إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(المتابع) الحلقة 20 من سلسةالهداية فى أحاديث البداية وَمَا أنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (المتابع) الحلقة 20 من سلسةالهداية فى أحاديث البداية وَمَا أنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
    قسم الإعلام التوعوي
    :: يقدم ::

    سلسلة
    "الهداية في أحاديث البداية"

    للشيخ أبي الحارث الأنصاري - حفظه الله



    يسر إخوانكم فى الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية أن يقدموا لكم سلسلة " الهداية فى أحاديث البداية " وإخوانكم فى الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية يهيبون بالأخوة المسلمين وأنصار الجهاد عامة وإخواننا فى أرض الرباط خاصة أن يحرصوا على متابعة هذه السلسلة لما فيها من علم وفير وفوائد ونصائح لمن أراد أن يضع قدمه على طريق البداية , نسأل الله تعالى أن يجزى كاتبها خير الجزاء , وأن ينفع قارئها إنه ولى ذلك والقادر عليه ....


    الحلقة العشـــرون


    " وَمَا أنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ"

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله والرحمة والرضوان على الصحب والآل، ثم أما بعد:


    فإنه مما انبرى له أعداء الأمة ضمن سياسة خبيثة ماكرة، لمحاربة الدين، أن خدعوا أبناء الإسلام وهيئوهم وغذوهم باسم الوسطية والاعتدال لمحاربة المنهج الأصيل،فسابق العبد سيده في الكيد لهذا الدين، وخرج من "هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا" كما في حديث حذيفة في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم من جلدتنا أو إن شئت فسمهم من (جَلَدتنا)، دعاة على أبواب جهنم... معاول صدع، ومقاريض قطع، وفؤوس قلع، يتفاخرون بالنسب العربي، وكأنه المنجي من النار، وما علموا أن أبا طالب وأبا جهل في النار وما للظالمين من أنصار.

    فقام الكفار وأعوانهم بنقل المعركة من ساحة الهجوم إلى ساحة الدفاع، عن طريق الطعن في أفراد الجماعات المجاهدة، وبث الإشاعات ونشر الأكاذيب والأقاويل، التي يكون بعضها حقاً، وفيها ألف باطل، كما في حديث الكهان، أصله صدق، مُضاف إليه مائة كذبة، كما أخرجه صاحبي الصحيحين واللفظ لمسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليسوا بشيء"، قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحيانا الشيء يكون حقاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك الكلمة من الجن يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة".

    ومن هذا القر في الآذان ترديد مطاعن الأعداء في أفراد جماعات الجهاد، مما يحدوا بالمسلمين – غير العاملين ولا المجاهدين- للانقسام إلى قسمين:

    الأول: المخالفين للمنهج، والذين يؤصلون للأهل الباطل باطلهم، ويدافعون وينافحون عن الطواغيت وأعداء الأمة، فتراهم يُمزقون ويُشرحون أبناء الجماعات المجاهدة، ويجردونهم ويجلدونهم، بسوط الآيات والأحاديث التي تربط بين الأخطاء والذنوب وتحقق النصر-مع صحته لو كان في غير هذا الموضع- أو يتخذون أخطاء الأفراد ذريعة لثني الأمة عن مناصرة أصحاب المنهج، وتغافلوا –حسابهم على الله- أن ما وقع فيه أفراد الجماعات المجاهدة لا يُذكر مجموعه مع آحاد ما يرتكبه أي طاغوت أو أحد أعوانه، ولو صدقوا مع أنفسهم لحمّلوا طواغيتهم كفل ما تعانيه الأمة، فما تسلط الكفار على المسلمين بذنوب وأخطاء المجاهدين، ثم... من الذين سلط وأعان ونصر وظاهر وأيد وساند ودعم الكفار في ديار المسلمين؟ ومن الذي مكنهم من رقاب العباد، ومن خيرات البلاد؟ ومن الذي وطنهم في ديار الإسلام؟ ومن الذي سيفتح لهم باب هدم الكعبة، عن طريق إسقاط القدس في يد اليهود، وبغداد في يد النصارى؟

    الثاني: طائفة تظن الحق في قطع أسباب الطعن، من باب سد الذرائع، فيتوجهون بحسن سريرة وسلامة مقصد للجماعات المجاهدة، لتطرد الأتباع ممن تقع منهم الأخطاء، أو يخالطوا الذنوب، أو ترتبط مسمياتهم، بما يثير الاستهجان عند المسلمين البسطاء، أو ما يثير حفيظة بعض من يريد الالتحاق بالجماعة المجاهدة، فيقصدون بحسن نيتهم، لتصفية الصف المجاهد من أي عوائق تحول بين الناس وبين حمل المنهج.

    وهذه الفئة – بفرض سلامة مقصدها- هي في الحقيقة مفاتح لهدم الجماعة المجاهدة أكثر منها مغلاق لباب الشر، فما تقوله حق وصدق ولكن التصفية لا تعني مطلقاً النظر لما يقوله العوام، أو ما يتردد على الألسن، وما حالهم إلا كطائفة كافرة تقوم بتصوير الجماعة المجاهدة بأنهم قتلة وسفاك دماء ، وذباحون، وأن الإرهاب سمتهم وديدنهم، فينبري بعض المنتسبين للإسلام، في الطعن في الجماعة، بنفس المطاعن الكافرة، ولكن بلسان عربي مبين، وهم ضمن القسم الأول، ثم يخرج صنف ثاني يقوم مدافعاً عن الإسلام بتصويره، بأنه دين الرحمة والتسامح، وأن الإرهاب ليس من دين الإسلام - مع عجز الطائفتين عن تعريفه- وأن الجهاد ما قام إلا للدفاع وليس فيه هجوم على الآخرين، وهذا ما أراده الكفار ولكن بطريق ملتوية، فيأخذون فتاوى الصنف الثاني على أنها تمثل الإسلام المعتدل، ثم يدعمون أصحاب هذه الأفكار، ويروجوا لهم على أنهم حَملة الدين الأصيل، ويحاربون المجاهدين من خلال نشرها، وحمل الناس عليها، وكأن الإسلام شقان شق أصولي متشدد، وشق معتدل متسامح، منفتح على الآخرين، فتنتقل المعركة من ساحة الكفار ضد المسلمين، إلى ساحة المسلمين ضد المسلمين، أي بين المناهج الإسلامية، وهذا ما دأبت عليه المؤسسات الإعلامية والدينية الحكومية، والمتابع0 للعلاقة بين الحكومات الكافرة وأصحاب الإسلام السياسي يُدرك ما نقول.

    وهذه الخطة الخبيثة قد فعلها الكافر عشرات المرات، فمنها اتهام الإسلام بظلم واضطهاد المرأة فيخرج صنفان، الأول يُصدّق ما قاله الكافر، والآخر يخرج مدافعاً عن الإسلام دفاع العاجز والمقاتل بالعصا مقابل السيف، فيعرض الأدلة الشرعية، والتي يكتفي منها الكافر بما يريده، وتبرر له حمل المسلمين على الديمقراطية والحرية الشخصية، ما يعني نقل المعركة بين المحافظ من جهة وبين العصري أو الحداثي من جهة أخرى.

    وحقيقة الطعن في أفراد الجماعات الإسلامية هو طعن في الدين بالأساس، وتحميل الفرد أعباء المنهج سوء تصنيف، فمن أين للفرد القدرة التامة على تحمل أعباء منهج قال الله فيه: "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً"[المزمل 5]؟ وأي عبد على قدرة وكفاءة ليتحمل حق التحمل، مثل هذه الأمانة؟

    وإذا كانت في الأمة ثلة سباقة قادرة على جعل الأمة تتأسى وتقتدي بأخلاقها ومعاملاتها، فليست كل الجماعة مثل هؤلاء، فلا محالة سيكون فيهم السابق بالخيرات وفيهم المقتصد وفيهم الظالم لنفسه، وما الأمة غير ذلك، فلمَ الطعن في جماعة بأفرادها، وهم أنفسهم أفراد من الأمة أصلاً.

    هل خلت جماعة مسلمة من أخطاء أفرادها، أما لو كان الطعن بالأفراد طعناً في المنهج لما استقامت دعوة ولا رفعت راية، كيف لا وقادة الدعوات على مر التاريخ لم تسلم لهم أنفسهم من أخطاء وذنوب لا يخلو منها بشري قط، وها هم أنبياء الله ورسله وقعت منهم أخطاء غفرها الله لهم، ولكنها اتخذت ذريعة عند الأعداء ليطعنوا فيها في الإسلام، وباستقراء حال فرعون مع نبي الله موسى يظهر المقصود، فقد قال فرعون كما جاء على لسانه في القرآن : "وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ"[الشعراء 19]، يشير لقتل سيدنا موسى للقبطي المصري، وكفره بنعمة فرعون عليه لما فر منه، ونسي هذا الفرعون أمره بقتل كل وليد من بني إسرائيل، "قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ "[الأعراف 127]، وقد فعلها ذبحاً لا قتلاً، فقال الله عنه: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ"[القصص 4]، ثم يعيب على موسى قتل واحد خطئاً، وهو القاتل لكل هذه الأعداد عمداً.

    ولو أضفنا سلسلة المطاعن التي استخدمها الكفار في الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لخلصنا إلى نتيجة مفادها، أن عجز الكافرين عن الطعن في الدين، ألجأهم للطعن في شخص حامل راية الدعوة، وهو ما برر - من غير مبرر- للكفار أن يقولوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ساحر كاهن مجنون كذاب، إلى غيرها من الصفات الكاذبة ، مع التوجه أحياناً نحو فقره، أو يتمه، أو ضعف قبيلته وعشيرته، قال تعالى: "وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ"[الزخرف 31]، قال الشوكاني في فتح القدير: وظاهر النظم أن المراد: رجل من إحدى القريتين عظيم الجاه واسع المال مسوّد في قومه، والمعنى: أنه لو كان قرآناً لنزل على رجل عظيم من عظماء القريتين، فأجاب الله سبحانه عنهم بقوله: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ" يعني: النبوّة، أو ما هو أعمّ منها، والاستفهام للإنكار.أ.هـ.

    وما قول أبي سفيان في رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابن أبي كبشة" كتقليل من شأن آبائه، من الأمر ببعيد.

    والطاعن في المنهج بناءً على طعنه في الأفراد، هو في حقيقة أمره طاعن في الإسلام بذنوب وأخطاء أفراده، ولو أنا تتبعنا رد الأقوام على أنبيائهم، لوجدنا ردودهم تنصب في الاتباع، قال قوم نوح لنبيهم: "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ"[هود 27]، فجاء رد نبي الله: "وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ…وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ" [هود 29-31].

    وفي موضع آخر قالوا هم أو غيرهم: "قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ "[الشعراء 111]فجاء الرد يتجاوز ما عمله الأتباع وما سيعملوه فحسباهم على الله، ورسالة النبي تلقي الأفراد وتعليمهم وليس طردهم، فقال نوح: "وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ *وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ "[الشعراء 112-114].

    وقد اتخذ "أبو سفيان" – كما في البخاري ومسلم من حديث ابن عباس- الطعن في الأتباع كذريعة للطعن في المنهج، فقال حين سأله هرقل: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ؟ فقال أبو سفيان: بل ضعفاؤهم.

    فقال حينها هرقل موضحاً مقصوده من سؤاله عن الأتباع: وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ؟ فذكرت أن ضعفاؤهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل.

    والطعن بحداثة الأسنان، وبكثرة الغلمان دون الشيوخ، وسفاهة الرأي، ممراً عبر منه داهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه، ليقنع النجاشي ببطلان دين الإسلام، وبتسلميه لهؤلاء الغلمان لمن هم أدري وأعلم وأخبر بهم وبدينهم، فقد جاء في السيرة لابن هشام من حديث أم سلمة رضي الله عنها: أيها الملك، إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينا، وأعلم بماعابوا عليهم وعاتبوهم فيه.‏‏

    ويبقى ديدن الأعداء الطعن في الدين وقادته وأفراده، ومن تتبع السيرة والتاريخ وجد صدق ما نقول، فقد طعنوا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعنوا في أهل بيته، وطعنوا في أصحابه وأتباعه، وها هي سنة الكافرين والمنافقين والمخالفين، تبدوا جلية في مطاعنهم على المجاهدين، نسأل الله صوناً للعرض وستراً للعيب، وعفراناً للذنب.


    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    توضيح : فى نهاية السلسلة سيتم نشرها على هيئة كتاب إلكترونى إن شاء الله تعالى .


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    إخوانكم في
    قسم الإعلام التوعوي
    الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
    رَصدٌ لأخبَار المُجَاهدِين وَ تَحرِيضٌ للمُؤمِنين

  • #2
    رد : (المتابع) الحلقة 20 من سلسةالهداية فى أحاديث البداية وَمَا أنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِ

    بااارك الله فيك
    جعلهاا الله فى ميزاان حسنااتك,,

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X