تمهيد:
إلى كل الأحرار..
إلى كل الأبطال..
إلى كل الشرفاء..


سكون يخيم على المكان.. نسمات الهواء.. تعطر الأجواء..
هدوء مفجع.. صمت مطبق.. ظلام دامس.. سواد حالك.. برد قارس..
بهذه الكلمات ابتدأت كتابتي.. لم تسعفني الذاكرة لانتقاء المناسب من العبارات..
فالأمر جد خطير، والمصاب عظيم.



لم أكن أتوقع يوما أن أقف عاجزاً مكتوف اليدين لا أملك من أمري شيئاً.
فطالما اعتدت أن أكون منافحاً أسعى لنيل ما أريد دون خوف أو تردد.
لكن اليوم ليس ككل يوم! الكل غاضب.. الكل ثائر.. الكل حائر..
لكن أحدنا لا يملك سوى الكلام وفي أحسن أحواله الصراخ –وليته يجدي نفعاً–
لقد أسقط في أيدينا جميعاً.


نحن أمة تجاوز تعدادها المليار!!
أيعقل أن نقف جميعا عاجزين مكتوفي اليدين؟؟
أيعقل أن نظل واقفين صامتين متفرجين؟؟
أين النخوة والرجولة؟؟ أين البطولة والشهامة؟؟ أين العروبة والكرامة؟؟ أين وأين وأين...
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

شرذمة قليلون من حثالة البشر، يصيغون حياتنا وفق مايريدون،
ويرسمون آمالنا وفق ما يخططون، ونحن سائرون وفق ما يقولون..
إن ما يجري في غزة اليوم لن ينساه الزمان، وستسطره الأيدي في كل مكان.
إنها لرسالة واضحة وصريحة مفادها (أن عاقبة العصيان الهوان، والتمرد الخذلان).
لكم الله يا أهل غزة.. هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير..
سيكتب التاريخ كيف تخونه همم الرجال، وتخذله عزيمة الأبطال.
لا تنتظروا أميرا أو حاكما فقد ولى عهد أمير المؤمنين عمر..
لا ترقبو قائدا أو مجاهدا فصلاح الدين قد اندثر..
لا تأملو نخوة أو شهامة فعنترة العروبة قد انتحر..


أيا أمة الإسلام، آن لنا أن نعود..
لابد لنا من وقفة قوية، وعزيمة صادقة. نثبت فيها لأنفسنا أننا قادرون.. وأننا صامدون، وفي نفس الوقت ثائرون..
علينا أن نتحرر من أخطائنا التي قيدت حياتنا وكبلتها وأصبحنا مرهونين بها..
علينا أن لا نجتر الماضي ونفكر في الحاضر ونخطط للمستقبل..
علينا أن لا نلقي باللائمة على غيرنا وننسى أنفسنا..

وختاماً علينا أن نقف مع أنفسنا وقفة عتاب وحساب علنا نجد مكمن الخلل الذي يصلح به الزلل..



همسة:
غزة في عداد الشهداء..
بعد أن خذلها الشرفاء..
وتخلى عنها الأوفياء..
وهجرها الأشقاء..


معاذ محمد