إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسقاط سور رفح كان خليطا سليما من التخطيط والقراءة الدقيقة ..عميرة هاس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسقاط سور رفح كان خليطا سليما من التخطيط والقراءة الدقيقة ..عميرة هاس

    أخيرا عصيان شعبي
    بقلم: عميرة هاس
    مراسلة الصحيفة للشؤون الفلسطينية

    (المضمون: معيقان امام تطوير زخم التمرد الشعبي الذي يكمن في اسقاط سور رفح: ما يدعى بالكفاح المسلح وانعدام الحوار بين الحكومتين اللتين تمثلان الشعب الخاضع للحصار، للاحتلال والاستعمار الزاحف – المصدر).
    اسقاط سور رفح كان خليطا سليما من التخطيط والقراءة الدقيقة للخريطة الاجتماعية والسياسية من جانب حكومة حماس والاستجابة الجماهيرية لهذا التحدي ضد املاءات الحاكم الاعلى، اسرائيل.
    غير قليل من الناس عرفوا في رفح بانه منذ بضعة اشهر يضعضع "مجهولون" اسس السور سرا كي يكون ممكنا في اللحظة المناسبة اسقاطه بسهولة – ولكن السر لم يتسرب. مئات الاشخاص الذين بدأوا بالخروج فور اقتحام السور الى خارج رفح الفلسطينية فعلوا ذلك رغم الخطر ورغم سوابق اطلاق النار المصرية على مقتحمي الحدود. القيادة والجمهور في غزة، كجزئين من الشعب الخاضع للاحتلال كانوا شركاء في هذه الخطوة الشجاعة واللازمة لتحطيم قوانين اللعب الاسرائيلية. اسقاط السور هو تعبير واضح على التفكير والمزاج لتمرد شعبي قائم لدى الشعب الفلسطيني، ولكنه قمع في السنوات الاخيرة لاسباب مختلفة.
    في م.ت.ف يخشون وعن حق من أن اسقاط السور سيعطي اسرائيل ذريعة اخرى لقطع غزة نهائيا عن كل صلة بالضفة. ولكن هذا الميل ليس جديدا: الحصار الاسرائيلي على غزة تطور بالتدريج وبانتظام منذ العام 1991 وتعزز في سنوات اوسلو. ولكن في حينه لم يكن لدى قيادة م.ت.ف الابداع اللازم للتحدي العملي، وفي الوقت المناسب السياسة الثابتة، الهدامة والخانقة لتقييد حرية الحركة. ولا غرو في أنه في حينه، مثلما هو الحال اليوم، حرصت اسرائيل على تزويد كبار رجالات الشرطة ومقربيهم بامتيازات أتاحت لهم حرية الحركة. كبار المسؤولين نددوا علانية بالقيود المفروضة على حركة جموع المواطنين، ولكنهم اخذوا باستسلام امتيازاتهم. وعليه، فان خيالهم السياسي ما كان بوسعه أن ينتج خطط عمل واقعية لمواجهة قطع غزة عن الضفة وواقع الحبس لمعظم ابناء شعبهم.
    عائقان اساسان يقفان في وجه الاحتمال في استغلال الانجاز القائم في اسقاط السور وتطوير تكتيك الكفاح الشعبي. احدهما هو ما يسمى "الكفاح المسلح" في شكل نار الصواريخ من غزة الى بلدات اسرائيلية او عمليات انتحارية في اسرائيل – في ظل استغلال ثغرات الحدود. الشعار الفلسطيني في أن حق الشعب المحتل في "الكفاح بكل الوسائل" هو شعار مخلول، لان الحديث لا يدور عن حق بل عن نجاعة الكفاح. وها هو ثبت أنه بواسطة التمرد الشعبي فان الفلسطينيين ينجحون في تحطيم قوانين اللعب الاسرائيلية واعادة قضيتهم الى صدارة الاهتمام العالمي – بل وتشديد الانتقاد على اسرائيل. اما "الكفاح المسلح" – ولا سيما عندما يكون موجها ضد المدنيين – فيحقق العكس: يعرض الفلسطينيين كمعتدين، وليس كخاضعين للاحتلال والعدوان. واذا كانت حكومة غزة لا ترغب في أن تفوت الزخم الكامن في اسقاط السور، فحذار عليها ان تكتفي في أن مسلحيها لا يطلقون صواريخ القسام بل ان توضح للمنظمات الاخرى بانها تفشل خطوة ناجحة من الثورة.
    العائق الثاني هو تمترس حكومة رام الله وراء رفضها الحديث مع حماس. فالحديث يدور زعما عن حكومتين شرعيتهما مهزوزة – من ناحية القانون الاساس للسلطة. ولكنهما الاثنتين تمثلا ذات الشعب الخاصع للاحتلال وذات القاطع من البلاد الخاضع للاستعمار الحثيث. هذه معطيات تفوق كل تعرجات التشريع. محمود عباس التقى مع ايهود اولمرت دون شروط في نهاية اسبوع فرضت فيه اسرائيل حصارا وحشيا اكثر من أي وقت مضى على غزة. ولكنه لا يستطيع أن يتحدث مع اسماعيل هنية دون أن يقبل الاخير شروطه المسبقة؟ هذه المقاطعة تساهم في القطيعة التي تنكب عليها اسرائيل جدا لتعميقها. وكلما تأخرت المحادثات المباشرة بين القيادتين على السبل العملية لرفع الحصار عن غزة، يتعاظم التخوف في أن حكومة رام الله، كما تدعي محافل في حماس، تنصت للولايات المتحدة واسرائيل وليس لارادة شعبها.
جاري التحميل ..
X