إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أيها الرئيس.. مَنْ الذي يغسلُ الأموال ؟! بقلم: نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيها الرئيس.. مَنْ الذي يغسلُ الأموال ؟! بقلم: نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل

    أيها الرئيس.. مَنْ الذي يغسلُ الأموال ؟!

    بقلم: نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل بن رباح - رفح- تل السلطان
    [align=justify]الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبد الله ورسوله..أما بعد..
    1. لقد غدا اتهامُ الأبرياءِ شيئاً سهلاً وميسوراً لدى كثيرٍ من الناس، مع أن مولانا –- حذّر تهمةَ البريء، وجعلها الإسلامُ من الكبائر، التي تُحبط الأعمالَ، إضافةً إلى أنها تُفسد كلَّ مُناخ، وتعطّل كلَّ لقاء، وتمنع الإبداعَ وتعوق الإنتاج، قال تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}النساء112
    وإذا كانت تهمةُ البريء مستقبَحةً من أي إنسان، فهي من الرئيس أو من كبار القوم أشدُّ قبحاً، ولقد ظنّ بعضُهم –نتيجةً لفساد قلبه- أنه يحلُّ له –في خضمِّ خلافه السياسي- أن يقولَ ما شاء، وأن يتحدّث بما أراد، دون الاستناد إلى أي دليل، أو الاعتماد على أيِّ بُرهان، وهذا خللٌ في المفاهيم، يوسّع الفجوةَ بين الناس، بعد أن ضاقتْ أخلاقُ آخرين، بنجاح أهل التقوى والدِّين، الذين يَسعونَ إلى تحرير البلاد وإسعاد العباد، وإقالة العثرات، وإنهاض الأمة من الكبوات.. وإذا كانت الإساءةُ إلى إنسانٍ ما واتهامُه ظلماً تكلّف كثيراً في البلاد التي تحترم القانون، وربما أخذ البريءُ أموالاً طائلةً من الجهة المتَّهِمة، التي كذبت عليه، فماذا ستدفع حكومةُ المقاطعة ومَنْ دار في فلكها وهم يتهمون الحركةَ الإسلاميةَ بأساتذتها وعناصرها وأشبالها.. بما لا يليق؟
    إن مالَ الدنيا كُله لا يكفي تعويضاً عن الإساءات التي تخصّصت فيها وسائل الإعلام كـ تلفاز المقاطعة والصحف السيارة الموالية ومواقع (النت الصفراء") التي تركت العدوَّ يصول ويجول، وأطلقت ألسنتَها -بغير عِنان- تنال من أهل الخير والصلاح.
    2. في خطاب الرئيس الأخير.. في ذكرى وفاة الرئيس الراحل، والذي تحوّل إلى (دبكةٍ ورقص) أمام وسائل الإعلام، وإنني أسمّي ذاك الخطابَ خطاباً.. من باب التجاوز، فهو لا يمتُّ إلى الخَطابة بصلة، فللخطابة أصولُها وآدابُها، ونغماتُها وشدّتُها ومرونتُها، وإقناعُها وإفحامُها للخصم.. فإنَّ الخطاب العبّاسي قد ابتعدَ عن كل ذلك، وجعله الرئيس -كما جعل ذلك في كل مناسبة وآخرها خطابه في المجلس المركزي(في 23/11/2008م) مما يثبت أن الرئيس لا يريد حواراً ألبتة ولا المصالحة أبداً- فكانت كلماتُه تشويهاً لسُمعةِ الحركةِ الإسلامية ومكانتها، واتهامها–ظلماً وعُدواناً- بما هي منه براء، وكأنه يريد أن يبني نفسَه بهدم غيره، مع أن طُرُقَ البناء واضحةٌ لا تخفى، ظاهرةٌ لا تغيب، وعادةً ما تكون عن طريق تصحيح الأخطاء وتفجير الطاقات الكامنة في الشباب، والحرصِ على الثوابت واستغلالِ الأوقات، التي تُعدّ أغلى كنوزِ الأرض..
    3. من التُّهم التي استوقفتْني في كلمات الرئيس، أن الجمعيات الإسلامية والمؤسسات الخيرية لديها مخالفاتٌ قانونية وغسيلُ أموال، ومن هنا.. كان إغلاقُها وأخذُ كثيرٍ من أموالها، واعتقالُ القائمين عليها، قلتُ: وهذه تهمةٌ غريبةٌ وعجيبة لمؤسساتٍ وجمعيات تكفُل الأيتامَ، وترعى المساكين، والفقراءَ والمُحتاجين، وتعلّم أبناءَ الشهداء، في مدارسَ ومعاهدَ هادفة.
    لكنْ.. يجب أن يعرفَ الناسُ.. ما هو المقصود بغسيل الأموال، حتى يدركوا أن الحركةَ الإسلاميةَ أبعدُ شيءٍ عن هذه التهمة، وأن كثيراً من عناصر السلطة الفلسطينية تمارس هذه المهنةَ القذرة، والمُخالفات المالية لدى السلطة شرّقت بها الأخبارُ وغرّبتْ، وأصبحتْ شيئاً مجمعاً عليه، كإجماع الفقهاء على قضيةٍ ثبتتْ بالنص القرآني الصريح والحديث النبوي الصحيح.
    (يُقصد بغسيل الأموال القذرة: الأموالُ التي يُحصِّلها المجرمون عن طريق الجريمة، كالأموال التي يحصّلها المتاجرون بالمخدِّرات، والذين يقومون بالقتل والتدمير لصالح جهاتٍ تدفع الأموالَ الطائلةَ لتحقيق مآربها..
    (..وأصحابُ هذه الأموال يخفونها خشيةَ افتضاح أمرهم، ولذلك.. فهُم يبحثون دائماً عن طرقٍ يعيدون بها الأموال -التي بحوزتهم- إلى أسواق المال، كالبورصة والبنوك، وأسهمِ الشركات، وهذا ما يسميه الاقتصاديون: بغسيل الأموال القذرة..
    (..والأموالُ القذرةُ التي تحتاج إلى غسيل.. أموالٌ هائلةٌ كثيرة، وذلك بسبب انتشار الجريمة في عالمنا اليوم، ويُقدِّر خبراءُ مكافحة الجريمة هذه الأموال بـ ألف مليار دولار (تلريون) سنوياً، وتشير تقديراتُ البرلمان الأوروبي أن مائةَ مليار منها تجري في أوربا وحدها..
    وتُستخدم هذه الأموال في تقوية وتدعيم مؤسسات الجريمة المنظّمة، وفي ضرْبِ الأنشطة المالية المشروعة، وفي الفساد والإفساد).(جولة في رياض العلماء وأحداث الحياة: أ.د عمر سليمان الأشقر، ص143، دار النفائس، ط1، 1420هـ 2000م)
    4. قلتُ: أيها الرئيس.. إذا كان غسيلُ الأموال بالمعنى الذي ذكرنا.. فهل ينطبق هذا على أموال المؤسسات الخيرية التي تديرها الحركةُ الإسلامية، حيث أصبحت محلَّ ثقةٍ وأمانةٍ، لدى كثيرٍ من أغنياء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية؟
    إن هذه المؤسسات بعيدةٌ عن غسيل الأموال، بُعدَ السماءِ عن الأرض، ولا تجد فيها إلا الصدقَ والوفاءَ، وتأخذ الزكاةَ ممن يدفعها إليها؛ لتسدَّ خللاً أوجدتموه، وتُطعم مِعداً أجعتموها، وتسقي أكباداً أظمأتموها، وتكسو أجساماً عرّيتموها، لكنكم تغتاظون من الصدق الذي تمارسه؛ لأنها كشفتْ باستقامتها.. اعوجاجَكم، وباعتدالها.. انحرافَكم، وبوفائها.. غدرَكم، وبعطائها.. بُخلَكم..
    أ. إن غسيلَ الأموال يعرفه رجالُك أيها الرئيس، ويعرفه كثيرون ممن طلّقوا الوطنيةَ ثلاثاً، وجعلوا المجتمعَ الفلسطيني ذَبيحةً تؤكل، وليس شعباً يُخدَم، فأكلتم لحمَها وتركتم عظامَها للرعية، التي صَحَتْ من نومها، وانتبهت من غفلتها، بعد أن أُريد لها أن تموتَ فلا تُبعَث، وأن تلتزم الصمتَ فلا تتحدّث، لكنها.. قالتْ في وقتٍ واحد: لا.. ونعم، لا.. للانحراف، لا.. للفساد، لا.. للمتاجرة بالقضية الوطنية، لا.. للمحسوبية، لا.. للرَّشوة، لا.. للانفلات الأمني، لا.. للتنسيق مع الأعداء، وقالت: نعم..، نعم.. للحق، والصدق والوفاء، نعم.. للتغيير والإصلاح، نعم.. لعمّار المساجد وأئمة الجوامع، نعم.. لحفّاظ القرآن الكريم، نعم.. للحركة الإسلامية، ضاربةِ الأصول عميقةِ الجذور، والتي تستكثرون عليها أن تخدمَ شعبَها، أو تشاركَ في الحُكْم، وهي أهلٌ له، وجديرةٌ به؛ لأن السياسةَ من أرقى العلوم، وإسلامُنا لا يكون إلا سياسياً، وإسلامٌ من غير سياسة هو طقوسٌ شكلية ورهبانيةٌ ابتدعتموها.. لا تغيّر واقعاً، ولا تحرّر بلاداً، ولا تردُّ عُدواناً، ولا تُلجم ظالماً، ولا تُنصف مظلوماً، ولا تفضح منافقاً، ولا تؤدّب مشاكساً، ولا تستثمر مالاً، ولا تَحرُث أرضاً، ولا تُدير مصنعاً، ولا تُحرك ساكناً، ولا تفجّر طاقةً، ولا تعلّم جاهلاً، ولا تطعم جائعاً، ولا تَسقي ظمآناً، ولا تعطي محروماً، ولا تَكسو عارياً، ولا تحمل حافياً، ولا تفكُّ أسيراً.. ولا تُخرِج سجيناً..
    وفي فلسطين.. كلّ شيءٍ أسير، والحكومة الشرعية -بفضل الله- تمضي وتسير، غيرَ عابئةٍ بالعقبات، التي تُوضع أمامها من الأعداء ومِن ذَوي القُربى، ولا بالصِّعاب التي ستتحطّم على صخرة الصبر، وجبلِ الصمود وحُسنِ الإدارة على يد الحركة الإسلامية.
    ب. إن الذين يغسلون الأموال هُم الذين هرّبوا الذهبَ الفلسطيني إلى دولٍ إقليمية بعد فوز الحركة الإسلامية، حيث سبقتْهم أموالُهم إلى البنوك، وهي -في الحقيقة- ليست أموالاً يستحقونها، ولو تم تحليلُها.. لكانت عَرَقَ العمال، ودماءَ المحرومين، وحقوقَ المظلومين..
    ج. إن الذين يغسلون الأموال هُم الذين احتكَروا ضرورات الناس، ووضعوا أيديَهم على مقدّرات الشعب، فارتفعت الأسعار -في عهدهم- ارتفاعاً جنونياً، وشاركوا –بالقوة- التجارَ ورجالَ الأعمال، مما عطّل الاستثمار، وأخذوا وكالاتٍ تجاريةً كثيرة، كانت من حقِّ عموم الناس، فلم يكتفِ أحدُهم بوظيفةٍ، يجني من خلالها عشرات الألوف من الدولارات كلَّ عام، إنما سوّلت له نفسُه أن يأخذ وكالةً خاصة، من مقدّراتِ الناس وحاجاتهم، مستغلاًّ موقعَه في السلطة أو مكانتَه في جهازٍ أمنيٍّ ما، فكان الغنى الفاحش والترفُ القاتل الذي يفسد القيمَ والأخلاق..
    ء- إن الذين يغسلون الأموال هُم الذين تحكّموا في المعابر، وفرَضوا أموالاً على كلَِ خارجٍ منها وداخل، فبَنَوا القصور، التي مُلئتْ بالحرام والمعصيةِ والقُصور(يقصد بها في هذا الموضع.. التقصير..)، وانتشرت الرَّشوة والمحسوبية، وتغوّل الأغنياء، وغلتْ الأرضُ، وارتفع سعرُها، وما زال فينا من يحيا في الصفيح، وفي بيوتٍ تُسمّى منازلَ ظلماً، وهي إلى الأكواخ أقرب، ومن القبور أدنى..
    هـ- إن الذين يغسلون الأموال هم الذين جعلوا كلَّ أوراقنا بيد خصومنا وأعدائنا، وأدرك العدوُّ عشقَهم للدولار، وعبادتَهم للذهب، الذي بأخلاقِ الرجالِ قد ذهب، فأغدق عليهم مالاً، كانت نتيجته تنازلاتٍ سياسيةً مؤلمةً من الجانب الفلسطيني، على حساب الشعب المقهور، الذي قال لكم في انتخاباتٍ نزيهة: لا، فلمَ لا تحترمون إرادتَه، ولا تستجيبون لرغباته؟ بل أصررتم على محاربة الشعب وحصاره؛ لأنه اختار مَنْ أحب، وانتخب مَنْ يريد..
    (..من سنين.. قرأتُ أن الشعبَ الفرنسي في انتخابٍ حرّ قال (للجنرال ديجول): لا أريدك! فجمع الجنرالُ أوراقَ مكتبه ومضى في هدوءٍ إلى بيته.. والجنرال ديجول هو مُحرِّر فرنسا من الاحتلال الألماني.. قلتُ: لو كان الجنرالُ عربياً في بلدٍ عربي لقال للشعب: أنا أُنحّى؟ إنك أحقرُ من أن تكون شعباً لي.
    إنني سأبقى لأؤدّبك حتى تتعلم احترام العَظَمة..؟ قال لي صديق: أنت مخطئ، إنه لو كان في بلدٍ عربي ما أجرى هذه الانتخابات أبداً، ولو أجراها لهيّأ كلَّ شيءٍ قبل خوضها ليخرج بالأغلبية الساحقة. قلتُ: يظهر أن رأيك هو الأصوب).(الفساد السياسي في المجتمعات العربية والإسلامية: الشيخ محمد الغزالي، ص81، نهضة مصر، ط2، يناير 2000)
    و. إن الذين يغسلون الأموال هم الذين لم يكتفوا بمرتباتهم الباهظة، ونترياتِهم التي تُنفق على مكاتبهم ومصالحهم من مال الشعب، فهرّبوا الممنوع، وتاجروا بالحرام، وهم من عِليةِ القوم، وكِبار الوطنيين سابقاً ! فكانت النتيجةُ كما تعلمون.. ولأن أولئك.. يخافون من كلِّ تغيير، ويفزعون من كلِّ إصلاح.. فهم يبذلون كلَّ جهدٍ -وإن كان بالتعاون مع الأعداء- لوأدِ الحركةِ الإسلامية وإخراجِها من العملية السياسية؛ حتى تصفوَ الأجواءُ لحياة الانفتاح بمعناه الهابط الذي لا يقيم وزناً لدينٍ أو خُلُق، ويخلو المُناخ للقطط السِّمان وشركة البحر(شركة البحر: إشارة إلى شركة تجارية عرفت بهذا الاسم، وكانت لها امتيازات كثيرة، وأرباح خيالية..) التي تبتلع حيتانُها كلَّ متحركٍ في الماء، ولم يعدِ عمومُ الشعب يرى السَّمكَ إلا مناماً، بل إن (السّردين)-وهو من أرخص أنواع السمك-لا يستطيع الفقيرُ شراءَه، لأن حوتَ البحر ابتلعه ولمْ يُفلتْ منه إلا قليل!..
    ي. إن الذين يغسلون الأموال هم الذين أقاموا صالة القمار في أريحا، التي تدرّ عليهم مئات الملايين من الدولارات كلَّ عام، ويُثْبتون -بما لا يَدَع مجالاً للشك- أنهم خصومٌ لله ورسولِه، وللأمة الإسلامية وشعوبِها، قبل أن يكونوا خصوماً لحركة حماس.. ولقد أسأتُم إلى مدينة أريحا.. وهي (من أقدم مُدن العالَم إن لم تكُنْ أقدمها، يرجع أصلُها إلى العصر الحجري، ويُقدّر عُمرها بسبعة آلاف سنة على الأقل، وأصلُها كلمة (يريحو) الكنعانية، التي تعني القمر أو مكان الروائح العطرية.).(1300 معلومة في مسابقة: أبو السعود إبراهيم ويوسف كامل، ص186، مكتبة الدار العربية للكتاب، ط1، 1422هـ 2002م)
    قلتُ: ولم تعُدْ «أريحا» كاسمها، قمراً منيراً، أو رائحةً طيبة، بعد أن أصبحت -على يد السلطة الفلسطينية- صالةً للمعصية والحرام، وتدريبِ الشباب الفلسطيني لمحاربة المجاهدين، وتطبيقِ بنود (خارطة الطريق) الأمنية، لم تعدْ كذلك.. وهي مكانٌ لاجتماعاتٍ وسهراتٍ مع الأعداء، لاتخاذ قراراتٍ ظالمة، تصدُّ عن سبيل الله وتريد جعلَ الشعبِ لُقمةً سائغةً بين أنياب المفترسين من طُغاة العالم المتكبرين.. ويبدو أن عناصر السلطة الفلسطينية، وحُكَّام المقاطعة، والدائرين في فلَكِها، نسوا أن الله –عز وجل- خسف قوم لوطٍ في أريحا، وما زالت آثارهم باقية حتى هذه الأيام. (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ)(هود:83)
    5. إن المخالفات المالية كانت وما زالت عند السلطة الفلسطينية، باعتراف رجالٍ منها، وباعتراف مفكّرين كبار لا ينتمون إلى الحركة الإسلامية، إنني أذكر قليلاً من أقوالهم، أُلجم بها الذين ينالون من الحركة، وكأنهم يصدّرون أزمتَهم النفسيةَ والوطنيةَ والسياسية إلى الآخرين، ويريدون -من تُهمهم تلك- أن ينسى الناسُ فسادَهم، ويحمّلوا الحركةَ الإسلاميةَ المسؤوليةَ ، وهذا أسلوبٌ خسيس سيءُ المقاصد..
    (..عانت السلطةُ من الفساد الإداري والمحسوبية، التي تفشّت بسرعةٍ في أجهزتها، حتى إن أحَدَ كِبارِ قادة فتْح نفسِها (محمد جهاد) لم يتورّع عن القول: إن عرفات قد أحاط نفسَه بثُلّةٍ من اللصوص والمبتزّين(جريدة السياسة الكويتية 27 أبريل 1995)..
    ونُقل عن شخصيةٍ أُخرى قولُها: تُمارَس العربداتُ(العربدات: إشارة إلى الانفلات الأمني وأخذ الحقوق بالقوة والاعتماد على الأجهزة الأمنية، دون العودة إلى أي قانون) بشكلٍ يومي في الشارع، والحديثُ عن الانحلال والرشوة يزكم الأنوف..(جريدة الشرق الأوسط (لندن) 22 مارس 1995)
    (..وفي آيار/مايو 1997 صدر تقرير لجنة المراقبة في المجلس التشريعي الفلسطيني التابع لسلطة الحكم الذاتي مؤكّداً أن الفسادَ المالي في أجهزة السلطة والسرقات قد طالت 326 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ هائل، وهو ما أمكن كشفُه بالنسبة لميزانية السلطة التي كانت بحدود 1500 مليون دولار، أي مليار ونصف..
    (..وقد صوّت المجلسُ التشريعي بحجب الثقة عن حكومة عرفات (56 صوتاً مقابل صوت واحد)، بسبب ذلك.(القضية الفلسطينية خلفياتها وتطوراتها حتى سنة 2001: د. محسن محمد صالح، ص126-127، مركز الإعلام العربي، ط1، 1423هـ 2002م)
    وفي تشرين ثان/نوفمبر 1999 وقّع عشرون مفكراً وشخصية فلسطينية بارزة تحت حُكم السلطة وثيقةَ (العشرين) التي اتهمت السلطةَ بالفساد والمحسوبية والشللية(إشارة إلى الفرق التي كانت تظلم وتتحكم في الناس بغير وجه حق) وقمع الحريات وغير ذلك.
    وقد وصَفَ "هشام شرابي" الوضعَ قائلاً: إن السلطة الفلسطينية -بتركيبها الحالي- لا تمثّل الشعبَ الفلسطيني.. إنها عاجزةٌ عن إحداثِ أيِّ تغيير في الوضع الذي يعيشه الشعبُ الفلسطيني وهي نفسُها أحد أسباب تفاقُم وضعِه المأساوي.)(تصريح هشام شرابي في جريدة الحياة 5 مارس 1995م)
    6. ما سبق.. كان قليلاً من كثير، من عيوب السلطة والتي ما زالت مستمرةً حتى هذه الأيام، وتُمارَس بشكلٍ سميجٍ(السَّمِيج: اللبن الدَّسِمُ الـخبـيثُ الطَّعْمِ. اللسان) في الضفة الغربية، ونستمع كل يوم إلى المخالفات المالية هناك..
    ومن هنا.. فآخرُ مَنْ يتحدّث عن الحركة الإسلامية إساءةً هم حُكّامُ المقاطعة، وآخرُ منْ يتهم الحركةَ بغسيل الأموال هم حكام المقاطعة..
    إن الحركةَ لا تَغسل الأموال؛ بل إنَّ عناصرَها تَغسل وجوهَها بماء الوضوء، وتَستقبل كلَّ صباحٍ بصلاة الفَجر، وربما -قبل ذلك- في السَّحر تدعو.. يا ربِّ إن الظلمَ عمَّ فلا تَذَر، وتَدعو بالرحمة لمَن استقام وشكَر، في حين أنَّ غيرَهم لا يستيقظون إلا قُبيل الظُّهر، استجابةً للهيب الجوع بعد أن سَهروا في المعصية والحرام..
    وتسعى الحركةُ -عبْر وسائل إعلامها- إلى غسلِ القلوب من الأحساد والأحقاد، وتسابق -عبْر الشرطة الفلسطينية بثوبها الجديد- إلى غَسْلِ المجتمع من المخدرات والمعاصي والآثام..
    .. فيا هؤلاء .. مَنْ كان بيتُه من زجاج، فلا يَرمِ بيوتَ الناس بالحجارة..
    زوروا موقع المسجد على الانترنت: www.belalmo.net
    نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل بن رباح - رفح- تل السلطان – 27 ذي القعدة 1429 هـ- 25/11/2008م[/align]

  • #2
    رد : أيها الرئيس.. مَنْ الذي يغسلُ الأموال ؟! بقلم: نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل

    إن الحركةَ لا تَغسل الأموال؛ بل إنَّ عناصرَها تَغسل وجوهَها بماء الوضوء، وتَستقبل كلَّ صباحٍ بصلاة الفَجر، وربما -قبل ذلك- في السَّحر تدعو.. يا ربِّ إن الظلمَ عمَّ فلا تَذَر، وتَدعو بالرحمة لمَن استقام وشكَر، في حين أنَّ غيرَهم لا يستيقظون إلا قُبيل الظُّهر، استجابةً للهيب الجوع بعد أن سَهروا في المعصية والحرام..

    هذه هي الحقيقة

    تعليق


    • #3
      رد : أيها الرئيس.. مَنْ الذي يغسلُ الأموال ؟! بقلم: نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل

      المثل بقول سيب الخبز لخبازو ولو أكل نصو

      يعني سيب الرئاسة للرئيس

      وسيب الخبز للخباز

      وسيب امام الجامع للجامع

      تعليق


      • #4
        رد : أيها الرئيس.. مَنْ الذي يغسلُ الأموال ؟! بقلم: نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل

        كلهم يعرف جيدا من يغسل الاموال ومن يسرق الاموال ومن يقوم بعمليات التهريب ومن اسس الوظائف الوهمية

        تعليق


        • #5
          رد : أيها الرئيس.. مَنْ الذي يغسلُ الأموال ؟! بقلم: نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل

          نشكر كل من قام بزيارة هذا الموضوع...

          تعليق


          • #6
            رد : أيها الرئيس.. مَنْ الذي يغسلُ الأموال ؟! بقلم: نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل

            المشاركة الأصلية بواسطة khsa168
            المثل بقول سيب الخبز لخبازو ولو أكل نصو

            يعني سيب الرئاسة للرئيس

            وسيب الخبز للخباز

            وسيب امام الجامع للجامع

            يبدو أنك من حثالات الفكر العلماني الحقير

            اذهب وانشر فكرك العلماني العفن في مواقع الخزي والعار والمواقع المشبوهة

            ليس هنا في مواقع العزة والاباء

            أيها...............................


            وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل من ينادي بالعلمانية ..

            تعليق

            جاري التحميل ..
            X