أوهام شاعر
نقلت صحف الشهر الماضي – تشرين أول 2008 - أخبار جدل في الجزائر أثارته محاضرة ألقاها الشاعر السوري المسمى أدونيس. ومما جاء في محاضرته قوله:" لا وجود لنص في القرآن الكريم يحقق وجود المرأة كذات مستقلة عن التوابع"، وأضاف "ليس هناك نص واحد واضح يحدد حرية المرأة وذاتها المستقلة وإنما هناك تأويلات أو قراءات الفقهاء".
لا أريد أن أناقش هنا صحة كلامه، فلا أظنه قد خصص وقتاً ليدرس ويتأمل النص القرآني الكريم فيطلق مثل هذا الحكم، ولكنه كغيره من العلمانيين يكرر أقوالاً من منطلق الفكر المخالف المعادي، وليس من منطلق الفكر المحايد الباحث عن الحقيقة والمقرر للوقائع الموضوعيّة.
كأنه يريد أن يقول إنّ القرآن الكريم كالإنجيل الذي يؤمن به المسيحيون، وكالتوراة التي يؤمن بها اليهود، يجعل من المرأة تابعاً للرجل. وهنا أتوجه بسؤال للشاعر الذي يعتز بالأساطير – كما هو واضح من اسمه الذي اختاره لنفسه – هل تقصد بقولك هذا أن تقنعنا بأنّ المرأة يجب أن تكون تابعة للرجل، لأنّ القرآن يقول ذلك، أم تقصد أن تدعونا إلى رفض القرآن من أجل جعل المرأة مستقلة غير تابعة؟!
لم يدرك هذا الرجل أنّ الناس إذا أدركوا صدق كلامه سيعملون على تهميش المرأة، لأنهم لن يتركوا القرآن من أجل أن تكون المرأة غير تابعة. والمرأة أيضاً لن تترك القرآن من أجل أن تكون غير تابعة. إنّه لا يدرك عظمة الإيمان وعمقه في نفوس البشر، ولا يدرك مدى استعداد الناس – ذكوراً وإناثاً - للانصياع لأوامر خالقهم، وأنهم بهذا الإيمان يعيشون في سعادة أقوى من كل مصائب الحياة. وهو لا يدرك حقيقة الشقاء الذي يعيشه العلماني، لأنه لم يعرف حلاوة الإيمان، فهو يظنّ أنّ الدين سلعة يسهل أن تباع في سوق المصلحة والشهوة.
لنفترض أنّ الناس قد صدّقوا كلام الشاعر العلماني ونبذوا - من أجل ذلك - القرآن وراء ظهورهم، فماذا يمكنه أن يُقدّم لهم من بدائل تجعلهم يقتنعون بهدفيّة وجودهم، وبإلزاميّة القيم التي ينطلق منها لإنصاف المرأة ؟.
إذا سقط الدين من النفوس سقط كل شيء، بما في ذلك القيم ومبادئ المساواة والكرامة الإنسانيّة، ولم يبق للبشرية ما يسوغ بقاءها، ولم يبق للقيم أية قيمة. ولم يبق أيضاً لكلام الشاعر العلماني أية قيمة، لأنّه لن يجد ما يسوغ عدم التمييز، وإذا وجد المسوغ العقلي فلن يجد سلطة الإلزام على الضمائر، هذا طبعاً إذا بقيت هناك ضمائر.
يريد العلمانيون أن يوظفوا الدين بما يلائم الأهواء والشهوات، ولا يريدونه سلطاناً على النفوس إلا بما يحقق أهواءهم. وليس لديهم الشجاعة ليعترفوا بأنّ العلمانيّة لا تستطيع أن تتخلى عن الدين لأنّه المسوغ الوحيد لوجودهم. والغريب المدهش أنّهم يدعوننا إلى استخدام العقول إلا عندما تبدأ هذه العقول باكتشاف تناقضهم؛ فهم يرفضون الدين ويطلبونه في آن واحد، يرفضونه عندما يحد من انطلاق أهوائهم وشهواتهم، ويطلبونه ليؤسسوا على مبادئه مقولاتهم في العدل والمساواة والكرامة الإنسانيّة.
إذا كان الرب الخالق يريد منا أن نهمش المرأة ويريد أن تكون تابعاً للرجل فإنّ غالبية البشر ستنصاع لأمر خالقها، ولا تنصاع لأوهام شاعر لا يدري من أين جاء وإلى أين ينتهي. وإذا كان وجود البشريّة نتاج الصدفة الماديّة فلتذهب كل القيم أدراج الرياح، ولتكن القوة هي القيمة العليا، ولتكن الشهوة هي الموجّه، ولتكن المصلحة هي المسيّر.
لماذا لا ؟!!
نقلت صحف الشهر الماضي – تشرين أول 2008 - أخبار جدل في الجزائر أثارته محاضرة ألقاها الشاعر السوري المسمى أدونيس. ومما جاء في محاضرته قوله:" لا وجود لنص في القرآن الكريم يحقق وجود المرأة كذات مستقلة عن التوابع"، وأضاف "ليس هناك نص واحد واضح يحدد حرية المرأة وذاتها المستقلة وإنما هناك تأويلات أو قراءات الفقهاء".
لا أريد أن أناقش هنا صحة كلامه، فلا أظنه قد خصص وقتاً ليدرس ويتأمل النص القرآني الكريم فيطلق مثل هذا الحكم، ولكنه كغيره من العلمانيين يكرر أقوالاً من منطلق الفكر المخالف المعادي، وليس من منطلق الفكر المحايد الباحث عن الحقيقة والمقرر للوقائع الموضوعيّة.
كأنه يريد أن يقول إنّ القرآن الكريم كالإنجيل الذي يؤمن به المسيحيون، وكالتوراة التي يؤمن بها اليهود، يجعل من المرأة تابعاً للرجل. وهنا أتوجه بسؤال للشاعر الذي يعتز بالأساطير – كما هو واضح من اسمه الذي اختاره لنفسه – هل تقصد بقولك هذا أن تقنعنا بأنّ المرأة يجب أن تكون تابعة للرجل، لأنّ القرآن يقول ذلك، أم تقصد أن تدعونا إلى رفض القرآن من أجل جعل المرأة مستقلة غير تابعة؟!
لم يدرك هذا الرجل أنّ الناس إذا أدركوا صدق كلامه سيعملون على تهميش المرأة، لأنهم لن يتركوا القرآن من أجل أن تكون المرأة غير تابعة. والمرأة أيضاً لن تترك القرآن من أجل أن تكون غير تابعة. إنّه لا يدرك عظمة الإيمان وعمقه في نفوس البشر، ولا يدرك مدى استعداد الناس – ذكوراً وإناثاً - للانصياع لأوامر خالقهم، وأنهم بهذا الإيمان يعيشون في سعادة أقوى من كل مصائب الحياة. وهو لا يدرك حقيقة الشقاء الذي يعيشه العلماني، لأنه لم يعرف حلاوة الإيمان، فهو يظنّ أنّ الدين سلعة يسهل أن تباع في سوق المصلحة والشهوة.
لنفترض أنّ الناس قد صدّقوا كلام الشاعر العلماني ونبذوا - من أجل ذلك - القرآن وراء ظهورهم، فماذا يمكنه أن يُقدّم لهم من بدائل تجعلهم يقتنعون بهدفيّة وجودهم، وبإلزاميّة القيم التي ينطلق منها لإنصاف المرأة ؟.
إذا سقط الدين من النفوس سقط كل شيء، بما في ذلك القيم ومبادئ المساواة والكرامة الإنسانيّة، ولم يبق للبشرية ما يسوغ بقاءها، ولم يبق للقيم أية قيمة. ولم يبق أيضاً لكلام الشاعر العلماني أية قيمة، لأنّه لن يجد ما يسوغ عدم التمييز، وإذا وجد المسوغ العقلي فلن يجد سلطة الإلزام على الضمائر، هذا طبعاً إذا بقيت هناك ضمائر.
يريد العلمانيون أن يوظفوا الدين بما يلائم الأهواء والشهوات، ولا يريدونه سلطاناً على النفوس إلا بما يحقق أهواءهم. وليس لديهم الشجاعة ليعترفوا بأنّ العلمانيّة لا تستطيع أن تتخلى عن الدين لأنّه المسوغ الوحيد لوجودهم. والغريب المدهش أنّهم يدعوننا إلى استخدام العقول إلا عندما تبدأ هذه العقول باكتشاف تناقضهم؛ فهم يرفضون الدين ويطلبونه في آن واحد، يرفضونه عندما يحد من انطلاق أهوائهم وشهواتهم، ويطلبونه ليؤسسوا على مبادئه مقولاتهم في العدل والمساواة والكرامة الإنسانيّة.
إذا كان الرب الخالق يريد منا أن نهمش المرأة ويريد أن تكون تابعاً للرجل فإنّ غالبية البشر ستنصاع لأمر خالقها، ولا تنصاع لأوهام شاعر لا يدري من أين جاء وإلى أين ينتهي. وإذا كان وجود البشريّة نتاج الصدفة الماديّة فلتذهب كل القيم أدراج الرياح، ولتكن القوة هي القيمة العليا، ولتكن الشهوة هي الموجّه، ولتكن المصلحة هي المسيّر.
لماذا لا ؟!!
تعليق