إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل انتصرت حماس في غزة؟ بقلم/ إبراهيم المدهون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل انتصرت حماس في غزة؟ بقلم/ إبراهيم المدهون

    هل انتصرت حماس في غزة؟



    2008-03-17



    ابراهيم المدهون
    مدير موقع فلسطين مباشر


    بقلم/ إبراهيم المدهون

    بداية لابد أن يدرك القارئ أن المعركة الدائرة في غزة اليوم لم تنتهِ إلى الآن وما زالت مستمرة، وما حدث في حرب الأيام الستة ما هو إلا جولة مهمة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي. حيث أصبحت معايير الفوز والخسارة في هذا الزمن مختلفة تماماً عن الزمن القديم، فما يحدث لا يشبه اليوم معركة اليرموك أو حطين أو بلاط الشهداء لنقوم بعد ذلك بتقييم الربح والخسارة، ونقول أن هذا الفريق انتصر وذاك انهزم، ففي زمننا هذا أصبحت المعايير مختلفة، والمقاييس متشابكة، ولهذا لابد وبعد كل معركة من المعارك، وحادثة من الحوادث من دراسة متأنية متفحصة، وتقييم شامل كامل لنتائج كل معركة وحادثة.

    وقبل أن نبدأ بالإجابة عن سؤال من انتصر في "حرب الأيام الستة" علينا أن نؤكد على عدد من الأشياء:

    § أن ما قامت به قوات الاحتلال الصهيونية في قطاع غزة هو حرب مفتوحة ضد شعب أعزل لا يملك إلا الصمود و الثبات.

    § وأن قوات الاحتلال استخدمت في هذه الحرب كل الوسائل القتالية التقليدية الفتاكة من البر والبحر والجو، ولم يبقَ لقوات الاحتلال إلا أن تستخدم الأسلحة الغير تقليدية "الكيماوية –البيولوجية –النووية "، مع ملاحظة أن القوات الإسرائيلية استخدمت أيضاً أسلحة محرمة دولياً، وهذا ما أكدته مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الصحية.

    § أن الحكومة في قطاع غزة كانت مستهدفة بشكل مباشر، حيث وجهت إليها نيران العدوان لزعزعتها، ومع ذلك شكلت حماية للمقاومة واستمرت في أداء مهامها، دون أن تتأثر بأي من مظاهر الفوضى أو الإخلال الأمني، في وقت دللت وبصورة واضحة وجلية على تماسك الجبهة الداخلية في غزة في وجه العدوان الإسرائيلي، مما يؤكد أن هناك إمكانية لبقاء هذه الحكومة أكثر مما يتصور الكثير.

    § أن المقاومة الإسلامية بقيادة كتائب القسام أضحت لها تجربة تراكمية، وأثبتت المعارك العسكرية أن كتائب القسام قادرة على إدارة حرب العصابات، وإيقاع خسائر فادحة في صفوف العدو، وهذا ما اعترف به جيش الاحتلال نفسه. بالإضافة إلى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تقوم بضرب في عمق الكيان الصهيوني وتهدد المستعمرات الصهيونية طيلة أيام الحرب الستة.

    بعد ما سبق، نعود إلى سؤالنا الرئيس عن المنتصر في هذه المعركة؛ هل هو حماس والحكومة في غزة ومعهما فصائل المقاومة، أم الكيان الصهيوني؟ حيث لا زال هذا السؤال يثار من بعض الكتّاب والسياسيين هنا وهناك، وخصوصاً من قبل تيار حمل فكرة أن المقاومة لم تنتصر وأن العدو الصهيوني كبّد الشعب الفلسطيني خسائر كبيرة، متناسياً أن العدو الصهيوني ولأول مرة في تاريخه ومن خلال مواجهة مفتوحة مع الفلسطينيين لم يستطع أن يحقق أي من أهدافه المعلنة، بالإضافة انه تكبد أيضا خسائر فادحة في الأرواح.



    ومع تأكيدنا أن الشعب الفلسطيني دفع ثمناً باهظاً في هذه الأيام الستة؛ حيث استشهد أكثر من 130 شهيدا، بالإضافة إلى مئات الإصابات الخطيرة و الحرجة، وعشرات البيوت المهدمة وغير ذلك من الخسائر المادية التي قدرت بمئات الملايين من الدولارات.

    ومع ذلك فإن العدو الصهيوني وأمام صمود الشعب الفلسطيني، وبالرغم من استخدامه لآلته الحربية المعقدة والكبيرة يفشل في تحقيق حسم عسكري كالذي حدث في حرب67، أو حرب لبنان82.



    ولقد تجاوز هذا الفشل إلى إن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي من أهدافه المعلن عنها وغير المعلن، في حين أن المقاومة الفلسطينية كان أقصى ما تسعى إليه هو الصمود في وجه هذا العدوان الغاشم، فتجاوزت ذلك بإيقاعها قتلى وجرحى في صفوف العدو، كما أنها أوشكت على أسر بعض من جنوده الذين أسقط في أيديهم بعد مواجهتهم لجنود القسام الحريصين على الشهادة، كحرص الصهاينة على الحياة!

    ولنكون أكثر دقة فإن السياسة الصهيونية وضعت هدفاً استراتيجياً لهذه الحرب وهو إسقاط حكومة حماس واجتياح قطاع غزة، بالإضافة إلى وضع ثلاثة أهداف تكتيكية:

    1- وقف إطلاق الصواريخ على بلدة سديروت.

    2- اغتيال قادة حماس وعلى رأسهم " هنية والزهار والحية ".

    3:- وقف تدفق السلاح عن طريق الإنفاق.

    هذه الأهداف لم تكن سرية وإنما معلنة، حيث كشفت عنها القيادة السياسية والعسكرية الصهيونية، بالإضافة إلى أن الحملة العسكرية كانت حملة كاملة وكبيرة شارك فيها لواء من جيش النخبة الإسرائيلي، وأعطى لهذا اللواء عشرة أيام لإنفاذ المهمة، حيث أعلن عن يوم الأربعاء ما قبل الماضي ليتم دراسة الحرب وتقييم النتائج. وعلى الرغم من ذلك كله، لم يصبر القرار الإسرائيلي إلى هذا اليوم المحدد، وبعد القتال المتواصل والقصف المستمر، قررت قوات الاحتلال وبدون مقدمات أن تقوم بسحب قواتها من القطاع وإنهاء الحرب.

    لم تفكر حكومة الاحتلال وجيشها في غزة في إنهاء هذه المهمة قبل تحقيق الأهداف آنفة الذكر لولا ما واجهته آلتهم العسكرية من واقع فلسطيني جديد غيّر حساباتهم وبدّل حالهم وأجبرهم على إعلان فشل العملية العسكرية الواسعة.

    وكان من أهم ما واجهه الجيش الإسرائيلي في مهمته والذي أدى إلى الفشل:

    1- الكمين المحكم الذي نصبته المقاومة في "جبل الكاشف" وأدى إلى مقتل عدد من الجنود وإصابة آخرين، حيث أربك هذا الكمين والانتباه الكبير لجنود القسام العملية ومنذ بدايتها.

    2- غياب المعلومة الميدانية لدى الجيش الإسرائيلي، مما أدى لسقوط هذا العدد الكبير من الأطفال والمدنيين، في الوقت الذي فشلت طائراتهم في استهداف أي قيادي سياسي أو عسكري من قيادات المقاومة.

    3- الروح المعنوية العالية التي تمتع فيها الشعب الفلسطيني والالتفاف الشعبي الكبير حول المقاومة والحكومة الفلسطينية في غزة، فرغم الحسم العسكري والتوتر الداخلي إلا أننا لم نجد تحركاً شعبياً واحداً ضد الحكومة، ولم تسجل الساحة أي عملية تخريبية، وهذا يأتي لسببين؛ الأول أصالة الشعب الفلسطيني وعمق انتماؤه وتوحده ضد الخطر الإسرائيلي، الأمر الآخر هو انتباه أجهزة أمن الحكومة في غزة وقدرتها على التكيف في أحلك الظروف الأمنية.

    4- نجاح المقاومة في ضرب البلدات الإسرائيلية بالصواريخ، بل إن الصواريخ زادت كثافة ونوعية، وضربت مدناً لم تضرب من قبل، وأصبحت تهدد قطاعاً كبيراً من الإسرائيليين، وخلقت توازناً جديداً وكبيراً في ميزان الرعب والخوف.



    لقد رسمت هذه المعطيات الواقعية الخطوط العريضة لفشل العملية العسكرية الإسرائيلية, وأعطت واقعاً جديداً يقوم على استحالة اجتياح قطاع غزة، والمراهنة على إسقاط الحكومة الفلسطينية بالقوة.



  • #2
    رد : هل انتصرت حماس في غزة؟ بقلم/ إبراهيم المدهون

    باذن الله حماااس ستنتصر في كل الميادين

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X