على أرضها، معتبرة أن هذا "خطاً أحمر لم ولن يسمح بتجاوزه"، فيما قال وزير خارجيتها أحمد أبو الغيظ في وقت سابق إن بلاده غير ملتزمة باتفاق أمريكي إسرائيلي تم توقيعه يوم الجمعة لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة.

                          وبغض النظر عن السلوك الذي تنتهجه الدولة العبرية حتى توقف عدوانها، فينبغي أن لا يتوسل إليها أحد، أو يستجديها أحد لهذا الغرض، وقف العدوان ينبغي أن يكون من منطلق القوة والندية، وهو ما يتجسد في موقف حماس اليوم، فقد أعلن أسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان ميدان القتال والانحياز للمقاومة هو الذي سيحسم المعركة في غزة.

                          وفيما يتعلق بترويج الاحتلال بوقف لإطلاق النار من جانب واحد؛ قال حمدان "لكل من حاول مساعدة الكيان بالسياسية هذا القول هو تجاوز لدورهم وإنهاء لمكانتهم في المنطقة وتضييع للفرصة عليهم بأن يكون لهم دور، ولذلك أدعوهم أن يعيدوا النظر في مواقفهم وأن ينحازوا للمقاومة قبل فوات الأوان، هو فرصة تمنحها المقاومة في فلسطين لمن فوتوا فرص المشاركة في النصر، نمنحها لكل من أخطأ الحساب وأن يرجع إلى واقع أمته وقومه وأن يعود إلى الموقف الحق بنصرة شعبنا وقضيتنا وأن يفهم أن العدو إن كان في الكيان الصهيوني أو في واشنطن لا ينظر إلى أحد في هذه المنطقة من منظور الشراكة بل من واقع الاستخدام ونظرية العبيد التي انتهجتها الولايات المتحدة، لكنها بثوب آخر يعبر عنها بالحلفاء والشركاء الذين يتلقون الأوامر وينفذون السياسات ويظنون بذلك أنهم شركاء ولكنهم في حقيقية الأمر نموذج محسن من حالة العبيد في القرن الحادي والعشرين".

                          من المؤكد أن مفاهيم الحرب والسلام مع الكيان الصهيوني باتت على مفترق طرق في السنوات الأخيرة، وأن الاحتلال بفعل ضربات المقاومة، لم يعد يملي شروطها كما كان يفعل من قبل مع السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية التي تستجدي التسوية بدون فعل مقاوم مواز لها، لذا فإننا سنشهد من الآن فصاعداً فصولاً جديدة مختلفة في التعامل مع الكيان الصهيوني على هذا الصعيد.

                          لقد أعجبتني تصريحات لرئيس تحرير مجلة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية آلان غريش التي جاء فيها: إن فشل الاحتلال في سحق حماس سيقود، بالمقابل، ساسة تل أبيب إلى الاعتراف بعدم جدوى الحل العسكري مع المقاومة الفلسطينية مما قد يدفع "إسرائيل" إلى الدخول، لأول مرة في مباحثات سلام جادة.

                          وبناء على ما سبق فإن على الأنظمة العربية وقوى الأمة الحية أن يغيروا اتجاه البوصلة وأن يتجهوا بقوة لدعم المقاومة بكافة السبل، بدلاً من استجداء سلام لن تقدمه، لأن المقاومة لا التسوية الذليلة هي الكفيلة هي التي سيولد السلام من رحمها بإذن الله، وهو ما أثبتته التجارب.

                          ولعل أشكال الدعم تبدأ بمدّ المقاومة بالمال والدعم السياسي والدبلوماسي، ويمر بالانعتاق من التبعية للإرادة الصهيو ـ أمريكية، وينتهي بالتحلل من مبادرات السلام السابقة وبوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني وبقطع أي علاقة دبلوماسية معه، وهو ما ظهر بعضه في قمة غزة في الدوحة.

                          الأمل أن تكون الحرب على غزة على مرارتها مدخلاً لتغيير كبير في المنطقة على المستويين العربي والإسلامي سواء في مجال التفكير أو المواقف الاستراتيجية بحول الله، وهو ما بدأت ملامحه بالظهور، كما يلاحظ مؤخراً، و"رب ضارة نافعة".

                          تعليق


                          • #14
                            رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                            عودة الحرب الباردة العربية

                            باتريك سيل




                            صحيفة الاتحاد الإماراتية


                            إن عجز العرب الكلي عن الاستجابة الفعالة سواء بالقول أو الفعل، بالدبلوماسية أو بالعمل العسكري، لحرب "إسرائيل" المدمرة على غزة، كشف النقاب عما كان معروفاً، ولكن لا يتم الحديث عنه إلا نادراً، وهو أن بعض الحكام العرب غير منسجمين، ويخشون بعضهم بعضاً، أكثر مما يكرهون أو يخشون "إسرائيل". فخلال الأسابيع الثلاثة الرهيبة التي استغرقتها المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة، شاهد العالم بوضوح الآثار المعوِقة للحرب الباردة العربية، حيث كانت غزة تحترق، دون أن يدفع ذلك بعض الحكام العرب -الذين وصلت الجفوة بينهم حداً عميقاً- إلى عقد اجتماع قمة رسمي لبحث الوضع الكارثي.

                            ويؤسفني أن أقول إن الدبلوماسيين الذين التقيتهم للحصول على بعض المعلومات التي يمكن أن تفيدني في كتابة هذه المقالة، تحدثوا بأسى ويأس عن "نهاية النظام الإقليمي العربي"، وذلك بعد أن أصبحت بعض دوله تجد أن محاربة منافساتها الأخريات على الزعامة الإقليمية، أهم بكثير من توحيد قوى الطرفين معاً لمواجهة "إسرائيل".

                            فحتى في الظروف الحالية التي تتعرض مصالح العرب الحيوية فيها للخطر، ويتعرض الفلسطينيون للذبح والتقتيل بواسطة الآلة العسكرية الإسرائيلية بطريقة تؤدي إلى إثارة غضب الرأي العام العربي والإسلامي، يثبت بعض القادة العرب مرة أخرى -ومرات- عجزهم الفادح عن توصيل رسالة موحدة، ناهيك عن اللجوء إلى نوع من الدبلوماسية الدولية الجريئة التي كانت جسامة الموقف تستدعيها، ودون تأخير.

                            فبدعوة من قطر عقد ما يسمى العرب "الراديكاليون" الذين يضمون في التصنيف الحالي سوريا والجزائر والسودان، وآخرون، اجتماعاً في الدوحة حضره الرئيس الإيراني، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الذي يعيش في دمشق، فيما سمي بقمة غزة الطارئة. وفي هذا المؤتمر جمدت قطر علاقاتها التجارية مع "إسرائيل"، وكذلك فعلت موريتانيا، وأعلنت سوريا أن مباحثات السلام غير الرسمية التي كانت تدور بينها وبين "إسرائيل" عبر الوساطة التركية قد توقفت، ودعت الدول العربية إلى قطع علاقاتها مع "إسرائيل"، وسحب المبادرة العربية للسلام التي قُدمت عام 2002، والتي تعرض على "إسرائيل" السلام وتطبيع العلاقات مع 22 دولة عربية إذا ما قامت بسحب قواتها إلى حدود 1967.

                            وكان معنى هذا الاصطفاف الحالي أن الدول العربية بعد هذه القمة قد أصبحت مقسمة إلى دول معتدلة وصديقة للولايات المتحدة -وفي حالة مصر والأردن تحديداً ترتبط مع "إسرائيل" بمعاهدات- وبين الدول والمجموعات المنافسة، التي تشمل سوريا مع جماعات متشددة مثل "حزب الله" و"حماس" وهي مجموعة تدعمها قطر وآخرون وتتمتع بتأييد أيضاً من قبل تركيا. وعلى رغم أن تركيا ترتبط بعلاقات وثيقة مع "إسرائيل" منذ سنوات عديدة، إلا أن ذلك لم يحل بين الأتراك وبين الخروج بعشرات الآلاف لشجب العدوان الإسرائيلي، كما دفع رئيس وزراء تركيا "أردوجان" إلى تحذير "إسرائيل" بأن اللعنة ستحل عليها جراء دماء الأطفال الذين قتلتهم، وأن التاريخ سيحاكم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الدفاع إيهود باراك "على اللطخة السوداء التي يتركانها على ضمير البشرية".

                            والحال أن عجز العرب المزمن كان قد انكشف للمرة الأولى أثناء حرب 1948، وذلك عندما فشلوا بسبب ضعفهم وانقسامهم في منع دولة "إسرائيل" الوليدة من الاستيلاء على ثلاثة أرباع فلسطين التاريخية. وفي عام 1967 تمكنت "إسرائيل" مرة ثانية من توجيه ضربة قاسية للعرب المنخرطين في النزاعات التافهة، والذين يشكّون في بعضهم بعضاً، واستولت على ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية، وعلى أجزاء كبيرة من مصر وسوريا، مثبتة بذلك أنها قد أصبحت القوة الكبرى في إقليم الشرق الأوسط.

                            وقد فعلت "إسرائيل" الشيء ذاته مرة أخرى في غزة ملحقة هزيمة استراتيجية كبيرة أخرى بالعالم العربي. فالجامعة العربية التي يفترض أنها قد نشأت من أجل الدفاع عن المصالح العربية المشتركة انكشفت تماماً وتبين أنها عاجزة، ومن دون أسنان.. كما فشل العرب كالعادة في استخدام الأوراق العديدة التي يمتلكونها ومنها ثروتهم البشرية الكبيرة، وثروتهم الهائلة من النفط والغاز، ونفوذهم المالي الضخم، وصداقاتهم الدولية المتعددة.

                            أما الثمن الذي دفعته "إسرائيل" نظير حربها المعتوهة هذه فقد كان فادحاً، هو الآخر. حيث أدت هذه الحرب إلى إثارة موجة هائلة من الكراهية ضدها، إلى درجة حولتها إلى دولة منبوذة وممقوتة في العالم أجمع.. كما أن قادتها المستهترين بدماء البشر يواجهون احتمال العقوبات والملاحقة القضائية. علاوة على ذلك، نجد أن المنطقة بأسرها قد غدت راديكالية، وهو ما يعني أنها قد أصبحت تربة خصبة مهيأة للإرهاب والعنف. وهكذا فبدلاً من تعزيز أمن "إسرائيل"، فإن رئيس وزرائها إيهود أولمرت وزميليه الرئيسيين في العدوان باراك وليفني، عرضوا ليس فقط أنفسهم وإنما اليهود جميعاً في كل مكان، لخطر الهجمات الانتقامية من قبل العرب الذين لا ينسون الإساءة.

                            وبالإضافة إلى ذلك، فقدت "إسرائيل" أيضاً جميع الآمال في اندماج سلمي في المنطقة في المستقبل القريب. وربما قد تتظاهر بأن ذلك لا يهمها، ولكن الحقيقة هي أنها بحربها الهمجية التي خلت من كل مظاهر وقيم الرحمة والإنسانية، قد أظهرت مرة أخرى أنها لا تسعى إلى التعايش في سلام مع جيرانها، بقدر ما تسعى إلى تعزيز هيمنتها العسكرية بأقسى طريقة ممكنة، وبأكثر الوسائل عنجهية وظلامية. وهدفها الواضح من ذلك كله هو دفع غزة إلى حضن الجوار مع القيام بمد سيطرتها هي على الضفة الغربية إلى الأبد.

                            إن الهدف الرئيسي ل"إسرائيل" من الحرب التي شنتها على غزة، هو إلحاق هزيمة ساحقة بالفلسطينيين والحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية. ولكن الوسائل التي اختارتها كانت بشعة للغاية -وصادمة للرأي العام العالمي- إلى درجة يمكن معها القول إنها ستؤدي إلى نتائج عكس تلك التي كانت تسعى إلى تحقيقها.

                            تعليق


                            • #15
                              رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                              هو التوصيف القانوني الدولي لعلاقة أميركا ب"إسرائيل"؟

                              عبدالعزيز بن عثمان التويجري



                              صحيفة الحياة اللندنية


                              منذ قيام دولة "إسرائيل" على أرض فلسطين عام 1948 واعتراف الولايات المتحدة الأميركية بها، انطلق سيل الدعم السياسي والمالي والعسكري لهذه الدولة الغاصبة بدون انقطاع، وأصبحت الولايات المتحدة الأميركية المدافع الأكبر عن كل الجرائم والمجازر التي ارتكبتها "إسرائيل". بل تحوّلت المؤسسات الأميركية السياسية، وفي طليعتها وزارة الخارجية، إلى متحدث باسم "إسرائيل"، ومبرّرٍ لكلّ ما ترتكبه من مخالفات وتجاوزات للقانون الدولي وللقيم الأخلاقية ولقواعد السلوك السياسي السليم لدول العالم.

                              وفي هذه الأيام التي ترتكب فيها "إسرائيل" جريمة جديدة ضد الشعب الفلسطيني في غزة تفوق كلَّ الجرائم السابقة، لأنها تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، ومنها ما هو محرّم دولياً ضدّ شعب أعزل محاصر، تبادر الولايات المتحدة الأميركية كعادتها دائماً، إلى حماية العدوان الإسرائيلي الهمجي والدفاع عنه وتبريره بعبارات خالية من الحسّ الإنساني واللياقة الأخلاقية، بل تغض الولايات المتحدة الأميركية الطرف، ومعها عددٌ كبيرٌ من الدول الغربية، عن قتل الأطفال والنساء وتدمير المساجد والمستشفيات والمؤسسات المدنية من جامعات ومدارس وجمعيات أهلية ومحطات توليد الكهرباء وتنقية المياه ومعالجة الصرف الصحي، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضدّ السكان المدنيين، واستهداف مراكز تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر، في أبشع موقف يمكن أن يصدر عن دولة تدعي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحريته، ويُردّد قادتها رغبتهم في نشر هذه المبادئ وتطبيقها في دول عديدة، منها دول العالم الإسلامي.

                              لقد تبدّت حقيقة استعمار "إسرائيل" للولايات المتحدة الأميركية وهيمنتها على صناعة قراراتها السياسية الخارجية، في العديد من المواقف والأحداث، كان آخرها تصريح رئيس وزراء "إسرائيل"، إيهود أولمرت، بأنه فرض على الرئيس الأميركي جورج بوش اتخاذ موقف بعدم التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 1860، حيث أجبره على التوقف عند إلقاء كلمة في فيلادلفيا، والتحدث معه هاتفياً لإعطائه هذا الأمر. وبالفعل أذعن الرئيس الأميركي جورج بوش لرغبة إيهود أولمرت، وأبلغ وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، بأن تمتنع عن التصويت على هذا القرار.

                              والمضحك المبكي في هذه الحادثة الشاذة التي لا سابقة لها في علاقات الدول بعضها مع بعض، هو قول أولمرت: «لقد طلبت الرئيس بوش هاتفياً، فقالوا إنه يلقي كلمة في فيلادلفيا. فقلت لهم: هذا لا يهمني، أريد التحدث إليه الآن. وبالفعل غادر الرئيس بوش المنصة وتحدث معي، وأخبرته بضرورة أن لا تصوت الولايات المتحدة الأميركية على القرار 1860، واتصل الرئيس بوش بكوندوليزا رايس، وأمرها بعدم التصويت. وهذا ما جعل كوندوليزا رايس تشعر بالإحراج». أليست هذه هي قمة المهانة للولايات المتحدة الأميركية، وقمة الغطرسة والهيمنة الإسرائيلية عليها؟.

                              إنَّ البحث في مفردات القانون الدولي عن عبارة واحدة لتوصيف علاقة أميركا ب"إسرائيل"، لا ينتهي إلى نتيجة؛ لأن هذه العلاقة خارجة عن نطاق التوصيف القانوني الدولي. ولذلك يصحّ القول ـ صحة كاملة ـ بأن أميركا مستعمرة إسرائيلية. لا كما كان يقال إلى وقت قريب، إنَّ "إسرائيل" مستعمرة أميركية. وهذه العلاقة التي تعدّ من وجهة نظر القانون الدولي علاقة غير سليمة لا تستند إلى قاعدة من قواعد العلاقات الدولية، تدفعنا إلى مطالبة المجتمع الدولي، خصوصاً النخب الحقوقية والمنظمات والهيئات ذات الاهتمام بالقانون الدولي، ببحث هذه العلاقة من منظور موضوعي وفي إطار ميثاق الأمم المتحدة. وينبغي أن تكون تلك القضية في طليعة اهتماماتنا في الوطن العربي وفي العالم الإسلامي في المرحلة القادمة. ولذلك فإن الذين ينتظرون من الولايات المتحدة الأميركية أن تكون حَكَماً عدلاً في ما تقوم به "إسرائيل" من عدوان وحشي وانتهاكات لحقوق الإنسان وللقانون الدولي، يركضون خلف سراب بعيد وخادع، ويحلمون بشيء لا وجود له، ولا يتعمقون في فهم مجريات الأحداث وإدراك طبيعة الأمور.

                              ولن يفيد العرب، ومعهم المسلمون في الدول غير العربية، أملٌ في أن ينتصر لقضيتهم العادلة بلدٌ تستعمره "إسرائيل" وتملي عليه ما يجب أن يفعله. وليس لهم إلاَّ التضامن الحقيقي وإعداد العدّة في مجالات الحياة كافة، ليستعيدوا حقوقهم المسلوبة ويسترجعوا كرامتهم المهانة.

                              تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسّراً وإذا افترقن تكسّرت أحادا

                              تعليق


                              • #16
                                رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                                بدلاً من البكاء

                                عبد الحليم قنديل



                                صحيفة القدس العربي اللندنية


                                إذا أردنا أن نبكي، فليس لسيل دموعنا من آخر، ونحن نشاهد صور ومآسي شهدائنا وجرحانا في محرقة غزة، آلاف الضحايا، ومئات النساء، وابتسامات لأطفال يحترقون في المهد، وصمت بليد لمجتمع الدول، وهمجية مفزعة لآلة الحرب الإسرائيلية النازية التي تسعى لتدمير كل حجر وقتل كل البشر .

                                نستطيع أن نطلق العنان للدموع، لكننا ـ إن فعلنا ـ نقع في الخطأ الذي يراد لنا بالضبط، وهو الندب واللطم وفوات العقل، وكأن الفلسطينيين مجرد جماعة بشرية سيئة الحظ، أوقعتها المصادفة في مصيدة النار، وحرمتها من كل مقومات الحياة، وحاصرتهم كما حوصر المسلمون الأوائل من قبل كفار قريش، وقد حدث لغزة كل ذلك وأكثر، لكنه لا يبرر حصر القصة في جانب إنساني مأساوي على صحته، وحصر الواجب في إبداء التعاطف مع الضحية، والمسارعة إلى نجدة مستحقة بالغذاء والدواء ومولدات الكهرباء.

                                نعم

                                حصر مسألة غزة في مشهد المأساة خطأ وخطر، ويجردها من طابعها الوطني التحرري، ويوردنا إلى المهالك التي تراد لنا بالقصد، كأن تكون صيحتنا هي وقف إطلاق النار بأي ثمن، وإعادتنا إلى ترتيبات الخنق الدائم بدلاً عن الخنق الموقوت الملتهب، وتجريف فكرة المقاومة "التي جلبت كل هذا الخراب" كما تقول "إسرائيل"، وكما يقول معها إعلام ملوث تابع في غالبه لحكومات التواطؤ العربي.

                                وبدلاً من أن تتلاحق دموعنا إلى حقول البكاء، بدلاً من أن نقول "هيا بنا نبكي"، نستطيع أن تقول ـ بثقة ـ هيا بنا نقاوم، وأن نرى في القصة جانبها الأسطوري، وليس فقط ظواهرها المأساوية، فقد كانت لبركة الدم الشهيد آثار المعجزات، فلم تكن قضية فلسطين في عين العالم كما هي الآن، ومنذ زمان طويل في الماضي، لم تتألق قضية فلسطين كمعركة تحرير وطني كما هي الآن، ليس لأن العالم تغير، فقد أصبحت قواه الحاكمة ـ في الغرب بالذات ـ أكثر ظلماً وعدوانية وتعنتاً وتنكراً للقيم الإنسانية، وليس لأن العدو الإسرائيلي تغير، فقد أصبح أكثر شراسه وهمجية، وأفصح عن طبيعته النازية بلا رتوش، ولا يتورع عن استخدام قنابل الفوسفور الأبيض وسواها من الأسلحة المحرمة دولياً، ويهدد باستخدام القنابل الذرية، ويشن غارات الصدمة والترويع لحصد المدنيين بالذات، وتفتح له مخازن السلاح الأمريكي المتطور بغير حساب، وبالجملة: صارت الظروف المحيطة أسوأ من أي وقت مضى، وزادت عناصر السوء بتدهور النظام العربي، وسكن الحكام العرب في جلودهم خيفة من قوة "إسرائيل"، أو طلباً لرضاها، لكن الذي تغير في وسط كل هذا الظلام هو دفقة الضوء الباهر، الضوء الذي ينبعث من رماد محترق، ضوء المقاومة من نوع مختلف، المقاومة الجديدة التي بدأت سيرتها في العقود الأخيرة، المقاومة التي تبتعث في الأمة أنبل ما فيها، المقاومة التي تستظهر ثقافة الاستشهاد، وتخوض حروبها بثقة كأنها تقرأ من اللوح المحفوظ، وتطور تكنولوجيا ملائمة، المقاومة التي تمثلها جماعات شعبيه تعتصم بتراث الأمة، وتشكل جيوشاً لا تقهر، فقد زادت قوة "إسرائيل" أضعافاً، لكن قوة "إسرائيل" الزائدة واجهتها طاقة مقاومة زائدة، ونشأ نوع جديد من الحروب غير مسبوق في تاريخ الصراع كله، حروب عابرة للأسابيع وللشهور، وبطاقة نيران إسرائيلية مهولة، وبتركيز على قتل المدنيين، ولكن بغير مقدرة على تحقيق النصر، فقد حرمت المقاومة الجديدة "إسرائيل" من أي فرصة لنصر بالمعنى العسكري النهائي، وأثبتت أن بوسعها تحرير الأرض، وكما جرى في الجنوب اللبناني، وكما جرى في إرغام "إسرائيل" على ترك غزة وتفكيك مستوطناتها قبل سنوات، وكما يجري الآن في حرب التحرير الثاني لغزة .

                                نعم، لم يذهب آلاف شهدائنا وجرحانا كمجرد ضحايا لمصادفة النار، بل كشف الدم الشهيد غشاواتنا عن أبصارنا، واستعاد لقضية فلسطين حرارتها في الوجدان، وصارت صرخة فلسطين هي الأعلى صوتاً في دنيا العرب، وبعد أن كان الوعي بالقضية يتلاشى، فقد بدت مظاهرات نصرة فلسطين هادرة في أقطار العرب من الماء إلى الماء، وخرج الملايين إلى الشوارع، وفي صدام مفتوح مع الحكام العرب الذين ضبط أغلبهم متلبساً بجرم الخيانة، وهذه أعظم بركات المقاومة والدم الشهيد، فقد أثبتت غزة أن الدم يهزم السيف، وأن المقاومة قادرة على الصمود في وجه أعتى آلة حرب، وقدمت مثالاً ملهماً موقظاً للنائمين في الشارع العربي، فإذا كانت غزة الصغيرة قادرة على مواجهة "إسرائيل"، إذا كانت غزة الصغيرة المحاصرة قادرة على العصيان، فإن الرسالة باتت واضحة، وهي أنه بالوسع تحدي أي قوة مهما بلغ جبروتها وقوة نيرانها، وبوسع الشارع العربي الواسع ـ من باب أولى ـ تحدي قوات حكامه، واستعادة العروة الوثقى بين جماهير الأمة وقدرها الفلسطيني، وهي الصلة التي كانت قد تفككت منذ انهيار المشروع القومي العربي قبل عقود، وفي المحيط الإسلامي بدت قضية فلسطين كأنها تبعث من رماد التجاهل، ومن إيران إلى باكستان إلى أندونيسيا إلى ماليزيا، وفي تركيا حدث ما يشبه المعجزة التاريخية، فقد فصلت تركيا طويلاً عن عالمها الإسلامي، وانفصلت عن قضاياه، وجرى إلحاقها بحلف الأطلنطي وعلمانية الدبابات، وجرت "أوربة" نخبها وإقصاءها عن هموم الجغرافيا والتاريخ، ثم جرت تحولات في المشهد الثقافي والسياسي، وصعدت ظاهرة أردوغان وحزبه، لكن العلاقة مع إسرائيل" ظلت لها الأولوية على حساب العذاب الفلسطيني، ثم كان التحول الدرامي في حرب غزة، وبدا علم فلسطين في مظاهرات اسطنبول المليونية كأنه صار صنوا للعلم التركي.

                                ولم

                                ولم يكن لهذه التحولات أن تحدث، ولا لهذه اليقظة في العالمين العربي والإسلامي أن تتم، ولا ليقظة ضمائر تعد بالملايين في الغرب نفسه أن تجري، لم يكن كل هذا الزخم المضاف وارداً بدون الصمود الأسطوري للمقاومة، فلا أحد ينتصر لقضية ما لم ينتصر لها أهلها، وقد أثبتت غزة أنها عنوان فلسطين المضيء بوهج الدم، وأن الدم الشهيد قادر على كسر سيف "إسرائيل"، وفضح همجيتها الدموية، وكشف تكوينها الغاصب العنصري النازي، وكسب معركة الإعلام والضمائر.

                                وقد يتطوع أحد بوصف الحماس لمقاومة غزة بالنظرة غير الإنسانية، والتي لا تكترث بدم الضحايا، ولا بعذاب الناس، وهذه لغة خشبية وكلام أجوف، فالتكلفة الإنسانية جزء من حساب المقاومة، ولم يحدث أبداً أن تحرر شعب بدون تكلفة دم باهظة، الجزائر ـ كمثال ـ قدمت مليوني شهيد ثمناً للتحرر من الاستعمار الفرنسي، ولم يحدث في التاريخ أن تساوت أو تقاربت قوة نيران المقاومة مع قوة نيران المستعمر الغاصب، كانت قوة المستعمر على إلحاق الأذى دائماً أكبر بما لا يقاس، وصحيح أن "إسرائيل" تلحق الأذى بالفلسطينيين، وبأكثر من مئة مرة قياساً لما يلحقها من قتلى وجرحى، لكن مقدرة الفلسطينيين على احتمال الأذى أعظم بمليون مرة قياساً للإسرائيليين، وقد كانت "إسرائيل" ـ فيما مضى ـ تلحق بنا الأذى وتفوز بالنصر الخاطف، لكنها ـ هذه المرة ـ تعجز عن النصر مهما ألحقت من أذى ودمار، فقواعد المقاومة الجديدة تقام في القلوب قبل الميادين، وإحساس "إسرائيل" الغريزي بالهزيمة يدفعها إلى شراسة الذئب الجريح.

                                تعليق


                                • #17
                                  رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                                  قانوني جديد بعد نهاية الحرب على غزة!

                                  محمود المبارك



                                  صحيفة الحياة اللندنية

                                  يبدو أن إعلان رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت مساء السبت الماضي عن الإنجاز الذي حققته بلاده في حربها ضد غزة، لا يعني تحقيق نصر عسكري على «حماس» كما كان مقرراً في بداية الحرب، أو القضاء على صواريخ المقاومة، وإنما يعني مقدرة بلاده على ارتكاب جميع أنواع الجرائم في القانون الدولي بجدارة، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية!

                                  ذلك أن الحرب الإسرائيلية على غزة جمعت كل أنواع الجرائم في القانون الدولي والتي صنفتها المحكمة الجنائية الدولية إلى: جرائم إبادة، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجريمة العدوان.

                                  فتحت النوع الأول، تعتبر التصريحات الصريحة والضمنية، الصادرة من المسؤولين الإسرائيليين، المتعلقة بنيّة "إسرائيل" في التخلص من «حماس» كهدف رئيسي للحرب على غزة، شرحاً عملياً لتعريف «جريمة الإبادة»، التي تعني «ارتكاب أي فعل بنيّة إهلاك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية إهلاكاً كلياً أو جزئياً». ولعله من المفيد الإشارة إلى أن معاهدة منع جريمة إبادة الجنس عام 1948، تُجَرِّم مجرد وجود «النيّة» بقصد القتل، حتى لو لم يتحقق القتل ذاته.

                                  كما أن استهداف المدنيين بإلقاء القنابل بشكل عشوائي في أنحاء غزة، وتعمّد استهدافهم في الملاجئ والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والمنشآت المدنية وتدمير البنية التحتية، واستخدام الأسلحة المحرمة، كل ذلك يعد «جرائم حرب» بموجب القوانين الدولية، وهو النوع الثاني من جرائم القانون الدولي بموجب تصنيف المحكمة الجنائية الدولية، إذ استطاعت "إسرائيل" خلال فترة وجيزة ارتكاب «جرائم الحرب» بمختلف أصنافها، بطريقة مذهلة!

                                  ومعلوم أن تجويع الشعب الفلسطيني في غزة، ومنع الدواء والغذاء من الوصول إلى الشعب الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، أثناء الحرب وقبلها، وتشريده خلال الحرب، هو النوع الثالث من جرائم القانون الدولي، بحسب ميثاق روما الأساسي، والتي تسمى «جرائم ضد الإنسانية». وغني عن القول إن بدء الحرب على غزة، يعد «جريمة عدوان» بحسب النوع الرابع من جرائم القانون الدولي، إذ لا يمكن قبول تبرير "إسرائيل" أن عدوانها على غزة نوع من أنواع «الدفاع عن النفس» بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، كما فصلت ذلك في مقالات سابقة.

                                  الجرائم الإسرائيلية مكتملة إذاً، وأركان الجريمة مسجلة بالصوت والصورة، وقد أكدت هذا منظمات حقوقية غربية وعربية يصعب حصرها، ولكن المؤسف هو أن الدول العربية لم تتحرك بعد، تجاه بدء رفع إجراءات دعوى ضد المسؤولين الإسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية، ولا يبدو أن لها نيّة في ذلك! بل إن الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية الرافض للاستجابة لدعوة الحقوقيين الدوليين، لمساندتهم في رفع إجراءات دعوى ضد المسؤولين الإسرائيليين، وعدم تحرك ثلاث دول عربية أعضاء في محكمة الجنايات الدولية بأي خطوات نحو هذا، يثير أكثر من سؤال في ذهن رجل الشارع العربي، حول المواقف غير المعلنة لهذه الحكومات من العدوان الإسرائيلي! وهو أمر لا يزيد الشعوب العربية إلا تشبثاً بدعم المقاومة الفلسطينية بعد أن تعاونت الحكومات الغربية وسكتت الحكومات العربية عن اغتيال القانون الدولي!

                                  ويبدو واضحاً اليوم أن هناك تبايناً واضحاً بين الشعوب العربية وحكوماتها، خلافاً لما كان عليه الأمر من قبل! ولعل المشهد العربي الأخير حول الأحداث في غزة يعكس هذا التباين الغريب. فبالأمس، كان التنديد العربي رسمياً وشعبياً، يقتصر على "إسرائيل" والغرب، وكانت المطالبة العربية تصر على محاكمة المسؤولين الإسرائيليين، وكانت الشعوب والحكومات العربية يداً واحدة مع المقاومة الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وكانت الدول العربية تطالب بطرد "إسرائيل" من منظمة الأمم المتحدة، كما كانت اللاءات العربية كلها ضد الصلح مع "إسرائيل" والتفاوض معها والاعتراف بها.

                                  أما اليوم، فقد تحوّل المشهد العربي إلى صورة مختلفة جداً! فالتنديد العربي أصبح من الشعوب العربية ضد بعض حكوماتها، والمقاومة الفلسطينية لم يعد مرحباً بها كما كانت من قبل، بل إن اللاءات العربية تحوّلت ضدها، وطلب محاكمة "إسرائيل" أو تجميد عضويتها في الأمم المتحدة أصبح يسمع من خارج العالم العربي، وليس من داخله!

                                  وإذا كان من سمة تميّز المشهد الدولي المعاصر، فهي سمة بروز دور منظمات المقاومة غير الحكومية، وانحسار دور الحكومات الرسمي. فمنذ أحداث أيلول (سبتمبر) 2001، لا يجادل الكثير أن منظمات المقاومة غير المدعومة حكومياً، من أمثال «القاعدة» و«طالبان» و«المحاكم الإسلامية» و«حزب الله» و«حماس»، صارت هي المحرك الرئيسي للأحداث في السياسات الدولية المعاصرة، في حين انحسر دور الحكومات الرسمية - غربية كانت أو عربية - إلى ردود أفعال لما تقوم به تلك الحركات.

                                  ذلك أن الدول الغربية التي أسهمت في تأسيس عالم القانون الدولي، نتيجة معاناتها لمآسي الحروب في ما بينها خلال القرون الماضية، رفضت الالتزام بتلك القوانين الدولية في خلافاتها مع غيرها من الأمم، الأمر الذي آل بها إلى انتهاك القانون الدولي انتهاكاً فاضحاً. وإذ وقفت حكومات الدول المعتدى عليها ضعيفة أمام الواقع الأليم عقوداً طويلة، لم تجد الشعوب المستضعفة بداً من أخذ الأمور بيدها، والرد بأسلوب القوة نفسه الذي اتُبِع ضدها، وإن خالف ذلك مواقف حكوماتها. ويبدو أن هذا الطريق بدأ يزداد قبولاً وسط جماهير الأمة العربية. إذ أن الإعلان الإسرائيلي الرسمي عن انتهاء الحرب على غزة، التي شهدت تنفيذ أكثر من 2500 غارة عسكرية ضد المدنيين، وإلقاء ما يزيد على ألف طن من المتفجرات عن طريق الجو فقط، سيفسر على المستوى العربي الشعبي على أنه نصر للمقاومة. وتبعاً لذلك لنا أن نتصور استمرار المقاومة، خلافاً لما كانت ترجوه الحكومات الغربية والعربية!

                                  واقع الأمر أن الدول الغربية بانتهاكها للقوانين الدولية في تعاملها مع الأمم الأخرى، تكون قد أسست لعهد غير سعيد وستجني حصاد ذلك، وقد بدت نتائجه تظهر الآن! والحكومات العربية، بعدم مقدرتها على تغيير هذا الواقع الأليم، ستشهد انتهاء عصر احتكارها للمشهد الرسمي

                                  تعليق


                                  • #18
                                    رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                                    اليد العليا لبرنامج المقاومة

                                    ياسر الزعاترة



                                    صحيفة الدستور الأردنية


                                    من
                                    استمع إلى إيهود أولمرت وهو يتحدث عن معركته وانتصاره، وقوة الردع التي استعادها جيشه العظيم سيظن أنه خاض معركة ضد جيش الصين وليس ضد قوة مقاومة معزولة ومحاصرة في شريط ضيق اسمه قطاع غزة.

                                    تلك أولى ملامح الهزيمة للجيش الصهيوني وكيانه العتيد، ما يؤكد أن زمن الانتصارات الصهيونية السريعة والخاطفة قد ولّى، تماماً كما هو زمن الهزائم لهذه الأمة، وإلا فأي انتصار حققه أولمرت بالطائرات وقذائف الدبابات من دون الاشتباك المباشر مع المقاومين خوفاً على حياة جنوده الذين يسيرون إلى المعركة بأيد مرتجفة وأقدام مهزوزة؟ وأي انتصار حققه في مواجهة صمود بطولي استمر ثلاثة أسابيع كاملة، وكان بوسعه الاستمرار لفترة أطول بكثير لو تورط الجيش الصهيوني بدخول المناطق السكنية؟ وأي انتصار، وقد بدأ معركته وأنهاها من دون الوصول إلى جنديه الأسير؟.

                                    لقد أعلنوا أنهم يشنون الحرب من أجل تغيير الوضع في قطاع غزة، وإنهاء حكم حماس، فهل تغير شيء من ذلك، أم أن حماس باقية على نحو أفضل بكثير مما كانت عليه، حيث أضافت إلى شرعية الانتخابات، شرعية جديدة هي شرعية المقاومة والدم والتضحيات والاعتراف العربي والدولي؟

                                    قالوا إنهم سيوقفون إطلاق الصواريخ، لكنها استمرت في الانطلاق حتى ما بعد الإعلان الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار، أما تهريب الأسلحة فليس ثمة ما يمنعه في واقع الحال، حتى لو صار أكثر صعوبة، مع العلم أن حماس لم تهرّب إلى غزة طائرات ولا دبابات، وإنما هي صواريخ من النوع العادي لا أكثر ولا أقل، أما التهدئة الدائمة فرفضتها قوى المقاومة، وبالطبع لما تنطوي عليه من تنكر لخيار المقاومة.

                                    قال أولمرت إن حماس قد تلقت ضربة موجعة في قيادتها وقدرتها العسكرية، الأمر الذي لا يبدو صحيحاً بحال، حتى لو صدقنا تقاريرهم الصهاينة حول فقدانها لما يقرب من 400 من مقاتليها، وحتى لو خسرت بعض ما لديها من إمكانات عسكرية، والسبب أن كل ذلك صار برسم التعويض على نحو أكبر بكثير بعد الشرعية الشعبية الداخلية والخارجية التي حصلت عليها.

                                    لقد حققت حماس في هذه الأسابيع الثلاثة أرباحاً وفيرة، ومعها قوى المقاومة وبرنامج المقاومة، فالحركة التي كانت تواجه العديد من الأسئلة منذ دخولها الانتخابات ومن ثم الحسم العسكري صارت اليوم الأكثر شعبية في الداخل والخارج، وفي العالم العربي والإسلامي، ومن يحصل على مثل هذه الشعبية سيكون بوسعه تعويض خسائره، أكان على الصعيد البشري، أم على الصعيد المادي، بل سيضيف إليها الكثير من الإمكانات التي لم تكن لتتوفر قبل ذلك.

                                    نعم، لقد حصلت حماس من خلال هذه المعركة على حاضنة شعبية، فلسطينية وعربية وإسلامية ستمكّنها من مراكمة الكثير من أسباب القوة، وتلك معادلة يدركها جماعة رام الله، بينما لا يستغرب أن يتجاهلها أولمرت، وبالطبع حتى لا يفسد انتصاره المزعوم الذي يريد من خلاله مسح قصص فساده وإخفاقاته في حرب تموز 2006.

                                    أولمرت سيتعامى أيضاً عن الخسارة السياسية التي منيت بها دولته في العالم أجمع، وأمام الرأي العام الدولي حين ظهرت بصورة قاتلة الأطفال الذين نقلت صورهم وسائل الإعلام، بينما ظهر الفلسطينيون بوصفهم شعباً مقاوماً وصامداً يرفض القبول بشروط عدوه، مهما كانت التضحيات.

                                    ليست حماس ولا قوى المقاومة وحدها التي ربحت من هذه الحرب، بل القضية برمتها، والسبب هو الشرعية التي حصل عليها نضال الفلسطينيين أمام العالم، إضافة إلى الشرعية التي حصل عليها برنامج المقاومة الذي يعلم الجميع أنه الوحيد القادر على تحقيق الإنجازات.

                                    بعد هذا اليوم سيكون بوسع حماس وقوى المقاومة أن تطرح رؤىً جديدة للصراع برمته، من قبيل ما طرحه الدكتور رمضان شلح حين طالب بحل السلطة وتشكيل حكومة مقاومة، لا سيما أن شرعية الطرف الآخر قد هبطت إلى الحضيض، ليس فقط بسبب موقفه من المعركة، بل أيضاً بسبب فشله في تحقيق شيء من خلال المفاوضات رغم قمعه المتواصل للمقاومة.

                                    ما تحقق في هذه المعركة كان انتصاراً للمقاومة ولحماس ولفلسطين، مقابل هزيمة للاحتلال ولمن يطلبون رضاه وتسهيلاته. أما الدمار الذي وقع فسيعاد بناؤه بإذن الله من حر مال أبناء الأمة إذا قصرت الدول.

                                    لقد كانت معركة رائعة ألهبت مشاعر جماهير الأمة، وأعادت إليها الحيوية، وهي معركة ستتواصل ما دام جنود الاحتلال داخل القطاع. كما أنها معركة سيكون لها ما بعدها، في سياق مواجهة الغطرسة الخارجية. والمرحلة المقبلة ستثبت ذلك

                                    تعليق


                                    • #19
                                      رد : هنا نتابع اهم المقالات العربية والمحلية بعد النصر في معركة الفرقان

                                      مصر وإدارة العدوان الإسرائيلي

                                      ياسر سعد




                                      صحيفة العرب القطرية


                                      الموقف والدور المصري من مجازر غزة مؤسف ومؤلم، ولا يليق بمصر وبمكانتها وبعراقة شعبها وأصالته. فقد لعبت القاهرة ولا تزال دوراً مسانداً وداعماً للعدوان الإسرائيلي والذي تم الإعلان عن بدئه من قبلها.

                                      كان من المفترض بالعملية الإسرائيلية الإجرامية أن تكون مفاجئة وخاطفة وسريعة، لذا طمأنت القاهرة حماس على أن شيئاً لن يجري خلال يومين. ولما بدأ العدوان هرع عباس من الرياض إلى مصر ليحمل هو وأبوالغيط المقاومة مسؤولية ما يجري تمهيداً كما بدا لعودة أبومازن للقطاع محفوفاً بدعم وبمباركة مصرية. وفي القاهرة اتفقا -عباس والقيادة المصرية- على أن لا حاجة لعقد قمة عربية حول المحرقة.

                                      وفي الأيام الأولى وبعد فشل "إسرائيل" بالإطاحة بحكومة هنية، وقفت القاهرة موقفاً عدائياً من المقاومة وأطلق إعلامها حملات محمومة تنال منها ومن برنامجها، وأصرت على تعطيل أي لقاء قمة عربي من أجل غزة، وتم رفع القضية لمجلس الأمن لإعطاء "إسرائيل" وقتا أطول لإنهاء مهمتها في القطاع. كما أحكمت الحكومة المصرية إغلاق معبر رفح، ومنعت الأطباء المتطوعين من الوصول لغزة، وعطلت مساعدات الإغاثة وشحنات الدم على أبواب المعبر حتى تلفت. وحين كان المسؤولون الإسرائيليون يعلنون أنهم يقومون بالحرب نيابة عن دول الاعتدال العربي والتي تحرضهم على سحق حماس، لم تصدر القاهرة تكذيباً أو إنكاراً لمثل هذه التصريحات.

                                      وخلال المحرقة وبعد أن طرحت القاهرة مبادرتها كمخرج سياسي للاحتلال من ورطته العسكرية، كان السياسيون المصريون يرددون أن مسعاهم الأساس هو وقف جنون القتل ونزيف الدم الفلسطيني في غزة. في حين أن المنطق يقول إن "إسرائيل" التي ترتكب مثل هذه الجرائم والفظائع ليست مؤهلة للسلام، وإن قوتها الغاشمة والمتغطرسة تحتاج إلى قوة توقف انتهاكاتها وتجاوزاتها، لا إلى مبادرات تكافئ جرائمها!

                                      إصرار القاهرة على التمسك بقمة الكويت دون سواها يمكن تفسيره الآن بمعرفتها بالسقف الزمني الإسرائيلي للمحرقة، وبالتالي لتحويل قرارات القمة العربية من إدانة "إسرائيل" ووحشيتها والتضامن مع المقاومة -كما حدث في الدوحة- إلى التعامل مع الوقائع على الأرض والانشغال بالحديث عن جهود إعمار القطاع المنكوب. أما رفض فكرة عقد مؤتمر قمة عربية بذريعة ضرورة الإعداد الجيد لها فهو يتهاوى مع دعوة مبارك لقمة شرم الشيخ قبل يوم من انعقادها.

                                      وهكذا يتوقف العدوان الإسرائيلي كما أعلن أولمرت بناء على طلب مصري! فإذا كان لمصر هذا الثقل الكبير عند "إسرائيل" فلماذا أخرت استخدامه لثلاثة أسابيع داميات؟ أم أن مقصد أولمرت التمهيد لدور مصري سياسي قد يكون أشد فتكاً بالمقاومة من «الرصاص المسكوب»؟ فالحكومة المصرية ستواصل الضغط على حكومة هنية خصوصاً مع أعبائها الجسيمة، وستحاول مقايضة فتح المعابر بمصالحة فلسطينية، ظاهرها الرحمة وباطنها اختراق المقاومة وتصفيتها سياسياً. ومن هنا جاءت كلمات مبارك وأبوالغيط، قوية وحازمة قبيل وقف إطلاق النار، تتحدث عن المقاومة وتشيد بها، في محاولة لاختراق وعي المقاومة والعمل على ترويضها وتفكيكها في نهاية المطاف.

                                      قمة شرم الشيخ دعيت إليها دول أوروبية أعلنت عن استعدادها لإرسال سفن حربية لمنع تهريب السلاح للمقاومة، لتكافئ المعتدي على جرائمه ضد الإنسانية. وقد يكون المدخل الدولي لما بعد العدوان، والذي حرصت عليه مصر، السبيل لعودة عباس وسلطته للقطاع بذريعة أن الغرب لا يعترف بحماس ولا يحاورها ولذلك لا بد من حضور للسلطة في القطاع من أجل ردم هذه الفجوة.

                                      تعليق

                                      جاري التحميل ..
                                      X