رامي لفني -معاريف
بعد سيطرة حماس على غزة، يوجد في اسرائيل اليوم شبه اجماع على أنه يجب الأخذ بخطوات حقيقية لتقوية حكم أبو مازن. قامت الحكومة بعدة اعمال صحيحة في هذا الاتجاه: تحرير اموال الضرائب، واخلاء سبيل 250 سجينا من السجون في اسرائيل و"العفو" عن مطلوبي فتح. لكنه بغير تقدم سياسي جدي في مقابلة ذلك، سيُحكم على هذه الخطوات بالفشل. اذا استمرت اسرائيل تنتظر نشوء سلطة فلسطينية مستقرة وفعالة قبل المفاوضة في قضايا النزاع الجوهرية – فمن المنطقي أن نفترض أن تنتظر الى الأبد، اذا لم تشهد قبل ذلك سيطرة حماس على الضفة ايضا.
تلقت فتح ضربة عسكرية ومعنوية شديدة مع خسارة غزة. أُضيفت هذه الضربة الى مسيرة طويلة من الضعف ووهن التأييد الشعبي بازاء حماس. وذلك على أثر النزاعات الداخلية، والفساد، وضيق الجمهور الفلسطيني ذرعا في الأساس بازاء تواصل الاحتلال وتحطم الوعود التي حملتها معها المسيرة السلمية. لم تفقد فتح غزة فقط بل الكثير من ثقتها بالذات ايضا. وهذا هو السبب في أنه برغم النوايا الحسنة، يصعب أن نفترض أنه في وضعها اليوم ستوجد فيها بين عشية وضحاها القيادة، والموارد التنظيمية وقوى النفس لتوحيد القوات ولاجراء اصلاحات شاملة قد ترد عليها مكانتها.
الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يصد سيطرة حماس على المناطق كلها ويعزز أبو مازن حقا هو الانجازات السياسية. تشير استطلاعات الرأي العام الى صلة واضحة ومتواصلة بين التقدم في المسيرة السلمية والايمان باحتمالات المسيرة وبين تأييد الجهات المعتدلة في المجتمع الفلسطيني. على حسب استطلاع أجراه الدكتور خليل الشقاقي في المدة الأخيرة، الفلسطينيون اليوم متشائمون على نحو خاص: فـ 70 في المائة منهم لا يؤمنون بأنه يوجد احتمال أن تقوم دولة فلسطينية في السنين الخمس القريبة. ويعتقد ثلثاهم انه لن يتم احراز أي مصالحة سياسية مع حكومة اولمرت. تُبين هذه المعطيات، في الجملة لماذا لا تنجح فتح في تحويل الزعزعة من فتك حماس في غزة الى زيادة تأييد أبو مازن.
تستطيع القوى السياسية في المجتمع الفلسطيني أن تستمد الشرعية العامة بطريقتين: الكفاح المسلح ضد اسرائيل، أو تقديم الطموحات الوطنية بوسائل اخرى. تدين حماس بمكانتها المتعاظمة لوقوفها في جبهة المقاومة العنيفة ضد اسرائيل. أما فتح، في مقابلة ذلك، وبخاصة تحت قيادة أبو مازن، فقد ربطت مصيرها السياسي بالمسيرة السلمية. حماس أشد حزما مع اسرائيل البغيضة، وأقرب الى الله، وأكثر جدية، وأقل فسادا. امتياز فتح الوحيد عن حماس كونها الجهة السياسية الوحيدة التي تستطيع تقديم شعبها بوسائل سياسية نحو الهدف المأمول الذي هو انهاء الاحتلال واقامة دولة. عندما لا توجد مسيرة سلمية، تفقد سلطة فتح حقها في الوجود في الواقع.
من الواضح أن اسرائيل لا تستطيع أن تبدأ غدا في الصباح تطبيق تسوية دائمة مع الفلسطينيين. لكن يجب عليها غدا صباحا أن تبدأ محادثات في الموضوعات الآتية: تحديد اطار لتسوية في المستقبل، واتفاق على خطوات مؤقتة، وتفاوض ثنائي أو بالاقتران بالمبادرة العربية. يُقدرون في بيئة أبو مازن أن احتمال فتح الوحيد أن تهزم حماس في الانتخابات القادمة سيكون اذا استطاعوا جعل الانتخابات حسما مؤيدا أو معارضا لاتفاق مع اسرائيل، يعني انهاء الاحتلال. وسيحدث هذا في رأيهم اذا ما عُرض على الفلسطينيين فقط أفق سياسي، ووعد محدد بالتغيير، يستطيعون على أساسه اشتقاق سلوكهم السياسي.
بعد سيطرة حماس على غزة، يوجد في اسرائيل اليوم شبه اجماع على أنه يجب الأخذ بخطوات حقيقية لتقوية حكم أبو مازن. قامت الحكومة بعدة اعمال صحيحة في هذا الاتجاه: تحرير اموال الضرائب، واخلاء سبيل 250 سجينا من السجون في اسرائيل و"العفو" عن مطلوبي فتح. لكنه بغير تقدم سياسي جدي في مقابلة ذلك، سيُحكم على هذه الخطوات بالفشل. اذا استمرت اسرائيل تنتظر نشوء سلطة فلسطينية مستقرة وفعالة قبل المفاوضة في قضايا النزاع الجوهرية – فمن المنطقي أن نفترض أن تنتظر الى الأبد، اذا لم تشهد قبل ذلك سيطرة حماس على الضفة ايضا.
تلقت فتح ضربة عسكرية ومعنوية شديدة مع خسارة غزة. أُضيفت هذه الضربة الى مسيرة طويلة من الضعف ووهن التأييد الشعبي بازاء حماس. وذلك على أثر النزاعات الداخلية، والفساد، وضيق الجمهور الفلسطيني ذرعا في الأساس بازاء تواصل الاحتلال وتحطم الوعود التي حملتها معها المسيرة السلمية. لم تفقد فتح غزة فقط بل الكثير من ثقتها بالذات ايضا. وهذا هو السبب في أنه برغم النوايا الحسنة، يصعب أن نفترض أنه في وضعها اليوم ستوجد فيها بين عشية وضحاها القيادة، والموارد التنظيمية وقوى النفس لتوحيد القوات ولاجراء اصلاحات شاملة قد ترد عليها مكانتها.
الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يصد سيطرة حماس على المناطق كلها ويعزز أبو مازن حقا هو الانجازات السياسية. تشير استطلاعات الرأي العام الى صلة واضحة ومتواصلة بين التقدم في المسيرة السلمية والايمان باحتمالات المسيرة وبين تأييد الجهات المعتدلة في المجتمع الفلسطيني. على حسب استطلاع أجراه الدكتور خليل الشقاقي في المدة الأخيرة، الفلسطينيون اليوم متشائمون على نحو خاص: فـ 70 في المائة منهم لا يؤمنون بأنه يوجد احتمال أن تقوم دولة فلسطينية في السنين الخمس القريبة. ويعتقد ثلثاهم انه لن يتم احراز أي مصالحة سياسية مع حكومة اولمرت. تُبين هذه المعطيات، في الجملة لماذا لا تنجح فتح في تحويل الزعزعة من فتك حماس في غزة الى زيادة تأييد أبو مازن.
تستطيع القوى السياسية في المجتمع الفلسطيني أن تستمد الشرعية العامة بطريقتين: الكفاح المسلح ضد اسرائيل، أو تقديم الطموحات الوطنية بوسائل اخرى. تدين حماس بمكانتها المتعاظمة لوقوفها في جبهة المقاومة العنيفة ضد اسرائيل. أما فتح، في مقابلة ذلك، وبخاصة تحت قيادة أبو مازن، فقد ربطت مصيرها السياسي بالمسيرة السلمية. حماس أشد حزما مع اسرائيل البغيضة، وأقرب الى الله، وأكثر جدية، وأقل فسادا. امتياز فتح الوحيد عن حماس كونها الجهة السياسية الوحيدة التي تستطيع تقديم شعبها بوسائل سياسية نحو الهدف المأمول الذي هو انهاء الاحتلال واقامة دولة. عندما لا توجد مسيرة سلمية، تفقد سلطة فتح حقها في الوجود في الواقع.
من الواضح أن اسرائيل لا تستطيع أن تبدأ غدا في الصباح تطبيق تسوية دائمة مع الفلسطينيين. لكن يجب عليها غدا صباحا أن تبدأ محادثات في الموضوعات الآتية: تحديد اطار لتسوية في المستقبل، واتفاق على خطوات مؤقتة، وتفاوض ثنائي أو بالاقتران بالمبادرة العربية. يُقدرون في بيئة أبو مازن أن احتمال فتح الوحيد أن تهزم حماس في الانتخابات القادمة سيكون اذا استطاعوا جعل الانتخابات حسما مؤيدا أو معارضا لاتفاق مع اسرائيل، يعني انهاء الاحتلال. وسيحدث هذا في رأيهم اذا ما عُرض على الفلسطينيين فقط أفق سياسي، ووعد محدد بالتغيير، يستطيعون على أساسه اشتقاق سلوكهم السياسي.
تعليق