إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقال رائع " مصير المُحرضين ضد شعوبهم "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقال رائع " مصير المُحرضين ضد شعوبهم "

    مصير المُحرضين ضد شعوبهم


    [ 06/12/2007 - 10:43 ص ]
    عنان العجاوي



    أن يطحن الشعب الفلسطيني نفسه و ينقلب على ذاته في فترة من الزمن فهذا أمر يمكن تجاوزه, وان نعيش حالة قصيرة من الند و العداء الأخوي في البيت الداخلي هذا الامر ايضاً يمكن تجاوزه, واذا استقوت زمرة طامعة على أُخرى فاسدة بإرداتها وقواها الذاتية يمكن ان نستحمل ذلك أيضا و نقول يحصل هذا في اكبر الدول وأكثرها تقدما, ايضاً يمكن أن نتماشى مع "موضة" الفتنه التي تجتاح البلاد العربية ونجدد المبررات والأسباب لكل طرف.

    اما الذي لا يمكن تحمله والسكوت عليه هو أن يستعين طرف فلسطيني بالعدو الصهيوني لمساعدته على هضم لحم أخيه و تحريض الاحتلال عليه بل والموافقة من تحت الطاولة على طحنه ومباركة دوره بسلاسل الدبابات الصهيونية.!!

    كشفت صحيفة يديعوت احرنوت الصهيونية قبل أيام ان اتفاقاً وتفاهماً حصل بين ايهود أولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك من جهة وطرف فلسطيني آخر من جهة اخرى تم بموجب هذا التفاهم موافقة الطرف الفلسطيني على اجتياح قطاع غزة فور الانتهاء من مؤتمر انابوليس وعلق على هذا الخبر كبير المعلقين الصهاينة"ناحوم برينغ" بقوله" عباس سيعود الى قطاع غزه على أكتاف جنودنا" .

    ورغم تشكيك الجميع بمصداقية الصحافة الصهيونية وكشف الاعيبها لدى الجميع إلا انه لم يصدر أي نفي لحد الآن من قبل سلطة أبو مازن لهذا الخبر وتبرئ ذمتها!!, وبرغم علم الجميع ايضاً بأن الصحافة الصهيونية مجيشة احتلالياً لدق أسافين الخلاف بين الفصائل الفلسطينية واللعب على اوتار الاقتتال الداخلي وتماشيها مع قيادة الاحتلال إلا يجب أن نكون أكثر حذراً في التعاطي مع هذه الانباء والتحذير من صحتها و التنبؤ بتوابعها المشينة على كافة ألأصعدة ومساس توابعها بالشعب والارض والصمود والمحافظة على ما اكتسبناه من تحرير قطاع غزه وتفكيك المستعمرات الصهيونية فيه.

    هذا الخبر ألأسود يعيد الذاكرة الى سنوات الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 والتحضير الصهيوني لهذا الاجتياح في عملية أُطلق عليها أسم "عملية سلامة الجليل" التي هدفت الى اجتثاث الوجود الفلسطيني ومقاومته التي كانت تستهدف المدن والمستعمرات الصهيونية شمال فلسطين المحتلة وما ترتب على هذا الاجتياح والعدوان من تدمير مخيف للعاصمة اللبنانية بيروت وصمود مبهر للمقاومة الفلسطينية واللبنانية فيها استمر عدة أشهر أربكت فيه المقاومة البيت الداخلي الصهيوني وأحرجت قادة الاحتلال وأخجلت القيادات العربية الصامتة و جيوشها المتفرجة.

    أهداف اجتياح بيروت في عام 1982 هي نفس أسباب الاجتياح الصهيوني لقطاع غزه اذا ما تم هذا الاجتياح و خصوصاً اذا ما أنضم اليه عامل التحريض الداخلي للاحتلال على التسريع في تنفيذ خططه, كانت اساب عملية الاجتياح للبنان :

    1- التحريض الماروني بقيادة حزب الكتائب و رئيسه "بشير الجميل" للاحتلال الصهيوني وشدّه على تنفيذ عملية الاجتياح ومباركته لها

    2- وقف عمليات المقاومة الفلسطينية المُنطلقة الى شمال فلسطين المحتلة

    3- القضاء على المقاومة الفلسطينية المُنطلقة من العاصمة بيروت باتجاه الجنوب

    4- وضع رئيس لبناني عميل لإسرائيل وهو المُحرض " بشير لجميل" رئيس حزب الكتائب لضمانه توقيعه اتفاقية سلام مع الصهاينة فور ضرب المقاومة الفلسطينية والتخلص منها

    أما الاجتياح الصهيوني –اذا ما تم- لقطاع غزه فأسبابه ستكون حتماً "عملية سلامة الجنوب" لأن تهديد المقاومة الفلسطينية للمستعمرات والمدن الصهيونية مُستمر و بشكل متقدم مع الوقت منذ الانسحاب الصهيوني من القطاع الى الآن ولكن أسباب الاجتياح كاملة ستكون كالآتي :

    1- تحريض طرف فلسطيني ضد آخر "وهو نفس التحريض الماروني في لبنان"

    2- وقف عمليات المقاومة المُنطلقة من قطاع غزة باتجاه المستعمرات الصهيونية المحيطة

    3- رفض سلطة حماس وحكومتها الاعتراف بالكيان الصهيوني

    4- إرجاع حكومة أوسلو"المعترفة" الى كراسي الحكم في قطاع غزة بعد القضاء على حكومة حماس"الغير مُعترفة"

    و من هذه الاسباب نجد التشابه شبه المتطابق بين الحالتين في أسباب اجتياح لبنان عام 1982 و الاجتياح الصهيوني المُنتظر لقطاع غزة بعد انتهاء مؤتمر انابوليس,

    أما اذا ركزنا على العامل"التحريضي" الداخلي في لبنان فقد لعب "بشير الجميل" دور العميل الصهيوني ومشاركته شخصياً لوزير الدفاع الصهيوني "ارئيل شارون" في طموحه الهادف الى تنظيف لبنان من عناصره المقاومة على رئسها العنصر الفلسطيني, برغم أن "الجميل" لم يعلن هذا التعامل بشكل رسمي وحرص على نفيه الدائم إعلامياً ولكن في الخفاء كانت هناك الكثير من الاجتماعات و"المؤتمرات" المشتركة التي جمعته مع قيادات الاحتلال داخل الكيان الصهيوني تعهد من خلالها على تقديم كل الدعم اللوجستي والاستخباري ضد المقاومة الفلسطينية, وأيضاً ضمن "الجميل" ولاء أتباعه في حزب الكتائب للجيش الصهيوني وعمالتهم له, وفعلاً عند الاجتياح الصهيوني للبنان نفذ "الجميل" ما تعهد القيام به من تعاون حيث أملى على أتباعه في حزب الكتائب القيام بواجب النصير لقوات الغزو و ردع كل من يحاول مقاومة الاحتلال من المدنيين اللبنانيين.

    كان حُلم "بشير الجميل" أن يخرج الفلسطينيين من لبنان وبسبب عجزه وميليشياته عن تنفيذ ذلك لعب دور المُحرض للصهاينة لتنفيذ ما لم يقدر هو عن تنفيذه, في مقابل ذلك أخذ "الجميل" وعداً شخصياًً من رئيس وزراء الاحتلال آنذاك "مناحيم بيجن" بذبح الفلسطينيين و إخراجهم ومن ثم تنصيبه رئيساً للبنان جزاءً له على التعامل والخيانة, وعند حدوث الاجتياح ادى "الجميل" وميليشياته الكتائبية دور المرتزقة لقوات الغزو الى أن انتهت العملية بتوابع مُفجعه للبنان الدولة وللمدنيين الفلسطينيين واللبنانيين وللمقاومة:

    1- تدمير العاصمة اللبنانية بيروت

    2- خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان

    3- مقتل "المُحرض" بشير الجميل

    4- حدوث مجزرة صبرا وشاتيلا ضد المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين على السواء

    5- انسحاب الصهاينة من العاصمة بيروت وبقاء احتلالهم لجنوب لبنان

    فترتب على العملية الصهيونية ما لم يكن يتوقعه "المُحرض" وميليشياته من المُستقوين بالاعداء, فلا المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين سلموا من المجازر والتنكيل والتهجير, ولا لبنان البلد سلم من الاجتياح بل على العكس فقد دُمرت العاصمة بيروت وأًحتل جنوبه, ولا "الجميل" سلم ايضاً بل دفع حياته ثمناً لتآمره وتحريضه على احتلال بلده ومن ثم ترحيبه بالاحتلال ومساعدته للغزاة.

    هذا الدرس اللبناني الصعب كان الفلسطينيون –شعباً وقيادة- طرفا مهما في أحداثه ومجرياته لذلك هم أكثر العالمين بمصير المُستنجد بالأجنبي ضد أخيه وخاصة اذا كان الأجنبي هذا هو العدو الذي لم ولن يفرق بين فلسطيني مسالم أو فلسطيني مُقاوم ولن يفرق بين فلسطيني مُعترف به أو فلسطيني لم يعترف بوجوده الاحتلالي الطارئ على ارض فلسطين, بل هذا العدو هو الحوت التي يهيئ نفسه لابتلاع الجميع بعد الإجهاز على طرف قبل الآخر, فالمسألة مسألة وقت وأولوية فقط.

    الوضع الفلسطيني المتناقض والمُـتدهور لا يحتاج الى "الجميل" الذي استقوى بعدو شعبه على شعبه, بل سيُحارب هذا "المُحرض" وربما بل على الأكيد سيلقى نفس مصير المُحرضين ضد شعوبهم "المُحرض بشير الجميل من الداخل والعميل لحدّ في الجنوب وأذناب وإمعات أمريكا في المنطقة الخضراء ببغداد".
جاري التحميل ..
X