إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غربة المحجبة في وطنها و حريتها في الغرب ......

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غربة المحجبة في وطنها و حريتها في الغرب ......

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ,



    في الماضي و قبل 10 او 20 سنة لم تكن كلمة محجبة تقض مضجع الساسة و الرؤساء و زعماء الاحزاب و أنصار الحل التغريبي كما تفعل الان و ربما لهذا علاقة بالمد الاسلامي و الصحوة التي شهدها العالم العربي منذ آواخر الثمانينات و ربما هذا ايضا له علاقة بتزايد عدد المحجبات في بعض البلاد العربية حتى بات من العسير العثور على متبرجة في بعض شوارع القاهرة مثلا ....
    و الظاهر ان الحجاب الاسلامي التصق في ذهنية القادة و الساسة بالأحزاب الاسلامية . ففي حالة التوافق و الوئام بين الحزب الاسلامي و الحكومة , كما هو حاصل في الاردن , فلا مشكلة مع الحجاب و هو مسموح به بل و يشجع مادامت الحكومة او لنقل النظام يستفيد من هذا الحزب بشكل او بآخر . و لكن و في حالة الصدام و التخوين فالحجاب هو أول الضحايا و هذا ما حصل في تونس .فرغم أن قانون حظر و منح لبس الحجاب صدر في 1962 الا ان بورقيبة لم يتشدد في تطبيقه و ترك الفرصة للكثيرات للبس الحجاب حتى منتصف الثمانينات , لانه و بكل بساطة صراع بورقيبة لم يكن مع الاسلاميين بشكل مباشر بقدر ما كان مع القوى الاشتراكية و القومية و غيرها و ايضا لان الاسلاميين مازالوا غير منظمين وقتها و لا يشكلون قوة حقيقية .
    و لكن و بمجرد ان قويت شوكتهم و اصبح لهم رأي و نشاط واسع اصبح لزاما على بورقيبة التخلص منهم , و لكن زمن خرفه كان قد بدأ فأدخل المستشفى و ترك أمر تصفية حركة النهضة لوريثه الطاغية بن علي الذي أحيا قانون حظر الحجاب و فرض تطبيقه بالقوة و حل حزب النهضة و زج بكل اعضائه في السجون فمنهم من أعدم و منهم من هرب الى المنفى و منهم من يصرخ وراء القضبان و طبعا المحجبة كانت من بين هؤلاء .
    و الان المحجبة ممنوعة تقريبا من كل شيء في تونس , الدراسة و العمل و الخروج بالحجاب في الشارع ..إلخ و مؤخرا فقط و خلال امتحانات البكالوريا منعت مجموعة من الفتيات من دخول صالة الامتحانات فقط لانهن تحدين القانون و لبسن رمز الإرهاب كما يراه بن علي و زعماء العرب...و محنة المحجبة لا تتوقف في تونس بل تمتد لتشمل العديد من البلاد العربية .
    ففي المغرب هي ممنوعة من العمل في كثير من المراكز كالفنادق و المصانع و الشركات التجارية و غيرها من الامور و جواب ارباب العمل هو ان المحجبة لا تساعد على جلب الزبناء - لأنهم يريدون بنتا تلاطف هذا و ذاك و تتودد للزبون و تعري نفسها امامه و تغريه بحركات ربما خليعة حتى يقتنع بالشراء او التعامل مع هذه الشركة او حجز غرفة في هذا الفندق او ذاك ...هم يريدون سلعة و لا يريدون انسانة .البعض يقول ان الهجمات الاخيرة هي السبب و لكنني اقول ان هذه الامور موجودة قبل هذه الهجمات و لو ان تأثيرها لا يمكن انكاره ايضا .
    و طبعا على شاشات التلفزين سوف تعكر الجو العام و الهيام السائد بين المشاهد و مذيعته الجميلة المثيرة . فمن أكبر الكبائر عند قادة الأمة هو خروج محجبة على اي شاشة عربية لان هذا سوف يفسد الذوق العام - و كأن العرب باتوا مجرد رواد حانات و بارات هدفهم و أملهم الوحيد في هذه الدنيا هو مشاهدة الحسناوات على شاشات الكباريهات العربية .
    و الغريب أن علماءنا لا يملون من ذكر غطرسة الغرب و تسلطه و هجماته على المحجبات و الحجاب و هذا فيه شق من الصحة و ليس كله . فالمحجبة تواجه فعلا ازمة داخل البلاد الغربية و لكن في نفس الوقت هي حققت مكتسبات مهمة و كثيرة جدا . و لا يمكن التغاضي عن كل هذه الامور . فنسبة المحجبات في بعض البلاد الغربية يفوق بنسب كبيرة ماهو موجود في بعض بلداننا . و لا ننسى ايضا ان المحجبة في الغرب لديها الحق في رفع قضيتها و المطالبة بالتعويض و في كثير من الحالات حصلت على حقها كما حصل مع الفتاتين المسلمتين في فرنسا سنة 1993 حين رفضت مدرسة فرنسية استقبالهما بالحجاب ...و لا ننسى ايضا الانتصار الذي حققته مسملتان روسيتان في الغاء القانون الذي يمنع المرأة الروسية المسلمة من الظهور بحجابها على صورة الجواز و الاوراق الرسمية ..و لا ننسى ايضا ما حققته مسلمة في ولاية امريكية في نفس المجال ........نعم هناك تضييق على المحجبة في الغرب و لكن هناك ايضا مجال للتحرك و للمسائلة و لرفع القضايا ..و هي امور لن و لن تجدها في بلدك .......
    لو منع الغرب الحجاب بشكل نهائي لكان امرا عاديا و لكنه لم يفعل , في حين منع و بقرار رسمي في بلد عربي يدعي الاسلام هو تونس . اما في باقي البلاد العربية فهي أشبه برجل متقاعد ينتظر الموت ...نعم هي ممنوعة من كل شيء الا الجلوس في البيت و قد يكون هذا احد المحرمات في بعض المناطق . قد يقول البعض اننا نبالغ في رسم صورة قاتمة للمحجبة في البلاد العربية و لكنها الحقيقة يا إخوة ...
    ربما في مصر الحجاب مسموح به و لكن عمل المحجبة هو يندرج في إطار الممنوع كما هو حاصل في المغرب و باقي البلاد العربية باستثناء الخليج لان لها وضع خاص .

    و للاسف الكثير من علمائنا " الأجلاء " لا يرون في هذه معضلة بل هو أمر عادي جدا , حتى أن طنطاوي زار تونس في ابريل 2002 و دعا لبن علي بالنصر و التمكين و شكره على خدماته الجليلة للاسلام و المسلمين . هل احترم بعد هذا عالما كهذا دعا بالنصر لجلاد لم تجف يداه من دماء الابرياء و منع الحجاب المعلوم من الدين بالضرورة بقرار رسمي و فرض عقوبة السجن التي قد تمتد لسنوات على كل من يثبت ارتكابها لهذا الجرم الشنيع " لبس الحجاب ؟؟!!
جاري التحميل ..
X