إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الى دعاة القومية والوطنية ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الى دعاة القومية والوطنية ..

    حكم الاسلام في القومية العربية

    جاء الاسلام منذ اليوم البشرية على مبادئ جديدة يتجمعون عليها. ويلتقون في ظلها وجاء لينقل الانسان نقلة بعيدة فيرتفع به من التراب والطين إلى العقيدة والدين وجاء ليقر الحق ويبطل الباطل. ويعطي كل ذي حق حقه وعل م الناس أن يكونوا قوامين بالقسط شهداء لله.

    (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما، فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وان تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا)(1)[النساء: 135].

    جاء الاسلام ليقيم العدل في الأرض. فقد قال عبدالله بن رواحة لما بعث رسول الله (ص) يخرص على أهل خيبر ثمارهم وزروعهم فأرادوا أن يرشوه ليرفق بهم فقال: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إلي ولأنتم أبغض إلي من أعدادكم من القردة والخنازير وما يحملني حبي إياه، وبغضي لكم، على أن لا أعدل فيكم، فقالوا:

    بهذا قامت السموات والأرض (1)[أنظر مختصر ابن كثير للصابوني 1/447 ومعني يخرص التمر: يقدر كميته].

    وعندما سرق بنو أبيرق (طمعة أوبشير) درعا وسلاحا وطحينا من بيت (رفاعة بن زيد) ثم كادت السرقة تظهر عند طعمة فألقى طعمة السلاح في بيت آخر -جاء في بعض الروايات أنه يهودي، وكاد الرسول (ص) يصدق أن السارق هو اليهودي واسمه -زيد بن السمين- نزلت عشر آيات من السماء تبرئ زيد بن السمين اليهودي وتثبت السرقة عند المنافق الذي يظهر الاسلام وهو طعمة بن أبيرق الذي قال عنه رسول الله (ص) عندما جاءته الشكوى:

    (عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم اسلام وصلاح ترميهم بالسرقة من غير ثبت ولابينة) (1)[انظر مختصر ابن كثير للصابوني 1/434-437، والآيات من سورة النساء من آية (105-115].
    وجاء الاسلام ليخرج الناس من حياة الحيوان التي يكون تجمع القطيع فيها على الكلأ والحظيرة إلى التجمع على أساس العقيدة والمبادئ ونزل القرآن يلعن أبالهب- عبدالعزى بن عبدالمطلب - عم الرسول (ص) الهاشمي القرشي، ويرفع بلالا وعمار وصهيبا ويأمر الرسول (ص) أن يصبر نفسه معهم ؛واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا«(2)[الكهف: 28].

    ( واذ جاءك الذي يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم، كتب ربكم على نفسه الرحمة ....) (3)[النساء: 54].

    جاء الأقرع بن حابس وعيينه بن حصن الغزاري للرسول (ص) وعندما رأوا صهيبا وبلالا وعمارا وخبابا حوله قالوا: يا محمد (إن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبد ) (1)[مختصر ابن كثير 1/581].

    فكاد (ص) يوافق أن يقرر لزعماء العرب مجلسا فنزل جبريل عليه السلام بالقرآن ينهاه ويقول له (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين)(2)[الأنعام: 52].

    وسمى رسول الله (ص) أبا جهل -عمر بن هشام- فرعون هذه الأمة وإن كان مخزوميا قرشيا .
    وقتل أبو عبيدة أباه في بدر، وكان رأي عمر أن يقتل الأسرى في بدر وإن كانوا قرشيين ومن أقاربهم الأدنين (جمع أدنى) وانتصر الاسلام بأمثال هولاء الأعبد وطوت عجلة التاريخ القرشيين المعاندين ليبقوا لعنة وعارا في صفحات تاريخ هذه الأمة. واختفت من بين الناس تلك النعرات الجاهلية والأصوات المنكرة التي كانت تؤجج نار حرب البسوس وحرب داحس والغبراء، واختفى صوت الشاعر دريد بن الصمة

    وما أنا الآ من غزية إن غزت غزوت وإن ترشد غزية أرشد

    اختفى هذا الصوت ليرتفع الصوت الجديد بنشيده:

    أبي الاسلام لا اب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم

    واختنقت الأصوات التي تنادي بالانتصار لبكر أو تغلب أو لخزاعة عندما دوى صوت الوحي في جنبات الأرض.

    (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عندالله أتقاكم، ان الله عليم خبير)(1) [الحجرات: 13].

    وأصبحت أنشودة كل مسلم:
    الهند لنا والصين لنــا والعرب لنا والكل لنــا
    أضحى الاسلام لنا دينا وجميع الكون لنا وطنا
    دستور الله لنا نور أعددنا القلب له سكنـا



    والآن نأتي إلى القومية العربية الحديثة لنرى حكم الاسلام فيها.


    هنالك عدة قضايا نبني عليها حكمنا:

    1- القومية العربية تقيم التجمع واللقاء على أساس الجنس والأرض بدل العقيدة. وهذا يصطدم مع الاسلام.

    2 - القومية العربية تفضل المسيحي العربي على المسلم الباكستاني أو التركي وهذا يناقض القرآن (إن أكرمكم عندالله أتقاكم...)

    3 - القومية العربية تنصر اليهودي العربي أو المسيحي العرب على المسلم الباكستاني أو الأفغاني وإن كان الحق للباكستاني أو الأفغاني أو الايراني. وهذا يناقض (فاصبحتم بنعمته إخوانا....) (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)

    4- القومية العربية: توالي الكفار وتتبع القادة الكفار فهي تقدم كلام ميشيل عفلق أو جورج حبش أو اساتذتهم أمثال نيتشة وروسو على أي كلام آخر ولو كان كلام الرسول (ص) . والله يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم...)(1) [المائدة: 51].

    5 - القومية العربية لا تقبل أن تجعل قانونها من الاسلام خوفا من اثارة النعرات الدينية والطائفية كما يدعون فهي تريد أن تبعد 90% من أبناء الدول العربية عن اسلامهم وتخرجهم عن دينهم مراعاة لشعور فئة قليلة من المسيحيين العرب . (وإذا قيل لهم تعالوا الى ما انزال الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم....)(2)[النساء: 61-62].

    6 -القومية العربية لا ترى أن الاسلام صالح لهذا الزمان ولذلك كثيرا ما تصف الاسلام بالرجعية والجمود والتأخر وتصف العلمانية والتحلل من الدين بالتقدمية والتحرر.

    7 - القوميون العرب يرون أن الاسلام وثبة من وثبات الأمة العربية أدت دورها ومضت وأما اليوم فهناك مبادئ أخرى تؤدي دورها دون الاسلام الذي لايستطيع أن يواكب العصر.

    8 - القوميون يرون أن القومية العربية دين جديد له سدنته وحواريوه وأتباعه وقديسوه
    يقول محمود تيمور (1) [أنظر مقدمة كتاب الأستاذ الندوي العرب والإسلام، وكتاب الحلول المستوردة ص170]. : (وان كتاب العرب في أعناقهم أمانة هي أن يكونوا حواريين لتلك النبوة الصادقة - القومية- يزكونها باقلامهم)
    ويقول علي ناصر الدين (2)[ المصدر السابق]. في مقدمة كتابه (قضية العرب) ط3
    (العروبة نفسها دين عندنا - نحن القوميين العرب- المؤمنين العريقين من مسلمين ومسيحيين، ولئن كان لكل عصر نبوته المقدسة، إن القومية العربية لهي نبوة هذا العصر).
    جاء في مجلة العربي (1)[انظر مقدمة كتاب الأستاذ الندوي العرب والإسلام، وكتاب الحلول المستوردة ص 170]. عدد 2 ص 9 يناير 59 (الوحدة العربية يجب أن تنزل من قلوب العرب أينما كانوا منزل وحدة الله من قلوب قوم مؤمنين).
    ويقول عمر فاخوري (كيف ينهض العرب):
    (لا ينهض العرب إلآ إذا أصبحت العربية - أو المبدأ العربي - ديان يغارون عليها كما يغار المسلم على قرآن النبي الكريم وغرضي من هذا الكتاب تشكيل ديانة جديدة هي الجنسية أو العنصرية العربية)

    9 - القومية العربية تقديم للجاهلية على الاسلام (أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
    والجاهلية : هي كل حكم غير حكم الله.
    ولقد رأينا أن زكي الأرسوزي (2)[البعث لسامي الجندي ص 28]. يرى أن الجاهلية العربية هي الفترة الذهبية في حياة العرب ويراها مثله الأعلى.

    10 - القوميةالعربية: طاغوت جديد (صنم جديد) والطاغوت: كل حكم غير حكم الله، وكل ما أطيع من دون الله، وكل من تحاكم إليه الناس دون الله، سواء كان صنما أو كاهنا أو شيطانا أو قانونا أو وطنا أو‏قوما أو زعيم قبيلة أو عشيرة أو بلدا .

    وهذا كفر بنص القرآن (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل إليك وما أنزل من قبل يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزال الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فيكف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا)(1‏)[سورة النساء 60-63].

    صدق الله العظيم: إنهم يقولون لا نريد إلآ الاحسان والتوفيق بالقوميةلا نريد إلآ الوحدة الوطنية ونريد أن نتلافى الخلافات المذهبية والطائفية والدينية.

    يقول ابن كثير (‏1)[البداية والنهاية ج13/118-119].
    (من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة فقد كفر. فكيف بمن تحاكم إلى الياسا - قانون جنكيرخان - وقدمها عليه - على الاسلام - لا شك أن هذا يكفر باجماع المسلمين.

    ويقول سيد قطب (إن الذي يحكم على عابد الوثن بالشرك ولا يحكم على الذي يتحاكم إلى الطاغوت بالشرك. ويتحرج من هذه - الحكم بالكفر على من يتحاكم إلى الطاغوت - ولا يتحرج من تلك، إن هؤلاء لا يقرأون القرآن، فليقرأوا القرآن كما أنزل،وليأخذوا قول الله بجد (وان أطعتموهم إنكم لمشركون)(1‏). وبعد:

    فهذه نقاط عشرة كل واحدة منها تخرج القومي من الاسلام وتكفره كفرا ينقله عن الملة الاسلامية.

    ولزيادة الطمأنينة أنقل إليك بعض النصوص الكريمة من فم النبوة الشريف.

    1 - عن جندب بن عبدالله مرفوعا إلى الرسول (ص) (من قتل تحت راية عمية، يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية، فقتله جاهلية) (2) .
    وفي رواية (من قتل تحت راية عمية، ينصر العصبية، ويغضب للعصبية، فقتلته جاهلية)(3)
    2 - عن جبير بن مطعم مرفوعا (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية) (1) .
    3 - عن ابن مسعود مرفوعا (2) (من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردي في مهواة فهو ينزع بذنبه) (3) .
    4- عن أبي مرفوعا (إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهن أبيه ولا تكنوا) (4) .
    أعضوه بهن أبيه: أي قولوا له: عض أير أبيك - هكذا في النهاية لابن
    الأثير.
    5 - عن أبي هريرة مرفوعا (لينتهين أقوام يفتخرون بابائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكون أهون على الله من الجعل الذي يدهده الحزء بأنفه، إن الله أذهب عنكم عبي ة الجاهلية وفخرها بالأباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وأدم خلق من التراب ) (5) .
    هذه النصوص فيمن يعتز بآبائه الجاهليين، فكيف بمن يقدم الجاهلية على الاسلام ؟ وكيف بمن يقول : (إن العروبة مصدر إلهامنا، ومصدر مقداساتنا، عنه تنبثق المثل العليا، وبالنسبة إليه تقدر قيمة الأشياء ، والعربي هو سيد القدر)(1).
    وكيف تحكم على البعث الذي كتب في جريدته عن مشيل عفلق الإله العائد وقال شاعرهم:
    يا سيــدي ومعبــبدي حسبي ألم فتاتكم حسبي
    وكيف تحكم على البعث السوريين الذين يقولونhttp://www.ikhwan.net/archive/images/smilies/frown.gif2)
    (إن الطريق الوحي لتشييد حضارة العرب وبناء المجتمع العربي: هي خلق الانسان الاشتراكي العربي الجديد الذي يؤمن أن الله والأديان والاقطاع ورأس المال والاستعمار والمتخمين وكل القيم التي سادت المجتمع السابق ليست إلا دمى محنطة في متاحف التاريخ)
    وقد أشرت قبل قليل إلى بعض النصوص التي تعتبر العروبة دينا لها نبوتها والايمان بالعروبة يجب أن يكون كالايمان بالوحدانية لله.

    إن القوميين يصرحون على لسان قادتهم (ألحدنا بكل الطقوس والعلاقات والأديان، اتهمنا بالالحاد وكان ذلك صحيحا - رغم كل مازعم البعثيون فيما يعد من مزاعم التبرير- لقد كنا خوارج على كل الشرائع التي تعارف عليها الناس فنسفناها)(1) .

    اعتناق مبادئ القومية كفر ينقل عـن الملة

    وبناء على ما تقدم فإن اعتناق مبادئ القومية العربية وغير العربية كالكرد والايرانية كفر ينقل عن الملة ويخرج من الاسلام.

    فمن اعتنق مبادئ القومية فإنه يخرج من الاسلام فلا تؤكل ذبيحته، ولا تنكح البنت القومية، ولا يزوج القومي من بنات المسلمين ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ولا يقبر في مقابر المسلمين، ولا يرد عليه السلام، ولا يترحم عليه إذا مات ـفلا نقول يرحمه الله- ولا يرث الشاب القومي من أبيه المسلم، ولا يرثه أبناؤه إن كانوا مسلمين ويخالفونه في مذهبه القومي. وإذا اعتنق الشاب القومية وهو متزوج مسلمة فتطلق منه وتحرم عليه وإذا بقيت على صلة به، فالصلة الجنسية بينهما زنا، وأولادهما أولاد زنا، وعورة المرأة المسلمة أمام الفتاة القومية كعورتها أمام الرجل فلا يحل لها كشف رأسها أمام الفتاة القومية. والمرأة اذا اعتنقت القومية وهي متزوجة مسلما ينفسخ العقد حالا.

    1- سيقول أناس: ان بعضهم يصلي ويصوم أحيانا فنقول: إن الصلاة والصيام لا يقبلان مع فساد العقيدة والشرك، فلقد كان الجاهليون يصلون ويحجون ويدعون ولكن الله رد أعمالهم كلها لأنها ليست مبنية على إيمان بالله وبرسوله وبدينه، ولأن الأفعال الصالحة لا تقبل من الكفار.
    2 - وسيقول آخرون: إن كثيرا من الحزبيين منتفعون من أجل المناصب والأموال يقبلون على الحزب، فنرد عليهم:
    نحن لا نعلم الغيب ونجري أحكامنا على الظاهر ونحاسبهم على ما يخرج من أفواههم وندع قلوبهم إلى الله- عز وجل- فالقاعدة العامة:
    أن القومي كافر والاستثناء إنما هو استثناء من عموم القاعدة فلا يثبت إلآ بدليل قوي يرجح على الأصل أي أننا إذا تأكدنا من شاب أنه يكره القومية ويحب انتهاءها ويقاوم في الواقع انتشارها فإننا نحكم له بالاسلام.
    ولا بد من معرفة أن هؤلاء المنتفعين هم انصار الكفر بهم ينتشر وعلى أكتافهم يقوم.
    3 - وسيقول فريق ثالث: إن معظم الأفراد جهلة بالحكم الشرعي فنرد عليهم:
    الجاهل يعلم ويبين له الحكم فإن أصر فإنه يحكم عليه بالكفر. فإذا كتب بعض العلماء الذين يوثق بدينهم مقالات أو كتبا في تكفير القوميين فإن هذا يكفي في التبليغ ولم يبق الجهل عذرا بعد البيان.
    4 - وقد يسأل شاب قومي: ما حكم القومي إذا تاب ورجع: هل يقضي الصلواة والصيام؟
    فنقول -والله المستعان- (الاسلام يجب (يقطع) ما قبله)(1) فليس عليه أن يقضي الصلاة والصيام.
    وفي الحديث (2) (إذا أسلم العبد فحسن اسلامه، يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها (قدمها) .
    وفي الحديث الآخر(3) (إذا أسلم العبد فحسن اسلامه، كتب الله كل حسنة كان أسلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها) (4) .

    كلمة أخيرة في القومية

    وختاما نريد أن نسأل القوميين بعض الأسئلة:
    1 - ما هي مبادؤكم؟ وكيف تصوغون قوانينكم، ومن أين تستقونها؟
    2 - ما هي نظرتكم نحو الكون والانسان والحياة؟
    3 - ماهي أنظمتكم الاقتصادية، والأخلاقية، والاجتماعية والعائلية، والسياسية؟
    4- أين يقع الاسلام من دعواتكم؟
    5 - ماهي الأسس التي ستعاملون عليها شعوبكم إذا حكمتم؟ وكيف ستعاملون شعوب الأرض الأخرى.؟
    6 - كيف ستعاملون الشعوب الاسلامية؟ أتكون معاملتهم تماما كالشعوب الوثنية - البوذية والهندوسية، أو كالشعوب النصرانية في الغرب.

    أما المبادئ : فلم يصلوا حتى الآن إلى تعريف لأحزابهم يقول سامي الجندي: (بدأ الحزبيون يسألون ما هو البعث؟ ما هي وحدة البعث، أيهما أسبق الوحدة أو الاشتراكية؟ لم تجب القيادة ولا تستطيع أن تجيب حتى الآن(1) .

    أما القوانين: فإنهم سيأخذونها من أي مصدر - عدا الاسلام- أما النظر (العقيدة) في الله، والنظرة إلى الكون والانسان والحياة، فليس عندهم نصوص في هذا، ولذا لجاؤا إلى الماركسية لملأ الفراغ الفكري عندهم.

    أما الأخلاق: أي بيان قائمة الحلال والحرام في المجتمع العربي فليس هنالك أي شيء من هذا ولذا فأخلاق المجتمعات العربية -بدون اسلام- اخلاق نفعية تبنى على المصلحة والمنفعة المؤقتة العاجلة. والغاية تبرر الوسيلة كما قال ميكافيلي.

    أما الاسلام: فقد اختلفوا في النظرة إليه في الماضي أما في الحاضر فهم على اتفاق أنه يجب أن ينبذ من الحياة، أما بالنسبة للاسلام في الماضي:

    1- فمنهم الجاحد لفضله أبدا : مثل قسطنطين زريق الذي يرى أن العرب هم نقلة لحضارة اليونان والرومان ولم يصنعوا حضارة.
    2 - ومنهم المغفل : أمثال علي عبدالرازق (الاسلام وأصول الحكم) وخالد محمد خالد (من هنا نبدأ) الذين يرون أن الدين هو أساس التفرقة والتمزق ولذا يجب إبعاده من المجتمعات.
    3- ومنهم المنكر فقط وليس جاحدا بالمرة: مثل ميشيل عفلق : فهو يرى أن الاسلام وثبة من وثبات الأمة العربية ولكن لا يرد ذلك إلى الوحي والنبوة فقدارات الأمة العربية تجمعت في الماضي حتى أنتجت محمدا .
    4- ومنهم المذبذب والمنافق: مثل حازم نسيبة - من ذراري المسلمين - فهو يقول (1) : (وقد انصب المستشرقون في القرن التاسع عشر بكل قواهم على بحث النواحي الدينوية أكثر مما اهتموا بالنواحي اللاهوتيه من التاريخ العربي الذي أظهر أن الامة العربية أقامت حضارة متقدمه راقية قبل الاسلام وبعده على السواء، وبهذا لم تكن الحضارة العربية حادثا دينيا صرفا لا يملك النصارى العرب أن يشاركوا فيه، بل العكس هو الصحيح وهو: أن لتلك الحضارة ملامح منقطعة الصلة بالدين كما أثبت الواقع الذي انصب الباحثون الغربيون على كشفه) وليت شعري من سبق حازم نسيبة بهذا الرأي سواء كان من ذراري الصليبين من المستشرقين أو الباحثين أو من ذراري المسلمين - المستغربين - أن ينكر صلة الاسلام بالحضارة العربية أبدا وأين حضارة العرب قبل الاسلام؟ أهي حضارة عنترة أو أبي جهل أو أبي لهب، ولعلها حضارة مسليمة الكذاب.
    وأخيرا فإنا نقول: إن واقع العرب يدل دلالة واضحة على النتائج التي توصلت إليها الدعوات القومية والاقليمية والعلمانية.

    1 - قطع صلة العرب بالدول الاسلامية.
    2 - تمزيق العالم العربي الى دويلات هزيلة حتى تبقى في قبضة العالم الغربي والشرقي، تتسابق في ولائها لأمريكا أو إلى روسيا لتحمي أنظمتها في المنطقة.
    3 - تضخم الكيان الاسرائيلي الذي أصبح تنينا يفتح شدقيه يبتلع كل فترة جزءا من بلاد العرب.
    4 - انهيارات في معظم النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية.
    5 - نشوء أجيال ليس لها هوية معينة، وليس لها أي مبدأ في الحياة، لا تعلم لماذا تعيش؟ ممزقة خلقيا متفسخة اجتماعيا ، متفككة أسريا ، أفئدتهم هواء، تراهم كل يوم في رأي، يغيرون أفكارهم كما يغيرون أزياءهم في الاعتقاد والاقتصاد والثقافة والاجتماع يقول زويمر - زعيم المبشرين - مخاطبا المبشرين (إنكم أعددتم شبابا في ديار الاسلام لا يعرف الصلة بالله ولايريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الاسلام فجاء النشئ الاسلامي طبقا لما أراده الاستعمار لا يهتم للعظائم ويحب الراحة والكسل ولا يصرف همه في الدنيا إلآ في الشهوات)(1) .

    إن هذا الشرق لم يشهد في يوم من الأيام وحدة ولا عزة ولم يكن ( له كيان إلآ بالاسلام الذي وحده أول مرة ولن يجد نفسه مرة ثانية إلآ بالاسلام.

    لقد مزقت القومية أوربا فنقلها العرب ليمزقوا امتهم الاسلامية بل ليفتتوا الشعوب العربية نفسها.
    كما يقول توينبي(2) (فهل من الضروري حقا أن يتفتت العالم العربي كما تفتت الأمبراطورية الاسبانية في أمريكا لسوء الحظ - إلى عشرين دولة مستقلة عن بعضها تعيش في قوالب ضيقة غربية النمط. هذا هو الوجه الثاني الكالح لحضارتنا الغربية ومن المؤسف أن تقلده الشعوب الناطقة بالعربية تقليدا تاما . إن سحر القومية جذاب في أمثال هذه المجتمعات الاسلامية المبعثرة ولكن القومية لن تقود هذه المجتمعات الى حياة جديدة، بل إلى حكم بالموت والفناء.

    ان النغمة التي عزفتها الطبقات المتسلطة في العالم الاسلامي والعربي هي نغمة القومية وهي معزوفة جميلة تشنف الأسماع وتبهح القلوب، ولكنها مخدرات تذبح الشعوب من خلالها على مذابح الشهوات قرابين رخيصة في سبيل الطغاة والطاغوت وإن الخرير الذي يعكسه صوت النزيف الدموي قد جذب كثيرا من القطعان لتستاق إلى مذبحها ونهايتها البئيسة الأليمة.

    يقول جب (1) : ( إن الأسلوب الذي استطاعت به طبقة المتغربين تأمين قبضتها الثابته على السلطة في الدولة... كان القومية... فالقومية هي فكرة غربية تماما )
    وإن سبب انتشار القومية في العالم العربي هو سيطرة الغرب نفسه على العالم الاسلامي.
    (ففي الوقت الحاضر الذي يجد الغرب نفسه منذ الحرب العالمية الثانية ويرى أنه مجزء إلى أكثر من أربعين دولة قومية مستقلة ذات سيادة يهدد با نهيار البيت كله كاملة على من فيه بسبب انقسامه هكذا على نفسه.

    ومع ذلك فإن اعتبار الغرب لا يزال له من القوة في العالم ما يبقى جرثومة القومية الغربية قادرة على السريان والعدوى. ومن المأمول أن يستطيع العالم الاسلامي على كل حال ايقاف انتشار هذا الداء السياسي الغربي - القومية- عن طريق الشعور الاسلامي القومي بالوحدة) (1) .

    ان القومية ليست الدواء الناجع لأمراضنا، بل هي داء عضال مما أصابنا.

    يقول سمث : ( وتاريخ الشرق الأدنى الحديث يدل أن القومية المجردة ليست القاعدة الملائمة للنهوض بالواجب الشاق، ومالم يكن المثل الأعلى إسلاميا على وجه من الوجوه، لن تثمر الجهود البتة)

    وما أجمل كلمة سيد نا عمر بن الخطاب ننهي بها هذا البحث:
    (نحن قوم أعزنا الله بهذا الدين ومهما ابتغينا العزة - عن غير طريقه - أذلنا الله).
    (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون) فالمسلمون يذكرون بالقرآن فبسبب من هذا الكتاب تذكر هذه الأمة، ولقد تقدم العرب أول مرة إلى البشرية على هدي هذا القرآن، وأمسكوا بزمان البشرية بعد أن تمسكوا بالكتاب وأقاموه في حياتهم.
    (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) .

    (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل إليكم من ربكم )(1)
    .
    فأهل القرآن ليسوا على شيء، لا وزن لهم ولا قيمة إلآ إذا أقاموه فيهم، وعملوا به في حياتهم، وطبقوه في واقعهم.

    (... ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهدينا هم صراطا مستقيما )(2) .

    جاء في تقرير ديلسبس - قنصل فرنسا العام في سوريا في 19/8/1956 الذي كتبه بمساعدة مساعده(بلانس) مايلي (من أبرز الحقائق التي يلحظها من يريد درس هذه البلدان المكانة التي تحيلها الدين في نفوس الناس، والسلطة التي له في حياة الناس، فالدين يظهر في كل مكان وفي كل أمر.

    ففي المجتمع الشرقي يظهر أثر الدين في الأخلاق العامة، وفي اللغة وفي الأدب، وفي جميع المؤسسات الاجتماعية.

    والرجل الشرقي لا ينتمي إلى وطن ولد فيه - الشرقي ليس له وطن- بل إلى الدين الذين ولد فيه، وكما أن الرجل في الغرب ينتمي إلى وطن، فإنه في الشرق ينتمي إلى دين، وامة الرجل الشرقي هي مجموعة الناس الذين يعتنقون الدين ذاته الذي يعتنقه هو، وكل فرد خارج عن حظيرة الدين هو بالنسبة إليه رجل أجنبي غريب) (1) .

    القوميات والأقليميات الجاهلية

    لقد حرك الغرب وتلاميذه في كل مكان نغمات الارتباط بالجاهليات التي تسبق الاسلام حتى يقطع الصلة بالاسلام ويتجاوزها.

    ففي المغرب: حاولت الادارة الفرنسية أن تشد أزر الروح الجنسية بين بربر مراكش فقامت با صدار الظهير البربري في 61 مايو سنة 1930 الذي قضى بتنفيذ الأحكام العرفية البربرية وقانونهم الخاص بالأحوال الشخصية بدل الشريعة الاسلامية وفي اندونيسيا: اكتشفت الحضارة الجاوية - الهندوكية

    وفي لبنان: أثار سعيد عقل و يوسف السود وفيكتور خلاط شبح الفنيقية وقالوا: بأن لبنان لا ينتمي إلى العرب بل جزء من حضارة البحر المتوسط - ايطاليا، اليونان.

    وفي مصر : اثيرت الحضارة الفرعونية خاصة بعد اكتشاف توت عنخ آمون وبعد أن حل شاملبيون حجر روزيتا، وتولى سلامة موسى، ولطفي السيد، ثم سعد زغلول، وطه حسين الدعوة إلى الفرعونية وبدأت تظهر أسماء رعمسيس، الأهرام نقمرتيتي، أبوالهول، واتخذ أبو الهول شعارا ليمثل نهضة مصر وفي زمن عبدالناصر أقيم السد العالي فأثارت اليونسكو همة العالم لانقاذ معبد أبي سنبل الفرعوني، ونقل تمثال رمسيس - فرعون موسى- الى القاهرة وكلف الملايين وأصبح الأتراك ينادون بشعار (تركيا للأتراك) ومصر (للمصريين)

    يقول ؛ كويلرينغ« عن لويس توماس (1) (أنه قد استطاع أن يرسم الخطوط العريضة للظروف التاريخيه والأجتماعية للحركة التي انتهت بالزعماء الآتراك المحدثين إلى تحقيق مبدأ تركيا للأتراك وهذا المبدأ الذي سار عليه أغلب شعوب المنطقة ولذلك كان الكماليون يقولون (2) (نريد أن نبني إسلاما تركيا يصبح ملكا لنا وجزءا في مجتمعنا الجديد على نحو الكنيسة الأنجليكانية التي هي مسيحية على النمط الأنجليزي) وفي مصر العربية كانت أضواء هذه الصيحات تتجاوب فتحرك الببغاوات المصرية التي تلعب بها الأصابع الغربية (الانجليزية بالذات) فتنادي (بفرعونية مصر) فقال طه حسين (المصري فرعوني قبل أن يكون عربيا ) وقال طه (لو وقفا الإسلام بيني وبين فرعونيتي لنبذت إسلامي) وقال شوقي:-

    وجــه الكنانة ليس يغضب ربكـم
    أن تجعلـــوه كوجهـــه معبودا
    ويقول شوقي مخاطبا مصر:
    أدير إليك قبـل البيت وجهـــي
    إذا فهت الشهـادة والمتــــابــا
    ويقول شوقي متغنيا بالهرم(1) .
    هو من بنــاء الظلم إلآ أنــه
    يبيض وجــه الظلم منه ويشرق
    ويقول شوقي في توت عنخ آمون:
    وطوى القرون القهقري حتى أتـى
    فرعــون بين طعامـه وشـرابه
    ويقول شوقي في أبي الهول:
    تحيــرت البــدو ماذا تكون
    وضلت بــوادي الظنون الحضر
    ويقول حافظ ابراهيم:
    أنا مصري بناني من بنى هرم الدهر الذي أعيا الفنا

    ويقول أحمد شوقي مخاطبا مصر:
    أدير إليك قبل البيت وجهي إذا فهت الشهادة والمتابا

    وعليه فانه ليس من الغريب أن نفس اهتمام الغرب الكبير بالأثار والمتاحف الوطنية فتأسست قبل قرن تقريبا هيئات غربيــة للأشــراف علـى التنقيب فـي العالـم الإسلامي ، لـربط المسلميـن بالآثــار وبالقيــم والأعلام الذين كانـوا قبل مجيء الاسلام فجـاء (بوتا) ولايارد إلى العراق BOTTA AND LOYARDý‏ (ومارييت) MARIET في مص‏وسشلمان في تركيا SCHLIMAN (1‏) ثم أنشئوا دوائر الأثار والمتاحف الوطنية، وليس عجيبا بعد ذلأن ندرك تبرع مؤسسة ؛رو كفلر اليهودية« بعشرة ملايين دولار لإنشاء متحف للأثار الفرعونية ومعهد لتخريج رجال الأثار(1‏) ولعلنا بعد هذا نصل إلى سبب النص في صك الإنتداب البريطاني على فلسطين مادة(12‏): يجب أن تضع الدولة المنتدبة وتنفذ في السنة الأولى من تاريخ هذا الانتداب قانونا خاصا بالآثاروالعاديات). كل هذا لقطع صلة المسلمين باسلامهم وربطهم بالجاهلية الأولى حتى يتسنى للغرب أن يستعبدهم ويذلهم تحت يده.

    يقول الدكتور ؛ولسون« في مؤتمر الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة الذي عقد في جامعة ؛ برنستون « سنة 1952‏ ‏PRINSTON UNIVERCITY ( إن في بلاد الشرقين الأدنى والأوسط في هذالأيام نهضة حضارية هي من ناحيه - جديدة- ومن ناحية أخرى بعث القديم ) إن نهضة الغرب المسيحي وحركة إحياء المعارف فيه قامت عمليات التفكير والجدل فيها على الأعمال الكلاسيكية والوثنية).

    وفي إيران(1‏): قام الصفويون والحكم البهلوي بتوهين العلاقة مع العالم الاسلامي فأنشأ الحكم البهلوي أكاديمية للتخلصمن المفردات العربية في الفارسية واكتشفت الأكاديمية مجد ايران القديمة وبزغ مذهب زرداشت من جديد واحتل مكانا مرموقا في بلاد السبع والشمس وبدأت العمارات الجديدة تبنى على الطراز الأخميني القديم وأقام الشاه محمد رضا بهلوي احتفالا بمناسبة مرور (52‏) قرنا على كورش صانع الأمبراطورية الفارسية وثارتفي ايران قوميات أخرى: مثل : البلوش - الأكراد، العرب

    وفي العراق: ثارت النعرات، فنادى بعضه بالقومية العربية ونادى الأكراد بقوميتهم الكردية، والأتراك بالتركية وثارت الدعوات الأشورية والكلدانية

    وفي الهند: تأججت نار العصبية الهندية، وأصبح الهنود يفخرون بالهندية و يرون الانقطاع عن ماء زمزم في مكة إلى نهر (جنجا) ويتغنون بأبطال الهندوس (بهيم أرجن، رام ها)(1‏) .
    وأصبحوا ينظرون إلى الفتح العربي أناستعمار واستعباد واحتلال الغريب لأرض الوطن وهذا الذي يفخر به المسلمون مما جعل المسلمين ينادون بقيام دولة يعيشون فيها حياة اسلامية، وبفكر اسلامي. تكون فيها جنسية المسلم هي عقيدته ودينه واسلامه.

    وقد قال إقبال يخاطب المسلم - حيث كان-(2‏) :
    (لا تقس أمم الغرب على أمتك، فإن أمة الرسول الهاشمي (صفريدة في تركيبها، أولئك إنما يعتقدون باجتماعهم على الوطن والنسل، ولكن انما يستحكم اجتماعك أيها المسلم بقوة الدين).
    وفي الأردن وفلسطين:

    1- ارتفعت الأصوات بالتغني بالأمجاد القبلية القديمة وقامت النزاعات بين قبائل الشمال والجنوب في شرق الأردن وبين الفلسطينيين وبين أبناء شرق الأردن وأصبحنا نسمع مؤاب، فيلادلفيا، عمون.
    فمزقنا العــدو ولاجهاد وشردنا الطغاة ولا عدالة
    وباتت أمة الاسلام حيرى وبات رعاتها في شرحالة
    وهم الجمع ثوب أو رغيف وصك من رصيد أو حوالة
    مؤامرة يدبرها يهـود ويرعاهـا عميل لا أبالـه(1)
    لقد صدق فينا قول رب العزة (إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين)(2) .
    (ومن أعرض عن ذكري، فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)(3) .
    وصدق رسول الله (ص) (بعثت بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الصغار والذلة على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)(4) .
    - وفي الحديث الصحيح (1) الذي رواه ابن ماجة والحاكم عن ابن عمر مرفوعا (كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله (ص) فأقبل علينا رسول الله (ص) بوجهه فقال: يا معشر المهاجرين! خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن.
    1- ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى أعلنوا بها الآ ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في اسلافهم الذين مضوا.
    2 - ولا نقص قوم المكيال إلآ ابتلوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان.
    3 - وما منع قوم زكاة أموالهم إلآ منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا.
    4 - ولا خفر قوم العهد إلآ سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم.
    5 - وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلآ جعل بأسهم بينهم شديدا .
    فنحن أمة خفرنا العهد مع الله فسلط علينا عدونا من كل جهة، وتداعت علينا الأمم كما تداعت الأكلة على قصعتها.
    ونحن أمة ترك حكامنا كتاب الله وتاجروا بالغثاء من أفكار الغرب والشرق فجعل بأسنا بيننا شديدا . وصدق الله العظيم (وإن الظالمين لفي شقاق بعيد) (1).
    يقول سيدنا علي رضي الله عنه (ما نزل بلاء إلآ بذنب ولا رفع بلاء إلآ
    بتوبة).

    وقال الحسن البصري (بلغنا أنه ليس أحد يصيبه خدش عود ولا نكبة قدم ولا خلجان عرق إلآ بذنب وما يعفو الله عنه أكثر) (2)

    لقد ذقنا مرارة بعدنا عن كتاب الله، وتجرعنا آلام تنكبنا لطريق الله، وحصدنا ما زرعنا من بذور القومية ثمار القطيعه والتمزق والضياع والخذلان والخسران (أفلا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) (1) .

    لقد آن لنا أن نرجع إلى الله ، وننبذ من أيدينا كل أوضار الجاهلية، وندعو أنفسنا بالعودة إلى طريق السعادة (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) (2) .

    إما الله أو الفناء، إما الاسلام أو الدمار .

    وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


    من كتاب القومية
    لشيخ المجاهدين الشهيد عبد الله عزام

  • #2
    رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

    حكم الإسلام في القومية والوطنية


    [align=justify]الحمد لله رب العالمين والصلاة والاسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله ومن تبعه ومن ولاه وسار على دربه وهديه باحسان الى يوم اللدين...........

    حتى نصدر حكما على فكرة ما، يجب علينا أولا أن نفهم معنى هذه الفكرة و واقعها و الغاية التي تهدف إليها ، و بعد ذلك نصدر حكمنا من خلال الاسلام على تلك الفكرة. فما هو معنى فكرتي القومية و الوطنية، و ما هو واقعهما، و ما هي غايتهما؟

    اما القومية، ففي اللغة العربية "قوم الرجل : شيعته و عشيرته" هكذا في لسان العرب لابن منظور. و لكن في الاصطلاح الحديث هي ترجمة لكلمة nationalism المستعملة في اللغات الأوروبية. و هذا الاصطلاح الحديث دخيل على اللغة العربية، و دخيل على فكر المسلمين. و بناء علي اصطلاح الأوروبيين هذا، فهي تعرض على أنها رابطة للمجتمع تربط بين مجموعة من البشر يشتركون بخصائص و صفات مشتركة. فما هي العناصر التي تؤلف تلك الخصائص و الصفات؟ لم يستطع أصحابها أن يتفقوا على مجموعة العناصر التي تشكل "القومية" و لا أن يحددوا مدلولها بشكل منضبط. فمنهم من قال إن مقومات القومية هي الدين، و منهم من قال هي العادات و التقاليد المشتركة، و منهم من قال هي اللون أو العرق البشري، و منهم من قال هي المنطقة الجغرافية، و منهم من جمعها كلها، و منهم من جمع بعضها و رفض البعض الاخر.

    و إذا نظرنا إلى هذه العناصر : اللغة و الرقعة الجغرافية و التاريخ المشترك و المصالح المشتركة... نجد أنها نتائج و ليست سببا. إنها نتائج توجد عند الناس الذين تكون بينهم رابطة تربطهم، و ليست هذه العناصر هي التي تشكل الرابطة. الذي يوجد الرابطة بين الناس هي وحدة أفكارهم، و خاصة الأفكار الأساسية. و لتوضيح ذلط نأخذ المجتمع المكي قبيل بعثة النبي محمد صلى اله عليه و سلم. كانت قبيلة قريش تشكل المجتمع المكي (كان هناك ناس من قبئل أخرى و لكن كانوا تبعا لقريش و يحملون الولاء لها). هذه القبلية كانت ذات لغة واحدة، و تاريخ واحد و رقعة جغرافية واحدة، و عرقية عصبية واحدة، و مصالح مشتركة. و كانت في الوقت نفسه تحمل أفكارا مشتركة.

    جاء الاسلام و لم يتعرض إلى لغتهم و لا تاريخهم و لا عرقيتهم و لا جغرافيتهم و لا مصالحهم ، و إنما تعرض لشيء واحد، هو أفكارهم بدءا بالعقيدة الأساس، مرورا بالعقائد الفرعية وصولا إلى سلوكهم و قيمهم و مقاييسهم و معاملاتهم.

    بعد مدة حصل انشقاق في المجتمع المكي : فريق مسلم و آخر مشرك. و هاجر قسم من المسلمين إلى الحبشة و صبر قسم آخر على الأذى و المقاطعة، ثم هاجروا إلى المدينة. ثم وقعت حروب طاحنة بين الفريقين.
    لماذا حصل الانشقاق، مع أن كل العناصر التي يزعمون أنها تشكل الخصائص و الصفات التي توجد الرابطة موجودة ، ما عدا عنصر الوحدة الفكرية؟
    ثم بعد فتح مكة و دخول قريش إلى الاسلام عادت الوحدة الفكرية إلى المجتمع المكي، و لكن هذه المرة على أساس الاسلام و مفاهيم الاسلام، فعادت اللحمة إلى مجتمع مكة من جديد.
    و هذا المثال الواضح يرينا أن الذي يوجد الرابطة و الوحدة و الاندماج و الانسجام هو وحدة الأفكار. و كلما ازدادت نسبة الأفكار لمتفق عليها في المجتمع قويت الرابطة و اشتدت أواصرها، و كلما ازدادت نسبة الأفكار المختلف عليها تشقق المجتمع و تفكك. و لا نظن أن شخصا عاقلا نزيها يماري في هذا الرأي.

    إن فكرة القومية التي انتشرت في بلادنا هي القومية العربية فلنلق الضوء عليها بشكل خاص. فالقوميون العروبيون يرون أن "العرب" يشكلون "أمة واحدة" مستقلة عن غيرها من الشعوب و ألأمم، فهم "أمة عربية" و ليسوا "أمة اسلامية" و لا جزءا من "أمة اسلامية"، إذ لا وجود "لأمة اسلامية" بنظر هؤلاء. و يرون أن الرابطة التي تجمع هذه "الأمة" هي اللغة العربية بشكل أساسي.

    فما هو الموقف الشرعي من تلك الفكرة؟

    إن النظرة النزيهة إلى التاريخ لا تحتاج إلا إلى قليل من الوعي حتى تدرك أن اللغة العربية لم تكن يوما لتشكل رابطة للمجتمع. فها هي في الجاهلية كانت منتشرة في الجزيرة العربية كلها، فلماذا لم تجمع العرب؟ ألم تكن القبائل العربية متفرقة متناحرة رغم وحدة اللغة؟
    إن العرب لم يتحدوا و يجتمعوا إلا بعد ان نزل الاسلام و انتشر في الجزيرة العربية، و ها هو الله سبحانه و تعالى يذكر المسلمين بالنعمة التي أسبغها عليهم بالإسلام قائلا: و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ، و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا : و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ..سورة آل عمران - آية 103

    إذن فإن الاسلام بوصفه دينا للبشر كافة و نظاما للحياة و المجتمع هو الذي جمع العرب و ليس اللغة العربية . "و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم" سورة الأنفال آية 63

    و هناك من القوميين العروبيين من يقول إن مقومات القومية العربية هي العروبة و الاسلام معا. و يستدل على ذلك بأن القرآن عربي ، فالله تعالى يقول "إنا أنزلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون".. سورة يوسف آية 2
    و ينسب بذلك القومية العربية إلى الاسلام.

    فهؤلاء نقول لهم ، إن الله تعالى يقول للرسول صلى الله عليه و سلم: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا" .. سورة الأعراف آية 158
    و يقول عز و جل: "و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" سورة الأنبياء آية 107
    و يقول سبحانه و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا ..سورة سبأ آية 28
    و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة و بعثت إلى كل أحمر و أسود.
    فرسالة الاسلام رسالة عالمية و ليست للعرب وحدهم ، و الأمة تضم المؤمنين من العرب و غيرهم . فقد كان في نص الوثيقة التي كتبها الرسول صلى الله عليه و سلم فور وصوله إلى المدينة و قيام الدولة الاسلامية الأولى أن "المؤمنين و المسلمين من قريش و يثرب و من تبعهم و جاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس" سيرة ابن هشام
    فالأمة الاسلامية حين انتشرت و توسعت ضمت في رحابها من العجم و سائر الشعوب أكثر مما ضمت من العرب. و ها هي الامة الاسلامية اليوم تربو على مليار نسمة, لا يزيد العرب عن ربعهم و الباقون من غير العرب.
    و لنتذكر وصية الرسول صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع: " يا أيها الناس ، ألا إن ربكم واحد، ألا إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، و لا لعجمي على عربي, و لا لأسود على أحمر , و لا لأحمر على أسود, إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"

    نعم لقد تمسك المسلمون باللغة العربية ، إلا أنهم لم يتمسكوا بها بدافع قومي أو عنصري، و إنما تمسكا بالاسلام نفسه الذي نزل بلغة العرب ، و هي اللغة التي يحترمها جميع المسلمين عربا و غير عرب، و يسعون إلى تعلمها و إتقانها . و ها نحن نرى أن اللغة العربية انتشرت مع انتشار الاسلام ما بين الخليخ شرقا و المحيط الأطلسي غربا، و تصل إلى حدود الأناضول شمالا، بعد أن كانت حبيسة الجزيرة العربية. فهل كان لتلك اللغة أن تنتشر لولا ظهور الاسلام؟
    لذلك فإن الدعوة إلى القومية هي دعوة إلى عصبية جاهلية جدية، و ليست من الاسلام في شيء. و الداعي إلى القومية مرتكب لمعصية كبيرة و آثم عند الله تعالى.

    و أما الوطنية : فيعرضها أصحابها رابطة تجمع الناس في وطن معين. أما ما هو هذا الوطن؟ فواقع الذين يدعون إلى الوطنية أنهم يعدون الوطن هو ذلك الكيان السياسي الذي تقوم فوقه دولة ذات

    حدود مرسومة على الخريطة بغض النظر عمن رسم تلك الحدود. فيتكلمون عن الوطنية اللبنانية و الوطنية العراقية و الوطنية المصرية و هكذا. فهل هذا حقا هو معنى كلمة "الوطن"؟

    يقول صاحب القاموس المحيط عن المعنى اللغوي لكلمة وطن: "منزل الإقامة و مربط البقر و الغنم، الجمع أوطان، و وطن به يطن و أوطن: أقام". و الإقامة قد تكون في قرية أو مدينة و بذلك تصلح المدينة أو القرية لأن تكون وطنا. إذن فغن أوسع مدلول لكلمة وطن هو القرية أو المدينة التي يعيش فيها الإنسان , أما سائر المدن و القرى فهي كلها بالنسبة له سواء، لا فرق بين مدينة أو قرية ضمن ولايته أو إمارته أو دولته و بين أخرى تقع خارجها، فكلها سواء من حيث إنه لا يستوطنها. فالمقيم في بيروت مثلا قد يتعلق قلبه ببيروت لأنه عاش فيها و استوطنها و اعتاد عليها، إلا أنه لا فرق بالنسبة له بين طرابلس الشام و دمشق أو بين صيدا و الإسكندرية أو بين بعلبك و بغداد، من حيث إنها كلها مدن لا يستوطنها.

    إلا أن أدعياء فكرة "الوطنية" لما أرادوا أن يبتدعوا فكرة يكرسون بها الكائنات التي أقامها الكافر المستعمر في بلادنا بعد أن قسمها إلى دويلات هزيلة، حرفوا كلمة "الوطن" لتصبح دالة على ”لبنان" الذي أسسه غورو سنة 1920 ، و على العرق و الأردن و فلسطين و سوريا و مصر التي أوجدتها معاهدات الغربيين و مؤامراتهم.

    و بذلك تصبح "الوطنية" هي الرابطة التي تجمع الناس الذين يعيشون داخل حدود دولة من هذه الدول، و تفصلهم عن سائر الناس الذين هم خارج تلك الحدود.و بذلك يصبح اللبناني مرتبطا فقط باللبناني و يصبح المصري مرتبطا فقط بالمصري، حتى تنقسم الأمة و تتعدد همومها، و لا تعمل سويا في سبيل قضية واحدة هي قضية الأمة، فما يهم الجزائري لا يهم التونسي... و هكذا . و من أجل تكريس ذلك المفهوم ، بثت بين الناس شعارات مضللة خبيثة مثل "الدين لله و الوطن للجميع" و مثل نحن ننتمي إلى الوطن قبل أن ننتمي إلى الدين" و غيرهما من الشعارات التي تتعارض مع الاسلام من حيث الأساس. فأين الوطنية من قوله صلى الله عليه و سلم : "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

    و لا يخفى بعد هذا الشرح ما في فكرة "الوطنية" من خطر على كيان الأمة و من تآمر عليها. و ما قلناه في شأن القومية يقال في شأن الوطنية.و علاوة على ذلك، فإن الواقع يثبت أن الأرض لا تجمع الناس و لا تربط بينهم، فهي تقوم ببعض الأحيان كرابطة مؤقتة، و ذلك حين يتعرض الوطن للاعتداء من قبل أجنبي يرفضه جميع المواطنين، فيتكتل الجميع حتى يردوا ذلك العدو المشترك. إلا أنها في حالة السلم - و هي الحالة الطبيعية - فإنها لا تصلح لجمع الناس و لا تقوم رابطة بينهم. و أكبر دليل على ذلك أن الأوطان التي تحوي مزيجا من السكان متناقضا فكريا تبقى دائما في توتر و تسود فيها الحروب، و هي لا تكاد تخرج من حرب حتى تدخل في أخرى. و هذا دليل على أن الوطنية ليست رابطة للمجتمع. فهذا لبنان و هذه قبرص و هذه البوسنة و هذه الجزائر... كل منها تشكل دولة واحدة (وطنا واحدا)، و لكن اختلاف الأفكار جعل المشاعر تختلف و الدولة تتمزق.

    و لكن العجيب في الأمر ، أن تجد أناسا ينسبون فكرة "الوطنية" إلى الاسلام! فيقولون إن الاسلام حض على الوطنية و عزز الشعور الوطني لدى المسلمين، مستدلين على ذلك بان الرسول قال حين خرج من مكة: " أنت أحب بلاد الله إلي و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك"، و بأن الاسلام أمر بالدفاع عن الاوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله.
    فأما حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي استدلوا به، فلا شان له بالوطنية لا من قريب و لا من بعيد. فالرسول عليه الصلاة و السلام لم يكن يحب مكة لأنها وطنه، و إنما كان يحبها لأنها البلد الحرام الذي يحتضن الكعبة الشريفة. و الذي يوضح ذلك هو الحديث نفسه الذي يستدلون به غالبا مجتزءا، فقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة و قال: " أنت أحب بلاد الله إلى الله ، و أنت أحب بلاد الله إلي، و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك". إذا فالرسول صلى الله عليه و سلم كان يحب مكة لأنها أحب اليلاد إلى الله تعالى.
    و أما قولهم إن الاسلام أمر بالدفاع عن الأوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله، ففيه كثير من التلبيس و التضليل.
    ذلك أن الاسلام لم يأمر بالدفاع عن "الوطن" و إنما أمر بالدفاع عن البلاد الاسلامية بغض النظر عن كونها وطنا للمجاهد أو غير ذلك.

    فعلى هذه الأساس فإن واجب الجهاد لتحرير فلسطين من دولة يهود و تحرير الأندلس من الأوروبيين و الدفاع عن أراضي البوسنة و الهرسك و الشيشانو بلاد كشمير في الهند، لا يناط فقط بأهل تلك البلاد طالما لا يستطيعون رد العدوان وحدهم، و إنما يناط الواجب بكل المسلمين الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يتحقق الفرض. و على هذا الأساس أيضا، لا يجب على المسلم الذي يعيش في غير البلاد الاسلامية كأستراليا و أميركا أن يدافع عن تلك البلاد إذا نشبت حرب بين دولته و دولة أخرى، بل لا يجوز له ذلك، أن هذا قتال في غي سبيل الله، و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من قتل تحت راية عمية، يدعو إلى عصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتلة جاهلية".

    ثم إن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة الذي أخرج منه بغير حق هو و صحابته الكرم، و قد كان في استطاعته ذلك بعد الفتح. لكنه رجع إلى المدينة عاصمة الدولة الاسلامية و أقام فيها ما تبقى من أيام حياته، و و لم يوص المسلمين بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة المكرمة، و هكذا فعل أصحابه رضوان الله عليهم من بعده، فشهداء بدر و أحد دفنوا في البقيع في المدينة و أبو عبيدة دفن في غور الأردن، و أبو أيوب الأنصاري دفن قرب أسوار القسطنطينية، و حفظة القرىن الكريم من الصحابة دفنت أعداد منهم في أطراف الهند و بحر قزوين خلال الفتوحات الاسلامية، و لم يصدر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا عن صحابته الكرام أي اشارة "وطنية" أو حنين للديار ، بل كان همهم الأول و قضيتهم المصيرية إعلاء كلمة الله و نشر الاسلام و إخراج الناس من الظلمات إلى النور.

    لقد وصل الأمر ببعض دعاة "الوطنية " إلى افتراء الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه و سلم كقولهم (حب الوطن من الإيمان) فهذا ليس بحديث و لم يقله صلى الله عليه و سلم ثم إن حب الوطن شيء و "الوطنية" شيء آخر.
    فحب الوطن شيء طبيعي و غريزي لدى الانسان ، ذلك أن قلب الإنسان يتعلق بالمكان الذي اعتاد عليه و ترعرع فيه و كانت له معه ذكريات جميلة، فهو يحن إلى البيت الذي ترعرع فيه و يحب الحي أو القرية أو المدينة التي نشأ فيها أو سكنها فترة من الزمن، إلا أن هذا الحب "الغريزي" لا يتعدى القرية أو المدينة أو المنطقة التي عاش فيه الانسان. أما "الوطنية" التي يروج لها مثقفو البلاط و كتاب السلطة، فهي التي يريدون لها أن تكون رابطة تجمع سكان الدولة الواحدة و تفصلهم عن سائر إخوانهم في سائر العالم الاسلامي.
    لذلك نقول: إن الدعوة إلى القومية أو الوطنية هي ترويج للفكر الغربي الغريب عن الاسلام. و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". فالداعي

    إليهما آثم عند الله تعالى.
    فالواجب يحتم على المسلمين أن ينبذوا كل الأفكار و الأطروحات الدخيلة ، و يعودوا من جديد إلى إحياء الرابطة الاسلامية لإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة الاسلامية ، فتسوده أفكار الاسلام و مشاعره و أنظمته، حتى تستأنف الأمة حياتها الاسلامية من جديد و تعود أرقى أمم العالم.

    و إذا كانت الأمة كلها مخاطبة بهذا الخطاب، فإن المثقفين فيها هم أحرى الناس بالاستجابة، ذلك أنه في بيئتهم تفشت الأفكار الدخيلة و من خلالهم انتشرت، فعلى عاتقهم تقع مسؤولية التغيير.

    يتبع ان شاء الله........... [/align]

    تعليق


    • #3
      رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

      ما هي الوطنية؟

      [align=justify]
      أ- لغة


      الوطنية من " الوطن" وفي لسان العرب " وطن: الوطن المنزل تقيم به وهو موطن الانسان ومحله والجمع اوطان واوطان الغنم والبقر مرباضها واماكنها التي تاوي اليها..

      وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان لا يوطن الاماكن اي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به اما المواطن فكل مقام قام به الانسان لامر فهو موطن له .

      وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وان يوطن الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير قيل معناه ان يالف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا ياوي من عطن الا الى مبرك دمث قد اوطنه واتخذه مناخا ومنه الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن ايطان المساجد اي اتخاذها وطنا.."

      ب - : مصطلح الوطنية

      - مصطلح الوطنية انما ظهر في المجتمع الاوروبي على اثر تطورات فكرية و سياسية هامة ادت الى اعادة صياغة المجتمعات الاوروبية. وبايجاز نقول ان مفهوم الوطن كونه بلد يربط فيه جماعة من الناس تتفق ان تلتزم بسيادة الوطن واطاعة الحاكم، وما يتبعه من اجهزة حكومية، انما ظهر بعد ان سعى سياسيون وفلاسفة في كسر شوكة الكنيسة والحد من تدخلها في الحياة العامة في المجتمعات الاوربية وذلك على اثر الصراع الدامي الذي دار لعقود من الزمن واستهلك الكثير من الدماء والثروات

      - من هنا تنادى المفكرون الى ضرورة وضع اسس جديدة تربط ببين الناس لا على اساس الدين والمذاهب الدينية التي ادت الى سفك الدماء وانما على الولاء للوطن

      - اي ان تحويل الولاء من الكنيسة ورجالاتها وايضا من رجال الاقطاع الى الحاكم الوطني كان من ابرز التحولات الفكرية السياسية التي عصفت بالمجتمع الاوروبي والتي توجت بتكريس مفهوم "فصل الدين عن الحياة" وهو اساس الفكر العلماني والعقيدة العلمانية التي تقوم على انكار دور الدين والخالق في تصريف شؤون المجتمع وان كانوا تساهلوا بعض الشيء بحيث سمحوا للافراد بالتدين ولكن على ان يتدخل هذا التدين بالشؤون العامة...

      - وبناء على هذه النظرية العلمانية فام المفكرون والفلاسفة من امثال روسو وجون لوك وفولتير ومونتسيكيو بوضع اسس نظرية "العقد الاجتماعي" وهو عبارة عن عقد بين الحاكم والمحكومين بحيث يكون للمواطن حقوق قانونية دستورية على الحاكم ان يحترمها

      - ومن هنا جاءت نظرية الحقوق الغربية ومن ثم حقوق المواطن والخ

      2- كيف وردت الينا الوطنية حيث ان مفهوم الوطنية هو مفهوم حديث لم يرد في كتاب ربنا ولا سنة نبينا حق التساؤل من اين ورد الينا؟؟ وكيف تحول مع الزمن حتى صار من المقدسات التي نسفك دماءنا في سبيلها؟؟

      يرى الدكتور محمد حسين رحمه الله، في كتابه "الاسلام والحضارة الغربية"، ان اول ما وردت لفظة "الوطن" انما جاء من خلال الازهر المتفرنس رفاعة الطهطاوي الذي اشرب حب فرنسا والحضارة الفرنسية حينما اقام فيها في 1826 الى 1832 فلما عاد الى مصر عاد يصدح بالحضارة الفرنسية وجمالها وصار يدندن حول الوطنية ولعله بدا بداية خجولة الا انه في الواقع طرح بذرة الفكرة التي جاء غيره من الضبوعين بحضارة الغرب ليكملوا سقيها ورعايتها ومن هؤلاء بعض نصارى الشام الذين راوا خلاصهم من حكم الاسلام بالعمل على نشرة فكرة القومية والوطنية

      3- ماذا يترتب على الوطنية؟

      يترتب عليها بداية ان يكون الولاء والبراء دائرا حول الحدود الاصطناعية التي رسمها الانسان لما اسماه "وطن" ومن هنا شاع ضمن الناس (خاصة في الشام) مقولة :"الدين لله والوطن للجميع" لا بل حتى سعى بعض الماكرين الى ترويج الوطنية بدس احاديث فمن ذلك قولهم "حب الوطن من الايمان" فانظر رحمك الله مدى خبثهم ومكرهم الذي تزول له الجبال.

      فمفهوم الوطنية يؤدي الى اثارة البغضاء والاحقاد بين الناس والعصبية الوطنية تؤدي الى دمار شامل لا يبقي ولا يذر وكل ذلك في سبيل الوطن كما شهد العالم في الحروب الكثيرة ومن ابرزها الحربين العالميتين في القرن العشرين.

      ويترتب على الوطنية ان يقوم يهود بمجازر تلو المجازر بحق مسلمي فلسطين بينما مسلمو الاردن مشغولون بهموم و طنهم

      ويترتب عليها ان يقوم المجرم مشرف بالتواطؤ مع امريكا لسحق المسلمين في افغاستان بينما قادة الحركات في باكستان يضحكون على الناس ببعض فتات الكلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع وقل مثل ذلك عن العراق وغيره كالشيشان وكشمير

      بناء على ما سبق ما حكم الشرع في الوطنية

      حيث انه قد علم بالضرورة الرابطة الايمانية هي الرابطة الوحيدة التي اعتبرها الشرع ففرق بين الاب وابنه وبين الزوج وزوجته بحسب ايمانهم من كفرهم

      وحيث ان الولاء والبراء في الاسلام انما مداره حول الايمان او الكفر برب الكون

      وحيث ان السلام يقضي بوحدة المؤمنين اينما كانوا وان المسلم اخو المسلم

      وحيث ان الاسلام يوجب على المسلم ان يتلقى دينه وشريعته من رب الكون لا من حثالات البشر من مفكرين وفلاسفة مصيرهم جهنم

      فان الوطنية بقضها وقضيضها حرام بحرام بحرام

      و لا يجوز الدعوة لها ولا السكوت عنها فانها من اكبر المنكرات التي تفرق بين المسلم واخيه وتؤدي الى سفك الدم المسلم بغير وجه حق

      وتؤدي الى جعل الولاء والبراء مبنيان على غير رابطة الايمان

      وتؤدي الى اتخاذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين

      ولذا فالواجب الشرعي على كل مسلم ان يتبرا منها ومن اهلها وان يظهر العداوة لها ولمن عمل لها

      واروع ما قيل عن الوطنية:

      " والبشرية إما أن تعيش _ كما يريدها الإسلام _ أناسيّ تتجمع على زاد الروح وسمة القلب وعلامة الشعور .. وإما أن تعيش قطعانا خلف سياج الحدود الأرضية ، أو حدود الجنس واللون .. وكلها حدود مما يقام للماشية في المرعى كي لا يختلط قطيع بقطيع !!! " سيد قطب ،في ظلال القرآن

      واخيراً اتمنى من الاخوة ان يحكموا شرع الله في هذه القضية وان تفكروا فيها تفكيراً مستنيراً

      وسألاً من الله ان يهدينا ويسخر لنا من يفقهنا في ديننا

      ونسأل الله ان يتم نصره للاسلام وان يعز الاسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين

      واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين[/align]
      ...

      تعليق


      • #4
        رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

        السلام عليكم ورحمة الله
        بارك الله بكم شيخنا الفاضل طالب عوض الله والشيخ ابو عزام العراقي
        والى الامام

        تعليق


        • #5
          رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

          المشاركة الأصلية بواسطة ابن الخليل99
          السلام عليكم ورحمة الله
          بارك الله بكم شيخنا الفاضل طالب عوض الله والشيخ ابو عزام العراقي
          والى الامام
          بارك الله فيك ابن الخليل أخ حبيب

          ونأمل أن نستفيد من علمك الغزير مما نعلمه فيك فشارك بخير يرحمك الله

          تعليق


          • #6
            رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

            [align=justify]هناك فرق بين الوطنية وحب الوطن
            فالوطنية رابطة مصلحية تجمع فئة من الناس حول مصلحة معينة
            أما حب الوطن فهو أن تألف مكانا معينا وتشعر بالانتماء إليه وهذا لا يتعارض مع الاسلام
            أما أن تجعل أساس علاقاتك مع البشر قائما على منطقة جغرافية معينة تجمعك واياهم فذلك مما ينكره الاسلام حيث جعل أساس الروابط بين البشر هو الفكر والعقيدة وما سوى ذلك من روابط فهي إما أن تكون غريزية أو مصلحية آنية لا تلبث أن تنتهي بانتهاء المصلحة.
            التغني بموضوع الاوطان و جعل الوطن اساس العلاقه هو فعل و فكر, و القاعده الشرعيه تقول (الاصل في الافعال التقيد بالحكم الشرعي) لان الله سبحانه يقول (فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) و (ما) هنا من الفاظ العموم, فيكون معنى الايه (انهم لا يؤمنون حتى يجعلوا الشريعه حكما في كل فعل من افعالهم, و في كل همسه من افكارهم). و الله يقول (انا نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء). فلا يوجد حكم او فكر الا له دليل من الشريعه.

            2)مساله الاوطان لها واقع محسوس, و قد نقل الاخوه هنا واقع العلاقه الوطنيه و القوميه و انها رابطه منخفضه و منحطه, فعلى هذا تسقط الرابطه الوطنيه عن اعتبارها رابطه راقيه.

            3)اما الادله النقليه في الموضوع فهي كثيره:
            اولا: قوله تعالى (انما المؤمنون اخوه) و هنا لفظ الايمان صفه مفهمه, فيدور معها الحكم وجودا وعدما , و يكون التقدير ان الرابطه الحقه, رابطه الاخوه , تدور مع الايمان,و على هذا خرج الكافر و ان كان من ابناء الوطن عن اعتباره في الشريعه.

            ثانيا : جاء في ميثاق المدينه بعيد الهجره ان المهاجرين و الانصار امه من دون الناس.

            ثالثا: ادله الولاء و البراء القطعيه التي تحتم ان يعطي المؤمن ولاءه و مجبته للمؤمنين جميعا لان الادله جاءت عامه و غير مقيده بارض دون ارض او بمؤمن في ارض دون مؤمن في ارض اخرى.

            رابعا: و هناك ادله كثيره من السنه نجدها في كتب الحديث. و الله اعلم.

            [/align]

            تعليق


            • #7
              رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

              [align=justify]تنشأ بين الناس كلما انحط الفكر رابطة الوطن ، وذلك بحكم عيشهم في أرض واحدة والتصاقهم بها ، فتأخذهم غريزة البقاء بالدفاع عن النفس ، وتحملهم على الدفاع عن البلد الذي يعيشون فيه ، والأرض التي يعيشون عليها ، ومن هنا تأتي الرابطة الوطنية ، وهي أقل الروابط قوة وأكثرها انخفاضاً ، وهي موجودة في الحيوان والطير كما هي موجودة في الإنسان ، وتأخذ دائماً المظهر العاطفي . وهي تلزم في حالة اعتداء أجنبي على الوطن بمهاجمته أو الاستيلاء عليه ، ولا شأن لها في حالة سلامة الوطن من الاعتداء وإذا رد الأجنبي عن الوطن أو أخرج منه انتهى عملها ، ولذلك كانت رابطة منخفضة .

              وحين يكون الفكر ضيقاً تنشأ بين الناس رابطة قومية ، وهي الرابطة العائلية ولكن بشكل أوسع ، وذلك أن الإنسان تتأصل فيه غريزة البقاء فيوجد عنده حب السيادة ، وهي في الإنسان المنخفض فكرياً فردية ، وإذا نما وعيه يتسع حب السيادة لديه ، فيرى سيادة عائلته وأسرته ، ثم يتسع باتساع الأفق ونمو الإدراك فيرى سيادة قومه في وطنه أولاً ثم يرى عند تحقق سيادة قومه في وطنه سيادتهم على غيرهم ، ولذلك تنشأ عن هذه الناحية مخاصمات محلية بين الأفراد في الأسرة على سيادتها ، حتى إذا استقرت السيادة في هذه الأسرة لأحدها بانتصاره على غيره انتقلت إلى مخاصمات بين هذه الأسرة وبين غيرها من الأسر على السيادة ، حتى تستقر السيادة على القوم لأسرة أو لمجموعة من الناس من أسر مختلفة ، ثم تنشأ المخاصمات بين هؤلاء القوم وغيرهم على السيادة والارتفاع في معترك الحياة . ولذلك تغلب العصبية على أصحاب هذه الرابطة ، ويغلب عليهم الهوى ونصرة بعضهم على غيرهم . ولذلك كانت رابطة غير إنسانية ، وتظل هذه الرابطة عرضة للمخاصمات الداخلية إن لم تشغل عنها بالمخاصمات الخارجية .

              وعلى ذلك فالرابطة الوطنية رابطة فاسدة لثلاثة أسباب :
              أولا - لأنها رابطة منخفضة لا تنفع لأن تربط الإنسان بالإنسان حين يسير في طريق النهوض .
              وثانياً - لأنها رابطة عاطفية تنشأ عن غريزة البقاء بالدفاع عن النفس والرابطة العاطفية عرضة للتغيير والتبديل ، فلا تصلح للربط الدائمي بين الإنسان والإنسان .
              وثالثاً - لأنها رابطة موقتة توجد في حالة الدفاع ، أما في حالة الاستقرار - وهي الحالة الأصلية للإنسان - فلا وجود لها ولذلك لا تصلح لأن تكون رابطة بين بني الإنسان .

              وكذلك الرابطة القومية فاسدة لثلاثة أسباب :
              أولاً - لأنها رابطة قبلية ولا تصلح لأن تربط الإنسان بالإنسان حين يسير في طريق النهوض .
              وثانياً - لأنها رابطة عاطفية تنشأ عن غريزة البقاء ، فيوجد منها حب السيادة .
              وثالثاً - لأنها رابطة غير إنسانية ، إذ تسبب الخصومات بين الناس على السيادة . ولذلك لا تصلح لأن تكون رابطة بين بني الإنسان .


              وهنا يجب التفريق بين الرابطه الوطنيه وبين حب الوطن , وان الرابطه يجب ان تكون فقط على اساس العقيده الاسلاميه . [/align]

              تعليق


              • #8
                رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

                ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾



                [align=justify]وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا مَعَ أُمِّهِ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَ أَبِيهِ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ وَقَالَ الْإِسْلَامُ يَعْلُو وَلَا يُعْلَى

                حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا قَالَ كُنَّا فِي غَزَاةٍ قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً فِي جَيْشٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَا لَلْأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ فَعَلُوهَا أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ

                عَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ َسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة

                قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ وَالْجِهَادُ وَالْهِجْرَةُ وَالْجَمَاعَةُ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ وَمَنِ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ قَالَ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ

                عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمِ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ

                عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ رَأَيْتُ رَجُلًا تَعَزَّى عِنْدَ أُبَيٍّ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ افْتَخَرَ بِأَبِيهِ فَأَعَضَّهُ بِأَبِيهِ وَلَمْ يُكَنِّهِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَمَا إِنِّي قَدْ أَرَى الَّذِي فِي أَنْفُسِكُمْ إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ إِلَّا ذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ أَنَّ رَجُلًا تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ أُبَيٌّ كُنَّا نُؤْمَرُ إِذَا الرَّجُلُ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا

                عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ قَالَ اللَّهُ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾

                ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم﴾

                ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾


                عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ
                سنن الدارقطني

                عن عائذ بن عمرو المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم الإسلام يعلو ولا يعلى[/align]

                تعليق


                • #9
                  رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

                  واقع الرابطة الوطنية:


                  [align=justify]يتخد الناس في الرابطة الوطنية الوطن (= الأرض=البلد) رابطة بينهم فلا الدين يربطهم و لا القوم يربطهم و إنما الوطن و هذا ظاهر في الشعارات التي ترفعها الدول الوطنية كشعار "الدين لله و الوطن للجميع" و كالشعار الذي يرفعه الأردن "الأردن أولا".

                  فهل يمكن للوطن أن يكون رابطة بين الناس؟

                  تعيش الجماعة من الناس على أرض بها مساكن تأويهم و خيرات ينتفعون بها، و هذا يؤمن حياتهم.

                  فإذا دهم العدو أرضهم و احتل بلادهم أثيرت عندهم غريزة حب البقاء فتتحد ألامهم و أمالهم و يندفعون جماعيا للدفاع عن أرضهم و طرد عدوهم.

                  و هذا الإندفاع هو استجابة غريزية لغريزة حب البقاء و هو موجود حتى عند الحيوان و الطير فالذئاب مثلا تحد مجالها ببولها فإذا دخله معتد دافعت عن مجالها بمقاتلة المعتد.

                  و لهذا إذا كان الناس منحطون اتخذوا الوطن رابطة بينهم.

                  و ذلك لأن المنحط فكريا يفكر في بقاء عيشه و لا يفكر في كيفية عيشه، و لما كانت الأرض تؤمن له هذا العيش فهو يرى إنتمائه للأرض و ليس لبني جنسه أي لبني الإنسان.

                  و هذه الرابطة هي رابطة منحطة منخفضة لأنها لا تنشأ إلا بين المنحطين فكريا و هي استجابة غريزية لغريزة حب البقاء بالدفاع عن الأرض في حالة العدوان.

                  و هي رابطة ضعيفة ( أقل الروابط قوة) لأن الناس لا يرتبطون إلا مع وجود العدو أما في حالة السلامة فينفكون، و سبب ذلك أن في حالة السلامة الناس غير مهددين في عيشهم. و لهذا تتخذ الدول الوطنية علما وطنيا و نشيدا وطنيا و فريقا رياضيا وطنيا و لباسا وطنيا... حتى تبقي المشاعر الوطنية مثارة و تبقى صورة العدو متصورة في الأذهان. و الدول الوطنية لا تستطيع ربط الناس إلا بافتعال عدو و لهذا تحمل دوما مسؤولية مشاكلها الداخلية للخارج و الخارج هو العدو.

                  و هي أيضا رابطة عاطفية لأنها مبنية على المشاعر و ليس التفكير فهي رجع لغريزة حب البقاء بالدفاع عن الأرض، و لهذا تطبل الدول الوطنية لحب الوطن وحب كل ما هو وطني .


                  ب ـ محاكمة الرابطة للمقاييس:
                  1ـ رابطة غير راقية: لأنها رابطة منحطة منخفضة فهي لا تصلح لأن تربط الإنسان بالإنسان و هو سائر في طريق النهوض.

                  2ـ رابطة غير دائمية: لأنها رابطة عاطفية و العواطف عرضة للتغيير و التبديل و ذلك أن المشاعر إن لم تكن مبنية على الفكر فهي مشاعر غير صادقة و لا تكون متركزة.

                  3ـ رابطة غير إنسانية: لأنها رابطة ضعيفة مؤقتة لا تظهر إلا مع وجود العدو الخارجي، و العدوان حالة طارئة و السلم هو الحالة الأصلية للإنسان. و بالتالي هذه الرابطة ليس من شأنها أن تربط الإنسان بالإنسان في حالته الأصلية.

                  ج ـ الحكم:
                  الرابطة الوطنية لا تصلح لأن تربط الإنسان بالإنسان و هو سائر في طريق النهوض.[/align]

                  تعليق


                  • #10
                    رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

                    الحوار الوطني
                    فكرة استعمارية مسمومة
                    أحمد الخطيب ـ القدس


                    [align=justify]ليس غريباً أن تنتعش فكرة الحوار الوطني في الدول والمجتمعات التي تخضع للاستعمار أو للاحتلال. فهذه الفكرة لا توجد مثلاً في أميركا وبريطانيا، ولا في الدول المتقدمة عموماً، ولا حتى في الدول المستقرة. إنها توجد فقط في الدول التي لا تملك السيادة الكاملة على قراراتها، وفي الدول التي يوجد بداخلها تأثير استعماري واضح، أو دول محتلة بالفعل كالعراق وأفغانستان وما شاكلها. وتوجد هذه الفكرة كذلك بشكل عام في الدول التي تسمى بدول العالم الثالث التي يلاحظ فيها تمدد النفوذ الاستعماري كما يلاحظ فيها المصالح الكبيرة للدول العظمى.

                    لابد لنا لكي نناقش هذه الفكرة من جميع جوانبها، ولكي نوفيها حقها، من أن نتناول فيها خمسة عناصر توضحها توضيحاً تاماً وبالتالي يتأتى لنا أن نحكم عليها حكماً صحيحاً يطابق واقعها.
                    وهذه العناصر الخمسة هي: مرجعية الحوار وموضوعه وأطرافه وغايته ونتائجه.
                    أما مرجعية فكرة الحوار الوطني فإنها تستند على الوطن بوصفه الأساس أو المظلة الذي تستند إليه الفكرة وتستظل بظلها. والوطن في هذه الحالة يعني جميع التيارات الفكرية والسياسية الفاعلة والمعترف بها من قبل النظام التي يضمها الوطن على ترابه. فالمرجعية في الحوار الوطني تعترف بشتى الأفكار والتيارات الموجودة التي تعترف بالنظام السياسي القائم داخل حدود الوطن سواء أكانت صحيحة أم باطلة، عادية أم شاذة، تخالف الإسلام أم توافقه. وعلى سبيل المثال يُعترف في العراق بالصابئة وعبدة الشياطين والآشوريين في الحوار الوطني، بينما لا يُعترف بتيارات المقاومة الإسلامية. ويُعترف كذلك في كثير من البلدان الإسلامية بتيارات فكرية واضحة العمالة لأميركا كتيارات الليبرالية الجديدة، بينما لا يُعترف بحزب التحرير لأن فكره الداعي إلى إقامة الخلافة يتعارض مع النظام السياسي الموجود.
                    إن هذه المرجعية لفكرة الحوار الوطني تخالف تماماً مرجعية الحوار أو الجدال في الإسلام، بل إنها تخالف اعتبار الإسلام الأساس الوحيد في مرجعية أي شيء وهذا يناقض قوله تعالى:  فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا  [النساء 59] الذي يجعل أساس التحاور والتحاكم الوحيد الكتاب والسنة، وبالتالي فلا يجوز في الإسلام أن يُعترف بأي تيار فكري لا يستند إلى الكتاب والسنة بوصفه أساساً ومرجعية ومرتكزاً ومقياساً. ومن هنا كانت مرجعية فكرة (الحوار الوطني) مرجعية باطلة شرعاً لأنها تستند إلى تعددية فكرية وعقائدية، ولا تستند إلى الكتاب والسنة فقط.
                    وأما الموضوع الذي تقوم عليه فكرة (الحوار الوطني) فإنه يتناقض مع الأحكام الشرعية تناقضاً صريحاً، ولو أخذنا على سبيل المثال موضوع الحوار الوطني الفلسطيني لوجدناه يؤكد حقيقة هذا التناقض مع الإسلام. فموضوع الحوار الرئيسي المطروح على جدول أعمال المتحاورين الفلسطينيين هو الاعتراف بالدولة اليهودية، والاعتراف بالاتفاقات الموقعة معها، والاعتراف بالمرجعية الدولية وبالمرجعية العربية لحل القضية الفلسطينية.
                    ومعلوم أن الاعتراف بالكيان اليهودي المغتصب في الوجود على معظم أرض فلسطين حرام شرعاً، وأن جميع تلك المرجعيات المطروحة لحل القضية الفلسطينية هي محرمة شرعاً، وذلك لأن تلك المرجعيات تقر بالاحتكام إلى قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية، وكلها قرارات كفر وبطلان تتصادم مع الأحكام الشرعية.
                    وعليه يكون موضوع (الحوار الوطني) مخالفاً للفكر الإسلامي وللحكم الشرعي وبالتالي فلا شرعية لحوار موضوعه غير شرعي.
                    وأما أطراف (الحوار الوطني) فإن طرفاً على الأقل أو أكثر من أطراف الحوار يتمثل دائماً في السلطة الحاكمة، ونحن نعلم يقيناً أن السلطات الحاكمة في بلداننا ما هي في الواقع سوى وكيل سياسي يمثل مصالح الدول الكبرى المستعمرة في تلك البلدان. وهذا معناه أننا عندما نتحاور مع الحكومة أو السلطة في أقطارنا الإسلامية فإننا نتحاور في الواقع مع مبعوثين أو مندوبين للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وللدول العظمى بشكل عام. ولا شك أن هذا الحوار مع هؤلاء هو حرام شرعاً لأنه يجعل للكفار أكبر سبيل على المسلمين والله سبحانه يقول:  وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا  [النساء 141].
                    وأما الغاية من (الحوار الوطني) فإنها تكون دائماً للوصول إلى حل وسط بين المتحاورين، والحل الوسط لا ريب بأنه حل غير إسلامي لأنه يجري فيه تنازل كل طرف من أطراف الحوار عن جزء من ثوابته لكي يتوافق المتحاورون على حل يرضي الجميع. ولو سلمنا جدلاً بوجود طرف إسلامي صادق في الحوار فإن عليه لزاماً أن يتنازل عن جزء على الأقل من ثوابته حتى يلتقي مع التيارات العلمانية والحكومية في منتصف الطريق. وهذا من شأنه أن يجعل الغاية المراد الوصول إليها بين المتحاورين بعيدة كل البعد عن الغايات الشرعية.
                    هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الحل الوسط هذا يعني أننا قبلنا من حيث المبدأ الحكم بغير ما أنزل الله ورضينا بالتحاكم إلى الطاغوت، وبتحكيم قوانين الكفر في حياتنا، والله سبحانه وتعالى يحذرنا من ذلك فيقول:  وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ  [المائدة 49] ويقول:  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا  [النساء 60].
                    وأما نتائج (الحوار الوطني) فإنها عادة ما تكون محسومة لصالح أعداء الأمة من الكفار والمنافقين والعملاء. ولعل النتائج التي تمخضت عن الحوارات الوطنية التي جرت في بلدان إسلامية لأكبر دليل على هذه الحقيقة. فنتائج الحوار الذي جرى في العراق وأفغانستان وفلسطين وكشمير والسودان كانت دائماً عبارة عن حروب أهلية أدَّت إلى تمزيق البلدان إلى كيانات صغيرة وتفريق الأمة إلى أمم، وإلى مجموعات عرقية ومذهبية وفصائلية، وإلى تمكين الكافر المستعمر من زرع عملائه في أعلى هرم السلطة في تلك البلدان.
                    وزد على ذلك التخلف والتأخر والفقر والمجاعات التي سادت في تلك البلدان، وفوق ذلك التبعية المطلقة للأعداء بحيث أصبح الولاء للكفار أمر بديهي ونتيجة حتمية لأي حوار وطني والله سبحانه قد خوَّفنا من عاقبة طاعة الكفار بالخسران فقال:  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ  [آل عمران 149].
                    وبذلك كله يتضح لنا جلياً أن فكرة (الحوار الوطني) هي فكرة غير إسلامية رمانا بها الكافر المستعمر؛ لتنخر في جسم أمتنا فتكاً وتدميراً تحت شعارات (المصالحة الوطنية) و(الوئام الوطني) و(التوافق الوطني)، مع أنها في الحقيقة ما هي سوى فكرة استعمارية خبيثة ترمي إلى التطاحن والاقتتال، وتكريس التبعية والتخلف والتشرذم.

                    منقول: مجلة الوعي،العدد 237 ، السنة الواحدة والعشرون ، شوال 1426هـ ، تشرين الثاني 2006م[/align]

                    تعليق


                    • #11
                      رد : الى دعاة القومية والوطنية ..

                      [align=justify]صحيح مسلم > كتاب الإمارة > باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ـ ـ

                      حدثنا هريم بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر قال سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز عن جندب بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية).

                      رواه مسلم
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

                      سنن أبي داود > كتاب الأدب > باب في العصبية

                      حدثنا بن السرح ثنا بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عبد الرحمن المكي يعني بن أبي لبيبة عن عبد الله بن أبي سليمان عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية).

                      الحكم على الكتاب بشكل عام : ذكر الإمام أبو داود مصنف هذا الكتاب أن الأحاديث التي في كتابه هي أصح ما عرف في الباب وقال ما كان في كتابي من حديث فيه وهن شديد فقد بينته وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      سنن النسائي (المجتبي) > كتاب تحريم الدم > باب التغليظ فيمن قاتل تحت راية عميه

                      أخبرنا بشر بن هلال الصواف قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن غيلان بن جرير عن زياد بن رباح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ميتة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني ومن قاتل تحت راية عميه يدعو إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتل فقتلة جاهلية).

                      الحكم على الكتاب بشكل عام : قال ابن الصلاح : أطلق الخطيب والسلفي الصحة علىكتاب النسائي وقال ابن حجر : وأطلق عليه أيضا اسم الصحة أبو علي النيسابوري وأبو أحمد بن عدي وأبو الحسن الدارقطني وابن منده وعبد الغني بن سعيد وأبو يعلى الخليلي وغيرهم
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      سنن النسائي (المجتبي) > كتاب تحريم الدم > باب التغليظ فيمن قاتل تحت راية عميه

                      أخبرنا محمد بن المثنى عن عبد الرحمن قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي مجلز عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قاتل تحت راية عميه يقاتل عصبية ويغضب لعصبية فقتلته جاهلية قال أبو عبد الرحمن عمران القطان ليس بالقوي).
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                      سنن ابن ماجة > كتاب الديات > باب من حال بين ولي المقتول وبين القود أو ـ ـ

                      حدثنا محمد بن معمر ثنا محمد بن كثير ثنا سليمان بن كثير عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل في عميه أو عصبية بحجر أو سوط أو عصا فعليه عقل الخطأ ومن قتل عمدا فهو قود ومن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل).
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      سنن ابن ماجة > كتاب الفتن > باب العصبية

                      حدثنا بشر بن هلال الصواف ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا أيوب عن غيلان بن جرير عن زياد بن رياح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قاتل تحت راية عميه يدعو إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتلته جاهلية).

                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      مستدرك الحاكم > كتاب الفتن و الملاحم > كتاب الفتن و الملاحم

                      أخبرني محمد بن المؤمل ، ثنا الفضل بن محمد بن المسيب ، ثنا نعيم بن حماد ، ثنا عثمان بن كثير بن دينار ، عن سعيد بن سنان ، عن أبي الزاهرية ، عن أبي شجرة كثير بن مرة عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : : ( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لن تفتن أمتي حتى يظهر فيهم التمايز و التمايل و المقامع قلت : يا رسول الله ما التمايز ؟ قال : التمايز عصبية يحدثها الناس بعدي في الإسلام قلت : فما التمايل ؟ قال : تميل القبيلة على القبيلة فتستحل حرمتها قلت : فما المقامع ؟ قال : سير الأمصار بعضها إلى بعض تختلف أعناقهم في الحرب .).

                      هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه .
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      سنن البيهقي الكبرى > كتاب قتال أهل البغي > باب الترغيب في لزوم الجماعة و التشديد على من نزع يده من الطا

                      أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرىء أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا شيبان بن فروخ ثنا جرير بن حازم عن غيلان بن جرير عن أبي قيس بن رباح عن أبي هريرة : ( عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : من خرج من الطاعة و فارق الجماعة فمات ، مات ميتة جاهلية ، و من قاتل تحت راية عمية يغضب للعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل ، فقتله جاهلية ، و من خرج على أمتي يضرب برها و فاجرها لا يتحاشى من مؤمنها و لا يفي لذي عهدها ، فليس مني و لست منه . رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ .).
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
                      سنن البيهقي الكبرى > كتاب الشهادات > باب شهادة أهل العصبية

                      أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن غيلان بن جرير عن زياد بن رياح عن أبي هريرة رضي الله عنه : : ( عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من خرج من الطاعة و فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ، و من قتل تحت راية عمية يغضب لعصبية و ينصر عصبية و يدعو إلى عصبية ، فقتل فقتلته جاهلية ، و من خرج على أمتي يضرب برها و فاجرها لا يتحاشى من مؤمنها و لا يفي لذي عهدها ، فليس من أمتي . رواه مسلم في الصحيح عن القواريري .).
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ


                      [/align]

                      تعليق

                      جاري التحميل ..