بهذا الأمر الصارم خاطب الإمام الشهيد حسن البنا- رحمه الله- إخوانه، الذين كان يهولهم واقع أمتهم، فيتحرقون ألماً وحسرة على هذا الواقع المؤسف، ويتشوقون إلى اليوم الذي يخلصونها فيه من هذا الواقع المؤلم. فتعددت في ذلك وجهات النظر، واختلفت فيه الاجتهادات، عند كثير منهم، لتصحيح المسار، وتصويب الأوضاع. فرأى البعض خوض معارك متعددة ومتنوعة مع هذا الباطل، الذي يضل الناس، ويحرفهم عن الحق، فجاء توجيه الإمام- رحمه الله- واضحاً وصريحاً، يحدد من خلاله البداية الصحيحة التي يجب أن يبدأوها، والخطوة الأولى التي يجب أن يخطوها، والمعركة الرئيسة التي يجب أن يخوضوا غمارها، والميدان الأول، الذي يجب عليهم أن يدخلوه.. فقال - رحمه الله:
« أيها الإخوان، اشتبكوا مع أنفسكم أولاً، وانزلوا منها ميدان الخصومة، واشتبكوا مع هذه النظم الفردية التي درجتم عليها، وهي تخالف الإسلام.
سأدعوكم في القريب إلى تغيير الزي لنقترب من مظهر الإسلام، وسأدعوكم إلى تربية اللحية لنخالف الخواجات، وسأدعوكم إلى تغيير الأوقات فننام بعد العشاء، ونستيقظ قبل الفجر أو قبيله دائماً.. وسأدعوكم إلى إتقان الصلوات والحرص على الجماعات.. سأدعوكم إلى هذا وإلى كثير من أمثاله، فمن انتصر منكم على نفسه، فسينتصر على كل حكومة طاغية، وسيكتب الله للجماعة النصر، ومن عجز عن قيادة نفسه فهو أعجز عن قيادة الناس.. سأوافيكم ببيان كل ذلك مفصلاً في القريب.. وسيكون عامنا القادم- إن شاء الله- عام جهاد عنيف مع النفس والبيت والعادات.. فاعصوا أنفسكم والله معكم...».
إنه - رحمه الله- حدد الخصومة، التي يجب أن تخاض فيها المعارك، والساحة التي يجب أن تقام فيها الاشتباكات، إنها «النفس»، هذا الميدان الذي غفل عنه كثير من الدعاة إلى الله- سبحانه. لا بل، لقد أقام كثير من الدعاة إلى الله صلحاً مع النفس، ومعاهدة مخجلة، وهدنة طويلة الأمد تضمن للنفس أموراً وتؤكد على مجموعة من البنود.. من أهمها:
- نزاهة النفس وعفتها.
- صدقها وإخلاصها.
- شراكتها ووفاؤها.
- صداقتها وصحبتها.
- تقديم حاجاتها، وتحقيق طلباتها.
- طاعتها وتنفيذ أوامرها.
- الذود عن حياضها والدفاع المستميت عن أخطائها.. بل يجب تنزيهها عن الأخطاء.
- تبرير أفعالها، وتسويغ طلباتها، وغفران زلاتها.. ونسيان هفواتها.. وتجاوز تقصيرها..
- شن الحرب على من ينتقدها، أو حتى ينصحها..
هذا هو للأسف الشديد حال الكثيرين من الدعاة إلى الله - سبحانه- مع أنفسهم.. فالكل عندهم متهم إلا هذه النفوس، والكل معيب إلا هذه النفوس، والكل مقصر مخطئ إلا هذه النفوس... وهكذا قائمة طويلة.. لا تخفى على العاملين في حقل الدعوة إلى الله..
المطلوب أيها السادة -السائرون إلى الله- أن نصحح المسار، ونحدد البداية، ونعيد النظر في بنود الصلح مع النفس، ونجعله عقد حرب وخصومة، نؤكد من خلاله، على جملة من الأمور:
اتهامها.. مخالفتها.. عصيانها.. تقصيرها.. تكذيبها..
مجاهدتها.. إتعابها.. محاسبتها.. معاقبتها.. تخويفها.. حرمانها..
فنبقى نتنقل بها في ميادين الطاعة والعبادة والمجاهدة.. والبذل والعطاء والإيثار...
إننا بحاجة- أيها الأحبة- إلى عام كامل نعلن فيه الحرب على نفوسنا.. أملاً في تهذيبها، وإصلاحها واستقامتها، وتزكيتها.. فلن نصلح غيرنا قبل أن نصلح أنفسنا..
ورحم الله الإمام البنا
« أيها الإخوان، اشتبكوا مع أنفسكم أولاً، وانزلوا منها ميدان الخصومة، واشتبكوا مع هذه النظم الفردية التي درجتم عليها، وهي تخالف الإسلام.
سأدعوكم في القريب إلى تغيير الزي لنقترب من مظهر الإسلام، وسأدعوكم إلى تربية اللحية لنخالف الخواجات، وسأدعوكم إلى تغيير الأوقات فننام بعد العشاء، ونستيقظ قبل الفجر أو قبيله دائماً.. وسأدعوكم إلى إتقان الصلوات والحرص على الجماعات.. سأدعوكم إلى هذا وإلى كثير من أمثاله، فمن انتصر منكم على نفسه، فسينتصر على كل حكومة طاغية، وسيكتب الله للجماعة النصر، ومن عجز عن قيادة نفسه فهو أعجز عن قيادة الناس.. سأوافيكم ببيان كل ذلك مفصلاً في القريب.. وسيكون عامنا القادم- إن شاء الله- عام جهاد عنيف مع النفس والبيت والعادات.. فاعصوا أنفسكم والله معكم...».
إنه - رحمه الله- حدد الخصومة، التي يجب أن تخاض فيها المعارك، والساحة التي يجب أن تقام فيها الاشتباكات، إنها «النفس»، هذا الميدان الذي غفل عنه كثير من الدعاة إلى الله- سبحانه. لا بل، لقد أقام كثير من الدعاة إلى الله صلحاً مع النفس، ومعاهدة مخجلة، وهدنة طويلة الأمد تضمن للنفس أموراً وتؤكد على مجموعة من البنود.. من أهمها:
- نزاهة النفس وعفتها.
- صدقها وإخلاصها.
- شراكتها ووفاؤها.
- صداقتها وصحبتها.
- تقديم حاجاتها، وتحقيق طلباتها.
- طاعتها وتنفيذ أوامرها.
- الذود عن حياضها والدفاع المستميت عن أخطائها.. بل يجب تنزيهها عن الأخطاء.
- تبرير أفعالها، وتسويغ طلباتها، وغفران زلاتها.. ونسيان هفواتها.. وتجاوز تقصيرها..
- شن الحرب على من ينتقدها، أو حتى ينصحها..
هذا هو للأسف الشديد حال الكثيرين من الدعاة إلى الله - سبحانه- مع أنفسهم.. فالكل عندهم متهم إلا هذه النفوس، والكل معيب إلا هذه النفوس، والكل مقصر مخطئ إلا هذه النفوس... وهكذا قائمة طويلة.. لا تخفى على العاملين في حقل الدعوة إلى الله..
المطلوب أيها السادة -السائرون إلى الله- أن نصحح المسار، ونحدد البداية، ونعيد النظر في بنود الصلح مع النفس، ونجعله عقد حرب وخصومة، نؤكد من خلاله، على جملة من الأمور:
اتهامها.. مخالفتها.. عصيانها.. تقصيرها.. تكذيبها..
مجاهدتها.. إتعابها.. محاسبتها.. معاقبتها.. تخويفها.. حرمانها..
فنبقى نتنقل بها في ميادين الطاعة والعبادة والمجاهدة.. والبذل والعطاء والإيثار...
إننا بحاجة- أيها الأحبة- إلى عام كامل نعلن فيه الحرب على نفوسنا.. أملاً في تهذيبها، وإصلاحها واستقامتها، وتزكيتها.. فلن نصلح غيرنا قبل أن نصلح أنفسنا..
ورحم الله الإمام البنا
د. عبد الله فرج الله......جماعة الإخوان المسلمين.....الأردن
تعليق