إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

واجب المسلمين نحو أساراهم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واجب المسلمين نحو أساراهم

    أحكام الأسرى في الإسلام
    واجب المسلمين نحو أساراهم

    أ.د. يوسف القرضاوي
    13/05/2004






    يجب على المسلمين أن يبذلوا كل ما يستطيعون من أجل فك أسراهم، وتحريرهم من الأسر، وتحكم الأعداء الكفار في رقابهم، فإذا كان الأمر يتطلب فداء بالأسرى من العدو، فادَوهم، وبادلوا أسرى المسلمين بأسرى العدو. يقول عمر بن الخطاب: لأن استنقذ رجلا من المسلمين من أيدي الكفار، أحب إليّ من جزيرة العرب.

    ويجب على أمراء المسلمين أن يسلكوا كل سبيل تؤدي إلى فكاك الأسرى من أيدي الأعداء، ومن ذلك المفاوضة معهم. وإن كان تحريرهم يتوقف على إعلان الجهاد جاهدوا من أجل إنقاذهم، ولا سيما إذا كانوا يعانون من الإيذاء والتضييق والتعذيب. قال تعالى: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون: ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، واجعل لنا من لدنك وليا، واجعل لنا من لدنك نصيرا) النساء:75.

    والمهم: أن من فروض الكفاية على الأمة أن تخلص أسراها، ولا تدعهم فريسة لأعدائهم، وفي الحديث الصحيح: "أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني"[1]، والعاني هو الأسير.

    وقد يكون ذلك من باب فداء أسرى عند الأعداء بأسرى عند المسلمين، وهذا داخل في قوله تعالى عن أسرى العدو: (فإما منًّا بعد وإما فداء) محمد: 4.

    وقد يكون ذلك بدفع مال للأعداء لافتكاك المسلم من بين أيديهم. يقول الإمام مالك: يجب على المسلمين أن يفدوا أسراهم، ولو استغرق ذلك جميع أموالهم[2].

    وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن قوله تعالى: (وفي الرقاب) يشمل فك الأسرى.[3]

    قال في (الفتح): قال ابن بطال: فكاك الأسير واجب على الكفاية. وبه قال الجمهور.

    وقال إسحاق بن راهويه: من بيت المال، وروي عن مالك أيضا.

    وقال أحمد: يفادى بالرءوس، وأما بالمال فلا أعرفه.

    ولو كان عند المسلمين أسارى وعند المشركين أسارى، واتفقوا على المفاداة: تعيّنت، ولم تجز مفاداة أسارى المشركين بالمال (أي في هذه الحال)[4].

    قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: ( ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان …) النساء: 77: قوله: (ومالكم لا تقاتلون): يعني على الجهاد، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب، ويفتنونهم عن الدين، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته، وإظهار دينه، واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده، وإن كان في ذلك تلف النفوس. وتخليص الأسارى: واجب على جماعة المسلمين، إما بالقتال، وإما بالأموال، وذلك أوجب؛ لكونها دون النفوس، إذ هي أهون منها.

    قال مالك: واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم. وهذا لا خلاف فيه، لقوله عليه الصلاة والسلام: "فكوا العاني" وكذا قالوا: عليهم أن يواسوهم، فإن المواساة دون المفاداة.

    وقال الإمام في كتابه عن الجهاد: مذهب الشافعي: أن فداء الأسير مستحب، وأوجبه أحمد بن حنبل، كما أوجبه مالك.

    وروى ابن أبي شيبة وأحمد عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار: "أن يعقلوا معاقلهم (أي يتحملوا دياتهم) وأن يفدوا عانيهم"[5]. أي أسيرهم.

    وقال القرطبي أيضا في قوله تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) الأنفال: 72، يريد: إن طلب هؤلاء المؤمنون ـ الذين لم يهاجروا من أرض العدو ـ عونكم بنفير أو مال لاستنقاذهم، فأعينوهم، فذلك فرض عليكم، فلا تخذلوهم، إلا أن يستنصروكم على قوم بينكم وبينهم ميثاق، فلا تنصروهم عليهم، ولا تنقضوا العهد حتى تتم مدته.

    قال ابن العربي: إلا أن يكونوا مستضعفين، فإن الولاية معهم قائمة، والنصر لهم واجب، حتى لا تبقى منا عين تطرف، حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم، حتى لا يبقى لأحدنا درهم، كذا قال مالك[6] وجميع العلماء. فإنا لله وإنا إليه راجعون، على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو، وبأيديهم خزائن الأموال، وفضول الأحوال، والقدرة والعدد، والقوة والجلد!. انتهى.[7]

    وقد خرّج الطبراني في الصغير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فدى أسيرا من أيدي العدو، فأنا ذلك الأسير".[8] قال الطبراني: لم يروه عن زيد بن أسلم إلا هشام بن سعد، ولا عنه إلا بكر بن صدقة الجدّي، تفرد به أيوب بن سليمان ـ يعني الأيلي[9] ـ، ولا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد.

    وخرج ابن عساكر بإسناده، عن طلحة بن عبيد الله بن كَريز[10]، قال: قال عمر بن الخطاب: لأن أستنقذ رجلا من المسلمين من أيدي المشركين أحب إليّ من جزيرة العرب.

    قيمة المسلم في التطبيقات التاريخية


    معاملة غير آدمية من الجنود الأمريكيين للعراقيين

    وخرّج أيضا عن بكر بن خنيس، أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الأسارى من المسلمين بالقسطنطينية: أما بعد، فإنكم تعدون أنفسكم الأسارى، ومعاذ الله، بل أنتم الحبساء في سبيل الله، واعلموا أني لست أقسم شيئا بين رعيتي، إلا خصصت أهلكم بأكثر ذلك وأطيبه، وأني قد بعثت إليكم فلان بن فلان بخمسة دنانير، ولولا أني خشيت أن يحبسها عنكم طاغية الروم لزدتكم، وقد بعثت إليكم فلان بن فلان يفادي صغيركم وكبيركم، وذكركم وأنثاكم، وحركم ومملوككم، بما يسأل به، فأبشروا ثم أبشروا، والسلام.

    قال ابن النحاس في (المشارع):

    مسألة: قال النووي في الروضة ـ ومن أصله بخطه نقلت تبركا ـ لو أسروا مسلما أو مسلمين، فهل هو كدخول العدو دار الإسلام؟ وجهان: أحدهما: لا؛ لأن إزعاج الجنود لواحد: بعيدٌ، وأصحهما: نعم؛ لأن حرمة المسلم أعظم من حرمة الدار، فعلى هذا لا بد من رعاية النظر، فإن كانوا على قرب دار الإسلام، وتوقعنا استخلاص من أسروه لو سرنا إليهم: فعلنا، فإن توغلوا في بلاد الكفر، ولا يمكن التسارع إليهم، وقد لا يتأتى خرقها بالجنود: اضطررنا إلى الانتظار، كما لو دخل منهم ملك عظيم الشوكة طرف بلاد الإسلام، لا يتسارع إليه آحاد الطوائف، انتهى.[11]

    ذكر ابن عبد الحكم على لسان أحد المسلمين في عهد عمر بن عبد العزيز أنه قال: دخلت القسطنطينية تاجرًا في عهد عمر بن عبد العزيز فأخذت أطوف في بعض سككها، حتى انتهى بي المطاف إلى فناء واسع.. رأيت فيه رجلاً أعمى، ويدير الرحى. وهو يقرأ القرآن..‍‍‍‍‍! فعجبت وقلت في نفسي: في القسطنطينية رجل أعمى، يتكلم العربية، ويدير الرحى، ويقرأ القرآن.. إن له لنبأ..! فدنوت منه، وسلمت عليه بالعربية ـ فرد السلام.. فقلت: من أنت يرحمك الله، وما نبؤك؟. فقال: أسير من المسلمين.. أسرني هذا الرومي، وعاد بي إلى بلده، ففقأ عيني، وجعلني هكذا أدير الرحى، حتى يأتي أمر الله..

    فسألته عن اسمه، وبلده، وقبيلته، ونسبه.. وما كان لي من عمل حين عدت، قبل أن طرقت باب أمير المؤمنين وأخبرته الخبر.. فاحتقن وجهه، واحتدم غضبًا، ودعا بدواة، وكتب لملك الروم: قد بلغني من الآن كذا وكذا.. وأنكم بذلك قد نقضتم ما بيننا وبينكم من عهد "أن تسلموا كل أسير من المسلمين".. فوالله الذي لا إله إلا هو، لئن لم ترسل إليَّ بهذا الأسير، لأبعثن إليك بجنود يكون أولها عندك وآخرها عندي.. ودعا برسول، فسلمه الكتاب، وأمره ألا يضيع وقتًا في غير ضرورة حتى يصل.

    ودخل الرسول على ملك الروم، وسلمه الكتاب.. فاصفر وجهه، وأقسم أنه ما علم من أمر هذا الأسير شيئاً. وقال: لا نكلف الرجل الصالح عناء الحرب، ولكنا نبعث له بأسيره معززًا مكرماً، وقد كان..[12]

    وحكى القاضي أبو بكر ابن العربي أن بعض الملوك عاهد كفارا على أن لا يحبسوا أسيرا، فدخل رجل من المسلمين جهة بلادهم، فمر على بيت مغلق، فنادته امرأة: إني أسيرة، فأبلغ صاحبك خبري، فلما اجتمع به (أي بالأمير المسئول) وتجاذبا ذيل الحديث، انتهى الخبر إلى هذه المرأة، فما أكمل حديثه، حتى قام الأمير على قدميه، وخرج غازيا من فوره، ومشى إلى الثغر، حتى أخرج الأسيرة واستولى على الموضع.[13]

    وذكر الإمام العارف عبد الغفار بن نوح القوصي[14] في كتابه المسمى: سلوك أهل التوحيد، فقال: بلغ المعتصم (الخليفة العباسي) أن علجا من علوج الفرنج لطم امرأة (مسلمة) أسيرة من عَمُّورية، فقالت: وامعتصماه! فقال لها العلج: لا يجيء المعتصم إلا على فرس أبلق! (يتهكم على المرأة) فسير المعتصم إلى سائر الجهات في طلب الخيل البُلْق، وبذل فيها الأموال الجزيلة، والخلع النفيسة، حتى كمل لها ثمانية عشر ألف فرس أبلق، سار إليها بقوة العزم، وصدق النية، والغيرة على دين الله، ففتحها الله على يده، ولم تكن فتحت قبل ذلك، وأحضر العِلْج والمرأة بين يديه، وهو راكب على فرس أبلق، وقال له: قد جئتك على فرس أبلق!.

    قال ابن النحاس: فهكذا فليكن إعزاز الدين، ومثل هذا ينبغي أن تكون أئمة المسلمين، اللهم لا تحرمه أجر هذه الهمة، وأثبه على ما كان عليه بكشف هذه الغمة. وقد ذكر قصة عمورية هذه أبو تمام الطائي في قصيدته المشهورة وما أحسن قوله فيها[15]:

    لم تطلع الشمس فيه يوم ذاك على بانٍ بأهل، ولم تغرب على عزب[16]

    وهكذا كان تاريخنا المجيد، يحول الأفكار والقيم إلى وقائع وأعمال، وبهذا يقترن المثال بالواقع.

    وبهذه الأحكام الشرعية، والتطبيقات التاريخية: يتبين لنا قيمة (الفرد) في الإسلام، فإن العناية بالأسير وفك رقبته، واستنقاذه من الأسر، ليس إلا لونا من العناية بالفرد في الجماعة المسلمة، وخصوصا إذا كان هذا الفرد في حالة استضعاف واضطهاد، كحالة الأسير في أيدي الكفار المحاربين.

    فإذا لم يجد المسلمون وسيلة لاستنقاذ أسراهم، فالواجب عليهم أن يدعوا الله تعالى لهم في صلواتهم وقنوتهم وخلواتهم، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، في دعائه للنفر الذين أسرتهم قريش، دبر كل صلاة.

    واجبنا نحو أُسَر الأسرى

    أما عن واجبنا نحو أسر الأسرى: فهو التصدق من أموال الزكاة، فإن دفع الزكاة لأسر الشهداء والأسرى والسجناء: أمر مشروع، بل واجب إذا كانوا من مصارف الزكاة وأهل استحقاقها، كأن يكونوا من الفقراء والمساكين أو الغارمين أو أبناء السبيل (ومنهم اللاجئون والمشردون). والزكاة على هؤلاء أولى وأفضل من الزكاة على غيرهم، لأن فيها سدا لحاجة المحتاج من ناحية، وإعانة على الجهاد في سبيل الله من ناحية أخرى.

    وعلى المسلمين أن يساندوا أهالي إخوانهم الذين قتلوا في سبيل الله، وضحوا بأرواحهم من أجل دينهم وأمتهم، والذين تحملوا الأذى ومحنة الأسْر أو السجن في سبيل الله. وأن يكونوا لهم أهلا بعد أهلهم. فيكونوا للصغار آباء، وللكبار أبناء أو إخوانا، والمفروض أن تكون هذه الأسر في كفالة الجماعة المسلمة وفي رعايتها، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.

    والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] البخاري (3046).

    [2] سيأتي قريبا نقلا عن القرطبي.

    [3] انظر: كتابنا (فقه الزكاة) الجزء الثاني: مصرف (في الرقاب).

    [4] فتح الباري (7/610) طبعة دار أبي حيان.

    [5] رواه أحمد عن ابن عمر (1/271) وعن ابن عباس. قال البنا في الفتح الرباني (26/10): لم أقف عليه لغير أحمد، وسنده صحيح. وأورده الحافظ ابن كثير، وقال: تفرد به أحمد.

    [6] أحكام القرآن لابن العربي (2/887).

    [7] تفسير القرطبي (8/57) آية: 72 من سورة الأنفال.

    [8] رواه الطبراني في الصغير، تحت من اسمه حصين: (1/151)؛ وأورده صاحب (مجمع الزوائد) في الجهاد: باب فداء أسرى المسلمين من أيدي العدو (5/332)، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير، وفيه أيوب بن أبي حجر، قال أبو حاتم: أحاديثه صحاح، وضعفه الأزدي وبقية رجاله ثقات.

    [9] قال في الجرح والتعديل: (2/249)، رقم (889): أيوب بن سليمان بن أبي حجر الأيلي، سألت أبي وأبا زرعة عنه، فقالا: لا نعرفه، وقال أبي: هذه الأحاديث التي رواها صحاح.

    [10] قال في التقريب: (1/379)، رقم: 35، طلحة بن عبيد الله بن كَريز ـ بفتح أوله ـ الخزاعي، أبو المطرف، ثقة، من الثالثة.

    [11] انظر: الروضة للنووي: (10/216).

    [12] انظر ص143، 144 من كتاب سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم طبعة مكتبة وهبة.

    [13] انظر: مشارع الأشواق لأبي زكريا الدمشقي ثم الدمياطي الشهير بابن النحاس (2/830-832).

    [14] قال في الدرر الكامنة: (2/385،386) رقم: 2454)، عبد الغفار بن أحمد بن عبد المجيد بن نوح بن حاتم بن عبد الحميد القوصي، أصله من الأقصر. وصنف كتابا اسماه الوحيد في سلوك أهل التوحيد، وهو مجلدان، توفي سنة 708هـ في القاهرة.

    [15] ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي، تحقيق محمد عبده عزام، ط الثالثة دار المعارف مصر: (1/155) باب المدح، في قصيدته الشهيرة بمطلعها:

    السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب!

    [16] مشارع الأشواق 2/834).


  • #2
    رد : واجب المسلمين نحو أساراهم

    اين امراء المسلمين حسبي الله و نعمى الوكيل ،

    تعليق


    • #3
      رد : واجب المسلمين نحو أساراهم

      في الوقت الذي يخضع فيه ما يزيد عل أحد عشر ألفاً من أبنائنا الفلسطينيين للأسر في السجون يهب أذناب الاحتلال الذين باعوا أرضهم وتنازلوا عن حقوقهم بل وكانوا عوناً على أسر المجاهدين واالمقاومين من أبناء شعبهم يهبون اليوم للاجتماع مع قادة العدو في مؤتمر الخريف الذي لا يختلف عن سابقه من الاتفاقيات بل هو أسوأ ليقدموا المزيد من التنازلات ضاربين بعرض الحائط قضية أسراهم.
      هنا لابد أن يكون لنا نحن المسلمين وقفة جادة نحو أسرانا البواسل الذين يذوقون العذاب في غياهب السجون ولابد للأمة أن ترفض الخبث وتمضي لتجاهد وتقاوم حتى تحرر الأسرى في كافة سجون الاحتلال الصهيونية منها والأمريكية، ولا أقل من الدعاء لأسرانا:
      أن يفك الله قيدهم.
      وأن يرفع الظلم عنهم
      وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان
      بوركت أخي.

      تعليق


      • #4
        رد : واجب المسلمين نحو أساراهم

        كيف هو واجبنا

        ونحن ان فعلنا شيئا لأصبحنا معهم


        ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!


        ولكن الظلم ما بدووووووووووووووووووم

        تعليق


        • #5
          رد : واجب المسلمين نحو أساراهم

          فكّــوا العاني .. واجبنا نحو أسرانا


          للشيخ محمد عبد الكريم .
          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء, يجير ولا يُجار عليه, وصلى الله على محمد خير خلق الله, وأكرم العباد لديه, وعلى آله وأصحابه الغرِّ الميامين, الذين أطاعوه وما قدموا بين يديه.
          أما بعد..
          قال الله تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال الأنفس والثمرات وبشر الصابرين), بمثل هذه الآية يتجلَّد المسلمون من الأسرى والمحبوسين في سجون الكافرين وأشياعهم, كما ويتصبّر بها أهلوهم وذووهم, وكلٌ منهم مبكي، فالمأسورون أسوتهم النبي الكريم يوسف سجين البغي والعدوان, والأهلون قدوتهم صاحب الصبر الجميل يعقوب عليهما السلام.
          إنّ فاجعة الأسر شيء لا بدَّ منه في كثير من ملاحم المسلمين مع الكافرين, وهو من جملة ما يمحِّص الله تعالى به عباده المجاهدين, قال تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين). والإثبات هو الحبس والأسر, وهو أشد المصائب على النفوس الأبيَّة, التي لا تقبل ضيماً ولا ذلة, بخلاف طرفي الأمر في جهاد الأعداء: النصر أو الشهادة فهما حُسنيان, كما قال الله تعالى: (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين). وذلك كله من قدر الله بعباده الدعاة والمجاهدين, كما كان علي رضي الله عنه ينشد وهو يخوض المعارك:
          أيَّ يوميَّ من الموت أفر يوم لا يقدر أم يوم قَدَر
          يوم لا يقدر لا أحذره ومن المقدور لا ينجي الحَذر
          إنّ الأسر إذا حاق بمسلم وجب على المسلمين السعي إلى تخليصه بكل سبيل شرعي, وشأنٌ كهذا أوضح من أن يحتاج إلى فتوى شرعية, أو يتوقف على دراسة فقهيَّة, ولكن لا بأس من التأكيد على هذه المسؤولية العظيمة, حتى ينهض جميع المسلمين بأعبائها, ويقدروها حق قدرها.
          أولاً: الأدلة القرآنية والحديثية العامة التي ترمي إلى نصرة المسلم لإخوانه كقوله تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر), وما هذه النصرة إلا واجب من واجبات آصرة الديانة كما قال سبحانه: (وإنّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون), فالمسلمون أمة واحدة دون الناس يسعى بذمتهم أدناهم, وتلك النصرة أيضاً من واجبات الإخوة الإيمانية قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة). ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخْذُلُه ولا يحقره))، قال أهل العلم: الخذل: ترك الإعانة والنصر, ومعناه إذا استنصر به في دفع السوء ونحوه لزمه إعانته إذا أمكن ولم يكن له عذر شرعي.
          وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمطلق نصرة المسلم فقال: ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً))، قال: يا رسول الله, أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالماً؟ قال: ((تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه)).
          ثم الويل لمن تقاعس عن مدِّ يد النصرة إلى مسلم وهو قادر, قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من امرئ مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه؛ إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته, وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه, وتنتهك فيه حرمته؛ إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته)) رواه أبو داود من حديث جابر وأبي طلحة. وهل فينا من يملك الضمان ـ على الدهر المتقلب المملوء بالفواجع ـ من أن تخطفه يدٌ غيلةً؟ أو تنزل بساحته قارعة؟ إنّ المسلم إذا تخاذل عن نجدة إخوانه في الواقعة الواحدة, والحادثة الفذة فإنّ ربه له بالمرصاد ويخذله في أحلك ما سيلقى, ويدعه إلى نفسه الضعيفة تستغيث ولات حين مغيث. أخرج الإمام أحمد عن أبي أمامة عن سهيل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أذل عنده مؤمن فلم ينصره, وهو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة)).
          ثانياً: ثمة أدلة تتعلق بهذا الحكم خصوصاً ـ وهو وجوب فك أسرى المسلمين ـ ومن ذلك أنّ الله تعالى أمر بالقتال لتخليص ضعفة المسلمين, وأسارى المسلمين لهم في الحكم تبع، قال تعالى: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً), قال القرطبي: "وتخليص الأسارى واجب على جميع المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال, وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها, قال مالك: واجب على الناس أن يُفْدوا الأسارى بجميع أموالهم, وهذا لا خلاف فيه".
          وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فكوا العاني ـ يعني الأسير ـ وأطعموا الجائع وعودوا المريض)), وفي الصحيح أيضاً عن أبي حجيفة قال: قلت لعلي رضي الله عنه: "يا أمير المؤمنين, هل عنكم من الوحي شيء؟" قال: "لا والذي فلق الحية وبرأ النسمة, إلا فهماً يعطيه الله عز وجل رجلاً وما في هذه الصحيفة"، قلت: "وما في هذه الصحيفة؟" قال: "العقل، وفكاك الأسير, ولا يقتل مسلم بكافر".
          وإنّ في السيرة العملية لعبراً تؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في فك الأسارى ومن ذلك القيام بالفداء، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم فدى رجلاً برجلين، وكان من ديدنه عليه الصلاة والسلام نصرة الأسرى بسهام الدعاء التي لا تخطئ أبداً, كما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الأخيرة يقول: ((اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة, اللهم أنج سلمة بن هشام, اللهم أنج الوليد بن الوليد, اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين, اللهم اشدد وطأتك على مضر, اللهم اجعلها سنين كسني يوسف)).
          قال ابن العربي المالكي: "إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين: فإنّ الولاية معهم قائمة, والنصرة لهم واجبة بالبدن بألاّ يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم. إن كان عدواناًَ يحتمل ذلك, أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم, حتى لا يبقى لأحد درهم, كذلك قال مالك وجميع العلماء, فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حلَّ بالخلق في تركهم إخوانهم في أمر العدو, وبأيديهم خزائن الأموال, وفضول الأحوال, والعدة والعدد, والقوة والجلد" [أحكام القرآن:440/2].
          قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فكاك الأسارى من أعظم الواجبات, وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات" [الفتاوى 635/28].
          إنّ قضية أسارى المسلمين اليوم لدى الدولة الصليبية الأولى, وما في سجون اليهود في فلسطين, ومن في غيابات الجب من الدعاة في سجون الطغاة الجاثمين على صدور المسلمين أمر يؤرق كل مسلم أبيٍّ غيور, ويقضُّ مضجعه, ولكن الحزن وحده لا يجدي، وإظهار الأسى لحالهم فحسب لا يكفي. بل لا بدّ من تحرك عملي لنجدتهم, وتخليصهم من أسر عدوهم, فعلى التجار والميسورين أن يبذلوا أموالهم, ولا يجوز لهم أن يضنوا بها عليهم, وعلى ذوي الجاه والمناصب أن يسعوا بسلطانهم. وعلى أهل العلم والدعوة القيام تحريضاً وتبصيراً بحقوق الأسرى بلسانهم، وعلى أهل الإعلام والصحافة أن يناضلوا بمدادهم وأقلامهم, وأقترح عليهم إنشاء موقع يخصُّ هؤلاء الأسرى على شبكة المعلومات الإلكترونية, يتناول أحوالهم وما آلت إليه أمورهم في كل مكان, على أن يكون هذا الموقع "ربطاً دائماً" يلتحق بكل موضوع إسلامي.
          فاللهم فك أسر إخواننا من المجاهدين والدعاة في كل أرضك, وردهم إلينا سالمين, غير خزايا ولا ندامى ولا مكلومين, وابطش اللهم بأعدائنا, وخالف بين كلمتهم، واكسر غرورهم, واجعل ما يمكرون به في الليل والنهار مرتداً إلى نحورهم. آمين.
          http://www.al-asra.com/f1/p1_9.htm

          تعليق


          • #6
            رد : واجب المسلمين نحو أساراهم

            لهم الله اسرانا البواسل من يطيق ما يطيقون
            اللهم فك اسرهم وفرج كربهم وردهم الى اهليهم سالمين غانمين


            اخى الفاضل الاستاذ مؤمن جزاك الله خيرا موضوع مميز جدا
            لكن هذا اذا كانت حكوماتنا او المتحكمين فينا مسلمين قلبا وقالبا وليس مسلمين بالبطاقة
            هم ولأت امورنا وهم الحكام واناهى فينا شئنا ام ابينا هذة هى الحقيقة فما العمل اذا

            اخى عندى كام سؤال او تقريبا كام مشكلة وكنت حابة اسألك فيهم
            لانى بثق وبقتنع براى حضرتك كيف التواصل معك ولا تكون مشغول ؟؟؟؟

            تعليق


            • #7
              رد : واجب المسلمين نحو أساراهم

              فكوا العاني

              بارك الله في شيخنا القرضاوي

              واخونا مؤمن

              تعليق


              • #8
                رد : واجب المسلمين نحو أساراهم


                في ظلّ معاناة الأسرى وارتفاع أعدادهم في سجون الظلم والطغيان ترى أذناب الإحتلال من أجهزة دايتون ينسقون ويساهمون وبكل فخـر في اعتقال المجاهدين وقتلهم أيضاً والأدهى والأمرّ يكمن في اعادة المستوطنين الذين يدخلون بطريق الخطأ مدن الضفه
                مع توفير الحمايـة الكاملـة لهم حتى الكلاب أجلكم الله تقيم الدنيا ولا تقعد حتى تردّ إلى ذويها سالمـة
                وما لولا علينا ببعيدة, فأيّ ظلم هذا وأي استخفاف بهذا الشعب العظيم!

                لكـن لا نمتلك إلاّ أن نقول حسبنا الله ونعم الوكـيل على بني صهيون ومن والاهم

                بارك الله في الدكتور القرضاوي فدوماً مناصر ومساند في قضـية فلسطين,

                جزاك الله أخي مؤمن للنقل
                في ميزان حسناتك ان شا ءالله.
                التعديل الأخير تم بواسطة مسك الإيمان; 23/10/2010, 03:51 PM.

                تعليق


                • #9
                  رد : واجب المسلمين نحو أساراهم

                  غفر الله لنا التقصير في حق ابطال امتنا ..

                  وشكر الله لكم المرور العطر ..

                  تعليق

                  جاري التحميل ..
                  X