إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اطهر نساء الارض

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اطهر نساء الارض

    سيدة فاطمة الزهراء بنعت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله سيدة نساء العالمين عليها السلام أمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين و كانت أصغر بنات رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و أحبهن إليه و انقطع نسل رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إلا من فاطمة بسم اللّه الرحمن الرحيم

    يذكرها المؤمن حين يذكر الطّهر والنّزاهة والفضيلة.

    يذكرها المظلوم فيسلو وينسى ما يعاني، حين يذكر ما عانت الزّهراء من الظّلم، وما نزل بها من الأذى.

    تذكرها الزّوجة الصّالحة حين تذكر حياتها مع أميرالمؤمنين (ع) فتتّخذها قدوةً ومثلاً.

    تذكرها الأمّ حين تذكر ما قدّمته للعالم من أئمةٍ أبرارٍ معصومين، فتربّي أبناءها على نهجهم وسيرتهم.

    يذكرها الأب حين يذكر كيف قام رسول اللّه (ص) بتربيتها ورعايتها كأفضل ما تكون التربية والرّعاية.

    تلك فاطمة الزهراء عليها سلام اللّه، والتي سنروي لكم قصّتها.

    امرأة فاضلة
    يحسن بنا قبل البدء بقصة فاطمة عليها السلام، أن نتذكر أمّها السيدة خديجة الكبرى.

    كانت خديجة من أغنى نساء عصرها، وكان الكثيرون من كبار مدينتها يتمنّون الزّواج منها، طمعاً بثروتها، لكنّها أقدمت على عملٍ ملفتٍ للأنظار، فقد اختارت محمداً الأمين زوجاً لها، من بين أعيان المدينة وأشرافها، رغم أنّه لم يكن من الأثرياء.

    أثار فعل خديجة سكّان المدينة، نساءً ورجالاً، لكنّها لم تهتّم بهم، ولم ترجع عن قرارها.

    لقد اختارت - في الحقيقة - أفضل الرّجال شريكاً لحياتها، لكنّ أكثر الناس كانوا يجهلون هذه الحقيقة، وكان هذا التصرف منها دليلاً على حسن إدراكها، فلا عجب إذن، أن تنشأ في أحضان امرأةٍ كخديجة، ابنة كريمة كفاطمة.

    العزلة
    عاش محمد (ص) وخديجة حياةً هادئة مطمئنّة سنين عديدة، حتى بعث صلى اللّه عليه وآله نبياً، وكانت خديجة

    [ 7 ]

    أوّل امرأة آمنت به ودافعت عنه. ونتيجةً لذلك فقد أظهر أعيان المدينة وأشرافها عداوتهم لمحمدٍ وخديجة، وفرضوا عليهما عزلةً خانقة.

    تحمّلت خديجة هذه المصاعب في سبيل اللّه ورسوله، وشاركت محمّداً (ص) آلامه ووحدته، وصرفت عنه من الهموم ما استطاعت، وضحّت بالكثير قربةً إلى اللّه تعالى، فكانت بحقّ زوجةً تقيّةً ورعة، تعرف اللّه حقّ معرفته، وتتوجّه إليه في كلّ شيء.

    الولادة
    ظهرت في الأفق تباشير، آذنت بقرب انتهاء العزلة، حين شعرت خديجة بحركةٍ في أحشائها، تبشّر بوليدٍ جديد.

    وفي ليلتها الأخيرة من الحمل، وآلام الولادة تشتدّ بها، بعثت إلى القوابل من قريشٍ فأبين أن يأتينها ويساعدنها.

    عند ذاك وقع أمر عجيب، هو في نظر الناس عسير، لكنّه على اللّه يسير، فقد شعّ النور فجأةً في غرفة خديجة، وظهرت أربع نسوةٍ، تحيط بوجوههنّ هالات من النور، وجلسن إلى جانبها بعد أن ألقين عليها السلام، وبادرن بالقول بلطف: «لا تخافي يا خديجة، إنّنا ضيوف من عند

    [ 8 ]

    اللّه». هدأ روع خديجة بعد خوف، وسكنت نفسها، ووسط هالةٍ من النور، وضعت وليدتها فاطمة.

    سيعجب الكثيرون لو عرفوا أنّ النّسوة، لم يكنّ إلا: «سارة» زوجة إبراهيم و «آسية» زوجة فرعون و«مريم» أمّ عيسى و«كلثم» أخت موسى. لكنّ العجب العجاب هو من أولئك الذين ما زالوا يجهلون أبعاد عالم الإنسان، أو يغفلون عن قدرة اللّه الباهرة، يا ليتهم كانوا يفقهون.

    فاطمة (عليها السلام)
    نعم . . . هكذا ولدت فاطمة عليها السلام، وفي أحضان الرسول وخديجة كبرت وترعرعت. وكان لرسول اللّه غير فاطمة بنات ثلاث: رقيّة وأمّ كلثوم، اللّتان تزوّجتا من «عتبة» و «عتيبة» ولدي أبي لهب، وعاشتا زمناً مع «أمّ جميل» امرأة أبي لهب، وأخت أبي سفيان. والثالثة هي زينب، زوجة «العاص» أحد أعداء الرسول. وقد طلّقت رقيّة وأمّ كلثومٍ من زوجيهما، بأمرٍ من أبي لهب، وعادتا ليزوّجهما الرسول، الواحدة بعد الأخرى من «عثمان» حيث توفّيتا في بيته، دون أن تنجبا منه.

    والابنة الوحيدة التي بقيت في بيت الرسول (ص) هي

    [ 9 ]

    فاطمة عليها السلام، والحقّ أنّ فاطمة كانت نموذجاً آخر.

    باختصارٍ نقول، إنّ فاطمة كانت بضعةً من رسول اللّه، أخذت عنه الكثير من صفاته الحميدة، ومزاياه النّادرة.

    ما إن بدأت أيّام الشّدة بالزوال، وأيقن الناس من نجاح الدّعوة، حتى تهافت الكبار والأعيان، على الرسول يطلبون يد وحيدته، طمعاً بالمقام العالي، بالقرب من رسول اللّه. لكنّه كان معروفاً تمام المعرفة أنّ فاطمة هي لعليّ. فعليّ هو ابن عمّ رسول اللّه، ورفيقه ونصيره، صاحب المكانة العالية من الإيمان والعلم والتقوى.

    ودارت الأيام، وادّخر القدر الواحد منهما للآخر، وشاء لهما أن يلتقيا كما يلتقي بحران كبيران. ليقدّما للعالم أطهر اللآلىء، {مرج البحرين يلتقيان . . . يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} الرحمن - 19 و 21.

    في أحد الأيام، وفي جمع ضمّ عدداً من كبار المسلمين، في مسجد الرسول، دار الحديث حول فاطمة (ع) وحيدة الرسول. قال أبوبكر، وكان من بين الحضور: «لقد تقدّم الكثيرون من كبار المهاجرين والأنصار يخطبون فاطمة، لكنّ رسول اللّه لم يعطهم جواباً شافياً، وقد سمعت

    [ 10 ]

    أنّ عليّاً لم يتقدّم لخطبتها، وأعتقد أنّه لو فعل، لما ردّ الرسول طلبه». قال سعد بن معاذ، رئيس قبيلة الأوس: «هلّموا إلى عليّ، عسانا بتوفيقٍ من اللّه، نحقّق الخير في مسعانا».

    خرج الصحابة من المسجد في طلب عليّ، فوجدوه خارج المدينة، وكان يسحب ماءً من بئر قريبة بواسطة جمله، ليروي بستاناً يملكه أحد الأنصار، وهكذا كان عليّ يعمل في جلب الماء وسقاية الأرض. ولمّا رأى الصحابة قادمين نحوه، طرح معوله جانباً، ووقف ينتظر لقاءهم . بعد السلام، خاطبه أبوبكر قائلاً: «أخي يا عليّ، لقد اجتمع فيك كلّ ما يرضي اللّه والناس، وقد حان الوقت لأن تجد لك زوجة، ولعلّ فاطمة وحيدة الرسول تكون من نصيبك، لأنّ كلّ من راح يخطبها لنفسه، لم يلق من الرسول قبولاً، ويبدو لي أنّ اللّه ورسوله قد اختارا فاطمة لك أنت».

    ما إن سمع عليّ هذا الكلام، حتى تحرّك في نفسه أمر كان يكتمه، ويطوي عليه قلبه. فقد كان يتمنّى التّقرّب إلى رسول اللّه بخطبة ابنته فاطمة لنفسه، غير أنّ الحياء وخلوّ يده من مهرٍ يقدّمه، كانا يمنعانه من الإقدام، لكنّه الآن عزم

    [ 11 ]

    فتوكّل، وتوجّه إلى بيت الرسول (ص)، وصارحه بما في نفسه.

    أشرق وجه الرسول لدى سماعه طلب عليٍّ وقال: «يا عليّ، قد ذكرها قبلك رجال، فذكرت ذلك لها، فرأيت الكراهة في وجهها. ولكن، على رسلك حتى أخرج إليك».

    دخل النبيّ إلى ابنته وفاتحها بالأمر قائلاً: «يا فاطمة، إنّ علياً بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه، وإنّي قد سألت ربّي أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم إليه، وقد ذكر عن أمرك شيئاً، فما ترين»؟ فسكتت ولم تولّ وجهاً، ولم ير فيها رسول اللّه (ص) كراهةً فقام وهو يقول: «اللّه أكبر، سكوتها إقرارها».

    درع مهر عروس
    خرج الرسول إلى حيث ترك علياً، وبادره والسّرور يعلو محيّاه قائلاً: «هل معك شيء أزوّجك به» ؟ قال عليّ: «فداك أبي وأمّي ، واللّه لا يخفى عليك من أمري شيء ، أملك سيفي ودرعي وناضحي» . (الجمل الذي ينضح ويسحب به الماء) قال النبيّ: «أمّا سيفك فلا غنى بك عنه، تجاهد به في سبيل اللّه، وتقاتل به أعداء اللّه، وناضحك تنضح به على

    [ 12 ]

    نخلك وأهلك، وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكنّي قد زوّجتك بالدّرع، ورضيت بها منك، بع الدّرع وأتني بالثّمن».

    باع عليّ الدّرع بأربعمائة وثمانين درهماً، وجاء بالدّراهم إلى النبي وطرحها بين يديه، وتمّ الوفاق على أن يكون ثمن الدرع صداقاً لأشرف فتاة، وأفضل أنثى في الكون، هي سيدة نساء العالمين.

    قسم النبي المبلغ أثلاثاً، ثلثاً لشراء الجهاز، وثلثاً لشراء العطر والطّيب. وثلثاً تركه أمانةً عند أمّ سلمة، ثم ردّه إلى عليّ قبيل الزّفاف، ليستعين به على تهيئة الطّعام.

    أعطى النبي مقداراً من المال لعمار بن ياسر وسلمان وآخرين قائلاً له: «اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها».

    تمّ شراء لوازم البيت، وكانت عبارةً عن: قميصٍ بسبعة دراهم، وغطاءٍ للرأس بأربعة دراهم، ودثارٍ (ما يتغطى به النائم) من صنع خيبر، وسرير من الخشب. وفراشين من ألياف النخيل والصوف، وأربع قصاع للطعام من صنع الطائف، وغطاءٍ من الصوف، وحصيرٍ ومطحنةٍ

    [ 13 ]

    يدوية، ووعاء للحناء، وآخر نحاسيّ، وقربة ماء وقدر للحليب، وإبريق للماء، وكوزين من الفخّار، وأشياء أخرى من هذا القبيل، جيء بها إلى الرسول فتفحصها وأعرب عن رضاه بهذا الجهاز المتواضع قائلاً: «بارك اللّه لأهل البيت».

    بعد شهر
    اجتمع لدى النبي أناس من قريش فقالوا: إنّك زوّجت علياً بمهرٍ خسيس، فقال (ص): «ما أنا زوّجت عليا، ولكن اللّه زوجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى».

    ومضى شهر، وفاطمة ما تزال في بيت أبيها، أما علي، فكان بعد أدائه الصلاة مع الرسول، يمضي إلى بيته، دون أن يعود إلى الموضوع ثانية. وفي أحد الأيام التقته أم أيمن ومعها بعض النسوة، وسألته إن كان يرغب في أن تتحدث إلى النبي وتفصل موضوع الزواج معه، فرد بالإيجاب مرحباً بمسعاها. فقصدت رسول اللّه مع صاحباتها وخاطبته قائلة: يا رسول اللّه، لو أنّ خديجة باقية لقرت عينها بزفاف

    فاطمة، وإنّ عليا يريد أهله، فقر عين فاطمة ببعلها، واجمع شملهما، وقر عيوننا بذلك، فقال (ص):«فما بال علي لا

    [ 14 ]

    يسألني ذلك»؟ قالت: الحياء منك يا رسول اللّه. فقال (ص): انطلقي إلى علي فأتيني به. وحضر علي وجلس مطرقاً نحو الأرض حياءً، فقال له: أتحب أن تدخل عليك زوجتك؟ قال: نعم، فداك أبي وأمي قال: نعم، وكرامة

    مجلس العرس
    طلب النبي إلى أم سلمة أن تجهز غرفة لفاطمة، كما طلب من النسوة أن يتزيّن ويزين فاطمة، فاهتمت كلّ منهن بعمل. فواحدة صففت شعرها، والثانية اهتمت بثيابها، والثالثة رشّتها بالعطور.

    كما تم تحضير الطعام، فذبحت شاة وطبخت، وحسر النبي عن ذراعيه، وجعل يفرك التمر بالسمن، بمثابة الحلوى بينما أسرع علي إلى المسجد، وكان يغصّ بالمسلمين فخاطبهم بصوت عال قائلاً: أيها الناس، أجيبوا إلى وليمة فاطمة بنت محمد (ص).

    توجه جميع من في المسجد إلى بيت النبي، وكان عدد من لبى الدعوة يفوق عدد الذين حضروا معركة بدر قبل بضعة أيام.

    بعد انقضاء قسم من الليل، وكان الضيوف قد تناولوا

    [ 15 ]

    العشاء وغادروا البيت، التفت الرسول إلى نساء بني هاشم، ونساء المهاجرين والأنصار وطلب إليهنّ أن يمشين برفقة فاطمة، حتى يوصلنها إلى بيت علي، وأوصاهنّ بالشدو والجهر بالتكبير، محذراً إياهن من ترديد كلمات لا ترضي اللّه.

    في بيت عليّ (عليه السلام)
    ما إن تجهز النسوة للمسير، حتى أركب الرسول بنفسه ابنته على بغلته الشهباء، وسلم زمامها إلى سلمان الفارسي، وسار خلفهما حمزة وعقيل وجعفر، وغيرهما من أقرباء الرسول، وقد امتشقوا سيوفهم يمشون الهوينا إلى بيت علي، بينما كانت زوجات النبي، ونساء المهاجرين والأنصار، يمشين وهنّ ينشدن الأهازيج في حين قدمت كل من نساء النبي أبياتاً من الشعر، هديةً للعروس، وكانت أبيات أم سلمة هي الأفضل والأبلغ. وهكذا حتى وصل الموكب إلى بيت علي، وتعالت صيحات التكبير، وقام الرجال بمصافحة علي مباركين، ثم نادى النبي علياً إليه، وأخذ يد فاطمة ووضعها في يد علي قائلاً: «بارك اللّه في ابنة رسول اللّه». ثم دعا لهما قائلاً: «اللّهم بارك فيهما، وبارك عليهما ...

    [ 16 ]

    وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم».

    وقام أصحاب الرسول بتقديم الهدايا إلى العروسين الجديدين. وهكذا تم زواج علي من فاطمة، بعد أيامٍ من معركة بدر، و{ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء، واللّه ذو الفضل العظيم}. الحديد - الآية 21.

    الحياة الزوجية
    منذ ذاك، عاش علي وفاطمة في بيتهما المتواضع، عيشة ملؤها الحب والهناء، وكان النبي في كل مناسبة يزورهما ويجلس إليهما، ويوصيهما بالصبر والاستقامة، ومما قاله لابنته يوماً: «إنّ اللّه اختار من أهل الأرض رجلين، أحدهما أبوك والآخر زوجك».

    كانت فاطمة زوجة صالحة، فلم تكن لتحزن إن غاب زوجها للجهاد في سبيل اللّه، وما كان أكثر غيابه كانت تهيىء له عدة الحرب ولوازم السفر. كما كانت تبث فيه الشجاعة، وتشدد من عزيمته وعدم تهيبه من الموت في سبيل اللّه. وما أحرى بكل زوجة مسلمة أن تجعل من بنت الرسول قدوةً حسنة، وأسوةً صالحة.

    كانت تعيش مع علي (ع) في جو تكتنفه القداسة

    [ 17 ]

    والنزاهة. وتحيط به عظمة الزهد وبساطة العيش، وكانت عليها السلام تعرف لزوجها مكانته العظمى، ومنزلته العليا عند اللّه تعالى، وتحترمه كما تحترم المرأة المسلمة إمامها، وتطيعه كما ينبغي، لأنّه أعز الخلق إلى رسول اللّه، وأخوه وخليفته ووصيه،

    وكان علي عليه السلام يحترمها ويجلّها، لا لأنّها زوجته فقط، بل لأنها أحب الخلق إلى رسول اللّه، نورها من نوره، وصبرها من صبره، وتواضعها من تواضعه، لأنّها سيدة نساء العالمين.

    لقد عاشت حياةً لا يعكرها الفقر، ولا تغيرها الفاقة (الفقر الشديد) كانت تقوم بأعمال البيت، وتطحن القمح والشعير حتى تدمى يداها الطاهرتان، وتعجن وتخبز. كانت الزوجة المسلمة المثال.

    كانت إلى جانب هذا لا تنسى واجبها في الجهاد في سبيل اللّه، ففي وقعة أحد وقفت فاطمة تغسل جبين أبيها الطاهر، وتبلسم جراحات علي، لم تكن - كالكثير من النساء - تبدي أي عجز أو حزن أو بكاء أيام الشدة، لأنّها كانت امرأة عملٍ وجهادٍ، لا امرة عويلٍ وبكاء.

    أجر الرسالة
    في السنة الثالثة للهجرة، رزقت فاطمة ولدها البكر وأعطاه الرسول اسم «حسن»، كما رزقت ابنها الثاني في السنة التالية، وسمّي «حسيناً» أي «الحسن الصغير». وكان سرور النبي بمقدم هذين الولدين عظيماً، فقد كانا حقاً، بمثابة أجرٍ للرسالة، وتعويضٍ عن المشاق، التي تحملها رسول اللّه، في سبيل هذه الرسالة. وممّا قاله (ص) بحقهما: «الحسن والحسين، ابناي وريحانتاي، وسيدا شباب أهل الجنة».

    التطهير
    في أحد الأيام، وبينما كانت فاطمة وعلي والحسن والحسين في بيت أم سلمة، نزل ملاك الرحمن، وتلا هذه الآية: {إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت، ويطهّركم تطهيراً} الأحزاب - 33. ولما نزلت هذه الآية تناول النبي كساءً ودخل تحته، مع علي وفاطمة والحسن والحسين، وقال: «اللّهم إنّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي، وحامتي، لحمهم لحمي ودمهم دمي، يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن

    [ 19 ]

    سالمهم، وعدو لمن عاداهم، ومحبّ لمن أحبهم، إنّهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهم، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

    وكانت حياتهم فعلاً منزهة عن الخطأ والزّلل، وكانت خصالهم العظيمة آيةً من آيات اللّه، للناس جميعاً، عالمهم وجاهلهم، ولكنّ أكثر الناس لا يتفكّرون.

    غضب فاطمة من غضب اللّه
    من هنا كان اهتمام النبي بفاطمة، وعنايته بها، لا لكونها ابنته - والرسول أجل من أن يهتم بأحدٍ لمجرد النسب - بل لأنّها كانت إنسانةً تعرف اللّه حق معرفته، وكانت تتجلّى فيها صفات الرسول الأكرم، ولأنّ اللّه سبحانه أشار إلى أنّ فاطمة الطاهرة المطهرة، ستكون أمّاً لأحد عشر إماماً معصوماً، وقد بين الرسول مرّاتٍ هذه المزايا ونوّه بها، قال يوماً أمام جمع من كبار المسلمين، وكما ورد في صحيح البخاريّ: «فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني». وخاطبها مرّةً قائلاً: «يا فاطمة، إنّ اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك
    وكانت هذه قصّة فاطمة (عليها السلام)
    نعم . . إنّها قصة فاطمة الكبرى، فاطمة الطاهرة الزهراء.

    إنّها الابنة الوحيدة التي بقيت من أثر الرسول.

    إنّها التي أنجبت لأمّة الإسلام حسناً وحسيناً وزينب الكبرى.

    إنّها الزوجة التي وقفت مع زوجها في خندقه.

    إنّها بضعة ومثال من رسول اللّه، وعظمته وفضائله.

    إنّها أم الحسن والحسين، اللذين في كلّ منهما عليّ آخر.

    فاطمة التي كانت أمّاً لكلّ القادة الأبرار.

    فاطمة التي علمها من علم الرسول، ومحبّتها من محبّته، وغضبها من غضبه.

    فاطمة التي طهّرها اللّه سبحانه، فكانت الطهر في القول والفعل.

    سلام على من قدّمت للإسلام خير ما تقدّمه امرأة.

    [ 2]

    سلام على من هي المثال والقدوة في حياتها وجهادها واستشهادها.

    وسلام على كل من سار سيرتها، ونهج نهجها، وخطا في درب الحق على خطاها.

  • #2
    رد: اطهر نساء الارض

    باقتباس من مشاركة من اجل فلسطين أنا أحيا
    الولادة
    ظهرت في الأفق تباشير، آذنت بقرب انتهاء العزلة، حين شعرت خديجة بحركةٍ في أحشائها، تبشّر بوليدٍ جديد.

    وفي ليلتها الأخيرة من الحمل، وآلام الولادة تشتدّ بها، بعثت إلى القوابل من قريشٍ فأبين أن يأتينها ويساعدنها.

    عند ذاك وقع أمر عجيب، هو في نظر الناس عسير، لكنّه على اللّه يسير، فقد شعّ النور فجأةً في غرفة خديجة، وظهرت أربع نسوةٍ، تحيط بوجوههنّ هالات من النور، وجلسن إلى جانبها بعد أن ألقين عليها السلام، وبادرن بالقول بلطف: «لا تخافي يا خديجة، إنّنا ضيوف من عند

    [ 8 ]

    اللّه». هدأ روع خديجة بعد خوف، وسكنت نفسها، ووسط هالةٍ من النور، وضعت وليدتها فاطمة.

    سيعجب الكثيرون لو عرفوا أنّ النّسوة، لم يكنّ إلا: «سارة» زوجة إبراهيم و «آسية» زوجة فرعون و«مريم» أمّ عيسى و«كلثم» أخت موسى. لكنّ العجب العجاب هو من أولئك الذين ما زالوا يجهلون أبعاد عالم الإنسان، أو يغفلون عن قدرة اللّه الباهرة، يا ليتهم كانوا يفقهون.
    يا اختى الفاضلة أريد مصدر لهذه الحكاية سواء من القرآن أو السنة ، وحسب علمي أن هؤلاء النسوة الفاضلات رضوان الله عليهن ماتوا ودفنوا مثلهم مثل باقي البشر وقد قال تعالى : (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون) ، وتفأجات منكي أنهم لا زالوا أحياء ، وإذا كان قصدكي إنهم ماتوا ثم خرجن من قبورهن ونفضن التراب عن أجسادهن الطاهرة ،فهذا غريب لإن الإنسان عادة يعيش مرة واحدة في الحياة الدنيا ثم يموت مرة واحدة أيضاَ ، وسؤال أخير هل تؤمنين برجعة الإمام الحسين رضي الله عنه إلى الحياة مرة أخرى ثم يموت مرة ثانية .

    تعليق


    • #3
      الخميني يقول أن فاطمة كائن الهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة ( وثيقة قاتلة )







      كما أن هذه الكلمات موجودة في موقع الوكيل الشرعي للخامئني حسن نصر الله في الصفحة الخاصة لإمامهم الخميني

      تعليق


      • #4
        رد: اطهر نساء الارض

        باقتباس من مشاركة من اجل فلسطين أنا أحيا

        التطهير
        في أحد الأيام، وبينما كانت فاطمة وعلي والحسن والحسين في بيت أم سلمة، نزل ملاك الرحمن، وتلا هذه الآية: {إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت، ويطهّركم تطهيراً} الأحزاب - 33. ولما نزلت هذه الآية تناول النبي كساءً ودخل تحته، مع علي وفاطمة والحسن والحسين، وقال: «اللّهم إنّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي، وحامتي، لحمهم لحمي ودمهم دمي، يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن

        [ 19 ]

        سالمهم، وعدو لمن عاداهم، ومحبّ لمن أحبهم، إنّهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهم، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».


        قال الله تعالى في الآية 33 من سورة الأحزاب: ( وقرنفيبيوتكنولاتبرجنتبرجالجاهليةالأولىوأقمنالصلاةوآتينالزكاةوأطعناللهورسولهإنمايريدالله ليذهبعنكمالرجسأهلالبيتويطهركمتطهيراً)


        ..... وقرن :
        فعل أمر من ( قر ) من ( القرار ) أي سكن وأقام واطمأن ( انظر المعجم الوجيز ).
        وذلك خطاب من الله تعالى لنساء النبي صلىاللهعليهوسلممقصود به كل المؤمنات.
        وأن يخاطب الله شخصاً بعينه ويقصد بمقتضى الخطاب غيره أسلوب بليغ وارد في القرآن. ومنه قوله تعالى: ( ياأيهاالنبيإذاطلقتمالنساءفطلقوهنلعدتهن ) فخاطب النبي وأراد المؤمنين، وقال تعالى: (وأقموجهكللدينحنيفاًولاتكوننمنالمشركين ) وقال تعالى: (ياأيهاالنبياتقالله ) وغيرها على قول بعض أهل التفسير.
        وخوطبن من دون المؤمنات تشريفاً لهن. واربط هذا التشريف بقوله تعالى: (يانساءالنبيلستنكأحدمنالنساءإناتقيتن) وقد اتقين بنص قوله تعالى: (إنكنتنتردنالحياةالدنياوزينتهافتعالينأمتعكنوأسرحكنسراحاًجميلاًوإنكنتنتردناللهورسولهوالدارالآخرةفإناللهأعدللمحسناتمنكنأجراًعظيماً) ولم يسرحهن فدل على أنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة وكن محسنات.
        وكذلك لأنهن القدوة فمتى امتثلن الأمر امتثل نساء المؤمنين. واربط هذا المعنى بقوله تعالى: (ياأيهاالنبيقللأزواجكوبناتكونساءالمؤمنينيدنينعليهنمنجلابيبهن ) فقدم أزواجه لأن أهل المرء أولى، ولأن انقياد القدوة يستدر انقياد الآخرين، والحمد لله.


        ..... في بيوتكن :
        والمقصود أبيات النبي صلىاللهعليهوسلمالتي يسكن فيها. والإضافة هنا للاختصاص.
        وهذا هو الحجاب الأكبر افترضه الله عليهن، فلا يخرجن إلا لحاجة.
        ويخطئ من يعترض بهذه الآية على أم المؤمنين عائشة لخروجها يوم الجمل، إما جهلاً منه وإما سوء قصد والعياذ بالله.
        فيرد عليه: هذه الآية عامة في المنع من الخروج لحاجة أو لغير حاجة، وقوله تعالى: (وإنطائفتانمنالمؤمنيناقتتلوافأصلحوابينهما ) عامة في الرجال والنساء. فيتبادر إلى الذهن أن هنا تعارض عمومين. فمقتضى الآية الأولى أعم في السبب وأخص في النساء والآية الثانية أعم في الرجال والنساء وأخص في السبب. فيصار إلى التماس مرجح لتخصيص إحداهما على الأخرى. فنرى الآية الأولى مخصصة بالخروج للمسجد لقول النبي صلىاللهعليهوسلم( لا تمنعوا إماء الله بيوت الله ) ومخصصة بالخروج إلى مصلى العيد ومخصصة بالخروج للعمل بشروطه ومخصصة للسفر للعمرة وغير ذلك، فتضعف دلالتها على العموم في السبب. أما الآية الثانية فنراها محكمة تماماً لم يدخلها أي تخصيص. فيستفاد من ذلك قوة دلالة الآية الثانية على عموم الرجال والنساء وضعف الأولى على عموم الحاجة وعدمها. فيجب تخصيص الأولى بالثانية في وجه التعارض.
        وعليه فخروج أم المؤمنين رضياللهعنهاللإصلاح بين المتقاتلين لما لها من هيبة واحترام في نفوس المؤمنين صحيح لا غبار عليه. فأمرها دائر بين الأجر والأجرين كحال غيرها من المجتهدين، كما قال الله تعالى عن سليمان وداود ( وكلاًأتيناحكماوعلماًوكذلكنجزيالمحسنين ).


        ..... ولا تبرجن :
        وهذا دليل على جواز خروج النساء من بيوتهن لحاجة، إذ لو لم تخرج لما منعت من التبرج، والله الموفق.
        وهذه الآية نهي عن التبرج، والنهي عن الشيء أمر بضده إن تعين له ضد واحد. وترك التبرج له ضد واحد وهو التستر بالحجاب الشرعي. فدلت الآية على وجوب الحجاب الأصغر، وهو ما تستر به المرأة بدنها حال تكشفها من الحجاب الأكبر.


        ..... تبرج الجاهلية الأولى :
        ووصف الجاهلية بالأولى جاء باعتبار الزمن، فالإسلام ثانٍ والجاهلية أولى. ومنه قوله تعالى: (أوآباؤناالأولون ) أي الأقدمون كقوله تعالى: ( أنتموآباؤكمالأقدمون). وقوله تعالى: ( وللآخرةخيرلكمنالأولى) فالدنيا أولى زمناً.
        وهذا تنبيه لطيف من الله تعالى، ليذكر النساء على ما منّ الله به عليهن في الإسلام من تكريم واعتناء واحترام. وهو كذلك تشنيع لصور التبرج، لربطها بحالة الجاهلية مما ينفر النفوس عنها.


        ..... وأقمن الصلاة وآتين الزكاة :
        أما الصلاة فأمرن بها، وكما مر سابقاً أن الخطاب لهن لفظاً ولعموم المؤمنات حكماً. وقد قال الله تعالى عن الصلاة: (إنالصلاةتنهىعنالفحشاءوالمنكروالبغي).. وهذه الفواحش والمنكرات نوع من الرجس الذي أراد الله أن يذهبه عنهن كما سيأتي إن شاء الله.
        والزكاة كذلك. وقد قال تعالى في شأن الزكاة: ( خذمنأموالهمصدقةتطهرهموتزكيهمبها).. وهذا نوع من التطهير الذي أراده الله لهن كما سيأتي إن شاء الله.
        فكان الأمر بالصلاة والزكاة سببان لتحقق التطهير وإزالة الرجس المرادان لهن رضواناللهعليهن. وهذا يدل على أن الإرادة في هذه الآية شرعية لا كونية كما سيأتي إن شاء الله.


        ..... وأطعن الله ورسوله:
        أما طاعة الله ورسوله فبإتيان أوامرهما امتثالاً واجتناب نواهيهما.
        ومثل هذا ما قال تعالى بعد هذه الآية ( واذكرنمايتلىفيبيوتكنمنآياتاللهوالحكمة) فآيات الله القرآن والحكمة السنة. والذكر ليس مجرد القراءة، لأن بني إسرائيل كانوا يقرؤون ( ومنهمأميونلايعلمونالكتابإلاأماني ) ومع ذلك لم يكونوا ممتثلين لأمره تعالى: ( واذكروامافيهلعلكمتتقون). بل الذكر بالحفظ والقراءة والعمل والتفهم، كما جاء عن الصحابة رضياللهعنهمأن أحدهم لم يكن يجاوز عشر آيات حتى يتعلم ما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً.



        ..... إنما :
        وهي أداة حصر وقصر. فتفيد قصر ما بعدها على ما يليه. ومنه قوله تعالى: ( إنماإلهكمالله) فقصر الألوهية على الله.
        فتفيد هنا قصر إرادة الله على التطهير وإذهاب الرجس.
        وهذا النوع من القصر يسميه علماء البلاغة ( قصر إضافي )، لأن إرادة الله حاصلة ولا شك لأمور كثيرة، لكن في تعلقها بما ذكر من تشريعات في هذه الآية فهي مقصورة على هذه الحكمة.
        فيكون المعنى: لا يريد الله من تشريعه الحجابين عليكن ووجوب الصلاة والزكاة وطاعة الله ورسوله وذكر القرآن والسنة، لا يريد الله بذلك إعناتكن أو التضييق عليكن أو التعسير، لا بل يريد تطهيركن ورفعة درجاتكن. والحمد لله.
        وهذا نظير قوله تعالى بعد ذكر تشريع الوضوء: ( مايريداللهليجعلعليكممنحرجولكنيريدليطهركموليتمنعمتهعليكملعلكمتشكرون ). والنفي ( ما ) مع ( لكن ) تفيد القصر كذلك.


        ..... يريد الله:
        والإرادة هنا شرعية لا كونية. والإرادة الشرعية هي المحبة والرضا. والإرادة الكونية هي المشيئة النافذة. والدليل على إرادة الله الشرعية قوله تعالى: ( واللهيريدأنيتوبعليكم) أي يحب ويرضا، ولو كانت كونية لتاب علينا جميعاً، ولما كان على وجه الأرض رافضي واحد.
        وقلنا بأنها شرعية هنا لتناسب السياق، فكله أمور شرعية، فناسب أن يطرد الأسلوب.


        ..... ليذهب:
        واللام هنا زائدة لفظاً مؤكدة معنى. ويضمر بعدها أن جوازاً. فيكون المعنى: يريد الله إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم.
        وتأكيد الإذهاب جاء بمنزلة توكيد الوعد لهن إن هن أطعن الله ورسوله أن يطهرهن. وقد فعلن فأنجز الله لهن وعده. فله الحمد والشكر.


        ..... عنكم:
        وجاء الخطاب بالكاف والميم مع أن المخاطب هم نساء النبي وحدهن دون أي رجل فيهن، مناسبة للفظة (أهلالبيت ) التي نودين بها.
        وذلك هو الفصيح، قال تعالى عن موسى عليهالسلام: (فقاللأهلهامكثوا) بلفظ جمع الذكور مناسبة للفظ، وقال تعالى عن الملائكة مخاطبين امرأة إبراهيم عليهالسلام: (رحمةاللهوبركاتهعليكمأهلالبيتإنهحميدمجيد )، وأوضح من ذلك ما قال تعالى عن موسى عليهالسلام: ( فلماقضىموسىالأجلوساربأهلهآنسمنجانبالطورناراًقاللأهلهامكثواإنيآنستناراًلعليآتيكممنهابخبرأوجذوةمنالنارلعلكمتصطلون) فعبر عن زوجته بواو الجماعة ثم بالكاف والميم ثم بواو الجماعة، فسبحان من أعمى أبصار قوم مكابرين.
        فلقائل أن يسأل لم انتقل إلى ضمير جمع المذكر بعد أن كان جارياً على جمع المؤنث.
        فنقول له أن الخطاب هنا جاء على اللفظ وهناك جاء على المعنى. وهذا كثير في القرآن. ومنه قوله تعالى: ( منآمنباللهواليومالآخروعملصالحاًفلهمأجرهمعندربهمولاخوفعليهمولاهميحزنون) فأفرد أولاً بناء على لفظة ( من ) ثم جمع بناء على معناها ( وهم جموع المؤمنين ). والحمد لله.



        ..... الرجس:
        والرجس والركس والرجز متقاربات.
        والرجس منه حسي ومعنوي. فالحسي المستقذرات من الأعيان كالميتة والخنزير قال تعالى: (إلاأنيكونميتةأودماًمسفوحاًأولحمخنزيرفإنهرجس ). والمعنوي المستقبحات من الأفعال والفواحش والآثام كقوله تعالى: ( إنماالخمروالميسروالأنصابوالأزلامرجسمنعملالشيطانفاجتنبوه).
        وظاهر أن المقصود هنا رجس معنوي.
        وهذا الرجس قد أراد الله إزالته عن الصحابة عامة كما قال تعالى: (إذيغشيكمالنعاسأمنةمنهوينزلعليكممنالسماءماءليطهركمبهويذهبعنكمرجزالشيطان ). بل وعن المؤمنين كافة، قال تعالى: ( ياأيهاالذيآمنوا..ولكنيريدليطهركم). فالحمد لله رب العالمين.

        وهذا الرجس قد أراد الله إزالته عن الصحابة عامة كما قال تعالى: (إذيغشيكمالنعاسأمنةمنهوينزلعليكممنالسماءماءليطهركمبهويذهبعنكمرجزالشيطان ). بل وعن المؤمنين كافة، قال تعالى: ( ياأيهاالذيآمنوا..ولكنيريدليطهركم). فالحمد لله رب العالمين.


        ..... أهل البيت:
        وحرف ( ال ) هنا في كلمة البيت للعهد الذهني، أي بيت النبي.
        وأهل البيت سكانه ( قالوا في الوجيز: أهل الدار ونحوها سكانها ). ويشهد له قوله تعالى: (ومنأهلالمدينةمردواعلىالنفاق) أي سكان المدينة، وقوله تعالى: ( إلارجالاًنوحيإليهممنأهلالقرى) أي سكان القرى.
        وسكان أبيات النبي صلىاللهعليهوسلمعند نزول الآية هم أزواجه فقط، وإن كان معهم النبي صلىاللهعليهوسلم إلا أنه أخرج من لفظ الآية للسياق. ويحتمل أنه منهم ومخاطب هنا، لأن المراد من السياق تطهير زوجاته لمكانهن منه. والأول ( وهو أن الخطاب للنساء فقط ) أظهر جداً.
        وغالب ما تطلق في القرآن كلمة ( أهل ) يراد بها النساء. ومنه قوله تعالى: ( قالواأتعجبينمنأمراللهرحمتاللهوبركاتهعليكمأهلالبيتإنهحميدمجيد) والمراد امرأة إبراهيم عليهماالسلام، وقوله تعالى: ( فقالتهلأدلكمعلىأهلبيتيكفلونهلكموهملهناصحون) أي أمّ موسى، وقوله تعالى: (فقاللأهلهامكثوا) أي زوج موسى عليهما السلام وقوله تعالى: (فلماقضىموسىالأجلوساربأهلهآنسمنجانبالطورناراًقاللأهلهامكثوا) بمعنى زوج موسى عليهماالسلامفي الموضعين، وقوله تعالى: ( فأنجيناهوأهلهإلاامرأتهكانتمنالغابرين) فاستثنى زوجه من الأهل فكانت منهم، وقوله تعالى: ( فأسربأهلكبقطعمنالليلولايلتفتمنكمأحدإلاامرأتكإنهمصيبهاماأصابهم ) واستثنى امرأته من الأهل فكانت فيهم، وقال تعالى: (قالتماجزاءمنأرادبأهلكسوءاًإلاأنيسجنأوعذابأليم) والمراد زوج العزيز، وقال تعالى: ( ولماأنجاءترسلنالوطاًسيءبهموضاقبهمذرعاًوقالوالاتخفولاتحزنإنامنجوكوأهلكإلاامرأتككانتمنالغابرين) فأهله امرأته وبناته واستثني منها المرأة فهي منهم.
        وبعد هذا لا يحسن بأحد أن يكابر، فكلام الله أكبر من كل كبير، إن صح أن هناك غيره كبير.
        وكذلك كل ما ورد في السنة النبوية من سبب نزول هذه الآية يؤيد ما ذكرنا من معنى الأهل هنا أنهم نساء النبي. ولولا الإطالة والوقت لذكرنا من ذلك طرفاً حسناً.


        ..... ويطهركم:
        والكلام على وجود ضمير جماعة الذكور سبق بحمد الله ونعمته.
        أما التطهير فهو إذهاب الرجس، كما قالوا في الوجيز: ( طهر طهراً وطهارة نقي من النجاسة والدنس ). ويشهد لما ذكروا قوله تعالى: (إذقالاللهياعيسىإنيمتوفيكورافعكإليومطهركمنالذينكفروا) مع قوله تعالى: (إنماالمشركوننجس)، فتعدية فعل التطهير في الآية الأولى بحرف ( عن ) يدل على معنى الإذهاب والإزالة، وإزالة المشركين إزالة نجس، والله أعلم.
        والظاهر والله أعلم أن التطهير يتضمن معنى زائداً على مجرد إذهاب الرجس. والدليل عليه العطف في الآية ( ليذهبعنكمالرجس..ويطهركم) والعطف يقتضي المغايرة كما هو معلوم. ثانياً، أن كل ملك ليس فيه رجس، ومع ذلك خص الله بعضهم بوصف الطهارة كما قال تعالى: ( لايمسهإلاالمطهرون) في أحد التفاسير. وقد جاء الاصطلاح الشرعي موافقاً لذلك، فالطهارة في الفقه زوال النجس ورفع الحدث، فزادت الطهارة على مجرد زوال النجاسة، والله أعلم.
        فحاصل الأمر أن الطهارة رتبة زائدة على مجرد زوال الرجس، وإن كانت الطهارة لازمة من زوال الرجس، ولا غرو أن تكون النتيجة أعلى درجة من سببها.
        ثم هنا مبحث آخر هام. هل إزالة الرجس والتطهير يلزم منهما العصمة؟
        فالجواب لا يلزم لتضافر أدلة الكتاب والسنة على ذلك. منها قوله تعالى في الصحابة: ( ويذهبعنكمرجزالشيطان ) وهم باتفاق ليسوا معصومين، ومنها قوله تعالى في المؤمنين: ( ولكنيريدليطهركم) ومعلوم أنهم غير معصومين، وقوله تعالى في المؤمنين كذلك: (خذمنأموالهمصدقةتطهرهموتزكيهمبها) ومعلوم عدم عصمتهم، وقوله تعالى: ( وماكانجوابقومهإلاأنقالواأخرجوهممنقريتكمإنهمأناسيتطهرون ) والمقصود لوط وبناته، وهن قطعاً لسن بمعصومات. فإذا ثبت أن من تطهر فليس بمعصوم، كانت الإجابة متعينة ولله الحمد. هذا أولاً. وثانياً فإن القرآن نزل بلغة العرب، ولا يعرف فيها استعمال الطهارة بمعنى العصمة، وهو واضح ولله الحمد. وثالثاً ما قد ثبت لك أن الإرادة هنا شرعية، والتكليف بالعصمة ممتنع على غير الأنبياء، لأنه تكليف بما لا يطاق. والله أعلم.
        هذا ما يتعلق بالطهارة، وهو يغني عن البحث في إذهاب الرجس لأن انتفاء العصمة من الأعلى يلزم منه انتفاؤها من الأدنى، أو المساوي على قولٍ.


        ..... تطهيراً:
        فإن قال قائل: ولكن هنا أكد التطهير فقال تعالى: ( ويطهركمتطهيراً).
        قلنا له: أكد التطهير هنا – والعلم عند الله – لأسباب. أولها أنه أكد إزالة الرجس باللام الزائدة فحسن أن يؤكد التطهير كذلك. ثم لجبر النقص المتوهم الذي قد يلحق التطهير من التأخير كما في قوله تعالى: ( يهبلمنيشاءإناثاًويهبلمنيشاءالذكور) فعرف الذكور لجبر النقص المتوهم من التأخير. ثم ليؤكد لكل أحد شدة تأثير السبب ( وهو القرار في البيوت والحجاب والصلاة وغيرها ) في التطهير، فالتطهير الحاصل بهذه الأمور ليس كالتطهير بغيرها. ثم تنويهاً بشأن هذا التطهير ليكون أكثر إغراء لهن فيسارعن لتحصيله، وقد سارعن رضواناللهعليهن.

        تعليق


        • #5
          الخلاصة :
          أن الآيات السابقة من سورة الأحزاب نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد قال الله عز وجل مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم{ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا ، وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ، واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً }
          [ الأحزاب 33-34 ]

          فالآيات في أولها تتكلم عن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك في آخرها عن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال لهن في وسط هذه الآية { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } ، وهنا لا مدخل ولا كلام لمن قال بأن الآل – هنا أو الأهل هنا هم غير نساء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم لأن هذا يخالف سياق الآية كما ترون فالآية ابتدأت بالنساء وختمت بالكلام عن النساء .

          وأما حديث الكساء فدل على أن علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم
          وهو أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما روت عائشة رضي الله عنها دخل عليه علي بن أبي طالب – فأدخله تحت كسائه {عبائته} ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جَلَّلَهم{أي غطاهم} ثم قرأ:{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } أخرجه مسلم.

          وأما الدليل على أن بنو هاشم من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فحديث زيد بن أرقم رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: أذكركم الله أهل بيتي أذكركم الله أهل بيتي، أذكركم الله أهل بيتي، فقيل لزيد من أهل بيته؟ قال أهل بيته من حرم الصدقة. وهم آل علي وآل عقيل وآل العباس وآل جعفر ، فعد هؤلاء الأربعة – أي أقارب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أخرجه مسلم

          تعليق


          • #6
            رد: اطهر نساء الارض

            باقتباس من مشاركة من اجل فلسطين أنا أحيا
            في أحد الأيام، وفي جمع ضمّ عدداً من كبار المسلمين، في مسجد الرسول، دار الحديث حول فاطمة (ع) وحيدة الرسول. قال أبوبكر، وكان من بين الحضور: «لقد تقدّم الكثيرون من كبار المهاجرين والأنصار يخطبون فاطمة، لكنّ رسول اللّه لم يعطهم جواباً شافياً، وقد سمعت

            [ 10 ]

            أنّ عليّاً لم يتقدّم لخطبتها، وأعتقد أنّه لو فعل، لما ردّ الرسول طلبه». قال سعد بن معاذ، رئيس قبيلة الأوس: «هلّموا إلى عليّ، عسانا بتوفيقٍ من اللّه، نحقّق الخير في مسعانا».

            خرج الصحابة من المسجد في طلب عليّ، فوجدوه خارج المدينة، وكان يسحب ماءً من بئر قريبة بواسطة جمله، ليروي بستاناً يملكه أحد الأنصار، وهكذا كان عليّ يعمل في جلب الماء وسقاية الأرض. ولمّا رأى الصحابة قادمين نحوه، طرح معوله جانباً، ووقف ينتظر لقاءهم . بعد السلام، خاطبه أبوبكر قائلاً: «أخي يا عليّ، لقد اجتمع فيك كلّ ما يرضي اللّه والناس، وقد حان الوقت لأن تجد لك زوجة، ولعلّ فاطمة وحيدة الرسول تكون من نصيبك، لأنّ كلّ من راح يخطبها لنفسه، لم يلق من الرسول قبولاً، ويبدو لي أنّ اللّه ورسوله قد اختارا فاطمة لك أنت».

            ما إن سمع عليّ هذا الكلام، حتى تحرّك في نفسه أمر كان يكتمه، ويطوي عليه قلبه. فقد كان يتمنّى التّقرّب إلى رسول اللّه بخطبة ابنته فاطمة لنفسه، غير أنّ الحياء وخلوّ يده من مهرٍ يقدّمه، كانا يمنعانه من الإقدام، لكنّه الآن عزم

            [ 11 ]

            فتوكّل، وتوجّه إلى بيت الرسول (ص)، وصارحه بما في نفسه.

            أشرق وجه الرسول لدى سماعه طلب عليٍّ وقال: «يا عليّ، قد ذكرها قبلك رجال، فذكرت ذلك لها، فرأيت الكراهة في وجهها. ولكن، على رسلك حتى أخرج إليك».

            دخل النبيّ إلى ابنته وفاتحها بالأمر قائلاً: «يا فاطمة، إنّ علياً بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه، وإنّي قد سألت ربّي أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم إليه، وقد ذكر عن أمرك شيئاً، فما ترين»؟ فسكتت ولم تولّ وجهاً، ولم ير فيها رسول اللّه (ص) كراهةً فقام وهو يقول: «اللّه أكبر، سكوتها إقرارها».
            سياق هذه القصة مخالف لما عند أهل السنة والجماعة ، ولكني سوف أركز على قضية واحدة .
            من هو الافضل من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
            طبعا كل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أفاضل وكرام ولكن أفضلهم هم الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين.
            أما أفضل هؤلاء فهو أبو بكر.

            الأدلة القاطعة على أن أفضل الصحابة رضوان الله عليهم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

            1 - يروي عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم في جيش ذات السلاسل فلما أتيه أي بعدما رجع من الغزوة.
            قلت: أي الناس أحب اليك ؟ قال: عائشة.
            قلت: من الرجال؟ قال: ابوها.
            قلت : ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب.
            رواه البخاري ومسلم .

            2 - ‏عن ‏ ‏ابن عمر رضي الله عنهما‏ ‏قال ‏
            ‏كنا نخير بين الناس في زمن النبي ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فنخير ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏ثم ‏ ‏عمر بن الخطاب ثم ‏عثمان بن عفان رضي الله عنهم
            رواه البخاري .

            3 - ‏عن ‏ ‏محمد بن الحنفية ‏ ‏قال قلت ‏ ‏لأبي ‏
            ‏أي الناس خير بعد رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏قلت ثم من قال ثم ‏ ‏عمر ‏‏وخشيت أن يقول ‏ ‏عثمان ‏ ‏قلت ثم أنت قال ما أنا إلا رجل من المسلمين
            رواه البخاري .

            4 - ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏
            ‏إني لواقف في قوم فدعوا الله ‏ ‏لعمر بن الخطاب ‏ ‏وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏كنت ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏وفعلت ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏وانطلقت ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو ‏‏علي بن أبي طالب .‏
            رواه البخاري .

            5 - ‏عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه قال ‏ ‏لو كنت متخذا ‏ ‏خليلا ‏ ‏لاتخذت ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏خليلا ‏ ‏ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم ‏ ‏خليلا ‏
            رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم .

            واكتفي بهذا القدر من الروايات السنية ، وانتقل الآن إلى كتبكم .

            1 - : قال علي عليه السلام ( وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنة، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332].

            2 - إن علياً عليه السلام قال في خطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر"،
            ولم لا يقول هذا وهو الذي روى (أننا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيد) ["الاحتجاج" للطبرسي].

            3 - يقول ابن أمير المؤمنين عليّ ألا وهو الحسن بن علي - الإمام المعصوم الثاني عند القوم، والذي أوجب الله اتباعه على القوم حسب زعمهم -
            يقول في الصديق، وينسبه إلى رسول الله عليه السلام أنه قال: (إن أبا بكر مني بمنزلة السمع) ["عيون الأخبار" ج1 ص313، أيضاً "كتاب معاني الأخبار" ص110 ط إيران].

            4 - وكان حسن بن علي رضي الله عنهما يؤقر أبا بكر وعمر إلى حد حتى جعل من إحدى الشروط على معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما (إنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب، وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين) ، - وفي النسخة الأخرى - الخلفاء الصالحين ["منتهى الآمال" ص212 ج2 ط إيران].

            5 - الإمام الرابع للقوم علي بن الحسن بن علي، فقد روى عنه أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: ألا تخبروني أنتم {المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون}؟ قالوا: لا، قال: فأنتم { الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا }، اخرجوا عني، فعل الله بكم" ["كشف الغمة" للأربلي ج2 ص78 ط تبريز إيران].

            6 - عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة" ["كشف الغمة" ج2 ص1]


            7 -أبو عبد الله جعفر الملقب بالسادس - سئل عن أبى بكر وعمر كما رواه القاضي نور الله الشوشترى"إن رجلاً سأل عن الإمام الصادق عليه السلام، فقال: يا ابن رسول الله! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان، كانا على حق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة" ["إحقاق الحق" للشوشتري ج1 ص16 ط مصر].
            التعديل الأخير تم بواسطة القائد; 24/08/2003, 04:35 PM.

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم

              موضوع رائع أيتها الأخت العزيزة
              و أقول للقائد كنا في السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فما اوصنا لأبو بكر الصديق وعمر
              اختر مكانا اخر لنشر كلامك
              و مما لا شك فيه أنها -أي السيدة فاطمة الزهراء- معروفة عندكم اهل السنة بما وصفها هذا الكلام
              وقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة )
              و السلام

              تعليق


              • #8
                اختي الكريمة نحن أهل السنة نعرف فضائل السيدة فاطمة رضي الله عنه ولكن لا نعتبرها كائن الهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة كما يصفها الإمام الخميني . و نحب أهل البيت ولكن لا نرفعهم فوق المنزلة التي أنزلهم الله إليها وقد قال صلى الله عليه وسلم :" لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله ". (رواه البخاري).

                ونحن لا نعق ونشتم أمهاتنا كم تعقون و تشتمون أمهاتكم ( السيدة عائشة والسيدة حفصة رضي الله عنهما وغيرهما من أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن ) .
                ولا نستبعد السيدة خديجة رضي الله عنها من أهل البيت ، ولا نشتم عبدالله بن عباس ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم .

                تعليق

                جاري التحميل ..
                X