إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا تفعل في ليالي رمضان ؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا تفعل في ليالي رمضان ؟؟؟

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد :
    أخي الكريم : .... ها قد حل عليك رمضان من جديد ولاح في احلاله أمل جديد .... تترأى فيه نفحات رحمة الله جل وعلا
    أين سمعك ... فها قد نادى مناد من السماء : ياغي الخير أقبل ! ويا باغي الشر أقصر !
    أين غزمك زحزمك ... فها قد شمر المشمرون .... واستعد المحسنون .... وانتبه الغافلون .... وتنافس المتنافسون ، كلهم يطمعون ويرغبون ... لعلمه تشملهم نفحة غفران أو نسمة احسان ليكونوا من عنقاء الله من النار في رمضان .....
    وإليك أخي المسلم ما كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصاحابه إذا هل هلال رمضان يذكرهم فيه بخيره ويرغبهم في فضله ، فيقول صلى الله عليه وسلم : " إذا جاء شهر رمضان ـ أو إذا كانت أول ليلة من رمضان ـ صفدت الشياطين مردة الجن وغلقت أبواب النيران ، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب ونادى مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار " رواه الترمذي .

    كيف حالك مع ليالي رمضان ؟؟؟؟
    إذا كنت تقضيها في غير طاعة واجتهاد في الخير ..... فأنت المحروم من الخير حقاً .... المغبون في أوقات الغنائم صدقاً ... كيف تنام وقد نودي عليك : يا باغي الخير أقبل .....
    كيف تهمل نفسك ... وتكسل .... والجنان قد أشرعت أبوابها ... وتسابق إليها طلابها ... { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }
    أما إن كنت تقضي ليالي رمضان ... لاهياً ... غافلاً .. تفسد فيها ما أصلحت بالنهار ... وتحدث فيها ما أمسكت عنه في الصيام ... وتنال منها نظرات مسممومة .... وخطوات مشبوهة ... وأفعال مذمومة .... فأنت إذن قد جمعت بين أمرين خيرهما شر : وهما الحرمان من الخير ... واكتساب الضر ....
    هل تدري أن ليالي رمضان هي ليالي عتق من النار .... كما في الحديث السابق ...
    أخي ..... فمن هم ترى هؤلاء العتقاء ... أهم الذين صاموا نهارهم حتى إذا جن عليهم الليل قاموا لبرهم سجداً يرجون رحمته ويخافون عذابه .... ام هم الذين تسابقوا إلى الأسواق ... وتهافتوا على المنكرات تهافت المشتاق ... واعملوا جوارحهم فيما يغضب الله جل وعلا .... ولم يقدروا لرمضان قدره .
    مضى أمسك الماضي شهيداً معدلاً ***** وأعقبه يوم عليك جديد
    فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة ***** فثن بإحسان وأنت حميد

    أخي ..... إن ليالي رمضان .... هي ليال معدودة .... لكن عبادتها وأعمالها عند الله مشهودة فقيامها رفعة ومغفرة ورحمة وعتق من النار ... فلا تسرف على نفسك فيها بسهر مذموم ... او منكر مشؤوم .... يورثك الحسرات والهموم .
    قال بكر المزني ، رحمه الله : ما من يوم أخرجه الله إلى الدنيا إلا يقول : يا ابن آدم ، اغتنمني لعله لا يوم لك بعدي ، ولا ليلة إلا تنادي : ابن آدم اغتنمني لعله لا ليلة لك بعدي ....
    وإذا كن غنم ليالي باقي الشهور بحسب العمل ... فإن ليالي رمضان غنمها جلل .... فأجرها عند الله مضاعف .... ويكفيها شرفاً أن فيها ليلة مباركة هي خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله !

    يا نائم الليل كم ترقد ***** قم يا أخي قد دنا الموعد
    وخذ من الليل أقواته ***** ورداً إذا ما هجع الـرقــد
    من نام حتى ينقضي ليله ***** متى يبلغ المنزل أو يسعد


    ************************

    وإلى اللقاء في الحلقة القادمة ........................

  • #2
    هكذا فليكن ليلك في رمضان

    قيام وقنوت فما كمال الصيام إلا بالقنوت والقيام .... فجمّل صيامك أخي بإحياء ليله بالقنوت بين يدي الله عز وجل .... وتذكر أنك بحضورك لصلاة التراويح مع الإمام ترشح نفسك لخير عظيم لعلك تصيبك نفحة من نفحات رحمة الله فتكون ممن يشملهم عفوه ... فتكون من عتقائه .... ومهما يكن أمرك فلا تحرم نفسك أجر القيام .... واصبر نفسك مع القانتين ... لعلها تصيبك دعوة صالحة من إمام أو يشملك عفو الله لعباده القائمين .

    يقول ابن رجب ، رحمه الله : فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات ، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات .
    أخي .... يا من أسرف على نفسه بالسيئات ... ويا من أبعده عن الله ذنبه ... حتى وجد في قلبه وحشه تصده ... وقسوة تحبسه ... وفتور ... وتثاقل على الخير .
    ها قد أتاك رمضان بخير عظيم .... تعمل فيه قليلاً لتجزى كثيراً .... فتحت لك فيه أبواب الجنان فلا تعرض عنها .... وأغلقت أبواب الجحيم فلا تقرعها ... ولله فيه نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ... قال صلى الله عليه وسلم : " إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يسقى بعدها أبداً " .
    يا من طالت غيبته عن مولاه قد قربت أيام المصالحة .
    يا من دانت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة .
    كم ينادي حي على الفلاح وأنت خاسر ، وكم تدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابر .
    من لم يربح في رمضان ففي أي وقت يربح ، ومن لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده يبرح ...
    يا هذا ... ليالي رمضان مضمار سباق إلى الله تعالى ... قد عكف فيها أهل الفطنة قائمين .... يمرغون في سجودهم الجبين ... يبكون ويتلون القرآن ويزيدهم خشوعاً .... وغاية مناهم المنزاة والفوز بالجنة .
    ليلك مهما طال سيفجر .... وشهواتك مهما لذت ستنقضي .... ولهوك سينتهي ..... ولا تبقي سوى آثار حسرات تعصر نفسك وتصنع في الآخرة خوفك وبأسك ... فاغنم ليلك مع أهل القيام .

    ************************

    وإلى اللقاء في الحلقة القادمة .......

    تعليق


    • #3
      وعليك ان تحرص على صلاة التروايح مع الامامولا تفرط في شيء منها تكاسلاص وألا تنصرف قبل انصرافه ولو زاد على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " رواه الترمذي .
      قال أبو دواد : قيل لأحمد وأنا أسمع : يؤخر القيام ؟ يعني التراويح لأخر الليل ؟
      قال : لا ، سنة المسلمين أحب إلي .
      وإذا أوترت مع الإمام في صلاة التراويح لا تعاود الوتر في أخر الليل لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا وتران في ليلة " رواه أحمد .
      أخي : لا تستأنس بالناس في ليالي رمضان ... وإنما اجعل انيسك هو الله وحده .. الهج بكره ... واخل به في ركعات خاشعات ... واتل كتابه ... وتمعن في كلامه .... ثم اسأله من فضله فإن جوده في رمضان عظيم ... واسأله العفو ... فإنه عفو كريم ... ألا ترى أنه ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا فيقول : " من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ " رواه البخاري ومسلم ، فكيف وله عتقاء في ليالي رمضان .
      ذكر وقراءة قرآن : تأمل كيف امتدح الله جل وعلا عباده المؤمنين فقال : { والمستغفرين بالأسحار } فإن في هذا الثناء ما يدل على عظم الاستغفار في وقت السحر ، وأنه أنسب وأجل العبادات في تلك الدقائق الهادئة الغالية .... والاستغفار في أسحار رمضان ليس كالاستغفار فس أسحار غيره فله مزية وفضل لما لشهر رمضان من الفضائل والخصائص .
      وأما تلاوة القرآن في ليالي رمضان فهو الغنيمة الكبرى لاسيما إذا قرنت التلاوة بالقيام فقد قال صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .
      وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : أما بعد فإن هذا الشهر كتب عليكم صيامه ، ولم يكتب عليكم قيامه ، فمن استطاع منكم أن يقوم فليقم ، فإنها نوافل الخير التي قال الله .
      وكان ابن عون إذا جاء شهر رمضان ، جاء برمل فألقاه في المسجد ثم يقول لبنيه : ما تبغون بعد شهر رمضان ؟ وكان لا ينام .
      وقال ابن رجب : وكان بعض السلف يختتم في قيام رمضان في كل ثلاث ، وبعضهم في كل سبع منهم قتادة ، وبعضهم في كل عشرة منهم أبو رجاء العطاردي ، فرحم اله رجلاً قدم لآخرته وأحيا ليله وأيقظ أهله وقدم مهره ، فإنما مهر الحور الحسان طول التهجد بالقرآن ، ولا تكن ممن يعظم الخطبة ويسيء المهر .
      لا تكن محروماً في رمضان فإن المحروم كما أسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من مر عليه رمضان ولم يظفر فيه بقيام ليلة القدر ... ولم يصب من خيرها .... فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيره إلا محروم " رواه ابن ماجة .
      أخي : تكر أن الظفر بخير هذه الليلة المباركة هو محض فضل الله جل وعلا وإنما يهبه الله سبحانه وتعالى لمن علم في قلبه حرصاً ونية صادقة للعبادة ، كما قال تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } .
      فمن جاهد نفسه في ليالي رمضان يحييها بالقيام والعبادة والتبتل وتلاوة القرآن فلا شك أنه سيظفر بإذن الله بهذه الليلة { إن الله لا يضيع أجر المحسنين } .
      قال أحدهم : ما على أحدهم أن يقول : الليلة ليلة لبقدر ، فإذا جاءت أخرى قال : اليلة ليلة القدر .
      وقال الزهري : سميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها ، من قولهم لفلان قدر أي شرف ومنزلة .
      وقال مجاهد : عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر .

      ****************************

      وإلى اللقاء في الحلقة القادمة ......

      تعليق


      • #4
        خـــــاتمــــة :

        أخي ... يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من اناس : الصحة والفراغ " .
        قال ابن الخازن : النعمة ما يتنعم به الانسان ويستلذه والغبن أن يشتري بأضعف الثمن أو يبيع بدون ثمن المثل :
        فمن صح بدنه ، وتفرغ من الأشغال العاقة ولم يسع لصلاح آخرته فهو كالمغبون في البيع والمراد بيان أن غالب الناس لا ينتفعون بالصحة والفراغ ، بل يصرفونهما في غير محالها فيصر كل واحد منهما في حقهم وبالاً .
        أخي ... فلا تجعل ليالي رمضان وبالاً عليك ، واصرف فراغك فيها في طاعة الله جل وعلا ، وذكره وتلاوة كتابه ، والصلاة .. لتغنم فراغك وتنال فضل القيام والصيام : غفران الذنب ورفع الدرجات .
        أخي ... هذا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن في بقيته للعابدين مستمتع ، وهذا كتاب الله يتلى فيها على سمعك وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً يتصدع ، ومع هذا فلا قلب يخشع ولا عين تدمع ولا صيام يصان عن الحرام فينفع ولا قيام استقام فيرجى في صاحبه أن يشفع ، وتراكمت عليها ظامة الذنوب فهي لاتبصر ولا تسمع .
        كم تتلى علينا الآيات وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة ، وكم يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة ، لا الشاب ينتهي عن الصبوة ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فليتحق بالصفوة ، أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة وإذا تليت عليهم آيات الله وجلت قلوبهم ، وإذا صاموا صامت معهم الألسنة والأسماع والأبصار ، فهل لنا فيهم أسوة ؟؟
        أخي ... ليالي رمضان ليالي محو الذنوب ، فاستغث إلى مولاك من العيوب ! هي أيام الانابة فيها تفتح أبواب الإجابة ، فأين اللائذ بالجناب ؟ أين المتعرض بالباب ؟ أين الباكي على ما جنى ؟ أين المستغفر لأمر قد دنا ؟
        عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني جبريل فقال : يا محمد من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل آمين ، فقلت : آمين ، قال : يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات ولم يغفر له فأدخل النار فأبعد الله ، قل آمين ، فقلت : آمين ، قال : ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين " رواه الطبراني وه في صحيح الجامع .
        قال المناوي رحمه الله : رغم أنف من علم أنه لو كف نفسه عن الشهوات شهراً في كل سنة ، وأتى بما وظّف له فيه من صيام غفر له ما سلف من الذنوب فقصّر ولم يفعل حتى انسلخ الشهر ومضى فمن وجد فرصة عظيمة بأن قام فيه إيماناً واحتساباً عظمه الله ومن لم يعظمه الله حقره وأهانه .
        فلا تضيع ليالي رمضان في لهو وعبث وغفلى وسهر كيلا يرغم أنفك ... وتندم يوم يقسم الثواب على الصائمين القائمين أهل الصبر والاحتساب .
        وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .

        تعليق

        جاري التحميل ..
        X