إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

    تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!


    [align=justify]التمايز وفك الالتباس الضروري:

    اختلاط المنافقين بالمؤمنين من أسوأ الأوضاع التي تقاتل فيها الجماعة المؤمنة عبر التاريخ، ولذلك فإن القرآن حسم هذه القضية حسماً بيناً وواضحاً لا لبس فيه، وقال بلسان عربي مبين: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴿*﴾ لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿*﴾).

    واختلاط المؤمنين بالمنافقين لا يتوقف على الاختلاط البشري العلائقي بين الناس، إذ أن هذا لا فكاك منه البتة، كما أن المقصود منه ليس فقط اندساس المنافقين في صفوف المقاتلين على أهميته، بل الأخطر من ذلك كله التباس الصورة، وامتزاج المشهد حتى لا يميز الناس بين الطيب والخبيث وصاحب المبدأ وصاحب الهوى والمصلحة، بل يختلط الأمر على الناس إلى درجة لا يميز فيها الناس بين المنتفع الموالي لأعداء الله والمجاهد الثابت على حقه، وهذا يرجع لأسباب مختلفة تلبس على الناس خارج المشهد القريب ومن ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه) في رده على عمر رضي الله عنه حينما عرض عليه قتل كبير المنافقين عبد الله بن سلول حينما قال: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"، فيمكننا أن نتخيل تعقيد الموقف وحساسيته حينما يلتبس الأمر على من كان من خارج المشهد إلى درجة لا يفرق فيها بين أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم الذين يقاتلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمثال عبد الله بن سلول الذي يريد إخراج المسلمين من المدينة بأسنة رماح المشركين، تماماً كما تنتظر عصابة المقاطعة اليوم للعودة إلى غزة على فوهة ميركافاة ليفني! إلا أن الأشد تعقيداً من ذلك حينما تتداخل الحسابات داخل الصف المؤمن ونجد أن التمايز غير محسوم لدى بعض المؤمنين بل ولدى بعض كبارهم أمثال سعد بن عبادة رضي الله عنه الذي أخذته الحمية لابن سلول في قصة حادثة الإفك كما ترويها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في كتب الصحاح، ولذلك فإن الله تعالى يقول: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)، فمهما اختلط المشهد على الناس فإن الله تعالى عليم بابن سلول ومحمود عباس ونمر حماد وسلام فياض وحسني مبارك وأحمد أبو الغيط.

    والحديث لا يجري عن منافقين أفراد لا يمكن أن يخلو منهم صف في الدنيا بحال، وإنما عن تجمع وتنظيم يبني مسجد الضرار، ويحرض الأحزاب، ويخطط مع يهود المدينة؛وهكذا؛ وفي فلسطين نتحدث عن تجمع رهيب يملك العسكر والمال والعلاقات السياسية والأمنية مع الغرب والشرق والقيادات العربية الشبيهة به وفوق ذلك يقيم علاقة مكشوفة مع الاحتلال ولا يتورع رموزه عن عناق وتقبيل القتلة الصهاينة وهي مظاهر يمكن لهم الاستغناء عنها في سبيل تمرير مخططاتهم المشتركة، لكن يظهر أن العلاقة أعمق من مجرد عمالة وتبعية ومصالح مشتركة إلى الود الجارف والحب الطاغي من طرف عصابة المقاطعة في حالة لا يمكن السيطرة فيها على تلك المشاعر الملتهبة.

    قد تكون صورة عصابة المقاطعة محددة المعالم إلى حد كبير خاصة لأبناء الداخل، ولا تمتزج بها أية صور أخرى من الشرف والبطولة، لكن ارتقاء هذه العصابة –المجردة من شرف الإرث النضالي- على أكوام جماجم شهداء الثورة الفلسطينية بفعل السياسات الأنانية والرعناء لحركة فتح هو الخطير في حد ذاته والذي جعل المشهد شديد الالتباس إلى درجة يحسب فيها كثير من المتعاطفين مع قضيتنا أن تخليص القضية الوطنية من عار قيادة العملاء تدميراً للقضية وهدراً غير مسؤول لتضحيات أبنائها!

    الذي لا بد من قوله بشكل واضح أن شهداء حركة فتح منذ العام 65، ومساهمة (بعض) أبنائها في انتفاضة الأقصى لا يجعل من السلوك الخياني الذي انعطفت إليه هذه الحركة منذ إقرار قياداتها للمنظمة بما يسمى "قرارات الشرعية الدولية" مروراً بشطب حقنا الأزلي في أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين في خطوة منفردة من هذه القيادة ودون أي مقابل (بالمرة) انتهاء بالعمالة المباشرة الصريحة عبر ما يسمى التنسيق الأمني وصولاً إلى القضاء التام على أي شكل من أشكال الرفض (للاحتلال) في الضفة الغربية إلى درجة منع توجه المسيرات (السلمية) إلى نقاط التماس مع الاحتلال، ووأد البقية الباقية من رائحة ضعيفة للحس النضالي في حركة فتح عبر استصدار عفو صهيوني عن (المناضلين) وتسليمهم بنادقهم لأجهزة فياض وانخراطهم مع تلك الأجهزة في اعتقال وترويع وإرهاب الآمنين والمخالفين من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، ذلك الإرث النضالي لا يمكن أن يجعل من هذه الخيانة الصريحة وجهة نظر لا يجوز الانقسام عنها!

    إن من أعظم نتائج حرب الصهاينة-عصابة عباس-عصابة مبارك على غزة، تمايز المشهد الفلسطيني إلى حد غير مسبوق في التاريخ الفلسطيني، حتى بات المقاتل في غزة نقياً خالصاً بحيث لا يمكن أن يوفر للعملاء في مقاطعة عباس ما يتاجرون به لتسويق أنفسهم، وتمرير مخططاتهم الخيانية! وعلى المستوى القتالي الصرف يمكننا أن نتخيل كيف سيكون أداء المقاومة لو بقيت جرذان يوفال ديسكن عبر بوابات الوقائي والمخابرات العامة تسرح وتمرح في قطاع غزة!

    وهذا من حكم الأحداث الكبرى التي تعصف وتزلزل بالمؤمنين، وقد عرض الله عرضاً مسهباً لهذه الحكمة في مواطن مختلفة في كتابه:
    - (وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ).
    - (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴿*﴾ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
    - (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴿*﴾ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴿*﴾)، بينما المؤمنون يقولون: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا).
    - (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).
    - إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
    - (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿*﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴿*﴾ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).
    فهذه نماذج استعرضها من الذاكرة دون التزام بترتيب محدد وإلا فالمقام لا يتسع لاستعراض كامل، والأمر يعوزه دراسة مفصلة حول هذه القضية لعل الله ييسرها لنا قريباً، والقصد إنما هو التدليل على أهمية القضية من كتاب الله تعالى ومن الواقع.

    تعرية الطرف الآخر، وحقيقة الاختلاف:

    والحقيقة أن هذا التوصيف لا يقتصر على عصابة مقاطعة عباس، وفردة حذاء دايتون الأخرى المدعو سلام فياض، وإنما يطال حركة فتح التي لم تعد تنظيماً محظوراً في قوانين المحاكم العسكرية الصهيونية، فإذا أمكننا أن نتفهم غض الاحتلال طرفه عن قوى لم تمارس المقاومة المسلحة، أو قوى نشأت حديثاً وعماد نشاطها ما يسمى بالمقاومة السلمية فإنه لا يمكننا تفهم أن تصبح حركة (ثورية كفاحية) تنظيماً مسموحاًَ به في قوانين الاحتلال، بحيث لا يعد مجرد الانتماء لحركة فتح تهمة تستدعي الاعتقال كما هو حال من ينتمي لحماس ولو لم يمارس أي نشاط، أو اقتصرت علاقته بالحركة على المشاركة في مسيرة، أو ترديد هتاف في مهرجان، بينما المعتقلون من حركة فتح إما اعتقلوا على خلفية اقتناء السلاح أو المتاجرة به أو استخدامه ضد الاحتلال أو الانتماء لكتائب الأقصى التي فككت حديثاً في الضفة واستصدر عفو عن منتسبيها في مقابل تخليهم عن ممارسة (المقاومة)، أو بعض من اعتقل على خلفية تخطي حدود الكيان الغاصب دون تصريح، أو قيادة سيارة مسروقة، أو المشاركة في فعل جماهيري ضد الجدار، فالفتحاويون المعتقلون والذين يطيب للمتاجرين بأعمارهم القول بأنهم الفصيل الأكبر داخل السجون إنما اعتقلوا لأسباب شخصية فردية تمس كل واحد منهم، ولا ترتبط إطلاقاً بانتمائهم لحركة فتح.

    ومن هنا سنجد أن من بين معتقلي حماس مدرساً في الجامعة، وإماماً في المسجد، وقائداً سياسياً، وناطقاً إعلامياً، ونائباً، ووزيراً، وطالب جامعة، وأمياً! بينما لا نكاد نجد أحداً من أصحاب المواقع القيادية، أو الشخصيات الثقافية والأكاديمية، ولا حتى طلاب الجامعات من حركة فتح في سجون الاحتلال، إلا بعضاً ممن اعتقلوا لأسباب (شخصية) تتعلق بمساهمتهم (كأفراد) في المقاومة، أو ارتباطهم بكتائب الأقصى (التي فككها فياض كما أسلفنا) أو اقتنائهم السلاح أو اتجارهم به! ومروان البرغوثي لا يخرج عن هذه القاعدة لأنه ببساطة تجرأ ودعم بعض مجموعات كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية في انتفاضة الأقصى، وهو معتقل على هذه الخلفية لا على خلفية انتمائه لفتح أو أمانته لسرّها (الباتع!)، فحتى ظهور كتائب الأقصى ودعمها من بعض سياسيي فتح كمروان البرغوثي وحسام خضر لم يكن سبباً كافياً لإعادة حظر الحركة من طرف الاحتلال والتعامل معها كحركة معادية، واقتصرت قوانين الاحتلال وجهدها الأمني والعسكري على معالجة ظاهرة كتائب الأقصى وما يرتبط بها فقط، وإلا لكان أول المعتقلين أو المستهدفين محمود عباس (قائد الحركة الأول) محقّر المقاومة، ومسخّف الانتفاضة، ومقبّل ليفني! وهذا يخلص بنا إلى أن فتح في ذاتها ليست حركة مقاومة ولا كفاح، وهي فوق ذلك انتهت إلى عصابة ينتعل قادتها دايتون! بل يتحكم بها من لم يكن يوماً منها أمثال ياسر عبد ربه وسلام فياض! ولا يلغي هذه الحقيقة لا العنتريات القبلية لدهمائها وغوغائها، ولا الاستعراض المتهالك لتاريخها، ولا الدعاوى الجوفاء التي تشبه حديث الراقصات عن ستر العورة!

    فالاختلاف مع فتح وما انتهت إليه في مقاطعة عباس وحكومة فياض ليس اختلافاً في وجهات النظر، ناهيك عما يمكن سرده من ممارسات تآمرية ضد حماس بعد نجاحها في الانتخابات، وهو ما لا بد من سرده مفصلاً على كل مثقف وكاتب وأكاديمي وإعلامي وعالم وشيخ (يحسن الظن بنيته) حتى يكف عن المساهمة في الحرب على حماس وغزة بحديثه الممل والمكرور عن مأساة الانقسام والاختلاف الفلسطيني الداخلي، وكأن (الاتحاد) والاتفاق مع العملاء بات مطلباً وطنياً وأخلاقياً في بدعة فريدة في تاريخ الإنسانية وثورات الشعوب! على العكس من الواجب الأصلي الذي يملي بتجريد العملاء من أي غطاء وطني يدثّرون به سوءاتهم القبيحة ومن ثم الافتراق عنهم وفضحهم؛ وإنما أي اتفاق كان مع هؤلاء نتيجة الاضطرار لكونهم –مع الأسف- يمثلون حالة قبلية متخلفة وهوجاء لها قدر من الامتداد في الشارع وفي يدهم بعض مفاتح القضية، مما جعل في بعض المحطات الاتفاق معهم على قدر محدد من القضايا (لا على مشروعهم) من الضرورة، والتي لا يصح بحال أن تتحول إلى أداة تلبيس جديدة على أبناء شعبنا وعلى عامة المتعاطفين مع المقاومة.

    فهو اختلاف بين مقاومين و عملاء، وبين مقاومين و أدوات للعملاء، وبين مقاومين و دهماء يتاجر بهم العملاء، وأية دعوة للوحدة إنما هي دعوة للاتحاد مع العملاء، وأية دعوة لتخلي حماس عن الحكومة إنما هي دعوة لإعادة العملاء خناجر في ظهور المقاومين، وأي حديث عن صراع على كراسي وسلطة وهمية إنما هو تسوية مقيتة ومجحفة بين المقاومين والعملاء، وإن أي اتفاق تحكمه الضرورة مع هؤلاء العملاء إنما هو في دوافعه وإن اختلف في شكله شبيه بالهدنة مع العدو الأصلي (أي الاحتلال) وهذا الاتفاق لا يصح أن يتخذ غطاء جديداً للستر على العملاء؛ كما لا يمكن أن تكون التهدئة أو الهدنة ستاراً للتغطية على جريمة الاحتلال!

    وفي اتجاه آخر أيضاً فإن قتال العملاء بصرف النظر عن تسمياتهم التي لا تغير من الحقيقة شيئاً هو حق للمقاومة، تستخدمه متى يكون في ذلك مصلحة، وتدعه إذا لم يكن في قتالهم مصلحة، فالأمر ترتيب في الأولويات، وإن كان تسوية أية قضية بلا سفك دم مقدم، ومراعاة الرأي العام والالتباس الحاصل ضروري، وقد جاء في الحديث: (يشرب ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها)، ونحن من عجائب الزمان فينا باتت الخيانة (مشروعاً وطنياً)، والعمالة (تنسيقاً أمنياً)، وتسليم القضية للأمريكان والصهاينة (استقلالاً في القرار الوطني عن الأجندات الخارجية)!

    الحرب بدأت في الضفة الغربية:

    هذه الحقيقة تسفر عن أن أي اعتقال أو قتل أو تضييق على أبناء حماس في أي مكان في العالم إنما هو مساهمة فعلية في الحرب على غزة التي يتصدر المقاومة فيها حماس، والتي هدفها المعلن والمبطن القضاء على حكمها فيها وإعادة عصابة عباس إليها!

    وبالتالي فإن الحرب الصهيونية-العباسية لم تبدأ على غزة، وإنما بدأت في الضفة الغربية، فكما أن استهداف الاحتلال لحماس تنظيماً وتمويلاً ومؤسسات وأفراداً لم يتوقف في أي يوم من الأيام إلى درجة إدخال الحركة وأبنائها في الضفة الغربية حالة من الاستنزاف الشرس يحول دون التقاط الأنفاس وترتيب الأوراق، فإن عصابة عباس اعترفت حين اعتقالها اللئيم للمجاهد رجب الشريف أن ملاحقتهم ومتابعتهم لأبناء حماس لم تتوقف يوماً حتى قبل الحسم في غزة وقبل فوز حماس في الانتخابات وذلك بزعمهم أن عملية متابعة المجاهد الشريف استمرت منذ أربع سنوات، مما يعني أن خلافهم مع حماس لا صلة له من حيث الأصل بالحسم في غزة أو بالفوز بالانتخابات وإنما هو قيام مخلص وأمين بواجب حماية الأمن الصهيوني!

    وبعد الحسم، فإن عصابة عباس قامت باعتقال واستدعاء والتحقيق مع كل كوادر وأنصار الحركة تقريباً، وشلت القدرة التنظيمية للحركة في أكثر المحافظات والمواقع بالترتيب الدقيق وتبادل الأدوار مع الاحتلال، حيث اعتقلت عصابة عباس كل المجموعات العسكرية للحركة، وأكثر القيادات التنظيمية والإدارية والتنفيذية والسياسية، وقطعت حبال المدد المالي للحركة، وكسرت حلقات جهاز الدعوة، والمكتب الطلابي، ولجان الحدث والعمل الجماهيري، وطاردت راية التوحيد الخضراء وأنزلتها من على المساجد والبيوت، وحاولت احتواء بعض الناطقين الإعلاميين للستر على قمعها الذي تجاوز أي قمع عربي في أي بلد قريب أو بعيد، وحينما عجزت عن ذلك قامت باعتقالهم ثم الإفراج عنهم ليعتقلهم الاحتلال، ولم تبق مؤسسة خيرية أو دعوية أو اجتماعية أو ثقافية إلا وأغلقتها أو نسقت مع الاحتلال لإغلاقها إذا كان في إغلاقها من طرف السلطة حرجاً أمام الناس، وظهر تبادل الأدوار مكشوفاً في اعتقال الاحتلال للمفرج عنهم من سجون السلطة، أو اعتقال السلطة للمفرج عنهم من سجون الاحتلال، وبلغ التنسيق حداً خطيراً إلى درجة توزيع أبناء القضية الواحدة من أبناء حماس على زنازين الاحتلال وزنازين أجهزة عصابة عباس في عملية تحقيق واحدة!

    كل ما ذكر إنما هو ممارسات مكشوفة، والأخطر الترتيبات السياسية الأمنية التي تجري في اجتماعات عباس-ليفني، وعباس-أولمرت، وفياض-باراك، واجتماعات القيادات الأمنية والعسكرية في عصابة عباس-فياض مع القيادات الأمنية لدى الاحتلال، وهي اجتماعات وإن كانت معروفة، ومعلناً عنها في كثير من الأحيان، فإنه لا سبيل لنا لمعرفة ما يجري فيها من تفاصيل للتآمر على حماس خاصة والقضية الوطنية في عمومها، وما يجري من مسخ لعساكر السلطة، وربطهم بدولار فياض، وإجهاض أي تحرك وطني أو مقاوم في الضفة الغربية فإنما هو تمهيد لمخطط خطير ينتظر الضفة الغربية جوهره حكم الناس بعسكر دايتون وابتزازهم بلقمة العيش مقابل التفريط بالحد الأدنى مما بقي يسمى ثوابتاً لدى هذه العصابة!

    وعليه فإنه لا فرق بيت قتل وقصف أبناء حماس في غزة ومعهم بقية المقاومين وأبناء شعبنا الصابر، واعتقال وتعذيب أبناء حماس في الضفة، ولا فرق بين هدف الحرب على غزة للقضاء على حماس فيها، وما تفعله أجهزة عصابة عباس-فياض من قضاء حثيث ومحموم على أي تواجد تنظيمي حقيقي أو مظهر خارجي لحماس في الضفة الغربية، فلم يعد التمايز تمايزاً في المواقف، ولا تنسيقاً أمنياً اعتيادياً، وإنما هي حرب واحدة تنفرد فيها دولة العدو بالقصف عبر الطائرات والزوارق والمدافع على غزة، وتشارك فيها عصابة عباس بالتثبيط والتشكيك الإعلامي والتآمر السياسي والتحريض على استمرار الحصار المصري، وربما تشارك أيضاً بالتجسس على مواقع المقاومين لصالح قذائف الاحتلال، وهي حرب موجودة أصلاً في الضفة الغربية لنفس الهدف (القضاء على حماس) وإنهاء المظاهر الوطنية والمقاومة تمهيداً لمشروع تكريس حالة دايتون في الضفة الغربية، وفي الضفة يبدو فعل عصابة عباس-فياض أكثر فعالية وإنجازاً ونجاحاً، فما فعله بالتنسيق الدقيق واللحظي مع الاحتلال، وبالتعذيب البشع في سجون الوقائي والمخابرات العامة والذي تحول بينه وبين زنازين الصهاينة بعض القوانين لم يفعله الاحتلال منذ بداية صراعه مع حماس كتنظيم، حيث استطاعت أجهزة عصابة عباس-فياض شل العصب التنظيمي لحماس في الضفة وبث قدر هائل من الرعب في نفوس العامة فضلاً عن الخصوم السياسيين لهذه العصابة، وهو ما لم يكن موجوداً في زمن الاحتلال ولا في الانتفاضة الأولى ولا بعد دخول سلطة عرفات!

    إن الحديث عن حرب على غزة تقزيم لحجم الحرب الحقيقية، وإغفال للخطر بشموله واتساعه، خاصة وأنه لا يمكن –مهما كانت نتائج الحرب على غزة- أن يستقر المقام للاحتلال أو لعصابة عباس فيها، بينما مستقبل المقاومة وأفقها المفتوح والعريض بأهدافه القريبة والسهلة في الضفة الغربية، كما أن مستقبل الصراع ولبه وجوهره في الضفة الغربية بأبعاده الدينية والسياسية والجغرافية والديموغرافية، وإذا كان المطلوب من غزة الصمود والثبات على المواقف في مكتسب يراكم لصالح المقاومة وقدرتها على إنجاز مجتمع عصامي صامد في ظل الاحتلال، فإن المطلوب من الضفة الغربية أن تقاوم وهي وحدها القادرة تاريخياً –أي الضفة- على فرض شروط المقاومة على الاحتلال، وفرض وقائع جديدة على الأرض، كما أنه لا بد من الإجابة على السؤال الغبي عن (تضامن الضفة مع غزة)، وهو إن كان غبياً في ذاته فقد أصبح مفهوماً طالما تمكنت عصابة عباس-فياض من مسخ الواقع الوطني والنضالي في الضفة الغربية وشل القدرة التنظيمية لحركة حماس، حتى أصبحت غزة مقاومة والضفة مسالمة، وحتى أصبحت غزة شيئاً والضفة شيئاً آخر مطلوب منه (التضامن مع غزة)، فمن أجل ذلك كله وللإجابة عليه لا بد من توضيح حجم شراسة الحرب على الضفة بالاعتقال والتجفيف والملاحقة والمتابعة من طرف الاحتلال وعصابة عباس-فياض، وهي –في رأيي- لأنها قريبة ومباشرة وذات أثر لحظي وفعال أخطر من القصف أو الاجتياح المحدود على ما فيه من دمار وأشلاء وقتل، لأن هذا القصف ما لم يحقق أهدافه فإنه يغذي المقاومة ويعلي من شأنها ويعطيها دفعة جديدة، بينما حرب الاعتقال والملاحقة والإغلاق والتجفيف والتعذيب في الضفة تعطي نتائج لحظية ومباشرة وفعالة انتهت إلى شل القدرات التنظيمية لحركة حماس فيها، وترويع عامة الناس، وربطهم بعصا العسكري ودولار الراتب.

    من سفر الحرب المفتوح على حماس:

    وخلاصة هذا العرض أشياء ثلاثة:
    1. التمايز الحاصل في المشهد الفلسطيني ابتداء من تأسيس حماس، مروراً بافتراقها عن مشروع أوسلو ودفعها ثمن ذلك في سجون عرفات، إلى فوزها في الانتخابات ومن ثم تعرضها لمؤامرة أطرافها الاحتلال وعصابة عباس وبعض الدول المحيطة وما يسمى بالمجتمع الدولي انتهاء بالحسم، ومن ثم خوضها معركة غزة وحيدة نعمة من نعم الله الكبرى، وشرط لا بد منه لتحقيق النصر، وهذا يلقي بواجب على أنصار ومحبي الحركة فضلاً عن قادتها وكوادرها لتبيين حقيقة ما يمسى بالانقسام، وجوهر الصراع الحاصل بين مجرمي عصابة عباس وحركة حماس، والتواصل مع كل من يمكن التواصل معه من سياسيين وإعلاميين وكتاب ومثقفين وعلماء ممن يحسن الظن بنواياهم للكف عن الحديث عن مأساة الانقسام والصراع على السلطة الوهمية، لأن مثل هذا الحديث يسوي بين المقاوم والعميل، وينتهي إلى الطعن في المقاومة عن غير قصد، وقبل ذلك كله يلزم أن يراعي ساسة الحركة والناطقون باسمها حديثاً وعرضاً لا يساهم في توفير الغطاء للعملاء المتدثرين بتاريخ نضالي و (بعض) التضحيات المعاصرة في سبيل تكريس مصالحهم الخاصة وتمرير المخططات الخيانية.

    2. الحرب لم تبدأ على غزة وإن كانت في غزة أعلى صوتاً وأوضح صورة، وإنما الحرب الخطرة فعلاً تلك التي تجري بهدوء، ويتم لها ما تريد بلا ضجيج، ويلتبس فيها الأمر على الناس، وتبدأ في الحقيقة والواقع تكريس مخطط الاحتلال بإنهاء مستقبل المقاومة وفرض رؤية الاحتلال لإنهاء الصراع بينه وبين الفلسطينين، وهذا الذي يجري في الضفة الغربية، وما الضعف الحاصل في الضفة بشكل أساسي إلا نتاج عملية السور الواقي التي قضت على آخر خلايا المقاومة الفاعلة خاصة تلك التابعة لحركة حماس، ومن ثم القضاء على البنية التنظيمية الإدارية لحماس على أيدي أجهزة عصابة عباس-فياض والتي لم تترك مجالاً لحماس لتصحيح أخطائها في الضفة أو ترتيب أوراقها أو تحريك جماهيرها لأن الحركة باتت بلا تنظيم في أكثر المحافظات بفعل نجاح الجهد الأمني المشترك بين الاحتلال وعصابة عباس-فياض، وإذا كان يراد للقصف على غزة أن يقضي على حماس، وهذا ما لن يتم بإذن الله، فإن الحرب على الضفة تمكنت إلى حد بعيد من شل القدرة التنظيمية للحركة مما يجعل من هذه الحرب أخطر وأبعد أثراً وإن لم نسمع لها صوتاً.

    3. إن نتائج نجاح الحرب على الضفة ليست خلاصة الجهد الأمني المشترك بين الاحتلال وعصابة عباس-فياض وحسب، وإنما ثمة أخطاء تنظيمية متراكمة عبر السنين ساهمت في الوصول إلى هذا الحال المر والأليم، ولعلنا نتحدث في هذا بوضوح وصراحة أكبر إن شاء الله بعد وقف العدوان على غزة، غير أن المهم في هذه اللحظة استشعار المسؤولية تجاه الحرب المستمرة والخطيرة على الضفة، وتدارس الأخطاء الذاتية التي ساهمت في إنجاح هذه الحرب، ودراسة سبل إنقاذ المقاومة وحماس في الضفة الغربية، وإسهام قيادة الخارج عن كثب في ذلك وعدم انتظار المستنزفين والمتعبين والملاحقين ليرتبوا أوراقاً لم يترك لهم أحد المجال لترتيبها، وهذا وإن كانت تظهر إمكانية تأخيره لصالح الحالة الراهنة في غزة، فإن إمكانية دراسته وتأمله والعمل على علاجه ممكنة كذلك بجهد أقل لصالح الأولوية الراهنة، فإن كان هناك حريص على حماس في الضفة ومتسائل عنها خاصة من أبناء حماس وقياداتها فليصرف جهده لإعادة بناء الحركة فيها بناء قادراً على الاستمرار وليس موجة تعاطف مع غزة استجابة لصيحة أو تسجيلاً لموقف على أهمية ذلك كله، لأن التجربة المرة والقاسية عبر السنين علمتنا أن تراكم الأخطاء بلا علاج موجع، والبناء الهش يخذلنا حين الحاجة إليه.[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة حمزة عمر; 2/01/2009, 07:32 PM.

  • #2
    رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

    هذا الكلام سواء في جانبه التحليلي أو جانبه الفكري هو ليس كلاما؛ بل هو سحر!
    فتح الله لك يا أخ حمزة.

    تعليق


    • #3
      رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

      لقد اصبت الحقيقة يا اخونا الفاضل

      تعليق


      • #4
        رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

        كلام رائع جدا

        تعليق


        • #5
          رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

          بارك الله فيك
          مقال أكثر من رائع
          وما كتابة هذه الكلمات إلا تعبير عن صدق المشاعر
          وعمق الرؤيا
          وعقيدة صلبة

          تعليق


          • #6
            رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

            صدقت يا اخي هذا ما يحدث في رام الله

            تعليق


            • #7
              رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

              و الله يا أخ حمزة لدي شعور قوي يخبرني أن المفاجأة القسامية التي وعدت بها حماس اليهود ستكون مفاجأة ضفاوية بامتياز و ستقلب حماس بإذن الله الطاولة فوق رؤوسهم جميعا

              تعليق


              • #8
                رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

                ملاحظة على عجالة, الفارق بين غزة و الضفة في فترة ما بعد الحسم العسكري, هو أن الضفة أصبح بها تكدس كبير لزبانيات الظلم, و قد عمل هؤلاء على تدفيع حماس الضفة ثمن فقدانهم غزة, و ضمان ألا يحصل ذلك أبدا "طبعا حفاظا على لقمة العيش", و يبدو أن اعتقال قادة حماس في الفترة التى سبقت أحداث غزة أوجد فراغا قياديا في الضفة

                لا ننسى أبدا إهتمام أمريكا بالوضع في الضفة و صرف ميزانيات ضخمة تحت بند إخضاع الضفة و القضاء على أي مقاومة فيها و دليل ذلك أن كونداليزا رايس و دايتون زاروا المدن الفلسطينينة نابلس و جنين و الخليل ربما أضعاف ما زارها عباس في كل حياته

                قيادة حماس غزة وقيادة حماس الخارج في إعتقادي ما كان بمقدورهم فعل أي شيئ غير ما فعلوا, لأن الأمور ازدادت سوء بتسارع عجيب, فقيادة حماس غزة رفضت إجتماع القاهرة بسبب معتقليها في الضفة و لم يستمع قادة السلطة في الضفة لقيادة حماس في الخارج للوصول لأي توافق. يبدو أن حماس في الضفة تمر بمخاض مرت فيه حماس في غزة ما بين 1996 و 2006 و لكنه ربما يكون مخاضا أقل عسرا و أقصر زمنا

                تعليق


                • #9
                  رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

                  حسبنا الله ونعم الوكيل

                  تعليق


                  • #10
                    رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

                    ياااااااااااااااا رب
                    اصلح حال الضفة
                    يااااااارب

                    بارك الله فيك اخي على المقال الرائع

                    تعليق


                    • #11
                      رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

                      مقال يكشف الغشاوة وينبه من ضل من الرجال.

                      تعليق


                      • #12
                        رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

                        حتى هذه اللحظة يأتون ليلا ويعتفلون كل من عليه بعض النقاط والشكوك... في ظل الحرب على غزة.

                        تعليق


                        • #13
                          رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

                          حسبنا الله ونعم الوكيل

                          تعليق


                          • #14
                            رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

                            شكرن على المقال وحسسسسسسسسسسسبنا الاه ونعمل وكيل

                            تعليق


                            • #15
                              رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

                              والله مقال خطير يستحق عمله بانر على الشبكه

                              تعليق


                              • #16
                                رد : تبييض مشهد: الحرب بدأت في الضفة وليس في غزة!

                                طويييييييييييييييييل

                                تعليق

                                جاري التحميل ..
                                X