إعلان مبادئ جديد: مقر المقاطعة و كازينو أريحا أولاً
و يعود الحديث من جديد عن السلام و مشتقاته , فهذا يتحدث عن مبادرة , و ذاك يتحدث عن مؤتمر , و ثالثهم يتحدث عن دولة بدون سيادة .
فمبروك لشعب فلسطين هذا السلام الجديد , و بشرى لكم يا أهل الضفة , فسيعود من جديد بناء الطرق الإلتفافية و توسيع المستوطنات , و لا ننسى الجدار الممول من سكان المنطقة السوداء, سيستمر البناء فيه بمساعدة من أرباب أوسلو . و يا نيالكوا يا أهل الضفة . سوف يبنون لكم في كل مدينة مركز تنسيق أمني جديد يسهر على مراقبتكم و تقديم الخدمة لجيرانكم من المستوطنين .
و ستعود من جديد اللقاءات الحميمة في طابا و على شاطئ أم الرشراش و في مصايف البحر الأبيض المتوسط , و سيعود العناق في الإجتماعات الثنائية و سنرى عباس يبتسم لنا من حديقة البيت الأبيض من جديد , مبشراُ بقيام دولة فلسطينية عتيدة عاصمتها أجزاء من القدس الشرقية , لا مكان فيها لأي لاجئ أو مقاوم , و ستوقع هذه الدولة الوليدة على جميع معاهدات حظر الأسلحة, حتى السلاح الأبيض. و سيرضى عنا العم سام , و سيُمنح الرئيس أثمن وسام , و يُرشح لجائزة نوبل للسلام .
كل ما ذكرته في السابق من الممكن أن يحدث لو كان الحديث عن أرض غير فلسطين و عن شعب غير شعب أهل الرباط , فهيهات أن يتنازل الشعب المعطاء عن دماء الشهداء و عن أرض الآباء . هيهات أن يستطيع من باعوا أنفسهم للصهيونية العالمية التحكم في مصير أبناء فلسطين الغراء. فلا تفرح كثيراً يا فياض , فإن مصيرك الإنقراض. أنت و حكومتك التي أصبحت تحت الأنقاض .
أنقاض قراراتكم و مراسيمكم التي رفضها شعبنا الأبي بكل فصائله و إتجاهاته , و أثبتم بها أنكم لا تمثلون و لا حتى أدنى طموحاته. و لا يغرينكم الدعم الأوروبي و الصهيوني , فكثيرون من قبلكم ساروا في طريق المحتل و أجندته و كانت نهايتهم واحدة : مزابل التاريخ عليهم من الله لعنة و من الناس نقمة.
إتفاقية السلام الجديدة و التي يسوق لها عدد من وزراء الخارجية العرب و رئيس وزراء الكيان الصهيوني , ستكرس سياسة الفصل بين مدن الضفة الغربية الشقيقة , و سوف تسلب و تنهب أجزاء كبيرة من أراضي الضفة و سوف تترك مصيرالشعب الفلسطيني تحت رحمة المحتل . و تمنح الكيان الصهيوني الوقت الكافي لإتمام بناء الجدار و فصل منطقة الأغوار عن الضفة الغربية .
إتفاق السلام الجديد سيأخذ كمرحلة أولى تعزيز قوة عباس و حاشيته في مقر المقاطعة و هذا ما شاهدناه في الفترة الماضية من دعم مالي لا محدود و دعم عسكري من دول عربية إلى جانب الدعم الصهيو أمريكي . هدفهم المرحلي هو تكريس مركز مقر المقاطعة كجيب تابع للإحتلال الصهيوني و سفارة للهيمنة الأمريكية في المنطقة و على أرض الضفة الحبيبة و خنجر في خاصرة المقاومة الفلسطينية. و يكون مهمة قاطنيه العمل الدؤوب من أجل تثبيت دولة الإحتلال و محاربة أبناء شعبنا و قطع أرزاقهم و هذا ما شاهدنا جزءاً منه في الأيام القليلة الماضية , سواء كانت تصريحات صادرة عن بعض النكرات أمثال العجرمي و المالكي . و كشكر من أولمرت للمجهود الكبير الذي يقوم به أربابه في المقاطعة سيسمح لهم بالترفيه عن أنفسهم و اللعب بأموال الشعب الفلسطيني في كازينو أريحا , بعد ما لعبوا بدماء شهدائه و مستقبله .
و بذلك تعود الفضيحة من جديد , و تعود هتافات الألوف في ملعب اليرموك عام 94 من جديد إلى ذاكرتي , تلك الحناجرة الصادقة و هي تهتف " غزة أريحا.... فضيحة " و اليوم لا نقدر إلا أن نُقر بصدق الشعار السابق و نضيف " مقر المقاطعة و الكازينو..... منبع فساد راح نزيلوا "
و بقي أن نشير إلى أن إسقاط المقاومة المسلحة من برنامج عصابة فياض , هو إعلان سقوط لمن يطلقون على أنفسهم حكومة , هذه العصابة التي لم تعرف عن النضال سوى إدانته . كل المواثيق الدولية و قوانيين الأمم المتحدة تضمن حق المقاومة و تشرعنه, فلماذا لا تؤمنون بالشرعية الدولية في هذا المجال يا من تتغنون بها على الدوام ؟؟ هل يعقل أن تنتهي المقاومة قبل زوال الإحتلال ؟
و أخيراً لا نقول إلا كما قال السيد إسماعيل هنية , رئيس الوزراء في حكومة تسير الأعمال , " هُم يستمدون شرعيتهم من الأعداء و نحن نستمد شرعيتنا من دماء الشهداء" و نضيف أن من يستمد شرعيته من الأعداء مصيره الفناء.
د. صادق البدوي
تعليق