شهادة وفاة ... تمنح مجانا للمرة الأولى
!أدهشني و أنا أطالع تقريرا إخباريا في قناة العربية عن الأم الفلسطينة التي توفيت في الجزء المصري من معبر رفح الذي يصل الأشقاء في مصر بالأشقاء في دولة غزة عندما عرضوا على الشاشة صورة لشهادة الوفاة التي صدرت عن الحكومة المصرية و قرأت فيها ( شهادة وفاة و مكتوب تحتها تمنح مجانا للمرة الأولى !) فنسيت أيها الإخوة كعادة العرب الأثيرة كل المعاناة و فكرت فقط في معنى العبارة هل يعني هذا أنها لو تجرأت و توفيت مرة أخرى في مصر فإن شهادة الوفاة التي ستصدر لها سيؤخذ عليها جزية عفوا أقصد رسوم أم يعني أن أهلها لو فقدوها أي الشهادة فلن يعاد إصدار بدل فاقد لهم إلا برسوم أم يعني أنها أي الشهادة أيضا لا تعني شيئا .
إن هذه العبارة لغز محير أشغلني عن متابعة التقرير و نسيت في غمرة ذلك معاناة الستة آلاف فلسطيني المحتجزين عند المعبر و نسيت معاناة عشرات الآف من أقارب أولئك الذين ينتظرونهم و لا يدرون هل سيرونهم أم سيفرق الموت بينهم كما في حالة أختنا تغريد رحمها الله صاحبة الشهادة المذكورة أعلاه.
برغم كل مافي الحدث إلا أنني أصبحت لا ألوم كل من له القدرة على تغيير شيء من الواقع فلعله منشغل مثلي في حل طلاسم العبارة مما يجعله يتأخر و لا أقول يحجم عن المساعدة .
عندما أفقت من دوامة تفسير العبارة كانت القناة تعرض صورا لأبناء الفقيدة كبارا و صغارا و رغم أن الإبن الأكبر بدا رابط الجأش إلا أن في عينيه حزنا دفينا يحاول أن يخفيه و لكي أتصور فداحة الأمر كعادتي تصورت أن زوجتي حفظها الله هي الفقيدة فكيف سيكون الوضع و كيف سيكون لو أن الأخوة و الأشقاء هم الذين منعوها من رؤية أبنائها قبل موتها و منعوهم رؤيتها قاومت عبرة كادت أن تقفز من عيني و أنا أقول ( حسبنا الله و نعم الوكيل ).
منقول
تعليق