تويت
::أحداث الساعة / الابتكارات تتوالى..مواطن من رفح يستخرج "البيوغاز" من فضلات الحيوانات ::
24 / 11 / 2008 - 08:49 صباحاً تاريخ الإضافة :
فلسطين اليوم-غزة
لم تتوقف ابتكارات الغزيين عند بيوت وأفران الطين، أو استخدام زيت الطعام كوقود للسيارات، أو تهريب الوقود من الأراضي المصرية بواسطة أنابيب، وغيرها من الابتكارات، فبعد ذلك كله، خرج أحد المواطنين من سكان بلدة الشوكة الزراعية الواقعة جنوب شرقي قطاع غزة بابتكار جديد، ظنه البعض في البداية من قبيل المزاح أو الخيال، لكنه كان حقيقياً.
كان المواطن ياسر أبو ذكار "35عاماً" جالساً وسط مجموعة من سكان البلدة يتبادلون الأحاديث، حول ما فعلوه بعد أن نفد غاز الطهي من منازلهم، فأحدهم يؤكد أنه يستخدم الحطب كوقود، وآخر أشار إلى أنه يطهو طعامه على أقراص تعمل على التيار الكهربائي، وثالث ادعى أنه يتناول وأبناؤه الطعام المعلب والجاهز.
ووسط الأحاديث اليائسة، قال أحدهم: "كثير من الدول مرت بأزمات مماثلة خلال الحروب، فلنبحث في شبكة الإنترنت، علنا نجد تجربة مفيدة يمكنها أن تحل مشكلتنا".
وما أن سمع أبو ذكار ما قيل، حتى غادر المجلس، وتوجه إلى نجله يطلب منه البحث، ولم تغمض له عين حتى عثر على تجارب الدول التي تمكنت من الاستفادة من الطاقات المتجددة، وعلى رأسها الصين والجزائر، التي جرت فيها تجارب مماثلة في أعقاب الحرب العالمية الثانية العام 1946.
وتتحدث التجارب التي قرأها أبو ذكار عن دول استطاعت استخدام روث وفضلات الإنسان والحيوان في استخراج غاز قابل للاشتعال، يسمى "البيوغاز" أو الميثان، فلم يتردد وسارع بالاتصال بصديق يعمل مهندساً في إحدى الشركات في ألمانيا، واستشاره في الأمر، فشجعه الأخير، وقدم له نصائح عملية.
تجربة غير مكلفة
أبو ذكار بلور الفكرة في رأسه، وسارع بتحويلها إلى تجربة بدأت صغيرة، فجمع روث وفضلات الحيوانات التي يربيها في منزله، ووضعها في خزان فارغ للمياه، فأحكم إغلاقه وأخرج منه أنبوبا يتصل بأسطوانة فارغة، وبعد عدة أيام بدأت الفضلات بالتخمر، وبدأ الغاز بالتولد، وامتلأت الاسطوانة بالغاز، وأوصلها بالموقد فاشتعل بقدرة مماثلة لتلك التي يشعلها غاز الطهي التقليدي.
وأشار أبو ذكار إلى أن التجربة في البداية كانت محدودة، واستفاد بقدر بسيط، قبل أن يبدأ بزيادة حجم الخزان، ليزيد من الغاز المستخرج.
ورأى أن هناك إمكانية لتتحول إلى عمل تجاري، ربما يدر عليه دخلاً لاسيما وأنه عاطل عن العمل، مشيراً إلى أنه يفكر بجلب صهريج كبير، ووضع الفضلات والروث فيه، ليبدأ بتعبئة اسطوانات له ولجيرانه.
وحول الكمية اللازمة من فضلات الحيوانات لإنتاج الغاز قال أبو ذكار إن عشرة كيلو غرامات من الفضلات تكفي لاستخراج غاز يفي بحاجة المنزل، وهي كميّة يمكن الحصول عليها من عدد محدود من الماشية.
مشاكل متوقعة
وأشار أبو ذكار إلى أن معظم الأسر الغزية يمكنها إنتاج الغاز المذكور دون تكلفة أو عناء، فغالبية المنازل يوجد فيها حفر امتصاصية، ويمكن إذا ما أحكم إغلاق تلك الحفر أن ينتج الغاز.
وأضاف إنه وبالرغم من سهولة إنتاج الغاز بالطريقة المذكورة، فإن هناك عدداً من المشاكل قد تعترض من يحاول تنفيذ ذلك المشروع، أبرزها انخفاض درجات الحرارة، والتي عادة ما يصاحبها انخفاض في إنتاج غاز الميثان، بسبب عدم حدوث عملية التخمر بصورة كافية، متحدثاً في الوقت ذاته عن مشكلة الرائحة الكريهة التي قد يشمها سكان المنزل خلال عملية إنتاج الغاز، أو نقل الفضلات ووضعها في خزانات أو صهاريج.
ولفت إلى أن الحفرة تحتاج إلى صيانة دوريّة مكلفة، كما أن الصهاريج المستخدمة يمكن أن تنفجر إذا تعذر إخراج الهواء وأنواع غير نافعة من الغازات، عادة ما تتولد مع غاز الميثان.
وبدا أبو ذكار سعيدا بنجاح تجربته، التي توقع أن تحل أزمة غاز الطهي بصورة كبيرة، إذا ما أحسن استغلالها، منوهاً إلى أنه ينوي التقدم بطلب لوزارة الزراعة، لمنحه مساحة من الأرض في أراضي المستوطنات المخلاة "المحررات"، ليستغلها في حفر بئر كبيرة، يجمع فيها المياه العادمة من الآبار، وكذلك فضلات الحيوانات من المزارع، ليتمكن من إنتاج الغاز المذكور بكميات كبيرة.
وأوضح أن للمشروع المذكور فوائد صحية وبيئية كبيرة، أبرزها تخليص البيئة من الفضلات الضارة، لافتاً إلى أن الفضلات بعد استخراج الغاز منها تكون سماداًَ عضوياً يستخدم في مجالات الزراعة.
24 / 11 / 2008 - 08:49 صباحاً تاريخ الإضافة :
فلسطين اليوم-غزة
لم تتوقف ابتكارات الغزيين عند بيوت وأفران الطين، أو استخدام زيت الطعام كوقود للسيارات، أو تهريب الوقود من الأراضي المصرية بواسطة أنابيب، وغيرها من الابتكارات، فبعد ذلك كله، خرج أحد المواطنين من سكان بلدة الشوكة الزراعية الواقعة جنوب شرقي قطاع غزة بابتكار جديد، ظنه البعض في البداية من قبيل المزاح أو الخيال، لكنه كان حقيقياً.
كان المواطن ياسر أبو ذكار "35عاماً" جالساً وسط مجموعة من سكان البلدة يتبادلون الأحاديث، حول ما فعلوه بعد أن نفد غاز الطهي من منازلهم، فأحدهم يؤكد أنه يستخدم الحطب كوقود، وآخر أشار إلى أنه يطهو طعامه على أقراص تعمل على التيار الكهربائي، وثالث ادعى أنه يتناول وأبناؤه الطعام المعلب والجاهز.
ووسط الأحاديث اليائسة، قال أحدهم: "كثير من الدول مرت بأزمات مماثلة خلال الحروب، فلنبحث في شبكة الإنترنت، علنا نجد تجربة مفيدة يمكنها أن تحل مشكلتنا".
وما أن سمع أبو ذكار ما قيل، حتى غادر المجلس، وتوجه إلى نجله يطلب منه البحث، ولم تغمض له عين حتى عثر على تجارب الدول التي تمكنت من الاستفادة من الطاقات المتجددة، وعلى رأسها الصين والجزائر، التي جرت فيها تجارب مماثلة في أعقاب الحرب العالمية الثانية العام 1946.
وتتحدث التجارب التي قرأها أبو ذكار عن دول استطاعت استخدام روث وفضلات الإنسان والحيوان في استخراج غاز قابل للاشتعال، يسمى "البيوغاز" أو الميثان، فلم يتردد وسارع بالاتصال بصديق يعمل مهندساً في إحدى الشركات في ألمانيا، واستشاره في الأمر، فشجعه الأخير، وقدم له نصائح عملية.
تجربة غير مكلفة
أبو ذكار بلور الفكرة في رأسه، وسارع بتحويلها إلى تجربة بدأت صغيرة، فجمع روث وفضلات الحيوانات التي يربيها في منزله، ووضعها في خزان فارغ للمياه، فأحكم إغلاقه وأخرج منه أنبوبا يتصل بأسطوانة فارغة، وبعد عدة أيام بدأت الفضلات بالتخمر، وبدأ الغاز بالتولد، وامتلأت الاسطوانة بالغاز، وأوصلها بالموقد فاشتعل بقدرة مماثلة لتلك التي يشعلها غاز الطهي التقليدي.
وأشار أبو ذكار إلى أن التجربة في البداية كانت محدودة، واستفاد بقدر بسيط، قبل أن يبدأ بزيادة حجم الخزان، ليزيد من الغاز المستخرج.
ورأى أن هناك إمكانية لتتحول إلى عمل تجاري، ربما يدر عليه دخلاً لاسيما وأنه عاطل عن العمل، مشيراً إلى أنه يفكر بجلب صهريج كبير، ووضع الفضلات والروث فيه، ليبدأ بتعبئة اسطوانات له ولجيرانه.
وحول الكمية اللازمة من فضلات الحيوانات لإنتاج الغاز قال أبو ذكار إن عشرة كيلو غرامات من الفضلات تكفي لاستخراج غاز يفي بحاجة المنزل، وهي كميّة يمكن الحصول عليها من عدد محدود من الماشية.
مشاكل متوقعة
وأشار أبو ذكار إلى أن معظم الأسر الغزية يمكنها إنتاج الغاز المذكور دون تكلفة أو عناء، فغالبية المنازل يوجد فيها حفر امتصاصية، ويمكن إذا ما أحكم إغلاق تلك الحفر أن ينتج الغاز.
وأضاف إنه وبالرغم من سهولة إنتاج الغاز بالطريقة المذكورة، فإن هناك عدداً من المشاكل قد تعترض من يحاول تنفيذ ذلك المشروع، أبرزها انخفاض درجات الحرارة، والتي عادة ما يصاحبها انخفاض في إنتاج غاز الميثان، بسبب عدم حدوث عملية التخمر بصورة كافية، متحدثاً في الوقت ذاته عن مشكلة الرائحة الكريهة التي قد يشمها سكان المنزل خلال عملية إنتاج الغاز، أو نقل الفضلات ووضعها في خزانات أو صهاريج.
ولفت إلى أن الحفرة تحتاج إلى صيانة دوريّة مكلفة، كما أن الصهاريج المستخدمة يمكن أن تنفجر إذا تعذر إخراج الهواء وأنواع غير نافعة من الغازات، عادة ما تتولد مع غاز الميثان.
وبدا أبو ذكار سعيدا بنجاح تجربته، التي توقع أن تحل أزمة غاز الطهي بصورة كبيرة، إذا ما أحسن استغلالها، منوهاً إلى أنه ينوي التقدم بطلب لوزارة الزراعة، لمنحه مساحة من الأرض في أراضي المستوطنات المخلاة "المحررات"، ليستغلها في حفر بئر كبيرة، يجمع فيها المياه العادمة من الآبار، وكذلك فضلات الحيوانات من المزارع، ليتمكن من إنتاج الغاز المذكور بكميات كبيرة.
وأوضح أن للمشروع المذكور فوائد صحية وبيئية كبيرة، أبرزها تخليص البيئة من الفضلات الضارة، لافتاً إلى أن الفضلات بعد استخراج الغاز منها تكون سماداًَ عضوياً يستخدم في مجالات الزراعة.
تعليق