إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القدومي : أدعو لجبهة وطنية في الخارج لأن قيادة الداخل لا تشاورنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القدومي : أدعو لجبهة وطنية في الخارج لأن قيادة الداخل لا تشاورنا



    حاوره في عمان : شاكر الجوهري

    2/27/2005


    طالبت بإشراك الفصائل في حكومة السلطة وعدم انفراد "فتح" بها أو تشكيل حكومة تكنوقراط



    أدعو لجبهة وطنية في الخارج لأن قيادة الداخل لا تشاورنا

    أدعو لجبهة وطنية في الخارج ـ قيادة السلطة لم تستشرني بشأن الإنتخابات البلدية والتشريعية.. لا يجوز تكرار استيعاب كل الصلاحيات كما فعل عرفات

    اعترض على شرم الشيخ ولا أتحمل نتائج ما لا تتم مشاورتي بشأنه.. شارون لم يلتزم بشيء.

    لست نادما لدعمي أبي مازن.. برنامجه السياسي مطابق لبرنامج النقاط العشر ولا ادري ماذا بعد..؟

    المجلس الوطني يرشح وينتخب رئيس دولة فلسطين ولا اعتراض لأبي مازن على قيامي بأعمال الرئيس وكالة

    طالبت بإشراك الفصائل في حكومة السلطة وعدم انفراد "فتح" بها أو تشكيل حكومة تكنوقراط

    سأترأس اجتماعا لمركزية "فتح" في عمان أوائل مارس يشارك فيه أبو مازن ولن أشارك بحوار القاهرة

    سوريا متعجلة الإنسحاب من لبنان وتنفيذ اتفاق الطائف وتصريح عمرو موسى بالخصوص كان دقيقا

    القدومي غاضب على قيادة الداخل برئاسة محمود عباس.

    لم يقل ذلك صراحة، لكنه يجعل قارىء هذه السطور يستنتجه دون معاناة.

    فهو يدعو لتشكيل جبهة وطنية فلسطينية في الخارج لأن قيادة الداخل لا تشاور قيادة الخارج. وهو طرح هذه الفكرة على قادة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها أثناء زيارته الأخيرة للعاصمة السورية.

    اقتراح القدومي، رئيس حركة "فتح"، الذي وافقت عليه حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي، واعترض عليه أحمد جبريل فقط، يقضي بتشكيل لجنة من الأمناء العامين للفصائل تتولى مهام التشاور والتنسيق، لترتقي بشكل تدريجي إلى قيادة فلسطينية موحدة، كان قد اقترح تشكيلها قبل وفاة عرفات.

    هذه اللجنة يقترح القدومي أن تقوم بتعيين 168 عضوا في المجلس الوطني يمثلون الخارج، ما دامت قيادة الداخل قررت اجراء انتخابات تشريعية لاختيار 132 عضوا جديدا في المجلس التشريعي الفلسطيني الذي هو جزء من المجلس الوطني الذي تقررت اعادة تشكيله من فقط 300 عضو.

    ويرفض القدومي، وإن دون انفعال، كما يقول، استيعاب جميع الصلاحيات مجددا كما كان يفعل ياسر عرفات، وهو يعترض على قمة شرم الشيخ الأخيرة، لأنها لم تسفر عن التزام شارون أو الزامه بشيء، وأسفرت فقط عن اعادة سفيري مصر والأردن لإسرئيل بشهادة فلسطينية..!

    ويعلن القدومي عبر هذا الحوار الذي اجرته "الحقائق" معه فور وصوله العاصمة الأردنية من زيارة استغرقت أسبوعا شملت دمشق وبيروت، عدم تحمله مسؤولية أي أجراء تتخذه قيادة السلطة دون تشاور معه، معلنا في ذات الآن عدم ندمه لدعمه وصول أبو مازن لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة. ويقول إن برنامج أبو مازن السياسي مطابق حتى الآن لبرنامج النقاط العشر الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني عام 1973، لكنه لا يدري ماذا بعد..؟!


    ويكشف القدومي عن أنه طالب بإشراك الفصائل الفلسطينية في حكومة السلطة، أو تشكيل حكومة تكنوقراط، وعدم انفراد "فتح" بالتشكيلة الحكومية. ويقول إن اجتماعا برئاسته للجنة المركزية لحركة "فتح" سينعقد مطلع الشهر المقبل في عمان، بمشاركة محمود عباس.

    هنا نص الحوار:

    الحقائق : طالت زيارتك الأخيرة لكل من سوريا ولبنان لمدة اسبوع، ما يعني أن نتائجها كانت حافلة..؟

    القدومي : ابتداء الزيارة كانت رسمية، وسبق أن حدد موعداً لها قبل حادث الإغتيال المفجع للمرحوم الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق، الذي أدى إلى تأجيل الزيارة.

    لذلك زرنا دمشق وتحدثنا بخصوص التطورات الأخيرة، والضغوط المستمرة على سوريا الصامدة، لأن هذا الأمر يقلقنا، فصمود سوريا له انعكاسات ايجابية على القضية الفلسطينية، ولذلك يهمنا أن تبقى سوريا بعيدا عن هذه الضغوط، وفي نفس الوقت، ينعكس هذا على لبنان.

    بمعنى آخر، إن الضغوط على سوريا هي ضغوط على الأمة العربية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.

    وذهبنا بعد ذلك إلى لبنان، وقابلنا جميع المسؤولين، وكانت زيارتنا التزاما بالموعد المسبق الذي أشرت إليه، وأضيف إلى ذلك تقديم التعازي للمسؤولين ولعائلة الشهيد الحريري، وزيارة قبره، وإلقاء كلمة.

    الحقائق : ما هي التقديرات، أو المعلومات التي خرجت بها، من خلال زيارتيك، عن حادث اغتيال الحريري..؟

    القدومي : كان الإنزعاج كبير لدى الأوساط الرسمية في سوريا بدءاً من سيادة الرئيس بشار الأسد. وكانت هناك حيرة بشأن من الذي قام بهذا العمل. والحقيقة أن الشعب السوري كان منزعجاً جراء اغتيال واحد من الرجالات العربية، كانت له يد طولى في السياسة المحلية والدولية. والحيرة تشمل كذلك كيفية الخروج من المأزق الذي ترتب على حادث الإغتيال.

    طبعا، نحن استمعنا للجميع، ولا نستطيع أن نحكم بأي صورة من الصور، كيف وقع هذا الحادث، ومن قام به. الكل منزعج، بالرغم من وجود انفعالات كثيرة لدى المسؤولين والمعارضة. ولكن بقينا صامتين نستمع لهؤلاء وأولئك، ونحاول أن يكون هناك حوار بينهما للخروج من هذا المأزق.

    الحقائق : بغض النظر عن الجهة التي اغتالت الحريري، واضح أن الحادث يوظف الآن من أجل اخراج القوات السورية من لبنان. إلى أي حد تستطيع سوريا أن تقاوم هذه الضغوط في الوقت الحالي، وهي تتحدث عن اعادة انتشار، فيما المطلوب منها الآن هو المغادرة النهائية..؟

    القدومي : الحقيقة أن سوريا، وفقا للتصريحات التي استمعنا إليها، والتي أكدها المسؤولون السوريون لنا في مقابلات شخصية، ملتزمة بإتفاق الطائف، وسوف تعجل بتنفيذ ما تبقى من هذا الإتفاق، حتى يسود الأمن، والطمأنينة والإستقرار لبنان. ونعرف جميعا أن العلاقات التي تربط الشعب السوري بالشعب اللبناني وثيقة، انعدم فيها تبادل السفراء مثلا.. أي أنهم يعتبرون وكأنهم شعباً واحداً.. حريص كل منهما على مصالح الشعب الآخر.. ولهذا، يبدو أن الشعبين والمسؤولين في دمشق وبيروت يحاولون مع المعارضة اللبنانية الخروج من هذا المأزق من خلال توضيح الكثير من الألغاز ـ إن صح التعبيرـ، أو الإجابة على التساؤلات التي يثيرها هذا الجانب أو ذاك.

    الحقائق : تنفيذ اتفاق الطائف يقود في نهاية المطاف إلى انسحاب القوات السورية من لبنان بشكل نهائي، هل هناك تصور لمدى زمني من أجل التنفيذ الكامل لإتفاق الطائف..؟

    القدومي : وفقا للتصريحات التي استمعنا إليها، ووفقا للتصريح الذي أدلى به عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، يبدو أن هناك استعدادا سوريا سريعا للقيام بمثل هذه الإجراءات

    الحقائق : ولكن السلطات السورية وصفت تصريح عمرو موسى بأنه ليس دقيقاً، وأنها تتحدث عن اعادة انتشار وليس عن سحب لقواتها..؟

    القدومي : عندما زرت سوريا لاحظت أن تصريح عمرو موسى دقيقا.

    لبنان والجولان

    الحقائق : أنت، بم نصحت المسؤولين السوريين..؟

    القدومي : قدمت رؤياي لهم. وما سمعته هناك من الجميع أن الوضع متأزم، وأن سوريا ولبنان هما الأقدر على حل هذه المشاكل. ولا بد من الحوار بينهما. هذا هو الأساس، وبدون ذلك لا أعتقد أنه، حتى لو التجأنا للأمم المتحدة، بإمكانية حل هذه المشاكل، بقدر ما يمكن أن يحققه الحوار السوري ـ اللبناني.

    الحقائق : هل نصحت المسؤولين السوريين بسحب قواتهم من لبنان..؟

    القدومي : لا. لم أقل ذلك، لكني سمعت منهم أنهم يريدون أن ينفذوا اتفاق الطائف بأسرع وقت ممكن.


    الحقائق : في حالة تم الإنسحاب السوري من لبنان، كيف يمكن أن يؤثر ذلك على موازين القوى في المواجهة العربية ـ الإسرائيلية..؟ وهل يؤثر أم لا يؤثر..؟

    القدومي : بالعكس. ما دام هناك اتفاق الطائف الذي ينص على الإنسحاب، واستعداد لتنفيذه، فلا أعتقد أن الإنسحاب يؤثر سلبا على المواجهة العربية ـ الإسرائيلية.

    الجيش السوري دخل لبنان من أجل وقف الحرب الأهلية. كان هذا هو الهدف الأساسي، وليس هناك هدف آخر. وقد أعلن ذلك المغفور له الرئيس حافظ الأسد، الذي قال لزعماء لبنانيين جاؤوه يطلبون الوحدة مع سوريا، أنا لم أدخل لبنان من أجل الوحدة مع لبنان، دخلت من أجل وقف الحرب الأهلية، ولذلك، نود أن نقول لكم أننا لسنا مع الوحدة بين سوريا ولبنان.

    الحقائق : الإنسحاب السوري من لبنان، هل يمكن أن تتم مزاوجته مع اعادة انعاش وتحريك المسار التفاوضي السوري من أجل تحقيق انسحاب اسرائيلي من الجولان..؟

    القدومي : الذي استغربه هو أن تكون فرنسا هي صاحبة المبادرة، لتحريك هذه الأزمة، وتدخل القوى الخارجية بها.

    المعروف في الأمم المتحدة أن أي قرار يصدر يجب أن يتحاشى التدخل في سيادة البلد. ومع كل هذه الفرضيات يبدو أن الأزمة في لبنان هي بين اخوة، ولا بد من حلها. وأعتقد أنهم قادرون على حل هذه الأزمة. والقرار 1559 كان سببا من الأسباب التي اشعلت الأزمة، إلى جانب تمديد ولاية الرئيس إميل لحود، وقد تعودنا على مثل هذه المشاكل في الماضي، وكان الإخوة في لبنان، وفي سوريا يحلونها من خلال الحوار. ونتمنى عليهم أن يحلوا هذه المشكلة حتى لا تتخذ ذريعة من الدول الكبرى، للتدخل في الشؤون السورية ـ اللبنانية.

    الحقائق : وماذا عن امكانية المزاوجة بين الإنسحاب السوري من لبنان، والإسرائيلي من الجولان..؟

    القدومي : من المفروض أن تطالب اميركا بالإنسحاب الإسرائيلي من الجولان، ومن مزارع شبعا، بدلاً من أن تمارس هذه الضغوط المتصاعدة على سوريا التي ارضها محتلة، فإنسحاب اسرائيل من الجولان ينزع كل فتيل للصراع أو للأزمة في منطقة الشرق الأوسط، اضافة إلى حل المشكلة الفلسطينية.

    جبهة وطنية في الخارج

    الحقائق : اجتمعت مع قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، ومعلوماتنا تفيد أنهم كانوا عاتبين عليك لتأييدك ودعمك المطلق وغير المشروط لترشيح محمود عباس (أبو مازن) لرئاسة السلطة، ورئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.. هل بحثوا هذا الأمر معك..؟

    القدومي : لا. لم يبحث هذا الأمر، لكنني شرحت للإخوة أن السلطة الفلسطينية، بناء على اتفاق اوسلو، وخاصة مادته السادسة التي تنص على قيام منظمة التحرير الفلسطينية بالتفاوض وتوقيع كل الإتفاقات نيابة عن السلطة الفلسطينية.. أي أن اسرائيل لا تعترف بالسلطة الفلسطينية، وإنما هي سلطة وحكومة محلية تدير الشؤون المحلية للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية. لذلك كان ضروريا أن يكون رئيس السلطة عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وما دامت "فتح" هي التي تتولى مسؤولية المفاوضات فلا بد أن يكون أحد الإخوة في مركزية "فتح" وتنفيذية منظمة التحرير رئيسا للسلطة الفلسطينية.

    شرحت لهم ذلك، وهم غير معنيين باتفاق اوسلو، وقد اعترضوا عليه، ولم يدخلوا السلطة الفلسطينية، وقد طالبتهم بضرورة تشكيل جبهة وطنية في الخارج.. أي أنه لا بد من بناء منظمة التحرير الفلسطينية، والوجود الفلسطيني الرسمي لا يتشكل فقط في الداخل، أي فقط تحت الإحتلال. بمعنى آخر، لا بد من تشكيل لجنة استشارية من الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، حتى لا يقال إنها بديلة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. ومهمة اللجنة الإستشارية هي دعم وتفعيل منظمة التحرير في الخارج، ودعم مؤسساتها ماليا وسياسيا، وتفعيل الإتحادات الشعبية، ورعاية شؤون المخيمات، ذلك أن السلطة تبدو وكأنها سلبت بالفعل مسؤوليات منظمة التحرير الفلسطينية. ولا بد من أن نعمل على اخراج المؤسسات المركزية لتكون، كما قلت سابقا، في الخارج، لتكون اعمالها سرية. فإذا تحقق الإستقلال الفلسطيني، أو خرج الإسرائيليون من غزة، ننتقل إليها. أما في الوقت الحاضر، فإني أرى، وهذا ما عرضته على الإخوة قادة الفصائل في سوريا، أن تكون المؤسسات المركزية لمنظمة التحرير في الخارج، وهي اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني والمجلس المركزي، واللجنة المركزية لحركة "فتح"، حتى لا تكون اسرارنا مشاعا في متناول يد اسرائيل.

    الحقائق : هم ماذا عرضوا..؟

    القدومي : لم يعرضوا شيئا، وقالوا لا بد من التشاور، فقلنا لهم تشاوروا. لكنه لا بد للمجلس الوطني الفلسطيني.. ورئاسته، أن تكون في الخارج.. عينوا مندوبين عنكم من الخارج وليس من الداخل، ما دام الداخل اصدر دون استشارتنا، قانونا للإنتخابات، وهم يجتمعون في الداخل دون السؤال عنا.. ومعنى ذلك أنهم تركوا لنا، بارك الله فيهم، أن نقوم بإعداد المجلس الوطني في الخارج. وما داموا قرروا اجراء انتخابات المجلس التشريعي في الداخل لانتخاب 132 عضوا، وهو يعتبر وفقا لقرارات سابقة جزءا من المجلس الوطني، فنحن نقول في الخارج لنعين 168 عضوا في المجلس الوطني، لأن فلسطينيي الخارج أكثر عددا من فلسطيني الداخل. وسوف نعد ذلك إن شاء الله، وقد طلبنا من الفصائل أن تعين مندوبين عنها وفقا للكوتا المتفق عليها، إن لم يسمح لنا بإجراء انتخابات لاختيار اعضاء المجلس الوطني في الخارج.

    لم يستشيروني

    الحقائق : أنت تقول أن الإخوة في الداخل لم يشاوروكم بشأن الإنتخابات البلدية التي اجريت، والانتخابات البلدية والتشريعية التي ستجري..؟

    القدومي : نعم.. ولم يشاورونا حتى بشأن القانون الإنتخابي.

    الحقائق : حركة "فتح" هي حزب السلطة. وأنت رئيس حزب السلطة. كيف لم يستشيروك أو يشاوروك..؟

    القدومي : إنهم لم يستشيروني..! ولذلك عتبت عليهم.

    الحقائق : كيف مارست هذا العتب..؟

    القدومي : قلنا لهم، ما دمتم قد فعلتم هذه الأمور، فشكرا لكم.

    الحقائق : لمن قلت ذلك..؟

    القدومي : لجميع الإخوان اعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح". وأضفت نحن لا نريد اثارة مثل هذه المشاكل. إذا كان الأخ أبو عمار استوعب في عهده كل هذه الصلاحيات، فلا يجوز لأحد أن يستوعبها مجدداً. ونحن نقول ذلك بهدوء، ودون انفعال.
    أما المجلس الوطني، فيجب أن يحدد في الخارج.

    الحقائق : بم ردوا عليك حين عتبت عليهم..؟

    القدومي : بالصمت.

    الحقائق : الصمت الذي يعني الإقرار والموافقة على صحة ما تقول، أم دون ذلك..؟

    القدومي : والله لا أعلم، وعلى كل "إذا حسنت النية جبن العتاب". ويبدو أنهم عملوا بذلك.

    الحقائق : هل كان حديثك مع أبي مازن، أم مع سواه..؟

    القدومي : كان ذلك كتابة، وشفهيا لبعض أعضاء اللجنة المركزية.

    الحقائق : إذا فقد خاطبتهم خطيا..؟

    القدومي : نعم.

    الحقائق : أنت الآن تدعو لتشكيل لجنة استشارية من الأمناء العامين للفصائل..؟

    القدومي : نعم، وقلت لأحد مسؤولي الفصائل حين طالب بمناقشة الأمر في حوار القاهرة حين يلتئم، إن حوار القاهرة هو حوار وساطة، وليس حوارا بين الفصائل والمنظمات. كلنا متفقون، خاصة الإخوة الموجودون في الخارج، على رفض اوسلو. والذين في الداخل قبلوه. لذلك، هناك فروقاً سياسية. أنا من الذين يقولون بأن الإخوة الموجودين في الداخل يعملون على تحقيق الأهداف المرحلية التي حددها المجلس الوطني (برنامج النقاط العشر لمجلس 1973) وفي مقدمتها تحرير الضفة والقطاع، وبناء السلطة الفلسطينية فيهما. أما في الخارج، فنحن برنامجنا استراتيجي وعام.

    موافقة "حماس" والجهاد

    الحقائق : أنت تطالب الآن بلجنة استشارية من الأمناء العامين، لكنك قبل وفاة ياسر عرفات كنت تطالب بتشكيل قيادة فلسطينية موحدة.. أين ذهب اقتراح القيادة الموحدة..؟ وهل هذا بديل عن ذاك..؟

    القدومي : لا. نحن نريد تشكيل القيادة الموحدة بالتدريج. نريد لهذه اللجنة أن تكون مهماتها تنسيقية، حتى لا يقال أننا نشكل بديلا عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مع أن اللجنة التنفيذية تهشمت، وكثير من اعضائها خرج، أو أنه مسجون. هذه لجنة تنفيذية لا نستطيع أن نقول أن قراراتها نافذة.

    قال لنا بعض الإخوة إن اعضاء في اللجنة التنفيذية معتقلون، فكيف تقولون أننا مشاركون في التنفيذية. فقلنا لهم يجب أن تكون هناك لجنة تنسيق وتشاور تشكل من الأمناء العامين أو من ينوب عنهم في هذا الأمر.

    وفي المخيمات، خاصة في لبنان، يجب أن يكون هناك تمثيل شعبي لكل المنظمات يشكل مرجعية واحدة. وأن نحافظ على الأمن، وأن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. فنحن ضيوف في لبنان، وقد أعلنت ذلك في مخيم عين الحلوة. وقد تعمدت أن اذهب إلى هناك وأقول للإخوة هذا هو منهجنا.. أرجو أن لا تتدخلوا في الشؤون الداخلية للبنان. نحن ضيوف وتهمنا مصالحنا الداخلية كفلسطينيين.

    الحقائق : ماذا عن "حماس" والجهاد الإسلامي، وهما غير مشاركتين في منظمة التحرير ولجنتها التنفيذية. هل تقترح مشاركتهما في لجنة الأمناء العامين..؟

    القدومي : نعم.

    الحقائق : وهل وافقتا على ذلك..؟

    القدومي : نعم. وافقتا على ذلك بارك الله فيهم. إني أجد مرونة في المواقف السياسية لهؤلاء الإخوة.

    الحقائق : ما الذي يحول إذا دون تشكيل اللجنة حتى الآن..؟ لمَ لم يعلن تشكيلها بعد..؟

    القدومي : يبدو أن للأخ أحمد جبريل شخصيا رأي معين، ولكن إن شاء الله نناقشه في هذا الرأي، ونصل لتوافق حول هذا الأمر.

    تنصل من شرم الشيخ

    الحقائق : إذا كان الإخوة في الداخل يعملون دون التشاور معكم، فهذا ما نستطيع الاعتماد عليه في تفسير صدور مواقف سياسية عنكم متعارضة، بل متناقضة مع المواقف السياسية لقيادة السلطة. أنتم تدعون للمقاومة، وما زال برنامجكم برنامجاً مقاوماً، وهم خيارهم الوحيد المفاوضات. وهذا يدفع باتجاه افتراق سياسي قد يقود إلى افتراق تنظيمي..؟


    القدومي : أولا قلنا إن برنامج النقاط العشر هو البرنامج الذي كلف الإخوة في الداخل (اصحاب اوسلو) العمل بموجبه، وهذا البرنامج أقره المجلس الوطني، ولا استطيع أن اعترض عليه، أو أن يعترض عليه غيري.

    وفي نفس الوقت، كان هناك تأكيد على هذا القرار في الدورة 19 للمجلس الوطني (1988). لكن اوسلو انحرفت إلى حد ما عن هذا القرار، وقيل أنه يمكن تعديل الأمر..الخ..

    الآن، البرنامج السياسي الذي قدمه الأخ أبو مازن جاء مطابقا لبرنامج النقاط العشر. أما بعد ذلك، فلا أدري. لهذا نحن مع المجلس الوطني الفلسطيني، وعندما يكون هناك دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، نضع لها دستوراً، ونغير الميثاق الذي لم نوافق على المساس به الآن. وقلنا، اننا نرعى السلطة الفلسطينية، بصفتنا القيادة الأساسية، ونساعدها على أن تسير في هذا المسار.
    سياستنا المرحلية معروفة، كما قال المغفور له الأخ أبو عمار، امسك البندقية بيد، وغصن الزيتون باليد الأخرى. أي أننا على استعداد لأن نقاوم باستمرار إذا غاب المشروع السياسي، أو إذا تجمد المسار السلمي. ولكن، إذا كان هناك مشروعا سياسيا ناجحا مستمرا فهناك السياسة. والجماهير تحتاج عادة إلى فترة من الراحة، كما قال اصدقاءنا الفياتناميون "بعد كل نضال شاق، اعيدوا الجماهير لحياتها الطبيعية".

    الحقائق : فيما يخص المفاوضات، وقمة شرم الشيخ ومسائل أخرى قلت أنه لم تتم مشاورتك بشأنها. هل يعني ذلك أنك تتنصل من نتائجها..؟

    القدومي : الحقيقة أنه لدي بعض الإنتقادات على قمة شرم الشيخ. وقد قلت أنها كانت مفاجئة للعديد من الأطراف المعنية. ولم ينتج عنه ما يمكن الإعتماد عليه. فقد رفض شارون أن يكون هناك بيان رسمي خطي، ولذلك اعتبرت وكأنها تفاهمات لا تلزم شارون. وفي نفس الوقت تم، بشهادة فلسطينية، عودة سفيري الأردن ومصر إلى اسرائيل.

    بالنسبة لنا لم نحصل على انجاز، وكان مفترضا مشاركة الولايات المتحدة في هذه القمة، وهي راعية التسوية السياسية، لكنها لم تحضر.

    الحقائق : وبالتالي فأنت غير مسؤول عما لم تتم مشاورتك بشأنه..؟

    القدومي : أنا غير مسؤول عن ذلك، ولا أتحمل مسؤوليته لأنني غير مسؤول عن اوسلو وملحقاتها. لا زلت، كما كنت، متحفظا، ولكن هذا لا يعني مطلقا أن أقف في طريق التسوية.

    رئاسة دولة فلسطين

    الحقائق : بوفاة عرفات، شغر كذلك منصب رئيس دولة فلسطين. وسبق أن أشرت إلى أن هذا المنصب لا يزال شاغراً. هل ترى في نفسك الرئيس المرشح لشغل هذا المركز..؟

    القدومي : لا. عندما يجتمع المجلس الوطني الفلسطيني، يرشح رئيس الدولة الفلسطينية، ويتم انتخابه.

    وأريد أن انوه إلى أن الأخ أبو عمار انتخب رئسا لدولة فلسطين، وانتخبت أنا وزيرا لخارجية دولة فلسطين. ولذلك، وما دام قد توفي الرئيس فإنه لا بد أن نجد من يقبل اوراق اعتماد السفراء الذين يمثلون بلدانهم لدينا، ومن يوقع على أوراق اعتماد سفراءنا لدى الدول الأخرى. والأقرب هو أن يقوم بذلك وزير خارجية دولة فلسطين كقائم بأعمال رئيس دولة فلسطين، لأن السفير هو ممثل دولة، وهناك اعتراف دبلوماسي بنا.

    الحقائق : هل يوافق أبو مازن على ذلك..؟

    القدومي : الشيء الطبيعي أن يوافق عليه.

    الحقائق : هل وافق أم لم يوافق..؟

    القدومي : لا أعتقد أن هناك اعتراضا من قبله. وما أقوله هو حصر مهام القائم بأعمال الرئيس في تسلم اوراق اعتماد السفراء الأجانب، واعداد وتوقيع اوراق اعتماد سفراء فلسطين. وبالمناسبة لا يوجد سفراء معتمدون في الداخل.

    الحقائق : هل أنت نادم على دعمك لأبي مازن لتولي رئاسة اللجنة التنفيذية ورئاسة السلطة..؟

    القدومي : أبداًَ.. هو الرجل المناسب لهذا الوضع المناسب. وهو مقتنع باتفاق اوسلو الذي عمل من اجله، وكان يقول إذا احسنا ادارة أمورنا فإن ذلك سيقودنا بعون الله إلى تحقيق انجاز كبير، وأنا اعارض اوسلو معارضة كاملة.

    حكومة قريع الجديدة

    الحقائق : شكلت حكومة فلسطينية جديدة برئاسة أحمد قريع، وهي حكومة حزب السلطة. هل جرى التشاور معكم بشأن تشكيل هذه الحكومة، أم لا..؟

    القدومي : الحقيقة أننا ارسلنا رأينا إليهم.

    الحقائق : هل طلب منكم ابداء الرأي، أم أنكم بادرتم لإبدائه..؟

    القدومي : طبعا، اتصل بنا الإخوان.

    الحقائق : من الذي اتصل..؟

    القدومي : اتصل بنا الأخ عباس زكي، الأخ هاني الحسن.

    الحقائق : لكن رئيس الحكومة لم يتصل، ولا رئيس السلطة..؟

    القدومي : بعثنا رأينا إلى رئيس الوزارة. قلنا له إننا نفضل أن يكون الاخوة الأعضاء في هذه الحكومة من خارج حركة "فتح". وإذا اردتم أن تكون تعددية سياسية، وأكثر من ذلك أن تكون حكومة تكنوقراط، لأن هناك تنافسا بين بعض الإخوة على الحقائب الوزارية، وكأن لهذه الوزارة سيادة.

    نحن في "فتح" نناضل من أجل التحرير، وبارك الله في الأخ صائب عريقات، الذي قال أنا مسؤول عن التفاوض، وهناك لجنة، وبصفتي عضوا في المجلس التشريعي لا أريد أن أكون عضوا في الحكومة، ما دام تقرر الفصل بين عضوية السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، هذا منتهى الوعي.

    لذلك قلت لاخوتي في "المركزية"، لم يكون كل الوزراء من "فتح"..؟ إذا اردتم أن تقودوا الناس بوضوح، وفقا لبرنامج عمل سياسي متوافق عليه من قبل فصائل عدة، اشركوا هذه الفصائل في الحكم. ولا يجوز أن تنفرد "فتح" بمثل هذه التشكيلات. ويفضل أن يكون معظم اعضاء التشكيلة تكنوقراط، لأن مهمة حكومة السلطة ادارة الشؤون المحلية، لا ادارة المفاوضات.

    الحقائق : بم ردوا عليك..؟

    القدومي : اعتقد أنهم بدأوا بالفعل يستوعبون هذه الفكرة، ولنرى، ربما يكون معظم هؤلاء الإخوة من التكنوقراط.
    (بعد ساعات من اجراء هذا الحوار، تم اعلان تشكيلة الحكومة الفلسطينية فطرحنا السؤال التالي على القدومي عبر اتصال هاتفي).

    الحقائق : ها قد شكلت الحكومة.. ما موقفك منها..؟

    القدومي : مثلت هذه الحكومة توافقاَ بين الإخوة المرشحين لاستلام حقائب فيها. وقد كان الشرط أن لا تشكل من اعضاء المجلس التشريعي، وأن يعمد إلى اختيار وزراء تكنوقراط.

    الحقائق : بمن في ذلك رئيس الحكومة..؟

    القدومي : لا. رئيس الحكومة مرشح من قبل اللجنة المركزية لحركة "فتح" لتشكيل الحكومة. لا بد أن يكون رئيس الحكومة عضوا في اللجنة المركزية، ما دامت "فتح" تتولى مسؤولية ادارة المفاوضات.

    الحقائق : هل أنت راض عن هذه الحكومة أم لا..؟

    القدومي : القضية ليست رضا أو عدم رضا. ولكن، نأمل أن يكون هناك وفاق بين الإخوة في الداخل. وقد تحقق الوفاق من خلال النسبة المئوية العالية التي دعمت الحكومة داخل المجلس التشريعي.

    الحقائق : هل مثلت تنحية نبيل شعث عن وزارة الشؤون الخارجية ارضاء لك..؟

    القدومي : الواقع أن اعتراضنا لم يكن ينصب على شخص الأخ نبيل شعث، وإنما على التسمية. حين تسأل الدول من هو وزير خارجية فلسطين، فهذا يعني وجود التباس، يوجب أن تشرح لهم أن السلطة الوطنية لا يحق لها العمل في الشؤون الخارجية، وفقا لنص اتفاق اوسلو. وأن هذا موقع عليه من قبل القيادة الفلسطينية، فلم تتم تسمية وزير للشؤون الخارجية..؟

    اوسلو 1994، وكذلك واشنطن 1995 تقولان أنه لا يحق للسلطة الفلسطينية العمل في الشؤون الدبلوماسية والشؤون الخارجية، وتقوم منظمة التحرير بذلك نيابة عنها، كما تقول أنه لا يحق للمجلس التشريعي القيام بالشؤون الخارجية، وعندما يصدر قانونا، فلا بد من أن توافق عليه اسرائيل خلال مائة يوم. فإن لم تعترض اسرائيل على القرار يعتبر ساريا.

    الحقائق : وماذا لو أن اسرائيل أقرت قانونا اصدره المجلس التشريعي دون أن يصادق عليه الرئيس السابق ياسر عرفات..؟
    (ضحك..!)

    القدومي : رحم الله أبو عمار. فقد كان بالفعل شخصية تمسك بكل اسلاك الفكر المعاصر.

    وزارة الشؤون الخارجية

    الحقائق : الآن، هناك وزير جديد للشؤون الخارجية، هل لا تزال لديك ذات التحفظات..؟

    القدومي : نعم. لا يجب أن تكون هناك وزارة للشؤون الخارجية.. هؤلاء أصلا ليسوا وزراء، وإن اطلقنا عليهم هذه التسمية. حتى أنا، لو لم يكن المجلس الوطني انتخبني وزيرا للخارجية يوم اصدر اعلان الإستقلال، وقرر وجود دولة فلسطين، فإنه لا يمكن أن اسمى بوزير الخارجية، وقد كنت أسمى برئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

    لذلك، فإن الأخ أبو عمار أبلغ عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية أن فاروق القدومي هو رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير، وهو وزير خارجية دولة فلسطين. لهذا يجب عدم الخلط. إذا كنا نخلط في الماضي، فلا نجوز أن نخلط اليوم.

    الحقائق : على كل حال، عرفات اوضح ذلك لعمرو موسى في ضوء استفسار من أمين عام جامعة الدول العربية بعد أن تلقى رسالة من محمود عباس بصفته رئيس حكومة السلطة في حينه تفيد بأن نبيل شعث هو وزير خارجية فلسطين المعتمد في تمثيل فلسطين لدى جامعة الدول العربية..؟

    القدومي : هذا صحيح، ولا تعليق.

    الحقائق : هل استوعب أبو مازن الوضع الآن..؟

    القدومي : نعم. أبو مازن يقول أن أبو عمار قال له ذلك في حينه. وأنا لا أعرف. على كل حال، سامحناهم جميعا.

    الحقائق : تعاملك مع ناصر القدوة كوزير للشؤون الخارجية إلا تتوقع أن يكون أكثر مرونة من التعامل مع نبيل شعث..؟

    القدومي : بالفعل، لأنه من ابنائنا ومن شبابنا، يعز عليً أن أقول أني اعارض تعيينه أو لا اعارض. فهو من الكوادر التي ربيت قبل أن تتخرج من الجامعة. لذلك، نقول إن الحنان على هذه الكوادر كبير جداً. وبصراحة ووضوح، هو قام بعمل ممتاز في الأمم المتحدة. وهو صاحب نظرة، وكنا نترك له أن يتصرف بكثير من الحرية،

  • #2
    رد : القدومي : أدعو لجبهة وطنية في الخارج لأن قيادة الداخل لا تشاورنا

    فعلا قيادات فتح اللى خارج فلسطين مهمشه ولا يتم مشاروتهم فى ما يتم اتخاذه من قرارات


    وانا سمعت ان القدومى عرض عليه اكثر من مره الدخول الى فلسطين والمشاركه فى القرارات وفى السلطه
    لكنه رفض وبرر رفضه بقوله اذا كنت داخل فلسطين فلن يكون بيدى اتخاذ القرار يعنى بكون القرار من اليهود التى تملى على السلطه ماتريد


    باعتقادى برفضه هذا الطلب اثبت انه مازال يحختفظ بشويه شرف ووطنيه

    تعليق


    • #3
      رد : القدومي : أدعو لجبهة وطنية في الخارج لأن قيادة الداخل لا تشاورنا

      هذا الاشكال سيحل قريبا في تصوري وذلك عندما تنسحب اسرائيل من القطاع. اذ قيل ان القدومي كشف عن نيته الاستقرار في القطاع في حالة مثل هذا الانسحاب

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X