انها دعوة عامة للجميع للمشاركة في هذه الواحه الإيمانية بما تجود
به اقلامكم من مواقف إيمانية او مأثورات وأقوال للصحابة رضي الله
عنهم اوالتابعين والسلف الصالح رحمهم الله لتكون زادا وإضاءات تنير
دروبنا ونذكر بعضنا بعض بما فيه خيرنا وصلاحنا في الدنيا والآخرة
وابدأ هذه الواحة بهذه الرواية لسفيان الثوري رحمه الله :
يحكى أن شيخا معروفا بالزهد كان يسكن في بغداد ، أتاه أحد
تلامذته مستأذنا إياه بالسفر في حاجة إلى الشام ، فقال له إن هناك
رجلا صالحا فيها ، فإذهب إليه وأقرئه مني السلام وإطلب منه أن يدعو
لي .
فتخيل التلميذ في ذهنه حال ذلك الرجل أن يكون أزهد من شيخه ، فلما
ذهب التلميذ إلى الشام ، سأل عن الرجل فأرشد إلى قصر مهيب فعجب
أن يكون الرجل المقصود هو صاحب هذا القصر ، ولما أستأذن على الرجل
وجده محاطا بالأبهة والخدم ، لكنه وجده متواضعا كريما .
فلما أبلغه تحيات الشيخ البغدادي ، سأله :
ألم يطلب شيئا
قال : بلى طلب أن تدعو له
فرفع الرجل يديه إلى السماء وقال:
اللهم أخرج حب الدنيا من قلبه.
فازداد التلميذ عجبا على عجبه ، ثم ودعه عائدا إلى بغداد.
ولما زار شيخه سأله عن سفره وفيما إذا كان قد لقي الرجل الصالح ،
قال :نعم
ولكنه إستحيى أن يخبره بمضمون دعوته
فسأله الشيخ : وهل طلبت منه أن يدعو لي
قال : نعم
قال : فما كانت دعوته
قال : قال اللهم أخرج حب الدنيا من قلبه
قال : صدق والله يا ولدي ، لايغرنك مظهر الزهد علي ، أترى ما حولي
من المتاع ، فنظر التلميذ فلم يجد سوى حصير وإبريق ماء ورأى متاعا
باليا لا يكاد يؤبه له
قال : فإن قلبي معلق بهذا المتاع حتى إني لأستيقظ في الليل ألتمس
الإبريق خشية أن يكون قد سرق.
تعليق