[align=justify]بقلم: درور زئيفي
بروفيسور محاضر في قسم دراسات الشرق الاوسط في جامعة بن غوريون
التحديات التي تواجهانها في الداخل والخارج ثقيلة ومعقدة. على رغم جهودكما كلها وعلى رغم احساسكما بأنكما طردتما سلطة فتح الفاسدة واحللتم محلها سلطة انقى وأشد إصغاء لصوت الشعب، لم تنجحا في إيتيان سكان غزة بالرفاهية.
اعلم ايضاً ان قدرتكما على كبح جماح الجهات العسكرية داخل حماس محدودة. انتما خائبا الامل لعدم تقدم التفاوض في الاسرى. البديل الوحيد الذي بقي، في رأيكما، هو القتال على نار هادئة: فاليهود يقتلون منكم وتردون بمحاولة جعل سديروت مدنية اشباح وبتهديد متصل لبلدات الجوار، من غير تحطيم كل شيء. نجحتما في ظاهر الامر في احداث ميزان رعب.
لكنني اعلم كقائم ايضاً على معرفة السياسة الاسرائيلية ان ايام هذا الميزان معدودة. نجح الى الان الايهودان في رفض طلب عملية كبيرة، لكن العد التنازلي قد بدأ. ومن المحقق انكما كمراقبين عظيمين الخبرة تعرفان نقطة التحول هذه من حروب سابقة. فإننا نحن الاسرائيليين نضيق ذرعاً في مرحلة ما بالاستنزاف المستمر، ويزداد الضغط العام ونتخذ قراراً ثم يبقى الامر بعد ذلك مسألة وقت.
ستُعطى الاشارة عندما تتآلف الحالة الجوية الملائمة، واستكمال الاستعدادات الاستخبارية والعسكرية وحادثة دامية تمنحنا احساساً بالتأييد الدولي. وفي هذه المرة، ايها السيدان مشعل وهنية، لن يكون الامر تكراراً لحرب لبنان الاخيرة. يمكن ان يقال عن الاسرائيليين امور كثيرة، لكن لا يمكن اتهامهم بأنهم لا يحققون اخفاقاتهم ولا يستخلصون الدروس.
تستطيعان بطبيعة الامر، امتحان ذلك. لقد أعددتم احتياطياً من السلاح والذخيرة، ونقاط تلغيم محكمة ومحاربين شجعان مستعدين للتضحية بحياتهم. وانتم تعدون ايضاً الجهاز الدولي وتعتمدون على الكارثة المتوقعة – على خطأ اسرائيلي آخر، او اصابة غبية لمدرسة ابتدائية او بيت خاص – وفي هذه المعركة ستنجحون اكثر من حكومتنا.
لكن حتى ذلك الحين، والى ان تعمل الجماعة الدولية في وقف الجيش الاسرائيلي وانقاذكم، قد يكون الامر متاخراً جداً. اذا كنتما تخطئان في تقديركما، فإن الثمن سيكون باهظاً. ومن البين ايضاً انكما تعلمان ولو فقط من نتائج مصادمة الجيش الاسرائيلي الى الان، كيف تقدر الاحتمالات في عملية من هذا النوع.
ليس لي اي عطف على سلطة حماس وسيفرحني ان ارى سقوطكما، لكن في حرب من هذا النوع سيصاب مواطنون اسرائيلييون وفلسطينييون كثيرون ومحاربون من الطرفين ايضاً. اتوجه اليكما كمواطن طبيب في الشرق الاوسط، وانتما مواطنان لا تقلان قدماً، طالباً ان تقدرا الوضع مرة اخرى.
اعلم ان السيديين الجعبري وضيفاً من الذراع العسكرية يرغبان في الحرب. واعلم انهما يعدانكما بأن يستطيعا تكرار النجاح (الموهُم) في حرب لبنان الثانية. لا تصغيا اليهما. فحزب الله ايضا لن يستطيع اخراجكما من الوحل هذه المرة. اذا كنتما ما تزالان تملكان صلاحية في مناطق حكمكما، فأعلنا من فوركما وعلى رؤوس الاشهاد وقفاً تاماً لاطلاق النار في القطاع وتمسكا به ايضاً على رغم استمرار الهجمات الاسرائيلية.
برهنا لاسرائيل وللعالم على انكما قادران على ذلك وكفوا من جماح الهُوج. وفي غضون وقت قصير سيفهمون في اسرائيل ايضاً ان العدو يكشف عن سلطة وانضباط ذاتي وان الاحتمال الوحيد لمنع سفك الدماء هو احترام وقف اطلاق النار. في اليهودية وفي الاسلام ايضاً يعرفون ويحترمون مقالة "ومن احياها (النفس) فكأنما احيا الناس جميعا". ربما لا يكون الوقت قد فاتنا بعد.[/align]
بروفيسور محاضر في قسم دراسات الشرق الاوسط في جامعة بن غوريون
التحديات التي تواجهانها في الداخل والخارج ثقيلة ومعقدة. على رغم جهودكما كلها وعلى رغم احساسكما بأنكما طردتما سلطة فتح الفاسدة واحللتم محلها سلطة انقى وأشد إصغاء لصوت الشعب، لم تنجحا في إيتيان سكان غزة بالرفاهية.
اعلم ايضاً ان قدرتكما على كبح جماح الجهات العسكرية داخل حماس محدودة. انتما خائبا الامل لعدم تقدم التفاوض في الاسرى. البديل الوحيد الذي بقي، في رأيكما، هو القتال على نار هادئة: فاليهود يقتلون منكم وتردون بمحاولة جعل سديروت مدنية اشباح وبتهديد متصل لبلدات الجوار، من غير تحطيم كل شيء. نجحتما في ظاهر الامر في احداث ميزان رعب.
لكنني اعلم كقائم ايضاً على معرفة السياسة الاسرائيلية ان ايام هذا الميزان معدودة. نجح الى الان الايهودان في رفض طلب عملية كبيرة، لكن العد التنازلي قد بدأ. ومن المحقق انكما كمراقبين عظيمين الخبرة تعرفان نقطة التحول هذه من حروب سابقة. فإننا نحن الاسرائيليين نضيق ذرعاً في مرحلة ما بالاستنزاف المستمر، ويزداد الضغط العام ونتخذ قراراً ثم يبقى الامر بعد ذلك مسألة وقت.
ستُعطى الاشارة عندما تتآلف الحالة الجوية الملائمة، واستكمال الاستعدادات الاستخبارية والعسكرية وحادثة دامية تمنحنا احساساً بالتأييد الدولي. وفي هذه المرة، ايها السيدان مشعل وهنية، لن يكون الامر تكراراً لحرب لبنان الاخيرة. يمكن ان يقال عن الاسرائيليين امور كثيرة، لكن لا يمكن اتهامهم بأنهم لا يحققون اخفاقاتهم ولا يستخلصون الدروس.
تستطيعان بطبيعة الامر، امتحان ذلك. لقد أعددتم احتياطياً من السلاح والذخيرة، ونقاط تلغيم محكمة ومحاربين شجعان مستعدين للتضحية بحياتهم. وانتم تعدون ايضاً الجهاز الدولي وتعتمدون على الكارثة المتوقعة – على خطأ اسرائيلي آخر، او اصابة غبية لمدرسة ابتدائية او بيت خاص – وفي هذه المعركة ستنجحون اكثر من حكومتنا.
لكن حتى ذلك الحين، والى ان تعمل الجماعة الدولية في وقف الجيش الاسرائيلي وانقاذكم، قد يكون الامر متاخراً جداً. اذا كنتما تخطئان في تقديركما، فإن الثمن سيكون باهظاً. ومن البين ايضاً انكما تعلمان ولو فقط من نتائج مصادمة الجيش الاسرائيلي الى الان، كيف تقدر الاحتمالات في عملية من هذا النوع.
ليس لي اي عطف على سلطة حماس وسيفرحني ان ارى سقوطكما، لكن في حرب من هذا النوع سيصاب مواطنون اسرائيلييون وفلسطينييون كثيرون ومحاربون من الطرفين ايضاً. اتوجه اليكما كمواطن طبيب في الشرق الاوسط، وانتما مواطنان لا تقلان قدماً، طالباً ان تقدرا الوضع مرة اخرى.
اعلم ان السيديين الجعبري وضيفاً من الذراع العسكرية يرغبان في الحرب. واعلم انهما يعدانكما بأن يستطيعا تكرار النجاح (الموهُم) في حرب لبنان الثانية. لا تصغيا اليهما. فحزب الله ايضا لن يستطيع اخراجكما من الوحل هذه المرة. اذا كنتما ما تزالان تملكان صلاحية في مناطق حكمكما، فأعلنا من فوركما وعلى رؤوس الاشهاد وقفاً تاماً لاطلاق النار في القطاع وتمسكا به ايضاً على رغم استمرار الهجمات الاسرائيلية.
برهنا لاسرائيل وللعالم على انكما قادران على ذلك وكفوا من جماح الهُوج. وفي غضون وقت قصير سيفهمون في اسرائيل ايضاً ان العدو يكشف عن سلطة وانضباط ذاتي وان الاحتمال الوحيد لمنع سفك الدماء هو احترام وقف اطلاق النار. في اليهودية وفي الاسلام ايضاً يعرفون ويحترمون مقالة "ومن احياها (النفس) فكأنما احيا الناس جميعا". ربما لا يكون الوقت قد فاتنا بعد.[/align]
تعليق