إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شيخ الاقصى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شيخ الاقصى

    يحيى عايش

    كاتب فلسطيني - الإمارات

    [email protected]



    شـيــخ الأقـصـى



    (رائـــد صلاح )


    ((لو وضعوا الخطوب في كأسي
    لو أضرموا الدنيا سعيرا حول رأسي
    فلا تأمن لشدتي وبأسي
    ولا تقل بأن شمسي في أفول
    لان ليلي يا عدو الله لن يطول))
    فؤاد محمود خليل

    كحال تلك القيادات التاريخية التي جاد بها تاريخنا جاء القائد المعلم الشيخ رائد صلاح ،تلك القيادات التي تألقت لا بمقدار ما تحمله هذه الكلمات من جمال الوصف والتي لن توفيها حقها مهما بلغت ، بل بمقدار ما قدمت من جهد دؤوب صنعت من خلاله تاريخ مجد وعز لأمتهم، وحولت به مسار تاريخ صيغ لشعوبهم لاقتلاعهم من جذورهم ،وكان عظم الهدف عندهم الحافز المحرك الذي هان في سبيله تحمل كل الصعاب .

    وكحال كل الرموز العالمية التي اشتركت بصفات أهلتها لتكون رموزا لشعوبها جاء الشيخ مشتركا معها بهذه الصفات التي أضاءت التاريخ البشري بأكمله، فهي التي بقيت ثابتة على الموقف مع تعاظم الصعاب حتى أصبحت منارا تهتدي بها الأجيال القادمة وتلجأ إليه ليحميها من ويلات المصير ،وهي التي حافظت على كينونة مجتمعاتها بتفعيل مقومات وجودها ،وهي التي جاءت بعد أن اشتد الخطب وحلكت ظلمة الليل فأينع وأزهر الجذر بقدومهم من جديد .

    فمنذ أن دخلت عصابات الغدر الصهيوني إلى ارض فلسطين ركزت كل جهودها لتضرب هذا المجتمع في صميم وجوده ،واتخذت من الإبادة المنظمة سبيلها لتحقيق هذا الهدف، وذلك على الصعيدين المادي والمعنوي ،فعملت على إبادته ماديا بالقتل والنفي والترحيل التي مارسته هذه العصابات وتمثلت بالمذابح الجماعية التي رافقت وجود هذا الكيان المغتصب لأرض فلسطين ،وعمليات الترحيل القسري وهدم القرى والمدن واستبدالها بالمغتصبات ، وعملت على طمس هويته بالإبادة الثقافية والتي تمثلت بهدم المساجد والمعالم التاريخية، وبتر هذا المجتمع عن المحيط ،ليكون مقطوع الصلة عن عمقه العربي والإسلامي،وبذلك اكتملت حلقة الإبادة الجماعية بشقيها المادي والمعنوي التي ارادتها الصهيونية سبيلا لتوطيد اركانها .


    وبعدما ظنت العصابات الصهيونية أنها حققت ما تصبوا إليه جاء فعل أولئك القابضين على أرضهم وهويتهم ليعلنوا على الملأ عن وحدة الدم، فمع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة التي جاءت لتحرير الأرض والمقدسات ، عمل الكيان الصهيوني على تدمير اقتصاد الأسرة الفلسطينية بكل ما أوتى من قوة لإذلال هذا الشعب وتركيعه فعمد إلى قتل الرجال وزرع الأرض بحواجز الذل التي تستهدف شموخ هذا الشعب ليعلن الاستسلام،وليعيق وصولهم إلى مراكز رزقهم ليضغط على هذا الشعب بجوع أطفاله ، تنبه أخوة الدين والوطن على ذلك الجزء من أرضنا الطيبة للأطفال الجوعى والأمهات الثكلى والعجائز المرضى التي باتت لا تملك ثمن الدواء فجادت يد الأخوة وقامت بالواجب خير قيام.

    ولم يغب المسجد الأقصى عن فكر وبال القائد المعلم وأهلنا في تلك البقعة الطيبة من أرضنا لحظة ، فعندما عمد الكيان الصهيوني إلى تفريغ المسجد الأقصى من المصلين ،وإضعاف أثر ه في نفوس المسلمين تمهيدا لهدمه وتهويد القدس ،قام الشيخ وحركته بواجبها تجاه هذا المسجد فتحركت قوافل المصلين لأعماره وجاد الأهل بالغالي والنفيس في سبيل العمارة المادية لهذا المسجد .

    ولكن كما هو حال النظم العنصرية القديمة والحديثة والتي اتخذت من الإبادة والقمع أسلوبا لتوطيد أركان وجودها ولتثبيت نفسها جاءت العنصرية الصهيونية المعروفة على مدى التاريخ ، فلم تستطع رؤية يد تمتد إلى طفل جائع ،ولا يد تمتد بدواء لمسن عاجز ، فقلبت كل المفاهيم والمصطلحات لتسجن الشيخ بحجة الإرهاب بلا دليل إدانة ،ومهما تشدق المتشدقون عن ديمقراطيتهم تبقى أفعالهم تفضحهم ،فأي إرهاب منظم اكبر من محاربة مجتمع بجوع أطفاله ؟!وأي إرهاب يزعمون أهو الذي قتل أب وشرد طفل أم اليد التي امتدت لتكفكف دمعه بعد أن نشب الجوع مخالبه في جسده النحيل ؟!

    ولكن سيبقى الوطن شامخا بك يا شيخنا الجليل وستبقى منارة على مر الأجيال، فتحية إجلال وإكبار لك أيها المعلم القائد ولكل الأهل الصامدين في وطننا الحبيب
جاري التحميل ..
X