كل رموز السلطة المؤثرة قيادات لحركة فتح
وبما أننا نموذج مُصغر لدويلة تخضع للحكم العسكري .. فلرؤساء الأجهزة الأمنية والحربية والعسكرية شأن عظيم .. تماماً كأي بلد يحكمه أي نظام ديكتاتوري أو يحكمه جنرالات الجيش مثل تركيا أو الجزائر أو بلد من تلك البلاد الموجودة في مجاهل أفريقيا
المثير في الأمر أن تلك الأجهزة الأمنية مسئوليها قيادات في حركة فتح أيضاً
طيب
قيل لنا على ألسنة فتحاويون .. من ضمنهم مروان البرغوثي .. حسام خضر .. قيادات في كتائب شهداء الأقصى .. لجان المقاومة الشعبية ..كتائب أحمد أبو الريش .. وغيرهم من مؤسسات وكوادر فتح : أن مُعظم الأسماء الموجودة في السلطة والأجهزة الأمنية هي أسماء فاسدة
لكن بعد موت عرفات أتضح أن تغيير هذه الأسماء أو إزالتها من السلطة والأجهزة الأمنية سيكون إضعافاً لحركة فتح
وبالتالي : المحافظة على رموز السلطة وبقاء رؤساء الأجهزة الأمنية أصبح مصلحة فتحاوية .. حتى لو تعارضت مع مصلحة فلسطين والوطن
ثبت بالتجربة سواءً كان في الانتفاضة .. أو قبلها .. أننا لسنا بحاجة لهذا الكم من الأجهزة الأمنية وعشرات الألوف الذين يعملون فيها
فلاهم صدوا يوماً اجتياح .. أو حتى حفظوا أمناً
بل أن الانفلات الأمني كان دائماً سببه الأجهزة الأمنية وكثرة أعداد أفرادها الغير منضبطين
ومع هذا .. يبقى وجود الأجهزة الأمنية ضرورياً لتنفيذ عدة أشياء
أهمها : المحافظة على برستيج قيادات فتح المتمثلة في دحلان وموسى عرفات وغازي الجبالي وصائب العاجز وغيرهم .. وكذلك مواجهة من لا يحلو له الطرح الصهيوني .. كما أنها القوة التي يلوح بها هذا القائد أو ذاك إن جار زميل له في التنظيم على حقه في منطقة نفوذه
إذاً نحن ندور في حلقة مفرغة يلتقي فيها الفساد بالفساد
وبما أن استئصال الفساد طبيعي أن يكون مصلحة وطنية فلسطينية .. لكنه ليس كذلك بالنسبة لحركة فتح
وهنا تتعارض مصلحة الحركة مع مصلحة الوطن
السؤال هنا :
هل سيستمر الحكم الجنرالي المُستبد بينما الوطن مليء بحملة شهادات الدكتوراه ؟
هل سيبقى هذا العدد الضخم من الأجهزة الأمنية وأفرادها .. بينما أقسام الصحة والنظافة في المحافظات تفتقد للموظفين ؟
هل يمكن أن تتوافق المصلحة الفتحاوية مع المصلحة الوطنية في يوم ما ؟
تعليق