حقيقة أصابني الذهول من مقال للدكتور محمد مورو نشر على موقع الإسلام اليوم حيث وصف فيه حركة حماس بأنها أحد شقي رحى تطحن الشعب الفلسطيني بل وحملها تبعات المحرقة الصهيونية مثلها مثل إسرائيل والسلطة ومصر !
ولمن لايعرف الدكتور محمد مورو فهو كاتب مصري إسلامي ورئيس تحرير مجلة المختار الإسلامي كان له كتابات طيبة في مجلة البيان لكن لاأدري ماالذي حدث له ليخرج بهذا المقال فلو خرج به علماني حاقد لن أستنكر وليس في الأمر مايدعو للذهول فهم يكرهون حماس حتى الثمالة لكن أن يخرج هذا المقال من كاتب إسلامي مرموق وفي هذه اللحظات الحرجة فتلك مصيبة وعلى العموم يظل للكاتب إحترامه ومن أراد أن يرد على مقاله فلازال هناك متسع للرد عبر الرابط التالي :
محرقة غزة.. لماذا لم يتحرك العرب؟
د. محمد مورو 26/2/1429
04/03/2008
في رصد قامت به إحدى مراكز الأبحاث والدراسات السياسية والاستراتيجية تبيّن أن الصهاينة نفّذوا حوالي 5000 (خمسة آلاف) مجزرة بحق الفلسطينيين على مدى حوالي 50 عامًا وبالتحديد منذ عام 1938 وحتى عام 2005، وبديهي أن العدد تزايد بعد 2005 بصورة خطيرة، ومن ثم فإن الهولوكوست الصهيوني بحق الفلسطينيين بدأ حتى قبل أن يقوم هتلر بتنفيذ الهولوكست النازي ضد اليهود حسب زعمهم، وأنه استمرّ بعد ذلك وحتى الآن، ومن ثم فإن مجرد الحديث عن أن الهولوكوست الصهيوني بحق الفلسطينيين جاء كردّ فعل على الهولوكوست النازي هو نوع من الدجل الرخيص، فهذا أولاً غير حقيقي؛ لأن الهولوكوست الصهيوني بحقّ الفلسطينيين بدأ قبل أن يصل هتلر أصلاً إلى السلطة، كما أنه من غير العدل ولا المنطق مجازاة شعب بريء على جريمة شعب أو نظام أو ديكتاتور في مكان آخر، وكذا من المعروف أن العرب والمسلمين عاملوا اليهود أفضل معاملة، في إطار العدل الإسلامي بخصوص الأقليات، بل وكانت هناك أقليات يهودية في معظم الدول الإسلامية والعربية؛ في المغرب وتونس وليبيا والجزائر ومصر، والعراق واليمن وإيران... إلخ، بل داخل فلسطين ذاتها قبل ظهور الفكرة الصهيونية وأن هذه الأقليات كانت تمتلك المال والنفوذ ربما أكثر من الأغلبية المسلمة!!.
وهكذا فنحن أمام عدد من الحقائق وهي كالتالي:
- أن شعب فلسطين لم يتورط يومًا في اضطهاد اليهود، وكذا العرب والمسلمون، بل الذي تورط هم الروس والألمان والفرنسيون والأوروبيون عمومًا، ومن ثم فإذا كان ثمن هذا الاضطهاد هو إقامة وطن قومي لليهود، فليكن ذلك في جزء من ألمانيا أو أوروبا مثلاً، على حدّ تعبير الرئيس الإيراني أحمدي نجاد.
- أن أوروبا وأمريكا تورطتا في إنشاء دولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني– قبل أن يقوم هتلر بالمحرقة المزعومة أو الحقيقية ضد اليهود– وأن الدعم الأمريكي والأوروبي عسكريًا وسياسيًا وماليًا هو المسئول عن إنشاء واستمرار دولة إسرائيل، ومن ثم فإن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الشعب الفلسطيني هي جريمة أوروبية وأمريكية بامتياز.
- أن الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني استمرّت في الزمان والمكان قبل تأسيس إسرائيل رسميًا عام 1948 واستمرت حتى اليوم، وتم رصدها بكل وسائل ا لرصد؛ الصورة والكلمة وغيرهما، ومع ذلك لم يتحرك العالم المتحضر!!. والأمر الذي يعني نوعًا من التواطؤ عير المسبوق.
- أن تلك الجرائم الصهيونية شهدت كل أنواع الجرائم، من اغتصاب الأرض وتشريد الشعب، والقتل والسجن الجماعي والفردي وتدمير البنية، والحصار والتضييق في أسباب الرزق...إلخ.
- أنه يندر أن ترتكب جريمة بهذا الشكل الفظيع والمستمر لعشرات السنيين دون توقف، وربما تكون الحالة الفلسطينية في هذا الصدد هي المعاناة الأكبر في التاريخ.
- وهكذا فنحن أمام هولوكوست صهيوني كامل بحق الفلسطينيين، ومن ثم فإن تصريحات نائب وزير الدفاع الصهيوني بتنفيذ محرقة "هولوكوست" في قطاع غزة لم يكن زلة لسان، فالحقيقة إن تلك المحرقة تتم فعلاً. وبالنسبة لحالة قطاع غزة، فإن ما يحدث هو نوع من العقاب الجماعي أولاً، وحصار شعب بكامله ثانيًا بدعوى أن هناك من يطلق صواريخ صغيرة على مستعمرات صهيونية غير شرعية أصلاً، ومن حقّ أيّ شعب في الدنيا أن يدافع عن نفسه ويحاول أن يحرر أرضه خاصة إذا كانت وسائله شديدة المحدودية والضعف، ومن ثم فإن التواطؤ أو التأييد الأمريكي والأوروبي لإسرائيل في هذا الصدد بدعوى حقها في حماية أمنها هو نوع من الظلم والفسوق والعصيان وازدواج المعايير، وهو أمر يثير الاستفزاز بالطبع!!.
الهولوكوست الصهيوني موجود أصلاً ضد قطاع غزة المحاصرة التي يموت فيه المرضى والأطفال والشيوخ بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء ومنع دخول الغذاء والدواء، واستمرار الهجمات الصهيونية على القطاع بالطائرات والمدفعيات والدبابات. الهولوكوست الصهيوني موجود بالفعل، قبل تصريحات نائب وزير الدفاع الصهيوني "ماتان فيلنائي" ، وكل ما في الأمر أنه يعد بالمزيد، والمسألة بالطبع ليست إلا تأخيرًا صهيونيًا لتنفيذ عملية واسعة النطاق في غزة، خوفًا من تكرار السيناريو اللبناني ليس أكثر، بل ربما كان الاقتحام واسع النطاق إحراجًا لمحمود عباس وإحراجًا لدعاة التفاهم في السلطة، وكذا نوعًا من دفع الجماهير الفلسطينية لتبني خط حماس، وتصبح المحصلة زيادة قوة حماس وصمودها أمام جحافل الجيش الصهيوني، فتخرج حماس أكثر قوة كما حدث مع حزب الله إبان حرب تموز 2006 م. مع الأخذ في الاعتبار أن الأسباب الطائفية منعت امتداد حزب الله خارج المنطقة الشيعية أما بالنسبة لحماس فإن امتدادها مؤكد في غزة والضفة، بل وداخل إسرائيل ذاتها؛ لأن الأغلبية العظمى من الشعب الفلسطيني مسلمون سُنّة مثل حماس.
وهكذا فإن التأخير الصهيوني ليس إلا خوفًا من سيناريو معين وليس تورعًا، وهذا لا يمنع أن ما تقوم به إسرائيل الآن في غزة هو أشدّ من الاجتياح الكبير؛ لأنه حصار وعدوان مستمر ويحدث يوميًا.
ومن المؤسف أن هذا يحدث تحت سمع وبصر العالم ولا يتحرك ومن المؤسف أكثر أن ذلك يحدث تحت سمع وبصر العرب والمسلمين ولا يتحركون، فهل نظل متفرجين على المحرقة التي تتم بحق أهالي غزة، بدعوى الخوف من حماس أو الطلب إليها بالتخلي عن السلطة أو غيرها من الطلبات المستحيلة، والتي تعبر عن نوع من الهروب من مواجهة المسئوليات تجاه هذا الشعب، وبالمقابل فإننا نناشد حماس أن تطمئن مصر وغيرها أنها لن تكون خطرًا عليها، وأنها لا علاقة لها بالإخوان المسلمين في مصر، وأنها تدرك أنها حركة تحرير وطني قبل أن تكون جزءًا من مشروع دولي أو إقليمي للإخوان المسلمين، وحتى لا يظلّ أهالي غزة بين شقي رحى، الحقيقة أنه عدد من المطاحن وليس اثنين فهم محاصرون من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر وحماس، وعلى الجميع- أقصد السلطة وحماس ومصر- أن يرتفعوا عن مواقفهم الذاتية باتجاه تخفيف معاناة أهالي غزة وليس تركهم للمحرقة الصهيونية التي تأكلهم بالتدريج أو تأكلهم مرة واحدة.
ولمن لايعرف الدكتور محمد مورو فهو كاتب مصري إسلامي ورئيس تحرير مجلة المختار الإسلامي كان له كتابات طيبة في مجلة البيان لكن لاأدري ماالذي حدث له ليخرج بهذا المقال فلو خرج به علماني حاقد لن أستنكر وليس في الأمر مايدعو للذهول فهم يكرهون حماس حتى الثمالة لكن أن يخرج هذا المقال من كاتب إسلامي مرموق وفي هذه اللحظات الحرجة فتلك مصيبة وعلى العموم يظل للكاتب إحترامه ومن أراد أن يرد على مقاله فلازال هناك متسع للرد عبر الرابط التالي :
محرقة غزة.. لماذا لم يتحرك العرب؟
د. محمد مورو 26/2/1429
04/03/2008
في رصد قامت به إحدى مراكز الأبحاث والدراسات السياسية والاستراتيجية تبيّن أن الصهاينة نفّذوا حوالي 5000 (خمسة آلاف) مجزرة بحق الفلسطينيين على مدى حوالي 50 عامًا وبالتحديد منذ عام 1938 وحتى عام 2005، وبديهي أن العدد تزايد بعد 2005 بصورة خطيرة، ومن ثم فإن الهولوكوست الصهيوني بحق الفلسطينيين بدأ حتى قبل أن يقوم هتلر بتنفيذ الهولوكست النازي ضد اليهود حسب زعمهم، وأنه استمرّ بعد ذلك وحتى الآن، ومن ثم فإن مجرد الحديث عن أن الهولوكوست الصهيوني بحق الفلسطينيين جاء كردّ فعل على الهولوكوست النازي هو نوع من الدجل الرخيص، فهذا أولاً غير حقيقي؛ لأن الهولوكوست الصهيوني بحقّ الفلسطينيين بدأ قبل أن يصل هتلر أصلاً إلى السلطة، كما أنه من غير العدل ولا المنطق مجازاة شعب بريء على جريمة شعب أو نظام أو ديكتاتور في مكان آخر، وكذا من المعروف أن العرب والمسلمين عاملوا اليهود أفضل معاملة، في إطار العدل الإسلامي بخصوص الأقليات، بل وكانت هناك أقليات يهودية في معظم الدول الإسلامية والعربية؛ في المغرب وتونس وليبيا والجزائر ومصر، والعراق واليمن وإيران... إلخ، بل داخل فلسطين ذاتها قبل ظهور الفكرة الصهيونية وأن هذه الأقليات كانت تمتلك المال والنفوذ ربما أكثر من الأغلبية المسلمة!!.
وهكذا فنحن أمام عدد من الحقائق وهي كالتالي:
- أن شعب فلسطين لم يتورط يومًا في اضطهاد اليهود، وكذا العرب والمسلمون، بل الذي تورط هم الروس والألمان والفرنسيون والأوروبيون عمومًا، ومن ثم فإذا كان ثمن هذا الاضطهاد هو إقامة وطن قومي لليهود، فليكن ذلك في جزء من ألمانيا أو أوروبا مثلاً، على حدّ تعبير الرئيس الإيراني أحمدي نجاد.
- أن أوروبا وأمريكا تورطتا في إنشاء دولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني– قبل أن يقوم هتلر بالمحرقة المزعومة أو الحقيقية ضد اليهود– وأن الدعم الأمريكي والأوروبي عسكريًا وسياسيًا وماليًا هو المسئول عن إنشاء واستمرار دولة إسرائيل، ومن ثم فإن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الشعب الفلسطيني هي جريمة أوروبية وأمريكية بامتياز.
- أن الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني استمرّت في الزمان والمكان قبل تأسيس إسرائيل رسميًا عام 1948 واستمرت حتى اليوم، وتم رصدها بكل وسائل ا لرصد؛ الصورة والكلمة وغيرهما، ومع ذلك لم يتحرك العالم المتحضر!!. والأمر الذي يعني نوعًا من التواطؤ عير المسبوق.
- أن تلك الجرائم الصهيونية شهدت كل أنواع الجرائم، من اغتصاب الأرض وتشريد الشعب، والقتل والسجن الجماعي والفردي وتدمير البنية، والحصار والتضييق في أسباب الرزق...إلخ.
- أنه يندر أن ترتكب جريمة بهذا الشكل الفظيع والمستمر لعشرات السنيين دون توقف، وربما تكون الحالة الفلسطينية في هذا الصدد هي المعاناة الأكبر في التاريخ.
- وهكذا فنحن أمام هولوكوست صهيوني كامل بحق الفلسطينيين، ومن ثم فإن تصريحات نائب وزير الدفاع الصهيوني بتنفيذ محرقة "هولوكوست" في قطاع غزة لم يكن زلة لسان، فالحقيقة إن تلك المحرقة تتم فعلاً. وبالنسبة لحالة قطاع غزة، فإن ما يحدث هو نوع من العقاب الجماعي أولاً، وحصار شعب بكامله ثانيًا بدعوى أن هناك من يطلق صواريخ صغيرة على مستعمرات صهيونية غير شرعية أصلاً، ومن حقّ أيّ شعب في الدنيا أن يدافع عن نفسه ويحاول أن يحرر أرضه خاصة إذا كانت وسائله شديدة المحدودية والضعف، ومن ثم فإن التواطؤ أو التأييد الأمريكي والأوروبي لإسرائيل في هذا الصدد بدعوى حقها في حماية أمنها هو نوع من الظلم والفسوق والعصيان وازدواج المعايير، وهو أمر يثير الاستفزاز بالطبع!!.
الهولوكوست الصهيوني موجود أصلاً ضد قطاع غزة المحاصرة التي يموت فيه المرضى والأطفال والشيوخ بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء ومنع دخول الغذاء والدواء، واستمرار الهجمات الصهيونية على القطاع بالطائرات والمدفعيات والدبابات. الهولوكوست الصهيوني موجود بالفعل، قبل تصريحات نائب وزير الدفاع الصهيوني "ماتان فيلنائي" ، وكل ما في الأمر أنه يعد بالمزيد، والمسألة بالطبع ليست إلا تأخيرًا صهيونيًا لتنفيذ عملية واسعة النطاق في غزة، خوفًا من تكرار السيناريو اللبناني ليس أكثر، بل ربما كان الاقتحام واسع النطاق إحراجًا لمحمود عباس وإحراجًا لدعاة التفاهم في السلطة، وكذا نوعًا من دفع الجماهير الفلسطينية لتبني خط حماس، وتصبح المحصلة زيادة قوة حماس وصمودها أمام جحافل الجيش الصهيوني، فتخرج حماس أكثر قوة كما حدث مع حزب الله إبان حرب تموز 2006 م. مع الأخذ في الاعتبار أن الأسباب الطائفية منعت امتداد حزب الله خارج المنطقة الشيعية أما بالنسبة لحماس فإن امتدادها مؤكد في غزة والضفة، بل وداخل إسرائيل ذاتها؛ لأن الأغلبية العظمى من الشعب الفلسطيني مسلمون سُنّة مثل حماس.
وهكذا فإن التأخير الصهيوني ليس إلا خوفًا من سيناريو معين وليس تورعًا، وهذا لا يمنع أن ما تقوم به إسرائيل الآن في غزة هو أشدّ من الاجتياح الكبير؛ لأنه حصار وعدوان مستمر ويحدث يوميًا.
ومن المؤسف أن هذا يحدث تحت سمع وبصر العالم ولا يتحرك ومن المؤسف أكثر أن ذلك يحدث تحت سمع وبصر العرب والمسلمين ولا يتحركون، فهل نظل متفرجين على المحرقة التي تتم بحق أهالي غزة، بدعوى الخوف من حماس أو الطلب إليها بالتخلي عن السلطة أو غيرها من الطلبات المستحيلة، والتي تعبر عن نوع من الهروب من مواجهة المسئوليات تجاه هذا الشعب، وبالمقابل فإننا نناشد حماس أن تطمئن مصر وغيرها أنها لن تكون خطرًا عليها، وأنها لا علاقة لها بالإخوان المسلمين في مصر، وأنها تدرك أنها حركة تحرير وطني قبل أن تكون جزءًا من مشروع دولي أو إقليمي للإخوان المسلمين، وحتى لا يظلّ أهالي غزة بين شقي رحى، الحقيقة أنه عدد من المطاحن وليس اثنين فهم محاصرون من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر وحماس، وعلى الجميع- أقصد السلطة وحماس ومصر- أن يرتفعوا عن مواقفهم الذاتية باتجاه تخفيف معاناة أهالي غزة وليس تركهم للمحرقة الصهيونية التي تأكلهم بالتدريج أو تأكلهم مرة واحدة.
تعليق