حرص السلف على أوقاتهم :
كان السلف رحمهم الله تعالى يحرصون على أوقاتهم ويشحون بها جداً ، فلا يبذلونها في غير طاعة الله عز وجل ، أما نحن فالوقت عندنا من أهون الأشياء وأرخصها ... ولذلك فإننا نجود به دون حساب ولا خوف عاقبة .
ولو تأمل المرء حق التأمل ... لوجد أن الوقت أغلى من كنوز الأرض كلها ، لأن المال يذهب ويجيء ... أما الأيام والليالي فإنها إذا ذهبت لا يمكن أن تعود أبداً .....
ما من يوم ينشق فجره إلا ويقول : يا بن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى قيام الساعة ...

يـــــا من بدنياه اشتغل ***** وغره طـــول الأمـــل
المــــوت يــأتــي بغتة ***** والقبر صندوق العمل

*** قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي .

*** وقال أيضاَ : إني لأبغض الرجل أراه فارغاً لا في أمر دنياه ولا في أمر آخرته .

*** وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : إن الليل والنهار يعملان فيك ... فاعمل أنت فيهما .

*** وقال الحسن : أدركت أقواماً كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه .

*** وقيل لنافع : ما كان ابن عمر يصنع في منزله ؟ قال : الوضوء لكل صلاة ، والمصحف فيما بينهما .

*** وقال أبو يزيد : إن الليل والنهار رأس مال المؤمنين ، ربحهما الجنة ، وخسرانهما النار .

*** وقال أبو العباس الدينوري : ليس في الدنيا أعز وألطف من الوقت والقلب وأنت مضيع لهما .

*** وقال إبراهيم بن شيبان : من حفظ على نفسه أوقاته فلا يضيعها بما لا رضا لله فيه ، حفظ الله عليه دينه ودنياه .

جزاكم الله خيرا
وبانتظار الباقي

أصناف الناس في قضاء الإجازة

كيف يقضي الناس تلك الاجازات ؟ وما هي الأنشطة التي يقومون بها ؟

إن الناس في قضاء الإجازات أصناف شتى :

الصنف الأول :

صنف عرف الغاية من الوجود : وعرف أنه ما خلق إلا لعبادة ربه كما قال سبحانه : { وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون }
ولذلك فهو يستغل تلك الاجازة في التفرغ للعبادة واكتساب الحسنات وإذهاب السيئات والاتقاء إلى المراتب والمقامات العالية .

* فمن هؤلاء من يستغل الإجازة في تلاوة القرآن الكرم وحفظه وتدبره .
* ومنهم من يستغل الإجازة في حفظ السنة النبوية والاهتمام بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* ومنهم من يستغل الاجازة في حفظ المتون العلمية .
* ومنهم من يستغل الإجازة في طلب العلم الشرعي والذهاب إلى العلماء للأخذ عنهم .
* ومنهم من يستغل الإجازة في قراءة كتب أهل العلم والاستفادة منها .
* ومنهم من يستغل الإجازة في سماع الأشرطة النافعة .
* ومنهم من يستغل الإجازة في سماع إذاعة القرآن الكريم وتتبع برامجها .
* ومنهم من يستغل الإجازة في حضور الندوات والمحاضرات العلمية والاشتراك في الدورات العلمية .
* ومنهم من يستغل اإجازة في زيارة الحرمين الشريفين للعمرة والصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي .
* ومنهم من يستغل الإجازة لإي الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
* ومنهم من يستغل الإجازة في خدمة الإسلام والمسلمين وقضاء حوائج ذوي الحاجات من الفقراء والمساكين .
* ومنهم من يستغل الإجازة في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام عبر موقعه في الانترنت .
* ومنهم من يستغل الإجازة متعاوناً مع مكاتب الدعوة والهيئات الإغاثية في أعمالها المختلفة .
* ومنهم من يستغل الإجازة في الصلاة والذكر والتنقل بين أصناف العبادات الشرعية .
* ومنهم من يستغل الإحازة في السفر إلى القرى والهجر لتعليم أهلها القرآن والسنة .
* ومنهم من يستغل الإجازة في كتابة الأبحاث والمقالات النافعة .
* ومنهم من يستغل الإجازة في الذهاب إلى أماكن الجهاد للمشاركة بنفسه وماله .
* ومنهم من يستغل الإجازة في بر الوالدين وصلة الأرحام وزيارة الجيران والعلماء والصالحين وأهل الفضل .
* ومنهم من يستغل الإجازة في رصد كتابات أعداء الإسلام لتنفيذها والرد عليها والتحذير منها .
* ومنهم من يستغل الإجازة في في التأليف بين القلوب والإصلاح بين الناس .
وهذا الصنف هو أفضل الأصناف على الإطلاق لآنه آثر الأخرة على الدنيا ، وسعى لها سعيها وهو مؤمن ، وهو ينتظر الجزاء الأوفى من الرب الكريم سبحانه وتعالى .

الصنف الثاني :
صنف ليست له همة عالية مثل الصنف الأول ، ولكنه لا يطلب الحرام ولا يسعى له ، فهو يشتغل في الاجازة في الأمور المباحة بعد أن يؤدي ما عليه من الواجبات :
* فمنهم من يقضي الاجازة في البيع والشراء وكسب المعيشة .
* ومنهمم من يلتحق بالدوائر الحكومية أو غيرها من المؤسسات على أنظمة الساعات .
* ومنهم من يقضي الاجازة في السفر وارحلات والنزهات الخالية من المنكرات والأفعال المحرمة .
* ومنهم من يقضي الاجازة في التدريب على الحاسب الآلي والانترنت أو في تعلم اللغات الأجنبية .
* ومنهم من يقضي الاجازة في بيته وسط أهله وإخوانه .
* ومنهم من يقضي الاجازة في المراكز الصيفية بغرض الترفيه عن النفس .
* ومنهم من يقضي الاجازة في تعلم بعض المهن كالميكانيكا والكهرباء واصلاح الالكترونيات وأجهزة التبريد والتكييف وعمال الدهان والنجارة .... الخ .
* ومنهم من يقضي الاجازة في تقوية ضعفه الدراسي أو في دراسة مواد السنة المقبلة .
* ومنهم من يقضي الاجازة في ممارسة الرياضة .
* ومنهم من يقضي الاجازة في الألعاب التي لا تحتوي على أي محرم .
* ومنهم من يقضي الاجازة في الزيارات والمراسلات وغيرها من الهوايات كتعلم الخط العربي وجمع طوابع البريد والعملات النادرة وغير ذلك .
ولا شك أن هذا الصنف يحمد على فعل المأمورات وترك المنهيات ، إلا أن اشتغاله بمثل هذه الأمور المباحة قد يجر إلأى الوقوع في المعاصي ، فالأولى أن يكون هم الانسان الأول ف هذه الحياة هو طاعة اله عز وجل وعبادته والوصول إلى مرضاته ولا بأس بعد ذلك بمزاولة بعض الأمور المباحة في بعض الأوقات ، أما أن يكون الاشتغال بالمباح هو الأصل وهو الأساس فذلك باب عظيم من أبواب الشيطان التي يصد بها قلوب بني آدم .

الصـــنــف الثــــــالــــث :
صنف غافل لاه : نسي الله والدار الآخرة ، وآثر الحياة الدنيا وزينتها على دار البقاء والخلود .
صنف يستعين بنعم الله على معاصيه ، ويجعل الاجازة موسماً لضياع الاوقاتوانحراف العمل والسلوك ....
*فمنهم من يقضي الاجازة في السهر على مشاهدة الافلام والمسلسلات والأغاني والرقصات والتنقل من قناة إلى قناة بحثاً عن المتع المحرمة والنظرة الخائنة والصور الفاجرة .
* ومنهم من يقضي الاجازة في الألعاب المحرمة كالعاب الكمبيوتر المشحونة بالمناظر الخليعة والموسيقى والعري وإظهار شعائر الكفر ، وكذلك لعب الورق والزهر وغيرها ، وأخيراً لعبة البوكيمون اتي أفتى العلماء بتحريمها .
* ومنهم من يقي الاجازة متنقلاً بين مواقع الانترنت الاباحية لاهثاً وراء غرائزه وشهواته .
* ومنهم من يقضي الاجازة في النوم نهاراً فيضيع بذلك الصلوات المكتوبة والسهر ليلاً على الملاهي والمنكرات .
* ومنهم من يقضي الاجازة مع أصدقاء السوء ولصوص الأوقات وقطاع طريق الاستقامة .
* ومنهم من يقضي الاجازة في السفر إلى بلاد الكفر بقصد السياحة والمتعة وقد يعود هذا المسافر وهو يحمل الكراهية للإسلام والمسلمين والتعظيم للحضارة الغربية الكافرة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما " رواه أبو داود وحسنه الألباني .
* ومنهم من يسافر بغرض الفجور والفساد والتنقل بين المراقص ودور الخنا وقد يعود إلى بلاده بالأمراض الخبيثة والأوبئة الفتاكة كالإيدز وغيره ناهيك عما يحمله من ذنوب وأوزار .
قال تعالى : { ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً }
وقال صلى الله عليه وسلم : [COLOR=deeppink]" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " [/COLOR]متفق عليه .
* ومنهم من يقضي الاجازة خارج اليت في البراري أو في الشوارع أو في المقاهي حيث الكلمات الفاجرة والنكات الفاضحة والألعاب المحرمة والدخان والشيشة وغير ذلك .
* ومنهم من يقضي الاجازة في المعاكسات والمغازلات عن طريق الهاتف أو في الشوارع أو في الأسواق أو عن طريق الانترنت مما ينذر بخطر كبير وفساد عظيم .
* ومنهم من يقضي الاجازة في قراءة كتب الأدب المكشوف التي تثير الغرائز وتدعو إلى الفواحش .
* ومنهم من يقضي الاجازة في مشاهدة المجلات الخليعة التي تفتن الشيخ الكبير فضلاً عن الشاب الصغير .
* ومنهم من يقضي الاجازة في العبث بالسيارات والتفحيط والتطعيس وإيذاء المارة مما يسبب الحوادث تامروعة مع اتلاف تلك السيارات التي هي من نعم الله علينا .
* ومنهم من يقضي الاجازة في الكسل وعدم القيام بأي عمل نافع مثمر .
* ومنهم من يقضي الاجازة في المراسلات عبر البريد العادي أو الإلكتروني حيث يتعمد الشباب مراسلة الفتيات وتتعمد الفتيات مراسلة الشباب وقد ينتج عن ذلك ضياع لهؤلاء الشباب والفتيات .

*** فيا أخي الحبيب !
الاجازة فرصة لاصلاح النفس وتهذيبها ... فلا تضيع هذه الفرصة فتندم حيث لا ينفع الندم ....

والنفس أخي الحبيب إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل واللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو والكذب ، والجوارح إن لم تشغلها بطاعة الله شغلتك بمعصيته ومحاربته .
فاجتهد أخي في طلب المعالي ... واربأ بنفسك عن الدنايا ... وابتعد عن سفاسف الأمور ... وكن ذا همة عالية .... وردد أخي قول الشاعر :
سأنفق ريعان الشبيبة دائباً ****** على طلب العلياء أو طلب الأجر
أليس من الخسران أن لياليا ****** تمر بلا نفع وتحسب من عمري ؟!
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .