تويت
غزة - قبـل تسـعة أعـوام، وتحديدا لحـظة أن حطت طائرة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون على أرض مطار غـزة الدولي، كانت المـدينة على أهبـة الاستعداد والتصفيق لاستقبال الوافد إليها طمعا وأملا في السـلام وغـدٍ أفـضل.
اليـوم ثمـة رئيس أمريكي آخـر يزور المنطقـة للمرة الأولى في رئاسته بدا المشـهد مُغايرًا، فالمطار أضحـى أنقاضا وكـومة ذكـريات بفعل هجمات الاحتلال المتكررة عليـه، أما المدينة فتغيرت ملامحها وباتت في سجنٍ كبيـر معزولة عن العالم بفعل الحصار.
هذا الحصـار الخانق الذي كتم أنفاسها، دفع سكانها للانتفاض في وجـه زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي تبدأ غدا الأربعاء، وقلوبهم تتساءل: أين السـلام ونحن نمـوت في اليـوم ألف مـرة؟!.
ويزور الرئيس الأمريكي الأراضي الفلسطينية وقد انشطرت لقسمين: أحدهما سيستقبله بحفاوة، والثاني سيدير له ظهـره
اعتقال قياديين بحماس
الضفـة الغربية المحتلة، حيث حكومة سلام فياض التي عينها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أن أقال حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية عقب سيطرة حماس على غـزة، استعدت لاستقبال الرئيس بوش برفع أقصى درجات التأهب والحيـطة.
ولضمان الهدوء اعتقلت الأجهزة الأمنية بالضفة العديد من نشطاء حماس قالت إنهم "يريدون بلبلة الشارع" في أثناء الزيارة. وذلك بعد انتقاداتهما للسلطة وحكومة فياض في تصريحات لقناة "الجزيرة" الفضائية.
فرج رمانة القيادي في حماس بعد إفراج الأجهزة الأمنية عنه عقب اعتقاله هو والقيادي بالحـركة حسين أبو كويك لعدة ساعات، قال في تصريحات صحفية: إن مسئولا أمنيا أبلغهما أن اعتقالهما جاء لضمان ألا تثير حماس أي قلاقل خلال الزيارة.
وبعـد يومين فقط من إفراج الأجهزة الأمنية عن رمانة وأبو كويك اعتقلتهما القوات الإسرائيلية فجر اليوم الثلاثاء.
وقالت عائلة الشيخ فرج رمانة: إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت منزلها في ضاحية عين أم الشرايط جنوب مدينة البيرة قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، واختطفت رمانة بعد إحداث دمار واسع بالمنزل، وتفتيشه بطريقة أرعبت الأطفال.
كما اقتحم الاحتلال منزل الشيخ حسين أبو كويك بمخيم الأمعري جنوب البيرة في الساعة الثانية والنصف فجرًا، حيث فجروا مدخله وخربوا محتوياته وصادروا أوراق شخصية واحتجزوا زوجته وأطفاله بغرفة واحدة، قبل أن يختطفوا أبو كويك، كما الشيخ رمانة لجهة غير معلومة.
اعتقال رمانة وأبو كويك يرى مراقبون أنه يأتي لضمان عدم حديثهما لأي وسائل إعلامية أو عقد مؤتمرات صحفية للتعبير عن مواقف حماس خلال الزيارة.
ولعملية الاعتقال هدف إسرائيلي إضافي يوضحه الدكتور مصطفى البرغوثي النائب البرلماني الفلسطيني بالقول: "إسرائيل استهدفت باعتقالهما قطع قناة فلسطينية للتقارب بين حركتي حماس وفتح"، بحسب تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت".
وخلال الأشهر القليلة الماضية تولى هذان القياديان سلسلة مباحثات ولقاءات مع قيادات بفتح في الضفة للتوصل إلى صيغة توافقية للحوار بين الطرفين لإنهاء الانقسام الحاد على الساحة الفلسطينية.
المسئول عن الدماء
وإذا كانت حماس لن تتكلم بالضفـة، فسيصدح صوتها وبقوة في غـزة، إذ أعلنت الحركة عزمها تنظيم سلسلة فعاليات مناهضة للزيارة.
"سنوجه خلال هذه الفعاليات رسالة قوية للرئيس بوش مفادها أننا نرفض وجوده على أرضنا؛ لأنه المسئول الأول عن سيل الدماء المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية، وهو المسئول الأول عن تعميق الانقسام الداخلي الفلسطيني والتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي ضدنا"، وفق قول أشرف أبو دية، المتحدث باسم جهاز العمل الجماهيري بحماس، في بيان وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه.
وأوضح أبو دية أن مسيرات كبيرة ستجوب شوارع غزة تنديدًا بالزيارة، وحث كافة "الفصائل والأحرار" على المشاركة في هذه الفعاليات "لإظهار موقف الشعب الفلسطيني الواضح من الزيارة التي تأتي لتدعيم عمليات القتل والدمار الإسرائيلية".
ويبدو أن الفعاليات المناهضـة للزيارة بغـزة لن تقتصر على حماس، حيث أكد أهالي الأسـرى أنهم ينظمون تظاهرات ضخمـة، مؤكدين أن السلام لا يتحقق إلا بالإفـراج عن كافة الأسرى (نحو 11 ألف)، كما دعت عـدة جمعيات ومؤسسات أهليـة بالتظاهر للمطالبة برفع الحصار.
واليوم تظاهر العشرات في غزة للتنديد بالرئيس الأمريكي، حاملين العديد من النعوش في إشارة إلى ضحايا الحصار المشدد على القطاع منذ سيطرة حماس عليه في يونيو الماضي.
التأهب الشديد
وعشية زيارة الرئيس بوش لإسرائيل، قررت شرطة الاحتلال رفع حالة التأهب في صفوفها إلى مستوى واحد فقط قبل حالة الطوارئ.
وبحسب الإذاعة العبرية، سيتم نشر أفراد من الشرطة قرب منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بالقدس اعتبارا من صباح الثلاثاء، وحتى انتهاء الزيارة.
وقالت الإذاعة: إن الشرطة ستكثف وجودها بمحيط الحرم القدسي الشريف عقب ورود معلومات حول نية نشطاء من اليمين الإسرائيلي إقامة الصلوات بالحرم، وإغلاق طرق في القدس خلال الزيارة.
وأفادت مصادر صحفية أن المسئولين الإسرائيليين سينشرون أكثر من 10 آلاف شرطي في إطار عملية أمنية غير مسبوقة.
خوفًا من مفاجآت
أما السلطة الفلسطينية فغطت مناهل الصرف الصحي في مدن رام الله وبيت لحم وأريحا بلحام الأوكسجين، وذلك بعد إجراء المسح الأمني للتأكد من خلو تمديدات الصرف الصحي في الطرق التي من المتوقع أن يمر منها موكب الرئيس بوش من أي مواد متفجرة.
مصادر أمنية فلسطينية شاركت في عمليات التأمين أوضحت أن إغلاق مناهل الصرف الصحي، وغيرها الكثير من الخطوات، اتخذت بناء على طلب جهاز الحراسة الأمريكي الذي وصل الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من أسبوع، ومسح الطرقات التي قد يسلكها موكب الرئيس، وحدد الأبنية المطلة عليها لكي يعتليها القناصة.
ورفض جهاز الحراسة الأمريكي أي مشاركة فلسطينية أمنية في تأمين الرئيس بوش عن قرب، وعهد للأجهزة الأمنية الفلسطينية بتولي الخط الثاني في الحراسة، بحسب تلك المصادر.
ولتأمين الرئيس أيضا، وصلت طائرات عمودية أمريكية للأراضي الفلسطينية، حيث حلقت 4 مروحيات صباح الإثنين 7-1-2008 فوق رام الله ضمن مسحها للأجواء الفلسطينية ومراقبة الأبنية المحيطة والقريبة من مقر الرئاسة المتوقع أن يعقد فيه اجتماع بين الرئيس بوش ورئيس السلطة الفلسطينية.
وتعيش المدن الفلسطينية المرجح أن يزورها الرئيس الأمريكي حالة من الإرباك في ظل اعتزام قوات الأمن الفلسطينية تغيير حركة السير في بعض الشوارع الرئيسية، ومطالبة وزارة الداخلية المواطنين في إعلانات عبر وسائل الإعلام بالالتزام بتعليمات قوات الأمن.
وتخشي الأوساط الأمنية من مفاجآت قد تهدد حياة الرئيس بوش المتوقع أن يزور رام الله وبيت لحم وأريحا ضمن جولته بالمنطقة التي تشمل أيضا إسرائيل والسعودية ومصر.
وأوضحت المصادر أن حالة تقترب من منع تجول قد تفرض على منطقة المقاطعة، مقر السلطة الفلسطينية، على أن تنتشر عناصر الأمن على مختلف الطرق المؤدية إلى مقر الاجتماع.
اليـوم ثمـة رئيس أمريكي آخـر يزور المنطقـة للمرة الأولى في رئاسته بدا المشـهد مُغايرًا، فالمطار أضحـى أنقاضا وكـومة ذكـريات بفعل هجمات الاحتلال المتكررة عليـه، أما المدينة فتغيرت ملامحها وباتت في سجنٍ كبيـر معزولة عن العالم بفعل الحصار.
هذا الحصـار الخانق الذي كتم أنفاسها، دفع سكانها للانتفاض في وجـه زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي تبدأ غدا الأربعاء، وقلوبهم تتساءل: أين السـلام ونحن نمـوت في اليـوم ألف مـرة؟!.
ويزور الرئيس الأمريكي الأراضي الفلسطينية وقد انشطرت لقسمين: أحدهما سيستقبله بحفاوة، والثاني سيدير له ظهـره
اعتقال قياديين بحماس
الضفـة الغربية المحتلة، حيث حكومة سلام فياض التي عينها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أن أقال حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية عقب سيطرة حماس على غـزة، استعدت لاستقبال الرئيس بوش برفع أقصى درجات التأهب والحيـطة.
ولضمان الهدوء اعتقلت الأجهزة الأمنية بالضفة العديد من نشطاء حماس قالت إنهم "يريدون بلبلة الشارع" في أثناء الزيارة. وذلك بعد انتقاداتهما للسلطة وحكومة فياض في تصريحات لقناة "الجزيرة" الفضائية.
فرج رمانة القيادي في حماس بعد إفراج الأجهزة الأمنية عنه عقب اعتقاله هو والقيادي بالحـركة حسين أبو كويك لعدة ساعات، قال في تصريحات صحفية: إن مسئولا أمنيا أبلغهما أن اعتقالهما جاء لضمان ألا تثير حماس أي قلاقل خلال الزيارة.
وبعـد يومين فقط من إفراج الأجهزة الأمنية عن رمانة وأبو كويك اعتقلتهما القوات الإسرائيلية فجر اليوم الثلاثاء.
وقالت عائلة الشيخ فرج رمانة: إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت منزلها في ضاحية عين أم الشرايط جنوب مدينة البيرة قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، واختطفت رمانة بعد إحداث دمار واسع بالمنزل، وتفتيشه بطريقة أرعبت الأطفال.
كما اقتحم الاحتلال منزل الشيخ حسين أبو كويك بمخيم الأمعري جنوب البيرة في الساعة الثانية والنصف فجرًا، حيث فجروا مدخله وخربوا محتوياته وصادروا أوراق شخصية واحتجزوا زوجته وأطفاله بغرفة واحدة، قبل أن يختطفوا أبو كويك، كما الشيخ رمانة لجهة غير معلومة.
اعتقال رمانة وأبو كويك يرى مراقبون أنه يأتي لضمان عدم حديثهما لأي وسائل إعلامية أو عقد مؤتمرات صحفية للتعبير عن مواقف حماس خلال الزيارة.
ولعملية الاعتقال هدف إسرائيلي إضافي يوضحه الدكتور مصطفى البرغوثي النائب البرلماني الفلسطيني بالقول: "إسرائيل استهدفت باعتقالهما قطع قناة فلسطينية للتقارب بين حركتي حماس وفتح"، بحسب تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت".
وخلال الأشهر القليلة الماضية تولى هذان القياديان سلسلة مباحثات ولقاءات مع قيادات بفتح في الضفة للتوصل إلى صيغة توافقية للحوار بين الطرفين لإنهاء الانقسام الحاد على الساحة الفلسطينية.
المسئول عن الدماء
وإذا كانت حماس لن تتكلم بالضفـة، فسيصدح صوتها وبقوة في غـزة، إذ أعلنت الحركة عزمها تنظيم سلسلة فعاليات مناهضة للزيارة.
"سنوجه خلال هذه الفعاليات رسالة قوية للرئيس بوش مفادها أننا نرفض وجوده على أرضنا؛ لأنه المسئول الأول عن سيل الدماء المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية، وهو المسئول الأول عن تعميق الانقسام الداخلي الفلسطيني والتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي ضدنا"، وفق قول أشرف أبو دية، المتحدث باسم جهاز العمل الجماهيري بحماس، في بيان وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه.
وأوضح أبو دية أن مسيرات كبيرة ستجوب شوارع غزة تنديدًا بالزيارة، وحث كافة "الفصائل والأحرار" على المشاركة في هذه الفعاليات "لإظهار موقف الشعب الفلسطيني الواضح من الزيارة التي تأتي لتدعيم عمليات القتل والدمار الإسرائيلية".
ويبدو أن الفعاليات المناهضـة للزيارة بغـزة لن تقتصر على حماس، حيث أكد أهالي الأسـرى أنهم ينظمون تظاهرات ضخمـة، مؤكدين أن السلام لا يتحقق إلا بالإفـراج عن كافة الأسرى (نحو 11 ألف)، كما دعت عـدة جمعيات ومؤسسات أهليـة بالتظاهر للمطالبة برفع الحصار.
واليوم تظاهر العشرات في غزة للتنديد بالرئيس الأمريكي، حاملين العديد من النعوش في إشارة إلى ضحايا الحصار المشدد على القطاع منذ سيطرة حماس عليه في يونيو الماضي.
التأهب الشديد
وعشية زيارة الرئيس بوش لإسرائيل، قررت شرطة الاحتلال رفع حالة التأهب في صفوفها إلى مستوى واحد فقط قبل حالة الطوارئ.
وبحسب الإذاعة العبرية، سيتم نشر أفراد من الشرطة قرب منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بالقدس اعتبارا من صباح الثلاثاء، وحتى انتهاء الزيارة.
وقالت الإذاعة: إن الشرطة ستكثف وجودها بمحيط الحرم القدسي الشريف عقب ورود معلومات حول نية نشطاء من اليمين الإسرائيلي إقامة الصلوات بالحرم، وإغلاق طرق في القدس خلال الزيارة.
وأفادت مصادر صحفية أن المسئولين الإسرائيليين سينشرون أكثر من 10 آلاف شرطي في إطار عملية أمنية غير مسبوقة.
خوفًا من مفاجآت
أما السلطة الفلسطينية فغطت مناهل الصرف الصحي في مدن رام الله وبيت لحم وأريحا بلحام الأوكسجين، وذلك بعد إجراء المسح الأمني للتأكد من خلو تمديدات الصرف الصحي في الطرق التي من المتوقع أن يمر منها موكب الرئيس بوش من أي مواد متفجرة.
مصادر أمنية فلسطينية شاركت في عمليات التأمين أوضحت أن إغلاق مناهل الصرف الصحي، وغيرها الكثير من الخطوات، اتخذت بناء على طلب جهاز الحراسة الأمريكي الذي وصل الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من أسبوع، ومسح الطرقات التي قد يسلكها موكب الرئيس، وحدد الأبنية المطلة عليها لكي يعتليها القناصة.
ورفض جهاز الحراسة الأمريكي أي مشاركة فلسطينية أمنية في تأمين الرئيس بوش عن قرب، وعهد للأجهزة الأمنية الفلسطينية بتولي الخط الثاني في الحراسة، بحسب تلك المصادر.
ولتأمين الرئيس أيضا، وصلت طائرات عمودية أمريكية للأراضي الفلسطينية، حيث حلقت 4 مروحيات صباح الإثنين 7-1-2008 فوق رام الله ضمن مسحها للأجواء الفلسطينية ومراقبة الأبنية المحيطة والقريبة من مقر الرئاسة المتوقع أن يعقد فيه اجتماع بين الرئيس بوش ورئيس السلطة الفلسطينية.
وتعيش المدن الفلسطينية المرجح أن يزورها الرئيس الأمريكي حالة من الإرباك في ظل اعتزام قوات الأمن الفلسطينية تغيير حركة السير في بعض الشوارع الرئيسية، ومطالبة وزارة الداخلية المواطنين في إعلانات عبر وسائل الإعلام بالالتزام بتعليمات قوات الأمن.
وتخشي الأوساط الأمنية من مفاجآت قد تهدد حياة الرئيس بوش المتوقع أن يزور رام الله وبيت لحم وأريحا ضمن جولته بالمنطقة التي تشمل أيضا إسرائيل والسعودية ومصر.
وأوضحت المصادر أن حالة تقترب من منع تجول قد تفرض على منطقة المقاطعة، مقر السلطة الفلسطينية، على أن تنتشر عناصر الأمن على مختلف الطرق المؤدية إلى مقر الاجتماع.
تعليق