لا خيارات... فامنحي الأوامر للقسام يا حماس!!

أخبار وتقارير يزاحم بعضها البعض الآخر، وبكل تأكيد تتحدث عن الوضع الفلسطيني الداخلي وما آل إليه من وضع سيئ جدا في مختلف المجالات وشتى الأماكن سواء كانت في قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، والغريب في الأمر هذه الحالة من الصمت المضقع من قبل مختلف الجهات أيا كانت هذه الجهات، ولعلنا نفسر أن وضعنا خطير من خلال التالي:
-الأخبار المختلفة أعلنت أن أولمرت سوف يصدر تعليماته بقطع الكهرباء والتضييق في عمليات إدخال الوقود والمواد التموينية إلى قطاع غزة، هذا في ظل أصلا منع أي شخص من الدخول أو الخروج من القطاع لأي سبب" اللهم إلا إذا كان قد قطع وثيقة ولاء من حكومة رام الله"، إضافة إلى عمليات التصعيد المتواصلة وخاصة في الساعات القليلة الماضية والتي طالت حتى الأطفال، هذا من صعيد، ومن صعيد آخر فبقايا التيار الدايتوني لا تزال تعمل بكل ما أوتيت من قوة" طبعا بالضغط على هذا وتهديد ذاك، والحجة الراتب اللعين" في سبيل النجاح في تفجير هنا أو دفع عائلة للتمرد هناك، وربما كتابة تقارير من ناحية ثانية.
-بالانتقال إلى الضفة الغربية المحتلة، فالوضع ليس بأفضل، حيث أجهزة أمن عباس لا تزال تلاحق أبناء حماس وجراء ذلك يعرب المنسق الأمني الأمريكي دايتون الأمريكي عن تقديره لجهود رئيس حكومة رام الله الدكتور سلام فياض من أجل إعادة بناء الأجهزة الأمنية، وتمنى على الأجهزة القيام بواجباتها بعد أن تتم استعداداتها وتدريباتها في الستة أشهر القادمة"!!، ليس هذا وفقط بل إن الإدارة الأمريكية أعربت عن عزمها تقديم دعم مالي بـ(410) مليون دولار للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية دعماً للرئيس محمود عباس، والأمور والقضايا كثيرة ومتعددة من الضفة الغربية لا يمكن حصرها في هذه السطور القليلة.
-أما الوضع في المعتقلات والسجون الصهيونية فحدث ولا حرج، ولعل الانفجار الذي شهده معتقل النقب الصحراوي وارتقاء أحد المعتقلين وإصابة المئات منهم يدلل بما لا يدع مجالا للشك أن الوضع في تلك المعتقلات ينذر بانتفاضة جديدة وقوية قد تبدأ من السجون، خاصة وأن الجهود من الخارج" أقصد من الضفة الغربية أو القطاع" فشلت حتى اللحظة في إشعال انتفاضة جديدة تكون وجهتها المحتل الصهيوني الغاصب.
وأمام هذه المتغيرات غاية في الصعوبة التي تدور رحاها في الأراضي الفلسطينية والتي من المتوقع أن تزداد حدة سوئها في الأيام القادمة وربما يعقب ذلك مؤتمر" التخريف المزمع" والذي لم يتحدد موعده حتى اللحظة أو حتى جدول أعماله، وفي ظل اصرار عباس على المشاركة فيه رغم تأكيدات الفشل من الجميع ورفضه لحوار حماس، ومع استمرار أجهزته الأمنية في انتهاكات خطيرة ضد حماس في الضفة الغربية ومحاولات لقلب المعادلة في قطاع غزة، وأمام تهديدات الاحتلال المتواصلة واعتداءاتها على المعتقلين في سجونهم، فإنه ليس أمام حركة المقاومة الإسلامية حماس من خيار إلا إعطاء الضوء الأخضر لكتائب عز الدين القسام بتنفيذ عمليات تستهدف العدو الصهيوني في كافة أماكن تواجده، وأنا لا أقلل من انجازات باقي الفصائل الفلسطينية، وإنما لأن مقاومة القسام ذات التخطيط والتنظيم عادة وبإرادة الله توجع في العدو أكثر من غيرها، وأنا أقصد بالضوء الأخضر، أي ضرب العدو بصواريخ القسام" التي طورت" وبغزارة على الأراضي المحتلة وبالعشرات، وتنفيذ هجمات على المغتصبين وعلى جنود الاحتلال وهذه الطريقة جيدة للقسام في الضفة الغربية، والعودة إلى خيار العمليات الاستشهادية من جديد، ومحاولة خطف المزيد من الجنود ليرافقوا شاليط، والمبرر" مقاومة الاحتلال- الحصار- قتل أبناء شعبنا- المعتقلين- الجرحى- وغيرها من الأمور".
إن من شأن هذا التصعيد من قبل القسام أن يفقدها عدد من قادتها أو يعرض مؤسساتها للتدمير ولكن لا مجال إلا هذا الأمر، فعليها أن تأخذ الاحتياطات اللازمة لقادتها وعدم الاستهتار وتتوكل على الله المنتقم الجبار، فهذه العمليات ستوفر عليها الكثير بدل التوسل لرام الله أو غيرها وستؤدي إلى التالي:
-إفشال مؤتمر الخريف الفاشل مسبقا أصلا.
-إجبار الاحتلال الصهيوني على العودة إلى أسلوب الهجرة المعاكسة بدل الركون والاطمئنان في أرضنا المغتصبة.
-إدخال المواد التموينية وفتح المعابر في محيط القطاع كما كانت من قبل.
-تحريك قضية المعتقلين من جديد في حال النجاح في خطف جنود صهاينة جدد.
-تخفيف القبضة في الضفة الغربية المحتلة؛ لأنه في حال تصعيد المقاومة في الضفة سيقوم الاحتلال بالرد، ومن شأن الرد والتوغلات أن تعطل حركة أجهزة عباس الأمنية في قضية الملاحقات والمطاردات وغيرها.
-والأهم أنه في حال قيام الاحتلال بالتصعيد وبطريق مباشر، سيؤدي ذلك إلى وقوف فصائل المقاومة مع بعضها البعض في خندق واحد" فالخطر على الجميع"، وليس ذلك فقط وإنما تنفيذ عمليات بطولية مشتركة وهو الأمر الكارثي لحكومة رام الله فياض، وبشكل غير مباشر فذلك سيعمل على إزالة الأحقاد نوعا ما وعودة روح الأخوة والجهاد إلى صدور أشقاء فرقتهم نيران المشاكل الداخلية والتحشيد الأعمى من قبل قيادات متواطئة مع رايس وأولمرت ودايتون.
خيار جيد لو أقدمت عليه حماس، وأنا أتوقع اللجوء إليه؛ لأن وضعنا الفلسطيني يحتاجه بقوة، فأعطوا الأوامر لكتائب القسام يا حماس واستثمروا الوقت، قبل فوات الأوان.

بقلم/ أيمن تيسير دلول
صحفي فلسطيني- غزة