إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقالة أعجبتني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقالة أعجبتني

    ليس هكذا يقال لشعب فلسطين يا سيادة الوزير!.. بقلم : ناصر السهلي


    مهما كان إحترامي وتقديري للبادرة التي قامت بها جمهورية مصر العربية.. العربية.. العربية.. من واجب قومي وإنساني تجاه شعب غزة المحاصرة في يوم سمته حثالات استهداف العقل العربي تارة بالاجتياح وتارة أخرى بألفاظ تحط أصلا من قدر مطلقيها.. فإنني وبلا أشك أنتمي إلى أمة تنتمي لها مصر وينتمي لها وزير خارجيتها السيد أبو الغيط..
    ما لا يمكن تصديقه في الرأي السياسي الذي يتحمل مسؤوليته مسؤولا بوزن وقيمة ممثل السياسية الخارجية لجمهورية مصر العربية وما لا يمكن تحمله هو أن تنحدر اللغة الديبلوماسية والسياسية إلى مستويات لا تليق لا أولا ولا عاشرا بمكانة مصر العربية.. وإن كان استهداف العقل في زمن سطوة الإعلام الامبريالي العربي الذي تفوح منه رائحة حصاره وترويضه تلك الكلمات التي لا تليق أيضا بشعب فلسطين...وإذا كانت وسيلة إعلامية يا سيد أبو الغيط قولتك ما لم تقله فقل لنا بربك أرجل أي شعب تريد أن "تكسر" ؟ هل أرجل الشعب المحاصر حصارا تجويعيا وقاتلا يصور الضحية جلادا والجلاد حملا وديعا؟
    هل تليق باليدبلوماسية المصرية أن تنقل محطة إعلامية "عربية" كلماتك على ذلك النحو الذي لا يقبله لا منطق العلاقة التاريخية ولا منطق الدم المراق على بعد أمتار من رفح.. وليست هذه هي مصر التي نعرفها وإن كنت لا تعرفها فنحن نعرفها.. والأولى بسيد الديبلوماسية أن لا يدخل في معمعة اختلاق لغة "تكسير وتطبيش وتهشيم.. وغيرها " من مفردات لا تقال بحق شعب فلسطيني أسير في 360 كم لتصوير بشر .. بشر يا سعادة الوزير وليس غزاة ولا زواحف ولا جراد بمثل ما نقل عنك.. ماهكذا رضعنا حليب انتماءنا لأمتنا .. ماهكذا أفهمنا أدباء ومثقفي وبسطاء شعب مصر معاني الارتباط الوجداني بقضية عربية مركزية.. نقل عنك يا سعادة الوزير حرفيا " من يكسر الحدود من الفلسطينيين سنكسر أرجله" فالتقفته وسيلة إعلامية تعرفها وأعلرفها ويعرفها ملايين البسطاء من الشعب العربي... فهل حقا أنت قادر على الجهر بكلام لا يليق بوظيفتك وتمثيلك لبلدك؟ وإذا كان الأمر إلتباسا.. أو تحريفا، كما عودتنا وسائل الإعلام في زمن الانبطاح الذي تفوح منه روائح نتنة تضغط زرا ما فتهيج رأيا عاما بأكمله بصحافته "الحرة جدا" ضد أية مسميات يُطلقها مسؤول رفيع يمسك بكل خيوط اللعبة..
    أرجل من تريد أن تحطم يا سعادة الوزير؟
    أعتقد أنه من الأخلاقي بعد أن تراكمت كل كلمات المديح والثناء على مصر التي تنتظر دورها على مذبح بوش أن تراعي مسألة غابت عنك كثيرا.. هذا الشعب لا يقال بحقه مثل هذا الكلام.. فإما أن تسحبه أو تنكره لنفسك وعليها أو لتعلن صراحة بأنك واقع تحت تأثير التجييش الأعمى والمخادع ضد مليون ونصف انسان في 360 كيلو مترات مربعة..
    ولا يعني الامتنان يا سيد أبو الغيط أن نصمت عن مراجل في غير مكانها الديبلوماسي والسياسي والاستراتيجي في غمرة مشروع الرغبة الاميركية في رؤية السيقان والاذرع العربية مرفوعة في الهواء مستسلمة لقدر بوش واتباعه ممن يسعون وراء مهمة مستحيلة من ترويض العقل في مشهد العهر الاعلامي المسيطر على علاقة العربي بالاخر العربي..
    هل أكذب لأصمت.. لا يا سيدي لم نعتد ونحن نشرب حليب الانتماء إلا أن نكون صرحاء وفي الصف الذي لا تريده أميركا والصهيونية التي تكبل الجيش المصري وتحمله مسؤوليات نعرف مقصدها ودافع عنها حتى من وقف وراء عملية ديمونة التي أعادتها الى الواجهة كمفردة في سياسة مصرية تقليدية ترفض التسلح النووي الصهيوني القاتل لآلاف العرب البدو والاردنيين بتسربات من مفاعلات لم يجرؤ مركز واحد في هذا المجتمع الدولي تفحصه..
    ليست تلك هي اللغة الديبلوماسية التي تصف فيها المقاومة بكاريكاتورية حتى نصب في سيل الاكاذيب الصهيونية عن فزع مستعمرين في سيدروت وغيرها.. بينما قوافل الشهداء الفلسطينيين حيث لا صواريخ تستمر كشلال لا يتوقف دون أن نسمع عنتريات من يجرؤ على تهديد واحد ولو من باب رفع العتب..
    ليست حماس هي الوحيدة التي تقاتل دفاعا عن النفس يا سيد ابو الغيط.. كل إنسان يتعرض لأبشع صور القهر سيدافع عن نفسه يساريا كان أم قوميا.. وأمام مثل ذلك المسلسل المسكوت عنه بخجل وعار قلب العقل العربي أراهن أنه حتى الكلاب الضالة لن تسمح من يعبث أو يقتل جراءها.. فما بالك بشعب أسمى في مقاومته وصموده وبقائه أن توسم خيرا في أمته التي باتت تبيعه مواقف معيبة كالقول : مبروك موقف أبو الغيط.. حيا الله مصر على وقوفها بوجه الغزاة الفلسطينيين.. أم أن السيد أبو الغيط لا يعرف تبعات ما يقول ولا أن مستشاريه ينقلون له ما تردده مجموعات مثقفي المارينز...
    غزة كانت وستبقى ظهيرا لمصر العروبة وليس لمصر التي اختطفها بعض الرداحة التي يقولون أنك قلت ما تقوله عن شعبك الفلسطيني في غزة... واطلب من مستشاريك الاعلاميين أن يجمعوا لك عينات من ردود المتربصين والمتلبسين لأسماء عربية.. لتدرك أن ما يتفوه به السياسي صاحب المسؤوليات أخطر بكثير مما يقوله العبد الفقير الذي ينصح سيادة الوزير أن يقلع قليلا عن هذه الاستعلائية الفارغة التي تنقل على لسانه والتي تحط من قيمة لغتنا وتخاطبنا...
    شعب عانى ما تعرفه أنت وكل المنظمات الدولية لا يمكن أن يقال له "سنكسر أرجله" ولا أن اقبل ذلك التصوير الأرعن بدخول إخوة الدين والعروبة والقضية من منفذ ومتنفس لا كغزاة ولا كمجتاحين بل أناس أرهقهم حصار عام كامل... أم أن السيد الوزير يرى في مجموعات العربدة الآتية الى القاهرة على نفقة ما يمنحه السيد عباس لهم ويحرم شعبه منه هم الشرفاء في زمن العهر الاعلامي والسياسي ؟لا أظن وأنا أنطلق من حسن نية أنك فعلا تصدق ما نقل عنك عن كاريكاتورية المقاومة التي يشترك فيها طيف واسع من اليسار والقومي والوطني دفعا لمجزرة تستمر بمعدل قتل 3 الى 4 فلسطينيين يوميا على مدار عام كامل دون أن يقول عربي : لو استمرت اسرائيل على هذا المنوال فسنعاقبها، ليس بتكسير الارجل وقطع الاعناق بالأرزاق .. لا بموقف ديبلوماسي يقول لجماعتهم في سفارتهم في القاهرة : اخرجوا من هنا إلى أن تتوقفوا عن التلاعب بالامن القومي المصري وتلتزموا بالمواثيق الدولية... لا أن يقال لعجزو مريضة تحمل أوراقها علها تجد علاجا أو لشباب لم يروا في حياتهم غير اسوار المخيم والاذلال قتلا واعتقالا متنفسا أن دخلوا ضيوفا لايام بسيطة إلى أرض الكنانة..ويبدو لي الفارق كبير .. كبير جدا يا سعادة الوزير بين أن يحمل البسطاء بعض احتياجاتهم من العريش والمتاجر المصرية وبين من تعلم أجهزتكم الامنية الوطنية من هم الخطر الحقيقي.. وعليه، كل ما نرغبه أن تعلموننا أرجل من التي تستحق الكسر وأيدي من التي تستحق الكف عن العبث بالامن القومي العربي مجتمعا..
    هو سؤال مع احترامنا لشعب مصر البسيط الذي قادته فطرته إلى احتضان أهله من غزة المحاصرة... عكس الدعوات التي تزيد جدران التفرقة لتضيف اليها لغة لا تليق بمكانة مصر.. فهل وصلتكم الرسالة كما وصلت واحدثت من ألم في النفس والواقع الذي يكبل له الإعلام الصهيوني وإن تحدث بلغة الضاد؟
    نأمل ذلك.. ولكن الارجل لرجال ونساء غزة تستحق بلسما شافيا لا تهديدا بكسرها... مع إعترافنا بأن الفوضى أرهقتكم... لكن الفوضى لا تحل بعنتريات التكرار الببغائي الذي تمارسه أجهزة إعلام كانت تنتظر قراءة شفاهكم!
جاري التحميل ..
X