ابو الغيط وسليمان يطلبان من عرفات ضبط الوضع الامني واحداث اصلاحات حقيقية

اتفاق علي عقد جولة جديدة من الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة نهاية الشهر الجاري

[align=center][/align]

رام الله ـ القدس العربي
ـ من وليد عوض:
طلب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ضبط الوضع الامني الداخلي ووقف الصراعات الداخلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، اضافة الي احداث اصلاحات حقيقية علي ارض الواقع من اجل مساعدة مصر في جهودها الرامية لاستئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
من جهته اكد عرفات علي تمسك القيادة الفلسطينية بقرارات الشرعية الدولية وعملية السلام وضرورة ان تقوم اللجنة الرباعية بتنفيذ خطة خارطة الطريق . وقال عرفات انه بحث مع ابو الغيط ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان اهمية ان تتحرك اللجنة الرباعية من اجل التنفيذ الدقيق والسريع لخارطة الطريق.
واوضح عرفات خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع ابو الغيط في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله انه اكد تعاون القيادة الفلسطينية تعاونا كاملا مع الاشقاء في مصر من اجل تقويم الوضع الداخلي وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، ومعبرا عن شكره للجهود المصرية المبذولة في هذا الاطار.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية المصرية انه استمع لرؤية الرئيس عرفات والاخوة الفلسطينيين ، وقال استمعنا لرؤية الجانب الفلسطيني ونقلنا لهم رؤية القاهرة بشأن الوضع الاقليمي والدولي، وكيفية العمل علي تنفيذ مجموعة خطوات في الفترة القادمة .
وأضاف الوزير المصري أن هناك عملا مصريا فلسطينيا يهدف إلي التنسيق للخطوات القادمة خلال الفترة القليلة المقبلة كما أن هناك رغبة في تأمين وحدة العمل الوطني الفلسطيني . وتابع استمعنا بكثير من الحماس لنية الرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية للعمل علي دفع وحدة العمل الفلسطيني الوطني في الفترة القادمة .
ومن ناحيته قال الرئيس عرفات إن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أعلن وضع أربعة عشر تحفظا علي الخارطة (خارطة الطريق) في الوقت الذي وافق فيه الجانب الفلسطيني علي الخطة التي قدمت إليه من اللجنة الرباعية ومن مجلس الامن الدولي.. ليس هذا فقط إنما باشروا في عملياتهم الخطيرة بهذا التصعيد العسكري المستمر ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني ولكن ضد مقدساتنا المسيحية والاسلامية وضد مخيماتنا ومدننا وقرانا وبنيتنا التحتية بما في ذلك حجزهم لاموالنا الضريبية اكثر من واحد واربعين شهرا حتي الآن .
وأضاف عرفات وفي نفس الوقت أصر الاسرائيليون باستمرار علي التهرب من تنفيذ ما اتفقنا عليه بما في ذلك ما بيني وبينهم في منتجع واي ريفر . وقال مصدر فلسطيني مطلع أن مصر في لقاءاتها مع القيادات الفلسطينية توحي بأنها لم تبلور بعد أية خطة محددة، وكل ما لديها هو مجموعة من النوايا الطيبة التي تقوم علي أساس وجوب إجراء إصلاحات داخلية في السلطة الفلسطينية، وهذا ما سعي الوفد المصري للحصول علي ضمانات من عرفات بشأنه، وتنوي مصر استخدام هذه الضمانات في نقاشاتها مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين والقوي الدولية ذات الشأن.
ومن ناحيته قال الدكتور صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الذي حضر اللقاء الفلسطيني ـ المصري والذي شارك فيه رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الي جانب وزير الخارجية نبيل شعث ووزير الداخلية حكم بلعاوي والعميد جبريل الرجوب إن أبو الغيط وسليمان بحثا مع عرفات الحوار الوطني الفلسطيني والانسحاب الاسرائيلي من غزة وتدريب أجهزة الامن الفلسطينية.
واشار عريقات الي أن المباحثات تناولت سبل وقف العدوان علي الشعب الفلسطيني ومسائل الحوار بين الفصائل الفلسطينية من أجل التوصل إلي برنامج سياسي مشترك في ضوء الانسحاب الاسرائيلي المحتمل من قطاع غزة فضلا عن تدريب وإعادة تأهيل الاجهزة الامنية الفلسطينية التي دمرتها آلة الحرب الاسرائيلية.
ونوه الي أن الجانب الفلسطيني طلب من الاشقاء في مصر بذل كل ما هو ممكن لتأكيد أن فكرة الانسحاب من غزة هي جزء من خارطة الطريق وليس بديلا عنها واستئناف الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني برعاية مصرية وصولا إلي مشروع عمل سياسي يأخذ في الاعتبار المصالح العليا للشعب الفلسطيني. وقالت مصادر فلسطينية رسمية إن أبو الغيط وسليمان بحثا مع عرفات بشكل خاص دعم خطة انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة اضافة الي الاصلاحات الداخلية التي يطالب بها الجانب المصري.
وذكر ان الزيارة المصرية لرام الله تهدف للاطلاع علي الخطوات الأخيرة التي اتخذت من قبل الرئيس عرفات بشأن الاصلاح خصوصا وان اللواء سليمان قد أمهل الفلسطينيين، في زيارته الأخيرة لرام الله شهرين لاستكمال الإصلاحات الأمنية الداخلية. هذا واقام الرئيس عرفات مأدبة غداء علي شرف الوفد المصري حضرها الكثير من المسؤولين الفلسطينيين وممثلي بعض الفصائل.
من جهته قال الدكتور مصطفي البرغوثي احد نشطاء العمل الاهلي الفلسطيني والذي حضر الغداء لـ القدس العربي ان المصريين اكدوا علي دعم الشعب الفلسطيني لاقامة دولته علي الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس اضافة الي ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة ووحدة الموقف الفلسطيني .
ومن ناحيته اوضح قيس عبد الكريم مسؤول الجبهة الديمقراطية في الضفة الغربية والذي حضر مأدبة الغداء لـ القدس العربي ان زيارة الوفد المصري لرام الله اسفرت عن استعداد الجانب المصري لعقد جولة جديدة من الحوار الفلسطيني في القاهرة اواخر الشهر الجاري . واوضح مصدر فلسطيني أن مصر تهدف من الحوار الفلسطيني المقبل الاتفاق علي ثلاثة أمور أساسية: أولها الاتفاق علي مبادرة تتضمن وقف إطلاق النار خلال فترة زمنية محددة قد تكون لشهرين تتاح فيهما لإسرائيل فرصة الانسحاب من قطاع غزة من دون معارك، وثانيهما اتفاق الفلسطينيين فيما بينهم علي ترتيب الوضع الداخلي في القطاع بعد الانسحاب بما يكفل عدم الاقتتال والمحافظة علي مكسب الانسحاب الاسرائيلي، وهذا يتم من خلال وقف العمليات من قطاع غزة سواء أكانت تسللا أو إطلاقا للصواريخ، وثالثها تقبل فكرة المساعدة المصرية لأجهزة الأمن الفلسطينية ليس في القطاع وحسب وإنما في الضفة أيضا.
وإذا حصلت مصر علي موافقة القوي الفلسطينية علي هذه النقاط فإنها ستسعي للحصول علي موافقة الحكومة الإسرائيلية عليها أيضا. ولذلك شهد اللقاء بين أبو الغيط وسليمان وعرفات استعراضا لما أنجزته مصر في حوارها مع كل من حركتي حماس والجهاد الاسلامي .
واوضحت مصادر فلسطينية أن مصر لا تخفي حقيقة موقفها القائل بأن كل مساعيها تصب في خانة قيادة الأمور نحو العودة إلي طاولة المفاوضات علي أن تكون السلطة الفلسطينية هي الطرف الأقوي الذي يمثل الشعب الفلسطيني ويفاوض علي قاعدة خارطة الطريق.
هذا ووصل وزير الخارجية المصري واللواء عمر سليمان قبل ظهر امس إلي مدينة رام الله علي متن طائرة مروحية عمودية أقلتهما من الاردن، وهبطت في مهبط الرئاسة الفلسطينية شبه المدمر. وكانت الزيارة مقررة الاربعاء الماضي لكنها تأجلت بسبب العملية الفدائية المزدوجة التي وقعت في بئر السبع وأدت إلي مصرع ستة عشر إسرائيليا وإصابة العشرات. وهذه المرة الاولي التي تهبط فيها طائرات مروحية في ذلك المهبط منذ الهجوم الاسرائيلي علي مقر عرفات قبل نحو عامين

القدس العربي http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...�قيقيةfff