إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

    وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله
    [align=justify]الحمدُ لله ربِّ العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبد الله ورسوله.. أما بعد:
    ما أجملَ هذا الدينَ، وما أعظم هذا الإسلام، وما أجلَّ هذه العقيدة، وما أكمل هذه الشريعة، التي تجعل للحياة معنى، وللوجودِ مدلولاً، وللإنسان قَدراً وقِيمة ... ما أجملَ هذا الدِّينَ الذي جعل العُلماء وَرثة الأنبياء، لأنَّهم يُرشِدُون الناسَ إلى الخَير، ويَدلّونهم على الطريق المستقيم، ويأخذونَ بأيديهم –بفضل الله– إلى جناتِ النعيم. ولقد حَظي العِلمُ بمكانةٍ ومنزلةٍ دُونها كلّ الرُّتَب والتِّيجان، والمناصب والمراكز، ولقد حَوى القرآن الكريم في صفحاتِه الجليلة آياتٍ عُظمى تتحدَّث عن العلم والعلماء، بل إنَّ الله -سبحانه وتعالى- ذَكَر آيةً غايةً في الجمال والجلال والكمال (وكلُّ آياتِ الله جميلةٌ وجليلةٌ وكاملة) تُوضِّح مكانَتهم، وتُعلي قَدرهم.. (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ)(سورة آل عمران:18). ولقد فرَّق اللهُ تعالى بين مَنْ يَعْلَم ومَنْ لا يَعلم، حتى تلتفّ الأمةُ حول عُلمائها، وفُقهائها، وفضلائها، فقال -عزَّ وجل- قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(سورة الزمر:9)، أمَّا الأحاديث النبوية التي ذَكَرت فَضْلَ العِلم والعلماء، فما أشبهها بجنةٍ فَيحاء، أو حديقةٍ غَنَّاء فِيها مِنْ كُلِّ وردةٍ لَون، ومن كلِّ زهرةٍ شَكل، يَفوح عبيرُها في الأرجاءِ والأجواءِ، وهي بحاجةٍ إلى نحلٍ يلتقط منها ما يُصبح شراباً مختلفاً ألوانُه فيه شفاء للناس. والأحاديث النبوية، بِحُسنِ فَهمها، وتطبيقها فيها شفاءٌ لكلِّ الأمراض المعنوية؛ بل والأمراض الجسمية، فإنَّ الأحاديثَ النبوية حثَّت على تعلُّم كل شيء، فأين المُشمِّرُون، وأين المُجتهدون؟! قال الشافعي -رَحِمه الله– مُوضِّحاً ثمرةَ طَلَبِ العِلم: مَنْ تعلَّم القرآن عَظُمتْ قِيمته، ومَنْ نَظر في الفِقه نَبُلَ قَدره، ومَنْ كَتب الحديثَ قَوِيَتْ حُجَّته، ومَنْ نَظَر في اللغةِ رقَّ طَبْعُه، ومَنْ نَظرَ في الحِساب جَزل رأيه، ومَنْ لمْ يَصُنْ نَفْسَه لَمْ ينفعْهُ عِلمه.(طبقات الشافعية للإمام السبكي: 2/99). ولقد بَذل العلماء جهوداً في طلب العلم وتدوينه ونَشْرِه. يُغبطون من أجلها، وجثا التاريخُ على ركبتيه إجلالاً لها. سُئل الطبراني –رحمه الله تعالى– عن كثرةِ حديثه، فقال: كنتُ أنام على البواري –أي الحُصر- ثلاثين سنة..(تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي: 3/915). وقال مكحول الشامي: أُعتقتُ بمصر، فلَمْ أَدَعْ بها عِلماً إلا حويتُه فيما أرى، ثمَّ أتيتُ العِراق، ثمَّ أتيتُ المدينة، فلم أَدَعْ بهما عِلماً إلا حويته فيما أرى، ثم أتيتُ الشامَ فغربلتُها.(نفس المصدر: 1/108). ونَقلَ محمد بن يوسف الفِِرَبْري، عن الإمام البخاري، أنَّه قال: ما وضعتُ في كتابي الصحيحِ حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك، وصليتُ ركعتين.(وفيات الأعيان لابن خَلِْكان: 4/190). ولو أردنا أن نَذكر أمثلةً أخرى، لطالَ بنا الحديث، ولكنَّها.. إشاراتٌ ولمحاتٌ كوصوصةِ الكوكبِ، وسطوع النجم، لعلَّها تُضيء الطريق للأجيال، وتُنير الدربَ للعامِلين.
    لقد فقدت محافظةُ رفح؛ بل محافظاتُ القطاع، والحركةُ الإسلاميةُ، والشعبُ الفلسطيني عَلَماً من أعلامها، وخطيباً مصقعاً من خطبائها، كان فارسَ الكلمة والمنبر، هو الشيخ الفاضل إسعيد أبو جليدان-رحمه الله-، قلتُ: إن موتَ الأكابر وفقدانَ الأئمة و العلماء خطبٌ عظيمٌ ومصابٌ جَلل، لمن أدرك دورَهم في الحياة، ولمن نظر إلى الفراغ الذي يتركونه –خلفهم- بموتهم ووفاتهم. 1- لقد كان الشيخ إسعيد-رحمه الله- مثالاً للداعية الناجح، والخطيب الشجاع، الذي يصدع بكلمة الحق، حيث سكت كثيرون عنها، وهم يرون حاجةَ الناس إليها، فرضوا أن يكونوا شياطين خرساً، أما هو .. فأبى إلا أن يكونَ للحق أهلاً، وللصدق صديقاً، وللوفاء صاحباً، وللأمانة ملازماً، وللأعداء خصماً عنيداً، وللمنافقين ناراً تغلي في بطونهم وقلوبهم التي مُلئت حقداً وحسداً للحركة الإسلامية، وأساتذتها وعلمائها..
    2- لقد كان الشيخ محبوباً لتواضعه، وكان مؤثّراً في وعظه وخطبه، وكان يرتاد كثيراً من المساجد في القطاع، وله عُشّاقُه ومحبوه، الذين يستفيدون من وعظه وإرشاده، وطريقةِ حديثة، وحُسنِ استدلاله على الحق الذي يحمله، والفكرة التي يدعو إليها، ويتمسّك بها..
    3- لقد منح الله الشيخَ طلاقةَ اللسان، تثير العجبَ عند كثيرين، وتؤثر في المستمعين، وكثيراً ما كان يُضحكنا في أحاديثِه ويُبكينا، وفي كلا الموقفيْنِ كانت كلماتُه تلسع.. فتصيب الظالمَ في مقتل، وتقوّي عزائمَ المؤمنين المستقيمين، الذين هم ملحُ الأرض، وعنوانُ عزّتها وسرُّ نهضتها..
    4- لقد كان الشيخ كثيرَ القراءة والاطلاع، ويستمع إلى أغلب العلماء، يستفيد منهم جميعاً، وكان أبعدَ الناس عن الأمور التي تثير الخلافاتِ بين المسلمين، فإن الشريعةَ فيها السَّعةُ والمرونة، وما ينبغي أن يُجهَل قدرَ عظيم لرأيٍ ارتآه، طالما أن جهدَه يصبُّ في نهر الإسلام العظيم، الذي يحتاج إلى جهود الأمة مجتمعة، حتى تعود لها الكلمةُ المسموعة، والتأثيرُ البليغ في واقع الدنيا..
    5- إن الشيخ هو شهيدُ الحصار، وشهيدُ إغلاق المعابر ونقص الدواء، بعد أن استفحل الداء، هو شهيدُ الحصار الذي يُفرض على الشعب في قطاع غزة؛ لأنه قال: نعم.. لأهل الحق، نعم.. لأهل الصدق، نعم.. لأهل الوفاء، نعم.. للتغيير والإصلاح. هو شهيدُ الحصار.. الذي يشارك فيه قومٌ يزعمون الوطنيةَ، ويعبثون بثوابت الشعب، وطموحات الأمة، لأن رفعَ الحصار سيخدم –بزعمهم- حركةَ حماس، وهم لا يريدون ذلك، بل يريدون حصارَها، والتضييقَ على الشعب؛ حتى يبتعد عن الحركة الإسلامية ومواقفها السياسية في أي انتخابات قادمة.. قلنا: إنكم جاهلون، فإن الحركةَ تجد لها كل يوم عناصرَ جديدة، وأنصاراً مؤيدة، بسبب صبرها واحتسابها، وحُسنِ إدارتها للأزمة، حيث كُشف الغطاء، وسقط القناع عن الظلم الفاضح والوجه الكالح لحكومة المقاطعة ومَنْ دار في فلكها، وهي تفرض حصاراً شديداً على القطاع ظلماً وعدواناً، لتحقيق مكاسب سياسية (ولا مكاسبَ في الحقيقة) ولأن حكومة المقاطعة فقدت الحياءَ، بعد أن فقدت الإيمان، فلا يضرُّها أن تستعمل وسائل خسيسة ورخيصة، تاركةً العدوَّ يهوّد القدس ويهدّد الأقصى ويبتلع الأرض، وكأن الحركةَ الإسلامية تقف معوّقاً أمام المشاريع الوطنية!
    6- إن الشيخ لم يكن يحمل شهاداتٍ عُليا، لكنه حملَ شهادةً عُليا في الشجاعة وصدقِ الكلمة، والحرصِ على إسلامه ودينه، وهي أعظمُ من شهاداتٍ كثيرة يبقى أغلبُها حبيسَ الرفوف، ولا يمارس أصحابُها شيئاً من الإنتاج والإبداع، وإن كان الشيخُ قد مات، وعمره قصير، إلا.. أن باعَه طويل في عمل الخير، الذي هو دليلُ الإيمان وبرهانُ التقوى ولا نزكّي على الله أحداً..
    7- لا أدري .. لماذا ننسى علماءَنا وأساتذتنا وشيوخَنا، فلا نذكرهم إلا إذا ماتوا! وماذا علينا لو أثنينا عليهم خيراً وهم أحياء، ومدحناهم وهم يقومون بواجبهم تجاه الأمة، لعلّ أعينَهم تقرُّ بما يرون، ويدركون أنهم تركوا خلفهم رجالاً وأتباعاً. ما أجمل أن يُكرم علماؤنا في حياتهم.. وشهرةُ الإنسان في الدنيا والاحتفالُ بإنجازاته لا يتناقض مع الإخلاص أبداً، فها هم الصحابةُ الأجلاّء أشهرُ من نارٍ على عَلَم، وسيرتُهم هي العطرُ الأخّاذ، ومذاقُ آدابهم هو العسلُ المُصفّى، ولم يقدح هذا في أخلاصهم، وشهرةُ الأئمة الأربعة وغيرهم لم يقدحْ –أيضاً- في صدق نياتهم..
    رحم الله شيخنا الفاضل وأسكنه فسيحَ جناته، وجزاه بكل كلمةٍ قالها -في خدمة هذه الدعوة -درجةً في الجنة، وجعل مأواه الفردوسَ الأعلى، في صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً..
    وفي الختام.. نعزّي أنفسَنا، فالشيخ منا، ونعزّي الحركةَ الإسلاميةَ بفقدان هذا الداعية، ونعزّي المنابرَ التي فقدته والمساجدَ التي ستشتاق إليه، ونعزّي أهله جميعاً، راجين اللهَ أن يُلهمهم الصبرَ الجميل، إنه على ما يشاء قدير..
    زوروا موقع المسجد على الانترنت: www.belalmo.net
    نظِير خَليل اللوقة-إمَام مسجد بِلاَل بن رباح - رفح- تل السلطان – 24 ذي القعدة 1429 هـ- 22/11/2008م[/align]

  • #2
    رد : وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

    رحمة الله على أسد المنابر


    واسكنه الله الفردوس الاعلى

    تعليق


    • #3
      رد : وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

      إسعيد أبو جليدان-رحمه الله ومن منا يستطيع ان ينساك ابا عيسى سيفتقدك مسجد بلال ورواد مسجد بلال واخص بالذكر اخيك ابا خليل الشيخ نظير فلقد كنت من اوائل الخطباء الذين اتحفنا بهم ابا خليل بالخطبة عندما لم يكن يستطيع ان يخطب لسبب ما رحم الله شيخنا واسكنه فسيح جناته

      تعليق


      • #4
        رد : وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

        بارك الله فيك أخي

        ورحم الله شيخنا المجاهد


        تعليق


        • #5
          رد : وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

          رحمه الله

          تعليق


          • #6
            رد : وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

            الله يرحمك يا عم الشيخ

            تعليق


            • #7
              رد : وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

              رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه

              تعليق


              • #8
                رد : وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

                رحمك الله يا شيخ اسعيد

                تعليق


                • #9
                  رد : وترجّل الفارس.. الشيخ الداعية.. إسعيّد أبو جليدان.. في ذمة الله

                  رحمه الله عليك يا فارس الكلمة واسد البنان

                  تعليق

                  جاري التحميل ..
                  X