بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس الغريب
[poem font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=1 align=center use=ex num="1,black"]
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ * إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَـنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِـــهِ * على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنــي
وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها * الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَــنِ
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني * وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِـي
تَمُرُّ ساعاتُ أَيَّامي بِلا نَـدَمٍ * ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حَزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً * عَلى المعاصِـي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُـرُني
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَـتْ * يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُها * وَأَقْطَــعُ الدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحَاً * عَلى الفِـراشِ وَأَيْديهِـمْ تُقَلِّبُني
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَني * وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليـومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها * مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها * وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَنــي
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفـوا * بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ
وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ * نَحْوَ المُغَسِّــلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُـني
وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً * حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِـنِ
فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُـمْ فَجَـرَّدَني * مِنَ الثِّيـابِ وَأَعْـرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً * وَصَارَ فَوْقي خَرِيـرُ المـاءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِـنْ فَوقي وَغَسَّلَني * غُسْـلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمـامَ لهـا * وَصارَ زَادي حَنُوطِـي حينَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَوا أَسَفاً * عَلـى رَحِيـلٍ بِـلا زادٍ يُبَلِّغُني
وَحَمَّلوني على الأْكتافِ أَربَعَةٌ * مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِـي مَـنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحـرابِ وانصَرَفوا * خَلْفَ الإِمَـامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لها * ولا سُجودَ لَعَلَّ اللــهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلى قَبري على مَهَلٍ * وَقَدَّمُـوا واحِداً مِنهم يُلَحِّدُني
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني * وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَـني
فَقامَ مُحتَرِماً بِالعَزمِ مُشْتَمِـلاً * وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِمـوا * حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هناك ولا * أَبٌ شَفيـقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُـني
فَرِيـدٌ وَحِيدُ القبرِ ، يا أَسَفاً * عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُني
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ * مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ ما أَقولُ لهم * قَدْ هَالَـني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهِـمُ * مَالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يا أَمَلي * فَإِنَّني مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا * وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلي * وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْـوَالِ والسَّكَنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهـا * وَصَارَ مَالي لهـم حِلاً بِلا ثَمَـنِ
فَلا تَغُرَّنَّـكَ الدُّنْيـا وَزِينَتُهـا * وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها * هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْـطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِهـا * لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُـدْ بَعْـدَهُ ثَمَراً * يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَـنِ
يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي * فِعْلاً جميلاً لَعَـلَّ اللهَ يَرحَمُـني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً * عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَـنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختــارِسَيِّدِنـا * مَا وَضَّأَ البَرْقَ في شـامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَـا * بِالخَيْرِ والعَفْـوْ والإِحْسانِ وَالمِنَنِ[/poem]زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس الغريب
[poem font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=1 align=center use=ex num="1,black"]
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ * إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَـنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِـــهِ * على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنــي
وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها * الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَــنِ
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني * وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِـي
تَمُرُّ ساعاتُ أَيَّامي بِلا نَـدَمٍ * ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حَزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً * عَلى المعاصِـي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُـرُني
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَـتْ * يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُها * وَأَقْطَــعُ الدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحَاً * عَلى الفِـراشِ وَأَيْديهِـمْ تُقَلِّبُني
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَني * وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليـومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها * مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها * وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَنــي
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفـوا * بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ
وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ * نَحْوَ المُغَسِّــلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُـني
وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً * حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِـنِ
فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُـمْ فَجَـرَّدَني * مِنَ الثِّيـابِ وَأَعْـرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً * وَصَارَ فَوْقي خَرِيـرُ المـاءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِـنْ فَوقي وَغَسَّلَني * غُسْـلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمـامَ لهـا * وَصارَ زَادي حَنُوطِـي حينَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَوا أَسَفاً * عَلـى رَحِيـلٍ بِـلا زادٍ يُبَلِّغُني
وَحَمَّلوني على الأْكتافِ أَربَعَةٌ * مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِـي مَـنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحـرابِ وانصَرَفوا * خَلْفَ الإِمَـامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لها * ولا سُجودَ لَعَلَّ اللــهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلى قَبري على مَهَلٍ * وَقَدَّمُـوا واحِداً مِنهم يُلَحِّدُني
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني * وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَـني
فَقامَ مُحتَرِماً بِالعَزمِ مُشْتَمِـلاً * وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِمـوا * حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هناك ولا * أَبٌ شَفيـقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُـني
فَرِيـدٌ وَحِيدُ القبرِ ، يا أَسَفاً * عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُني
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ * مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ ما أَقولُ لهم * قَدْ هَالَـني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهِـمُ * مَالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يا أَمَلي * فَإِنَّني مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا * وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلي * وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْـوَالِ والسَّكَنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهـا * وَصَارَ مَالي لهـم حِلاً بِلا ثَمَـنِ
فَلا تَغُرَّنَّـكَ الدُّنْيـا وَزِينَتُهـا * وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها * هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْـطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِهـا * لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُـدْ بَعْـدَهُ ثَمَراً * يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَـنِ
يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي * فِعْلاً جميلاً لَعَـلَّ اللهَ يَرحَمُـني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً * عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَـنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختــارِسَيِّدِنـا * مَا وَضَّأَ البَرْقَ في شـامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَـا * بِالخَيْرِ والعَفْـوْ والإِحْسانِ وَالمِنَنِ[/poem]زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهم
تعليق