رأي ساخن
شرطةُ عبّاس في الخليل.. أمْنَ مَن تحمي..؟؟
تاريخ النشر : 28/10/2008 - 04:39 م
علي حتر
على الفضائيات، ودون أي حرج، قبل أيام، قال مسؤول الشرطة «العباسية» التي ذهبت إلى الخليل، إن تعليماته واضحة، وهي تقضي بتجنب المستوطنين وتجنب استفزازهم، وإن وظيفته هي حفظ الأمن ومنع السلاح غير الشرعي في الخليل (سلاح المقاومة طبعا وليس سلاح المستوطنين الصهاينة).. أما حملته فاسمها: «حملة إشراقة الوطن»..
وقبل يومين، اعتدى المستوطنون في الخليل منزوعة السلاح بأوامر عباس، على أهل المدينة:
الخليل.. فيها المستوطنون الصهاينة الأشد حقدا وشراسة وتطرفا.. مستوطنو كريات أربع..
فيها جيش الاحتلال..
فيها شرطة عباس ونصفها من حراسه.. (حرس الرئاسة)..
وقد أعلنت إذاعة الصهاينة أن «إسرائيل» وافقت على نشر الشرطة العباسية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بعد اتفاق جرى الليلة الماضية مع الفلسطينيين في مسعى لتعزيز سلطة القانون والحفاظ على الأمن العام. وأن هذا تم الاتفاق عليه خلال اجتماع عقد الليلة الماضية باشتراك رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية وقائد قوات جيش الاحتلال في الضفة ورؤساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ولا أعتقد أو يعتقد أي عاقل، أن أمثال هؤلاء، يجتمعون فقط للحماية من اللصوص والمجرمين (وما أقلهم في مدينة ذات طابع عشائري يعرف سكانها بعضهم معرفة شبه كاملة)..
وغداة إعلان بيريز لحسني مبارك، موافقة الكيان الصهيوني على مبادرة القمة العربية (التطبيعية الاستسلامية) التي تنهي الصراع من طرف واحد أنهى الصراع منذ مدة طويلة، وهو الطرف الرسمي العربي، وقبل يومين فقط.. وبعد وصول الشرطة العباسية الإضافية، اعتدى على أهل الخليل، المستوطنون الذين قال مسؤول الشرطة إن أوامره تقتضي تجنب استفزازهم، أهل الخليل هؤلاء.. الذين يدعي فياض وعباس والأحمد وعريقات وقريع أنهم يريدون حمايتهم..
ومن موقع راديو سوا على الإنترنت، (الموقع الأمريكي الصهيوني الذي يموله الكونجرس) أقتطف ما يلي عن اعتداء المستوطنين هذا:
«هاجم عشرات المستوطنين اليهود ممتلكات فلسطينية في مدينة الخليل في الضفة الغربية الأحد احتجاجا على إخلاء مستوطنة عشوائية، حسب ما أفاد به سكان فلسطينيون».. و«ألقوا الحجارة على منازل فلسطينية وألحقوا أضرارا في مقبرة للمسلمين ومزقوا إطارات عدة سيارات يملكها فلسطينيون قرب مستوطنة كريات أربع».
ملاحظة: للعلم فقط، المستوطنة العشوائية التي يريد المستوطنون الانتقام لها، أقامها مستوطن واحد فقط..!!
ويقول الموقع: «وتأتي هذه الأحداث غداة نشر تعزيزات من نحو 550 شرطيا فلسطينيا مسلحا في الخليل لتعزيز السلطة الفلسطينية في مواجهة حركة حماس».
أما وكالة رويترز فتقول: «أقرت اسرائيل التي تحاول دعم عباس في مواجهة خصومه في حماس نشر نحو 550 من الضباط المسلحين في الخليل كبرى مدن الضفة الغربية والتي تمثل نقطة اشتباك متكررة بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود». و«يتعرض عباس لضغط لتأكيد سيطرته في الضفة الغربية بما يتيح تقدم المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة مع إسرائيل».
وتواصل رويترز: «قال مصدر أمني إسرائيلي إن الانتشار الفلسطيني في الخليل جرى بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي وإن القوة الفلسطينية لن يسمح لها بالتدخل في المناطق التي يعيش فيها المستوطنون... وأضاف المصدر الأمني: الهدف منهم هو حراسة المجتمع وتعزيز قدرة الشرطة الفلسطينية على محاربة حماس».
أما وكالة فرانس بريس، فتقول إن مسؤولا أمنيا فلسطينيا كبيرا رفض الكشف عن اسمه، (وأعتقد أنه يخاف من ذكر اسمه، وهذه ملاحظة لكاتب المقال وليست من الوكالة)، قال للوكالة: «السلاح الشرعي الوحيد هو سلاح قوى الأمن الفلسطينية». طبعا اعتبر سلاح المستوطنين والاحتلال ضمن كلمة «الوحيد».. أو اعتبر سلاح الأمن العباسي ضمن سلاح الاحتلال الوحيد.. ولا أعرف تفسير كلمة «الوحيد» في هذه الحالة إلا كذلك..
وأوضح المسؤول «السلطوي» أن الحملة تهدف إلى وقف كل حالات الفلتان الأمني التي عانى منها أهلنا في محافظة الخليل.. وهو هنا، حتما، لا يتكلم عن الفلتان الأمني للمستوطنين، فهؤلاء مقبولون عند عباس وفياض وأهل المبادرة العربية جميعا.. رغم أنهم يعرفون أن جميع المستوطنين مسلحون.. ويعتدون بشكل مستمر على أهل الخليل، ولا ينسى أي واحد منا جريمة قتل المصلين في الحرم الإبراهيمي.. التي قام بها طبيب، هو أحد هؤلاء المستوطنين غير الفالتين أمنيا.. في رأي عباس وفياض ومسؤول الشرطة..!
وحتى تبقى الخليل مثل غزة.. ومثل جنوب لبنان.. ومثل الفلوجة البطلة.. عصية على الخنوع والخضوع.. (وكلنا يعرف ويحيي صمود حي أبوسنينة المحاصر منذ عام 1967).. على أمتنا أن تتحرك.. لإسقاط المؤامرات.. وفضح ورفض كل قوات الحصار العربي المجسدة الآن بمبادرة سلام القمة العربية.. وهي المؤامرة الأكبر على أمتنا منذ 1967.
تعليق