إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقابلة مع الرئيس السابق للشيشان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقابلة مع الرئيس السابق للشيشان

    زيلمخان يندربايف : " الشر دائما لا يخلق إلا الشر" مقابلة خاصة بوكالة مارشو للأنباء مع الرئيس الشيشاني السابق
    سؤال: ما هو تقديركم للأوضاع في العالم، و خاصة بعد العمليات الإرهابية التي هزت نيويورك و واشنطن؟ و ما هي التغيرات التي ستترتب على ذلك؟
    زيلمخان: الذي حدث هناك كان من المتوقع حدوثه؛ فهؤلاء الذين أرهبتهم أمريكا، ردوا على ذلك استنادا إلى قوانيين الانتقام، بأساليب و طرق في أيديهم. الشر دائما لا ينتج عنه إلا الشر! الشر و الظلم مهما اختبئا وراء أقنعة الخير يكشفان و بالتالي يرد عليهما. و لكن الانتقام غالبا ما يكون أعمى لأنه ينبع من شعور بالظلم و الإهانة و بالتالي لا تكون مقدار العمليات الانتقامية مساوية للظلم. لذلك الله سبحانه و تعالى أمر بأن يكون مقدار الانتقام بقدر الظلم، و في الوقت نفسه طلب من المسلمين مسامحة المجرم و التوكل على الله.
    و لكن بالنسبة للقضية المطروحة هنا فمن الضروري التركيز على القوى التي بدأت الظلم و الشر على نطاق أوسع.
    الحادي عشر من سبتمبر هذا العام كشف لنا ما كانت تمارسه - المسيحية و الصهيونية- تحت اسم القوانيين الدولية. فقد رأى العالم بأنه كان مقسما إلى أنواع الشر بما يسمى "الذات" و "غير الذات"، بدلا من الأعداء، الذين يجب أن "يدمروا" بهدوء، و ليس في التواليت كما يريد بوتين. المعنيون ب"الذات" هنا هم الدول المسيحية ( و ليس الأشخاص، و بالأخص ليس أفراد" و الدول التي تخضع لهم. أما "غير الذات" فهم "الأعداء"، و في مقدمتهم- المسلمين، و سائر العالم الإسلامي و هؤلاء الذين يبحثون عن حياة عادلة أو طريقة أفضل للعيش تختلف عن تلك التي تنصها الأمم المتحدة و مالكيها.
    و قد اتضح للعالم كيف أن أمريكا مع قادة الدول المسيحية و بالتعاون مع الصهيونية العالمية، هم المبادئين في هذا المجال، و قد رأى العالم كيف أنهم يحاربون على أساس الدين و المبادئ الإسلامية، و يحاربون الإسلام في العالم أجمع و الأمة الإسلامية و المسلمين. و قد نشرت عن هذا الموضوع كتابي "الجهاد و مشاكل العالم المتحضر"، الذي نشر بالروسية و الإنجليزية و التركية.
    العالم أعطى لنفسه حق ممارسة القوى تحت القوانيين الدولية. و حق ممارسة القوى يوقظ حق الانتقام ضد الشر بكافة الأساليب! و الأمم المتحدة هي التي تحرك هذه القوى التي مارستها الولايات المتحدة و روسيا. نستطيع أن نتذكر رد الأمم المتحدة على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان و السودان عام 1998، فقد طالبت قيادات هاتان الدولتان الأمم المتحدة بصد الإرهاب الأمريكي و قد كان الرد على ذلك ب "أفغانستان و السودان لهما حق الانتقام!". و قد تبين في ذلك الموقف و أيضا في النظر إلى العدوان الروسي على الشيشان أن الأمم المتحدة ليست منظمة الأمم المتحدة بل هي منظمة تبرير العنف و منظمة العنف المنظم. و كانت المحفز للحرب ضد المسلمين في الجمهورية الشيشانية. الانفجارات التي حدثت في الحادي عشر من سبتمبر و التي تركت نتائج مأساوية على الآلاف من المواطنيين الأبرياء و العائلات في سائر أنحاء العالم، تركت العالم يتحدث عن هذه العمليات "الكاميكاز أو الفدائية" كالتحدث عن الإرهاب، و تركت المرارة في قلوب الكثير من الضحايا الأبرياء لأنه لا يحق لأحد أن يأخذ حياة الآخر على حساب حياته.
    أقول هنا " الكاميكاز - الفدائيين" لأنه يجب أن يطلق عليهم هذا الإسم بدلا من الإرهابيين: الإرهابيون لا يفجرون أنفسهم، بل الآخرون. الإرهابيون يرهبون الآخرون ليسعدوا أنفسهم. الإرهابيون و بالأخص الدوليون يهجرون الناس و دولهم و يطلقون الصواريخ و المتفجرات من بعد آلاف الكيلومترات من مناطق آمنة عسكريا و سياسيا أو من طائرات حديثة لا تصل إليها أيادي العراقيون و الأفغان و الشيشان و الكشمير و الفلسطينيون و الضحايا الآخرون. الإرهابيون الدوليون الذين يغطون بالفولاذ الصواريخ و الذخائر و الأسلحة الأخرى يقصفون المدن و القرى و المستعمرات و الشقق و البيوت و المستشفيات و الباصات و السيارات و الأسواق و الملاجئ المليئة بالنساء و الأطفال.
    و بالتالي يحرمون شعوب من حق العيش الذي أنعمه الله عليهم، مما يجبر العشرات و المئات و الألوف و الملايين من الناس أن يصبحوا لاجئين و بلا بيوت و فقراء و أما البيقة فيعذبون في مخيمات الإبادة و يعذبون على أيدي المجرمين، و يعتبرون ذلك من حقهم.
    الإرهاب يهدد العالم أجمع بموت نووي. الولايات المتحدة قامت في السادس و التاسع من أغسطس من عام 1945 بأوحش هجمة إرهابية، عندما قاموا بلا أي مبرر بإطلاق قنبلة نووية على المدنيين الأبرياء في ناغاساكي و هيروشيما و ذلك فقط لإخافة بقية العالم. فعلى بوش الآن أن يتذكر هذا قبل الهموم بالبحث عن من كان وراء المأساة التي حدثت في 11 سبتمبر.
    لا تبقى أي جريمة في العالم بلا عقاب. و يبحث الجميع عن الوسيلة المناسبة للعقاب.
    و لكن أساليب الانتقام ليست مناسبة للجريمة، عندما يكون للطرف المقاوم فرص كثيرة. و كم من الأسرار و الأعداء قد جمعت الولايات المتحدة في سبيل تقوية موقفها على الأرض! فلنتذكر إستيلاء الأوروبيين على أراضي الهنود الأمريكان! و لنتذكر النساء و الأطفال الفيتناميين الذين حرقوا و هم أحياء! و لنتذكر حرب ال 1991 و التي تبعها قصف بالصواريخ و الإرهاب للشعب العراقي! و لنتذكر طائرة الركاب الإيرانية التي أسقطها الأمريكان.
    و سنتذكر أيضا الإعدامات الدورية التي شنتها الولايات المتحدة ضد الإرهابيين الذين كانوا ضد الحكومة الأمريكية. و سنتذكر الإرهاب ضد الأفغان. و سنتذكر الإرهاب الاقتصادي و السياسي الذي كان تفرضه الأمم المتحدة تحت اسم الحظر لإخماد المنظمات القومية و حركات التحرير. و أما أجددها في أذهاننا : سنتذكر الذين سيهددهم بوش بعد المأساة التي حدثت في ال11 من سبتمبر هذا العام.
    و قد ذكرت في هذا عدة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه و سلم عن الأعور الدجال. و سنتذكر أيضا، أين كانت الأمم المتحدة؟ و كيف كان تصرف روسيا. إذا لم تكن هذه العمليات من قبل مدبرة من قبل قوات في الولايات المتحدة أو روسيا أو إسرائيل، فمن الواضح أن الولايات المتحدة ضربت بقوتها الخاصة. و لكن الذي يزيد من الشكوك هو كيف أنه منذ بداية هذه التفجيرات اتهم العالم الإسلامي بها. و قد جائت هذه الاتهامات دون أي أدنى شك بها. كأنه لم يكن أحد آخر في هذه الطائرات إلا المسلمون العرب. ليس اليابانبون، و لا الصينيون، و لا الهنود، و لا الروس، و لا حتى الأمريكان المعارضين للسياسة الأمريكية، و لكن المسلمين. و قد صنفت هذه التفجيرات في قائمة السبب و النتيجة.
    لقد عاقب الله أمريكا على أفعالها اللاإنسانية، و أنا متأكد، أن هذا لن يكون الحادث الأخير من نوعه، إذا لم لم يتوبوا إلى الله سبحانه و تعالى، و إذا لم يوقفوا جرائمهم، و لم يوقفوا لعب دور المثل الأعلى لدول العالم. و إذا قامت أمريكا اليوم بقتل حتى لو شخص واحد من الأبرياء بغض النظر عن أصله، أفغاني أو عربي أو شيشاني أو أمريكي، سيسوى ذلك القتل الذي حدث في ال11 من سبتمبر، لأنه لن يكون نابعا من شعور بالانتقام الأعمى، و محدودا بوسائل بدائية، بل سيكون باستخدام أعنف الوسائل العسكرية المتقدمة.
    أهم شيء هو أنهم يطلقون على أنفسهم حماة العدالة، مبتهلين الله. و كما هو معروف فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي و الشيوعية فقد خلقت أمريكا شعورا بأن كل الشر في العالم كان مجتمعا وراء النظام الفاشل الذي كان ضد الديموقراطية و العدالة التي في أمريكا، و قد قام الكثير من المؤمنيين بالله سبحانه و تعالى بمعانقة أمريكا لنظامها الناجح .
    لقد أعدت واشنطن قائمة بأسماء دول و منظمات و أشخاص و أفراد و أطلقت عليهم أسماء الإرهابيين. و قد وافق على ذلك كل العالم. واشنطن اختارت المجرميين، و جميع الناس باركوا لهم بالاختيار. و بالتالي أصبحت الولايات المتحدة معبودا و عقيدتها (الديموقراطية الغربية) و أصبحت هذه العقيدة أكثر ديانة شيوعا في العالم. و قد أصبحت الدول الإسلامية تلجأ للولايات المتحدة بدلا من اللجوء إلى الله (سبحانه و تعالى). و قد أصبحت الحياة للبعض جنة الأحلام و للبعض كوابيس.
    و فجأة هزت الانفجارات واشنطن و نيويورك...
    و تبخرت الأحلام في لحظة، و قد كشف المعبود الدولي عن أنيابه و اتهم جميع العالم و هدده بالغقوبة. و العدو الأساسي المعلن كان هو الإسلام. و لم يكن هذا نتيجة لخطأ أو سبب تافه. بل كانت لحظة حقيقة ليظهر الشيطان الذي وراء هذه الحياة الديموقراطية.
    لقد كان عرض لجوهر الحقيقة، المسمى بالمجتمع الدولي. و قد ظهرت لحظة الحق- أن العالم القوي، لا يتمتع بأي حقوق، حقوق الإنسان؛ و أن ما يهمهم بأعلى الدرجات هو تحقيق طموحاتهم، أن الأسلوب المهوش للجماهير يسمى بالديموقراطية ، و أنه لا وجود للمنظمات العالمية، أو اتحادات أو نقابات مخصصة للتعاون في حل المشاكل الدولية، و ما هي إلا مؤسسات تتبع أمريكا اتباعا أعمى.
    أما للمسلمين فقد ظهر و كأن الدجال قد جاء إلى ضواحي المدينة، و كل هؤلاء المسميين بالإخوان إلى الآن، قد وقفوا في صفوف جيشه كما هو مذكور في الجديث الشريف. و كما رأينا في الأيام الأولى من كشف أمركيا عن قناعها، و إعلانها بأن العالم الإسلامي هو المذنب لم يتغير شيء في الانضباط العالمي، بل ما تغير هو أن أمريكا الآن ستضطهد الإسلام بشكل مباشر، بعد أن كانت تقوم بذلك بسرية واضعة القفازات البيضاء.
    و لكن الحمد لله، جميع المسلمون الآن الذين يسعون وراء الحقيقة، سيدعون الله سبحانه و تعالى، و سيقرأون القرآن، و يتضرعون من الباري، و يتكبون عليه في وقت الصعاب. و ليس من المجدي الآن التنبؤ بما سيتغير في سياسة العالم. ما يهم الآن هو أن العالم قد رأى الحقيقة، الحمد لله! و قد أصبح موقف أمركيا أكثر جدية و أكثر واقعية. و قد حدد الله سبحانه و تعالى هذه العلاقة في الآيات التاية:
    قال تعالى: "كتب عليكم القتال و هو كره لكم، و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم،و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم، و الله يعلم و أنتم لا تعلمون."
    و الآية التالية، قال تعالى: " فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا"
    (94-5.6)

    يجب على المسلمين أن لا يصنفوا الأمور بمقدار المأساة الواقعة، ثمن كشف الحقيقة غال، و الأمة الإسلامية ما زالت تدفع هذا الثمن. و كما يقول المثل الشيشاني : " حياة ابني الوحيد لمعرفة نوايا الناس" لقد رأينا رد فعل العالم بما يتعلق بالجرائم التي تقرف في حق الشيشان و الفلسطينيون و الكشمير و الأفغان و المسلمون الآخرون. و قد رأينا فرحة البعض عند إعلان أمريكا الحرب على أفغانستان و دول إسلامية أخرى، بل على كافة الدول الإسلامية. و هل من جديد؟ لا بل كل ذلك محفوظ في القرآن الكريم! بل تعززت القوى المعادية للإسلام المتمثلة في - روسيا، إسرائيل، الهند، و بريطانيا الملتصقة دائما بالولايات المتحدة. و نرى الآن تهديدات حملات من الكفار الذين تقبلناهم أمس كجيران، بالرغم مما ذكره الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم:
    " و لا يزالون يقاتلونك حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"
    العدو الذي يظهر وجهه لا يخيف. الله أكبر!
    المقابلة بالكامل:
    This domain may be for sale!
جاري التحميل ..
X