إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فإن تولوا فقل حسبي الله ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فإن تولوا فقل حسبي الله ..

    قول الله عز وجل في آخر آية في سورة التوبة، وسورة التوبة من قرأها فقد قرأ الحقيقة، ومن فهمها فقد فهم معركة الحقيقة، ومن استوعب أبعادها استوعب ما يجري من حوله إلى قيام الساعة من كل صور التآمر والمكر لجبهات النفاق ولجبهات الكفر ولجبهات المخالفة، تلك السورة التي عرَّت كل هذا، وفصَّلت كل هذا، وبيَّنت كل الأعداء وكل الخصوم وكل صور المواجهة لهم وكيف يمكن التغلب عليهم والانتصار.
    فبعد أن شرح المولى في آيات سورة التوبة تلك الحقائق المُرَّة، وكشف تلك الجبهات المخفية التي تأتمر على هذا الدين، وتخطط له .. بعد أن عرت دخائل هؤلاء .. وعرت كل الطوابير المندسة في أمتنا .. وعرت كل الجبهات المضادة وكل التيارات الخفية وكل تلك الكوادر التي تخطط وتمكر لهذا الدين ..
    بعد أن بيَّن وعرَّى وكشف ووضح ختم سورة التوبة بقوله تعالى:
    {فإن تولوا فقل حسبي الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
    فإن تولى عنك أصحابك يا محمد .. إن تركوك لهذا الواقع المر، ولهذه الغابة مع كثرة وحوشها وذئابها وأعدائها .. إن تركوك وحيداً فريداً وتخلى عنك القريب والبعيد .. رغم شدة الخطر ورغم أني كشفتُ لهم كل شيء .. وبينتُ لهم كل شيء مما يستدعي ازدياد همتهم وازدياد تضحيتهم من خلال ازدياد نسبة الخطر بكشف كل جبهات التآمر وكل الخصوم المندسين .. فإن تولوا هؤلاء بتآمرهم ومن معك بخذلانهم وعدم نصرتهم .. فإن تولوا .. فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ... سيكفيك .. سينصرك .. سيؤيدك ..
    إننا حينما ننزل إلى ساحة العمل .. وحينما نتحرك في جبهة المواجه .. وحينما نختار وسام الغربة ووسام الحق في زمن الغربة والإباحية وزمن الباطل وهيمنته لسنا بمجانين أبداً .. نحن أعقل الناس وإن عادانا كل الناس .. نحن أعقل الناس وإن تخلى كل الناس .. نحن أعقل الناس وإن حارب كل الناس .. تدرون لِمَ؟!.. لأننا اخترنا جبهة الله، ومن اختار جبهة الله هو الفائز وهو الرابح وهو المنتصر ولو بعد حين .. لذلك أيقنوا بأن الذي يختار جبهة الله يجب أن يكون شعاره ويقينه وشهوده أن يكون من سر قوله: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت} .. عليه اعتمدت .. به وثقت .. ومن ملك العرش يملك الفرش .. ومن بيده كل شيء لن يعجزه أحد ولكنها حكمة الابتلاء .. إنها حكمة الابتلاء ولا بد أن نعيها ونفهمها ..
    فاستمروا رغم الجراح .. اثبتوا يا بقايا جند الحق .. اثبتوا يا شباب الصحوة .. اثبتوا أيها الجيل الواعد .. رغم الطعنات .. رغم الآلام .. رغم ما نعاني ..
    اثبتوا ومضوا على ما أنتم عليه .. امضوا على ما اخترتم من الشهادة والريادة والسيادة والقيادة .. لا يفجعنكم كثرة المتساقطين خلال المسيرة .. لا يهولنكم كثرة المخالفين والمترديين .. لا يحزنكم كثرة المتخاذلين .. لا تجدوا في أنفسكم ولا في قلوبكم شيئاً من ضيق ولو وقف أهل الكرة الأرضية بمجموعهم في الجبهة المضادة .. حسبكم أنكم في جبهة فيها الله ومن كان في جبهة فيها الله سينتصر .. سيعلوا سيعز .. وإن مزق سيصرخ الله أكبر فزت ورب الكعبة ..يا مرحباً بالموت .. يا مرحباً بطعنات الغدر..يا مرحباً بخناجر الخيانة..يا مرحباً بكل الألغام التي توضع في طريق الأحرار..يا مرحباً بكل الشباك والشراك .. يا مرحباً بكل القضبان وحبال المشانق المتدلية .. يا مرحباً بكل صور التمزيق .. يا مرحباًَ بإراقة الدماء .. مرحباً بتمزيق الأشلاء .. مرحباً بقتل الأعداء .. مرحباً بكل المصاعب ...
    وإننا باقون .. سنتحدى ونتصدى ونواجه ونجابه .. وقوتنا وسلاحنا الله أكبر ولن يثنينا عن عزمنا شيء ...
    فيا خفافيش الظلام .. يا كل قوى البغي .. يا جبهات النفاق .. يا كل المخذلين موتوا بغيظكم فإننا باقون .. يا كل جيوش العدو يا كل بارجاته يا كل أساطيله .. إننا سائرون وماضون ووالله لن يوقف صرختنا ومسيرتنا إلا رحيلنا عن هذه الدنيا، وما أَشْوَقَهُ من رحيل، وما ألذها من ساعة اشتقنا إليها بتولّه وعشق ورغبة ..عجَّلْ بها إلهي ونحن على درب الحق لا إله إلا أنت .. عليك توكلنا .. أنت المستعان .. أنت ربنا أنت ملاذنا .. بك نصول بك نجول بك نحاول بك نقاتل بك ندرأ في النحور ونعوذ من الشرور .. في خيمتك استظللنا .. وإلى كهفك لجئنا وفي خزائنك دخلنا .. أقفالها ثقتي بك .. مفاتيحها لا قوة إلا بك ولا إله إلا أنت ...
    ولتسمعها الأمة قوية مدوية صارخة .. لا يمكن أبداً .. لا يمكن أن نقبل بالذل .. لا يمكن أن نقبل بوجود من يعادون الله ودينه .. لا يمكن أن نقبل بمعايشتهم .. نسكن أكواخ القش عندنا بين بني ديننا على ضعفنا ونرفض قصورهم .. نقبل الرصاص يوجَّه إلى صدورنا من أبناء أمتنا ولا نقبل الورود تلقى على رؤسنا من أيدي أعدائنا ..
    لا تسقني كأس الحياة بذلة واسقني بالعزِّ كأس الحنظل
    إننا نعلن موقفنا واضحاً لا قبول لكم .. لا قبول لأعرافكم .. لا قبول لحضارتكم ..
    نيتنا .. همتنا .. إرادتنا .. خطتنا .. مشروعنا كيف نذبحكم .. كيف ننهيكم .. كيف نخرجكم من أرضنا .. سنحملها جيلاً بعد جيل لن نقبل التنازل ..
    لا بد أن يأتي يوم تحلُّ فيه القيود .. لا بد أن يأتي يوم نرفع فيه البنود .. لا بد أن يأتي يوم نشمر فيه عن الزنود .. لا بد أن يأتي يوم سيكون في قبضتنا زناد رشاشنا .. لا بد أن يأتي يوم سنجبهكم وجهاً لوجه في ميدان الساحة وأمتنا معنا .. سيأتي ذاك اليوم الذي سيأتي فيه نصر الله والفتح ..
    هي صرخة مع الإعلان .. هي منهج عمل .. هي إعداد جيل .. هي استعداد لساعة الثأر بإذن الله .. وإن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب .. بلى .. بلى .. فلستم أعظم من كسرى وقيسر...
    أربعة أمور لن تنالوا منها أبداً:
    عقيدتنا .. لن تنالوا منها شيء ..
    حقوقنا لن نتنازل عن ذرة منها ولو أُبدنا جميعنا ..
    أرضنا خسئتم أن تطمعوا بشبر منها، وإن الشبر في الأندلس سنسترجعه .. فليس لكم أن تطمعوا بشبر من أرضنا .. ولو ذهب جيل سيولد جيل آخر وجيل بعده ..
    ورابعها لن تنالوا طأطأة رأس ولو طأطأت جميع الرؤوس.. قَتِّلوا من تشاءون وحطموا القرى وأبيدوا المساكن ..فنحن جند محمد -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفرسان التوحيد وحملة الكتاب بإذن الله الواحد الديان ..
    فلن نثني .. لن نتراجع .. لن نذل .. لن نوقع على شهادة وفاة إسلامنا .. لن نوقع بإذن الله .. حتى وإن تساقطت الرؤوس من على الأجساد .. حتى وإن مزقت الأشلاء .. حتى وإن أريقت الدماء .. حتى وإن أصابنا الضرُّ واللئواء ..
    لن نوقِّع .. لو وضعت كل قيود الأرض في أيدينا وكل السلاسل والأغلال في أرجلنا ..
    لن نوقع .. لو دفنونا أحياء لن نوقع .. لو جاءونا بكل قوة ولو شحذوا كل سلاح لن نوقع .. لو علت أصواتهم .. لو حلقت طائراتهم لو نصبوا صواريخهم لن نوقع .. لو هدموا الديار لو قتَّلوا الصغار لو ذبحوا الكبار لن نوقع .. لو أبادوا ثلاث أرباعنا لن نوقع .. لو سحقونا سحقاً لن نوقع .. لو فعلوا الأفاعيل واستنصروا بكلِّ خيلٍ وجمعوا أمرهم وأتونا لن نوقع .. لو رمينا عن قوس واحدة لن نوقع .. لو خان الأقرباء .. لو باع الأصدقاء لن نوقع ...
    إنما توقيعنا قطرات الدماء على جدران الأقصى ونحن نأتي لنحررك ...
    لن نوقع .. لن نوقع .. فأياكم أن تسجلَّ عليكم صحائف الأعمال توقيعاً .. إياكم أن يسجل التاريخ عليكم تخاذلاً ..
    لن نوقع .. وسنسير حتى لا يبقى رأس .. سنسير حتى يأخذ الشرفاء مواقعهم .. سنسير حتى نرى الزنود قد ارتفعت ونشيدها الله أكبر ..
    دون ذلك سندفع الضريبة والخسارة .. دون سندقع المُهج والأولاد .. دون ذلك ستمزق الأشلاء ...
    لا يأس .. لا قنوط .. سنمرُّ بتجربة بعد أخرى .. سنمارس عملاً بعد آخر .. سنفجع بالكثير ممن علقنا عليهم الآمال .. سيخيب الظن أناس كنا نراهم هم الرجال ..
    لا تيأسوا لا تفزعوا .. لا تجزعوا لا تهنوا لا تحزنوا لا تقنطوا ...
جاري التحميل ..
X