أكد رجل دين شيعي بارز في العراق، أن ما تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي بالتعاون مع الجيش العراقي الجديد، سيسهم في تعقيد الأمور، ويسد الطريق في وجه أي محاولات للحل السياسي.
وقال الشيخ محمد مهدي الخالصي، وهو من كبار المرجعيات الشيعية في الروضة الكاظمية في بغداد، إن "أمريكا المعتدية المحتلة وحلفاؤها يدشنون هذه الأيام (بحربهم على الفلوجة) صفحة أخرى من أخلاقياتهم العدوانية على شعبنا في العراق"، واعتبر أن هذا التطور "من شأنه أن يقطع الآمال ويسد الأبواب في وجه أي مسعى عقلاني لحل الأزمة .. ويحول حتى الآمال الضعيفة بالانتخابات القادمة إلى يأس قاتل".
واتخذت معظم المرجعيات الشيعية في العراق، موقفا مؤيدا للعملية التي تنفذها القوات الأمريكية بمساعدة عناصر من الجيش العراق، ضد مدن الفلوجة والرمادي، لمطاردة عناصر مفترضة من المقاومة العراقية. ورفضت أكبر هذه المرجعيات، وهي مرجعة الشيخ السيستاني إصدار فتوى تحرم مشاركة القوات العراقية في هذه العملية.
إلا أن الخالصي الذي اتخذ موقفا مغايرا عن المرجعيات الشيعية، شدد على أن تصرفات القوات الأمريكية "الطائشة" لن تترك خيارا أمام العراقيين سوى مواصلة المقاومة "للحصول على الحقوق .. فالاحتلال مهما طغى وبغى سيزول لا محالة".
وأضاف يقول "إنّ هذه الحملة العسكرية الشرسة على مدينة الفلوجة و كما سبق على مدينة النجف الأشرف وسامراء المقدسة وسائر المدن العراقية ، من قبل قوات احتلال باغية وحكومتها المعينة، يجعل من هذه الحملة العسكرية العدوانية .. جريمة حرب و إبادة جماعية، الأمر الذي يحمّل المنظمات الدولية و المجتمع الدولي بأسره مسؤولية شجبها و التصدي لإيقافها".
وأكد الخالصي أنه يساند الحكم الشرعي بالتحريم القطعي للمشاركة في العمليات العسكرية ضد أي مدينة عراقية، وهو الحكم الذي أصدرته هيئة علماء المسلمين في العراق، وأيده مكتب الإمام الصدر في النجف، ودعا الخالصي جميع المرجعيات العراقية إلى "المزيد من المواقف المساندة للشعب العراقي في محنته .. وعلى شعبنا المجاهد الممتحن أن يستمر في موقفه المبدئي في تفويت الفرصة على العدو و بمزيد من الوعي والتلاحم لإفساد مخططاته الصهيونية الخبيثة لبثّ الفرقة وإشعال الفتنة".
تعليق