أنا سأجيبك يا مجاهد عن سؤالك الذي زعمت أنك سألتَه للشهيد الحنبلي رحمه الله علما أن عدم جوابه عن هذا السؤال أمر ليس بالمستغرب وكان ينبغي لك أن تسأل أهل الدراية بهذا الأمر ممن هم كثيرون من حولك .
وأتمنى عليك أن تتوقف عن إثارة شبهة جديدة في كل مرة تضع فيها كتابتك حتى صار ذلك من دأبك وصرنا ننتظره منك فالرأي عندك دوما مشطور لنصفين نصف لكم ونصف عليكم تتأرجح بين هذا وذاك وتتردد هاهنا وهاهناك وأخشى أنك توهّمت أن تلك هي الموضوعية أن تكون في كلا الجانبين ؛ فالواقعية يا سيدي هي مجرد أسلوب في إدارة النقاش وفي الحكم على المعاني والموضوعات على أرضية الإيمان المسبق بأمر ما ؛ وينصّ أهل الفلسفة أن الموضوعية بكونها أسلوبا تختلف عن كونها استقلاليةً وتحررا من رأي جامع .
وقبل أن ترمي بهذا الحجر عن أهل الهندسة لابد أن تشير أن الحركة الإسلامية فازت أيضا في انتخابات وكالة الغوث التي تمثل قطاع التعليم الأهم في بلادنا ؛ وأتمنى عليك أن تفيدنا عن عدد المهندسين الذين ينتمون إلى التيار الإسلامي لتخبرني الجواب بنفسك ؛ وأنت تدري أن الحركة الإسلامية اهتمت كثيرا في مرحلة من المراحل بمجالات محددة لأغراض دعوية وسياسية وتنظيمية آنذاك أهمها الطب والدعوة والتشريع والحاسوب وأهملت بعض التخصصات كالهندسة والمحاماة مما جعل من عضوية هاتين الفئتين عضوية قليلة مقارنة بالعضوية في مجالات أخرى وآمل أن ترى الحركة الإسلامية تكتسح هذين المنبرين قريبا بإذن الله .
ثم أتمنى أخيرا أن تناقش الأفكار لا أن تضرب بمزيد من الشبه وأرجو أن ترجع إلى ردودنا القديمة أولا لترد عليها قبل أن تشرع في الاستعداد لشبهة جديدة .

وهذا ما ندعوا له نحن أيضاً .. ولكن بالله عليك كيف ؟
هل سيكون بالسكوت وغض الطرف حتى لا نشق الصفوف ونؤذي الوحدة الوطنية
أم يكون بفضح المجرم ونشر جرائمه لكي يعلمها الناس ومعهم العضو مجاهد الفلسطيني

الموضوعية يا اخ مجاهد أن يكون قلمك ضد الظالم لا أن تجد له المبررات وتجمل تصرفاته بدعوة الوحدة والتوحد .. فأنت بذلك تزيد المظلوم ظلماُ وتدفعه دفعاً لأخذ القانون بيده .. خصوصاً حين يكون المجرم من ممثلي القانون والمحافظين عليه أو يفترض به أن يكون ذلك

السيد عثمان :
لا ادري ما معنى ((عن سؤالك الذي زعمت أنك سألتَه )) فأرجو وكما اتوقع ان تكون هذه زلة لسان منك يا من ترعى هذا المنتدى والا ((زعمت)) انا انك غير موضوعي ، فلغة الحوار بين الاخوة تعتمد على حقائق ولا على زعم و ادعاء حقائق ، اما قولك ((وصرنا ننتظره منك فالرأي عندك دوما مشطور لنصفين نصف لكم ونصف عليكم ))، لا ادري من انتم الذين صرتم ، ولا ادري ماذا تقصد بلكم وعليكم ، انا هنا لا اعهد دينين ولا اوس ولاخزرج ، فهنا اما فلسطينيون او موحدون يناصرون القضية الفلسطينية ، اما اذا كنت تقصد فتح وحماس ، فأنا بريء من الانتماء الا للدين الاسلامي و الذي اعتقد ان الحركتين تدينان به ، اما الواقعية والموضوعية فاشكرك على التعريف عله يفيد الكثيرين مما يقرأون هذا المقال ، اما دخولك في خط الفلسفة ، فأصل كلمة الفلسفة -كما تعلم- هي فيلو-سوفي ، اي صديق الحكمة ، ولا ادري هل من الحكمة او من احد اصدقائها ان يكتب مثل ((وأرجو أن ترجع إلى ردودنا القديمة أولا لترد عليها قبل أن تشرع في الاستعداد لشبهة جديدة )) ، لان هذا ليس من الحكمة في اتهام الاخرين بمجرد انهم لا يتفقون مع طريقة تفكيرك ، فنحن هنا لسنا امام فرعون عندما قال لقومه ((لا اريكم الا ما ارى)) نحن هنا نتحاور ومنذ الصغر تعلمنا ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، وهنا اجد ان الاختلاف في الرأي يؤلب الخواطر ويجعل البعض -يحسبون كل صيحة عليهم العدو- فأنا يا سيد عثمان ، ارى وللاسف ان هنا فكرا مسيطرا هو فكر المؤامرة وكل فكر لا يتفق مع الرأي السائد هو تأمري ،فأنا تقبلت منطق تفسيرك عن المهندسين والاطباء ولم اعتبره تدليسا ، لانني سألت بقلب مفتوح لا -كما تدعي - انني ارمي بحجر او بملوتوف ، اخيرا ، تأكد يا عثمان انني احاورك وغيرك ، بقلب صافي وعقل متفتح ، وارجو ان تقرأ وغيرك كتاباتي بمثل هذا الوصف ، واذكرك ان الجنة لا يدخلها من في قلبه ذرة من غل لاخيه المسلم .

إلى المحاور الفذ.. مجاهد:
تقول مبروك النجاح وتقدم التهاني ثم تبدأ في التقليل (ولن أقول التشكيك) في هذا النجاح!! تحيّي حركات المقاومة على عملياتها وجهادها وفي نفس الوقت تحيي المفرطين وتدافع عنهم وتفلسف لنا تنازلاتهم بمسميات كبيرة!
إذا رد عليك أحدهم بهدوء كِلْتَ له الاتهامات برهن عقله لهذا الفصيل أو ذاك! وإذا رد آخر بغضب على استفزازاتك المتكررة ، فوصفه عندك جاهز فهو (لا يفهم في أصول الحوار التي لا يفهمها أحد غيرك)!
تريدنا أن نفترض (لا سمح الله) أنك شيوعي او نصراني؟! عليك أن تتعب نفسك قليلاً بالتمعن فيما كتبه صديقنا (تشي غيفارا) هذا الصديق الواضح الهوية والذي لا يتلوّن، رغم اختلافنا في الفكر والمنهج إلا أنه قدم التهنئة بكل احترام بدون غمز ولا لمز، يا خريج المدرسة الاسلامية. وليس عيباً أن نتعلم ممن هو أدنى منا علماً يا من يستعد لرسالة الدكتوراه.
أما عن الفرحة ، فمن قال انها فرحة غير منقوصة ، فالكل يعلم أنها فرحة منقوصة ونصف، ولكن هل تريد أن تحجر على شعبنا حتى هذه الفرحة المنقوصة.. عجيب أمرك!! هل سمعت أن الفاتح صلاح الدين قد أجبر الناس على عدم الابتسام، كان هذا شأنه وحده (رحمه الله) وقبل أن تهل علينا بهذه المعلومة الخطيرة لا ندري إذا كنت قد طبقتها على نفسك وأهل بيتك ومنعتهم من الفرح والابتسام!!
أما عن الاستفزاز –الذي هو ديدنك- فلا داعي للخلط كما هي عادتك، فالجهاد والتعليم والانتخابات والجمعيات والنوادي الرياضية وحتى هذه الشبكة التي تستضيفنا، كل ذلك حتى يتوقف القتل والاحتلال وينعم شعبنا بالحرية والاستقلال الحقيقي لا كما يريده البعض، فكفاك مزايدة بأرواح الشهداء وكأنك الوحيد الذي يتقطع قلبه كمداً عليهم وغيرك لا يهتز رمش!!
من قال لك يا ايها( المحاور) أنني تحدثت أو نصّبت نفسي متحدثاً باسم أي من الفصائل، فما قلته في مداخلتي إنما هو قراءة خاصة بي لهذا المشهد، وآسف لأنني لم أطلب رأيك وأستشيرك قبل أن أقدّم قراءتي تلك !! ولا أدري من منا ينصّب نفسه متحدثاً باسم فصيل ، هل هو أنا ؟ أم الذي انبرى يتحدث باسم فتح في هذه القضية (علماً بأنك لست من فتح طبعاً فأنت لا ترهن عقلك لأحد!)!؟ أصحاب الشأن من اخواننا أبناء فتح -الواضحي الهوية وهم كثر هنا- لم يعترضوا، حتى تأتي أنت وتتحدث باسمهم.
وأضحكتني قصة أن (هناك ربما من يتكلم عني على غير وجه حق) فكيف عرفتَ ذلك؟ اللهم إلا إذا كان هذا الأحد هو ربما (اقول ربما) أنت شخصياً.
عموماً أشهد الله أنني مسامح لكل من تكلم علي بحق ، كما اشهده أنني لا أحمل ضغينة على مسلم.

ختاماً..
نتمنى لك التوفيق في رسالة الدكتوراه.. وتذكر أن فوق كل ذي علم عليم. غفر الله لنا ولك.

هو العجز أخي ابن كل فلسطين ... سبق وأن قلت لك ... العجز يفعل بصاحبه أكثر من ذلك فلا تأبه كثيرا